logo
المندوب السوري في مجلس الأمن يندد بالاعتداءات الإسرائيلية: تهدف إلى زعزعة الاستقرار

المندوب السوري في مجلس الأمن يندد بالاعتداءات الإسرائيلية: تهدف إلى زعزعة الاستقرار

العربي الجديدمنذ 6 أيام
قال مندوب سورية الدائم لدى مجلس الأمن، قصي الضحاك، يوم الخميس، إن بلاده تدين "
الاعتداءات الإسرائيلية
على أراضيها"، مؤكداً أن "هذه الممارسات ليست إلا انتهاكات ممنهجة لجرها إلى ساحة الصراع". وأضاف خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن في نيويورك عقد بطلب من سورية لنقاش آخر التطورات هناك ودعمته الجزائر والصومال أن "الاعتداءات الإسرائيلية تهدف بشكل مباشر إلى زعزعة الاستقرار وعرقلة جهود الدولة السورية في بسط الأمن والاستقرار"، مشيراً إلى أن "القيادة السورية تعاملت مع الوضع بأعلى درجات الحكمة واتخذت قرارات سيادية دقيقة".
وأشار الضحاك إلى الاعتداءات الإسرائيلية على دمشق ومناطق إضافية من سورية "واستهداف مبانٍ رسمية ومقرات حكومية، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا"، مؤكداً أن "سورية ترفض رفضاً قاطعاً الذرائع التي تسوقها السلطات الإسرائيلية لمحاولة تبرير أفعالها العدوانية. وتؤكد أن هذه الممارسات ليست سوى امتداد لسياسات الاحتلال الممنهجة الرامية إلى تقويض استقرار سورية وجرها إلى
ساحة الصراع
".
وتحدث عن الانتهاكات المستمرة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974. وشدد على "أن الاعتداءات الإسرائيلية تهدف مباشرةً إلى عرقلة جهود الدولة السورية في بسط الأمن والاستقرار واحتواء التوترات الداخلية عبر النهج الوطني"، مضيفاً: "لقد تجلى ذلك بوضوح في الأحداث المؤلمة التي شهدتها محافظة السويداء، حيث بادرت مؤسسات الدولة للاستجابة السريعة للتوترات التي شهدها المنطقة، وتدخلت لفض الاشتباك وحماية المدنيين وفرض الأمن والاستقرار بالاتفاق مع الأعيان والوجهاء من أبناء المدينة، إلا أن الاعتداءات الإسرائيلية قوضت تلك الجهود وفاقمت الأوضاع وبدت فيها إسرائيل تشن حرباً مفتوحة على سورية".
تقارير عربية
التحديثات الحية
اتفاق السويداء... إسرائيل وجرائم ثأر بحق عشائر البدو تهدد تطبيقه
بدوره، دان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، خالد خياري، "جميع أعمال العنف المرتكبة ضد المدنيين في سورية، بما في ذلك جميع الأعمال التي تُؤجج التوترات الطائفية وتحرم الشعب السوري فرصة السلام والمصالحة بعد أربعة عشر عامًا من الصراع الدامي". وكشف أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، غير بيدرسون، يتواصل مع الأطراف المختلفة لتهدئة الأوضاع.
وأشار خياري إلى البيان الصادر عن "مكتب
الرئاسة السورية
الذي دان الانتهاكات والتزم التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها". وناشد "السلطات السورية ضمان شفافية هذا التحقيق وتوافقه مع المعايير الدولية، وسرعة إنجازه، ولا سيما لغرس الثقة لدى جميع السوريين بأن دولتهم ستضمن الحماية والعدالة لجميع المواطنين دون تمييز". وأشار كذلك إلى بيان مجلس الأمن الدولي الصادر في 14 مارس/ آذار الماضي الذي يؤكد أن "عمليات العدالة والمصالحة الشاملة والشفافة تُعدّ أمراً بالغ الأهمية وملحاً لتحقيق السلام المستدام في سورية".
وذكّر خياري كذلك بإدانة الأمين العام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، "للغارات الجوية الإسرائيلية التصعيدية، بما في ذلك على السويداء ودرعا وفي وسط العاصمة دمشق". وقال: "استهدفت الضربات قوات سلطات دمشق والمباني الرسمية بما في ذلك وزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، وكذلك مطار المزة العسكري. وقد أبلغ الممثل الدائم لسورية الأمين العام ومجلس الأمن في رسالته المؤرخة 16 يوليو/تموز 2025 أن هذه الهجمات أسفرت عن إصابات في صفوف المدنيين وقوات الأمن. كما أدلت إسرائيل بتصريحات بشأن إعادة انتشار قوات إضافية لجيش الدفاع الإسرائيلي في الجولان".
