
صحة وطب : الاحتباس الحرارى يهدد بانتشار مرض لايم الناتج عن لدغات القراد
نافذة على العالم - حذر خبراء من أن الزيادات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، والتواجد المتزايد للقراد في المزيد من المناطق في الولايات المتحدة وكندا، يهدد بانتشار أكبر لمرض لايم الناتج عن لدغات القراد.
ووفقا لموقع "CNN"، أفادت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، أن لدغات القراد سجلت أعلى مستوى لها منذ عام 2017، مع ارتفاع حالات مرض لايم المبلغ عنها.
وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، فإن قراد الغزلان الحامل لمرض لايم يكون نشطًا في الغالب عندما تكون درجات الحرارة أعلى من 45 درجة ، ويزدهر في المناطق التي تبلغ نسبة الرطوبة فيها 85% على الأقل، ويفضل القراد التواجد في المناطق الرطبة، لا المناطق المبتلة، وبينما يُسهم تغير المناخ أيضا في توسع أماكن تواجد القراد.
ما هو مرض لايم؟
قراد الغزلان، المعروف أيضًا باسم القراد أسود الأرجل، هو القراد الرئيسي الذي يحمل داء لايم. خلال مرحلة الحورية، عندما يكون في أوج نشاطه، يكون حجم القراد بحجم بذرة الخشخاش تقريبًا، ويسهل إغفاله، ولأنه يتغذى على الدم، يمكنه نقل مسببات الأمراض، بما في ذلك بكتيريا بوريليا بورغدورفيري، المسببة لداء لايم، يحدث هذا الانتقال عن طريق لعاب القراد، الذي يدخل مجرى دم العائل أثناء التغذية.
وقال برايان فالون، مدير مركز أبحاث داء لايم والأمراض المنقولة بالقراد بجامعة كولومبيا، أن العدوى قد تسبب مجموعة من الأعراض التي تؤثر على أجهزة متعددة، فبمجرد وصول البكتيريا إلى مجرى الدم، قد تنتقل إلى أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك القلب والجهاز العصبي المركزي والدماغ والأعصاب الطرفية.
وأضاف يعتقد معظم الناس أن طفح لايم هو طفح جلدي مُستهدف، لكم في الواقع ليس هذا هو الشكل الأكثر شيوعًا، بل الشائع هو طفح جلدي وردي محمر، لكن الأهم هو أنه يتوسع في الحجم من طفح جلدي صغير إلى خمسة سنتيمترات أو أكثر، كما ان بعض الأشخاص قد يلاحظون أيضًا أكثر من طفح جلدي واحد في أجزاء مختلفة من الجسم، ومع تطور المرض دون علاج، قد تظهر أعراض أكثر خطورة، وقد تستمر الأعراض لأشهر أو حتى سنوات.
وتصل مضاعفات المرض إلى عدد من الأعراض العصبية التي قد تظهر على شكل شلل في الوجه أو التهاب السحايا، مما يسبب صداعًا شديدًا مع تصلب في الرقبة أو آلام حادة أو طعنات حادة". قد تكون هناك أعراض قلبية مثل خفقان القلب أو بطء ضربات القلب؛ وآلام العضلات والتعب.
الإجراءات الوقائية من لدغات القراد وعدوى اللايم
تعد أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بداء لايم ،هي إزالة القراد في أسرع وقت ممكن، وذلك خلال فترة تتراوح بين 24 و48 ساعة لإزالة القراد، لأن القراد يستغرق بعض الوقت حتى يستعد من خلال تغذيته لنقل البكتيريا فعليًا.
