
ليو وأتيلا العصر الحديث
ما إن أنهى الكاردينال روبرت بروفوست، الذي أصبح حديثاً البابا ليو الرابع عشر، خطابه أمام الحشود في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، حتى تحوّل إلى ما يشبه ورقة بيضاء، يمكن لجماعات المصالح والضغط، بمختلف مشاربها، أن ترسم عليه الصورة التي ترغبها.
وبالنظر لأننا أصبحنا معتادين على نمط جديد من الصحافة، فلنُسمِّها صحافة «ما قد يكون»، مقارنة بـ«ما حدث بالفعل». وفي إطار هذا النمط الجديد، تحلّ التوقعات، إن لم نقل الخيالات، محل نقل الحقائق.
لذا سرعان ما سمعنا من يقول إن ليو الرابع عشر سيمضي في الطريق نفسه الذي رسمه البابا فرنسيس بدعمه للقضية الفلسطينية، وتفهمه «لأنماط الحياة البديلة»، ودفاعه عن الفقراء والمهاجرين غير الشرعيين، وموقفه المناهض لترمب ـ باختصار - بابا «ووك» (في إشارة لحركة النهضة اليقظوية الحديثة) بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
من ناحيته، أشار أحد أبرز حلفاء ترمب الكاثوليك، ستيف بانون، إلى ليو باعتباره «أسوأ اختيار للكاثوليك المؤيدين لترمب»، وصوّره على أنه «البابا المناهض لترمب».
على الجهة المقابلة، حاول محترفو الترويج لأفكار «الووك»، نزع الصبغة الأميركية عن ليو الرابع عشر بكل وسيلة ممكنة. في فرنسا مثلاً، أشاروا إلى أن اسم عائلته «بروفوست» من أصل فرنسي، وبالتالي فلا بد أنه من أصول فرنسية. إلا أنهم نسوا أن الكلمة نفسها من أصل لاتيني، وبالتالي قد يكون ليو من أصل إيطالي كذلك.
كما بالغ بعض المعلقين في التحليل، مدعين أن للبابا جواز سفر بيروفياً إلى جانب جوازه الأميركي. وقد نسوا أنه يحمل جواز سفر الفاتيكان كذلك. وبما أن البيرو تقع في القارة نفسها التي تنتمي إليها الولايات المتحدة، فإن جواز سفره البيروفي يجعله أكثر «أميركية» لا أقل.
على الجهة المقابلة، في محاولة لاحتواء ليو ضمن خيالاتهم «الووكية»، أعلن بعض من يحنّون إلى عهد فرنسيس أن ليو سيتحلى بالتواضع، وأن لاهوته سيركّز على الفقراء والمهمشين. إلا أن التساؤل هنا: ألم يكن يسوع نفسه في صفّ الفقراء والمهمشين؟ ألم يكن متواضعاً لدرجة أنه غسل أرجل تلاميذه؟
كما ظهر كاريكاتير يصوّر البابا الجديد كأنه راعي بقر في مواجهة مسلحة مع دونالد ترمب، ولم يكن مضحكاً على الإطلاق.
علاوة على ذلك، جرى تصوير ليو الرابع عشر باعتباره مدافعاً عن المهاجرين غير الشرعيين، لأنه، عندما كان كاردينالاً، زار جزيرة لامبيدوسا في صقلية، وصلّى من أجل المهاجرين غير الشرعيين القادمين إليها. الآن، دعونا ننحي جانباً كل التكهنات حول «ما قد يكون» وننظر إلى ما حدث فعلاً.
في أول ظهور له باعتباره البابا الجديد، خرج ليو الرابع عشر إلى شرفة الفاتيكان، مرتدياً الزي البابوي الكامل، في تباين ملحوظ مع سلفه الذي اختار اللباس الكهنوتي الأبيض البسيط. كذلك، استعان ليو باللغة اللاتينية في كلماته الافتتاحية، قبل أن ينتقل إلى اللغة العامية، بعد أن أكد على مكانة اللغة الرسمية للكنيسة الكاثوليكية.
