
كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟
نفذت واشنطن ضربات جوية على منشآت نووية إيرانية، مستخدمة قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك، استهدفت فوردو ونطنز وأصفهان، في حين وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهجوم بأنه 'نجاح غير مسبوق'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
ماذا يعني ضرب أميركا لإيران؟
اتّخذ الرئيس الأميركي ترامب قراره بضرب المفاعلات النووية الإيرانية مستخدمًا القاذفات الأميركية " بي-2 سبيريت" المتفوقة عالميًا، وذلك بعد ترقبٍ كبيرٍ وضغطٍ إسرائيلي مُتعاظِم- في الأيام الأخيرة- لدفع الرئيس ترامب للدخول في الحرب الدائرة حاليًا بين إسرائيل وإيران. عجز الطيران الإسرائيلي الحربي عن تحقيق أهداف القضاء الكامل على البرنامج النووي الإيراني، وخاصة مفاعلها النووي في فوردو. وجدت إسرائيل نفسها في مأزقٍ كبيرٍ تخشى من مغبة إطالة الحرب مع إيران، وصور سقوط الصواريخ الإيرانية في العمق الإسرائيلي والتكلفة المادية العالية للتصدي للصواريخ الإيرانية واستنزاف الاقتصاد الإسرائيلي في هذه الحرب ما لم تحقّق أهدافها سريعًا. لذلك كان الضغط الإسرائيلي على الرئيس ترامب واضحًا في الأيام الأخيرة بأنّ عليه التدخل فيما يشبه بتوجيه الضربة القاضية في جولات الصراع. حاول نتنياهو وصقور الحزب الجمهوري تصوير مهمة القضاء على البرنامج النووي الإيراني مهمةً لسيت عصيّةً كما يتصوّر البعض، وأنّ النظام الإيراني هشٌّ جدًّا لن يستطيع الدخول في حرب شاملة ضد المصالح الأميركية في المنطقة. ولعلّ ترامب يعتقد أيضًا أن ردة فعل إيران ستكون شبيهة فعلها حينما اغتالت القوات الأميركية القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني – إبان الفترة الرئاسية الأولى للرئيس ترامب- عندما هاجمت إيران أهدافًا أميركية محدّدة في المنطقة دون الدخول في حرب متهورة شاملة ضد الولايات المتحدة. ليست هذه المرة الأولى للتدخل الأميركي العسكري في إيران، ولكن يستطيع المرء أن يستخلص عدة دلالات إستراتيجية كبيرة لهذا التدخل الأميركي سيكون لها تأثير عظيم في منطقة الشرق الأوسط. الصراع الإسلامي الإسرائيلي هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها دولة إسلامية -غير عربية- في الصراع العربي الإسرائيلي مباشرةً مستهدفةً العمق الإسرائيلي للمرة الأولى منذ نشأة دولة إسرائيل في عام 1948. لقد انتقلت إيران الآن من مرحلة دعم الجماعات العسكرية المناهضة لإسرائيل إلى الدخول مباشرة في حلبة الصراع ضد إسرائيل. لقد أصبحت القضية الفلسطينية الآن فعلًا قضيةً إسلاميةً اُريقت فيها الدماء في طهران، وغيرها من المدن الإيرانية الأخرى. أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو استغلال حرب غزة استغلالًا يمكّنه من السيطرة على منطقة الشرق الأوسط دون أي منافسٍ إقليمي آخر، ولذلك حرص منذ بداية الحرب في غزة على استهداف حزب الله في لبنان وتقليص مقدراته العسكرية تقليصًا كبيرًا، مستفيدًا أيضًا من إزالة نظام بشار الأسد في سوريا -الحليف الإستراتيجي لإيران- ممهّدًا بذلك الطريق للتخلص من البرنامج النووي الإيراني. لا شك أن تعويل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على فوز الرئيس الأميركي ترامب في الانتخابات الأميركية لتحقيق أهداف إسرائيلية إستراتيجية قد آتى أُكله حين استجاب الرئيس ترامب لدعوته بضرب المفاعلات النووية الإيرانية. حرص الرئيس الأميركي ترامب على الدخول في مفاوضات مباشرة مع إيران- استمرت حوالي خمس جولات- لم تثمر في الوصول إلى اتفاق حيال الملف النووي الإيراني. