
الحاج حسن : المقاومة باقية رغم الضغوط
وشدد خلال كلمة له في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين في مدينة بعلبك، على أن "الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي لا يُخفون نواياهم، بل يعلنونها صراحة، خصوصًا بعد ضربة إيران الأخيرة، حيث رأوا فيها فرصة لتعزيز "الاتفاقات الإبراهيمية" ومزيد من التطبيع مع العدو، أي مزيد من الاستسلام".
وأشار إلى أن" التطبيع ليس مجرد سلوك سياسي طارئ، بل هو جزء من مشروع أميركي قديم، بدأ منذ حقبة وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، عبر ما عُرف بسياسة "الخطوة خطوة"، التي استجابت لها معظم الأنظمة العربية والإسلامية، سواء علنًا أو سرًا، منذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 وحتى اليوم".
وقال: "الحمد لله الذي يُظهر الحق من الباطل"، مؤكدًا أن سبب رفض الغرب لوجود المقاومة هو أنها تُشكل حاجزًا أمام تنفيذ هذا المشروع، ولهذا تعمل واشنطن و"تل أبيب"، ومعهما العديد من الأنظمة الغربية والعربية، على تقويض أي حراك مقاوم، سياسيًا أو عسكريًا أو إعلاميًا".
وأضاف:" أن المقاومة، رغم كل هذه الضغوط، تواجه بثبات ووعي، وتملك خيارات واضحة، وتعمل بأعصاب هادئة"، مشيرًا إلى أن "من يدرك ما يجري في المنطقة، يدرك حجم المعركة، وحجم الرهان".
وفي ما يعلق بالجمهورية الإسلامية في إيران، قال الحاج حسن:" إن الاستهداف الأميركي و"الإسرائيلي" لها لم يكن محصورًا بالملف النووي أو القدرات العسكرية، بل الهدف الأساسي كان القضاء على النظام والثورة والدولة، منذ اللحظة الأولى لانتصارها".
وأكد أن "الجمهورية الإسلامية استطاعت أن تتجاوز الضربات، رغم استشهاد عدد من القادة، موضحًا أن كل الغرب كان حاضرًا في هذه المعركة، سواء عبر الدفاع عن الكيان الصهيوني، أو عبر الدعم العسكري والمعلوماتي".
وعن القدرات الصاروخية الإيرانية، لفت إلى أنها "تطورت تماشيًا مع قوله تعالى: "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة"، مشيرًا إلى أن "الضربات الإيرانية الأخيرة سبّبت خسائر مباشرة داخل الكيان "الإسرائيلي"، باعتراف مسؤوليه، حيث تم تسجيل أكثر من 60 ألف طلب تعويض، ووصلت الخسائر إلى مليارات الدولارات، وسط خلافات بين وزارات العدو حول كلفة منظومات الاعتراض".
وأوضح أن "كل هذه الخسائر وقعت رغم وجود خمس طبقات دفاع جوي لدى الكيان، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة والغرب وبعض الأنظمة العربية"، مشددًا على أن "الحق لا يُهزم"، وأن هناك أملًا كبيرًا لأصحاب الحق والمستضعفين.
وختم الحاج حسن بتأكيد أن "هذه المواجهة مستمرة، وأن المقاومة لا ترهبها التضحيات، بل تستمد قوتها من وعد الله بالنصر"، مستشهدًا بعدد من الآيات القرآنية التي تؤكد الثبات والصبر والانتصار في وجه الطغيان، سائلاً الله أن" يُنزل عذابه على الظالمين من الصهاينة والأميركيين ومن يقف معهم".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 19 دقائق
- الجمهورية
دريان للشرع: الْأَمَلُ فيكم وَالتَّفَهُّمُ أَنْ تَسْتَجِدَّ عَلاقَاتٌ بَينَ البَلَدَينِ الشَّقِيقَينِ
زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان سوريا على رأس وفد ضم مفتي طرابلس الشيخ محمد طارق إمام، رئيس المحاكم الشرعية السنية في لبنان الشيخ محمد عساف، أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي، مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي بعلبك والهرمل الشيخ أيمن زيد الرفاعي، مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي، مفتي عكار الشيخ زيد محمد بكار زكريا، مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي، مفتي صور الشيخ مدرار حبال، أمين الفتوى في طرابلس الشيخ بلال بارودي، ومسؤول العلاقات العامة والإعلام في دار الفتوى خلدون قواص. استهلت الزيارة بأداء الصلاة في جامع بني أمية الكبير في دمشق المعروف بالمسجد الأموي "الذي يعتبر رمزا إسلاميا شامخا وجوهرة تاريخية تحمل إرثا عربيا أصيلا مشرقا من تاريخ المنطقة". ورحبت رابطة مؤذني الجامع الأموي الكبير بأنشودة دينية. وجال المفتي دريان والوفد في المسجد الذي يعد رابع أشهر المساجد الإسلامية، ومعلما أثريا. ثم