logo
هل بدأ الاقتصاد المصري يجني ثمار الإصلاحات النقدية؟.. خبير يجيب

هل بدأ الاقتصاد المصري يجني ثمار الإصلاحات النقدية؟.. خبير يجيب

صدى البلدمنذ 3 أيام
وسط مراقبة حثيثة من الأوساط الاقتصادية والمصرفية، شهد سعر صرف الدولار تراجعًا ملحوظًا أمام الجنيه المصري، مما أثار تساؤلات عدة حول دلالات هذا الهبوط، والعوامل التي تقف وراءه، واحتمالات استمراره في المدى القريب. فهل نحن أمام تحسن هيكلي أم مجرد موجة مؤقتة؟ هذا ما نحاول استعراضه في هذا التقرير عبر قراءة تحليلية لرأي الخبراء، أبرزهم الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بجامعة طنطا.
هبوط لافت.. والأسباب ليست عشوائية
انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي إلى ما دون حاجز الـ48 جنيهًا خلال الأيام القليلة الماضية، وهو ما وصفه الدكتور رمضان معن بأنه نتيجة مباشرة لقرارات نقدية "محورية" اتخذها البنك المركزي المصري مؤخرًا، أبرزها توحيد سعر الصرف، مما أتاح تعزيز الثقة في السوق المصرفية المحلية وجذب مزيد من التدفقات النقدية الأجنبية.
واعتبر معن أن هذا التراجع لم يكن وليد لحظة عشوائية أو اضطراب مؤقت، بل هو نتاج "مسار إصلاحي مدروس" بدأ يعطي ثماره على أرض الواقع.
دعائم محلية قوية
يشير الدكتور معن إلى مجموعة من العوامل المحلية التي أسهمت في تخفيف الضغط على سوق الصرف وزيادة المعروض من الدولار:
تحويلات العاملين بالخارج: والتي بلغت نحو 32.8 مليار دولار خلال 11 شهرًا فقط من العام المالي الجاري.
الاحتياطي النقدي الأجنبي: ارتفع إلى 48.7 مليار دولار بنهاية يونيو، وهو ما يعزز قدرة البنك المركزي على التدخل وقت الحاجة.
الصادرات المصرية: شهدت نموًا واضحًا بفضل تحسن جودة وتنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الدولية.
السياحة: قطاع السياحة تعافى بقوة ويتوقع أن تتجاوز إيراداته 17 مليار دولار مع نهاية 2025.
قناة السويس: تجاوزت القناة تداعيات أزمة البحر الأحمر، ما أعاد لها دورها كمصدر رئيسي للعملة الصعبة.
كل هذه العوامل ساهمت في زيادة العرض الدولاري مقابل الطلب، ما انعكس تلقائيًا على سعر الصرف.
عوامل خارجية داعمة
لم تغب العوامل الخارجية عن هذا المشهد؛ فالدولار نفسه يواجه ضغوطًا على الساحة الدولية. يشير معن إلى:
تراجع الطلب العالمي على الدولار بسبب تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
انخفاض أسعار النفط، مما قلل من استخدام الدولار كعملة أساسية في التداولات العالمية.
اتفاقيات الاستيراد بالعملات المحلية مع دول البريكس مثل الصين والهند وروسيا، والتي ساعدت مصر على تقليل الاعتماد على الدولار.
استثمارات منتظرة وتعزيزات محتملة
من المتوقع أن تتلقى مصر خلال الفترة المقبلة استثمارات خليجية مباشرة تتجاوز 10 مليارات دولار من دول مثل الكويت وقطر، إلى جانب تمويل من الاتحاد الأوروبي بقيمة 4 مليارات يورو، وهي أموال ستعزز من احتياطي النقد الأجنبي وتدعم قيمة الجنيه المصري.
هل يستمر تراجع الدولار؟
يرجح الدكتور معن أن يشهد الدولار مزيدًا من التراجع خلال الشهور القادمة، مؤكدًا أن السعر قد يستقر ما بين 47 إلى 46 جنيهًا إذا تواصل الاستقرار الإقليمي واستمرت التدفقات النقدية من مصادرها الأساسية. ويؤكد أن الاستقرار السياسي في المنطقة سيكون مفتاحًا مهمًا لتعزيز الثقة في العملة المحلية.
بين الحذر والتفاؤل
يبدو أن تراجع الدولار أمام الجنيه المصري يحمل في طياته إشارات إيجابية لا يمكن تجاهلها، مدعومة بخطوات إصلاحية واقعية وتحسن في مصادر النقد الأجنبي. ورغم أن بعض المحللين لا يزالون يتعاملون مع التراجع بحذر، إلا أن المؤشرات الراهنة تفتح بابًا واسعًا للتفاؤل، بشرط الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي، واستمرار العمل على تعزيز الإنتاجية وزيادة الصادرات.
في النصف الثاني من 2025، قد يكون الجنيه المصري على موعد مع مزيد من التحسن إذا بقيت العوامل الداعمة متماسكة وفعّالة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد توقيع "أضخم صفقة غاز" مع مصر.. هذا ما قاله وزير الطاقة الإسرائيلي
بعد توقيع "أضخم صفقة غاز" مع مصر.. هذا ما قاله وزير الطاقة الإسرائيلي

