صدر حديثاً للدكتورة هند بنت عبدالرزاق المطيري ديوان شعري في حب الوطن بعنوان «وحبّبت أوطان النساء إليهن» عن كرسي الأدب السعودي.
«وحبّبت أوطان
النساء إليهن»
ومما جاء في إحدى قصائد الديوان:
وطنٌ عظيمٌ يحفزُ الإلهاما
ويزيدُنا حبّا به وهُياما
تزهو الحروفُ بوصفه حتى نرى
وردَ الحروفِ يفتّقُ الأقلاما
زِدنا هُياما أيها الوطنُ الذي
نحيا به ونرجّعُ الأنساما
لولا ثراكَ الغضّ لم يحلو لنا
شعرٌ، ولا كان الكلامُ كلاما
«شرفة آدم: تأملات
في الوجود والأدب»
صدر حديثاً للشاعر والصحافي الأردني حسين جلعاد كتاب «شرفة آدم: تأملات في الوجود والأدب» عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.
ويقع الكتاب في 315 صفحة وهو عمل يجمع بين التأمل الفلسفي والطرح الأدبي، مستعرضاً تجارب ثقافية متنوعة ومحاور أدبية ذات طابع عالمي وعربي، ويتناول موضوعات تتقاطع بين الفلسفة والأدب، ويضيء على تجارب روائية وشعرية، إضافة إلى استكشافات فكرية لمبدعين وكتّاب أثروا الساحة الأدبية العربية والعالمية. ويتضمن أيضاً مقالات نقدية وحوارات صحافية أجراها المؤلف مع رموز أدبية بارزة، إلى جانب تحليلات مستفيضة لأعمال روائية وشعرية.
هذه التأملات تمهد للقارئ منهجية الكتاب، حيث يطرح جلعاد فكرة أن الأدب هو نصف التفاحة المتبقية من المعرفة، وهو الوسيلة التي تعكس صراعات الإنسان وأسئلته الوجودية.
ويضم الكتاب بين دفتيه تأملات في عوالم الأدب، حيث يتناول جلعاد أعمالًا لمبدعين مثل غالب هلسا وأمجد ناصر وأبو الطيب المتنبي وبوبي ساندز وهنري ميلر وإبراهيم نصر الله وإدوار الخراط وسميحة خريس وزياد العناني ورمضان الرواشدة وعبد العزيز آل محمود. كما يقدم حوارات مع شخصيات أدبية وفكرية، منهم قاسم حداد وإلياس فركوح ومحمد بنيس ومؤيد العتيلي وإدواردو سانجونيتي وواسيني الأعرج وتيسير نظمي وشاكر لعيبي وأمير تاج السر وحكمت النوايسة وزياد بركات ومحمد العامري وسيف الرحبي وإسكندر حبش وأحمد راشد ثاني.
ويناقش المؤلف مع أسماء في عالم الكتابة قضايا تتراوح بين دور الأدب في مقاومة الاستبداد، وتأثير الحداثة على الشعر العربي، وخصوصية الرواية العربية في ظل التحولات السياسية والاجتماعية.
«إليك أنتمي»
صدر حديثاً للكاتبة المصرية ريم مراد رواية بعنوان «إليك أنتمي» عن دار كيان للنشر والتوزيع.
ووفق الكاتبة إن الرواية تُثير التساؤلات بدواخلنا ونحن نتتبَّع بطلَتَها من زمانٍ إلى زمانٍ ومن مكانٍ إلى مكان، حتى تصِل بِنا إلى الإجابة عن تساؤل لِمَن نقولُ: «إليك أنتمي».
وهذه الرواية استوحتها الكاتبة من قصة قصيرة كتبتها بعنوان «الجرس»، قصة مليئة بالأحداث والشخصيات، وقالت: «شعرت أني ظلمتها عندما تركتها حبيسة في ملف قصصي القصيرة وبالفعل تحولت إلى رواية «إليك أنتمي».