ولتجنب لذغات القراد، ينضح بإرتداء ملابس تغطى الجسم، بعيدا عن الزرع وأكوام الأخشاب. وإجراء فحص للكشف عن المناطق التى تنتشر فيها القراد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 10 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : هل جميع الأطعمة فائقة المعالجة مضرّة للصحة؟
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصدرت أكبر منظمة معنية بصحة القلب في أمريكا إرشاداتها التي طال انتظارها بشأن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة. وأتى البيان العلمي الجديد الصادر عن الجمعية الأمريكية للقلب قبل أيام فقط من صدور التقرير الثاني للجنة "MAHA" (لنجعل أمريكا صحيّة مجددًا)، التي يقودها وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي، روبرت إف كينيدي جونيور. وكان التقرير الأول للجنة "MAHA"، الذي صدر في مايو/ أيار الماضي، قد أوضح كيف تسهم الأطعمة فائقة المعالجة في تفشي الأمراض المزمنة بين الأطفال. ومن المتوقع أن يتضمّن الجزء الثاني، المقرّر صدوره بحلول الثلاثاء، مقترحات لتغييرات في السياسات. لكنّ الرسالة الأساسية من الجمعية الأمريكية للقلب ليست مفاجئة، إذ أنّ معظم الأطعمة فائقة المعالجة مضرّة بالصحة، وبينها صحة القلب، وأن الوقت قد حان وفق الجمعية، لأن تتوقف صناعة الأغذية عن إنتاجها، وأن يتوقف المنظمون عن التغاضي عنها. لكن اللافت للانتباه أن الجمعية تطرّقت أيضًا، ولأول مرة بشكل مباشر، إلى السؤال المثير للجدل: هل جميع الأطعمة فائقة المعالجة غير صحية؟ ربما لا، بحسب الإرشادات الجديدة التي نُشرت الجمعة في دورية "Circulation" العلمية. لكن في الواقع، يشير التقرير إلى أنّ هناك عددًا قليلًا فقط من الفئات التي قد تعد استثناءً، مثل: "بعض أنواع خبز الحبوب الكاملة، واللبن قليل السكر، وصلصات الطماطم، ودهن المكسرات أو الفول". لكن بحسب التقرير، حتى هذه الخيارات "الصحية" يجب مراقبتها باستمرار لضمان بقائها كذلك. ولا ينبغي أن يُنظر إلى ذلك كسبب للاحتفال، بحسب كريستوفر غاردنر، نائب رئيس فريق إعداد التقرير التابع للجمعية، الذي قال:"لا يجب أن نمنح الصناعة تبرئة لمجرد أن هناك بعض المنتجات أقل ضررًا من الغالبية العظمى من الأطعمة فائقة المعالجة الممتلئة بالسكر والملح والدهون". وغاردنر، أستاذ الطب في جامعة ستانفورد، ومدير مجموعة أبحاث التغذية لدى مركز ستانفورد لأبحاث الوقاية، أشار إلى أنّ هناك "كم هائل من الأدلة على أنّ الإفراط في تناول الملح والسكر والدهون مضر بالصحة"، مضيفًا: "نحن نعلم ذلك منذ زمن الوجبات السريعة". وأضاف:"لكن الوجبات السريعة اليوم أصبحت فائقة المعالجة وتحتوي على إضافات تجميلية تحفّز الإفراط في الأكل وتسبّب العديد من المشاكل الصحية". قد يهمك أيضاً مشكلة متفاقمة تُعتبر الإرشادات الصادرة عن الجمعية الأمريكية للقلب مرجعًا موثوقًا لدى المهنيين الطبيين وصانعي السياسات، ويؤكد الخبراء أنّ التصدّي لمشكلة الأطعمة فائقة المعالجة لا يمكن أن يأتي في وقت أفضل من الآن. وقد كشفت بيانات جديدة صادرة الخميس، عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) عن أنّ الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم عن سنة واحدة يحصلون على 55% من سعراتهم الحرارية اليومية من الأطعمة فائقة المعالجة. وترتفع هذه النسبة إلى 62% لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و18 عاما. ويعد ذلك مقلقًا، بحسب تقرير الجمعية، لأن الأبحاث توصّلت إلى وجود علاقة "جرعة-استجابة" بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة والإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والسكري من النوع الثاني، والسمنة، وزيادة معدلات الوفيات لأسباب متعددة. وبحسب مراجعة نُشرت في فبراير/ شباط العام 2024، شملت 45 تحليلًا تجميعيًا لنحو 10 ملايين شخص، فإن تناول حصة إضافية واحدة فقط يوميًا من الأطعمة فائقة المعالجة قد يؤدي إلى زيادة خطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 50%. وتشير المراجعة إلى أنّ الإكثار من تناول هذه الأطعمة قد يرفع خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 55%، واضطرابات النوم بنسبة 41%، وتطوّر داء السكري من النوع الثاني بنسبة 40%، والاكتئاب بنسبة 20%. ومن أجل الحد من هذه الأضرار الصحية المحتملة، توصي الجمعية الأمريكية للقلب بأن يتوقف الأمريكيون عن تناول أكبر قدر ممكن من الأطعمة فائقة المعالجة الضارة، لا سيّما تلك التي تحتوي على نسب عالية من الدهون غير الصحية، والسكريات المضافة، والملح، مع السماح بكمية محدودة من بعض الأطعمة فائقة المعالجة المُختارة التي تتمتّع بجودة غذائية أفضل، كجزء من نظام غذائي صحي. تصنيفات الأطعمة من صحية إلى غير صحية وفيما لا تزال الأبحاث العلمية تحاول تحديد ما الذي يجعل الإضافات أو عمليات المعالجة في الأطعمة فائقة المعالجة مسؤولة عن هذه الآثار السلبية، قدّمت الجمعية الأمريكية للقلب إرشادات أساسية عبر تصنيف الأطعمة فائقة المعالجة إلى ثلاث فئات: صحية متوسطة الصحة أقل صحية شملت الخيارات الصحية: الفاكهة والخضار الطازجة أو المجمّدة من دون إضافة سكر أو ملح، والحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني، والبذور والمكسرات غير المملحة، والبقوليات المجففة، وزيوت النباتات، والحليب أو اللبن الزبادي قليل الدسم والطبيعي (غير محلى)، واللحوم الخالية من الدهون وغير المعالجة، ومنتجات الألبان والمشروباتالمحلاة، إضافة إلى الماء. كما اعتبرت اللحوم ومنتجات الألبان النباتية التي تحتوي على نسب منخفضة من السكر المضاف، والملح، والدهون خيارات صحية أيضًا. وشملت الأطعمة متوسطة الصحة: الأرز الأبيض، والمعكرونة، ومنتجات الألبان كاملة الدسم، والخبز المصنوع من الحبوب المكررة والمخبوز طازجًا، والمكسرات المملحة، والفاكهة المعلّبة في شراب خفيف، والفاصوليا المعلبة المحتوية على الملح، والأجبان الصلبة، وبدائل البيض، والحساء منخفض الصوديوم وقليل الدهون. كما تم تصنيف الوجبات الجاهزة المباعة في المتاجر والمحضّرة من مكونات تنتمي للفئة "الصحية" ضمن هذه الفئة أيضًا. أما الفئة غير الصحية فقد احتوت على العناصر المعتادة، مثل: اللحوم الحمراء عالية الدهون، ولحم الخنزير، واللحوم المعالجة (مثل قطع الدجاج المقلية، والنقانق، والسجق)، والزبدة، والدهن الحيواني، والزيوت الاستوائية مثل زيت جوز الهند، والقشطة الحامضة، وعصير الفاكهة بنسبة 100%، والسكر، والعسل، وشراب القيقب، والمقرمشات، والفاكهة المجففة أو المعلبة المُحلّاة، ورقائق البطاطا أو التورتيلا، والبطاطس المقلية. وفي إطار الفئة غير الصحية عينها تمّ تصنيف: قد يهمك أيضاً الخبز، واللفائف، والتورتيلا المصنوعة من الحبوب المكررة، والمشروبات المحلّاة بالسكر (ضمنًا مشروبات الطاقة)، ومنتجات الجبن السائلة، والبسكويت، والمقرمشات، والحلوى، ووجبات الفاكهة المطاطية، والآيس كريم، والمعكرونة الجاهزة في العلب، والمعكرونة سريعة التحضير، والبيتزا، وبعض أنواع الحساء المعلب أو الفوري، والفاكهة المعلبة في شراب.