وشدد على أنه "بالإضافة إلى انتهاك سيادة سورية وسلامة أراضيها، تُقوّض أفعال إسرائيل جهود بناء سورية جديدة، تعيش في سلام مع نفسها ومع المنطقة، وتُفاقم زعزعة استقرارها في وقتٍ حساس". وتابع المسؤول الأممي: "أُؤيّد إدانة الأمين العام لهذه التطورات. من الضروري أن تلتزم كلٌّ من إسرائيل وسورية ببنود اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974 للحفاظ على وقف إطلاق النار بين الطرفين، وأن تمتنعا عن أي عمل من شأنه أن يُقوّضها ويُقوّض الاستقرار في الجولان".
أخبار
التحديثات الحية
نتنياهو: سنمنع نشر قوات سورية والسلاح من جنوب دمشق
من جهته، تطرق مندوب روسيا، فاسيلي نيبينزيا، إلى ضرورة استمرار الحوار داخل المجتمع السوري دون تدخلات خارجية. وتحدث عن ارتكاب فصائل مسلحة للفظائع ومهاجمة المدنيين. وشدد على ضرورة التهدئة، مشيراً إلى أن ما يحدث في سورية "يشمل قتلاً خارج نطاق القانون وعنفاً طائفياً". وعبر نيبينزيا عن قلق روسيا لوجود مقاتلين أجانب ضمن صفوف قوات الأمن السورية. واعتبر أن المواجهات الحالية "ليست عمليات منفردة"، محذراً من وجود مخاطر لانقسام المجتمع السوري. وشدد على ضرورة الحصول على المعلومات اللازمة حول التدابير التي تتخذها السلطات السورية لحماية الأقليات. وأدان استمرار الهجمات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من سورية.
أما المندوبة البريطانية، باربارا وودورد، فعبرت عن قلق بلادها إزاء التصعيد في السويداء في الجنوب السوري. وحثت جميع الأطراف على تخفيف التوترات واتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين. وأضافت: "أخذنا علمنا بملاحظات الرئيس (السوري أحمد) الشرع بشأن أهمية حماية أبناء الطائفة الدرزية ومساءلة من ارتكبوا هذه الهجمات. ومن الأهمية بمكان أن تبدأ التحقيقات وتتخذ تدابير ملموسة للمحاسبة بأسرع وقت." وعبرت وودورد كذلك عن قلق بلادها بشأن قصف إسرائيل "التصعيدي في
دمشق
ونكرر دعوتنا لإسرائيل الامتناع عن أي أفعل تزعزع استقرار سورية والمنطقة بشكل عام. يجب احترام سيادة سورية وسلامتها الإقليمية." ورحبت بالأنباء عن التوصل إلى وقف إطلاق النار في سورية.
قضايا وناس
التحديثات الحية
عائلات عشائر بدو نازحة من السويداء تصل إلى درعا وسط ظروف صعبة
من جهتها، دانت مندوبة الولايات المتحدة بالإنابة، دوريثي شيا، "العنف في السويداء"، قائلة إنه "يتعين على الجميع الانخراط في حوار بناء يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار". وتابعت: "قادت الولايات المتحدة في الساعات الثماني والأربعين الجهود الدبلوماسية بغية التهدئة والتوصل إلى سلام. نتواصل مع كل المكونات في سورية لكي نطلق محادثات حول مستقبل أفضل لكل السوريين". ودعت الحكومة السورية إلى "المضي قدماً في تحديد الطريق". وأشارت إلى تقارير عن ارتكاب الفظائع ضد المدنيين. وشددت على ضرورة أن تحقق الحكومة السورية في كل ذلك. وقالت شيا إن بلادها لم تؤيد الضربات الإسرائيلية الأخيرة "لكنها تعمل مع الطرفين للتهدئة والحوار والتوصل إلى اتفاق دائم" بين تل أبيب ودمشق.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مقتل سوري- أمريكي من الطائفة الدرزية في جنوب سوريا
مقتل سوري- أمريكي من الطائفة الدرزية في جنوب سوريا

