logo
هل دقّت 'ساعة الصفر' لضرب إيران؟

هل دقّت 'ساعة الصفر' لضرب إيران؟

صوت لبنان٠٣-٠٤-٢٠٢٥

كتب جوزيف حبيب في 'نداء الوطن':
لم يتردّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أواخر الشهر الماضي بتهديد إيران علانية بأنها ستتعرّض لقصف 'لم ترَ مثله' من قبل إذا لم توقّع اتفاقاً نووياً جديداً، بالتوازي مع تجهيز وزارة الدفاع الأميركية العدّة لتنفيذ 'المهمّة' ضدّ الجمهورية الإسلامية على أكمل وجه متى دقّت 'ساعة الصفر'. تحشد الولايات المتحدة قدرات عسكرية هجومية ودفاعية هائلة وتعزّز أصولها البحرية والجوّية في المنطقة، فأرسلت حاملة الطائرات 'يو أس أس كارل فينسون' والمجموعة البحرية المرافقة لها لتنضمّ إلى نظيرتها 'يو أس أس هاري أس. ترومان' والسفن المتواجدة معها، فيما تفيد تقارير غربية بأن 'العم سام' نقل ما لا يقلّ عن 6 قاذفات من طراز 'بي 2' إلى قاعدة دييغو غارسيا في أرخبيل تشاغوس البريطاني في المحيط الهندي.
هذه القاذفات الشبحية قادرة على حمل رؤوس نووية وقنابل ثقيلة مثل 'جي بي يو 57″، المعروفة بـ 'خارقة المخابئ' والتي يُمكن استعمالها لضرب المفاعلات النووية الإيرانية المحصّنة تحت الأرض أو داخل الجبال، كمنشأتي نطنز وفوردو توالياً. كدّست واشنطن قوّة نارية مرعبة على مقربة من إيران لبعث رسالة حازمة لنظام الملالي بأن عامل الوقت ليس في مصلحته كما كان سابقاً، وكلفة التعنّت والإصرار على مواقفه المتصلّبة ستكون باهظة للغاية، وبأن هناك خيارين لا ثالث لهما أمامه، إمّا إبرام صفقة نووية وإمّا ستُفتح أبواب الجحيم عليه، بينما تعضّ طهران على جروحها النازفة وتجهد للظهور بكامل جبروتها وأنها تستطيع توجيه 'ردّ انتقامي' على أي هجوم تتعرّض له، محذّرة من أن ضربها سيُعطيها مبرّراً لصنع قنبلة ذرية، علماً أن إسرائيل دمّرت إلى حدّ كبير الدفاعات الجوّية لإيران، التي تكبّدت أذرعها خسائر فادحة جعلتها مكشوفة عسكرياً واستراتيجياً.
يرى الخبراء أن أميركا تُنفّذ استعراضاً ضخماً للقوّة لترهيب إيران وجلبها إلى طاولة المفاوضات النووية بالشروط الأميركية الصارمة، إلّا أنهم يجزمون بأن واشنطن لن تتردّد لحظة في اتخاذ قرار بتوجيه ضربة قاصمة للجمهورية الإسلامية إذا ما وصلت إلى قناعة بفشل المقاربة الدبلوماسية في حلّ المعضلة النووية، خصوصاً أن الدولة العبرية تعمل على إقناع حليفها الأميركي بأن الفرصة مؤاتية لقطع 'رأس الأفعى' والقضاء على 'الراعي الرسمي' لـ 'محور الممانعة'. ويحذرون من أن تهديدات ترامب حقيقية وخطرة بالنسبة إلى طهران، التي عليها أخذها على محمل الجدّ، لأن المرحلة الحالية مختلفة عن الحقبات السابقة، والبيئة الأمنية والجيوسياسية الإقليمية تتغيّر بشكل جذري.
يعتبر الخبراء أن سياسة 'حياكة السجّاد' الفارسية وصلت إلى طريق مسدود، والبلاد غدت أمام مفترق طرق صعب، موضحين أن ترامب لا يزال يُفضّل الحلول السلمية لبرنامج طهران النووي وسياساتها التوسعية، إلّا أن 'رسالة ترامب' تضمّنت مهلة الشهرين للتوصّل إلى اتفاق، ما يعني أن العدّ التنازلي سبق وانطلق، إذ لن تسمح واشنطن وتل أبيب، تحت أي ظرف كان، بـ 'إيران نووية'. ويشرحون أن الإدارة الأميركية تحبّذ المفاوضات المباشرة الأكثر فعالية للتوصّل إلى اتفاق متين وسريع، بيد أن نظام الملالي ما زال متمسّكاً بالمفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط العُماني لحفظ ماء وجهه تجاه أنصاره وحلفائه، وسط حملة 'الضغوط القصوى' الأميركية التي تشدّ الخناق حول 'رقبة' الاقتصاد الإيراني المستنزف أصلاً.
