logo
أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب

أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب

سكاي نيوز عربيةمنذ 5 ساعات

وتزامن الهجوم مع تصريحات روسية رفيعة أكدت أن الكرملين يرى فشل الغرب في تحقيق هدفه بـ"هزيمة روسيا استراتيجيًا"، وهو ما يرسّخ واقعًا ميدانيًا تتزايد فيه المؤشرات على إعادة تموضع عسكري روسي استعدادًا لمرحلة جديدة من المواجهة قد تكون أكثر شمولًا.
أوسع هجوم بالطائرات المسيّرة منذ 2022
أكد مسؤولون أوكرانيون أن الهجوم الجوي الروسي الذي وقع مؤخرًا يُعد الأكبر منذ بدء الحرب، حيث استُخدمت فيه مئات المسيّرات المسلحة إلى جانب صواريخ دقيقة التوجيه.
وقال الجيش الأوكراني إن طيّارًا قُتل إثر سقوط طائرته من طراز F-16 أثناء تصديه للهجوم، في خسارة اعتُبرت رمزية بالنظر إلى أهمية تلك الطائرات في حماية المجال الجوي الأوكراني.
وفي كييف ، سُمعت أصوات المضادات الجوية، بينما سُجّلت انفجارات في خاركيف و دنيبرو شرق البلاد. وأصدر سلاح الجو الأوكراني تحذيرات من هجمات محتملة بمسيّرات في مناطق واسعة، ما يعكس اتساع نطاق التهديدات الجوية الروسية.
تقدم ميداني في دونيتسك
في موازاة التصعيد الجوي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على بلدة في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا ، مؤكدة تكبيد القوات الأوكرانية خسائر فادحة، وتدمير عشرات الآليات والأسلحة الغربية، بما فيها محطة إلكترونية متقدمة للحرب الإلكترونية.
وقالت الوزارة إن هذه العمليات تأتي ضمن خطة موسعة لتعزيز مكاسب ميدانية، قد تعيد ترتيب أوراق التفاوض لاحقا، وفق الرؤية الروسية القائمة على أن الحل السياسي يجب أن يُبنى على توازن قوى لا على الإملاءات.
في موقف لافت يعكس قراءة موسكو لمسار الحرب، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب "بدأ يُدرك أنه غير قادر على تحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا"، مؤكدًا أن بلاده تواجه "مواجهة غير مسبوقة" مع الولايات المتحدة وحلفائها، حيث تُستخدم أوكرانيا كأداة في هذه المعركة.
لافروف أضاف أن روسيا لن تتراجع أمام العقوبات أو الضغوط، وأن العالم يمر بمرحلة خطيرة من التصعيد، لكن موسكو لا تزال تؤمن بأن الحل ممكن عبر مسارات دبلوماسية واقعية تراعي موازين القوى الجديدة.
من جهته، شدد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على أن بلاده "لن تُجبر على التفاوض بالقوة"، معتبرًا أن حزمة العقوبات الأوروبية الثامنة عشرة "لن تُغيّر شيئًا" في سلوك موسكو.
وأضاف أن سياسات الضغط لم تنهِ الحرب، بل أسهمت في تعقيدها وتعطيل فرص التسوية.
موسكو لن تتراجع… وأوكرانيا أمام عجز دفاعي
الكاتب والباحث السياسي بسام البني، وفي مداخلة مع التاسعة على سكاي نيوز عربية، أوضح أن روسيا باتت تعتبر التصعيد ضرورة استراتيجية، بعد أن وصلت الدبلوماسية إلى طريق مسدود. وقال: "روسيا تدرك أن التراجع في هذه المرحلة قد يعني نهاية مشروعها الاستراتيجي وفقدان هيبتها كقوة كبرى. لذا، فإنها ترى أن استمرار العمليات العسكرية هو الخيار الواقعي لتحقيق أهدافها بعد فشل المساعي الدبلوماسية".
وأشار البني إلى أن موسكو تسعى إلى فرض معادلة جديدة من خلال الهجوم الجوي الأخير، معتبرًا أن "المسيّرات أصبحت سلاحا حاسما في المعركة"، وكشف أن روسيا بدأت إنتاج ما يصل إلى 1.8 مليون طائرة مسيرة سنويا، مع الاستعداد لمضاعفة هذا الرقم، ما يضعف القدرة الغربية على مجاراة وتيرة الاستنزاف.
وبحسب البني، فإن الهجوم الأخير تضمن مسيّرات وهمية بنسبة كبيرة، بهدف إشغال الدفاعات الأوكرانية، إلى جانب أهداف خداعية داخل روسيا لاستدراج الهجمات، مشيرا إلى أن موسكو أظهرت تفوقا في "فن إدارة الصراع"، واستطاعت إرباك أنظمة الدفاع الغربية المتطورة.
وفيما حذر من خطر انزلاق أوروبي مباشر إلى ساحة القتال، قال إن روسيا مستعدة لأي سيناريو، لكنها لا تزال ترى أن "بوتين يريد السلام، لكن على أسس واضحة تضمن لروسيا ما لم يُضمن بالدبلوماسية".
العقوبات... ارتداد عكسي أم تحفيز داخلي؟
على صعيد العقوبات، اعتبر البني أن الغرب استنفد كل أدواته الاقتصادية دون أن يحقق النتائج المرجوة، بل قال إن العقوبات شكلت حافزا للصناعة الروسية، التي بدأت بالاعتماد على الذات وتوسيع إنتاجها المحلي في مجالات التكنولوجيا، الطيران، والصناعات المدنية والعسكرية.
وتابع: "كانوا يراهنون على إضعاف روسيا من الداخل، لكن الواقع اليوم يُظهر أن الشعب الروسي واجه الحصار بالعمل والإنتاج، وأن قطاعات جديدة نشأت لسد الفجوة التي تركتها الشركات الغربية".
وحول احتمال عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، رأى البني أن اللقاء لن يتم لمجرد اللقاء، بل إن الطرفين ينتظران "نضوج شروط واضحة وثوابت مشتركة يمكن البناء عليها".
وقال إن القنوات الدبلوماسية تعمل على تجهيز الأرضية، لكن "لا أحد يعرف متى ستصل اللحظة المناسبة".
أما في ما يتعلق بالدور التركي، فرأى البني أن أنقرة "تحاول تقديم نفسها كمنصة للوساطة"، لكن دون أن تمتلك أدوات قادرة على إقناع الطرفين بالجلوس. وأوضح أن تركيا تسعى للاستفادة من موقعها السياسي لانتزاع مكاسب رمزية في السياسة الدولية، لكن تعقيدات المشهد تتجاوز قدرتها الفعلية.
بين تصعيد عسكري روسي واسع النطاق، وتراجع فعالية العقوبات الغربية، وانغلاق قنوات التفاوض، يبدو أن الصراع في أوكرانيا يتجه نحو مرحلة أكثر عنفًا وتعقيدًا.
روسيا تُظهر تصميمًا على الحسم وفق رؤيتها، وأوكرانيا تواجه استنزافًا في القدرات الدفاعية. أما الغرب، فيراهن على الزمن والعقوبات، في حين أن "الحل" لا يزال رهينة ميدان لم يُحسم، وديبلوماسية فقدت الوزن والتأثير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

