
تحشيدات عسكرية وتهديدات حكومية.. هل تشتبك قوات الدبيبة مع جهاز الردع؟
وتشهد طرابلس تحركات عسكرية في عدة مناطق، منها تحرك قوة تابعة للمنطقة العسكرية بالجبل الغربي بقيادة الفريق أسامة جويلي (المناهض للحكومة) نحو مدينة غدامس بحجة تأمين الحدود.
'تهديدات واستسلام'
وهدد رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبدالحميد الدبيبة المجموعات المسلحة في غرب البلاد، واصفا إياها بعصابات إجرامية تشكل تهديدا للدولة وليس الحكومة وفقط وأنه حان الوقت للقضاء عليها، ومؤكدا المضي في خطة أمنية لتفكيك المليشيات والتشكيلات المسلحة، وإخضاع جميع المنافذ والمطارات والموانئ للأجهزة النظامية للدولة.
وأعلن الدبيبة مجموعة من الشروط من أجل وقف حملته ضد هذه المجموعات، وتلخصت شروطه في: ضرورة تسليم المطلوبين للنائب العام، وإخضاع المطار والميناء والسجون لسلطة الدولة وحل جميع التشكيلات غير الخاضعة للدولة.
وقال موقع 'عربي21' التابع لقطر إن تواصل مع المكتب الإعلامي لحكومة الدبيبة لتوضيح ملابسات هذه التحركات وتفاصيل العملية العسكرية في العاصمة لكنها لم تتلق أي رد من مكتب الدبيبة.
كما تواصلت مع صفحات قوات جهاز الردع في العاصمة للتعليق، لكنها لم تتلق أي ردود بالنفي أوالتأكيد لقرب وقوع اشتباكات مع الحكومة.
فهل تعود الاشتباكات العسكرية من جديد في العاصمة طرابلس بين قوات الدبيبة وجهاز الردع على غرار ما حدث مع قوات 'الككللي'، وما مصير الهدنة؟
'ترتيب نفوذ وزيارة تركيا'
من جهته، قال الأكاديمي الليبي وأستاذ علم الاجتماع السياسي، رمضان بن طاهر إن 'ما يحدث في طرابلس الآن يعكس حالة من التوتر، لكن لا شيء يشير إلى أن هناك قرارا واضحا بالذهاب إلى مواجهة مفتوحة، والتحركات قد تكون مجرد محاولة من الحكومة لفرض نوع من الانضباط أو إعادة ترتيب النفوذ، دون الدخول في صدام مباشر.
وأوضح في تصريحات لـ'عربي21″ أن 'جهاز الردع طرف قوي وله وزن على الأرض، لذلك من المستبعد أن يتم استهدافه بشكل مباشر دون حسابات دقيقة'.
وفي هذا السياق يعتقد بن طاهر أن 'زيارة وكيل وزارة الدفاع عبد السلام الزوبي إلى تركيا على الأرجح مرتبطة بالتنسيق وتبادل الرسائل، خاصة أن أنقرة مهتمة في الوقت الراهن ببقاء حكومة الدبيبة مستقرة، لكنها لا ترغب في مواجهات داخلية تخلط الأوراق'، وفق تقديراته.
وأضاف: 'كل شيء الآن متوقف على قدرة الأطراف على إدارة التوتر، لأن غياب جسم أمني موحد يجعل أي خطوة مفاجئة قابلة لأن تتحول إلى مواجهة أوسع يصعب احتواؤها لاحقا'.
اقرأ أيضا:
طرابلس أمام مرحلة أمنية جديدة.. المنفي والدبيبة يوقعان على مسار مشترك
'استسلام الردع وإلا الحرب'
في حين أكد مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية، شريف عبدالله أن 'اندلاع اشتباكات أمر وارد في أي لحظة، وقرار إنهاء قوة الردع اتُخذ داخل أروقة حكومة الدبيبة ولا رجعة فيه، وإذا حدثت الاشتباكات لن تكون مثلما حدث مع الككلي لكن ستكون قوية ولا يتوقع أن تنتهي بسرعة'.
