logo
حرب مسيّرات روسية أوكرانية وترامب لا يستبعد لقاء بوتين وزيلينسكي بألاسكا

حرب مسيّرات روسية أوكرانية وترامب لا يستبعد لقاء بوتين وزيلينسكي بألاسكا

المنارمنذ 4 ساعات
تبادلت روسيا وأوكرانيا هجمات بالمسيّرات خلال ليل أمس السبت، وتزامن ذلك مع تصريحات أميركية أكدت أن الرئيس دونالد ترامب لا يعارض تنظيم قمة ثلاثية في ألاسكا بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 121 مسيّرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليلة الماضية، في حين أكدت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 70 مسيّرة من بين 100 أطلقتها روسيا.
وقال حاكم المنطقة الجنوبية لروسيا رومان بوسارغين إن منشأة صناعية تضررت نتيجة هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة ساراتوف.
وجاءت تلك التطورات في خضم تحركات سياسية أعقبت إعلان الرئيسي الأميركي عقد لقاء مع نظيره الروسي في ألاسكا يوم الجمعة المقبل.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب منفتح على عقد قمة ثلاثية في ألاسكا مع بوتين وزيلينسكي، لكنه أكد أن البيت الأبيض يخطط حاليا لأن يكون الاجتماع ثنائيا مع بوتين بناء على طلبه.
وعبر الرئيس الأوكراني أمس السبت عن رفضه استبعاد بلاده من أي محادثات بشأن إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، وقال إن الأوكرانيين 'لن يسلّموا أرضهم للمحتلين'، وإن أي حلول دون بلاده 'ستكون ضد السلام'.
وأكد استعداده للعمل مع ترامب وجميع الشركاء من أجل سلام حقيقي وطويل الأمد.
وقال زيلينسكي إن بلاده لا تلمس أي تحولات في الموقف الروسي، وإن 'الروس غير راغبين في وقف القتال'.
من جانبهم، أكد قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن 'الطريق إلى السلام' في أوكرانيا لا يمكن أن يتقرر بدون كييف، وأن المفاوضات لا يمكن أن تتم إلا في سياق وقف إطلاق النار أو الحد من الأعمال القتالية.
وفي وقت سابق أمس، نقل 'موقع أكسيوس' عن مسؤول أميركي قوله إن اجتماعات بالعاصمة البريطانية شارك فيها مسؤولون أميركيون وأوكرانيون أحرزت تقدما كبيرا نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ونقل الموقع الأميركي عن مصادر قولها إن الاجتماع يهدف لمحاولة التوصل إلى مواقف مشتركة قبيل اجتماع ترامب وبوتين.
وفي السياق، نقلت شبكة 'سي إن إن' الأميركية عن مسؤولين غربيين قولهم إن مسؤولين أميركيين أطلعوا زعماء أوروبيين ومسؤولين أوكرانيين على خطة عرضها بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا مقابل تنازلات إقليمية كبيرة من كييف.
وتتطلب الخطة -التي قدمها بوتين إلى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف-من أوكرانيا التنازل عن إقليم دونباس الذي تسيطر روسيا على معظمه وكذلك عن شبه جزيرة القرم.
كما تنص الخطة على تجميد خطوط المعركة الحالية، لكن التفاصيل الأخرى للاقتراح لا تزال غير واضحة.
وبحسب 'سي إن إن'، فقد أثارت الخطة حفيظة مسؤولين أوروبيين أعربوا عن قلقهم من أن تكون هذه محاولة من بوتين لتجنب العقوبات التي هدد ترامب بفرضها.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مسؤولين أوروبيين قدّموا اقتراحا مضادا يتضمن مطالب بأن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل اتخاذ أي خطوات أخرى.
وتطالب موسكو بأن تتخلى كييف رسميا عن 4 مناطق يحتلها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي أعلن الكرملين ضمها بقرار أحادي سنة 2014.
كما تشترط موسكو أن تتوقف أوكرانيا عن تلقّي أسلحة غربية، وأن تتخلى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة، وتطالب بسحب القوات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها.
المصدر: مواقع إخبارية
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشرق الأوسط قد يكون ساحة لحرب نووية – الغارديان #عاجل
الشرق الأوسط قد يكون ساحة لحرب نووية – الغارديان #عاجل