يعتقد الخبراء أن المفاوضات غير المباشرة لن تكون عائقاً بحدّ ذاتها بالنسبة إلى واشنطن، لكنهم يحسمون أن إدارة ترامب مصمّمة على إنهاء هذا الملف عاجلاً وليس آجلاً، وهذا ما يدفعها إلى التحضير لكلّ الاحتمالات، وعلى رأسها الخيار العسكري، لافتين إلى أن الدفع بقطع حربية إضافية إلى المنطقة يصبّ في هذا الاتجاه، فمِن جهة يُريد ترامب 'تضخيم عضلات' القيادة المركزية الأميركية للتأثير على طاولة المفاوضات، ومن جهة أخرى يسعى إلى رفع مستوى التأهّب العسكري للاستعداد لسيناريو تدمير برنامج طهران النووي ليكون الجيش الأميركي على أتمّ الجهوزية إذا ما قرّر قائد 'العالم الحرّ' الضغط على الزناد. ولم يستبعد الخبراء تنفيذ عمليات إنزال نوعية خاطفة لوحدات خاصة لتفخيخ المواقع النووية وتدميرها، أو حتى استخدام أسلحة نووية تكتيكية.
يتوجّس الخبراء من تداعيات الضربة المحتملة وكلفتها البشرية وعواقبها الاشعاعية وتأثيراتها البيئية، ولا سيّما على مياه الخليج، إذا ما استحالت محطّة بوشهر هدفاً للغارات، متحدّثين عن أن الهجوم قد يكون أميركياً أو إسرائيلياً بدعم لوجستي أميركي، كما قد يكون هجوماً مشتركاً، وهو الأكثر ترجيحاً وفعالية لضمان القضاء على البرنامج النووي الإيراني، الذي بلغ مرحلة متقدّمة قريبة من عتبة صنع قنبلة ذرية. ولفت أنظار الخبراء زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا الدولة العبرية الثلثاء، حيث عقد اجتماعات ماراثونية مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، وكانت إيران 'الطبق الرئيسي' على 'مائدة المحادثات'، معتبرين أن الزيارة الثانية لكوريلا لإسرائيل خلال شهر بالغة الأهمّية والدلالة في توقيتها، ويبدو أنها تهيّئ الأجواء للأسوأ وتهدف إلى رفع مستوى التنسيق حال شن هجوم على إيران.
لطالما هدّدت طهران بضرب القواعد الأميركية المنتشرة على بُعد 'مرمى حجر' منها في دول الخليج العربية، بيد أن إلحاق الأذى بالقوات الأميركية سيُغيّر هدف واشنطن من القضاء على البرنامج النووي إلى إسقاط النظام الثيوقراطي برمّته، وفق الخبراء الذين يعترفون بصعوبة التنبّؤ بما ستؤول إليه الأمور حال تعرّض إيران لهجوم 'جراحي ومحدّد' أو 'ساحق وشامل'، ومدى قدرتها على الردّ بفعاليّة أمام التفوّق العسكري والتكنولوجي الجسيم بينها وبين أميركا وإسرائيل. دوائر صنع القرار حول العالم تتابع بحذر 'التطوّرات النووية' الشرق أوسطية وسط حركة اتصالات دبلوماسية مكثفة، وطهران تدرس كلّ خطواتها بعناية وهي تُدرك فداحة المواجهة مع الولايات المتحدة، في وقت تقترب فيه إيران بسرعة فائقة من بلوغ نقطة الانفجار الداخلي نتيجة الواقع المعيشي المزري مع ترقب اندلاع احتجاجات شعبية عارمة ضدّ الملالي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يتباهى بـ"تحرير" الجيش من نظريات الجنس والعرق
ترامب يتباهى بـ"تحرير" الجيش من نظريات الجنس والعرق