القدس العربي

timeمنذ 6 ساعات

  • القدس العربي

مقتل سوري- أمريكي من الطائفة الدرزية في جنوب سوريا

دمشق: قُتل رجل سوري-أمريكي من الطائفة الدرزية في جنوب سوريا، بعد أن علق في اشتباكات طائفية، الأسبوع الماضي، أثناء زيارته لأفراد من عائلته، بحسب ما أفاد به أقاربه ومسؤولون، يوم الثلاثاء. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية مقتل المواطن الأمريكي حسام سرايا في مدينة السويداء، وقدمت تعازيها لعائلته. وقال أقاربه وأصدقاؤه لوكالة 'أسوشيتد برس' (أ ب) إن سرايا، وهو في منتصف الثلاثينيات ومن سكان أوكلاهوما، قُتل في هجوم وقع يوم الأربعاء الماضي. واندلعت أعمال العنف في محافظة السويداء، حيث تُعد مدينة السويداء عاصمة المحافظة، في وقت سابق من هذا الشهر، بين أبناء الطائفة الدرزية وقبائل بدوية سنية محلية، ما أدى إلى تدخل قوات الحكومة السورية، التي وقفت فعليًا إلى جانب البدو. , [أحد الشهداء في هذا المقطع هو 'حسام سرايا' يحمل الجنسية الأمريكية وقامت بقتلهِ عناصر وزارة الدفاع الإرهابي، هذه الإثباتات ورقة قوية لأهالي #السويداء أمام المجتمع الدولي والرأي العام الأمريكي — Dr. jida jiji (@Rashras44713729) July 21, 2025 وقُتل مئات الأشخاص، من المدنيين والمقاتلين، قبل أن يهدّئ وقفٌ لإطلاق النار وتيرة القتال. لكن الاشتباكات استؤنفت بعد أيام. وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 130 ألف شخص نزحوا بسبب القتال. وهددت هذه الاشتباكات الانتقال السياسي الهش في سوريا، وسلّطت الضوء على التحديات التي تواجهها الحكومة الجديدة، وهي تحاول ترسيخ سيطرتها على البلاد، بعد أشهر من إطاحة مقاتلين يقودهم الإسلاميون بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي. كما تدخلت إسرائيل، حيث استهدفت القوات السورية في ضربات قالت إنها جاءت دفاعًا عن الدروز، الذين يُعدّون أيضًا أقلية بارزة في إسرائيل. وسائل إعلام ومنصات إخبارية تنشر صورة لشاب أمريكي من أصل درزي لقي مصرعه خلال الاشتباكات في السويداء، وأفادت بأن اسمه حسام سرايا، وهو من خريجي جامعة أوكلاهوما. — mahmoud khalil (@zorba222) July 21, 2025 (أ ب)

محادثات إيران والترويكا الأوروبية تُعقد الجمعة في إسطنبول
محادثات إيران والترويكا الأوروبية تُعقد الجمعة في إسطنبول

