
إسرائيل تعلن تنفيذ "ضربة وقائية" ضد إيران أدت إلى مقتل قائد الحرس الثوري وقصف منشآت نووية
أعلنت إسرائيل فجر الجمعة تنفيذ "ضربة وقائية" داخل الأراضي الإيرانية استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية، في تطور يُعد من أخطر حلقات التصعيد بين الطرفين. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إن العملية جاءت ردا على ما وصفه بـ"تهديد مباشر وخطر وشيك" على أمن الدولة العبرية، مشيرا إلى أن إسرائيل رفعت حالة التأهب وفعلت أنظمة الدفاع الجوي تحسبا لهجمات صاروخية أو بمسيرات، مع إرسال تحذيرات عاجلة إلى السكان للبقاء قرب الملاجئ.
مقتل قائد الحرس الثوري واحتراق مقره في طهران
وبحسب التلفزيون الإيراني الرسمي، أسفرت الضربات عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إلى جانب العالمين النوويين فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي. كما أظهرت مشاهد بثّتها القناة اندلاع حريق في مقر قيادة الحرس الثوري في طهران.
وفي تقرير منفصل، أعلن التلفزيون الإيراني أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مرات عدة منشأة نطنز، وهي المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد، وعرض مشاهد لدخان كثيف يتصاعد من الموقع، مشيرا إلى أن "منشأة نطنز للتخصيب أصيبت مرات عدة" بالقصف الجوي الإسرائيلي، مشيرا إلى عدم وجود مؤشرات على " تلوث نووي" بعد الهجوم.
في المقابل، نفت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" مقتل رئيس الأركان محمد باقري، مؤكدة أنه لا يزال على قيد الحياة ويُدير غرفة العمليات. في الأثناء، أبقت السلطات الإيرانية على المجال الجوي مغلقًا فوق عدد من المحافظات، بالتزامن مع انعقاد اجتماع أمني رفيع المستوى في طهران.
تحذيرات أمريكية وردود داخل إسرائيل
وفي أول رد رسمي من واشنطن، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن الضربة كانت "ضرورية للدفاع عن نفسها"، محذرا إيران من "استهداف المصالح الأمريكية". وشدد على أن "الولايات المتحدة غير ضالعة في الضربات ضد إيران"، مضيفا: "أولويتنا المطلقة تتمثل في حماية القوات الأمريكية في المنطقة". وقال روبيو: "أريد أن أكون واضحا: يجب ألا تستهدف إيران مصالح الولايات أو مواطنيها".
من جهته، انتقد رئيس الكتلة الديمقراطية في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، جاك ريد، قرار الضربة، واصفا إياه بأنه "تصعيد متهور قد يشعل العنف في المنطقة"، وقال إن إسرائيل "تعرض بذلك القوات الأمريكية للخطر".
وفي تل أبيب، وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الليفتاننت جنرال إيال زامير الغارات الجوية بأنها "حملة تاريخية لا مثيل لها"، لكنه حذر من أن نتيجتها قد لا تكون "نجاحا مطلقا". وقال في بيان: "لا أستطيع أن أعد بنجاح مطلق، فالنظام الإيراني سيحاول الرد بمهاجمتنا، وستكون الخسائر المتوقعة مختلفة عما اعتدنا عليه"، مناشدا الإسرائيليين الاستعداد لرد إيراني محتمل.
ونقلت شبكة "سي.إن.إن" عن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة قوله إن الضربة كانت "قرارا إسرائيليا مستقلا"، وإن "الحوار مع الولايات المتحدة مستمر، لكن الضربة لم تكن ضمنه".
وفي السياق ذاته، أفاد موقع "أكسيوس" بأن جهاز الموساد الإسرائيلي "قاد سلسلة من عمليات التخريب السرية في عمق إيران"، بالتزامن مع الضربات الجوية، في وقت لم تُعلّق فيه طهران رسميا على هذه المعلومات.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي صباح الجمعة، ووفق جدول الأعمال الرسمي، سيُعقد الاجتماع عند الساعة 11:00 صباحا (15:00 ت غ) داخل غرفة العمليات في البيت الأبيض، بحضور كبار المسؤولين الأمنيين في مختلف قطاعات الحكومة.
