logo
بعد إعلان سموتريتش .. ما هو مخطط "E1"؟

بعد إعلان سموتريتش .. ما هو مخطط "E1"؟

جفرا نيوزمنذ 6 ساعات
جفرا نيوز -
أعلن وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش انطلاق برنامجه الاستيطاني لربط مستوطنة معاليه أدوميم بمدينة القدس بعد أكثر من 20 عاما من التأجيل، مؤكدا أن الخطة تحظى بدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال سموتريتش في مؤتمر صحفي إن "الدولة الفلسطينية تشكل خطرا على إسرائيل، الدولة اليهودية الوحيدة في العالم'، مضيفا أن "الضفة الغربية جزء من إسرائيل بوعد إلهي'.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية ستصادر آلاف الدونمات وتستثمر المليارات بهدف إدخال مليون مستوطن إلى الضفة الغربية.
كما قال سموتريتش إن "خطط التوسع الاستيطاني في تلك المنطقة تدفن فكرة الدولة الفلسطينية'.
وأضاف أن إسرائيل ستبدأ مخطط توسيع مستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الأربعاء المقبل.
وتتضمن خطة سموتريتش بناء أكثر من (3400) وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "معاليه أدوميم' بالقدس المحتلة،
ما هو مخطط "E1″؟
تقع منطقة "E1' في السفوح الشرقية لمدينة القدس المحتلة، على أراضي العيزرية والعيساوية والزعيم وأبو ديس، على مساحة تقارب 12 كم.
بدأ طرح المشروع منذ حكومة اسحاق رابين، في التسعينات، أي خلال الفترة التي كانت دولة الاحتلال تتفاوض مع منظمة التحرير والسلطة على قيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة 1967.
يطمح الاحتلال من خلال المشروع إلى تضخيم مستوطنة "معاليه أدوميم'، التي تعتبر من أكبر التجمعات الاستيطانية، في الضفة والقدس المحتلتين، وربطها بمدينة القدس، وقطع اتصال رام الله عن المناطق الشرقية من القدس المحتلة والمنطقة الجنوبية من الضفة (بيت لحم والخليل).
خلال السنوات الماضية عمل الاحتلال على بناء شبكة طرقات وبنية تحتية بشكل واسع، في المنطقة، ونقلت مركزاً لشرطة الاحتلال إليها لتحقيق إقامة مشروع "E1' الذي زعمت أنها جمدته بسبب "الضغوط الأمريكية والأوروبية' عليها، حسب زعمها، وشكلت المرحلة الحالية التي تحظى فيها بدعم مطلق من إدارة ترامب لتحقيق أحلام المستوطنين التوراتية التي وصلت للسيطرة على وزارات استراتيجية ومهمة، في حكومة الاحتلال، فرصة هامة لتحقيق المشروع الذي عنوانه الرئيسي جلب مليون مستوطن إلى الضفة المحتلة.
"معاليه أدوميم'… بداية المشروع
تبلغ مساحة مستوطنة "معاليه أدوميم'، التي أقيمت على أراضي بلدات في المنطقة الشرقية من القدس المحتلة، في 1975، نحو 48.000 دونم، وتشير إحصائيات خلال السنوات الأخيرة إلى أن ما يقارب 40 ألف مستوطنين يعيشون فيها ويستولون على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين الذين كانت تشكل لهم هذه المناطق فرصاً اقتصاديا وزراعية.
ومنذ بداية الاستيطان، في المنطقة، قرر الاحتلال أنها تابعة لبلدية القدس، وطرد عائلات بدوية فلسطينية منها، وحرم البلدات الفلسطينية في المنطقة من الأراضي التي تتيح لها التوسع العمراني الطبيعي، كما في حالة بلدة العيزرية التي سرق الاحتلال نحو 6500 دونم من أراضيها من بين 11350 دونم لصالح التوسع الاستيطاني وهو ما حولها إلى مكان محاصر في ظل الجدار الذي فصلها عن امتدادها الطبيعي مع مدينة القدس المحتلة.
أقام الاحتلال مشاريع اقتصادية استيطانية على أراضي الفلسطينيين، في المنطقة، كما في المدينة الصناعية "ميشور أدوميم'، المقامة على أراضي الخان الأحمر، في سياق تمتين الاستيطان وتحويل "معاليه أدوميم' إلى مدينة متكاملة، رفض لسنوات خلال المفاوضات مع السلطة الفلسطينية أي انسحاب منها.