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرئيس الأميركي ترامب أبدى في البداية استعدادًا للقبول بفكرة استمرار إيران في عملية تخصيب اليورانيوم بدرجات أقل للاستخدام السلمي بشروط محدّدة، ولكنه في الفترة الأخيرة مال إلى رأي الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو المطالِبة بحرمان إيران من حق تخصيب اليورانيوم حرمانًا كاملًا، كضمان وحيد يمنع إيران من محاولات إنتاج السلاح النووي. وعلى الرغم من تبني الحكومة الإسرائيلية حاليًا سياسة تغيير النظام في إيران، فإنه من المستبعد حاليًا أن تتبنى الولايات المتحدة الأميركية سياسة تغيير النظام، كما حدث قبل حربها في العراق سنة 2003. يرغب ترامب رغبةً كبيرةً في إرسال رسالة واضحة إلى إيران تشير إلى أن ضرباته الجوية ضد مفاعلاتها النووية، هي عملية اضطر إليها اضطرارًا بعد فشل المفاوضات بينهما. وعليه سيحاول النظام الإيراني قراءة الواقع قراءةً متأنيةً لاختيار أسلوب الرد على الضربات الأميركية بناءً على دبلوماسية الأبواب الخلفية التي ربما بدأت الولايات المتحدة ممارستها حاليًا بالفعل؛ لإيصال رسالة واضحة إلى طهران تفيد بعدم رغبة الولايات المتحدة في تطوير الصراع العسكري بينهما أكثر من ذلك. ويبدو هذا واضحًا من رسالة الرئيس ترامب الأخيرة التي أخبر فيها بضرب المفاعلات الإيرانية، حيث ركّز على ضرورة البدء في عملية السلام الآن، وهي رسالة تحاول فتح صفحة جديدة مع إيران أكثر منها خطابًا لإعلان الحرب عليها- مثلما فعل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش حينما بدأ ضرباته الجوية ضد العراق في مارس/ آذار عام 2003. لا شكّ أن هذه الهجمات الأميركية الأخيرة ستجعل إيران أكثر حرصًا الآن مما مضى على المضي قدمًا لتطوير برنامجها النووي، وإنتاج السلاح النووي مهما كلّفها ذلك من مشاقَّ ومواجهات عسكرية. ضعف النظام الإسرائيلي كشفت هذه الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، حاجةَ الأخيرة الملحّة للدعم العسكري الأميركي المباشر ضد الأهداف الإيرانية، وضعفًا أمنيًا خطيرًا في إسرائيل، مما يجعلها أكثر اعتمادًا على الولايات المتحدة الآن من قبلُ، وربما أكثر عرضةً أيضًا للضغوط الأميركية، خاصة متى ما قرّر الرئيس الأميركي ترامب إنهاء الحرب الدائرة حاليًا في غزة. ولعلّ هذه هي الحرب الأولى في تاريخ إسرائيل التي تخوضها الولايات المتحدة الأميركية معها مباشرةً لتحقيق أهداف مشتركة. سيكون لهذا التدخل الأميركي المباشر لصالح إسرائيل آثاره المستقبلية، ربما في إحداث تقارب إسلامي عربي في المنطقة، مثل التقارب التركي السوري، أو التقارب التركي المصري. لقد أخطأت إسرائيل خطأ إستراتيجيًا فادحًا في توسيع دائرة حربها في المنطقة، بدءًا من غزة إلى لبنان واليمن وسوريا، والآن إلى العمق الإيراني. لقد كشفت الصواريخ الإيرانية هشاشة الأمن الإسرائيلي، وأن التفوق التكنولوجي النوعي الإسرائيلي ليس كفيلًا وحده بجلب الأمن والسلام لشعبها في إسرائيل. ولأول مرة يجد المواطن الإسرائيلي نفسه- في تاريخ الحروب الإسرائيلية الطويلة في المنطقة- مهدّدًا في عقر داره في تل أبيب وحيفا، وغيرهما من المدن الإسرائيلية. بوادر تغيّر الرأي العام الأميركي على الرغم من انشغال الرأي العام الأميركي عمومًا بقضاياه المحلية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وعزوفه عمومًا عن الانفعال والانشغال بالقضايا السياسية الخارجية، فإنّ بعض الحروب الخارجية – مثل الحروب في فيتنام والعراق- قد تركت بصمات واضحة في توجهات الرأي العام الأميركي. الغريب في الأمر ربّما ستسهم الضربات الأميركية الأخيرة ضد إيران في توحيد طرفين أيديولوجيين متناقضين للمرة الأولى في السنوات الأخيرة نحو هدف مشترك، وهو إنهاء الحروب الأميركية نسبةً للتكلفة المالية العالية، خاصةً بعد حربي أفغانستان والعراق، وأثر