«كاشغر.. المنافي الباردة»
صدر حديثاً للكاتب الجزائري عزيز فيرم رواية جديدة بعنوان «كاشغر.. المنافي الباردة» عن دار ديير للنشر والتوزيع.
وأحداث الرواية ثلاثيّة (الحب، المنفى والوطن) حيث يتعايش الثلاثة في رحم شتاءٍ باردٍ أبرد من رياح جبال الكاراكورم في عزّ فصل الشتاء.
من أجواء الرواية نقرأ: (يتدثّرُ فؤادك بكلّ صنوف المواجع، ويلتحفُ صدركُ بكلّ ضروب الشقاء، وتفقدُ حاسة شمّ نسائم الحريّة، تعيشُ لاجئاً مغترباً داخل حدود وطنك المسلوب، وترتحل مفزوعاً مقهورًا نحو سراديب المستقبل المجهول، تكابد أمواج الزّمان العاتية وتدفعك طواحين الأيّام إلى فناءات المجاهيل، وتصبح رقماً أساسيّاً وأليماً في معادلة الحياة، يقهرك أبناء دينك وخلاّنك في تحقيق أماني الحياة البسيطة، وتستشزرُ بك خيوط الفتن الدهماءِ والمحن السحماءِ).
أتريد أن تعرف حكاية الطّبيب الشّاب التركستاني قيّوم عبد الأحد خان الذي انتقل من منافي الوطن إلى دهاليز الغربة وعذاباتها (ثمّ عاد)، وكيف واجه عاري الصّدر أشواك الحياة وشقاءاتها، تماهياً كما عاشه أبناء جلدته المناكيد، أتريدُ بحقٍ أن تعرف أكثر عن سفرياته المكوكيّة فوق بساطات الرّياح، وكيف كانت علاقته بوطنه وأبناء عرقه ومصيره بسالبة وجدانه (الهانية جياو زيان)، وهل تريد أن تعلم علاقته بالحسناء (الأويغوريّة ميهراي أكرم جان)، وهل تحققت أحلام شبابه؟، كل ذلك تعيشه عبر عالم روائي سردي فريد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سعورس
نشر في الرياض يوم 09 - 05
«أسرار شعر المحاورة» صدر حديثا للشاعر السعودي خالد العصيمي كتاب بعنوان «أسرار شعر المحاورة» عن دار كيان. والذي يتناول ما يتميز به هذا اللون من الشعر من جماليات وإبداع يتجلى في مقدرة الشاعر اللحظية على الارتجال الفوري، وما يتميز به من ألوان متعددة على رأسها: اللقطة، والمحاورة والمراد وغيرها التي مثلت فنون هذا اللون الشعري. ويمثل هذا الكتاب، مع كتاب المبادع للأديب عبد العزيز النصافي أهم المنجزات الجديدة في دراسة شعر المحاورة الذي يحمل أهمية الكبيرة لدى محبي هذا اللون من الشعر، وهو من الفنون التي يقبل عليها الجمهور بالذات في مناسبات اجتماعية مختلفة مثل الأفراح والأعراس والأعياد وغيرها. «هل ماتت القطة» صدر حديثا للكاتبة الدكتورة البندري إبراهيم الحماد كتاب بعنوان «هل ماتت القطة» عن دار تأثير للنشر. وكتب على غلاف الكتاب أنه دليل عملي لاستكشاف ديناميكيات العمل الحديثة ومهمتها يتناول فصلنا المحوري مثل دور المرأة في البينات المختلطة. وصورة الرجل المهيأ وبأمر أنماط الشخصية والدعاء على أساس الأداء الوظيفي، وكذلك التعامل مع الشخصيات الصعبة وبناء صورة احترافية وتحقيق التوازن بين الحياة والعمل. يناقش الكتاب أيضا كيفية إتخاذ قرارات حاسمة مثل الاستقالة والتعامل مع الرفض أو فقدان الوظيفة، قراءة هذا الكتاب ستمنحك أدوات فعالة للتغيير والتقدم في مسارك المهني. «سواد الليل والعمالقة السبعة» صدر حديثا للكاتبة هنادي أمين كتاب بعنوان «سواد الليل والعمالقة السبعة» عن دار تأثير للنشر. وجاء على غلاف الكتاب أنه قصة بياض الثلج والأقزام السبعة القصة كلاسيكية أشهر من نار على علم، لكن ماذا لو تم العبث في ركائزها الرئيسة؟ ماذا لو لم تكن بيضاء كالثلج؟ ماذا لو استحق سواد؟ ماذا لو ضاعت في غابة مظلمة ملعونة؟ ووقع في القبض على سبعة عمالقة أشرار، وهم يحبونها ويسخرون منها مصالحهم الشخصية، استغلال تلو الآخر؟ ماذا لو وجدت نفسها. كيف ستواجه الذئب الشرس؟ كيف ستهرب من قبضة الصياد الغامض؟ كيف ستعبر الغابة الملعونة التعود إلى قصرها؟ وهل سيتمكن حبيبها من إنقاذها من الموت؟ أم سيكون الأوان قد فات؟. ما رأيكم؟ هل سينجح تصوري المغاير في طرح القصة في قالب جديد؟ «رحيق العمر» صدر حديثا للشاعرة الفلسطينية جوهرة السفاريني ديوان شعري بعنوان «رحيق العمر» عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع. يقع الديوان في أكثر من مائة وعشرين صفحة بواقع ثمانية وستين قصيدة، وكتبت الشاعرة في مقدمة الديوان نعبر تعرجات الزمن، نتكئ على بقايا حلم تراءى على أعتاب سرمدية ليل، نسافر عبر مطبات سنين، تهتز فرائصنا فرقا ونحن نترنح بين تقلبات وتموجات الحياة. أقدام تتعثر على صفحات بحر تائه في جوف محيط، ننهض من كبوتنا لتطرحنا زوبعة عجزت بصارة عن كبح جماحها على شفاه تموجات فنجان وَهْم. ومارد يستوطن قمقمًا يلوّح بعصا الترحال، كلّما اشتد غضب سكون موج. محطات تستوقفنا لا حصر لها، تلطمنا، تسكننا، بل تستوطننا، نجتاز شاخصة مرور لتوقفنا أخرى مخضبة بسواد ألم، فنتكئ على وهن لنمضي إلى أخرى يعتصر جسدها حزن دفين، نغالب مآسينا، نتخبط في مسارات عرجتها نوائب الدهر؛ لتحط رحالنا عنوة في صحارٍ يلفها الضياع. هكذا هي الحياة، لا تكف تنهش أجسادًا ولدت رفاتًا قبل أن تطلق صرختها الأولى في دهاليز فضاءات لا تعرف حدود. بهذه المقدمة المتواضعة الّتي تسكنها عواطف شتى، أقدم لديواني (رحيق العمر).


Independent عربية
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- Independent عربية
مذكرات الموسيقي الحلبي سامي الشوا تشهد على عصر ذهبي
لعل آخر تجليات حضور سامي الشوا يتمثل في صدور مذكراته أخيراً، عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت، بعنوان "مذكرات بلا رتوش"، بإشراف الباحث الكويتي أحمد الصالحي الذي يحقق المذكرات، ويصدرها بمقدمة ضافية، يعرض فيها لمحات من حياة الموسيقي ومقتطفات من مذكراته. تشمل المذكرات سيرة صاحبها الذاتية، وتحدره من عائلة موسيقية عريقة، وتعالقه مع كبار الساسة والفنانين والشعراء، والتكريمات التي حظي بها، ومرجعيته الفنية والموسيقية، مما يجعل منها شهادة على العصر، ونافذة على العالم، ووثيقة تاريخية وموسيقية، وليست مجرد سيرة ذاتية لصاحبها، وفق ما يشير إليه المحقق في المقدمة التي يروي فيها كيفية العثور عليها من قبل شريكه في الاهتمام بسامي الشوا الباحث الموسيقي مصطفى سعيد، لدى الإعلامية مشيرة كامل، وقد وجدتها