تسعى حكومة الاحتلال إلى ضم مستوطنة "معاليه أدوميم'، مع مجموعة من الكتل الاستيطانية الأخرى، إلى ما تسميها "السيادة الإسرائيلية'، وفي حكومة نتنياهو الحالية التي تضم أحزاباً من "الصهيونية الدينية' ترى أن كل الضفة الغربية ملك للمستوطنين، أصبحت حتى المستوطنات الصغيرة هدفاً لفرض "السيادة'، وليس أمام الفلسطينيين إلى العيش في معازل مقطعة جغرافياً، على طريق التهجير الكامل في إطار حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تمارسها دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، في غزة والضفة، أمام العالم.
تبعات المشروع… شعب في المعازل
-المدماك الأول الذي سيقام في الوحدات الاستيطانية على الأراضي المخصصة لمشروع "E1' يعني فعلياً نهاية أي فرصة لتواصل جغرافي متبقي بين المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية (الشمال والوسط مع الجنوب والقدس).
-تعلن حكومة الاحتلال بوضوح أن مشروع "حل الدولتين' انتهى إلى غير رجعة ويعني القضاء على الحل الذي رضيت به منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة لاحقاً للقضية الفلسطينية مقابل الاعتراف بـ'دولة إسرائيل' والدخول في ترتيبات التسوية وما ترتب عليها من آليات التنسيق الأمني والاتفاقيات الاقتصادية وغيرها.
-لم يكن إعلان سموتريتش ضربة مفاجئة بل قامت مشاريع واسعة ومنظمة منذ عقود للوصول إلى هذه النتيجة رغم أن السلطة الفلسطينية استمرت في الانخراط في مشروع التسوية والمفاوضات وإعلان الرئيس المتكرر عن رفضه للمقاومة المسلحة وتصميمه على الحل السلمي والاستمرار بـ'الاعتراف بدولة إسرائيل'.
-المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي التي قدمت خلال السنوات الماضية على أنها راعية للتوصل لـ'حل الدولتين' شاهدت كيف دمرت دولة الاحتلال فرص قيام دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة 1967 من خلال عمليات الاستيطان لكنها لم تتحرك إلا في سياق التقارير والإدانات رغم أن التدمير الإسرائيلي طال مشاريع ممولة أوروبيا خاصة في المناطق المصنفة "ج' وواصلت علاقاتها مع دولة الاحتلال على المستويات العسكرية والاقتصادية والتجارية وأدانت المقاومة الفلسطينية رغم أن القوانين الدولية تكفل للشعب الواقع تحت الاحتلال أن يدافع عن نفسه ويسعى للتحرر وبعد حرب الإبادة الجماعية في غزة تحركت عدد منها للاعتراف بـ'الدولة الفلسطينية' رغم أنها تعلم أن هذا الحل دمرته دولة الاحتلال وكأنه حراك في الوقت الضائع بدلاً من السعي للاعتراف بكامل حقوق الشعب الفلسطيني على كامل أرضه التاريخية وأولها حقه في تقرير مصيره كبقية الشعوب.
-الولايات المتحدة الأمريكية التي أدارت مفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال منذ بداية "عملية السلام' ساهمت عملياً في هذا الواقع ورغم مزاعم الإدارات السابقة أنها ضد الاستيطان إلا أنها كرست من خلال مجموعة من السياسات الاحتلال العسكري والاستيطاني للضفة والقدس ومنعت أي حراك في المنظمات الدولية لإدانة الاستيطان وواصلت رعاية تدمير فرص إقامة دولة فلسطينية.
-تعمل دولة الاحتلال بخطى متسارعة ويومية على وضع الفلسطينيين في معازل أشد بشاعة من تجربة "الفصل العنصري' في جنوب إفريقيا وبهذا يجتمع على الشعب الفلسطيني حرب الإبادة والتطهير العرقي، والإبادة السياسية والثقافية، والحصار وتدمير فرص الحياة، والحرمان من إقامة دولة وتقرير المصير، والتهجير.
-تفرض الحالة التي وصل لها الشعب الفلسطيني إعادة جادة للنظر في السنوات الماضية ومدى جدوى استمرار السياسة الفلسطينية الرسمية وما المطلوب لمواجهة تهديدات وجودية على شعب كامل يسير يومياً نحو مصير أشد بشاعة من كثير من تجارب الشعوب التي تعرضت للاستعمار بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية والنفسية والثقافية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ردود فعل عربية ودولية على خطة بناء مستوطنة تفصل القدس عن الضفة الغربية
ردود فعل عربية ودولية على خطة بناء مستوطنة تفصل القدس عن الضفة الغربية