إيران تتوعد برد "موجع وحاسم"
في أول رد فعل، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي للتلفزيون الرسمي إن إسرائيل والولايات المتحدة ستدفعان "الثمن غاليا" بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني إيراني قوله إن طهران تخطط "لرد موجع" على الهجوم الإسرائيلي، مؤكدا أن الرد سيكون "موجعا وحاسما".
ورداً على سؤال حول توقيت التحرك، قال المصدر إن "تفاصيل الرد تُناقش على أعلى المستويات"، دون تحديد موعد أو طبيعة الإجراء. وأكد مصدر للوكالة أن المرشد الأعلى الإيراني بخير، وقد تم إطلاعه على الوضع بعد الضربة الإسرائيلية.
وفي تطورات متزامنة، أغلقت السلطات العراقية مجالها الجوي وعلقت جميع الرحلات في كل المطارات، بينما حذرت السفارة الصينية في طهران رعاياها من أن "الوضع الأمني الحالي خطير ومعقّد".
وعلى الصعيد الاقتصادي، قفزت أسعار النفط بأكثر من 6٪ فجر الجمعة، في أعقاب الضربة، وسط مخاوف من انقطاعات كبيرة في الإمدادات وارتفاع مستوى التوتر في المنطقة..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 11 ساعات
- يورو نيوز
ترامب: الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران
في الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجه نحو مسقط، حيث كان يُفترض أن تُستأنف الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يوم الأحد المقبل، دوّت فجر الجمعة أولى الضربات الإسرائيلية على مواقع نووية وعسكرية إيرانية. ترامب: تفاوضوا قبل أن لا يبقى شيء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض على وقع أزمة نووية متصاعدة، وجّه رسالة واضحة لطهران عبر منصته "تروث سوشال"، دعا فيها الإيرانيين إلى الإسراع بإبرام اتفاق قبل فوات الأوان، قائلاً: "ما زال هناك وقت لوقف هذه المذبحة... افعلوا ذلك قبل أن لا يبقى شيء". كلام ترامب حمل لهجة مزدوجة: تحذير من موجة عنف قادمة، ودعوة عاجلة للعودة إلى طاولة المفاوضات. وفي مقابلة متزامنة مع شبكة "فوكس نيوز"، أكد أن بلاده "تأمل في استئناف المحادثات النووية"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "امتلاك إيران لسلاح نووي ليس خياراً مقبولاً إطلاقاً". ضوء أخضر ما كشفه موقع "أكسيوس" الأميركي نقل الموقف إلى بعد آخر. فوفقًا لتقارير استندت إلى مصادر إسرائيلية رسمية، حصلت إسرائيل على ضوء أخضر أميركي واضح لشن هجومها ضد إيران، بعد ثمانية أشهر من التخطيط السري، تخللها تنسيق استخباراتي واسع. وتحدثت التسريبات عن وجود عملاء إسرائيليين على الأرض داخل إيران، نفذوا عمليات دقيقة إستهدفت منصات الصواريخ والدفاع الجوي. الموقف الأميركي: بين الردع والدبلوماسية منذ بداية الأزمة، تبنّت الإدارة الأميركية خطًا معلنًا يقوم على التفاوض مع طهران، مع الحفاظ على "الردع الصارم" ضد أي تقدم عسكري نووي. ويبدو أن موقفها الحالي لم يخرج عن هذا الإطار، لكن توقيت الضربات الإسرائيلية – الذي جاء قبل 48 ساعة فقط من موعد مفترض لجولة تفاوضية في مسقط – قد يضعف صدقية المسار الدبلوماسي. وأكد ترامب لاحقاً، في حديث لـ "وول ستريت جورنال"، أنّ الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران". وأضافت الصحيفة نقلاً عنه "تحدثت مع نتنياهو أمس وسأتحدث معه مرة أخرى اليوم". غموض مقصود أم استراتيجية مزدوجة؟ يتعامل المراقبون مع التصريحات الأميركية الأخيرة بوصفها جزءًا من سياسة مدروسة: تهديد جاد يعزز موقع واشنطن التفاوضي، دون انخراط مباشر في المواجهة العسكرية. فبينما تترك لإسرائيل هامش التحرك ضد منشآت تعتبرها تهديدًا وجوديًا، تسعى واشنطن لأن تبقى في موقع "الوسيط القوي" القادر على فرض شروطه لاحقًا في أي اتفاق محتمل. لكن هذا النهج لا يخلو من مخاطر. إذ قد تراه طهران دليلاً على عدم جدية واشنطن في خيار الحوار، أو أسلوباً لتقويض المفاوضات تحت غطاء من التصعيد الأمني. الرسالة الأميركية تبدو واضحة ومتناقضة في آن: التفاوض لا يزال ممكناً، لكن الخيار العسكري حاضر ومتاح. وهي رسالة قد تنجح في دفع طهران للتراجع، أو تدفعها إلى التصعيد والانكفاء عن طاولة التفاوض.