كما أطلق البابا ليو الرابع عشر بدوره، نصائح ضد الخطاب الصاخب، الذي يعد سمة بارزة في الحركة «الووكية». وتجلى التزام ليو نهج أوغسطين في الدعوة إلى التعبير الهادئ المتأني، في قوله: «لسنا بحاجة إلى تواصل صاخب وقوي، بل إلى تواصل قادر على الإصغاء، وتوحيد أصوات الضعفاء الذين لا صوت لهم».
حتى الآن، حاول البابا الجديد أن يركز على السلام باعتباره رسالة جوهرية لكنيسته، وأعلن استعداده لتوسيع دائرة الحوار بين الأديان، بما في ذلك الإسلام واليهودية، علاوة على قبوله الدعوة لزيارة أوكرانيا التي تمزقها الحرب. وكانت أولى كلماته للعالم بصفته بابا هي: «السلام عليكم جميعاً»، ودعا إلى «سلام منزوع السلاح، وسلام ينزع السلاح».
في الواقع، أي مراقب خارجي، ليس مسيحياً ولا من أنصار حركة «الووك»، لن يجد صعوبة في إدراك أن الطرفين لا يمكن أن يلتقيا، وأن اختزال البابا في صورة مجرد نجم شهير يدافع عن «القضايا الجيدة» - على طريقة أنجلينا جولي أو ليوناردو دي كابريو - إنما يُسيء إلى الكنيسة وإلى مثل هذه القضايا، سواء كانت حقيقية أو متخيلة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا ليو الثالث عشر اشتهر بدعمه لحقوق العمال في تأسيس النقابات والمطالبة بتحسين ظروف العمل والأجور العادلة، لكن من خلال الحوار والتنمية الاجتماعية، لا عبر الصراع الطبقي، الذي كان يدعو إليه الماركسيون آنذاك.
أما البابا ليو الأول، فقد أعلن قديساً لأنه، حسب الروايات أو الأساطير، التقى أتيلا الهوني وأقنع ذلك الغازي المتوحش بالامتناع عن تدمير روما. واليوم، قد يقف ليو الرابع عشر في مواجهة «أتيلا» من نوع جديد، ممثلاً في الحركة «الووكية»، التي تحاول إعادة كتابة التاريخ، وإعادة تعريف الإيمان، وإعادة تشكيل العالم باسم قضايا نبيلة زائفة.
وفي مواجهة هذا التحدي، قد يحتاج ليو الرابع عشر إلى ما هو أكثر من صلاة القديس ميخائيل التي أوصلت ليو الأول إلى مرتبة القداسة.
من جهته، أوكل البابا الراحل فرنسيس إلى مجموعة من الكرادلة إعداد مراجعة شاملة لموقف الكنيسة الحالي، واقتراح الإصلاحات والمبادرات اللازمة لمواجهة المستقبل. ومن المتوقع أن ترفع هذه اللجنة تقريرها، في وقت لاحق من هذا العام، ما يمنح البابا الجديد فرصة لتحديد ملامح حبريته، ونوع الكنيسة التي يطمح إلى قيادتها، ربما لعقود مقبلة.