وكشف لـ'عربي21″ عن 'اجتماع مطول في العاصمة وتدخل من بعض الوسطاء، وتوارد أنباء منه بقبول قوة الردع تسليم القاعدة الجوية والمطار لحكومة الوحدة والعودة إلى معسكرها، إضافة إلى فتح السجون أمام وزارة العدل والشرطة القضائية والمنظمات الدولية، مع تسليم السجناء الموجودين لديها، إلا أنه وحتى الآن، لم يصدر أي موقف رسمي واضح من الحكومة أو من الردع'، كما صرح.
وبخصوص زيارة الزوبي لتركيا قال: 'هدفها أخذ الموافقة لأن الطيران المسير التركي موجود في قاعدة معيتيقة التي يسيطر عليها الردع، وتركيا وبعض الدول المتدخلة في الشأن الليبي لا ترى الآن بالحرب، وتفضل الدفع باتجاه حلول سلمية عبر الضغط على قوة الردع للاستجابة لمطالب وشرود الدبيبة'، كما رأى.
'إضعاف الردع دون حرب'
في حين رأى الناشط السياسي الليبي، أحمد بن ناجي أن 'الدبيبه يسعى جاهدا للإطاحة بقوات الردع بسبب موقفها السابق المؤيد لمحافظ ليبيا المركزي الصديق الكبير، ولكونها المسؤول الأول عن التحشيد للمظاهرات في طرابلس وتحريك الرأي العام واستقبال القوات المتبقية من دعم الاستقرار وحمايتهم داخل معيتيقة وغير ذلك'.
وأكد في تصريحه لـ'عربي21″ أنه 'بإسقاط الدبيبة لجهاز الردع يكون الأول قد أحكم سيطرته على طرابلس بعد الإطاحة بجهاز الدعم والاستقرار، ومن الصعب جدا أن ما حدث مع الككلي يحدث مع كارة، فما يوقف الدبيبة عن بدء عملية عسكرية على الردع هو وقوف الزاوية بكل قواتها بجانب كارة'، وفق معلوماته.
وتابع: 'بعد زيارة زوبي لتركيا ستلجأ الحكومة إلى استعمال أساليب أخرى حتى تضعف الردع حتى يكون إسقاطه دون اللجوء إلى حرب ومن هذه الأشياء فتح مطار طرابلس وإيقاف الملاحة الجوية عن مطار معيتيقة الذي تسيطر عليه الردع'.
'تركيا ترفض التصعيد'
المحلل السياسي الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف قال من جانبه إن 'موقف تركيا رافض لأي تصعيد عسكري داخل العاصمة لكنه لايبدو موقفا حازما معلنا وواضحا، وربما يعود ذلك إلى العلاقات القوية الشخصية للدبيبة الذي تدعمه أنقرة بشكل مستمر'.