ضمن مقتنيات والدها المؤرخ الموسيقي محمود كامل. ويذكر الحال التي كانت عليها قبل التحقيق لجهة سقوط صفحات منها، والصعوبات التي واجهته خلاله، والآليات التي اعتمدها فيه، والمصادر التي استعان بها لتدارك الناقص من المعلومات والساقط من الصفحات، مما يعكس حجم الجهد الذي بذله المحقق في عملية التحقيق. ويستفاد من المقدمة والمذكرات التي تمتد على سبعة فصول أن الشوا بدأ مسيرته الموسيقية مطلع القرن الـ20، وأنه بلغ أوج شهرته في العشرينيات منه، وأنه بدأ يدخل في الظل في الخمسينيات، وأنه أخلد إلى الصمت والعزلة في الستينيات. كتاب المذكرات (المؤسسة العربية) السنوي في إطار من الخطية الزمنية، فيذكر الأحداث التي حصلت معه في سنة معينة حتى إذا ما انتهى منها ينتقل إلى أخرى، ولا يعني ذلك أن تكون الثانية متصلة بالأولى، فثمة انقطاع في التسلسل أحياناً، يبلغ ذروته في العقد الأخير من عمره الذي لا تأتي المذكرات على ذكر الأحداث الحاصلة فيه. ولعله يكتفي بذكر السنوات التي شهدت أحداثاً بارزة في مسيرته المهنية، مما يجعل من المذكرات مجموعة سنويات متصلة ومنفصلة، في الوقت نفسه. على أن ثمة إشكالية يطرحها هذا الترتيب تتعلق بنسبة الأحداث إلى السنة التي وقعت فيها، فكثيراً ما يخطئ المتذكر في تحديد السنة الصحيحة، وهذا ما يشي بكتابة المذكرات في مرحلة متأخرة من حياته بدأت فيها الذاكرة تضعف، مما يتداركه المحقق استناداً إلى الصحف والمجلات والمصادر المختلفة، وانطلاقاً من النص نفسه الذي قد تضطرب فيه المعلومات بين صفحة وأخرى، فيقوم بردم الفجوات بين السنين وتدارك ما لم تتم الإشارة إليه في المذكرات. ومن خلال هذا التسلسل المتصل المنفصل للسنين، نتعرف إلى الشوا بدءاً من بداياته، مروراً بتعرضه للضوء ودخوله في الظل، وانتهاء بإخلاده للصمت والعزلة. عائلة موسيقية عريقة يتحدر الشوا من عائلة حلبية الأصل، يتوارث أفرادها حب الموسيقى أباً عن جد، فجده الكبير يوسف يعزف على الكمان، وجده لأبيه إلياس يعزف على القانون، وأبوه أنطون يعزف على الكمان، وأعمامه عبود وحبيب وجورج يعزفون على العود والطبلة والنقرزان تباعاً. ولعل هذا الشغف العائلي بالموسيقى والعزف هو الذي حدا بالعائلة إلى تأسيس نوبة تحمل اسمها، منذ مطلع القرن الـ19، راحت تحيي الاحتفالات، وتهتم بالموشحات الحلبية. هذا التحدر من عائلة موسيقية عريقة، معطوفاً على شهرة الأب أنطون التي طبقت الآفاق في العزف على الكمان، كان لهما أبلغ الأثر في تشكيل ميول الطفل سامي الفنية واستعداداته الموسيقية المبكرة، فهو، في طفولته، قلما مر يوم لم يسمع فيه عزف أبيه على الكمان، مما جعله يعشق تلك الآلة، وينتهز فرصة غياب الأب عن البيت ليختلس التدرب على العزف، حتى تمكن من عزف الآذان المرفوع من الجامع المجاور لمنزله في حلب، وإثارة إعجاب إمام الجامع به. سامي الشوا يعزف في حفلة (من الكتاب) غير أنه كان للأب رأي آخر، فهو ما إن علم بتدرب ابنه على العزف في غيابه حتى بادر إلى تحطيم الكمان كي لا يصرفه