برلين: عقوبات أوروبية جديدة على روسيا قد تُقر هذا الأسبوع
برلين: عقوبات أوروبية جديدة على روسيا قد تُقر هذا الأسبوع

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 27 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

برلين: عقوبات أوروبية جديدة على روسيا قد تُقر هذا الأسبوع

وأضاف المتحدث أن الخطة المطروحة "ستُناقَش على مستوى سفراء الاتحاد الأوروبي"، وستُعاد مراجعتها بعد زيارة وفد المفوضية الأوروبية إلى سلوفاكيا خلال الأيام المقبلة، تمهيداً لإقرارها رسمياً. كانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت هذه الجولة من العقوبات في 10 يونيو 2024، وتشمل قيوداً على عائدات الطاقة الروسية، النظام المصرفي، والصناعات المرتبطة بالقطاع الدفاعي، إلى جانب حظر تصدير بعض المواد التقنية والمكونات الصناعية التي يمكن استخدامها عسكرياً. كما تتضمن المسودة قيوداً على الوصول إلى البرمجيات الأوروبية المتقدمة، واستهدافاً لبعض الكيانات المرتبطة ببرامج الطائرات المسيرة الروسية، في محاولة لإبطاء قدرات موسكو على تطوير أنظمتها القتالية محلياً. ما الذي شملته العقوبات السابقة؟ منذ بدء حرب روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022، تبنّى الاتحاد الأوروبي 17 حزمة عقوبات متتالية، شملت: تجميد أصول البنك المركزي الروسي في أوروبا إقصاء عدد من البنوك الروسية من نظام SWIFT حظر استيراد الفحم والنفط الروسي المنقول بحراً فرض قيود على صادرات السلع ذات الاستخدام المزدوج (المدني والعسكري) إدراج مئات الأفراد والكيانات على قوائم العقوبات، بينهم وزراء ومسؤولون كبار وأوليغارشية الأثر الاقتصادي رغم اتساع نطاق العقوبات، لا تزال روسيا قادرة على تصدير كميات كبيرة من الطاقة إلى دول مثل الصين و الهند و تركيا بأسعار مخفّضة، ما ساعدها في تأمين موارد مالية موازية. مع ذلك، تشير تقارير صندوق النقد الدولي و البنك الدولي إلى أن الناتج المحلي الروسي انكمش بنسبة 2.1 بالمئة في 2023، بينما تواجه البلاد صعوبات متزايدة في الوصول إلى التقنيات الغربية وقطع الغيار الصناعية، خصوصاً في قطاع الطيران والإلكترونيات الدقيقة. وتأمل بروكسل أن تُسهم الجولة الجديدة في سدّ الثغرات التجارية والمالية التي لا تزال تمكّن موسكو من تمويل مجهودها الحربي، خاصة مع تزايد الضغوط من دول أوروبا الشرقية للمضي في خطوات أكثر حزماً.

