
المقالأميركا ومحاربة الفقر
وفي الحقيقة، فإن ظاهرة التشرد وحالة البؤس وتعاطي المخدرات، لا تقتصر على الولايات المتحدة وحدها، فنحن أينما ذهبنا إلى أوروبا نرى هؤلاء البائسين يفترشون الطرقات، في ظاهرة لا تخلو منها حتى العواصم الكبرى التي هي في واقع الأمر مراكز مالية. ولهذا، يفترض أن يوجّ ه السؤال إلى هذه العواصم الغنية، وكذلك الهيئات التي تعنى بحقوق الإنسان في هذه الدول المتطورة، عن سبب إهمالها للمشكلة وربطها بالعاطلين عن العمل وليس بحقوق الإنسان، مع أن هاتين الظاهرتين ما هما إلا وجهان لعملة واحدة.
إذ بدلاً من ذلك، نرى الاتحاد الأًروبي يسن قانون الاستدامة، وذلك تحت اسم: العناية الواجبة في الاستدامة المؤسسية (CSDDD)، وتوجيهه للتطبيق في الدول النامية. وبموجبه سوف يتم إلزام الشركات الكبرى العاملة في الاتحاد الأوروبي برصد ومعالجة قضايا البيئة وحقوق الإنسان في سلاسل التوريد الخاصة بها، والتأكد من أن شركاءها (بمن فيهم موردي الطاقة ومن ضمنهم دول مجلس التعاون)، يلتزمون بحماية البيئة، ومكافحة العمل القسري.
ولهذا، فإن الشركات الخليجية التي تتعامل مع الاتحاد الأوروبي سوف تقع تحت المراقبة الأوروبية، التي حتماً ستجد ما لا يعجبها في نشاط شركاتنا الخليجية والظروف التي تعمل في ظلها العمالة الأجنبية، من أجل فرض غرامات علينا. فلعل وعسى أن يخفض ذلك تكلفة الفاتورة التي سوف يجبرون على دفعها بعد التوقيع على صفقة ملعب الغولف في "ترنبيري" المهينة، التي أبرمتها أورسولا فون دير لاين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سكوتلاند، والتي اعتبرها الكثير من المسؤولين في القارة العجوز مذلة لهم.
وعلى هذا الأساس، فإن دول المجلس يمكنها أن تسن قانوناً مضاداً، بفرض غرامات على الاتحاد الأوروبي، الذي ينتهك حقوق مواطنيه، حيث تجبر ظروف العمل والمعيشة آلاف الأوروبيين على التسكع وافتراش الطرق والنوم على جوانبها كل ليلة.
إنها مأساة حقاً مرأى هذه الألوف المشردة في أكثر البلدان غنى وثراء في العالم، حيث إن متوسط دخل الفرد في الناتج المحلي الإجمالي في هذه البلدان مرتفع جداً. أقول إنها مأساة رؤية البؤساء في أميركا وأوروبا، وهم يفترشون الشوارع، نتيجة عدم وجود مأوى يلجؤون إليه. فهذا المنظر غير المريح يشوه سمعة البلدان التي تنادي، عبر ضفتي الأطلسي، غيرها بالحفاظ على حقوق الإنسان.