حتى ذلك الحين، من الحكمة أن نتمسك بنهج الصحافة التقليدية - التي تنقل ما يحدث فعلاً - بدلاً من أن ننساق وراء تصوراتنا عمّا نود أن يحدث.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 36 دقائق
- الشرق السعودية
كتاب يكشف تفاصيل تستر الدائرة المقربة من بايدن على تدهور حالته الصحية
كشف كتاب جديد أن الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، مرّ خلال العامين الأخيرين من ولايته، بلحظات خاصة لم يتمكن فيها من تذكر أسماء كبار مساعديه، كما بات جدول أعماله محدوداً بشكل متزايد، وكان عرضة لفقدان الترابط في الحديث وتشتت الأفكار، في حين عمل مساعدوه على إبقائه بعيداً عن الأنظار العامة لإخفاء مدى تدهور حالته. ويسرد الكتاب، الذي ألفه الصحافيان جيك تابر من شبكة CNN، وأليكس تومسون من موقع "أكسيوس"، سلسلة من الوقائع التي صُدم خلالها مشرعون ديمقراطيون، ومستشارون في البيت الأبيض، وأعضاء في حكومة بايدن، ومتبرعون للحزب الديمقراطي من تراجع قدرات الرئيس الذهنية والبدنية، في وقت كان فيه بايدن يخوض حملة انتخابية فاشلة لإعادة انتخابه في عام 2024، ومع ذلك، لم يتحدث معظمهم علناً، أو يحاولوا منعه من الترشح. وكتب تابر وتومسون: "ما رآه العالم في مناظرته الوحيدة عام 2024 لم يكن حالة شاذة، ولم يكن نتيجة إصابة بنزلة برد، أو بسبب ضعف التحضير أو المبالغة فيه، ولم يكن مجرد تعب بسيط". وأضافا: "كان ذلك نتيجة طبيعية لرجل يبلغ من العمر 81 عاماً تتراجع قدراته منذ سنوات.. بايدن وأسرته وفريقه سمحوا لمصالحهم الشخصية وخوفهم من عودة ترمب بأن يبرروا محاولة الإبقاء على رجل مسن ومشوش الذهن في بعض الأحيان داخل المكتب البيضاوي لأربع سنوات أخرى". وصدر الكتاب الجديد، الثلاثاء، بعنوان: "الخطيئة الأصلية: تدهور الرئيس بايدن، والتستر عليه، وخياره الكارثي بإعادة الترشح". ويستند الكتاب إلى أكثر من 200 مقابلة، أغلبها مع شخصيات ديمقراطية مطلعة، أُجريت معظمها بعد انتهاء انتخابات 2024، بحسب CNN. صحة بايدن وتصاعدت التساؤلات بشأن صحة بايدن وسنه في الأيام الأخيرة، بعد أن أعلن مكتبه، أنه مصاب بـ"نوع عدواني" من سرطان البروستاتا، انتشر إلى عظامه، وأضاف البيان أن الرئيس السابق وعائلته "يبحثون خيارات العلاج مع أطبائه". وأثارت إصابة بايدن بالسرطان موجة من الدعم والتعاطف، شملت الرئيس دونالد ترمب، الذي كتب على منصة "تروث سوشيال": "نشعر بالحزن، أنا وميلانيا، بعد سماع تشخيص جو بايدن الأخير.. نبعث بأحر التمنيات والدعوات لجيل بايدن والعائلة، ونتمنى لجو شفاءً سريعاً وناجحاً". رغم ذلك، استمرت النقاشات بشأن قرار بايدن الترشح مجدداً، وقال نائب الرئيس، جيه دي فانس، للصحافيين، الاثنين، إنه يتمنى لبايدن الشفاء، لكنه أضاف: "علينا أن نكون صادقين بشأن ما إذا كان الرئيس السابق قادراً على أداء مهامه". وتابع: "في بعض الجوانب، لا