العزف عن الدراسة. على أن الشوا يشير، في المقابل، إلى تشجيع أمه له، واحتضانها موهبته منذ البداية، وإطلاقها في حفل عيد ميلاد أبيه، مما فاجأ الأب، وشكل نقطة تحول في موقفه، فأخذ يشرف على تعليمه العزف بنفسه، وأخذت الأسر المسلمة الكبيرة في حلب تدعوه إلى بيوتها، حتى إذا ما نصح المغني المصري يوسف توفيق صديقه الأب بإرسال ابنه إلى مصر لدراسة الموسيقى، يعمل بنصيحته، ويخطو الصبي خطواته الأولى على طريق الشهرة والمجد. المرحلة المصرية في مصر، تأخذ شخصية العازف الصغير بالتبلور شيئاً فشيئاً، ويأتي عزفه في بيوت الأسر الكبيرة ليلفت الأنظار إليه، فيذيع صيته، وتشيد به الصحف، وتنهال عليه دعوات العمل، فيعزف مع حسن حويحي، ومحمد إبراهيم، ويوسف المنيلاوي، وإبراهيم القباني، وعبدالحي حلمي، وسلامة حجازي، وسيد درويش، وداوود حسني، وأم كلثوم، وزكي مراد، وأبو العلا محمد، وغيرهم. وخلال هذه المرحلة المصرية، يلتقي كبار القوم في السياسة (مصطفى كامل، سعد زغلول)، والثقافة (محمد عبده، قاسم أمين)، والشعر (إيليا أبو ماضي، أحمد شوقي، خليل مطران)، والغناء (محمد عبدالوهاب، أم كلثوم). ويؤسس مع منصور عوض مدرسة لتعليم الموسيقى العربية، في عام 1907، في حي الظاهر الذي يقيم فيه، ويقبل عليها المتعلمون، من كل حدب وصوب، ويدخل في التدريس فيها بنفسه. وتنهال عليه عروض شركات تسجيل الأسطوانات فيقبلها، مما يعدد مصادر دخله، ويوسع آفاق شهرته. فيتلقى دعوات من خارج مصر للعزف وإحياء الحفلات، وتكون له جولات فنية، أميركية وأوروبية وعربية، تبلغ ذروتها في عشرينيات القرن الـ20 الذي يشهد ذروة تألقه الفني. حول العالم وإذا كانت مصر قد شكلت المهد الذي تبلورت فيه موهبة الشوا الموسيقية عزفاً وتأليفاً، ومنحته أجنحة الشهرة التي أتاحت له التحليق حول العالم، فإنه لم يدخر وسعاً في تلبية الدعوات التي راحت تنهال عليه من الخارج للعزف وإحياء الحفلات الموسيقية منفرداً أو بالاشتراك مع آخرين. وفي هذا السياق، يحيي في عام 1908 عشرين ليلة فنية في بيروت مع المطرب عبدالحي حلمي، ويعزف في قصور إسطنبول أربعة أشهر عاشها كالملوك. يعزف في حفلات في بيروت مع زكي مراد وأبو العلا محمد في عام 1919، ويتوجه منها إلى دمشق لتحية الملك فيصل. يحيي حفلة في جامع باريس في العام 1927 بدعوة من الملك فيصل نفسه لتعريف الفرنسيين بالموسيقى الشرقية. يقوم بجولة أميركية لبضعة أشهر، في العام نفسه، يحيي فيها كثيراً من الحفلات، ويتعرف إلى بعض فناني أميركا ومشاهير الأدباء العرب فيها، ويقدم صورة مشرقة عن الموسيقى العربية الشرقية، وخلال هذه الجولة يتم تكريمه في نيويورك من قبل الجالية العربية، ويترأس لجنة التكريم جبران خليل جبران، فتنشأ بينهما علاقة وثيقة، يدأب فيها الأخير على زيارته في فندق سان جورج في واشنطن والاستماع إلى عزفه، ويكون في عداد لجنة التكريم إيليا أبو ماضي وعبدالمسيح حداد وسلوم مكرزل وآخرون. يقوم بجولة أميركية أخرى لثمانية أشهر، في عام 1932، يلتقي خلالها عازف