ليبانون 24

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون 24

بعد توقيع "أضخم صفقة غاز" مع مصر.. هذا ما قاله وزير الطاقة الإسرائيلي

أكد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الخميس، توقيع أكبر صفقة غاز في تاريخ إسرائيل مع مصر، واصفًا هذا الإنجاز بأنه نقطة تحول مهمة على الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية. وقال كوهين عبر منصة "إكس" إن الصفقة تعزز مكانة إسرائيل كقوة إقليمية رائدة في مجال الطاقة، وتعتمد عليها الدول المجاورة، مشيرًا إلى الفوائد الاقتصادية الكبيرة التي ستعود على خزينة الدولة الإسرائيلية من خلال مليارات الدولارات وفرص العمل الجديدة. وأعلنت شركة "نيوميد إنرجي"، الشريك الرئيسي في حقل ليفياثان الإسرائيلي، توقيع اتفاقية توريد غاز ضخمة مع مصر بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار، لتكون بذلك أكبر صفقة تصدير غاز في تاريخ إسرائيل. وبموجب الاتفاق، يبيع حقل ليفياثان، الذي يمتلك احتياطيات تقدر بنحو 600 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، حوالي 130 مليار متر مكعب إلى مصر حتى عام 2040. تبدأ المرحلة الأولى من التوريد بحوالي 20 مليار متر مكعب سنويًا بدءًا من أوائل 2026، بعد إنشاء خطوط أنابيب إضافية. وفي المرحلة الثانية، التي تأتي بعد توسعة حقل ليفياثان وإنشاء خط أنابيب جديد عبر معبر نيتسانا (العوجة)، ستُصدر الكمية المتبقية البالغة 110 مليارات متر مكعب. وأشار يوسي أبو، الرئيس التنفيذي لشركة "نيوميد"، إلى أن هذه الصفقة ستوفر لمصر مليارات الدولارات مقارنة بالخيارات الأخرى مثل الغاز الطبيعي المسال، مؤكداً أن شراكات الطاقة الإقليمية تمثل قاعدة لتعزيز التعاون في المنطقة. منذ بدء التصدير عام 2020، زود حقل ليفياثان مصر بنحو 23.5 مليار متر مكعب بموجب اتفاق أولي لتصدير 60 مليار متر مكعب. وتواصل مصر الاستفادة من الغاز لتغطية احتياجاتها المحلية وإعادة تصدير الفائض، محققة أرباحًا كبيرة. وتُعد مصر الآن من أبرز المستوردين للغاز الإسرائيلي، بعد أن تراجع إنتاجها المحلي رغم امتلاكها بنية تحتية متقدمة لإعادة التصدير، في حين تستمر إسرائيل في توسيع حقولها الغازية لتلبية طلب السوقين المصري والأردني على حد سواء. (روسيا اليوم)

ترامب يطالب باستقالة رئيس "إنتل" الجديد: كيف أصبح في مرمى النيران؟
ترامب يطالب باستقالة رئيس "إنتل" الجديد: كيف أصبح في مرمى النيران؟

