
5 أسئلة حول الصفقة المرتقبة بين حماس وإسرائيل
في الساعات الأولى من صباح الاثنين، تناقلت وسائل الإعلام الأميركية تصريحات للرئيس دونالد ترامب يبشر فيها بقرب ظهور أخبار سارة حول نهاية الحرب في قطاع غزة.
ومع منتصف النهار، تتالت الأخبار العاجلة من شبكة الجزيرة ووكالة رويترز، حول موافقة حركة حماس على مقترح أميركي يتضمن هدنة لمدة 60 يوما.
لكن الموقف سرعان ما اتسم بالغموض، فظهرت تصريحات إسرائيلية تنفي القبول بالمقترح، فيما أدلى المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف بتصريح يقول فيه إنه قدم مقترحا ستوافق عليه إسرائيل "وعلى حماس القبول به":
1 – فما الذي جرى أمس بشأن المفاوضات؟
وفق مصادر مطلعة تحدثت للجزيرة، فإن المبعوث الأميركي قدم لحماس خطة تتضمن وقفا لإطلاق النار مدته 60 يوما.
ويشهد اليوم الأول من الهدنة الإفراج عن 5 أسرى إسرائيليين، ويتم الإفراج عن خمسة آخرين في اليوم الستين.
ووفق الصفقة المسربة فإن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضمن وقف إطلاق النار خلال 60 يوما، وانسحاب القوات الإسرائيلية حسب اتفاق يناير/كانون الثاني الماضي.
ويضم مقترح ويتكوف تحرير أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط من اليوم الأول، والدخول لاحقا في مفاوضات لوقف إطلاق النار بشكل دائم.
2 – ما موقف حماس؟
تقول المصادر المطلعة إن حركة حماس وافقت على المقترح الأميركي.
ورغم أن و قف إطلاق النار مؤقت مبدئيا، فإنه ينص على تهيئة الظروف لمباحثات حول وقف دائم لإطلاق النار.
ثم إن هذا الاتفاق لا يجرد حماس من قوتها التفاوضية، حيث ستٌبقى بحوزتها على نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء، إلى جانب جثث آخرين.
وفي وقت سابق، كشف مصدر مقرب من حماس- في تصريحات خاصة للجزيرة- عن تفاصيل للاقتراح الذي يشمل إدخال المساعدات الإنسانية بالكامل، بواقع ألف شاحنة يوميا، وانسحاب قوات الاحتلال من المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية لقطاع غزة في اليوم الخامس من بدء سريان التهدئة.
وأضاف المصدر أن هناك تعهدا أميركيا بقيادة مفاوضات جادة تفضي إلى وقف شامل للحرب، وضمان عدم العودة إلى العمليات العسكرية إن تعثرت المفاوضات خلال فترة التهدئة.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية ذكرت مصادر مشاركة بالمفاوضات أن حماس طالبت بضمانات حقيقية من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب.
ويرى المحلل السياسي إبراهيم المدهون، في تصريحات للجزيرة نت، أن قبول حماس بمبادرة ويتكوف لم يكن قرارا سهلا، خصوصا بعد عشرات آلاف الشهداء، وبعد أن تحول قطاع غزة إلى مسرح مفتوح لآلة القتل الإسرائيلية.
وقال المدهون إن الحركة رأت في هذه اللحظة الفارقة ضرورة التحرك لوقف الإبادة الجماعية المستمرة منذ ما يقارب 600 يوم، في ظل عجز القوى الإقليمية والدولية عن إنهاء الحرب أو حماية الشعب الفلسطيني.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للعدالة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية- إن إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة على رأس أولويات حكومته.
وأضاف أنه يأمل أن يعلن ما وصفها بالبشرى بهذا الشأن اليوم (الاثنين) أو غدا (اليوم الأربعاء).
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن المبعوث الأميركي نقل الاتفاق إلى حكومة نتنياهو وينتظر ردها النهائي عليه.
لكن مكتب نتنياهو سارع إلى القول إن رئيس الوزراء لم يقصد الإعلان عن شيء اليوم أو غدا، بل أشار فقط إلى جهود التوصل إلى صفقة.
بدورها نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أنها لم تلحظ أي تقدم في المحادثات ولا تعرف ماذا يقصد نتنياهو بكلامه.
وبهذه التسريبات، خيم الغموض على الموقف الإسرائيلي.
ولاحقا، قال مسؤول إسرائيلي إنّه لا يمكن لأي حكومة مسؤولة أن "تقبل مقترح حماس بشأن وقف إطلاق النار".