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- نافذة على العالم
ثقافة : القمل والبنجر المخلل.. مسببات أمراض أهلكت جيش نابليون في روسيا عام 1812
الجمعة 8 أغسطس 2025 11:50 مساءً نافذة على العالم - استخدم فريق دولي من العلماء لأول مرة الاختبارات الجينية المباشرة لتحديد الميكروبات التي ساهمت في الوفيات الكارثية لجنود نابليون أثناء انسحابه الكارثي من روسيا في شتاء عام 1812، ومن خلال تحليل الحمض النووي المستخرج من أسنان 13 جنديًا دفنوا في مقبرة جماعية في فيلنيوس، ليتوانيا، أكد الباحثون وجود مرضين معديين حمى نظيرة التيفوئيد وحمى الانتكاس المنقولة بالقمل، وفقا لما نشره موقع" labrujulaverde". انسحاب جيش نابليون من روسيا في يونيو 1812، غزا نابليون بونابرت روسيا بجيش يتراوح عدده بين 500 ألف و600 ألف جندي، لكن بعد وصوله إلى موسكو ووجدها مهجورة تحترق، اضطر جيشه إلى الانسحاب يائسًا وسط شتاء روسيا القارس، وبحلول ديسمبرمن ذلك العام، كان الجيش الكبير بأكمله قد هلك، ورغم أن هذه الخسائر الهائلة في الأرواح تُعزى تقليديًا إلى البرد القارس والجوع، إلا أن السجلات التاريخية تُشير أيضًا إلى تفشي الأمراض المُعدية. اكتشاف قمل على رفات جنود نابليون وصف أطباء معاصرون، مثل الدكتور ج. ر. ل. دي كيركهوف، أعراضًا كالحمى والإسهال والتيفوس بين الجنود، ولعقود، ساد الاعتقاد بأن التيفوس الوبائي (الذي ينتقل عن طريق القمل) هو المسؤول الرئيسي، لا سيما بعد أن وجدت دراسة سابقة قملًا على رفات جنود نابليون، وكشفت عن شظايا من الحمض النووي لبكتيريا ريكتسيا بروازيكي ، وهي البكتيريا المسببة للتيفوس. إلا أن هذه الدراسة اعتمدت على تقنيات وراثية محدودة، ولم تتمكن من تأكيد وجود العامل الممرض بشكل قاطع. قام الفريق، بقيادة علماء من معهد باستور (فرنسا) وجامعة تارتو (إستونيا)، بتطبيق تقنيات التسلسل الجيني الحديثة لتحليل الحمض النووي المُستخرج من أسنان 13 جنديًا، والتي تحتوي على آثار مسببات الأمراض في لبها، وكشفوا عن وجود نوعين من البكتيريا : السالمونيلا المعوية التي تُسبب حمى نظيرة التيفوئيد ، وهو مرض شبيه بالتيفوئيد ينتقل عبر المياه أو الأغذية الملوثة. وبكتيريا البوريليا المتكررة ، المسؤولة عن الحمى الانتكاسية التي ينقلها القمل ، والتي تُسبب نوبات من الحمى الشديدة وآلام العضلات والضعف الشديد. ومن المثير للدهشة أنه لم يتم العثور على أي أثر لبكتيريا Rickettsia prowazekii (التيفوس) أو Bartonella quintana (حمى الخنادق) ، وهما مسببات الأمراض التي يعتقد أنها لعبت دورا رئيسيا في نفوق هذه الحيوانات. كيف أصيب الجنود بالمرض؟ تُشير السجلات التاريخية إلى أعراض هذه الأمراض، وصف دي كيركوف كيف تناول الجنود، في ظلّ حاجتهم الماسة للطعام، البنجر المخلل المخزن في براميل في منازل مهجورة في ليتوانيا، مما سبب الإسهال. ينطبق هذا الوصف على حمى نظيرة التيفوئيد، التي تشمل أعراضها الحمى، وآلام البطن، والإسهال أو الإمساك، والضعف، والطفح الجلدي، من ناحية أخرى، فإن الحمى الانتكاسية، التي تنتقل عن طريق القمل الذي يصيب بزات الجنود، من شأنها أن تزيد من إضعاف الرجال المنهكين أصلًا من البرد والجوع. تحل هذه الدراسة لغزًا تاريخيًا، وتُظهر كيف يُمكن للعلم الحديث أن يُلقي الضوء على الأوبئة الماضية، وكما يُشير المؤلفون، يُقدم عملنا أول دليل مباشر على أن حمى نظيرة التيفوئيد ساهمت في وفيات جنود نابليون خلال انسحابه الكارثي من روسيا . ومع ذلك، يُحذّر الباحثون من أن هذه الممرضات لم تكن بالضرورة السبب الوحيد وراء عدد الوفيات، فالظروف القاسية مثل البرد والجوع والإرهاق والإصابات المتعددة المُزامنة خلقت عاصفةً كارثيةً أهلكت الجيش.