ليبانون 24

timeمنذ 3 ساعات

  • ليبانون 24

ترامب يطالب باستقالة رئيس "إنتل" الجديد: كيف أصبح في مرمى النيران؟

في تصعيد جديد يُنذر بمواجهة بين السياسة والتكنولوجيا، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الخميس، إلى الاستقالة الفورية للرئيس التنفيذي الجديد لشركة "إنتل"، ليب بو تان، على خلفية مخاوف من علاقاته المعقدة والطويلة بشركات صينية، بعضها على صلة مباشرة بجيش التحرير الشعبي الصيني. وجاءت هذه المطالبة بعد أشهر فقط من تعيين تان، وفي أعقاب تحقيقات وتقارير كشفت عن استثمارات واسعة في كيانات صينية حساسة، منها شركات مدرجة على القوائم السوداء الأميركية. استثمارات عميقة في "القلب التكنولوجي الصيني" من أبرز المحاور المثيرة للجدل: • استثمار تان في شركة SMIC، أكبر مصنع رقائق صيني، التي تخضع لعقوبات أميركية منذ عام 2020 بسبب صلاتها بالجيش الصيني. • امتلاك شركته "والدن إنترناشيونال" حصصًا في شركات مثل Intellifusion وYMTC، المرتبطتين بانتهاكات حقوق الإنسان وببرامج مراقبة حساسة. • علاقته بشركة CEC، المزود الرئيسي للتكنولوجيا العسكرية الصينية ، والتي حظر ترامب الاستثمار فيها بقرار رئاسي عام 2020. شبكة استثمارات واسعة عبر كيانات "غامضة" تان يسيطر على شركات متعددة، أبرزها: • ساكاريا المحدودة: تمتلك استثمارات في أكثر من 500 شركة صينية. • سين المحدودة: لها حصص في شركات تعمل أو تتعامل مع الجيش الصيني، مثل هاي روبوتيكس ودابو تكنولوجيز. كما طُرحت تساؤلات حول دور تان خلال قيادته لشركة Cadence Design، التي باعت منتجات تصميم رقائق لجامعات عسكرية صينية. وقد أقرت الشركة مؤخرًا بارتكاب مخالفات ودفعت أكثر من 40 مليون دولار لتسوية القضية. وفي ظل تزايد الضغط السياسي اضطر السيناتور الجمهوري توم كوتون إلى مراسلة مجلس إدارة "إنتل"، متسائلًا عما إذا كانت الشركة قد فحصت بدقة خلفية تان قبل تعيينه، في ظل ما اعتبره "تهديدًا محتملاً للأمن القومي". وفي الوقت الذي تصر فيه إدارة ترامب على إعادة الشركات الأميركية إلى "الولاء الوطني"، يُتوقع أن تتفاقم الضغوط على إنتل في الأيام المقبلة، ما يضع ليب بو تان بين نارَي التكنوقراط والشبهات الجيوسياسية.

حرب التعريفات الجمركية تنهك قطاع السيارات... رفع أسعار وخسائر بـ12 مليار دولار
حرب التعريفات الجمركية تنهك قطاع السيارات... رفع أسعار وخسائر بـ12 مليار دولار

النهار

timeمنذ 3 ساعات

  • النهار

حرب التعريفات الجمركية تنهك قطاع السيارات... رفع أسعار وخسائر بـ12 مليار دولار

ألحقت حرب التعريفات الجمركية التي شنها الرئيس دونالد ترامب خسائر تقارب 12 مليار دولار بشركات صناعة السيارات العالمية، وهي أكبر ضربة تلقتها منذ الجائحة. لكن الحقيقة المرعبة أن ما يحصل قد يكون مجرد البداية. إلى جانب التكلفة المستمرة للتعريفات الجمركية، تواجه شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا سنوات من إعادة هيكلة سلاسل التوريد للتكيف مع الواقع الجديد. ويأتي هذا بعد أن أنفقت مبالغ طائلة لإعادة هيكلة مصانع السيارات الكهربائية. الرد الواضح على التعريفات الجمركية هو رفع الأسعار ونقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة. لكن من الصعب على شركات صناعة السيارات القيام بكليهما بسرعة، مما قد يُثقل كاهلها لسنوات قادمة. ويقول المتشككون إن التعريفات الجمركية لن تُغير الصناعة إلا بشكل هامشي، حيث تستثمر شركات صناعة السيارات العالمية في الولايات المتحدة بفضل اقتصادها الاستهلاكي القوي، وليس بسبب سياساتها. ومع ذلك، قد تُسرّع سياسة البيت الأبيض التجارية اتجاه الصناعة نحو تصنيع السيارات أقرب إلى أماكن بيعها. وتشهد أسواق السيارات الكبرى في أميركا الشمالية وأوروبا والصين انقسامًا متزايدًا بسبب اختلاف اللوائح والتقنيات وتفضيلات المستهلكين، مما يشجع شركات صناعة السيارات على التصميم والتصنيع محليًا. قال هاكان سامويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة فولفو للسيارات: "أعتقد أننا سنغادر عصر العولمة والسيارات العالمية، حيث كل شيء متساوٍ، ونصبح أكثر إقليمية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store