وفي مؤشر على استمرار الاحتلال في التصعيد وعدم جنوحه للتفاوض، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن الحكومة صدّقت على استدعاء 450 ألف جندي من الاحتياط.
4 – فلماذا تعنتت إسرائيل؟
إن الوصول لهدنة طويلة يعني تصدع حكومة نتنياهو وربما سقوطها، ذلك أن وزراءه الأكثر تطرفا مثل بن غفير وسموتريتش، يربطون بقاءهم في الائتلاف الحاكم باحتلال قطاع غزة ومواصلة تجويع الشعب الفلسطيني.
وفي محطات تفاوضية سابقة، بدا أن نتنياهو غير قادر على التحرر من ضغوط سموتريتش وبن غفير، لأن انسحابهما يعني سقوط حكومته والتوجه لانتخابات جديدة.
وبالتزامن مع تسريب المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، كرر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش دعوته لاحتلال قطاع غزة بالكامل وإعادة بناء المستوطنات فيه، وذلك خلال مشاركته الاثنين في احتفالات المستوطنين بذكرى احتلال القدس الشرقية.
وليست ضغوط سموتريتش وبن غفير وحدها، وراء تعنت نتنياهو، بل هل هناك الخوف من أحداث اليوم التالي للحرب في إسرائيل:
أولا ، انتهاء الحرب، يعني وقف الذرائع التي تحول دون المضي في تحقيقات 7 أكتوبر/ والتي قد تفضي لتحميل نتنياهو المسؤولية عن فشل جيش الاحتلال في التصدي لعملية طوفان الأقصى.
ثانيا، لن يكون بإمكان نتنياهو لاحقا التذرع بإجراء مشاورات أمنية للتهرب من استجوابه في قضايا الفساد التي يحاكم فيها.
ثالثا هذه العوامل مجتمعة ستقود نتنياهو للسجن، وفي أقل الأحوال تبقيه خارج المشهد السياسي في إسرائيل، مع الحد من سفره للخارج حيث تطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله لمحاكمته على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبها في قطاع غزة.
5- هل ستضغط أميركا على إسرائيل وهل من أفق للتوصل لصفقة؟
تشير تقديرات المراقبين والخبراء إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر المضي قدما في رسم تحالفاته ومصالحه في الشرق الأوسط، دون الخضوع لأجندات بنيامين نتنياهو.
ومن دون أن يشرك الإسرائيليين في الرأي، توصّل ترامب لصفقة مع الحوثيين، وتخلص من الأعباء المالية والسياسية لمواجهتهم في البحر الأحمر ، وترك إسرائيل وحدها في جبهة اليمن.
كذلك، دخل ترامب في مفاوضات مع إيران. وقد أكد أكثر من مرة سعيه للتوصل لحل دبلوماسي مع طهران حول برنامجها النووي، وقال إنه يريد لإيران الازدهار والتطور مقابل عدم امتلاكها للقنبلة الذرية.
بينما تريد إسرائيل فقط شن ضربات جوية على إيران وعدم رفع العقوبات عنها وإذلالها على المسرح الدولي بتفكيك منشآتها النووية وإبطال برنامجها للصواريخ.
وليست حماس، استثناء، فقد تفاوضت معها إدارة ترامب مباشرة بشأن الأسير إلكسندر عيدان، وبدا أن براغماتية الحركة وجديتها لفتت انتباه المفاوضين الأميركيين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن واشنطن تمارس ضغوطا كبيرة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وسط أنباء عن "تحول إيجابي في موقف حماس بإمكانية التوصل لاتفاق جزئي.
وفي صحيفة هآرتس، كتب الخبير والأكاديمي الإسرائيلي عيران يشيب أن علاقة نتنياهو مع ترامب تمر بأسوأ مراحلها، مشيرا إلى أن الأخير يوشك على اتخاذ موقف لإزاحة نتنياهو.
وقال يشيب إن ترامب الذي يتعامل مع إسرائيل بمنطق "الاستثمار" لم يعد مهتما بضخ المزيد من الأموال في مشاريع لا تعود عليه أو على بلاده بنفع مباشر، مشيرا إلى أن إسرائيل تلقت العام الماضي مساعدات عسكرية أميركية بنحو 18 مليار دولار.
وتابع يشيب "ترامب لا يريد مواصلة الاستثمار في أوكرانيا أو إسرائيل، ولا يرى في التصعيد بالشرق الأوسط جزءا من أجندته. بل على العكس، هو يسعى إلى اتفاقيات اقتصادية تضمن له ولعائلته مكاسب شخصية، على غرار ما حدث مع اتفاقيات أبراهام ، ويرى أن نتنياهو يعيق هذه المساعي".