ألومه بقدر ما ألوم المحيطين به.. يمكننا أن نصلي من أجل صحته، لكن علينا أيضاً أن ندرك أنه إذا لم يكن الشخص لائقاً بما يكفي للقيام بالمهمة، فلا ينبغي أن يقوم بها". ونشر "أكسيوس"، الجمعة، تسجيلات صوتية من مقابلة بايدن مع المحقق الخاص روبرت هور بشأن تعامله مع الوثائق السرية، ما أضاف مزيداً من السياق إلى استنتاج تقرير هور، الذي وصف بايدن بأنه "رجل مسن، حسن النية، وذو ذاكرة ضعيفة". وأفاد تابر وتومسون بأن القلق من الحالة الصحية لبايدن بين العاملين معه يعود إلى عام 2020، لكن التدهور العقلي والجسدي تسارع خلال عامي 2023 و2024، قبل المناظرة الكارثية التي جمعته بترمب في يونيو الماضي. وذكر الكاتبان أنه في ديسمبر 2022، عجز بايدن عن تذكر أسماء مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، ومديرة الاتصالات كيت بيدينجفيلد. وفي خريف 2023، بدا أنه لم يتعرف على جيمي هاريسون، رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، لكن هاريسون نفى ذلك. وفي أوائل عام 2024، أفاد تابر وتومسون بأن بايدن لم يتعرف على النجم السينمائي جورج كلوني، رغم معرفته به منذ سنوات، ونقل المؤلفان عن بعض وزراء الحكومة أنهم لم يكونوا يعتقدون أن بايدن يمكن الاعتماد عليه في حال وقوع طارئ وطني الساعة الثانية فجراً. مجموعة معلقة لحماية بايدن وقال أحد كبار مساعدي بايدن لمؤلفي الكتاب: "الأمور التي كنا سنعتبرها كارثية في عام 2023، بحلول 2024 كنا نقول: حسناً، تجاوزنا ذلك". وذكر تابر وتومسون أن بايدن كان محاطاً بمجموعة مغلقة تحميه، تضم زوجته وابنه وعدداً من مساعديه القدامى الذين أُطلق عليهم لقب "البوليتبيرو" (أو المكتب السياسي)، في إشارة إلى اللجنة القيادية في الأحزاب الشيوعية. وقال المؤلفان إن كبار مساعدي بايدن - مايك دونيلون، وستيف ريتشيتي، وبروس ريد - كانوا يقدمون الولاء للرئيس على أي اعتبار، أما من هم خارج هذه الدائرة الضيقة، بمن فيهم أفراد حملة بايدن ومستطلعو الرأي وأعضاء في حكومته، فكانوا يعتقدون أن هؤلاء المساعدين يعزلون بايدن عن المعلومات السلبية، بينما قرر المضي قدماً في الترشح لولاية ثانية دون أي نقاش أو مشورة من داخل البيت الأبيض أو فريق حملته. وكتب تابر وتومسون أن "الأمر كان أقرب إلى عقيدة تلامس التعصب: ففي يناير 2025، ظل مايك دونيلون متمسكاً برأيه أن بايدن، رغم نسيانه وخلطه بين الأسماء، كان ذكياً بحق عندما قرر ما ينبغي أن تتضمنه مقترحات اتفاق السلام بين (حماس) وإسرائيل". وفي تصريح لـCNN، انتقد متحدث باسم بايدن الكتاب قائلاً: "ما زلنا ننتظر أي دليل يوضح أن جو بايدن فشل في اتخاذ قرار رئاسي، أو أن الأمن القومي كان مهدداً، أو أنه لم يكن قادراً على أداء مهامه. في الواقع، تشير الأدلة إلى العكس تماماً. لقد كان رئيساً فعالاً للغاية". "كأنه شخص مختلف" وجد تابر وتومسون أن المخاوف بشأن