النهار

timeمنذ 5 ساعات

  • النهار

ترامب يتباهى بـ"تحرير" الجيش من نظريات الجنس والعرق

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت بما قام به لجهة "تحرير" القوات المسلحة من تأثير النظريات المتعلقة بالنوع الاجتماعي أو عدم المساواة على أساس العرق، ووصفها بأنها "مصادر إلهاء" للجيش عن "مهمته الأساسية المتمثلة في تدمير أعداء أميركا". اثر عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، وقع ترامب أمرا تنفيذيا يعلن أن برامج وسياسات التنوع والمساواة والإدماج التي تعزز تكافؤ الفرص "غير قانونية"، فضلا عن أمر آخر يمنع المتحولين جنسيا من الالتحاق بالجيش. وقال ترامب في حفل تخرج في أكاديمية وست بوينت العسكرية المرموقة بالقرب من نيويورك: "نعمل على إزالة عوامل الإلهاء ونُعيد تركيز قواتنا المسلحة على مهمتها الأساسية المتمثلة في تدمير أعداء أميركا". وأضاف أن "مهمة القوات المسلحة الأميركية ليست تنظيم عروض دراغ (لرجال يرتدون ملابس نسائية) ولا نشر الديموقراطية بقوة السلاح". وانتقد بذلك الإدارات السابقة الجمهورية والديموقراطية خلال الاعوام العشرين الماضية، لا سيما بسبب التدخلات العسكرية في أفغانستان والعراق. وأكد الرئيس الجمهوري واضعا قبعة حمراء تحمل شعاره "لنجعل أميركا عظيمة مجددا"، أن "مهمة القوات المسلحة هي القضاء على أي تهديد لأميركا، في أي مكان، وفي أي وقت". وقال: "حررنا قواتنا من تعاليم سياسية مهينة ومثيرة للانقسام". وأضاف: "لن تُفرض بعد الآن نظرية العرق النقدية أو مبدأ +التحول الجنسي للجميع+ على رجالنا ونسائنا الشجعان في الجيش، أو على أي شخص آخر في هذا البلد". ونظرية العرق النقدية هي تخصّص يدرس تأثير عدم المساواة على أساس العرق، على عمل المؤسسات الأميركية. وسمحت المحكمة العليا ذات الغالبية المحافظة لإدارة ترامب موقتا باستبعاد المتحولين جنسيا من الجيش، في انتظار قرار لاحق بشأن هذه القضية. وتحدث ترامب قبل ثلاثة أسابيع من العرض العسكري الذي أمر بإقامته للاحتفال بالذكرى الـ250 لتأسيس القوات المسلحة الأميركية في 14 حزيران/يونيو، والذي يصادف عيد ميلاده التاسع والسبعين.

المبعوث الأميركي إلى سوريا يلتقي الشرع بعد رفع العقوبات
المبعوث الأميركي إلى سوريا يلتقي الشرع بعد رفع العقوبات

المركزية

timeمنذ 5 ساعات

  • المركزية

المبعوث الأميركي إلى سوريا يلتقي الشرع بعد رفع العقوبات

أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا أنه التقى الرئيس السوري الانتقالي في اسطنبول السبت بعد رفع العقوبات الأميركية على دمشق. وقال السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك في بيان "التقيت اليوم الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في اسطنبول لتنفيذ قرار الرئيس ترامب الجريء لفتح الطريق للسلام والازدهار في سوريا". وأضاف باراك "أكدت أن رفع العقوبات عن سوريا من شأنه أن يحافظ على هدفنا الأساسي - الهزيمة الدائمة لداعش - ويقدم للشعب السوري فرصة لمستقبل أفضل". وأشاد المبعوث الأميركي أيضا بالرئيس السوري "للخطوات الملموسة التي اتخذها لتنفيذ توصيات الرئيس ترامب في ما يتعلق بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب، والتدابير الرامية إلى مكافحة داعش، والعلاقات مع إسرائيل، والمخيمات ومراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا". من جهتها، قالت الرئاسة السورية في بيان إن الشرع التقى المبعوث الأميركي في حضور وزير خارجيته أسعد الشيباني. وقام الشرع، يوم السبت، بزيارة إلى اسطنبول التقى خلالها نظيره التركي رجب طيب إردوغان. ويوم الجمعة، أصدرت الولايات المتحدة رخصة عامة تُتيح تخفيفًا جزئيًا للعقوبات المفروضة على سوريا، وفقًا لما ورد على الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية. دمشق:قرار أميركا برفع جزئي للعقوبات مقدمة لإعادة بناء الدولة وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي، خلال جولة له في الشرق الأوسط، عن عزمه إصدار قرار بإنهاء العقوبات المفروضة على الحكومة الانتقالية السورية، في تحوّل كبير في السياسة الأميركية، سبقه لقاء قصير جمع ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض. وأكدت وزارة الخزانة أن الرخصة لا تسمح بأي تعاملات تعود بالنفع على روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية، وهي من أبرز داعمي النظام السابق. وتهدف هذه الخطوة إلى "إعادة بناء الاقتصاد السوري والقطاع المالي والبنية التحتية"، بما يتماشى مع المصالح السياسية للولايات المتحدة. وتشمل المعاملات المصرّح بها بموجب GL 25: الاستثمارات الجديدة في سوريا، تقديم خدمات مالية وخدمية، والتعاملات المرتبطة بالنفط أو المنتجات النفطية السورية. كما تُجيز الرخصة جميع التعاملات مع الحكومة السورية الجديدة، وكذلك مع بعض الأشخاص المحظورين الذين تم تحديدهم في ملحق خاص بالرخصة.