قبل الوفد الأثر النبوي الشريف وقرأ سورة الفاتحة على مقام النبي يحيى ومشهد الإمام الحسين بن علي وضريح صلاح الدين الأيوبي. وزار المفتي دريان والوفد الرسمي وزير الأوقاف السوري الشيخ الدكتور محمد أبو الخير شكري في مكتبه بالوزارة، بحضور مفتي دمشق الشيخ الدكتور عبد الفتاح البزم وأعضاء مجلس الإفتاء العام في سوريا وكبار العلماء في سوريا، وتم التأكيد خلال اللقاء على أهمية التشاور والتعاون والتنسيق بين العلماء السوريين واللبنانيين للقيام بدورهم الفاعل في تأصيل الهوية، وجرى التداول في الشؤون الإسلامية والوطنية والمصلحة العربية المشتركة، وشدد المفتي دريان على أهمية الدور الإسلامي في لبنان من خلال دار الفتوى بنشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي يحترم الآخر ويقدر الخصوصيات وتعزيز ثقافة المواطنة والعيش المشترك بين شرائح المجتمع خاصة في الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية. وقدم دريان للوزير أبو الخير شكري درع دار الفتوى عربون محبة وتقدير. ودعا المفتي دريان الوزير شكري إلى زيارة لبنان. وزار جبل قاسيون. وتوجت زيارة دريان والوفد الرسمي الى دمشق بزيارة الرئيس السوري احمد الشرع في قصر الشعب، وقال المفتي دريان: "أَتَينَا إلى زِيَارَتِكُمُ اليومَ يا سِيَادَةَ الرئيسِ لِلتَّهْنِئَة ، بعدَ طُولِ غِيابٍ وَغُربَة . لقد غَيَّبُونَا كَمَا غَيَّبُوا وَغَرَّبُوا عَشَرَةَ مَلايِينَ مِنَ الشَّعبِ السُّورِيّ ، وعِندَمَا نَأْتِي إِليكُمُ اليوم، لِكَي نَتَشَارَكَ في إِصلاحِ الحَاضِر ، وَصُنعِ المُستَقبَلِ الزَّاهِر . سوريا العربيةُ الشقيقةُ الحَبِيبة، مُقبِلَةٌ على انْتِخَابَاتٍ حُرَّةٍ بِقِيَادَتِكُم ، اِفتَقَدَتْهَا لِأَكْثَرَ مِنْ سِتِّينَ عاماً. فَأَمَلُ الحَاضِرِ اسْتِعَادَةُ مَعنَى الدَّولَةِ وَمُمَارَسَاتِهَا . أمَّا أَمَلُ المُستَقْبَلِ القَرِيب ، فَأَنْ تَعُودَ سوريا القويةُ قِبلَةً لِلعَرَب ، وَرُكْناً في النَّهْضَةِ الجديدة ، التي تَبْزُغُ أَنوارُها مُتَغَلِّبَةً على كُلِّ العَوَائقِ وَالعَقَبَات . أَرَادُوا بِالمَذَابِحِ وَالتَّهْجِيرِ كَسْرَ إِرادَةِ الشَّعبِ السُّورِيّ ، فَصَمَدْتُم ، وَقَاوَمْتُم ، وَانْتَصَرْتُمْ بِالشَّجَاعَةِ وَالمَسؤُولِيَّة ، وَهَا أَنْتُمْ تَنْصَرِفُونَ لِصُنْعِ الجَدِيدِ وَالمُتَقَدِّمِ لِدِمَشقَ وَلِلشَّامِ وَلِلعَرَبِ إِنْ شَاءَ الله . نحن نُقَدِّرُ بِإقْدَامِكُم على إِزالَةِ المُشكِلاتِ التي تُفَكِّكُونَها بِالصَّبرِ وَالحِكْمَة ، ونحن نَعلَمُ أَنَّ الطَّرِيقَ شَاقٌّ وَعَسِير ، لِكَثْرَةِ مَا زَرَعُوا فيه مِنْ أَلْغَام ، وَمَا اصْطَنَعُوا مِنْ سُجُونٍ قَاتِمَة ، وَأَنتَجُوا مِنْ مُخَدِّرَاتٍ وَمَقَابِرَ جَمَاعِيَّة . ثُمَّ إِنَّ هذا التَّآمُرَ لَمْ يَتَوَقَّفْ بِسُقُوطِهِم ، وَأَكبَرُ دَلِيلٍ على ذلك، تَفْجِيرُ الكَنِيسَةِ بِدِمَشْق". اضاف: "السُّورِيُّ لن يَغْلِبَهُ التَّطَرُّف ، وَلنْ يَفُتَّ مِنْ عَضُدِه الإِرهَاب. كُنَّا في لبنان - ونحن مُبْتَلَونَ بِالطَّائفِيَّةِ وَالعَصَبِيَّات - نَضرِبُ المَثَلَ بِتَمَاسُكِ الشَّعبِ السُّورِيّ ، وّأّجوّاءِ الشَّامِ الرُّحْبَة ، وها أَنْتُم تَستَعِيدُونَ هذا المِيرَاثَ العَرِيقَ لِلمَدَنِيَّةِ العَرَبِيَّة ، والحَضَارَةِ الإِسلامِيَّة ، لِتَعُودَ سُوريا مَثلاً وَقُدوَة ، وَحَاضِنَةً وَحَامِيَةً لِمَعَانِي النُّبْلِ والمُرُوءَة ، وَالوَطَنِيَّةِ وَالخَيرِ العَامّ . رُغمَ كَوَارِثِ التَّهجِير ، فَإِنَّ السُّورِيِّينَ الذين انْتَشَرُوا في جِهَاتِ الأَرض ، صَنَعُوا إِضَافَاتٍ في كُلِّ البُلدَانِ التي حَلُّوا فيها ، شَوَاهِدَ على الأُلْفَةِ وَالإِبْدَاع ، وَصُنعِ البِنَاءِ الحَضَرِيِّ وَالحَضَارِيّ ، وَمَا دَامَ الاسْتِقرَارُ قَد تَوَافَرَ لَهُمْ في عَهْدِكُمْ ، فَنَحنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُمْ سَيَتَمَكَّنُونَ في فَترَةٍ قَصِيرَةٍ إِنْ شَاءَ الله، مِنْ إِعَادَةِ إِعمَارِ بِلادِهِمْ وَإِعزَازِهَا. أَتَينَا إِليكُمْ كَمَا يَأْتِي الشَّقِيقُ إِلى شَقِيقِه ، فالدَّمُ لا يَصِيرُ مَاءً على طُولِ المُدَّة ، وَقَدْ جَاءَ في الأَثَر : (زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً). لَنْ نَغِيبَ بَعدَ الآنَ مَهمَا كَانَتِ الصُّعُوبَات ، وَسَنَقْصِدُكُمْ في كُلِّ مُلِمَّةٍ بَلْ وَفَرحَة ، شَأْنُ الشَّقِيقِ مَعَ شَقِيقِه". واضاف: "في بَلَدِنَا لُبنَانُ اليَومَ عَهدٌ جَدِيد ، وَحُكُومَةٌ وَاعِدَة، آمَالُ اللبنانِيِّينَ مُعَلَّقَةٌ على مَا احْتَوَاهُ البَيَانُ الوَزَارِيّ ، وَالقَسَمُ الرِّئاسِيّ ، اللذانِ هُمَا بِدَايَةُ الطَّرِيقِ لِإعَادَةِ بِنَاءِ الدَّولَةِ القِوِيَّةِ وَالعَادِلَة ، السَّاعِيَةِ لِخِدْمَةِ اللبنانِيِّينَ جَمِيعَاً ، وَنُهُوضُ لبنانَ لا يَقُومُ إلا بِجُهُودِ خِيرَةِ أَبنَائِهِ المُخلِصِينَ بِجَنَاحَيْه المُقِيمِ وَالمُغْتَرِب ، وَوُقُوفِ أَشِقَّائِهِ العَرَبِ وَأَصدِقَائِهِ إِلى جَانِبِه ، ولا خَلَاصَ لَهُ إِلا بِالتَّعَاوُنِ الصَّادِقِ وَالبَنَّاءِ مَعَ عُمْقِهِ العَرَبِيّ ، الذي هُوَ الضَّمَانَةُ لِأَمْنِ لُبنانَ وَاسْتِقْرَارِهِ وَسِيَادَتِه ، وَوَحْدَتِهِ الوَطَنِيَّة ، وَعُرُوبَتِهِ الحَضَارِيَّة ، المُؤْمِنَةِ الْتِزَامَاً بِوَثِيقَةِ اتِّفَاقِ الطَّائف، الذي رَعَتْهُ الْمَمْلَكَةُ العَرَبِيَّةُ السُّعُودِيَّة ، وَمَا زَالَتْ تُوَاكِبُ لُبنانَ وَشَعْبَهُ وَمُؤَسَّسَاتِهِ بِعِنَايَةٍ مُخْلِصَة ، اِنطِلاقاً مِنْ حِرْصِهَا على كُلِّ القَضَايَا العَرَبِيَّةِ وَالإِسْلامِيَّةِ العادلة. لقد عَانَينَا كَمَا عَانَيتُمْ، وَبِخَاصَّةٍ في بَيرُوتَ وَشَمَالِيَّ لُبنان ، فَالْأَمَلُ فيكم ، وَأَنْتُمْ مَعْرُوفُونَ بِالحِكْمَةِ وَالصَّبْرِ وَالْحَزْم ، لِمَا فيه مَصلَحَةُ سُوريا وَكُلِّ القَضَايَا العَرَبِيَّةِ وَالإِسْلامِيَّة ، وَالتَّفَهُّمُ أَنْ تَسْتَجِدَّ عَلاقَاتٌ بَينَ البَلَدَينِ الشَّقِيقَينِ مِنْ نَوعٍ جديد ، يَقُومُ على الشَّرَاكَةِ وَالتَّكَامُل، وَعَلى مُوَاجَهَةِ الأَعْبَاء، وَصُنْعِ الصَّدَاقَاتِ مَعَاً، وَتَوطِيدِ العَلاقَاتِ الأَخَوِيَّة. في هذه الشُّهُورِ القَلِيلَة، اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَضَعُوا سُوريا في مَوَاقِعَ مِنَ العَرَبِ وَالدَّولِيِّين ، مَا عَرَفَتْهَا أَبَداً في ظِلِّ النِّظَامِ السَّابِق . وَالشَّعْبَانِ في سُوريا وَلُبنانَ مُبْدِعانِ وَمُسَالِمَان ، وَالأَمَلُ أَنْ نَسْتَقِرَّ مَعاً ، وَأَنْ نَبْنِيَ مَعاً ، وَأَنْ نَنْسَى مَعَاً آلامَ المَاضِي الحَافِلِ بِالاسْتِيلَاءِ وَالْفَزَعِ وَالتَّوَجُّس. لنا - لبنانِيِّينَ وعرباً آخَرِين - آمالٌ كِبَارٌ بِالشَّام. آمَالُ الاسْتِقْرَارِ وَالتَّنْمِيِة ، والإِعْمَارِ وَالعُمْرَان ، وَالِإسْهَامِ في مُستَقْبَلِ العَرَب . وآمَالُ الحُكْمِ العَادِلِ وَالرُّحْب ، وَآمَالُ العَلَاقَةِ الأَخَوِيَّةِ مَعَ لُبنان ، بِدُونِ حَسَاسِيَّاتٍ وَلا مُشْكِلاتٍ تَصنَعُهَا في الغَالِبِ الأَطرَافُ التي لا تُرِيدُ الخَيرَ لِلْبَلَدَين. الشَّامُ مَلِيئَةٌ بِالرُّمُوزِ التي لا تُنْسَى. اِسْتَعَدْنَا دِمَشْقَ التي تَرَبَّى فيها كِبَارُنَا، وَيَتُوقُ إلى نَفَحَاتِهَا شَبَابُنَا. الزَّمَانُ يَتَغَيَّر، لكنَّ النُّفُوسَ لا تَتَغَيَّر. لقدْ ضَيَّعُوا علينَا الكَثِيرَ مِنْ وَهْجِ الشَّامِ وَعِزِّهَا. وختم دريان: "بِقِيَادَتِكُمُ الشَّرْعِيَّة ، لَنْ نَسْمَحَ بِأَيِّ فَوَاتٍ في الحَاضِرِ وَالمُسْتَقْبَل، نحن نَتَحَدَّثُ مَعَكُمْ بِالقَلْبِ وَالعَقْل. دُمْتُمْ على هذه السِّيرَةِ وَالمَسِيرَة. وَأَنَا وَزُمَلائي العُلَمَاء، نَسْأَلُ اللهَ لِسُوريا وَلَكُمُ الأَمْنَ وَالأَمَان، وَالتَّوفِيقَ لِأَدَاءِ الأَمَانَةِ التي يَقْتَضِيهَا دِينُنَا، وَتَقْتَضِيهَا عُرُوبَتُنَا لِبُلْدَانِنَا وَأُمَّتِنَا، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيب". ومنح المفتي دريان للرئيس الشرع وسام دار الفتوى المذهب لمواقفه الإسلامية والعربية ولجهوده وعطاءاته وتضحياته في خدمة سورية. إشارة إلى أن زيارة المفتي دريان الى دمشق هي الأولى منذ توليه سدة الإفتاء منذ العام 2014، ومنح وسام دار الفتوى المذهب الأول كان لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في رمضان، واليوم الوسام الثاني لرئيس الجمهورية العربية السورية احمد الشرع.


