
سعيّد يستقبل كبير مستشاري ترامب: لقاء ساخن وملفّات حارقة تثير المخاوف
وأثارت الزيارة ضجة كبيرة، لا سيما بعد نشر الرئاسة التونسية مقطع فيديو يظهر فيه سعيّد واقفاً يحدّث ضيفه عن الأوضاع في غزة، مستعرضاً صور أطفال يعانون الجوع، ومؤكداً أن "الوقت قد حان لتستفيق الإنسانية أمام الجرائم الإسرائيلية في القطاع".
وأفاد بيان للرئاسة التونسية بأن اللقاء تطرّق إلى عدد من المواضيع، أبرزها مكافحة الإرهاب بمختلف أشكاله، إلى جانب التطورات في المنطقة العربية. وشدّد سعيّد على أن شعوب الدول العربية وحدها من يملك حق حلّ قضاياها الداخلية، بعيداً عن أي تدخل أجنبي، مؤكداً أن "تونس اختارت توسيع شراكاتها الاستراتيجية بما يخدم مصالح شعبها ويحقق مطالبه".
جولة في شمال أفريقيا
حازت الزيارة اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية التونسية، لا سيما أنها تأتي بعد أيام من إعلان إدارة ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع التونسية بدءاً من آب/ أغسطس المقبل.
واختار بولس تونس لتكون محطته الأولى في جولة تشمل أيضاً ليبيا، الجزائر والمغرب، في دلالة اعتبرها مراقبون تعكس أهمية تونس في الحسابات الأميركية الجديدة.
ويرى وزير الخارجية التونسي السابق أحمد ونيس، في حديث لـ"النهار"، أن هذا الاختيار يحمل رسالة بأن واشنطن تدرك تماماً أهمية الدور التونسي في المنطقة.
من جهته، يرى المتحدث باسم حزب "التيار الشعبي" محسن النابتي أن إدارة ترامب بعد حرب سوريا وتطورات الملف الإيراني، قررت إعادة التركيز على القارة الأفريقية. ويقول النابتي، لـ"النهار"، إن ترامب، الذي يسعى للفوز بجائزة نوبل للسلام، يحاول تقديم نفسه كرجل سلام في شمال أفريقيا، ومن هنا جاءت جولة كبير مستشاريه وصهره.
ويضيف أن اختيار تونس محطةً أولى في هذه الجولة يحمل رسائل عديدة، أبرزها مواقفها من العدوان الإسرائيلي على غزة، ورفضها التعامل مع السلطة السورية الجديدة، إلى جانب تقاربها مع إيران.
ملفّات بالجملة
ويشير النابتي إلى أن البيان الرئاسي يعكس تناول اللقاء لعدة ملفات، في مقدمها الملف الليبي، مرجّحاً وجود تحوّل في الموقف الأميركي حيال هذا الملف، الأمر الذي يفسّر، برأيه، أهمية زيارة تونس.
كذلك تطرّق اللقاء، بحسب النابتي، إلى الخيارات السياسية الجديدة التي تنتهجها تونس، قائلاً: "مستشار ترامب جاء برسالة مباشرة إلى الرئيس سعيّد، إذ تنظر واشنطن بقلق إلى تقارب تونس مع المعسكر الشرقي".
ويؤكد أن رد سعيّد كان واضحاً، عبر تأكيده أن تونس تختار شركاءها وفق ما يخدم مصالح شعبها، مشيراً إلى أن العلاقات التونسية - الصينية تمر بمرحلة مزدهرة، وتونس من أكثر الدول المغاربية تقارباً مع إيران، كما أن مواقفها السياسية تتقاطع مع توجهات دول مجموعة "البريكس"، وهو ما يقلق الولايات المتحدة.
ويضيف أن سعيّد بعث برسائل طمأنة إلى شركاء تونس الجدد، مشدداً في الوقت نفسه على أن "تونس لن تكون حديقة خلفية لأي معسكر".
نجاح اتصالي
من أبرز ما لفت الأنظار خلال الزيارة كان أسلوب سعيّد في مخاطبة ضيفه الأميركي. ويعتبر النابتي أن سعيّد حقق "نجاحاً اتصالياً لافتاً"، قائلاً: "الإدارة الأميركية تعوّدت على إملاء الأوامر على الرؤساء، لكن بولس فوجئ بموقف صارم من سعيّد، الذي تحدّث إليه واقفاً وبصوت عالٍ، مستعرضاً صور أطفال غزة، ما وضع الضيف في موقف حرج".