هاتين الحربين في زيادة الدين الأميركي العام والعجز في ميزانية الدولة لأكثر من عقدين من الزمان. وجدت بعض الأصوات اليمينية المتشدّدة الرافضة للتدخلات العسكرية، لأسباب اقتصادية بحتة، وكذلك التيار الليبرالي اليساري، لدواعٍ إنسانية، أنفسهم مشتركين في هدف واحد يرفض أن تخوض الولايات المتحدة الأميركية حربًا خارجية أخرى مدمرة مثل حربَي العراق أو أفغانستان. لقد أحدثت الحرب في غزة هزة كبيرة في أعرق الجامعات الأميركية مطالبةً بإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة. وبلا شك ستثير الضربات الأميركية ضد إيران انتباه الرأي العام الأميركي للآثار السياسية والمالية العالية لدعم دولة إسرائيل. ولعلّ النقاش الدائر حاليًا في بعض وسائل الإعلام الأميركية المحلية حول دور الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط ووقوفها مع إسرائيل، أمرٌ لم يتعوّد عليه من قبل الرأي العام الأميركي، ممّا يجعل تأثيره مستقبلًا أمرًا جديرًا بالاهتمام. ربما نجح ترامب في الوقت الراهن في امتلاك زمام المبادرة السياسية والعسكرية حيال إيران وضرب مفاعلها النووي في فوردو، إلا أن إيران ما زالت تمتلك الكثير من الأوراق السياسية، والقدرات العسكرية لإطالة أمد الصراع بينها وبين إسرائيل، الأمر الذي لن تستطيع إسرائيل تحمّله.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
ترامب يتساءل: لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام في إيران؟
تساءل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إمكانية تغيير النظام في إيران بعد هجمات عسكرية أميركية على مواقع نووية إيرانية مهمة فجر الأحد. وكتب ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال الأحد "ليس من الصواب سياسيا استخدام مصطلح تغيير النظام، لكن إن لم يكن النظام الإيراني الحالي قادرا على جعل إيران عظيمة مرة أخرى فلم لا يكون هناك تغيير للنظام؟". وفي وقت سابق الأحد، أكد مسؤولون كبار في إدارة الرئيس ترامب أن الغارات الجوية الأميركية على مواقع نووية إيرانية ليست تمهيدا لتغيير النظام، فيما حثت واشنطن طهران على التخلي عن الرد العسكري واللجوء إلى التفاوض. ويأتي ذلك بعد الهجمات الأميركية -فجر الأحد- التي استهدفت 3 منشآت نووية في كل من فوردو و نطنز و أصفهان ، ووصفها ترامب بأنها "ناجحة" وأنها حرمت إيران من القنبلة النووية، فيما نددت طهران بتلك الهجمات وتوعدت بالرد.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
ثلاثة سيناريوهات محتملة بعد الضربة الأميركية على إيران
لم تكن الضربة الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت إيران النووية مجرد تطور عسكري عابر، بل هو تحوّل إستراتيجي في قواعد الاشتباك في المنطقة. فالهجوم، الذي طال مواقع شديدة الحساسية في نطنز وفوردو وأصفهان، لم يأتِ فقط استجابة للضربات الإيرانية ضد (إسرائيل)، بل مثّل إعلانًا أميركيًا بأن مشروع الردع الصهيوني لم يعد وحده كافيًا، وأن واشنطن باتت مستعدة لتجاوز سياسة "الاحتواء المحسوب" إذا اقتضت الضرورة. إيران، من جهتها، لم تتعامل مع الضربة كصفعة مفاجئة بقدر ما رأت فيها اختبارًا متوقعًا، وهي التي أعدّت سيناريوهات متعددة منذ بداية التصعيد. وبرغم حجم التدمير، فضّلت طهران الرد المحدود والمدروس حتى اللحظة، مركّزةً على مسارَين: الأول ميداني عبر قصف مواقع الاحتلال برشقات محسوبة تحمل بصمة تصعيد تقني ورسائل ردعية صاروخية، والثاني قانوني عبر رسائل موجهة لمجلس الأمن الدولي تهدف إلى كسب تعاطف دولي، واستثمار البعد الأخلاقي والسياسي للعدوان. لكن اللافت أن إيران امتنعت- حتى الآن- عن توسيع المواجهة إلى حدود قصوى. لم تغلق مضيق هرمز رغم أنه واحد من أوراق الضغط