التحري
منذ 20 دقائق
- التحري
لبنان أمام 'ساعة الحقيقة'
جاء في 'الراي الكويتية': … غداً لناظره قريب. إنه الاثنين الذي تَحوّل ربع الساعة الأخير الفاصل عنه أشبه بـ «عَدّادٍ» تَنازُلي وصولاً إلى «ساعة الحقيقة»، فإما تَنازُلات من «حزب الله» لمصلحةِ الدولة وحصرية السلاح عبر التَراجُع عن «اللعب على الوقت» عبر الاستحضارالمتجدّد لعنوان الحوار الداخلي والإستراتيجية الدفاعية كناظِم لبناني وحيد لملف السلاح، وإما مراجعةٌ أميركية – دولية لـ «الفرصة» الممنوحة لـ «بلاد الأرز» لتكون جزءاً من الشرق الجديد أو «التخلف عن هذا الركب». وهذه المعادلة البسيطة والبالغة الخطورة ارتسمت بوضوح عشية عودة السفير الأميركي لدى تركيا ومبعوثها إلى سوريا توماس برّاك إلى بيروت غداً، ليَسمع من لبنان الجواب على الورقة التي كان سلّمها إلى مسؤوليه قبل أقلّ من 3 أسابيع وتتمحور حول «سيبة ثلاثية» لإنزال الوطن الصغير عن فوهة البركان الذي زُج في فمه منذ «طوفان الأقصى»، وذلك على قاعدة جوهرها: – أن يُقرّ حَصرُ السلاح بيد الدولة مع إسباغ طابع تنفيذي له عبر مجلس الوزراء وضمن جدولٍ زمني لا يتجاوز 5 أشهر كحد أقصى. – مقابل أن تضمن واشنطن انسحاب إسرائيل من التلال الخمس التي مازالت تحتلها جنوباً، في إطار مسار من «الخطوة مقابل خطوة» يبدأ من ترجمة حصْر السلاح على مراحل، عبر استكماله جنوب نهر الليطاني، ثم شموله المنطقة الواقعة بين الليطاني ونهر الأولي، فبيروت وجبل لبنان، والبقاع الغربي ثم بعلبك الهرمل، على أن يشتمل ذلك على استعادة الأسرى اللبنانيين لدى تل أبيب وترتيبات تتصل بوقف الاعتداءات ارتكازاً على عملية متكاملة من مندرجاتها تثبيت الحدود مع إسرائيل ثم ترسيمها مع سوريا بما يَطوي صفحة الالتباس حول هوية مزارع شبعا المحتلة التي استُخدمت «لبنانيّتها غير الموثّقة» (رفض النظام البائد في دمشق منْح بيروت ما يثبت أنها لبنانية) ذريعةً لتبرير إبقاء حزب الله على سلاحه بعد انسحاب العام 2000. ولم يكن عابراً في غمرة انهماك لبنان الرسمي بوضع اللمسات الأخيرة على الردّ الذي سيسلّمه إلى براك والذي سيتبلور في صيغته النهائية بعد اجتماعٍ أُعلن أنه سيُعقد بين رؤساء الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام والبرلمان نبيه بري، أن تَبرز ملامح انزلاق «بلاد الأرز» نحو محظورٍ يشكّله عدم القدرة الرسمية على تبني الورقة الأميركية «كما هي» ومحاولة اعتماد «نعم ولكن» بإزائها، في مقابل تَمَسُّك واشنطن بأن «الساعةَ تدقّ» مع قرع جرس الإنذار من تضييع الفرصة، وبينهما خروج «حزب الله» من دائرة المواقف «الرمادية» والحمّالة أوجه إلى مقاربةٍ على طريقة «الجواب يُقرأ من عنوانه» وفحواها «لا نقاش حول السلاح» بالتوقيت الأميركي وفي الإطار الذي تحدده الولايات المتحدة ولا وفق أولوياتها وصولاً لقرعه طبول «للمواجهة جاهزون». وفي هذا السياق توقفت أوساط سياسية عند التطورات الآتية: «يستيقظ أمل لبنان» – حرص براك، الذي حطّ في باريس قبل يومين، على الإطلالة عبر منصة «اكس» حيث كتب «يستيقظ أمل لبنان! الفرصة سانحة الآن. إنها لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية التي طبعت الماضي، وتحقيق وعد لبنان الحقيقي بأمل بلد واحد، شعب واحد، جيش واحد. وكما دأب رئيس الولايات المتحدة على مشاركة العالم: لبنان مكان عظيم، بشعب عظيم. فلنجعل لبنان عظيماً من جديد». – تظهير «حزب الله» مواقف بدت مُحْرِجة للبنان الرسمي في أي مقاربة سيعتمدها بإزاء الورقة الأميركية التي يحاذر رَفْضها ويسعى للظهور بموقع المتبنّي لجوهرها (حصر السلاح بيد الدولة) باعتباره التزاماً منصوصاً عنه في خاطب القسَم والبيان الوزاري واتفاق الطائف، ومع دعوة إسرائيل للالتزام بموجبات اتفاق وقف الأعمال العدائية (27 تشرين الثاني) خصوصاً الانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى. وكان بارزاً إطلاق الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر قناة «الميادين» موقفاً أكد خلاله أنّ «الإسرائيلي والأميركي لن يحققا أهدافهما مهما كان الضغط»، مضيفاً «إذا كان الإسرائيلي يعتقد ومن خلفه الأميركي أنّه بزيادة الضغط علينا سيُحقّقان أهدافهما، فلن يحقّقا الأهداف مهما كان الضغط. لدينا قرار بالمواجهة، وثمة خياران لا ثلاثة (…) نحن نرمّم أنفسنا، ونتعافى وجاهزون للمواجهة». وأكد نائب «حزب الله» إيهاب حمادة أنّ «النقاش حول سلاح المقاومة ليس مطروحاً على الطاولة، ولن يكون»، مشدداً على