سرايا الإخبارية

timeمنذ 24 دقائق

  • سرايا الإخبارية

ردود فعل عربية ودولية على خطة بناء مستوطنة تفصل القدس عن الضفة الغربية

سرايا - توالت ردود الفعل العربية والدولية عقب إعلان وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، موافقته على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية ضمن المخطط الاستيطاني في المنطقة "E1"، الواقعة شرقي القدس، ما يعني ضرب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وتقويض وحدتها الجغرافية والسكانية، وتكريس تقسيم الضفة إلى مناطق معزولة بعضها عن بعض. وقال سموتريتش إنّ "كل من يسعى في العالم للاعتراف بدولة فلسطينية اليوم سيتلقى ردنا على أرض الواقع. ليس بالوثائق ولا بالقرارات ولا بالتصريحات، بل بالحقائق. حقائق المنازل، حقائق الأحياء السكنية". وأوقفت إسرائيل خطط البناء في عام 2012، ومرة أخرى بعد استئنافها في 2020، بسبب اعتراضات من الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيين وقوى عالمية أخرى اعتبرت المشروع تهديدا لأي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين. قال المتحدث باسم سموتريتش إن الوزير وافق على خطة بناء 3401 منزل لمستوطنين إسرائيليين بين مستوطنة قائمة في الضفة الغربية وبين القدس. قال سموتريتش إنّ الخطة ستدخل حيز التنفيذ الأربعاء. أدان الأردن بأشدّ العبارات، موافقة سموتريتش، على خطة الاستيطان في منطقة "E1" وتصريحاته العنصرية المتطرفة بشأن منع إقامة الدولة الفلسطينية، باعتبارها انتهاكا صارخا للقانون الدولي، واعتداء على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، مُشدّدة على ألا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة. وأكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق وإدانتها لهذه الخطة الاستيطانية والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية التي تُشكّل خرقا فاضحا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصا القرار 233 الذي يدين جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير التكوين الديموغرافي وطابع ووضع الأرض الفلسطينية المحتلة منذ 1967، بما فيها القدس الشرقية، إضافة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي أكّد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبطلان ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة. قالت الولايات المتحدة، إنّ استقرار الضفة الغربية يتماشى مع هدف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق السلام في المنطقة. جاء ذلك ردا على إعلان وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بدء العمل على تسوية طال انتظارها من شأنها تقسيم الضفة الغربية. وعند سؤاله عن تصريح سموتريتش بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفق مع ترامب على إحياء هذه الخطة، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تزال تركز على إنهاء الحرب في غزة وضمان عدم عودة حركة حماس إلى الحكم. وأضاف المتحدث "استقرار الضفة الغربية يحافظ على أمن إسرائيل، ويتماشى مع هدف هذه الإدارة في تحقيق السلام في المنطقة"، مشيرا إلى أنه يمكن الحصول على مزيد من المعلومات من الحكومة الإسرائيلية. قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المنظمة الدولية تدعو إسرائيل إلى التراجع عن قرارها بدء العمل على مشروع استيطاني من شأنه أن يقسّم الضفة الغربية ويعزلها عن القدس الشرقية. وقال دوجاريك للصحفيين "سيُنهي هذا المشروع فرص حل الدولتين". وأضاف "المستوطنات تُخالف القانون الدولي... وتزيد من تكريس الاحتلال". مصر أدانت مصر، إعلان وزير المالية الإسرائيلي الموافقة على بناء 3400 وحدة استيطانية في محيط مدينة القدس المحتلة، في خطوة جديدة تعكس إصرار الحكومة الإسرائيلية على التوسع في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وتغيير الوضع الديموغرافي للأراضي التي تحتلها، في خرق فاضح وانتهاك سافر للقانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة والمواثيق الدولية. كما استنكرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، التصريحات المتطرفة الصادرة عن الوزير الإسرائيلي الداعية لفرض السيادة الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية في مؤشر جديد على الانحراف والغطرسة الإسرائيلية، التي لن تحقق الأمن أو الاستقرار لدول المنطقة بما فيها إسرائيل، طالما لا تستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة. وشددت على رفضها القاطع لتلك السياسات الاستيطانية والتصريحات المستهجنة التي تصدر عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، والتي تؤجج مشاعر الكراهية والتطرف والعنف. أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إقدام الاحتلال على طرح عطاءات لبناء آلاف الوحدات الاستعمارية الجديدة في المنطقة E1 الواقعة بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم، واستمرار حرب الإبادة في قطاع غزة، وتصاعد إرهاب المستوطنين لن يحقق سوى المزيد من التصعيد والتوتر وعدم الاستقرار. وقالت الخارجية في بيان صدر عنها، إن البناء الاستعماري في منطقة "E1" استمرار لمخططات الاحتلال لضرب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على أرض الوطن، وتقويض وحدتها الجغرافية والسكانية، وتكريس تقسيم الضفة إلى مناطق معزولة بعضها عن بعض، تغرق في محيط استعماري ليسهل استكمال ضمها. قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إنّ الخطط الإسرائيلية لبناء مستوطنة من شأنها تقسيم الضفة الغربية وفصلها عن القدس الشرقية تمثل انتهاكا للقانون الدولي ويجب إيقافها فورا. وأضاف في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني "تعارض بريطانيا بشدة خطط الحكومة الإسرائيلية الاستيطانية في المنطقة "E1"، والتي من شأنها تقسيم الدولة الفلسطينية المستقبلية إلى شطرين وتمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي. يجب إيقاف هذه الخطط الآن".