الإستراتيجية الكبرى، ولم توجّه ضربات مباشرة للقواعد الأميركية في الخليج، فيما يمكن قراءته كمؤشر على نضج في ضبط النفس، وتجنّب خوض حرب شاملة في توقيت قد لا يخدم مصالحها الإستراتيجية. طهران تدرك أن الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة لن يصبّ في مصلحتها، خصوصًا مع حالة الإنهاك الاقتصادي الداخلي، وتراجع مستوى الدعم الشعبي بعد سنوات من العقوبات والتقشف. بيدَ أن القيادة ما زالت تحتفظ بتناغم نسبي مع الشارع، مستفيدة من شعور قومي عام بالتهديد الخارجي. ومع ذلك، فإن استمرار الضغوط قد يفتح الباب أمام أصوات إصلاحية تطالب بإعادة النظر في السياسات الإقليمية، ما يجعل النظام في اختبار مزدوج: الحفاظ على الردع في الخارج، وتفادي التصدّع في الداخل. لكن التراجع أو الانكفاء قد يُفسَّر كإذعان، وهو ما ترفضه طهران التي تسعى لتكريس معادلة جديدة: الردع بالقدرة لا بالانفجار. في هذا السياق، تمضي إيران في حرب استنزاف طويلة الأمد ضد (إسرائيل) بالدرجة الأولى، تعتمد على رشقات صاروخية متقطعة، وهجمات سيبرانية، وربما تحرك محدود في العراق وسوريا ولبنان واليمن حسب المتاح. هذا النمط من الاستنزاف لا يحقق انتصارات سريعة، لكنه يضعف الجبهة الداخلية الصهيونية، ويستنزف اقتصادها، ويعزز صورة إيران كقوة صامدة لا تُكسر بسهولة. كما أنه يمنح محور المقاومة في المنطقة هامشًا معقولًا للمناورة دون انجرار شامل. لكن المشهد الإقليمي صار أكثر ضبابية من أي وقت مضى. فالدول العربية، باستثناء بعض المواقف الإعلامية، غائبة عن التأثير الفعلي. تركيا منشغلة في أولوياتها ومتابعة حذرة لتعقد مشهد ليست بمنأى عنه، ويعيش العراق ولبنان انقسامات سياسية مستنزفة، في حين يعيد النظام السوري ترتيب أوراقه ضمن سياق إقليمي جديد. اليمن وحده يبقى صاحب التأثير القابل للتفعيل، بفضل خبرته القتالية وموقعه الجغرافي على خط الملاحة الحيوي. دوليًا، تكتفي موسكو بالتحذير من الانزلاق إلى حرب كبرى دون إبداء استعداد عملي للتدخل، فيما تعبّر بكين عن قلقها المتزايد من أثر التصعيد على مبادرة "الحزام والطريق" وأمن الطاقة العالمي، ملمّحة إلى أنها لن تبقى محايدة إذا خرجت الأمور عن السيطرة. هذه الإشارات تؤكد أن الضربة الأميركية قد تتجاوز الطابع الثنائي، وأن تداعياتها تمس النظام الدولي ككل. وفي الداخل الأميركي، عمقت الضربة انقسامات لا تقل خطورة. فترامب يحظى بدعم واسع من اللوبيات الصهيونية، لكنه يواجه تحذيرات من داخل المؤسسة الاستخباراتية، ومن الرأي العام المعارض لمغامرات عسكرية جديدة. هذا التناقض يعكس هشاشة الموقف الأميركي أمام استحقاقات المرحلة، ما بين إرضاء الحلفاء الإستراتيجيين، وتجنّب الانغماس في حرب استنزاف غير مضمونة العواقب. وفي ظل هذا التعقيد، تتراوح السيناريوهات المحتملة بين ثلاثة: استمرار الاستنزاف المحدود دون انفجار شامل، وهو السيناريو الأرجح في المدى القصير، أو انزلاق إلى مواجهة كبرى في حال خطأ في الحسابات أو ضربة نوعية مفاجئة، أو تسوية سياسية غير معلنة بوساطات متعددة تضمن خفض التصعيد مقابل ضبط النفوذ الإيراني. هذا الخيار الأخير، رغم ضآلته، لا يزال قائمًا إذا ما تبدلت حسابات واشنطن أو تعرضت (إسرائيل) لضغط داخلي غير متوقع. خلاصة المشهد أن العدوان الأميركي لم يكن حدثًا عسكريًا معزولًا، بل لحظة فارقة في طبيعة الصراع، ونقلة نوعية في اشتباك القوى الإقليمية والدولية. ومع تعقّد العُقدة، بات من الواضح أن الحسم الكامل لم يعد خيارًا ممكنًا، وأن التراجع ليس مطروحًا. المنطقة برمّتها اليوم معلّقة على حافة من نار، لن تُطوى إلا بمعادلة جديدة لا تُفرض بالقوة وحدها، بل بصياغة شراكة أمنية وسياسية تُنقذ الإقليم من انفجار قد يُنهي آخر ما تبقى من الاستقرار الهشّ.