سيدر نيوز

timeمنذ 40 دقائق

  • سيدر نيوز

الشرق الأوسط قد يكون ساحة لحرب نووية – الغارديان #عاجل

الشرق الأوسط قد يكون 'ساحة محتملة' لحرب نووية تقود العالم للفناء، وفقا لمقال رأي بصحيفة الغارديان البريطانية، في حين حذرت الإندبندنت من 'تقسيم' أوكرانيا مقابل وقف بوتين الحرب وحصول ترامب على جائزة نوبل، وأخيراً ألقت التلغراف الضوء على 'قمع' شبكات التواصل الاجتماعي لحرية التعبير. نبدأ من الغارديان، ومقال للكاتب سيمون تيسدال، بعنوان 'مع اقتراب العالم من الفناء النووي، أين المعارضة؟'، وقوله إن التهديد الفتاك للأسلحة النووية وتاريخها المظلم وانتشارها المستقبلي، عاد ليتصدر واجهة الأخبار، ويثير القلق. وأضاف: 'لأول مرة منذ الحرب الباردة، تتحول أوروبا وآسيا والشرق الأوسط إلى ساحات محتملة لمعارك نووية، لكن الآن القنابل والصواريخ الذرية ليست للردع، بل أسلحة هجومية يتم من خلالها حسم الحرب.' وأوضح أن قرار روسيا، الأسبوع الماضي، بالانسحاب رسمياً من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (INF) لعام 1987، التي تحظر الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى، ليهدم ركيزة أساسية من ركائز ضبط التسلح العالمي. وحذر من أن هذا القرار سيُسرع من سباق التسلح النووي، المحموم أصلاً، في أوروبا وآسيا، في وقت يتبادل فيه قادة الولايات المتحدة وروسيا 'السخرية من بعضهما البعض كالأطفال.' وأشار إلى أن بوتين، دائماً ما هدد الغرب بالأسلحة النووية خلال حربه في أوكرانيا، وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أطلقت القوات الروسية صاروخ 'أوريشنيك' متوسط المدى الأسرع من الصوت والقادر على حمل رؤوس نووية على مدينة دنيبرو الأوكرانية، ويمكنه الوصول إلى أي مدينة في أوروبا. تُلقي موسكو باللوم في قرارها بالانسحاب من المعاهدة على أفعال حلف الناتو 'العدائية'. لكن الكاتب يرى أن هناك تجاوزات عملية لموسكو، خاصة بنشر الصواريخ في كالينينغراد، الجيب الروسي على بحر البلطيق، وفي الوقت نفسه فإن القلق الروسي 'مشروع' فيما يتعلق بالناتو. فقد تراجع دونالد ترامب، عن معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى لأول مرة عام 2018، ثم أعقب هذا بحشد ضخم من الصواريخ والقاذفات والطائرات والقنابل النووية، في دول الناتو الأوروبية، وهو ما أثار قلق موسكو، وهو أمر مفهوم. وحذر الكاتب من أنه إذا 'لم تُكبح' جماح الأسلحة النووية الأقوى بكثير اليوم، فقد تُحول الكوكب إلى ساحة قتل عالمية. خاصة أن حشد الأسلحة النووية في أوروبا 'يتسارع'، وتُخزن الولايات المتحدة قنابل نووية في ألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وتركيا. 'مؤامرة تقسيم أوكرانيا' Reuters ركزت صحيفة الإندبندنت في اقتتاحيتها على الاجتماع المرتقب بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وقالت في مقال بعنوان 'يجب على دونالد ترامب ألا يكافئ عدوان فلاديمير بوتين'، إن الرئيس الروسي هو 'العقبة' أمام تسوية تفاوضية في أوكرانيا، وعليه تقديم 'تنازلات.' 