نيتنياهو بين دبلوماسية الإدانة والمهمة الروحية
نيتنياهو بين دبلوماسية الإدانة والمهمة الروحية

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 3 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

نيتنياهو بين دبلوماسية الإدانة والمهمة الروحية

#نيتنياهو بين #دبلوماسية_الإدانة و #المهمة_الروحية #وليد_عبد_الحي في لقاء تلفزيوني (القناة i24) قال نيتنياهو ما نصه ' انه في مهمة تاريخية وروحية وانه بالتأكيد متمسك 'جدا' برؤية اسرائيل الكبرى'…فرد عليه العرب 'بالادانة'. للتذكير فقط بدأ الموضوع بوعد بلفور، ثم أقرته الامم المتحدة في قرار رقم 181 في نوفمبر 1947 بالاعتراف بتقسيم فلسطين الى دولة عربية شملت الضفة الغربية وغزة واغلب الجليل وامتداد بما يعادل مساحة قطاغ غزة في النقب وحتى حدود بئر السبع، والباقي هو دولة اسرائيل، لكن الحركة الصهيونية اخذت الجليل بكامله والنقب كله، وادان العرب ذلك التصرف.وفي عام 1967 اكملت الصهيونية مشروعها باحتلال فلسطين واجزاء من مصر وسوريا ولبنان لاحقا..وأدان العرب ذلك من 'امام حجاب'اما 'ما وراء الحجاب فشيء آخر. ثم اعلن ترامب ضم القدس في رئاسته الاولى ،فادان العرب الضم مرة اخرى. مقالات ذات صلة تأملات قرآنية ومع تصريح نيتنياهو ندخل مرحلة جديدة لا بد من ربطها مع مؤشرات أخرى لتتكامل الصورة: أ‌- تصريح ترامب بأن اسرائيل منطقة ضيقة وتحتاج لمزيد من الأراضي او العقار بلغة ترامب. ب‌- تصريح ترامب عن 'ريفيرا غزة' وتفسيرات سفيره في اسرائيل لذلك. ت‌- عشرات التصريحات من بن غافير وسموتريتش وجالانت …الخ عن تهجير فلسطيني الداخل. لقد تحدث نيتنياهو بلهجة 'رسولية' ، فهو في مهمة روحية' ينفذ امر الله' وهو ايضا ' في مهمة تاريخية' يكمل فيها تنفيذ امر ارض الميعاد' ووضع حدودا لمهمته في انجاز 'اسرائيل الكبرى'. وثمة مفهومان لاسرائيل الكبرى في الادبيات الصهيونية المعاصرة ، الاول وهو المفهوم التاريخي الذي يتبناه اليمين الاسرائيلي الديني والذي يعني فلسطين وجوارها المباشر لتكون دولة اسرائيل بين نهر النيل ونهر دجلة، والعلم الاسرائيلي يوضحها، فنجمة داود تقع بين خط ازرق فوقها –وهو النيل – وخط ازرق تحتها –وهو دجلة'، بهذا يكون تعبير اسرائيل الكبرى هو تعبير 'جيوسياسي ديني '. لكنه في جوهره مشروع جيواستراتيجي أمني. اما المفهوم الثاني لاسرائيل الكبرى فهو المفهوم 'الجيواقتصادي' والذي تبناه الثنائي اسحق رابين(وشرحه مطولا) ومعه شيمون بيريز 'الشرق الاوسط الجديد'، على ان تكون اسرائيل هي 'قلب' هذه الكتلة الجيواقتصادية ويشير المسار منذ 1979 الى الآن ان مشروع اسرائيل الكبرى بمضمونه الجيواقتصادي يتوارى تدريجيا لصالح توظيفه لخدمة المشروع الجيوسياسي الذي يجعل من اولوية الامن تعلو اي اولوية أخرى او تُطوعها لصالحه، فتفريغ السكان من فلسطين، والتمدد الجغرافي والسيطرة على مصادر المياه