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

محادثات إيران والترويكا الأوروبية تُعقد الجمعة في إسطنبول

صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي ، اليوم الاثنين، في تصريح صحافي بأنّ إيران وافقت، استجابة لطلب الدول الأوروبية، على عقد جولة جديدة من المفاوضات مع ممثلي الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي. وأضاف بقائي أن هذه المفاوضات ستعقد يوم الجمعة المقبل على مستوى نواب وزراء الخارجية، وبحضور كل من مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي، نائبي وزير الخارجية الإيراني، وذلك في مدينة إسطنبول. وأكّد بقائي أن محور الحوار بين إيران والدول الأوروبية الثلاث سيكون البرنامج النووي الإيراني، كما قال، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، بشأن احتمال تفعيل آلية "فضّ النزاع" من الدول الأوروبية الثلاث، إن "اللجوء إلى هذه الآلية بلا معنى، وغير مبرّر، ولا يستند إلى أساس قانوني". وأوضح أن بلاده، عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، ومع عدم التزام الأطراف الأخرى بتعهداتها، قامت تدريجياً بتقليص التزاماتها، مشدداً على أن الدول الأوروبية "هي التي قصّرت في الوفاء بالتزاماتها، بل إنها بعدما ارتكب الكيان الصهيوني عدوانه، لم تكتفِ بعدم الإدانة، بل سعت أيضاً إلى تبرير هذا العدوان". وأكد أن المباحثات المرتقبة بين إيران والدول الأوروبية الجمعة المقبلة في إسطنبول ستركز على الملف النووي ورفع العقوبات. وفي الوقت ذاته، حذر بقائي من أنه في حال إقدام الدول الأوروبية الثلاث على تفعيل آلية سناب باك، فإنها بذلك تحرم نفسها من أي مفاوضات مستقبلية مع إيران. وحول المفاوضات مع أميركا، أكد بقائي أنّه "ليس لدينا في الوضع الراهن أي خطة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته نعتبر الدبلوماسية أداة وفرصة لصون المصالح الوطنية. وكلما توصلنا إلى قناعة بأن بإمكاننا استخدام هذه الأداة لتأمين حقوق الشعب وتأمين المصالح الوطنية للإيرانيين، فلن نتردد حينها في اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا المجال". وفي ما يتعلق بزيارة علي لاريجاني، المستشار الأعلى للمرشد الإيراني، إلى روسيا، صرّح بقائي بأن لاريجاني توجه إلى موسكو بصفته مبعوثاً خاصاً للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حاملاً رسالة من إيران تتعلق بالتطوّرات الأخيرة. الجدير بالذكر أنه خلال ولاية حكومة إيران الرابعة عشرة، أُجريت حتى الآن أربع جولات من المفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي (فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) على التوالي في نيويورك، جنيف، إسطنبول وجنيف. وتجري هذه المفاوضات بين إيران وأوروبا على نحوٍ منفصل عن المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة. ويأتي الإعلان عن الجولة الجديدة بعدما هدّدت الدول الأوروبية الثلاث مراراً في الأسابيع الأخيرة بتفعيل آلية "سناب باك" أو آلية "فضّ النزاع" لإعادة فرض العقوبات الدولية وإحياء قرارات مجلس الأمن ضدّ إيران. وليل الخميس - الجمعة الماضي، انعقد مؤتمر افتراضي مشترك بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ووزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. أخبار التحديثات الحية إيران ترد على أوروبا: أي مفاوضات رهينة باستعداد الآخر لاتفاق عادل وشدد عراقجي على أن أيّ محاولة من الأوروبيين لإحياء قرارات مجلس الأمن الملغاة ستكون "عديمة الجدوى وباطلة قانونياً". وفي تصريحات أخرى، أكّد عراقجي أن "مواقفنا في المفاوضات مع الأوروبيين أقوى وأشد صلابة من قبل"، وأضاف أن بلاده تسعى في اللقاء القادم مع الدول الأوروبية الثلاث إلى إيصال مواقف إيران بوضوح، مشيراً إلى أن موعد اللقاء لم يُحدد بعد، ويجرى حالياً التنسيق بشأنه، وختم عراقجي بالتأكيد أن إيران، بعد انتهاء الحرب، ستتابع حقوقها بقوة أكبر. وكان وزير الخارجية الإيراني قد وجّه، أمس الأحد، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس مجلس الأمن، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أكد فيها أن الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، فرنسا، وبريطانيا) "لا تملك أي شرعية قانونية أو سياسية أو أخلاقية لتفعيل آليات الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن 2231 (الصادر عام 2015)".