'ترامب أكثر رؤساء الولايات المتحدة تقلباً' – مقال في التايمز ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا: هل سيكون هناك اتفاق سلام؟ وتحدثت الصحيفة عن رمزية موقع الاجتماع، الجمعة، حيث اختار ترامب ألاسكا، التي يرى بوتين بضرورة عودتها لروسيا، بعد أن باعها الإمبراطور ألكسندر الثاني، في لحظة ضعف. وقالت إن 'مسرح القمة جاهز'، لكن بعض الممثلين سيغيبون، ونظراً لحرص ترامب على الاجتماع منفرداً مع بوتين يبدو أنه 'يدبر مؤامرة لتقسيم' أوكرانيا، في غياب زعيمها، فولوديمير زيلينسكي. وعزز هذا الانطباع حديث ترامب عن 'تبادل' الأراضي بين روسيا وأوكرانيا كجزء من اتفاق سلام. وأشارت الصحيفة إلى أن زيلينسكي 'يشكك' في هذا الاجتماع، وأكد استعداده لمناقشة أي شيء مع أي شخص في أي مكان، لكن ما لن يفعله، هو الموافقة على 'تفكيك' بلاده كشرط للمحادثات. وشدد المقال على عدم معرفة ما يفكر به ترامب، لذلك لا يمكن تحديد ما إذا كان الاجتماع 'حيلة دبلوماسية' للسماح لبوتين بالموافقة على صفقة تحفظ ماء وجهه، أم أنه نابع من إعجاب حقيقي بزعيم قوي. وفي النهاية لا تمثل الدوافع أهمية، إذا كان ترامب 'مهووساً' بفكرة الحصول على جائزة نوبل للسلام كما يُقال، لكن من المتوقع أن يفوز بالجائزة بفرض السلام من خلال استسلام أوكرانيا. التواصل الاجتماعي و'قمع' حرية التعبير تناولت صحيفة التلغراف، قضية مواقع التواصل الاجتماعي و'قمع' حرية التعبير، والغرامات الكبيرة التي قد تتعرض لها شركات التواصل الاجتماعي العملاقة في بريطانيا، بسبب تطبيقها 'المفرط' لقوانين السلامة على الإنترنت. ونشرت الصحيفة تقريراً مطولاً للكاتبين نيك غوتريدج، كبير المراسلين السياسيين، وجيمس تيتكومب، محرر الشؤون التقنية، بعنوان 'شركات التواصل الاجتماعي العملاقة تواجه غرامات لقمعها حرية التعبير'، وكان هناك تحذيرات لشركات التكنولوجيا المتشددة من استخدام 'أداة قاسية' لعرقلة الحريات العامة. وأبلغ وزراء بريطانيون العديد من منصات التواصل الاجتماعي، منها فيسبوك، وإنستغرام، وتيك توك، بضرورة عدم تقييد الوصول إلى المنشورات التي تعبر عن آراء قانونية. وأشارت الصحيفة إلى هذا التحذير يأتي وسط ردود فعل عنيفة ضد المواقع التي تمنع المستخدمين من مشاهدة بعض المواد، منها التي تحوي مناقشات برلمانية حول عصابات تجنيد الأطفال. وقال ناشطون إن حرية التعبير مهددة بتطبيق الحكومة لقانون 'السلامة على الإنترنت'، الذي يهدف إلى حماية الأطفال من المحتوى الضار. وأعربت مصادر في الحكومة البريطانية عن قلقها من أن شركات التواصل الاجتماعي، التي انتقد بعضها القانون، 'أفرطت في الحماس' أثناء تطبيقه، وعليها أن 'تراعي' الحق في حرية التعبير. وقالت الصحيفة إن القانون 'لا يفرض' رقابة على النقاش السياسي، ولا 'يُلزم' المنصات بتقييد أي محتوى بسبب السن، باستثناء هذا الذي يُشكل 'خطراً كبيراً' على الأطفال، مثل المواد الإباحية أو الانتحار أو محتوى إيذاء النفس.