أنّ «ما يُطرح في الداخل هو فقط «الاستراتيجية الدفاعية»، وهي شأن لبناني داخلي بامتياز، لا يحق لأي جهة خارجية، عربية كانت أم إسلامية، أن تتدخل فيه حتى تحت عنوان النصيحة»، لافتاً إلى أن «أي بحث في إستراتيجية دفاعية يجب أن يحظى بإجماع وطني لبناني كامل، لا أن يُفرض من الخارج أو يُناقش تحت الضغط». – في موازاة موقف «حزب الله» الذي عاود إحالة ملف السلاح على حوار داخلي ونقاش «بعد أن تنسحب إسرائيل و…»، وهو ما يعني نسفاً للمقترَح الأميركي الذي يُعدّ «ناظراً» رديفاً ومكمّلاً لاتفاق 27 تشرين الثاني وللجدولة الزمنية التي تَشترط واشنطن اعتمادها كآلية تنفيذية لتسليم السلاح وبعيداً من تجارب الحواراتِ التي تستجرّ منذ 2006، تقاطعت معلومات عند أن الحزب سلّم إلى بري رده على الورقة الأميركية «ليُبنى على ذلك» في آخر اجتماعات اللجنة التي تمثل الرؤساء الثلاثة. وأوردت قناة «الجديد» أن «لا تسليم جزئياً ولا كاملاً لسلاح حزب الله، والنقاش في التنازلات الجزئية يأتي بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان ويوضع ضمن إطار عملي وزمني لبناني»، وأن الحزب «أكد تمسكه بتطبيق قرار وقف النار بكامل مندرجاته»، مشدداً على أن «لا حاجة لاتفاق جديد يعيد النظر بما تم الاتفاق عليه سابقاً والحزب طالب إسرائيل بتطبيق هذا القرار بشكل كامل». ووفق المعلومات فإن «حزب الله في رده قال إنه مستعد لمناقشة ملف سلاحه ضمن إطار إستراتيجية دفاعية أو من خلال حوار داخلي ونقاش بناء»، ناقلة عن مصادر رسمية أن «اجتماع اللجنة الرئاسية المشتركة الذي عُقد أمس كان سيضع اللمسات الأخيرة على رد لبنان الرسمي على ورقة برّاك، وهو الرد الذي سيشمل تمسكاً لبنانياً رسمياً بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها، من دون الإشارة إلى إجراء حوار داخلي في شأن هذا الملف. كما سيشدد الرد على تمسك لبنان بتنفيذ قرار وقف النار كاملاً من إسرائيل». وسبقت ذلك تقارير (قناة العربية – الحدث) تحدثت عن أن «الحزب سلم رده من دون الإشارة صراحة إلى التخلي عن السلاح»، كاشفة عن أنه وصف ورقة المبعوث الأميركي بـ «الاستسلامية»، وناقلة «أن الرئاسات الـ 3 متفقة على أن زمن السلاح خارج الدولة انتهى، وأنها توافقت على عدم السماح لأي جهة بجر لبنان إلى الدمار» وأن «عون طالب حزب الله بتسليم صواريخه للجيش منذ شهر، لكن الأخير لم يردّ حتى الآن». – إنهاء الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان زيارته التي استمرت لأيام بيروت، في ظلّ معطياتٍ عن أن الرياض كما باريس تحضّان لبنان على التقاط فرصةِ وجود البلاد على أعلى «رادارات» الاهتمام الخارجي والتماهي مع المصلحة الوطنية ومقتضياتها كما مع الدعوات الدولية لتنفيذ مضامين الالتزامات الرسمية في ما خص حصْر السلاح والإصلاحات وتَفادي تمديد فترة إقامة البلاد في «حلقات النار» و«غرف العناية». عراضات مسلّحة… ورسائل وفي وقت مضت إسرائيل في تصعيد استهدافاتها بسلسلة غارات – اغتيالات بينها عمليتان في بنت جبيل وشبعا وشقرا، لم تمرّ بهدوء «العراضة المسلحة التي قام بها مناصرون لـ«حزب الله»في قلب بيروت (زقاق البلاط) خلال مسيرة عاشورائية، وهو ما قوبل باستياء عارم رسمي وسياسي وشعبي، وصولاً إلى تحرك الأجهزة الأمنية لتحديد هوية المشاركين في التحرك بسلاحهم وطلب توقيفهم. وأكد سلام أن «الاستعراضات المسلحة التي شهدتها بيروت غير مقبولة بأي شكل وتحت أي مبرر»، وأضاف «اتصلت بوزيري الداخلية والعدل وطلبت منهما اتخاذ كل الإجراءات اللازمة إنفاذاً للقوانين المرعية الإجراء ولتوقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق». وفيما تم التعاطي مع هذا التطور على أنه «عرض عضلات» برسْم الداخل حيال أي تمادٍ في ملف سلاحه، وعلى قاعدة أن لا تمييز بين الإستراتيجي منه و«الداخلي»، في تأثيرهما سواء على إسرائيل كما الداخل، انشغل لبنان بـ: بطاريات مفخخة! – ما تم تداوله عن وثيقة صادرة عن الدائرة الأمنية في الأمن العام حول وجود معلومات عن دخول بطاريات سيارات مفخخة إلى لبنان. وذكرت الوثيقة«أن هناك معلومات توافرت عن نية جماعات إرهابية إرسال بطاريات سيارات مفخخة عبر الحدود البرية الشمالية والشرقية مع لبنان لاستخدامها في أعمال إرهابية». وبحسب المستنَد، يظهر أن الوثيقة صادرة يوم الجمعة في 4 يوليو 2025، وقد جرى تعميمها على الجهات المختصة لاتخاذ التدابير اللازمة والاستعلام. مبادلة الجولان بـ… طرابلس لبنان! – ما تناولته قناة