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- نافذة على العالم
أخبار العالم : مسارات الرحلات الجوية الأكثر اضطراباً بالعالم في العام 2024
الجمعة 8 أغسطس 2025 04:30 مساءً نافذة على العالم - (CNN)-- تُعدّ الاضطرابات الجوية، الناتجة عن اضطرابات في الغلاف الجوي، من أكثر الظواهر الجوية صعوبةً على الطيارين للتنبؤ بها. يتدفق الهواء كالماء المتدفق في النهر: من دون اضطراب، يجري بسلاسة، لكن إذا واجه عائقًا، كصخرة مثلاً، يصبح مضطربًا. وتتصرف الجبال والعواصف كصخور في النهر، مُغيرةً بذلك حركة الهواء. تحدث اضطرابات هوائية تتراوح بين المتوسطة والشديدة عشرات آلاف المرات سنويًا في جميع أنحاء العالم. يشعر معظم الركاب بها كصدمات خفيفة، لكن في الحالات الشديدة، قد تُسبّب أضرارًا هيكلية للطائرة، وفقدانًا مؤقتًا للسيطرة، وإصابات. تسبّبت الاضطرابات الهوائية في أكثر من 200 إصابة خطيرة في الولايات المتحدة وحدها بين العامين 2009 و2024، وفقًا لبيانات المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل. الخبر السار يتمثّل بأنّ الوفيات نادرة جدًا، وارتداء حزام الأمان يكاد يمنع الإصابات الخطيرة في جميع الأحوال. أما الخبر السيئ يُفيد بأنّ الاضطرابات الهوائية تتزايد، لا سيما على بعض أكثر الطرق ازدحامًا، ويتوقّع أن تزداد سوءًا مع ارتفاع درجة حرارة الأرض. فأين يمكن للمسافرين توقع أكثر الرحلات اضطرابًا؟ حلّل موقع Turbli الإلكتروني للتنبؤ بالاضطرابات الجوية أكثر من 10,000 مسار طيران، باستخدام بيانات من مصادر تشمل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NMA)، ومكتب الأرصاد الجوية البريطاني (Met Office)، بغية تصنيف أكثر المسارات اضطرابًا على كوكب الأرض. وأوضح إغناسيو غاليغو ماركوس، مؤسس Turbli والخبير في ديناميكيات الموائع الحسابية: "الهدف هو أن نوضح للناس أنه حتى لو كانت الاضطرابات فوضوية، فإنها تتبع بعض الأنماط". قد يهمك أيضاً فالمسار الذي يبلغ طوله 120 ميلاً بين ميندوزا في الأرجنتين وسانتياغو في تشيلي، يتميّز بإطلالات خلابة على قمم جبال الأنديز الشاهقة، المكلّلة أحيانًا بالثلوج. وهو أيضًا الطريق الأكثر اضطرابًا في العالم، وفقًا لبيانات Turbli. السلاسل الجبلية عوائق ضخمة ثابتة تُؤثر على تدفق الهواء. يُمكنها خلق موجات هوائية قادرة على السفر لمئات الأميال. وعند تكسّر هذه الموجات، تُسبب الكثير من الاضطرابات، مثل أمواج المحيط التي تتكسّر إلى رغوة بيضاء متلاطمة، بحسب غاليغو ماركوس. تشمل غالبية الطرق العشرة الأكثر اضطرابًا في العالم الجبال، ضمنًا جبال الأنديز، أطول سلسلة جبال برية على وجه الأرض، وجبال الهيمالايا. في الولايات المتحدة، مسارات الرحلات الجوية الأكثر اضطرابًا تعبر فوق جبال روكي من وإلى دنفر وسولت ليك سيتي. والأمر عينه يسري في أوروبا، حيث تقع العديد من أكثر الطرق اضطرابًا فوق جبال الألب، حيث تُحلق الطائرات بين فرنسا وإيطاليا وسويسرا، وفقًا لتوربلي. يُدرك الطيارون تمامًا ضرورة توخي الحذر الشديد فوق الجبال، لكن الاضطرابات التي تُسببها لا يُمكن التنبؤ بها دومًا. وقال غاليغو ماركوس إن ذلك "قد يكون بسبب السمات الصغيرة جدًا للجبل" التي لا يتم رصدها دومًا في التوقعات. الجبال موجودة دائمًا، لكن قد يظهر شكل آخر من أشكال الاضطرابات من العدم، من دون وجود أي إشارات بصرية واضحة لتحذير الطيارين. يُطلق على هذه الظاهرة اضطراب الهواء الصافي، ويُستخدم غالبًا لوصف الاضطرابات الجوية القريبة من التيارات النفاثة، وهي أنهار متموجة من الهواء سريع الحركة في الغلاف الجوي حيث تحلق الطائرات. ويحدث ذلك بسبب "قص الرياح"، وهو تغير سريع