فرانس 24
منذ 12 ساعات
- فرانس 24
أبرز ردود الفعل الدولية عقب الغارات الإسرائيلية التي طالت منشآت نووية في إيران
على الرغم من مناشدة المجتمع الدولي إسرائيل وإيران لخفض التصعيد وضبط النفس، تعهدت الدولة العبرية بمواصلة هجومها "بقدر ما يلزم من أيام". أما طهران فوعدتها بـ"مصير مرير ومؤلم". أمريكا: "لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية" وفي السياق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، ونحن نأمل في أن نعود إلى طاولة المفاوضات. سنرى"، وفق ما نقلت عنه شبكة فوكس نيوز مضيفة أنه "شدد على أن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن نفسها والدفاع عن إسرائيل في حال ردت إيران". وكالة الطاقة الدولية: المنشآت النووية "يجب ألا تهاجم أبدا" وبالنسبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال مديرها العام رافاييل غروسي إن المنشآت النووية "يجب ألا تهاجم أبدا" محذرا بأن "أي عمل يهدد سلامة منشآت نووية وأمنها قد تكون له تداعيات خطرة على المواطنين في إيران والمنطقة وخارجها". ودعا "كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد". الأمم المتحدة: "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس" ومن جانبه، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إسرائيل وإيران على "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس". وأدان "أي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط" مبديا "قلقه البالغ" إزاء الضربات الإسرائيلية، بحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه في بيان. وأورد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته بأن "الأمر جوهري الآن أن يعمل العديد من الحلفاء وبينهم الولايات المتحدة على خفض التصعيد" مشيرا إلى أن الضربات الإسرائيلية تحرك "أحادي". العراق: "عدوان" ونددت الحكومة العراقية بالغارات الإسرائيلية على إيران داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ "إجراءات حاسمة" لعدم تكرار "العدوان" الذي "يشكل تهديدا للأمن والسلام الدوليين". الأردن: "إغلاق المجال الجوي" أما الأردن فأكد أنه لن يسمح باستخدام مجاله الجوي ولن "يكون ساحة لأي صراع"، فيما أعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني الأردنية في بيان "إغلاق أجواء المملكة بشكل مؤقت وتعليق حركة الطيران". سلطنة عمان: "تصعيد خطير" ومن جهتها استنكرت سلطنة عمان التي تتوسط بين الولايات المتحدة وإيران في محادثاتهما بشأن برنامج طهران النووي، بشدة الضربات الإسرائيلية معتبرة أنها "تصعيد خطير" يهدد "بإقصاء الحلول الدبلوماسية وتقويض أمن واستقرار المنطقة". السعودية: "اعتداءات سافرة" وبدورها، شجبت السعودية"الاعتداءات الاسرائيلية السافرة" على إيران التي "تمثل انتهاكا ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية"، مؤكدة أن "على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري". شأنها شأن قطر التي أعربت عن تنديدها الشديدة للهجوم مؤكدة أنها "تعرقل الجهود الرامية لخفض التصعيد" في المنطقة. الصين: "قلق