زيلينسكي: أوكرانيا تؤيد البيان المشترك للقادة الأوروبيين
زيلينسكي: أوكرانيا تؤيد البيان المشترك للقادة الأوروبيين

صوت بيروت

timeمنذ 2 ساعات

  • صوت بيروت

زيلينسكي: أوكرانيا تؤيد البيان المشترك للقادة الأوروبيين

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحفي عقب مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا، في كييف، أوكرانيا، 19 مايو/أيار 2025. رويترز قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد إن كييف 'تثمن وتؤيد بشكل كامل' البيان المشترك للقادة الأوروبيين بشأن تحقيق السلام في أوكرانيا مع حماية المصالح الأوكرانية والأوروبية. وكتب على إكس 'يجب أن تكون نهاية الحرب عادلة وأنا ممتن لكل من يقف مع أوكرانيا وشعبنا اليوم من أجل السلام في أوكرانيا، وهو الدفاع عن المصالح الأمنية الحيوية لبلادنا الأوروبية'. وأضاف 'أوكرانيا تقدر وتؤيد تماما بيان الرئيس ماكرون ورئيسة الوزراء ميلوني والمستشار ميرتس ورئيس الوزراء توسك ورئيس الوزراء ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس ستوب بشأن السلام لأوكرانيا'. البيان الأوروبي الداعم لكييف وقال زعماء أوروبيون كبار أمس السبت إن 'الطريق إلى السلام' في أوكرانيا لا يمكن أن يتقرر بدون كييف، وإن المفاوضات لا يمكن أن تتم إلا في سياق وقف إطلاق النار أو الحد من الأعمال القتالية. وأصدر قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بيانا مشتركا قالوا فيه 'إنهم لا يزالون ملتزمين بمبدأ عدم تغيير الحدود الدولية بالقوة'. وأضافوا 'خط التماس الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق المفاوضات'. وصدر البيان بعد يوم واحد من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. ويعتزم ترامب لقاء بوتين بألاسكا في 15 أغسطس آب يوم الجمعة، ويقول إن الأطراف، بما فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قريبة من التوصل إلى اتفاق يمكن أن يحل النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي منفتح على عقد قمة ثلاثية مع بوتين وزيلينسكي، لكن البيت الأبيض يخطط حاليا لعقد اجتماع ثنائي بناء على طلب بوتين. ولم يتسنَّ الوصول إلى مسؤولين روس وأوكرانيين للتعليق بشأن احتمالات عقد اجتماع ثلاثي.

سقوط ليونتوبيتشي وتطويق باكروفسك.. تحوّل دراماتيكي في حرب أوكرانيا
سقوط ليونتوبيتشي وتطويق باكروفسك.. تحوّل دراماتيكي في حرب أوكرانيا