وفي ظل تصاعد الأصوات الأوروبية والعالمية المنادية بمعاقبة إسرائيل على الإبادة الجماعية في غزة، من الوارد ان تواصل إدارة ترامب ضغوطها على حكومة نتنياهو للتوصل لصفقة مع حماس تفضي لوقف دائم لإطلاق النار.
ويقول المحلل السياسي المدهون إن حركة حماس حرصت على الحصول على تعهد شخصي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باعتباره الطرف الوحيد القادر على التأثير الفعلي والضغط على حكومة بنيامين نتنياهو.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 30 دقائق
- الجزيرة
36 شهيدا باليوم 600 من "إبادة غزة" والأونروا تنتقد "مساعدات الإلهاء" الأميركية
استشهد 36 فلسطينيا وأصيب 179 آخرون، جراء غارات وعمليات قصف شنها الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء، وهو اليوم 600 لحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المحاصر الذي يعاني سكانه تجويعا لم يخفف منه نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركيا في غزة والذي اعتبرته الأونروا "هدرا للموارد وإلهاء عن الفظائع". وأفادت مصادر طبية باستشهاد 9 فلسطينيين من عائلة واحدة، وإصابة 15 آخرين، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة. وذكر مراسل الجزيرة أن عددا من الأشخاص لا يزالون تحت أنقاض المنزل المستهدف كما تم انتشال جثمان شهيد قضى بقصف إسرائيلي أمس على حي الشجاعية شرقي المدينة. وفي شمالي القطاع، استشهد 4 مواطنين جراء قصف من طائرات الاحتلال استهدف مجموعة من المواطنين قرب منطقة الفاخورة في مخيم جباليا. وأفادت المصادر باستشهاد 6 مواطنين ووقوع جرحى في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وفي جنوبي القطاع، استشهد 4 مواطنين في عمليات قصف استهدفت بلدات القرارة، والفخاري، وعبسان الكبيرة، ومنطقة قيزان رشوان شرقي مدينة خان يونس. وانتشلت الفرق الطبية جثمان مواطن استشهد قبل أيام في قصف إسرائيلي استهدف منزله في حي المنارة جنوب شرقي المدينة. وفي مدينة رفح ، استشهدت سيدة مسنة، وأصيب طفلان بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من نقطة لتوزيع المساعدات في منطقة ميراج شمالي المدينة، كما استشهد مواطن متأثرا بجروح أصيب بها أمس في المنطقة ذاتها. وارتفعت حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 54 ألفا و56 شهيدا، و123 ألفا و129 مصابا. واستأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ 18 مارس/آذار الماضي، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين، إذ استمر في قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزة الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة. مساعدات الهدر والإلهاء على صعيد الوضع الإنساني في القطاع المحاصر، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني اليوم الأربعاء إن نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركيا في غزة "هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع". وتعليقا على مشهد الأمس في رفح، قال لازاريني في تصريحات له في العاصمة اليابانية طوكيو "رأينا أمس صورا صادمة لأشخاص جياع يتدافعون على الأسوار في حاجة ماسة للغذاء. كان الوضع فوضويا ومهينا وغير آمن". وأضاف "أرى أنه هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع. لدينا في الأساس نظام لتوزيع المساعدات مناسب لهذا الغرض. والأوساط الإنسانية في غزة، بما يشمل الأونروا، جاهزة. لدينا الخبرة والمؤهلات للوصول إلى الناس المحتاجين". و أكد لازاريني أن "نموذج توزيع المساعدات الذي اقترحته إسرائيل لا يتماشى مع المبادئ الإنسانية الأساسية". إعلان ورأى أنه "سيحرم جزءا كبيرا من سكان غزة، وهم الأكثر ضعفا، من المساعدات التي هم في أمسّ الحاجة إليها". وتابع "كان لدينا سابقًا 400 مكان توزيع في غزة. أما مع هذا النظام الجديد، فنحن نتحدث عن 3 إلى 4 أماكن توزيع بحد أقصى". وأشار "لذا، فهي أيضا وسيلة لتحريض الناس على النزوح القسري للحصول على المساعدات الإنسانية". كما حذر من عواقب التأخر في تقديم المساعدات إلى غزة، قائلا "في الأثناء، الوقت يدهم من أجل تجنب المجاعة، لذا يجب السماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها المنقذ للحياة". واندفع آلاف الفلسطينيين عصر أمس الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركيا في منطقة غرب رفح واستشهد 3 فلسطينيين بنيران الاحتلال وأصيب العشرات واختفى آخرون ولم يعرف مصيرهم بعد. وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أجيت سونغهاي للصحافيين في جنيف "هناك نحو 47 شخصا أصيبوا بجروح" في حادثة الثلاثاء، مضيفا أن "معظم الإصابات كانت نتيجة إطلاق نار مصدره الجيش الإسرائيلي". وشدد سونغهاي على أن مكتبه ما زال يقيّم ويجمع معلومات عن الصورة الكاملة لما حدث. وأوضح "قد يرتفع العدد. نحاول التأكد مما وقع لهم"، في ما يتعلق بمدى خطورة الجروح التي أصيب بها الضحايا. وقال سونغهاي "أثرنا الكثير من المخاوف حيال هذه الآلية. ما رأيناه في الأمس هو مثال واضح جدا على مخاطر توزيع المواد الغذائية في ظل الظروف التي تعمل مؤسسة غزة الإنسانية بموجبها حاليا". وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء "بفقدان السيطرة مؤقتا" عند اندفاع الحشود، لكنه أكد "استعادة السيطرة". وأفاد جيش الإسرائيلي بأن "جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية في المنطقة خارج المجمع" الثلاثاء وبأنه تمكن من "السيطرة على الوضع". إعلان وذكرت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية أنها لن تتعاون مع " مؤسسة غزة الإنسانية" في ظل الاتهامات لها بالتعاون مع إسرائيل من دون إشراك الفلسطينيين.


الجزيرة
منذ 31 دقائق
- الجزيرة
مبعوثة أممية لمجلس الأمن: لن نشارك بآلية مساعدات لغزة تنتهك المبادئ الإنسانية
قالت المنسقة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط بالإنابة سيغريد كاغ إنه يجب على إسرائيل وقف هجماتها المدمرة على الحياة المدنية والبنية التحتية في قطاع غزة ، وأكدت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أن المنظمة الدولية لن تشارك في آلية إيصال مساعدات تنتهك المبادئ الإنسانية. وأضافت كاغ أن فلسطينيي غزة -الذين يواجهون عدوانا إسرائيليا مستمرا منذ أكثر من عام ونصف- يستحقون "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة". وأشارت إلى أن "مدنيي غزة فقدوا أي أمل، فبدل أن يقولوا: إلى اللقاء، إلى الغد، يقول فلسطينيو غزة اليوم: نلقاكم في الجنة.. فالموت هو رفيقهم. لا الحياة ولا الأمل. سكان غزة يستحقون أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة. إنهم يستحقون مستقبلا نابضا بالحياة". وأضافت "منذ استئناف الأعمال العدائية في غزة، فإن حياة المدنيين المرعبة أصلا غرقت في الهاوية أكثر وأكثر" داعية إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. ودعت بشدة إلى تجاوز البيانات الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلةِ اتخاذ قرارِ وقف الحرب وإقامة حل الدولتين. وتابعت "عندما نتحدث إلى بشر مثلنا في غزة، فإن كلمات مثل التعاطف والتضامن والدعم فقدت معناها". وأضافت "يجب ألا نعتاد على عدد القتلى والجرحى؛ نتحدث عن فتيات وأمهات وأطفال صغار تحطمت حياتهم، لديهم أسماء وكان لديهم مستقبل وأحلام وطموحات". وخلال جلسة لمجلس الأمن، أوضحت المسؤولة الأممية أن المدنيين في القطاع يتعرضون للاستهداف المباشر ويواجهون شبح المجاعة. وبينما تزعم إسرائيل أنها فتحت الباب أمام إدخال المساعدات الإنسانية جزئيا إلى القطاع (عبر مؤسسة غزة المدعومة أميركيا وإسرائيليا)، أعربت المسؤولة الأممية أيضا عن أسفها لعدم كفاية المساعدات الإنسانية لتلبية حاجات أكثر من مليوني شخص مهددين بالمجاعة، مؤكدة أن "الوضع يقارن بقارب نجاة بعد غرق السفينة". وأعربت كاغ أيضا عن قلقها من "المسار الخطير" في الضفة الغربية المحتلة، لافتة الى "تسارع الضم بحكم الأمر الواقع عبر توسيع المستوطنات والاستيلاء على الأراضي وعنف المستوطنين" بحق الفلسطينيين. وحذرت من أنه إذا لم يتغير هذا الوضع فإن حل الدولتين إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب "سيكون مستحيلا فعليا". وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية قد أكدت أن توزيع المساعدات عبر الشركة الأمنية الأميركية المدعومة إسرائيليا يمثل إهانة للإنسانية. وقالت في بيان إن الهدف