الحالة الصحية لبايدن تعود إلى حملته الانتخابية في عام 2020، حين صور بايدن مقاطع فيديو للحملة يتحدث فيها إلى الناخبين عبر "زووم" قبل المؤتمر الحزبي، لكن ساعات طويلة من هذه اللقطات كانت غير صالحة للاستخدام، ما أثار صدمة بعض أعضاء فريقه. وقال أحد الديمقراطيين، بحسب ما ورد في الكتاب: "كان الأمر كما لو أنه شخص مختلف تماماً. كان ذلك لا يُصدق. كان أشبه بمشاهدة جد لا ينبغي أن يقود السيارة". وأضاف: "لم أكن أعتقد أنه قادر على أن يكون رئيساً". ورأى البعض من المقربين أن تدهور بايدن ارتبط بلحظات من التوتر الشديد، خصوصاً تلك المرتبطة بمشكلات ابنه هانتر القانونية، وفقاً للكتاب. وكتب تابر وتومبسون أن أحد أعضاء الحكومة شبه محاكمة هانتر بايدن في يونيو 2024 وإدانته بأنها كانت "أشبه بسقوط حملٍ وزنه 500 رطل على رأس الرئيس". وأبلغ عدة مشرعين المؤلفين أن صورة بايدن التي شاهدوها ذكرتهم بآباء وأجداد يعانون من مشكلات صحية. وعلى الصعيد العلني، تفاقمت الأسئلة في عام 2024 بشأن صحة بايدن، بعد التقرير اللاذع من روبرت هور، الذي قرر عدم توجيه تهم للرئيس جزئياً بسبب تأثير عامل السن على قرارات هيئة المحلفين. أما في الاجتماعات المغلقة واللقاءات مع المتبرعين، فقد عبر ديمقراطيون عن صدمتهم خلال تفاعلهم مع بايدن العام الماضي. ونقل الكتاب عن أعضاء في مجلس الشيوخ أنهم لاحظوا تغيراً واضحاً في شخصية بايدن خلال لقاءات مغلقة في أوائل 2024، ما أثار قلقهم، لكنهم أعطوا زميلهم السابق في المجلس الفرصة لإثبات نفسه. وواجه مسؤول كبير في الإدارة زميلاً له في البيت الأبيض بغضب بعد اجتماع لفريق العمل المعني برعاية الصحة الإنجابية قائلاً: "ما الذي تفعلونه بحق الجحيم؟ لا أفهم كيف يمكن لهذا الرجل أن يخوض حملة لإعادة انتخابه"، وأضاف لاحقاً للمؤلفين: "رغم كل ما قدمه للبلاد، لا يمكنني أن أغفر له". وبعد الخطاب القوي الذي ألقاه بايدن عن "حال الاتحاد" في مارس 2024، والذي استشهد به كثيرون كمبرر لاستمراره في الترشح، أُصيب بعض الموظفين بالقلق بعد حضوره فعالية مع طلاب ثانوية مساء اليوم نفسه، حيث ألقى خطاباً غير مترابط. وكتب المؤلفان أن أحد هؤلاء المساعدين لم يستطع إلا أن يسأل نفسه: "ما الذي شاهدناه للتو؟". وقال في نفسه، وفقاً للكتاب: "هذا لن ينجح. لا يستطيع القيام بذلك. هذا جنون. جنون. جنون". ضغوط ما بعد المناظرة بعد المناظرة الكارثية مع ترمب في يونيو، أفاد تابر وتومبسون أن أقرب مساعدي بايدن حاولوا تجاوز الأمر وكأن شيئاً لم يحدث. وكتب المؤلفان: "المناظرة جعلت مساعدي بايدن أكثر يقظةً تجاه أي مؤشرات على عدم الولاء. لقد اعتبروا المناظرة مجرد مثال جديد على استبعاد بايدن". وفي الكواليس، حاول ديمقراطيون إقناع الفريق المقرب بضرورة ظهور بايدن في مناسبات غير معدة سلفاً. لكن تابر وتومبسون أفادا بأن الرئيس لم يكن قادراً على أداء ما