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

سقوط ليونتوبيتشي وتطويق باكروفسك.. تحوّل دراماتيكي في حرب أوكرانيا

في تحوّل ميداني سريع على جبهة دونيتسك الشرقية، حققت القوات الروسية خلال الساعات الـ24 الماضية تقدمًا استراتيجيًا، أدى إلى سقوط بلدة ليونتوبيتشي بالكامل، وتطويق مدينة بوكروفسك من 3 محاور رئيسة، في خطوة تُعد تهديدًا خطيرًا لدفاعات أوكرانيا في هذا القطاع الحيوي. وتكتسي مدينة بوكروفسك أهمية استراتيجية كبيرة، فهي آخر مركز حضري رئيس تسيطر عليه أوكرانيا في غرب دونيتسك. كما تُعد عقدة إمداد حيوية للقوات الأوكرانية المنتشرة على طول الجبهة الجنوبية. وبالتالي، فإن سقوطها يعني قطع شريان الإمداد الأخير، ما يؤدي إلى تقييد حركة القوات الأوكرانية بشكل كبير في المنطقة. فيما تكمن أهمية بلدة ليونتوبيتشي، التي سقطت في أيدي القوات الروسية، في كونها البوابة الشمالية الشرقية لمدينة بوكروفسك. وقد منحت السيطرة عليها موسكو مواقع مرتفعة استراتيجية، تمكنها من استهداف الطرق المؤدية إلى بوكروفسك مباشرةً. وهذا يجعل أي محاولة لإرسال تعزيزات أو انسحاب القوات الأوكرانية شبه مستحيلة. التطويق العملياتي الهجوم الروسي الأخير خالف النمط التقليدي للمعارك السابقة، فبدلاً من القصف المدفعي المطوّل والتقدم البطيء، اعتمدت موسكو على مجموعات هجومية صغيرة وسريعة الحركة، استغلت الإنهاك الأوكراني ونقص الذخائر. واللافت، أن روسيا فضلت التطويق العملياتي بدلًا من الاقتحام المباشر، محاصرة المدينة تدريجيًا عبر كماشة من الشرق والجنوب، لتضع المدافعين في مأزق خانق دون الدخول في حرب شوارع طويلة. ولا يقتصر التطور الأخير على خسارة مواقع، بل يعيد رسم موازين القوة، خاصة وأن سقوط بوكروفسك المحتمل قد يفتح الطريق أمام القوات الروسية للتقدم نحو حدود دنيبروبتروفسك، مما يهدد بتقسيم الجبهة الشرقية الأوكرانية. ومن الناحية السياسية، يمنح هذا التقدم بوتين ورقة ضغط قوية قبل أي محادثات سلام، خاصة في ظل الحديث المتجدد عن معادلة "الأراضي مقابل السلام". وفي المقابل، تجد كييف نفسها أمام خيارات صعبة، إما القتال حتى النهاية بمخاطر فادحة، أو الانسحاب التكتيكي لإنقاذ القوات، أو محاولة تنفيذ هجوم مضاد محفوف بالمخاطر لكسر الطوق. اختراق استراتيجي وفقًا للخبير العسكري، العميد نضال زهوي، فإن الهجوم الروسي الأخير الذي أدى إلى سقوط ليونتوبيتشي وتطويق بوكروفسك يمثل اختراقًا استراتيجيًا ذا تأثير بالغ على مسار الحرب. وأوضح زهوي أن تأثير هذا التقدم لا يقتصر على المكاسب العسكرية فحسب، بل يمتد ليشكل ضغطًا اقتصاديًا كبيرًا على أوكرانيا بسبب توقف الأنشطة الإنتاجية وقطع خطوط الإمداد اللوجستية. واعتبر أن هذا التطور قد يؤدي إلى انهيار منظومة الدفاع الأوكرانية بالكامل في إقليم دونيتسك. ويشير زهوي في تصريح لـ«إرم نيوز» إلى أن هذا التقدم جاء قبل أيام من القمة المرتقبة بين بوتين وترامب، في خطوة تعكس استراتيجية روسية معتادة تتمثل في رفع سقف التصعيد العسكري قبل أي محادثات سياسية. ويضيف أن القوات الروسية، من الناحية الاستراتيجية، باتت قادرة على كسر كامل الدفاعات الأوكرانية شرق البلاد، بينما تمكنت من الناحية العملياتية من خنق الاقتصاد الأوكراني، أما تكتيكيًا فقد لجأت موسكو لأول مرة إلى استخدام نحو 80 طائرة مسيرة في قلب المعركة، بينها طائرات شبيهة بـ«شاهد» الإيرانية، تم إسقاط ما بين 30 و34 منها. ويصف هذه العملية بأنها اعتمدت على تمهيد ناري كثيف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، إلى جانب إدخال تكتيكات جديدة عززت قدرة القوات