بالغ" و"انتهاك" للسيادة الإيرانية وعبرت الصين عن "قلقها البالغ" جراء الضربات الإسرائيلية على إيران، ونددت بـ"انتهاك" السيادة الإيرانية محذرة من "العواقب الخطيرة" للهجوم. ودعت إلى "بذل المزيد من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة وتفادي تصعيد جديد للتوتر". روسيا: قلق وإدانة للتصعيد وأعربت روسيا أيضا عن "قلقها" وفق ما أفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف مؤكدا أن موسكو "تدين التصعيد الحاد في التوتر" بين إسرائيل وإيران. الاتحاد الأوروبي: "الوضع خطير والدبلوماسية أفضل سبيل" ومن جهته، حذر الاتحاد الأوروبي على لسان وزيرة خارجيته كايا كالاس بأن "الوضع في الشرق الأوسط خطير" وحضت "كل الأطراف على ممارسة ضبط النفس وتفادي المزيد من التصعيد" مؤكدة أن "الدبلوماسية تبقى أفضل سبيل للمضي قدما". ألمانيا: تفادي "المزيد من التصعيد" وإلى ذلك، دعا المستشار الألماني فريدريش ميترس إسرائيل وإيران إلى تفادي "المزيد من التصعيد" والامتناع عن أي أعمال يمكن أن "تزعزع استقرار المنطقة بكاملها"، مشددا في الوقت نفسه على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". فرنسا: "ضبط النفس" وحثت فرنسا"كل الأطراف على ضبط النفس وتفادي أي تصعيد قد يقوض الاستقرار في المنطقة" وشدد وزير الخارجية جان نويل بارو على أنه "من الأساسي تحفيز كل السبل الدبلوماسية لنزع فتيل التوتر". المملكة المتحدة: "العودة إلى الدبلوماسية" ومن جانبه، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أيضا إلى "ضبط النفس" و"العودة إلى الدبلوماسية"، مؤكدا في بيان أن "التصعيد لا يخدم مصلحة أحد في المنطقة". تركيا: "أعمال عدائية" خطيرة وفي بيان صادر عن وزارة خارجيتها، حضت تركيا إسرائيل على وقف "أعمالها العدائية" التي قد تقود إلى المزيد من النزاعات". "تهديد خطير للسلام والأمن الدوليين" وبدوره، حذر الاتحاد الأفريقي من أن الضربات الإسرائيلية "تشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن الدوليين" داعيا "جميع الأطراف إلى لزوم أقصى قدر من ضبط النفس". الهند: "الحوار والدبلوماسية" وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية راندير غايسوال إن بلاده "تحض الطرفين على تفادي أي تصعيد" مؤكدا أن "ثمة قنوات للحوار والدبلوماسية، يجب استخدامها". باكستان: "تنديد وتضامن" وفي بيان، نددت باكستان "بحزم" بالضربات الإسرائيلية مؤكدة "تضامنها" مع إيران. فنزويلا: "جريمة حرب أخرى" وشجبت وزارة الخارجية الفنزويلية بـ" جريمة حرب تضاف إلى السجل الطويل لجرائم نظام" بنيامين نتانياهو. أفغانستان: "انتهاك للقانون الدولي" وفي أفغانستان، أدانت سلطات طالبان بالضربات محذرة من أنها "تشكل انتهاكا واضحا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وخصوصا السيادة الوطنية". "إبداء أكبر قدر من ضبط النفس" وقالت اليابان على لسان وزير خارجيتها تاكيشي إيوايا، "ندين بشدة هذا العمل الأخير الذي يمثل تصعيدا ... من المؤسف للغاية أن يتم اتخاذ تدابير عسكرية" مضيفا أن طوكيو"تحض كل الأطراف المعنية على إبداء أكبر قدر من ضبط النفس".