والغاز ، واحتلال كل منطقة استراتيجية مجاورة ، ومنع مشاركة قوى واقليمية عربية او اسلامية في جني اية مكاسب لها في المنطقة، كلها مؤشرات على اولوية الجيوسياسي على غيره، كل ذلك هزم المشروع الجيواقتصادي لاسرائيل الكبرى، بدليل ان انصاره الآن في الكنيسيت لا يملأون الا مقاعد محدودة للغاية من القوى الصهيونية، ذلك يعني ان المشروع الجيوسياسي له الاولوية وعلى المشروع الجيواقتصادي ان يخدم المشروع الجيوسياسي الامني لا العكس ماذا يعني ذلك؟ الرد على المشروع الصهيوني الجيوسياسي والجيوأمني، يستلزم ردا جيوسياسية امنيا واضحا، وليس الانضمام العربي الى القيادة المركزية الامريكية(سينتكوم) مع اسرائيل لتسهيل التعاون الامني العربي الاسرائيلي وتقاسم الاعباء معها بخاصة بعد نقل اسرائيل من تبعيتها للقيادة الاوروبية(يوكوم)، وهو ما يعزز آليات المشروع الجيوسياسي الاسرائيلي الامريكي في المنطقة ، فتترابط حلقات القوات الامريكية والاسرائيلية بالمشروع الابراهيمي لنكون جزءا من التطويق الغربي للمشاريع الصينية الروسية الايرانية ، ويكفي ان نذكر ان انشاء القيادة الامريكية المركزية تم عام 1983 بعد اربعة اعوام من الغزو 'السوفييتي 'لافغانستان، وقيام الثورة الايرانية ، وفي عام 2004 تم نقل سوريا ولبنان لمجال عمل القيادة المركزية، والا كيف نفسر الادوار التي توزعت على دول المنطقة في المواجهة الامريكية الاسرائيلية مع ايران في الايام ال12 في يوليو الماضي؟ ان فراغ المنظور العربي من الابعاد الجيوسياسية والجيوأمنية لا تملأه بيانات الإدانة والتي لا توليها اسرائيل أدنى اهتمام،ان المهمة الروحية والتاريخية التي تتراءى لنيتنياهو، تحتاج لمهمة 'عربية روحية وتاريخية' مقابلة لا خنقها بدس قطن الابراهيمية في حلقها. والاغرب في الدبلوماسية العربية انها تروج لمنافع السلام 'ومللنا الحروب..الخ' من ناحية، لكنها من ناحية اخرى هي التي تقف في المراتب الاولى عالميا في نسبة الانفاق العسكري الى اجمالي الناتج المحلي ، ولا أجد لذلك اي تفسير الا انه الرغبة في السلام مع اسرائيل للتفرغ للمهام الامنية الاخرى التي تخدم اسرائيل والمشروع الامريكي ضمن المنظور الجيوسياسي أمني. ها هو نيتنياهو يمهد الارض لتهجير غزة ،وتهجير الضفة الغربية(قسرا وطوعا)،ويعيد هندسة سوريا جغرافيا وسكانيا، ويصر على اجتثاث أية مقاومة له في اية بقعة عربية، ويقف الاتجاه التاريخي الأعظم للدبلوماسية العربية المعاصرة الى جواره…وأتمنى من كل عربي ان يعود لمقال وزير الخارجية الاسرائيلي الحالي جدعون ساعر(قبل عشر سنوات تماما) والذي ترجمته كاملا ونشرته واشرت له مرارا على صفحتي هذه بتاريخ 4 يناير 2025 وهو: Gideon Sa'ar and Gabi Siboni-Farewell to فما يقوله ساعر في هذا المقال تأكيد قاطع على أولوية المشروع الجيو سياسي الاسرائيلي الامريكي وتوظيف المشروع الجيو اقتصادي لخدمته.