الروسية على اختراق واحد من أصعب خطوط الدفاع الأوكرانية. ويربط زهوي هذه التطورات بملفات دولية أخرى، أبرزها الملف السوري، حيث قد تستغل موسكو هذا الزخم لتعزيز نفوذها في غرب سوريا، وكذلك ملف المصالحة بين أرمينيا وأذربيجان الذي يرتبط بمشروع «ممر زنجزور»، بما قد يؤثر على التواصل الإيراني الروسي عبر ممر الشمال – الجنوب. مرحلة جديدة ومن جانبه، يعتبر المحلل السياسي الدكتور سعد خلف، أن ما جرى في الساعات الأخيرة يمثل دخول الصراع إلى مرحلة جديدة، حيث تجاوزت روسيا حدود المكاسب التكتيكية لتبدأ في تثبيت مواقع استراتيجية، ما قد يمهّد لاختراق واسع إذا استمرت العمليات في الأشهر المقبلة ولم تتوقف بنتيجة القمة المقررة بين بوتين وترامب في 15 أغسطس/ آب الجاري بألاسكا. ويشرح خلف في تصريح لـ«إرم نيوز» أن الجيش الروسي يركز عملياته على محاور رئيسة تشمل باكروفسك، ميرنوغراد، سيفيرسك، كوستانتينوفكا، وكوبيانسك، وأنه نجح خلال العام الماضي في السيطرة على مئات القرى والبلدات بهذه المناطق، إضافة إلى تطويق مدن استراتيجية من 3 جهات، مما يجعل سقوطها مسألة وقت في حال قطع خطوط الإمداد. ويؤكد أن الوضع الحالي يقرب روسيا من السيطرة الكاملة على إقليم دونباس، خاصة بعد سيطرتها الكاملة على لوهانسك وبقاء نحو 25% من دونيتسك خارج قبضتها، فيما تضع معارك اليوم مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك في مرمى العمليات المقبلة. التجنيد القسري في أوكرانيا ويلفت خلف إلى تراجع القوة النارية الأوكرانية إلى مستويات غير مسبوقة، بحيث لا يتجاوز معدل الانتشار دبابة واحدة لكل كيلومتر، ومدفعين لكل كيلومتر، وجندي واحد لكل 100 متر، وهو ما يعكس أزمة حادة في القوى البشرية والمعدات، واضطرار الجيش الأوكراني للتجنيد القسري في بعض المناطق، مقابل تراجع الدعم الغربي مقارنة بسنوات الحرب الأولى. ويرى أن موسكو تنظر إلى قمة ألاسكا كفرصة لتحويل مكاسبها الميدانية إلى أوراق ضغط سياسية، بينما يسعى ترامب إلى صفقة كبرى توقف القتال مقابل ترتيبات أمنية تمنحه إنجازًا داخليًا، لكنه يحذر من أن أي اتفاق محتمل قد يعني تجميد الصراع وفق الشروط الروسية لا إنهاءه، مع الإبقاء على القدرة على الضغط على كييف. مسقط رأس زيلينكسي أما الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور نبيل رشوان، فيضع المشهد في سياق تقدم ميداني مهم لكنه ليس حاسمًا بعد، موضحًا أن باكروفسك، بموقعها الجغرافي المرتفع نسبيًا وحجمها الكبير، تمثل محورًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، ولهذا قاتلت أوكرانيا للحفاظ عليها. ويرى أن السيطرة عليها ستفتح الطريق نحو دنيبروبتروفسك، وهو ما يهدد مدينة كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بما يحمله ذلك من رمزية سياسية ومعنوية. ويؤكد أن القوات الروسية تحقق منذ فترة طويلة انتصارات تكتيكية لا تعني بالضرورة اقتراب الحسم العسكري أو إسقاط النظام الأوكراني، وهو سيناريو يرفضه الغرب بشقيه الأوروبي والأمريكي. ويشير رشوان إلى أن الأنظار تتجه لاجتماع ألاسكا، الذي قد يمهّد لاجتماع لاحق في إسطنبول بين بوتين وزيلينسكي، لكنه يبدي شكوكه في إمكانية تحقيق اختراق سياسي حقيقي في هذه المرحلة. ويؤكد أن روسيا تواصل الضغط لتحقيق أهدافها، وفي مقدمتها تخفيف أو رفع العقوبات الغربية، مشيرًا إلى أن القرار في هذا الملف بيد الدول الأوروبية التي تفرض الحصة الأكبر من العقوبات، في ظل تاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية قبل اندلاع الحرب. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store