i24 الإسرائيلية نقلاً عما وصفته بمصدر سوري قريب من الشرع حول وجود سيناريوهين «مطروحين حالياً للتسوية السياسية المقبولة بين إسرائيل وسوريا ومحورهما مصير هضبة الجولان المحتل، وأحدهما ان تحتفظ إسرائيل بثلثي الجولان، وتُسلم الثلث المتبقي إلى سوريا، مع إمكان تأجيره. ووفقاً لهذا السيناريو، سيتم تسليم مدينة طرابلس اللبنانية، القريبة من الحدود اللبنانية – السورية، وربما مناطق لبنانية أخرى في شمال لبنان وسهل البقاع، إلى سوريا». وبحسب المصدر «تسعى سوريا إلى استعادة السيادة على طرابلس، وهي واحدة من خمس مناطق اقتُطعت من سوريا لتأسيس دولة لبنانية خلال الانتداب الفرنسي. ويجب أيضاً أن تشمل التسوية تسليم طرابلس ومناطق لبنانية أخرى ذات غالبية سنية إلى سوريا، بشرط السماح لإسرائيل بتمديد خط أنابيب لنقل المياه من الفرات إلى إسرائيل، وذلك في إطار اتفاق مائي يشمل تركيا وسوريا وإسرائيل». وقال نائب طرابلس أشرف ريفي في بيان، إن «الرواية التي يتم تداولها والإتجار بها عن اتفاقٍ بين سوريا وإسرائيل يتم بموجبه التعويض عن الجولان أو جزءٍ منه بضمّ طرابلس لسورية، تفتقر للصدقية ومنفصلة عن الواقع، ونعرف من وراءها من الأبواق التي تروّج لها»، مؤكداً أنّ «سوريا لا تتخلى عن الجولان ولا مقايضة، ولا من يقايضون… الفيحاء لبنانية، لبنانية، لبنانية».


بيروت نيوز
منذ 24 دقائق
- بيروت نيوز
الضغوط على المقاومة لنزع سلاحها لا يحقق مصلحة لبنانية
ألقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة في العاشر من محرم في الجمعية العاملية قال فيها: 'نستحضر اليوم ككل عام مناسبة عاشوراء بكل ما تعنيه هذه المناسبة كحدثٍ مفصليّ في تاريخ الامة، يتجاوز بأهدافه مرحلته الزمنية المحدودة لتجرّده عن المصالح الذاتية ولارتباطه بأهداف الاسلام الرسالية والقيم والمباديء الغير محدودة بالزمان والمكان، وهو سرّ خلود الثورة الحسينية وديمومتها وحيويتها وزخمها الذي يتجدّد مع الزمان، ويخلّد بخلود القيم التي حملتها والرسالة الالهية التي هدفت حمايتها من أن تنالها يد التشويه والافساد الناشئة من النفس البشرية التي تُحركّها الغرائز والاطماع حين تقف الرسالة عائقاً دون طموحاتها'. أضاف: 'لقد كُتب الكثير عن أسباب الثورة الحسينية، وسال الكثير من الحبر في تعدادها وعن أهدافها مما ليس غائباً عن أذهان المطّلعين ممن تشدّه وقائعها المفجعة وفرادة أبطالها في التزام أهدافها وعدم المساومة على السير بها حتى الشهادة وعلى رأسهم مبدعها ورائدها الامام الحسين (ع) لعلمه بأن تحقيق هذا الهدف لن يكون إلا بصناعة هذه الملحمة التاريخية ولتكون مدرسة للأجيال القادمة يُقتَدى بها حين تتعرّض هذه المباديء والقيم لتطالها يد التشويه والتحريف أو تعبث بها يد السلطة الغاشمة والمنحرفة تحقيقاً لمصالحها وتطويع الامة لاستعبادها بإسم الدين لتكون أمة السلطة لا أمة الدين بما يعنيه من قيم ومباديء، أمة السلطان الذي يستخدمها لتمكين سلطانه وتوسيع نفوذه بإسم الدين، يكمّ بإسمه الافواه ويعاقب من يعارضه بجرم الإرتداد عن الدين والعصيان وعدم الطاعة لولي أمر المسلمين فتستباح الاموال وتُهتَك الاعراض وتُمنَع الحريات وتُكَمّ الافواه ويُستَذل الأحرار ويُستَبعد الصالحون ويُقرَّب المجرمون وتُشتَرى الذمم وتصبح الأمة سوقاً للنخاسين ممن باعوا طاعة الرحمن برضا السلطان. وهي عملية انقلاب كاملة لوظيفة السلطة واختلاس لصلاحيات الأمة وإلغاء لدورها والغاية التي كانت من أجلها وتحويلها من أمة صنع القرار والمبادرة، من أمة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمة الشهادة على الامم الى الامة المسلوبة القرار، فقدت حريّتها ومبادرتها وأضاعت رسالتها ففقدت مبرّر وجودها'. وتابع: 'كان ذلك بسبب الخلط الذي تعمدّته السلطة عبر أدواتها من كذبة الاحاديث ومخترعيها عن رسول الله (ص) لإعطاء السلطة صفة الشرعية التي تمنحها الحكم بإسم الدين وتُغلِق الباب على المعارضين عبر ممارسة القتل والنفي والتعذيب وسمل الاأعين والترويع ومصادرة الاموال والزجّ في غياهب السجون والطوامير دون محاكمات عادلة، إذ يكفي لذلك معارضة السلطة لأن معارضتها معارضة للدين والتهمة والشكّ خير دليل للإدانة. لقد كانت الخطورة ان ذلك كان يحدث بإسم الدين وهو مسخ كامل له لولا أن الامام الحسين (ع) عالجها بثورته المباركة، فسلخَ عنها الشرعية المدّعاة وأسّس لشرعية المواجهة والمعارضة بعملية إصلاحية ثورية ما كان لأحدٍ غيره أن يقوم بها، وأن يفتح