وأشار إلى أن 'تركيا لم تشجع أي مسار سياسي يؤدي لتغيير حكومة الدبيبة، وبالنسبة للعلاقات العسكرية والأمنية فهي مرتبة بين طرابلس وأنقرة بموجب اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تعاون مشترك وليس هناك جديد في زيارة وكيل وزارة الدفاع، عبدالسلام زوبي'، وفق كلامه لـ'عربي21'. المصدر: عربي21

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار ليبيا
منذ 9 ساعات
- أخبار ليبيا
ليبيا تحت قبضة الانهيار.. جمهور 'ليبيا 24' يفتح النار: الدبيبة وفساده يبتلعان البلاد
عبدالعزيز الزقم – ليبيا 24 صوت من قلب العاصفة لم يعد الغضب محصورًا في المجالس أو المجموعات المغلقة. فقد تحوّل، من خلال استطلاع للرأي أجرته 'ليبيا 24' عبر منصاتها، إلى عاصفة شعبية عارمة، كشفت هشاشة الوضع الاقتصادي وتآكل الثقة بالحكومة. لم يكن السؤال مجرد: 'هل تمر ليبيا بأزمة اقتصادية جديدة؟'، بل جاء كصفارة إنذار حقيقية: من المسؤول عن الجوع القادم؟ النتيجة؟ غضب جماهيري لا هوادة فيه، تحميل مباشر للمسؤولية لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة وفريقه، وصرخات تكشف واقعًا اقتصاديًا ينهار تحت وطأة الفساد، وغياب الرؤية، والشعارات الفارغة. أرقام الواقع لا تكذب.. لكن من يكذب على الواقع؟ في الوقت الذي يظهر فيه الدبيبة في مؤتمراته الصحفية ببدلات أنيقة، متحدثًا عن 'الإنجازات'، يتداول الليبيون صور شاشات صرف العملات التي تُظهر تجاوز الدولار لحاجز 8 دنانير — وهو مؤشر لا يُخطئ. أزمة متواصلة لا جديدة ليست الأزمة الاقتصادية وليدة اللحظة، بل امتدادٌ لأزمة مزمنة، تفاقمت بفعل سياسات عشوائية، وانحياز واضح لمصالح فئات محددة على حساب الوطن بأسره. المركزي يراقب.. والحكومة تتبختر تغيّر محافظو المصرف المركزي وتبدّلت الوجوه، لكن الدولار استمر في التصاعد، والمواطن استمر في الانهيار. كتب أحد المعلقين على استطلاع 'ليبيا 24': 'المشكلة ليست في الدولار.. بل في منظومة منهارة يتحكم بها الفساد والنهب والجهل.' جمهور القناة لم يُجامل، ولم يلجأ إلى المصطلحات الدبلوماسية، بل قالها بوضوح: 'الدبيبة وحكومته أكبر عملية نصب جماعي في تاريخ ليبيا.' شهادات من نار.. جمهور 'ليبيا 24' يتحدث أبو صلاح: 'ليبيا ليست مقبلة على أزمة.. بل لم تخرج منها منذ 12 عامًا! والدبيبة زاد الطين بلّة.' أبو سيرين: 'قال سوق موازية! هو فيه غيرها؟ العملة في جيب أسماء بالمصرف المركزي. نحن نشتري من السوق السوداء، وهم يضحكون علينا بـ«موازي»!' عبدالسلام الشاهيني: 'تمر بأزمة؟ لا يا سيدي.. تمر بقطيع من السراق والمنافقين. الضنا حرام، وهمّا حرامية.' من المسؤول؟ مربع الخراب الأسود بصراحة غير معهودة، أشار المواطنون إلى من وصفوه بـ'مربع الخراب الأسود': وعلّق أحد المتابعين بمرارة: 'نعيش في دولة وهمية تُدار بالفساد، وتنهار بصمت.' غة الأرقام لا ترحم: ارتطام قادم الأسباب، حسب الجمهور: 'الدبيبة لا يدير حكومة، بل ماكينة لحرق العملة وشحن الغضب.' الميزانية العامة: ثقب أسود في بلد تبلغ موازنته التقديرية أكثر من 100 مليار دينار، لا يرى المواطن منها سوى التضخم والضيق. 'تُنفق الميزانية في الهواء، والمواطن لا يقطف منها سوى الديون'، بحسب أحد المعلقين. الواقع يكشف: متى تنفجر الفقاعة؟ الوضع أشبه بمنزلٍ متماسك ظاهريًا، متصدع في أعماقه. ويرى جمهور 'ليبيا 24' أن الانهيار الاقتصادي أصبح مسألة وقت لا أكثر. 