يورو نيوز
منذ 14 ساعات
- يورو نيوز
أكثر من 122 مليون نازح... العالم يغرق في صمت الحروب ونقص التمويل
وجاء في تقرير المفوضية، المنشور على موقعها الرسمي، أن الزيادة السنوية بلغت نحو 7 ملايين شخص، أي ما يعادل 6% مقارنة بعام 2023، ورغم أن معدل النزوح العالمي تباطأ في النصف الثاني من 2024، إلا أن الأرقام الإجمالية ما تزال تعكس تصاعداً حاداً في المعاناة الإنسانية. وبحسب تقديرات المفوضية، انخفض العدد بشكل طفيف إلى 122.1 مليون نازح بحلول نهاية أبريل 2025، وهو أول تراجع يُسجل منذ أكثر من عقد، لكن المفوضية حذّرت من أن استمرار هذا التراجع يبقى مرهوناً بتطورات ميدانية وسياسية حساسة، مثل فرص وقف إطلاق النار في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وأوكرانيا، وتحسن الأوضاع في جنوب السودان، إضافة إلى إمكانية عودة اللاجئين إلى بلدانهم مثل سوريا وأفغانستان. وأعربت المفوضية عن قلقها العميق من الانخفاض الحاد في تمويل برامج المساعدات الإنسانية، الذي عاد إلى مستويات عام 2015، في وقت تضاعف فيه عدد اللاجئين منذ ذلك الحين. ووصفت الوضع المالي الحالي بـ"الأزمة غير المسبوقة" التي تواجهها الأمم المتحدة في تاريخها الممتد لثمانين عاماً. وأكد المفوض السامي، فيليبو غراندي، أن أكثر من مليوني شخص نزحوا في الأشهر الأولى من عام 2025 فقط، رغم عودة عدد مماثل من السوريين إلى ديارهم عقب سقوط نظام بشار الأسد. وأرجع التقرير هذا النزوح المتواصل إلى تصاعد النزاعات في السودان وميانمار وأوكرانيا، وفشل المجتمع الدولي في وضع حد للقتال. وقال غراندي في بيان مرفق بالتقرير: "نعيش في عصر مضطرب من العلاقات الدولية، رسمت فيه الحروب الحديثة مشهداً هشاً ومروعاً تتخلله معاناة إنسانية قاسية". وذكرت المفوضية أن الخفض "الوحشي والمستمر" في المساعدات يهدد بتقويض قدرة الوكالات الإنسانية على توفير الدعم اللازم للملايين. كما حذرت من أن هذا النقص في التمويل يزيد من مخاطر تعرض النساء اللاجئات للاغتصاب، ويضاعف تهديدات الاتجار بالبشر بحق الأطفال، خصوصاً في مناطق النزاع التي تفتقر إلى الحماية. ويلقي عاملون في المجال الإنساني باللوم على غياب القيادة السياسية وعدم وجود إرادة دولية حقيقية لإبرام اتفاقيات سلام، ما يؤدي إلى إطالة أمد الحروب ويُثقل كاهل منظمات الإغاثة. وكانت الولايات المتحدة -المانح الأكبر تاريخياً للأمم المتحدة- قد خفضت بشكل كبير دعمها الخارجي، في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، ووجهت جزءاً متزايداً من الإنفاق نحو الدفاع، وبحسب المفوضية، تأخرت واشنطن مطلع هذا العام عن سداد ما يقرب من 1.5 مليار دولار من مدفوعات الميزانية العامة، إضافة إلى 1.2 مليار دولار من مساهمات عمليات حفظ السلام. في مواجهة هذه التحديات، كشفت مذكرة داخلية صادرة عن كبار مسؤولي الأمم المتحدة أن المنظمة تدرس خطة إصلاح شاملة تتضمن دمج العشرات من وكالاتها في أربع إدارات رئيسية: السلم والأمن، الشؤون الإنسانية، التنمية المستدامة، وحقوق الإنسان. وتشير الوثيقة، المصنفة "سرّية للغاية"، إلى اقتراحات بدمج الجوانب التشغيلية لبرامج رئيسية، مثل برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في كيان موحد يتولى إدارة الشؤون الإنسانية على مستوى عالمي.