إدارة ترامب تعلق 100 وظيفة في مجلس الأمن القومي
إدارة ترامب تعلق 100 وظيفة في مجلس الأمن القومي

المركزية

timeمنذ 5 ساعات

  • المركزية

إدارة ترامب تعلق 100 وظيفة في مجلس الأمن القومي

قررت الإدارة الأميركية، يوم الجمعة، إعطاء أكثر من 100 مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إجازة إدارية في إطار إعادة هيكلة تحت قيادة مستشار الأمن القومي المؤقت ووزير الخارجية ماركو روبيو، وفق شبكة سي إن إن الإخبارية. ووفق الشبكة الأميركية، فقد أُرسلت رسالة إلكترونية من رئيس موظفي مجلس الأمن القومي، برايان ماكورماك، حوالي الساعة 4:20 مساءً، تُبلغ فيها الموظفين الذين سيتم فصلهم بأن لديهم 30 دقيقة لإخلاء مكاتبهم، وإذا لم يكونوا متواجدين في مقار عملهم، كما ورد في البريد الإلكتروني، يُمكنهم إرسال عنوان بريد إلكتروني وترتيب موعد لاستلام أغراضهم وتسليم أجهزتهم لاحقًا. وجاء في الرسالة: "ستعودوا إلى وكالتكم الأساسية"، مما يُشير إلى أن معظم المتأثرين كانوا مُكلفين من قِبل مجلس الأمن القومي من إدارات ووكالات أخرى. مع تزامن ذلك مع نهاية يوم الجمعة قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة، وصفه المسؤول بأنه "غير مهني ومتهور للغاية"، على ما نقلت سي ان ان. وشملت قائمة الموقوفين عن العمل مسؤولين محترفين، بالإضافة إلى موظفين سياسيين تم تعيينهم خلال إدارة ترامب. وأفادت مصادر أن مكتب شؤون الموظفين الرئاسيين أعاد في الأسابيع الأخيرة استجواب الموظفين بالتزامن مع إعادة هيكلة المكتب. وقال أحد المصادر إن أحد الأسئلة المطروحة كان حول رأي المسؤولين في الحجم المناسب لمجلس الأمن القومي. ويضم مجلس الأمن القومي خبراء في السياسة الخارجية من مختلف أنحاء الحكومة الأميركية، وعادةً ما يكون هيئةً أساسيةً لتنسيق أجندة الرئيس في السياسة الخارجية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أُقيلمايك والتز - الذي كان يرأس مجلس الأمن القومي سابقًا - من منصبه في أول تعديل كبير في الكادر الإداري للإدارة الجديدة. وأعلن ترامب أنه سيرشح والتز لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وأن روبيو سيحل محله بالوكالة في مجلس الأمن القومي. كان وضع والتز متذبذبًا داخل الإدارة - بعد أن فقد معظم نفوذه في الجناح الغربي للبيت الأبيض - بعد أن أضاف، عن غير قصد، صحفيًا إلى دردشة جماعية على تطبيق مراسلة حول الضربات العسكرية شديدة الحساسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store