'وهم الدولة الريعية سقط. البترول وحده لا يصنع اقتصادًا، والدبيبة لا يعرف من الاقتصاد إلا مفاتيح التحويلات.' الاحتكار الاقتصادي: نخبة تُفرّغ الدولة لم يعد الاقتصاد حرًا ولا موجّهًا، بل محتكرًا، بحسب تعليقات المشاركين. 'الدولار، الاعتمادات، المشاريع، العقود.. كلها في قبضة مافيا مالية تدور في فلك الحكومة.' أسماء تتكرر، مناقصات تتوزع، والفقراء يدفعون الثمن. الصورة الكاملة: ليبيا ليست دولة بل شبكة مصالح 'نحن لا نعيش في دولة، بل في شركة فاشلة بإدارة لصوص محترفين.' مؤسسات الدولة، بحسب الجمهور، تُدار كمزارع شخصية: 'هكذا تنهار الأمم، لا بالرصاص، بل بالصمت على السُرّاق.' صوت الجمهور.. هل من يسمع؟ لم يكن استطلاع 'ليبيا 24' مجرد تمرين ديمقراطي، بل كان صرخة ونداء تحذير من انفجار وشيك. الجمهور لم يطلب المعجزات، بل فقط: نحن في مرحلة ما بعد الأزمة لم تعد الأزمة الاقتصادية احتمالًا، بل واقعًا يعيشه المواطن يوميًا. ووفقًا لجمهور 'ليبيا 24″، فإن عبد الحميد الدبيبة وحكومته يتحمّلون كامل المسؤولية الأخلاقية، والسياسية، والمالية عمّا آلت إليه البلاد. 'نعيش فوق بحيرة من النفط، لكننا نحيا على بركة من النفاق والسرقة. ليبيا لم تقترب من الهاوية، بل سقطت فيها بالفعل.' يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا


أخبار ليبيا
منذ 10 ساعات
- أخبار ليبيا
الإنتربول الدولي ينفذ عملية ميدانية نوعية في مصراتة
نفّذ مكتب الشرطة الدولية إنتربول طرابلس عملية أمنية ميدانية نوعية تحت اسم 'نبتون – الإصدار السابع' في مدينة مصراتة، وذلك بتعليمات مباشرة من وزير الداخلية المكلف في حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وبإشراف من إدارة مكافحة الإرهاب بمنظمة الإنتربول الدولية. وشملت العملية تنفيذ إجراءات أمنية دقيقة في ميناء ومطار مصراتة، تضمنت تفتيشًا موسعًا وتدقيقًا شاملاً في جوازات السفر ووثائق المركبات والسفن، باستخدام أنظمة إلكترونية متطورة لفحص الأسماء والبيانات الشخصية.


أخبار ليبيا
منذ 4 أيام
- أخبار ليبيا
رغم أحكام القضاء.. دبرز: تكالة هو الرئيس الشرعي ومجلس الدولة منقسم بانتظار انتخابات
دبرز: المشري لا يملك صلاحية دعوة المترشحين ورئاسة المجلس منوطة بتكالة ليبيا – قال بلقاسم دبرز، مقرر مجلس الدولة وعضو المؤتمر العام منذ عام 2012، إن خالد المشري لم يعد رئيسًا للمجلس ولا يملك صلاحية توجيه دعوة باسم المجلس للمترشحين لرئاسة الحكومة الجديدة. المشري خارج الرئاسة وما يقوم به 'عبث' أكد دبرز، في تصريحات خاصة لموقع 'عربي 21″، أن ما يقوم به المشري لا يُعدو عن كونه مخالفة وعبثًا سياسيًا، مشددًا على أن الرئيس الفعلي للمجلس حاليًا هو محمد تكالة. لا اتفاق على آلية لاختيار رئيس الحكومة أوضح دبرز أن مجلس الدولة، رئاسة وأعضاء، لم يتفق حتى الآن على أي آلية لاختيار رئيس للحكومة، وأن المجلس لا يزال يعاني من حالة انقسام داخلي تعرقل التوصل إلى توافق فعلي بشأن الاستحقاقات المقبلة. انتخابات جديدة خلال أسبوعين لإنهاء الانقسام وأشار دبرز إلى أن المجلس مقبل على إجراء انتخابات داخلية خلال أسبوعين، لتجديد الشرعية وانتخاب مكتب رئاسة جديد، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في إنهاء الانقسام الحاصل، وفتح الباب أمام بحث الاستحقاقات المنوطة بالمجلس لاحقًا.