طُلب منه لإثبات قدراته الذهنية. وروى مستشار في الحملة نقاشاً بعد المناظرة مع بايدن على متن طائرة الرئاسة، قائلاً: "ما الذي نفعله هنا؟" تساءل وهو يسمع بايدن يتحدث. "هذا الرجل لا يستطيع أن يكون جملة مفيدة". ومع تزايد عدد الديمقراطيين المطالبين بتنحي بايدن، تمسك الرئيس وعائلته بموقفهم. وخلال زيارة جيل بايدن لولاية ميشيجان في 3 يوليو 2024، دافعت الديمقراطية ديبي ستابينو بقوة عن الرئيس، لكنها طلبت التحدث مع السيدة الأولى على انفراد، وأبلغتها أن زملاءه السابقين في مجلس الشيوخ يشعرون بالقلق حياله. "كل ما أعرفه هو أنك لن تفوز" ونقل المؤلفان عن السيناتورة قولها للسيدة الأولى: "لا نعلم إن كان ما حدث مجرد حدثاً عابراً، أم أن هناك أمر آخر يتعلق بالرئيس". وأضافا أن جيل لم تُجب عن السؤال الضمني، لكنها عبرت لاحقاً عن غضبها حيال ذلك لموظفي البيت الأبيض. ودافع بايدن وزوجته عن أدائه الرئاسي في مقابلة مشتركة على برنامج The View على شبكة ABC في وقت سابق من هذا الشهر، ورفضا ما قيل عن تراجع حالته الذهنية في عامه الأخير بالمنصب. وقالت جيل بايدن: "الذين كتبوا هذه الكتب لم يكونوا معنا في البيت الأبيض، ولم يروا كم كان جو يعمل بجد كل يوم". وكشف الكتاب أن الرئيس السابق باراك أوباما وزعيم الأغلبية آنذاك في مجلس الشيوخ تشاك شومر، عبرا عن قلقهما من أن مساعدي بايدن المقربين لا يقدمون له صورة واضحة عن فرصه الحقيقية في إعادة الانتخاب. وحث أوباما شومر على التحدث إلى بايدن، وعرض البيانات عليه. في الفترة التي سبقت قرار بايدن بالانسحاب من السباق في يوليو 2024، أصر شومر على مقابلة الرئيس، وسافر إلى ديلاوير لإجراء هذه المحادثة الصعبة. كتب المؤلفان أن شومر أخبر بايدن أنه لن يحصل إلا على 5 أصوات إذا أُجري اقتراع سري بين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بشأن استمراره في الترشح. سأل بايدن شومر: "هل تعتقد أن كامالا قادرة على الفوز؟". وأجاب شومر، وفقاً للكتاب: "لا أعرف إن كانت قادرة على الفوز. كل ما أعرفه هو أنك لن تستطيع".


مباشر
منذ ساعة واحدة
- مباشر
البيت الأبيض: معارضو قانون التخفيضات الضريبية بالخيانة العظمى
مباشر: قال البيت الأبيض إن فشل أعضاء الكونجرس في تمرير مشروع قانون التخفيضات الضريبية المقدم من جانب الرئيس دونالد ترامب، سيعد بمثابة خيانة عظمى. أصدر مكتب الإدارة والموازنة بالبيت الأبيض مذكرة تأييد لمشروع القانون، قال فيها إنه ينبغي على مجلس النواب إقراره فوراً كي يُثبت أعضاؤه جديتهم في الوفاء بوعودهم أمام الشعب الأمريكي. سبق وأحرز النواب الجمهوريون بعض التقدم في المباحثات حول مشروع القانون اليوم الأربعاء، وأعلن رئيس مجلس النواب مايك جونسون، عن توصله إلى اتفاق مع نواب الولايات مرتفعة الضرائب على زيادة الحد الأقصى للاستقطاع الضريبي سواء على مستوى الولايات أو المحليات.