مخاوف من الرد الأميركي
ورغم إشادة البعض بموقف سعيّد، أثار اللقاء مخاوف من ردّ فعل أميركي محتمل، عبّر عنها كثيرون على وسائل التواصل. ويرجّح النابتي أن واشنطن لن تلجأ إلى خطوات قصوى ضد تونس كما فعلت مع العراق أو إيران، لعدم وجود ملفات ثقيلة يمكن استخدامها لابتزازها، مضيفاً: "قد تسعى لتضييق الخناق الاقتصادي عبر قطع المساعدات أو التمويلات، تحت غطاء الحقوق والحريات، لكن الرئيس سعيّد لمّح إلى وجود بدائل".
مواقف مبدئية
بدوره، يقلّل ونيس من احتمالات تدهور العلاقات التونسية - الأميركية، مؤكداً أن بيان الرئاسة التونسية التزم بمبادئ السياسة الخارجية، القائمة على رفض التدخلات الأجنبية والتشديد في المقابل على احترام سيادة تونس.
ويضيف ونيس أن سعيّد بعث بمجموعة من الرسائل، أبرزها أن التدخل الأميركي زاد الأمور تعقيداً في المنطقة، لكنه في الوقت نفسه لا يخشى الضغوط، مستنداً إلى مواقف مبدئية لا تتغيّر بتغيّر المزاج الدولي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 39 دقائق
- سيدر نيوز
ترامب يتوصل لاتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي ويخفف الرسوم الجمركية على بضائعه #عاجل
توصلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري، يوم الأحد، مما يُنهي المواجهة التجارية بين أهم الشركاء الاقتصاديين في العالم، على مدار الأشهر الماضية. جاء الاتفاق بعد مفاوضات حاسمة خاضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في اسكتلندا، ويشمل فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 15 في المئة على جميع السلع الواردة من الاتحاد الأوروبي. ويمثل الاتفاق تخفيفا لضرائب الاستيراد التي هدد ترامب بفرضها ابتداء من يوم الجمعة، بقيمة 30 في المئة. وأكد ترامب على أن الاتحاد الأوروبي، المكون من 27 دولة، سيفتح أسواقه أمام المصدرين الأمريكيين، مع إعفاء كامل من الرسوم جمركية لبعض المنتجات. من جانبها أشادت أورسولا فون دير لاين بالاتفاق، مؤكدة أنه سوف 'يحقق الاستقرار لكلا الحليفين'، وهما يمثلان معاً ما يقرب من ثلث التجارة العالمية. وكان ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية على شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، في محاولة لإعادة تنظيم الاقتصاد العالمي وتقليص العجز التجاري الأمريكي. وبالإضافة للاتحاد الأوروبي، توصل ترامب أيضاً لاتفاقيات حول التعريفة الجمركية مع بريطانيا واليابان وإندونيسيا وفيتنام، ورغم هذا فإنه لم يحقق هدفه المعلن بإبرام '90 صفقة خلال 90 يوماً.' آسيا تترنح تحت وطأة التعريفات الأمريكية: من الرابح ومن الخاسر؟ جاءت المفاوضات الخاصة بالاتفاق بين ترامب وأورسولا في ملعب تيرنبيري للغولف في جنوب أيرشاير، في اسكتلندا، التي يزورها ترامب لمدة خمسة أيام. وقال الرئيس الأمريكي، عقب اجتماع قصير مع رئيسة المفوضية الأوروبية: 'لقد توصلنا إلى اتفاق. إنه اتفاق جيد للجميع، سيُقربنا من بعضنا البعض'. وأشادت فون دير لاين بالاتفاق ووصفته بأنه 'اتفاق ضخم'، بعد 'مفاوضات شاقة'. وبموجب الاتفاق، قال ترامب إن الاتحاد الأوروبي سيعزز استثماراته في الولايات المتحدة بمقدار 600 مليار دولار، وسيشتري معدات عسكرية أمريكية بمئات المليارات من الدولارات، وسينفق 750 مليار دولار على قطاع الطاقة الأمريكي. بينما أوضحت أورسولا أن الاستثمار في الطاقة سيركز على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي والنفط والوقود النووي، للمساعدة في تقليل اعتماد أوروبا على مصادر الطاقة الروسية. وقالت: 'أود أن أشكر الرئيس