ولذلك فإذا تمكن القرار الذي اتخذه ترمب من حل هذه المشكلة، فسوف تكون نقطة في صالحه من أجل الحصول على جائزة نوبل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
ترمب: سأتناول في الاجتماع مع بوتين ضرورة إنهاء حرب أوكرانيا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الاثنين) إن اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة سيكون بهدف حث روسيا على إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف ترمب لصحافيين: «سأتحدث إلى فلاديمير بوتين، وسأخبره بضرورة إنهاء هذه الحرب». وذكر ترمب أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد ينضم إلى اجتماع في المستقبل. كما أعرب الرئيس الأميركي عن «انزعاجه» من رفض زيلينسكي التنازل عن أراضٍ لروسيا في إطار اتفاق من شأنه إنهاء النزاع. صورة مجمعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب) وأكد الرئيس الأميركي أن المحادثات مع بكين تسير «بشكل جيد»، قبل ساعات من انتهاء الهدنة التي شملت تعليق خلافهما بشأن الرسوم الجمركية. وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: «سنرى ما سيحدث (...) إن العلاقة التي تربطني مع الرئيس شي (جينبينغ) جيدة جداً».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
فريق ترمب يراهن على «قمة تاريخية» على غرار «يالطا»
يسارع المسؤولون في البيت الأبيض الوقت، لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل القمة التي ستجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، وسط رهانات عالية عمّا ستخرج به هذه القمة التاريخية من نتائج ومدى تقبّل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي نتائجها. ويؤكد فريق ترمب أهمية إجراء محادثات مباشرة بين القوى العظمى في ألاسكا، على غرار «قمة يالطا» التي عقدها الرئيس فرنكلين روزفلت مع الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، عام 1945، ورسمت خريطة أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وهو ما يُنبئ بأن القمة الحالية قد تفرض أمراً واقعاً جديداً على كييف وأوروبا. الرئيس الأميركي دونالد ترمب ينظر إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل التقاط صورة عائلية خلال قمة «مجموعة العشرين» في بوينس آيرس 30 نوفمبر 2018 (أ.ف.ب) وصوّر مسؤولو البيت الأبيض القمة المرتقبة بوصفها خطوة جريئة نحو السلام، مؤكدين أن إدارة ترمب صعّدت ضغوطها الدبلوماسية، خلال زيارة المبعوث ستيف ويتكوف الأخيرة إلى موسكو، والتهديدات بفرض عقوبات قاسية إذا لم يلتزم بوتين بموعد وقف إطلاق النار. ويريد الرئيس ترمب استغلال علاقته مع بوتين لإنهاء الحرب؛ لكنه أعرب مراراً عن خيبة أمله من ازدواجية مواقف الرئيس الروسي. ويشير محللون إلى أن هذه القمة ستعد أكبر اختبار لترمب، لإيمانه الراسخ بالدبلوماسية المباشرة، ورغم عدم وضوح التفاصيل الدقيقة عما ستقدمه الإدارة الأميركية من مقترحات، إلا أن المؤشرات تؤكد أن تنازلات كبيرة من الأراضي الأوكرانية لروسيا ستكون قضية محورية في خطة ترمب. كان التخطيط للقمة يشي بأن تبدأ بلقاء ثنائي، يعقبه اجتماع ثلاثي يشارك فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأعرب ترمب عن انفتاحه على دعوة الرئيس الأوكراني لنقاش ثلاثي، على الرغم من رفض بوتين الفكرة. وأكد نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، وجود جهود لترتيب مشاركة زيلينسكي، واصفاً عقد اجتماع منفصل بين زيلينسكي وبوتين مسبقاً بأنه «غير مثمر». لكن السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية قال لشبكة «إن بي سي» إنه يأمل أن يكون زيلينسكي جزءاً من العملية. وأضاف: «لديّ ثقة تامة بأن الرئيس ترمب سيذهب للقاء بوتين من موقع القوة، وأنه سيهتم باحتياجات أوروبا وأوكرانيا لإنهاء هذه الحرب بشرف». ويحمل اختيار مكان اللقاء (ولاية أميركية باعتها روسيا سابقاً عام 1867) ثقلاً رمزياً، إذ يُعيد إلى الأذهان صفقات تاريخية