الكرملين: أي عقوبات أمريكية على روسيا تؤثر في جهود السلام
الكرملين: أي عقوبات أمريكية على روسيا تؤثر في جهود السلام

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

الكرملين: أي عقوبات أمريكية على روسيا تؤثر في جهود السلام

موسكو- رويترز قال الكرملين، الاثنين، إنه يتعين على مؤيدي مشروع قانون صاغه السيناتور الأمريكي لينزي جراهام الذي من شأنه فرض عقوبات جديدة صارمة على روسيا وشركائها التجاريين، سؤال أنفسهم حيال تأثيره في الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق سلام بشأن أوكرانيا. وكان دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين يرد على سؤال بعد تصريح جراهام في مقابلة مع شبكة «إيه.بي.سي نيوز»، الأحد، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغه بأن مشروع قانون العقوبات قد يطرح للتصويت. وقال بيسكوف: إن روسيا على علم بموقف جراهام، وإنها تعتبره «معادياً لروسيا بشكل متأصل». وحال اعتماده، فإن مشروع القانون من شأنه أن يفرض رسوماً جمركية بنسبة 500 في المئة على الدول التي تشتري السلع الروسية مثل النفط، الذي تشتريه الصين والهند بكميات كبيرة.

روسيا تسقط 16 مسيرة أوكرانية.. وتؤكد: وتيرة مفاوضات التسوية تعتمد على واشنطن وكييف
روسيا تسقط 16 مسيرة أوكرانية.. وتؤكد: وتيرة مفاوضات التسوية تعتمد على واشنطن وكييف

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

روسيا تسقط 16 مسيرة أوكرانية.. وتؤكد: وتيرة مفاوضات التسوية تعتمد على واشنطن وكييف

أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأحد، أن وتيرة المحادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا تعتمد على موقف كييف، وفاعلية الوساطة الأمريكية والوضع الميداني، في وقت أكدت فيه موسكو تدمير 16 طائرة مسيرة لكييف خلال الليل. وبعد خمسة أشهر من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، لا تلوح نهاية في الأفق للحرب في أوكرانيا، على الرغم من تعهده بإنهائها في يوم واحد خلال حملته الانتخابية في عام 2024. ويدفع ترامب كلا الجانبين نحو محادثات لوقف إطلاق النار منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني، وقال الجمعة، إنه يعتقد أن «شيئا ما سيحدث» بشأن تسوية الحرب. وقال بيسكوف لقناة «روسيا البيضاء 1»: «يعتمد الكثير بطبيعة الحال على موقف نظام كييف». وأكد أن «الأمر يعتمد على مدى فاعلية جهود الوساطة التي تبذلها واشنطن»، مضيفاً أن الوضع الميداني عامل آخر لا يمكن تجاهله. ولم يذكر بيسكوف تفاصيل عما تتوقعه موسكو من واشنطن أو كييف. وتطالب موسكو أوكرانيا بالتنازل عن المزيد من الأراضي، والتخلي عن الدعم العسكري الغربي، وهما شرطان ترفضهما كييف. ورغم عدم تحديد موعد للجولة التالية من المحادثات، قال بيسكوف، إن روسيا تأمل في أن تتضح المواعيد «في المستقبل القريب». وللمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، عقدت روسيا وأوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول يومي 16 مايو/ أيار، والثاني من يونيو/ حزيران الجاري، نتج عنها سلسلة من عمليات تبادل الأسرى ورفات الجنود القتلى. لكن لم يحرز الجانبان أي تقدم نحو وقف إطلاق النار. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، إن مقترحي البلدين لاتفاق السلام اللذين طُرحا في محادثات الثاني من يونيو/ حزيران كانا «مذكرتي تفاهم متناقضتين تماماً». وقالت تركيا، التي استضافت الجولة السابقة من المحادثات، الجمعة، إنها مستعدة لاستضافة المناقشات مرة أخرى. من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية الاثنين، ان أنظمة الدفاع الجوي دمرت 16 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل. وأضافت الوزارة عبر تطبيق «تيليجرام»، أنه تم إسقاط عشر طائرات فوق منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، وخمس طائرات فوق بحر آزوف الذي يحد روسيا من الشرق. ولم ترد بعد أي أنباء عن وقوع أضرار جراء ذلك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store