شبكة عيون
منذ 2 ساعات
- شبكة عيون
معلومات استخباراتية : إسرائيل تستعد لمهاجمة نووي إيران
حصلت الولايات المتحدة على معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران، بحسب ما قاله عدد من المسؤولين الأمريكيين المطلعين على أحدث المعلومات الاستخباراتية لشبكة «سي إن إن». وقال مسؤولون أمريكيون، إن مثل هذه الضربة ستُمثل قطيعة صارخة مع الرئيس دونالد ترمب. كما أنها قد تُنذر بصراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، وهو أمر سعت الولايات المتحدة إلى تجنبه منذ أن أججت حرب غزة التوترات بدءًا من عام 2023. خلاف في الإدارة الأمريكية ويُحذّر المسؤولون من أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارًا نهائيًا، بل إن هناك خلافًا عميقًا داخل الحكومة الأمريكية حول احتمالية اتخاذ إسرائيل قرارًا في نهاية المطاف. ومن المرجح أن يعتمد قرار إسرائيل بشن ضربات، وكيفية تنفيذها، على رأيها في المفاوضات الأمريكية مع طهران بشأن برنامجها النووي. لكن شخصًا آخر مطلعًا على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية حول هذه القضية، قال إن «احتمال شنّ إسرائيل هجومًا على منشأة نووية إيرانية قد ازداد بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة». وأضاف: «واحتمال إبرام اتفاق أمريكي - إيراني، بتفاوض ترمب، لا يزيل كل اليورانيوم الإيراني، يزيد من احتمالية شنّ هجوم». ولكن هذه المؤشرات نفسها قد تكون ببساطة محاولة من جانب إسرائيل للضغط على إيران للتخلي عن المبادئ الأساسية لبرنامجها النووي من خلال الإشارة إلى العواقب إذا لم تفعل ذلك ــ وهو ما يسلط الضوء على التعقيدات المتغيرة باستمرار التي يتعامل معها البيت الأبيض. مساعدة أمريكا وفقا لمصادر «سي إن إن» لا تملك إسرائيل القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني من دون مساعدة أمريكية، بما في ذلك التزود بالوقود جوًا والقنابل اللازمة لاختراق المنشآت في أعماق الأرض، وهي الحاجة التي تنعكس أيضًا في تقارير استخباراتية أمريكية سابقة، وفقًا لمصدر مطلع على الأمر. وقال مصدر إسرائيلي للشبكة الأمريكية، إن إسرائيل ستكون مستعدة لتنفيذ عمل عسكري بمفردها إذا تفاوضت الولايات المتحدة على ما وصفه هذا المصدر بأنه «صفقة سيئة» مع إيران لا يمكن لإسرائيل قبولها. وقال الشخص الآخر المطلع على الاستخبارات الأمريكية: «أعتقد أن من الأرجح أن يضربوا لمحاولة إفشال الاتفاق إذا ظنوا أن ترمب سيقبل بـ«صفقة سيئة». ولم يتردد الإسرائيليون في إبلاغنا بذلك... علنًا وسرًا». وكانت «سي إن إن» قد ذكرت في وقت سابق أن تقييما استخباراتيا أمريكيا صدر في فبراير الماضي يشير إلى أن إسرائيل قد تستخدم إما طائرات عسكرية أو صواريخ بعيدة المدى للاستفادة من قدرات الدفاع الجوي المتدهورة لدى إيران. لكن التقييم نفسه وصف أيضًا كيف أن مثل هذه الضربات لن تؤدي إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني بشكل طفيف، ولن تكون علاجًا لكل شيء. في الوقت الراهن، توقفت المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران عند مطلب مفاده أن طهران لا تقوم بتخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يمكن أن تمكن من تحويل إيران إلى دولة قادرة على صنع الأسلحة، ولكنها ضرورية أيضًا لإنتاج الطاقة النووية لأغراض مدنية. وأشار مسؤول أمريكي إلى أن «الموقف الإسرائيلي كان ثابتًا على الدوام بأن الخيار العسكري هو الخيار الوحيد لوقف البرنامج النووي العسكري الإيراني». هجوم إسرائيلي وشيك على إيران - أمريكا تُكثّف جهودها لجمع معلومات حول الهجوم المتوقع. - إدارة ترمب لن تساعد إسرائيل في شن أي هجمات إسرائيلية. - أي هجوم إسرائيلي سيفشل دون مساعدة أمريكا. - إسرائيل يمكن أن تشن الهجوم دون عون واشنطن. Page 2 الخميس 01 مايو 2025 07:27 مساءً Page 3