بين قوى عظمى. ومع ذلك، تكمن وراء هذه الأجواء شبكة من الاستراتيجيات والشكوك والمخاطر التي قد تُعيد رسم ملامح المشهد الأمني في أوروبا. ومن المتوقع أن تركز النقاشات على أحدث مقترحات روسيا، الذي يطالب بانسحاب أوكراني أحادي الجانب من الأجزاء المتبقية من دونيتسك ولوغانسك، مقابل تجميد خطوط الصراع في أماكن أخرى. قد تشمل القضايا الأوسع نطاقاً «مبادلات» إقليمية؛ مثل مبادلة بقايا دونيتسك بمناطق تحت سيطرة روسيا في زابوريجيا وخيرسون، وضمانات أمنية لأوكرانيا قد تشمل نشر قوات حفظ سلام أوروبية بدلاً من عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وهو ما استبعده ترمب. ويحذّر خبراء من إقدام الإدارة الأميركية على تقديم تنازلات لموسكو، من أجل الترويج لنجاح القمة، مقابل تأجيل قضايا شائكة مثل مفاوضات السلام الشاملة، مما يسمح لبوتين بادعاء النصر دون الالتزام بنهاية دائمة. دمى خشبية روسية تقليدية تصور الرئيسين بوتين وترمب معروضة للبيع في سانت بطرسبرغ 7 أغسطس 2025 (أ.ف.ب) وتُروّج الإدارة الأميركية لاستراتيجية ترمب القائلة «السلام من خلال القوة»، وهو شعار مستلهم من عهد ريغان. وقد أجبر ترمب حلفاء «الناتو» على زيادة الإنفاق الدفاعي والمساعدات لأوكرانيا، وهدّد بفرض رسوم جمركية على دول، مثل الهند، لشرائها النفط الروسي، ولوّح بعقوبات جديدة. ويقول الخبير الجيوسياسي، توماس مالينين، في «المجلس الأطلسي»، إن هذا يُمثّل وسيلة ضغط لفرض صفقة سريعة، حيث ينظر ترمب إلى بوتين بوصفه شريكاً قابلاً للتفاوض وليس عدواً لا يمكن الخلاص منه. ويضيف قائلاً: «يريد ترمب فوزاً سريعاً قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، وهذا النهج قد يُعرّض أوكرانيا لعدوان متجدد». بدوره، يقول الجنرال البريطاني المتقاعد، السير ريتشارد شيريف، إن تفاؤل ترمب بقدرته على فرض أجندته على الرئيس الروسي قد يُنذر بالسذاجة. ويضيف: «لا يمكن الوثوق بروسيا؛ ستختلق ذرائع لخرق أي وقف لإطلاق النار، وعقد القمة في حد ذاته ستروّج له موسكو بأنه فوز كبير لبوتين يُضفي الشرعية على مجرم حرب»، على حد تعبيره. وترى موسكو أن الأمور تسير لصالحها إلى حد كبير، إذ كتب أليكسي بوشكوف، العضو البارز في مجلس الشيوخ، المقرب من بوتين، في تغريدة: «استنتاجنا الرئيسي أن سياسة عزل روسيا انقلبت إلى عزلة كاملة لأوروبا وأوكرانيا في سياق المفاوضات الروسية - الأميركية». ويرى خبراء أن استراتيجية بوتين تتمحور حول تعظيم المكاسب مع تجنّب نهاية حقيقية للحرب. وبفضل شعبيته المحلية، يسعى الرئيس الروسي إلى ترسيخ انتصاراته الإقليمية في دونباس، وإعلان انتهاء الصراع بعد القمة، وتصوير أوكرانيا على أنها الطرف العنيد إذا رفضت الشروط. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، في تصريحات صحافية: «بوتين لا يستجيب إلا للضغوط»، وحث ترمب على تشديد العقوبات بعد القمة. ويتوقع محللون أن يستغل بوتين أي وقف للنار من أجل إعادة تنظيم صفوفه، عادّاً المبادرات الغربية ضعفاً بعد سنوات من التصعيد دون عقاب. ويرفض بوتين المحادثات الثلاثية حتى تبقى أوكرانيا على الهامش، مما يسمح لروسيا بإملاء شروطها دون تنازلات. أما الهدف النهائي لبوتين فهو «صراع متجمد» يعزل أوكرانيا، ويُضعف عزيمة الغرب، ويُهيّئ روسيا لتحقيق تقدم مستقبلي، مع تجنب المحاسبة على الفظائع. من جانبه، ندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإقصاء بلاده من القمة، بوصفه «غير دستوري»، مُصراً على أن أي تغييرات إقليمية تتطلب استفتاءً. وتُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن الأوكرانيين الذين أنهكتهم الحرب يتقبلون بشكل متزايد التنازلات من أجل السلام، لكن زيلينسكي يستبعد التنازل الدائم عن الأراضي. وتعتمد خطة زيلينسكي بالأساس على حشد الحلفاء الأوروبيين لمواجهة أي اتفاق بين ترمب وبوتين، وسط توقعات أن ترفض أوكرانيا الإنذارات الروسية، مما يدفع ترمب إلى إلقاء اللوم على كييف ويرفع العقوبات عن روسيا.

العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
مصر: لا مانع من قوات دولية في غزة لتمكين دولة فلسطينية
صرح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بأنه لا يوجد ما يمنع نشر قوات دولية في قطاع غزة لتمكين السلطة الفلسطينية من "تجسيد الدولة"، وضمان أمن جميع الأطراف. وأضاف عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي في القاهرة، الاثنين، أن هناك إمكانية لاستئناف عملية التفاوض لوقف إطلاق النار في غزة "إذا حسنت النيات ووجدت إرادة سياسية"، مشدداً على أن المنطقة لن تنعم بالسلام دون دولة فلسطينية. كما أوضح أن كل الجهود الآن منصبة على منع إسرائيل من تنفيذ قراراتها "غير المسؤولة" بتوسيع عملياتها في غزة، مشيراً إلى أن مصر ترفض التهديدات الإسرائيلية بالسيطرة الكاملة على القطاع المكتظ بالسكان. كذلك تابع: "نجري اتصالات مكثفة مع جميع الشركاء ومنهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للتحذير من مغبة قرارات إسرائيل غير المسؤولة بإعادة احتلال غزة". "الوضع كارثي" ومضى عبد العاطي قائلاً إن الجيش الإسرائيلي يفرض قيوداً شديدة على دخول المساعدات إلى غزة. كما أردف أن "الوضع في غزة كارثي، والمجتمع الدولي فشل في وقف جرائم إسرائيل الممنهجة والإبادة الجماعية التي تقوم بها"، مشدداً على أن إسرائيل تسببت في كارثة إنسانية بمنعها دخول المساعدات إلى القطاع. وفد حماس في القاهرة يأتي ذلك فيما توجه وفد من ممثلي حركة "حماس" بوقت سابق الاثنين إلى القاهرة بهدف متابعة الاتصالات مع الجانب المصري لاستئناف التفاوض غير المباشر مع إسرائيل حول الوضع في غزة، وفق وكالة "معاً". ووصل الوفد برئاسة خليل الحية، القيادي في حماس، إلى القاهرة للتواصل مع الوسطاء المصريين الذين يسعون إلى المساعدة في استمرار عملية التفاوض مع الجانب الإسرائيلي. في حين أبدت القاهرة استعدادها لبذل جهود جديدة من أجل تقريب المواقف عقب الضغوط الإقليمية والدولية لوقف القصف الإسرائيلي وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. هجوم واسع تأتي تلك الزيارة فيما يستعد الجيش الإسرائيلي للسيطرة على كامل القطاع الفلسطيني المدمر، وسط تفاقم الأزمة الانسانية. إذ تعتزم القوات الإسرائيلية شن هجوم واسع على غزة، بعدما أقرت الحكومة الإسرائيلية ما سمي "خطة احتلال غزة". كذلك تنوي إسرائيل دفع نحو مليون فلسطيني من وسط القطاع نحو الجنوب المكتظ أساساً بالنازحين. توقف المفاوضات يذكر أنه في 27 يوليو الماضي أعلنت حماس عدم جدوى المفاوضات مع إسرائيل في ظل استمرار حصار القطاع. وقبل ذلك، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باستدعاء وفد تل أبيب من الدوحة، حيث عقدت منذ السادس من يونيو الفائت، جولات عدة من المفاوضات بهدف تسوية الصراع. كما قررت الولايات المتحدة استدعاء المفاوضين من الدوحة بعد الرد الأخير من حماس على المقترح الأميركي المعدل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.