من توزيع المساعدات عبر الشركة الأميركية هو "إذلال أبناء شعبنا وتحويل قطاع غزة لمعسكرات اعتقال، وكانتونات معزولة، وتفريغ شمال ووسط قطاع غزة من أبناء شعبنا، تمهيدا لتنفيذ مشروع التهجير الصهيوني". شهادة طبيب أميركي وخلال الجلسة، كشف الطبيب الأميركي فيروز سِيدْوا -الذي تطوع في قطاع غزة- أن أغلب المرضى الذين عالجهم كانوا أطفالا مصابين بشظايا ونساء حوامل بُترت أحواضهن. وأضاف في كلمته أمام مجلس الأمن: لم أر، أو أعالج أي مقاتل خلال الأسابيع الخمسة التي قضيتها في غزة. وأكد أن ما شاهده من استهدافات وتدمير في مجمع ناصر الطبي لم يشاهده في حياته، مضيفا نحن "نخسر جيلا بأكمله أمام أعيننا". وتأتي جلسة مجلس الأمن اليوم مع مرور 600 يوم على حرب إسرائيل المتواصلة على قطاع غزة. وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع، منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023 إلى 54 ألفا و84 شهيدا، في حين تجاوز عدد المصابين 123 ألفا و308 مصابا. وقالت وزارة الصحة في غزة إن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.


الجزيرة
منذ 43 دقائق
- الجزيرة
مقترح جديد لويتكوف بشأن غزة وترامب يضغط
قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن وتيكوف إن واشنطن على وشك إرسال ورقة شروط جديدة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وإنه يأمل أن يتم تسليمها في وقت لاحق اليوم، في حين ضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطه للقبول به. وأكد وتيكوف أن لديه شعورا جيدا بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار يؤدي إلى اتفاق طويل الأمد، مضيفا أنه "متفائل بشأن إمكانية وقف إطلاق النار المؤقت ونحث جميع الأطراف على قبول مقترحاتنا بشأن حل الأزمة في غزة". من جانبه، قال ترامب للصحفيين إنه يتعين على الأطراف في غزة أن توافق على الوثيقة التي قدمها ويتكوف، وأكد أن إدارته تعمل على تسريع توصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في غزة. وأضاف "نتعامل مع الوضع برمته في غزة، نوصل الغذاء لسكان غزة، الوضع شنيع جدا". وفي وقت سابق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها توصلت لاتفاق على إطار عام مع ويتكوف يحقق وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا للاحتلال من القطاع. وفي بيان لها، ذكرت حماس أن الاتفاق مع ويتكوف يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين وجثث مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين بضمان الوسطاء. وجاء في البيان أن حركة حماس "تبذل جهودًا كبيرة لوقف الحرب الهمجية على قطاع غزة، وكان آخرها التوصل إلى اتفاق مع ويتكوف على إطار عام يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفق المساعدات، وتولي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق". وردا على بيان حماس، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤولين أنه لا يوجد مقترح أميركي جديد لصفقة تبادل، ورد حماس على الأرجح يتعلق بمقترح رجل الأعمال الأميركي من اصل فلسطيني بشارة بحبح ، فيما نقلت القناة الـ13 عن مصدر إسرائيلي أن الاقتراح الذي وافقت عليه حماس غير مقبول لدى إسرائيل. كشفت مصادر للجزيرة أمس أن حماس توصلت مع ويتكوف في الدوحة إلى صيغة اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار، وسط غموض بخصوص الموقف الإسرائيلي منه. وتشمل هذه الصيغة -حسب المصادر- وقفا لإطلاق النار مدته 60 يوما والإفراج عن 10 أسرى على دفعتين وجثث مقابل أسرى فلسطينيين، إذ سيُفرج عن 5 أسرى إسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق وعن 5 آخرين في اليوم الـ60. ورغم تصاعد الغضب الدولي إزاء حكومته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -الصادرة بحقة مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية – إنه لا يمكن إطلاق سراح المحتجزين دون تحقيق نصر عسكري. وقد أطلق الجيش الإسرائيلي في 18 مايو/أيار الجاري عملية عسكرية سماها " عربات جدعون" ضمن حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتتضمن الخطط الجديدة احتلال القطاع الفلسطيني بالكامل، وفقا لما صرح به نتنياهو.