ترامب شخصياً على التزامه الشخصي وقيادته لتحقيق هذا الإنجاز'. وأضافت: 'إنه مفاوض حازم، ولكنه أيضاً بارع في إبرام الصفقات'. وأشار ترامب أيضا إلى أن الرسوم الجمركية البالغة 50 في المئة، التي فرضها على الصلب والألومنيوم عالمياً ستبقى سارية. ويمكن للطرفين اعتبار هذه الاتفاقية بمثابة انتصار لكل منهما. فالاتحاد الأوروبي، كان من الممكن أن يواجه رسوماً جمركية أسوأ من جانب الولايات المتحدة، لكنه حقق نفس الاتفاق الذي توصلت له اليابان مع ترامب بنسبة 15 في المئة، لكن بالطبع لم يكن الاتفاق جيد مثل الذي حصلت عليه بريطانيا حيث لم تزد الرسوم الجمركية الأمريكية على منتجاتها عن 10 في المئة. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الاتفاق يعني حصولها على 90 مليار دولار من عائدات الرسوم الجمركية ستدخل إلى خزائن الحكومة، بحسب أرقام التجارة مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي، بالإضافة إلى مئات المليارات من الدولارات من الاستثمارات التي سوف تتدفق إلى الاقتصاد الأمريكي. بلغ إجمالي حجم التجارة السلعية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حوالي 975.9 مليار دولار العام الماضي. وكان الميزان التجاري يميل إلى الأوروبيين، واستوردت الولايات المتحدة بضائع من الاتحاد الأوروبي بقيمة 606 مليارات دولار تقريباً، بينما بلغ حجم الصادرات الأمريكية لدول الاتحاد 370 مليار دولار. يُمثل هذا الخلل، أو العجز التجاري، نقطة خلاف بالنسبة لترامب، الذي يقول إن مثل هذه العلاقات التجارية تعني أن الولايات المتحدة 'تخسر'. ولو كان ترامب نفذ تهديداته السابقة بفرض رسوم جمركية كبيرة على أوروبا، كانت الكثير من المنتجات ستخصع لضرائب استيراد، من الأدوية الإسبانية إلى الجلود الإيطالية والإلكترونيات الألمانية والأجبان الفرنسية. وهدد الاتحاد الأوروبي وقتها باستعداده للرد بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية، بما في ذلك قطع غيار السيارات وطائرات بوينغ ولحوم البقر. يخطط رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للقاء ترامب في تيرنبيري، يوم الاثنين. ومن المقرر أن يزور ترامب أبردين يوم الثلاثاء، حيث تمتلك عائلته ملعب غولف آخر، وسوف يفتتح ملعباً ثالثاً الشهر المقبل. يعتزم الرئيس وأبناؤه المشاركة في قص شريط افتتاح الملعب الجديد.


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
ترامب يخاطر بفقدان دعم "ماغا"!
يتعرض ترامب للانتقاد العلني من عقر داره، وممن كان لهم الفضل في إعادته إلى البيت الأبيض بفوز ساحق على المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس في 2024. وترامب، يخاطر الآن بفقدان هذا الدعم...


IM Lebanon
منذ 3 ساعات
- IM Lebanon
ترامب: توصلنا إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الأحد، التوصل إلى اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 15%، واصفًا إياه بأنه 'الاتفاق الأكبر على الإطلاق'. وقال ترامب إثر اجتماع مع رئيسة مفوضية التكتل أورسولا فون دير لاين في اسكتلندا: 'توصلنا لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وسيجلب هذا الاتفاق الاستقرار'، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ في شراء معدات عسكرية أميركية ضمن بنود الاتفاق. وذكر ترامب أن الاتفاق يشمل شراء الاتحاد الأوروبي طاقة أميركية بقيمة 750 مليار دولار. وأشار ترامب إلى فتح أسواق جميع دول التكتل أمام المنتجات الأميركية، في المقابل سيجني التكتل استثمارات أميركية قيمتها 600 مليار دولار.