في سرعة الرياح أو اتجاهها مع الارتفاع. في هذا الإطار أوضح بيرس بوكانان، مدير علوم تطبيقات الطيران في مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، إن هذا النوع من الاضطرابات "خطير لأنه يصعب اكتشافه والتنبؤ به". وأضاف غاليغو ماركوس أن الطريق الذي يبلغ طوله 320 ميلًا بين مدينتي ناتوري وتوكونامي اليابانيتين يُعد بين أكثر الطرق اضطرابًا في آسيا بسبب هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أن اليابان لديها "تيار نفاث قوي بشكل خاص"، وفق ما اكتشف الأمريكيون خلال الحرب العالمية الثانية عندما انحرفت القنابل التي ألقوها على اليابان عن هدفها بفعل الرياح القوية. قوة التيار النفاث مدفوعة باختلاف درجات الحرارة. في اليابان، حيث يلتقي الهواء البارد الآتي من سيبيريا بالهواء الدافئ الآتي من تيارات المحيط الهادئ، ما يُغذي تيارًا نفاثًا قويًا جدًا ومستقرًا نسبيًا على مدار العام. قد يهمك أيضاً تحدث ظاهرة مماثلة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث يلتقي الهواء الدافئ القادم من تيار الخليج بالهواء البارد القادم من كندا. وصرح بوكانان لشبكة CNN: "يُعد ممر شمال الأطلسي، لا سيما بين أمريكا الشمالية وأوروبا، المكان الذي تكون فيه التيارات النفاثة أقوى". مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، تتزايد اضطرابات الهواء النقي، وفقًا لبحث حديث. فتغير المناخ يُفاقم فروق درجات الحرارة في الغلاف الجوي العلوي، ما يجعل سرعة الرياح أكثر تقلبًا، ويؤدي إلى ازدياد اضطرابات الهواء النقي في المناطق التي تحلق فيها الطائرات. وبحسب دراسة أُجريت في العام 2023، كانت اضطرابات الهواء النقي الشديدة فوق شمال الأطلسي، أحد أكثر مسارات الطيران ازدحامًا على كوكب الأرض، وأكثر تواترًا بنسبة 55% في العام 2020، مقارنةً بالعام 1979، والتي وجدت أيضًا زيادات بنسبة 41% فوق الولايات المتحدة القارية. ويتوقع أن يزداد الوضع سوءًا. ومن المتوقع أن يتضاعف أو حتى يتضاعف تواتر اضطرابات الهواء النقي الشديدة بما يكفي للتسبب في إصابات عالميًا بحلول نهاية القرن، وفقًا لدراسة أُجريت في العام 2017. تُعد العواصف الرعدية والسحب الركامية الشاهقة مصدرًا رئيسيًا آخر للاضطرابات الجوية، التي تتجلى بوضوح بالقرب من خط الاستواء. وأوضح بوكانا "أنها مدفوعة بحركة هوائية عمودية قوية، قد تكون مفاجئة وشديدة". لا يُدرج هذا النوع من الاضطرابات الجوية ضمن تصنيفات توربلي لأن الطيارين يميلون إلى تجنبها. تقوم الطائرات باستمرار بمسح العواصف بواسطة الرادار الموجود على متن الطائرة والمعدات الأرضية. وأوضح غاليغو ماركوس أنّ التوقعات الجوية ليست دقيقة دومًا بما يكفي لرصد اضطرابات العواصف الرعدية، كما يمكن للعواصف أن تُولّد أيضًا ثورات لا يمكن التنبؤ بها أو رؤيتها بالرادار. ومن المخاطر، تشكّل عواصف عدّة في ذات الوقت، ما يُعرّض الطيارين لخطر الوقوع بين سحب العواصف الرعدية الضخمة. قد يهمك أيضاً قال روبرت شارمان، كبير العلماء الفخريين في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، إن العلاقة بين التغيرات المناخية المتوقعة والاضطرابات الجوية "مجال بحث نشط للغاية"، مضيفًا في حديثه مع CNN، أنه من الصعب تحديد بيانات مؤكدة. ويؤكد الخبراء أن الطيران لا يزال أكثر وسائل النقل أمانًا. وقال غاليغو ماركوس إن الطائرات مصممة خصيصًا لتحمل حتى الاضطرابات الشديدة، وأن ربط حزام الأمان يعتبر أضمن طريقة لتجنب الإصابة. كما أن فهمنا لهذه الظاهرة يتحسن. وقالت جوانا ميديروس، باحثة الأرصاد الجوية في جامعة ريدينغ، إنه يمكننا الآن التنبؤ بدقة بحوالي 75٪ من الاضطرابات الجوية.