مصدر أمريكي: ترامب قد يزور إسرائيل الشهر المقبل
مصدر أمريكي: ترامب قد يزور إسرائيل الشهر المقبل

الوكيل

timeمنذ 3 ساعات

  • الوكيل

مصدر أمريكي: ترامب قد يزور إسرائيل الشهر المقبل

الوكيل الإخباري- اضافة اعلان أفاد مسؤولون في البيت الأبيض اليوم الخميس بأن الرئيس دونالد ترامب قد يزور إسرائيل الشهر المقبل، قبل زيارته لبريطانيا.وقال مصدر أمريكي لموقع Ynet: "سيزور الرئيس بريطانيا في سبتمبر، ومن المحتمل أن يتوقف في إسرائيل، لكن الأمر غير مؤكد حتى الآن"، مشيرا إلى أن "الأمر يعتمد على التطورات بالطبع".وأكد مصدر إسرائيلي كلامه قائلا: "هناك بالفعل تكهنات حول زيارة ترامب، لكن لا يوجد شيء مؤكد حتى الآن. الأمر غير مؤكد".من جهتها، أشار موقع يديعوت احرنوت إلى أن ترامب لم يزر إسرائيل في زيارته الأخيرة للشرق الأوسط، وزار السعودية وقطر والإمارات.من المتوقع أن يزور ترامب بريطانيا بدعوة من الملك تشارلز في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر القادم.ويدرس البيت الأبيض حاليا إمكانية زيارة الرئيس لإسرائيل قبل ذلك التاريخ، لكن ذلك يعتمد على تطورات المحادثات بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة. ويرغب ترامب في زيارة إسرائيل في حال نجاح المفاوضات.في هذه الأثناء، يضغط الأمريكيون للتوصل إلى اتفاق شامل. ويتوقعون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إحراز تقدم، ويبدو أن الوقت يمر بسرعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store