الطريق الذي أحكمت إغلاقه السلطة المنحرفة للأمة أن تنتزع دورها في الرقابة والمحاسبة بما يُسمّى بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليرفع الخلط الذي أوقع الأمة فيه اتباع السلطة بين دور السلطة ودور الامة، وألا شرعية للسلطة في مصادرة دور الأمة، فليست الأمة مملوكةً للسلطة ولا هي مطلقة الصلاحيات، وإنما هي مقيّدة ودستورية والسيادة فيها فقط للأمة'. وقال: 'لقد حقّقت ثورة الامام الحسين (ع) هذا الإصلاح على مستوى المفاهيم وعلى مستوى الممارسة على نحو مطلق والى يوم الدين، ونزعت الشرعية عن أيّ سلطة تقوم بإسمه يُصادَر فيها رأي الأمة، تمنع فيه من ممارسة دورها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرـ وتُصحّح فيه ممارسات السلطة عندما تضلّ الطريق وتخطأ الممارسة، وأفضت بذلك الشرعية على ممارسة المعارضة للحكم بغرض التصحيح لأخطائه، فأعطت الثورة الحسينية الصورة الناصعة والصحيحة للنظام في الإسلام موضحة لدور السلطة وهي تطبيق أهداف الإسلام من تحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة الظلم وإشاعة المعرفة بين الناس ومحاربة الجهل وحرية الرأي والمعتقد والممارسة من دون إكراه، ولدور الامة التي هي صاحبة القرار والصلاحية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى للسلطة حين تتجاوز صلاحياتها وتخرج عن الالتزام بالأحكام والأهداف التي رسمها لها الإسلام من الدفاع عن وحدتها وتحقيق مصالحها حين تتعرّض للأخطار، أو حين يُعمَل على تشويه المفاهيم وإعطاء صورة مشوّهة للإسلام بإجبار الناس على الاختيار بين اعتناق الاسلام أو القتل في مخالفة شرعية فاضحة لما قرّره الكتاب العزيز: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، ولا ابتداء العدوان عليهم إلا أن يكون دفاعياً'. أضاف: 'إنّ التشويه الذي مورس بإسم الاسلام في الفترة الاخيرة كان منشؤه الغرب الاستعماري بهدف التضليل وبهدف السيطرة وإحكام النفوذ على المنطقة العربية والاسلامية في مواجهة المقاومة التي أبدتها شعوب المنطقة في مواجهته ومواجهة مخططاته لوضع اليد على مقدّراتها وعن قاعدتها العسكرية والمدجّجة بأنواع الاسلحة الأكثر فتكاً في العالم، التي وضعتها في قلب العالم العربي على حساب الشعب الفلسطيني الذي طُرِدَ من أرضه ظلما وعدوانا واغتصبها الغرب لصالح هذه القاعدة المتقدمة لتحقيق مصالحه الاستراتيجية، وعلى حساب شعوب المنطقة العربية والاسلامية متهماً هذه المقاومة بالإرهاب لتحقيق المشروعية الدولية لمواجهتها'. وتابع: 'وسأعيد هنا ما قلته في المجلس العاشورائي في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عصر أمس: لقد عَمِلَ مفكرو أوروبا ربما بصدق في البداية لإنتاج نظام علماني لإخراج بلادهم من أزماتها القاتلة وحروبها المدمرة بإسم الدين في حروب استمرت عقوداً من الزمن وصنعت لنفسها رسالة أرادت أن تخاطب بها العالم وحقّقت بذلك قوة كبرى، ولكن الشعور بفائض القوة أخرج قواها الطامحة الى توسيع النفوذ مستخدمةً ما أرادته رسالة ووجهاً حضارياً تخاطب وتواجه به العالم من الدفاع عن حقوق الانسان وعن الحريات تتوسلها ذريعة للعدوان وتوسيع النفوذ ونهب ثروات الشعوب الاخرى وخيراتها، وأخذت اليوم وبشكل فاضح تُكشّر عن أنيابها في وجه أمتنا متخليّةً عن كل شعاراتها الحضارية في المجزرة والابادة التي يرتكبها العدو بحق الشعب الفلسطيني بتغطية منها وباعتراف صريح وفظّ من بعض قادتها وهو المستشار الألماني ١٦/٠٦/٢٠٢٥ — في مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني «زد دي إف»، شدّد ميرتس على أن إسرائيل، من وجهة نظره، تقوم حالياً «بالعمل القذر» نيابة عن الغرب'. وقال: 'وفيما العدو بدعم وغطاء من هذا الغرب يقوم بالعمل القذر عنه في المنطقة بما فيها عدوانه على لبنان ويُرسِل مبعوثيه للتهديد والوعيد بأن علينا الاستسلام لإرادة العدو ونزع السلاح تقوم بعض القوى الداخلية بمساندته وتبرير عدوانه والضغط السياسي حتى الآن للإستجابة لمطالبه، أنا اسأل اللبنانيين هنا عن توصيفهم لهذا التصرّف؟ فبينما اسرائيل تقوم بالنيابة عن الغرب بالعمل القذر يقوم البعض من الداخل بالضغط السياسي والإعلامي والتحريض الطائفي على المقاومة وجمهورها للاستسلام له بكل وقاحة، بل تجاوزت كل الحدود حين دعت عدو لبنان والمعتدي عليه والمحتل لأرضه والممتنع أمام أنظار الضامنين لتطبيق الاتفاق القاضي بانسحاب العدو من الاراضي اللبنانية المحتلة ووقف العدوان، تدعوه هذه القوى السيادية الى التقدم لمزيد من الاحتلال لضرب شريكها في الوطن. للأسف ان هذا اللامنطق هو الذي يحكم هذا المنطق'. أضاف: 'أُعيد القول: ان منطقكم في أن وجود السلاح في يد فئة محددة من اللبنانيين أشعر هذه الفئة بفائض القوة، فأنا أسألكم مع مجاراتكم بهذا التوصيف وهو ليس صحيحاً، فأين هو هذا الشعور إذ المفترض ان يكون له تعبير عملي على الأرض، فهو مجرد حجة لتبرير هذا الموقف، ولكن فلنجاري هذا المنطق وانه خلق شعوراً بالخوف لديكم أي لدى المعارضين للسلاح، فمن المسؤول عن ذلك؟ ألا تتحمّلون أنتم على الأقل جزءاً من هذه المسؤولية حينما حلتم دون قيام الدولة وحلتم دون قيامها بمسؤولياتها في الدفاع عن لبنان وسيادته وكرامة أبنائها الاكثر من كل المدّعين تمسّكاً بقيامها، فنحن لم ندعو لمقاتلة الجيش مرة ولا اصطدمنا به وصلبنا جنوده وضباطه وأطلقنا عليهم الرصاص، فلماذا تجبرونا على أن نقول ونُذكّر بما لا نُحبّ أن نتذكره من استباحة الدولة ومرافقها، من يحاول اليوم الضغط على بعض المسؤولين لصدام مع المقاومة وبيئتها حتى إذا لم يستجيبوا لتهوّركم أبديتم على الاقل امتعاضكم منه، ثم ينبري بعض الجهابذة ليُبرّر طلب نزع السلاح بأنه لم يُحقّق ردع العدو عن عدوانه، هل تصدق آذانكم ما تقوله ألسنتكم؟ فمن منع العدو أن يتقدّم ويحتل ما كان صرَّح عنه وهو الوصول الى الأولي هو لم يستطع الوصول الى الليطاني فضلاً عن أن يستطيع ان يصل الى الأولي، ثم نريد أن نجاريكم مرة اخرى ولنُصدّق مزاعمكم فمن المسؤول عن ذلك؟ ألستم أنتم من رفع عقيرته ضد هذا السلاح بعد أن أفشل عدوان تموز 2006'. وتابع: 'إذاً، ليس من حمل السلاح في مواجهة العدوان على أرضه المسؤول عن هذه المزاعم بل من رفض تكوين الدولة وتسليح الجيش، فبالله عليكم ما هو مشروعكم السيادي؟ وما هي هذه السيادة التي تدّعونها؟ هل الاستسلام لإرادة العدوان وتركه يُمعِن في العدوان ويُحقّق أطماعه في الاستيلاء على مزيد من الأرض تحقيقا للسيادة المدعاة؟، أعطونا جواباً منطقيا، أنتم اليوم تكررون خطابكم القديم المعبأ بالكراهية لكل ما يُسمّى مقاومة قبل العدوان وبعد العدوان، على الأقل انكم رأيتم نكث العدو بكل تعهداته، هو من طلب وقف الحرب التي شنّها عدواناً ولم يلتزم بما تعهَّد به والمقاومة امتنعت عن الانخراط بالحرب مكتفية بالمساندة كرامة المصلحة اللبنانية وتلبية لإرادة اللبنانيين الآخرين، ومع ذلك قام العدو بشن حربه المدمرة على لبنان وشعبه. إنّ الضغوط السياسية والاعلامية التي تُشنُّ على المقاومة بهدف نزع سلاح المقاومة كما يُصرّ هؤلاء على التعبير المملوء بالتشفي والكراهية لا يُحقّق مصلحة لبنانية، وإنما مصلحة فقط وفقط إسرائيلية، فلماذا تصرّون على مجاراة عدو لبنان ومعاداة أبناء وطنكم إن كنتم تؤمنون بهذا اللبنان الذي نشترك فيه جميعاً؟ أقول: صحّحوا خطابكم لأن الاصرار عليه يُعطي فهماً آخر ينسجم مع الدعوة الى التقسيم وانكم من جنس آخر لا ينتمي إليه بقية اللبنانيين في مظهر بغيض من العنصرية لا نُحبّ لأحدٍ أن يتصف بها لأنها خلاصة العنصر الصهيوني البغيض وهو ما يجب أن يخاف منه اللبنانييون لا من سلاح المقاومة. ولكننا مع كل هذه الصورة السوداوية لا ينقطع أملنا من أن يستطيع العقلاء أن يُهذّبوا هذا الخطاب لمصلحة لبنان بدل هذا التصعيد الذي يضعف الموقف اللبناني لمصلحة العدو وليس لأي فريق داخلي، فالعدو كما جربتموه في الماضي لا يُعطي أرباحاً لأحد وهو يستخدمهم وليسوا هم من يستخدموه، ولذلك فإنّ المطالبة بنزع السلاح هو مطالبة لصالح العدو وضد مصلحة لبنان بل مطالبة بنزع روح لبنان'. وقال: 'إنّ المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة وقوف اللبنانيين معاً متضامنين في وجه الضغوط الدولية بمن فيهم المسؤولون السياسيون للمطالبة أولاً وقبل أي شيء بتطبيق اتفاق ١٧٠١ وانسحاب العدو من الارض اللبنانية المحتلة ووقف عدوانه وعدم الرضوخ للضغوط الهادفة للبحث بمصير السلاح، فإنها مسألة داخلية وداخلية فقط'. وختم: 'نحن في ذكرى ملحمة كربلاء، ملحمة المحبة والعطاء بلا حدود لفلذات الاكباد من الأهل والشهداء على طريق التضحية والمحبة لشعبنا اللبناني العزيز لا يفوتنا أن نتذكّر ملحمة غزة التي آخت جنوب لبنان وآخاها بالتضحية وبذل الدماء التي تُعطي نموذجاً للصبر والبطولة غزة اعجزت العدو أن يَكسِرَ عنفوانها، وسينصاع العدو ومن خلفه الى تحقيق إرادته وإفشال إرادتهم في تحقيق صورة نصرٍ سعى اليها وقد خاب سعيه منذ ما يقارب ١٨ شهراً'.