إذ يجرؤ لولا دا سيلفا على تحدّي ترامب
إذ يجرؤ لولا دا سيلفا على تحدّي ترامب

العربي الجديد

timeمنذ 3 أيام

  • العربي الجديد

إذ يجرؤ لولا دا سيلفا على تحدّي ترامب

كان الرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا قمّة في الجرأة، حين خاطب الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام: "لسنا في حاجة إلى شرطي عالمي"، ردّاً على اتهام ترامب القضاء البرازيلي بـ"الاضطهاد السياسي" لحليفه الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، داعياً إلى إنهاء ما سمّاها "الحملة الشعواء" ضدّه. ويبدو أنّ الرئيس الأميركي لا يعي أنّه لا يتعامل مع دولة صغيرة من دول العالم الثالث، بل مع دولة كبرى، ذات قدرات وإمكانات بشرية وطبيعية بحجم البرازيل، ما يجعل مخاصمتها أشدّ صعوبةً. وليكتمل النقل بالزعرور، على ما يقول المثل في بلاد الشام، اندفع ترامب أخيراً في اتجاه رفع الرسوم الجمركية على البرازيل إلى 50%، علماً أن الصين، لا الولايات المتحدة، هي الشريك التجاري الأول للبرازيل، ما يحدّ من نفوذ أميركا الاقتصادي وتأثيرها. نسي الرئيس ترامب أيضاً أنّه يدعو إلى "المنازلة" الضريبية الجديدة رئيساً لطالما أمتعه الكباش السياسي، فهو رجل من الفقراء الأشدّاء الذين واجهوا صعاب الحياة منذ اليفاع، وما استهابوا شيئاً، فعمل ماسح أحذية، وفقد إصبعه خلال عمله في أحد المصانع، وكان مناضلاً شرساً في المعارك ضدّ الديكتاتورية العسكرية في بلاده. سُجن ظلماً، وخرج من سجنه أشدّ صلابةً وأكثر شعبيةً، فهزم في انتخابات ديمقراطية غريمه اليميني، المتطرّف بولسونارو، الذي لم يبتلع الهزيمة حتى هذه الساعة، مثلما لم يبتلعها حليفه الأميركي. من المرجّح أن يخسر ترامب معركته الضريبية مع البرازيل، لأنها قادرة على الصمود بسهولة في وجه الرسوم الجمركية التي فرضها يخوض الرئيس الأميركي معركةً اقتصاديةً خاسرةً سلفاً مع البرازيل، فالولايات المتحدة ليست شريكاً تجارياً مهماً أو سياسياً. ووفقاً لتقرير حديث لوكالة موديز، لا تشكّل الصادرات البرازيلية إلى الولايات المتحدة سوى 1.7% من ناتج الاقتصادي البرازيلي. وبالتالي، البرازيل من الدول الأقلّ تأثّراً بحملة الضغوط الاقتصادية التي يشنّها ترامب في جهات العالم الأربع. ففي السنوات الماضية، عزّزت البرازيل علاقاتها السوقية مع نظرائها في مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا وإيران ومصر وإثيوبيا والإمارات وإندونيسيا)، على حساب علاقاتها التجارية مع الدول الغربية. وكانت قمّة بريكس أخيراً (6 يوليو/ تموز الحالي) في ريو دي جانيرو، قمّةً برازيلية بامتياز، إذ كان الرئيس لولا دا سيلفا محرّكها الرئيس، وهو من تولّى صوغ البيان الختامي، الذي لم يذكر اسم الولايات المتحدة على الإطلاق، بل ركّز في النقاط العمليّة المهمة التي تهمّ الشعوب الناهضة إلى التخلّص من الهيمنة الأميركية، والتي تدعو بقوة ووضوح إلى إصلاح الهيئات الدولية مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، والتخلّص من "الدولرة" العالمية، فضلاً عن الدعوة إلى إنهاء الإبادة في غزّة، وتأكيد حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، إلى ما هنالك من نقاط أثارت غضب الرئيس الأميركي في القمّة الاستفزازية، التي يستهدف بيانها الختامي الولايات المتحدة حصراً، والرئيس لولا دا سيلفا هو من وقف وراء الاستهداف، والاستفزاز أيضاً. من المرجّح أن يخسر ترامب معركته الضريبية مع البرازيل، لأنها قادرة على الصمود بسهولة في وجه الرسوم الجمركية التي فرضها. ويقول مساعدو الرئيس لولا إنّه لن يتراجع عن المواجهة مع البيت الأبيض، بل قد يستفيد سياسياً من "المنازلة" مع ترامب، وستكون ردوده "حازمةً وجريئةً"، بحسب أحد مساعديه. "البرازيل دولة ذات سيادة، فيها مؤسّسات مستقلّة، ولن نقبل بأن يستهين بها أيُّ طرف"، قال الرئيس البرازيلي في بيانه شديد اللهجة، ولم يكن قولاً شعاراً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store