الكمان الأميركي المشهور جاسكا هايفتس، ويقوم في العام نفسه بجولة على بعض مدن أميركا الجنوبية (ريو دي جنيرو، ساو باولو، مونتيفيديو) ويحيي فيها عدداً من الحفلات. وفي طريق العودة إلى مصر، يعرج على الفاتيكان، ويعزف مقطوعة في إذاعته، الجمعة الحزينة، ما يشكل خروجاً على التقاليد الفاتيكانية، ويزور البابا. على أنه لا بد من الإشارة، في هذا السياق، إلى أن رحلة الشوا الموسيقية الأخيرة كانت إلى أميركا، واستمرت من عام 1952 حتى عام 1955، عاد بعدها إلى مصر ليدخل في عزلة إعلامية وفنية لا سيما بعد سقوط العهد الملكي الذي كان يعد أحد المقربين منه. تكريمات مختلفة جرى تكريم الشوا في مصر وخارجها، فكرمه الملك فؤاد في عام 1927، والجامعة الأميركية في بيروت في عام 1929، والملك فيصل في بغداد في عام 1931، وباي تونس في عام 1932، وغيرهم. وفي المقابل، لقد جرت عليه نجاحاته حسد الحاسدين وكيد الحاقدين، فتربصوا به غير مرة، خلال مسيرته الطويلة، لكنه استطاع أن يرد كيدهم إلى نحورهم. وعلى شمول المذكرات أنشطة الشوا المختلفة عزفاً وتأليفاً وتدريساً وتسجيلاً، فإنها أغفلت أنشطة أخرى ذات طابع تجاري أو سينمائي، وهو ما يشير إليه المحقق في خاتمة الكتاب بهدف سد الفجوات الناجمة عن هذا الإغفال. "مذكرات بلا رتوش "تضيء السيرة الذاتية لصاحبها، وتطل من خلالها على المشهد الموسيقي العربي، في النصف الأول من القرن الـ20. وبذلك، تجمع بين طريف السيرة وتليد التاريخ، وتستحق القراءة بامتياز.


Independent عربية
٢٨-٠٢-٢٠٢٥
- Independent عربية
مختارات قصصية لطالب الرفاعي تغطي 30 عاما من السرد
يحضر طالب الرفاعي في المشهد الثقافي الكويتي والعربي، قاصاً وروائياً وباحثاً، عطفاً على نشاطه في إحياء محترفات الكتابة وإلقاء المحاضرات. وقد تُرجِمت روايات عدة له إلى لغات أجنبية مختلفة، وقد صدرت له حديثاً مختارات قصصية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، بعنوان "ضوء كويتي". ولعل الرفاعي الحريص على التجديد والتجدد يقول في توطئة المختارات: " حرصت دائماً على أن يكون كل إصدار جديد لي إضافة إيجابية لرصيدي عند القارئ، وإلا فلا داعي له" عام 1992 أصدر الرفاعي مجموعته القصصية الأولى "أبو عجاج طال عمرك"، وقد حصل ذلك، بعد 14 عاماً من نشر قصته الأولى "إن شاء الله سليمة"، في جريدة "الوطن" الكويتية، في الـ17 من يناير (كانون الثاني) 1978. وعام 2024 أصدر مجموعته القصصية الأخيرة "متتاليات الدكتور نازل". وبين الأولى والأخيرة ثماني مجموعات أخرى، مما يجعل عدد المجموعات القصصية التي أصدرها، خلال 32 عاماً، مجموعات، تمتاح حكاياتها من دوائر ثلاث، الأسرة، والوطن والعالم. والمختارات التي بين أيدينا لا تشذ عن هذه القاعدة، وقد اختارها الرفاعي من تسع مجموعات، بعدد قصتين اثنتين من كل مجموعة، مما يجعلنا إزاء 18 قصة مختلفة، في الشكل والمضمون، تعبّر عن تجربة جمالية مؤثّرة، تقوم على أصالة الشكل وبلاغة النوع وحداثة التجربة، على حدّ إشارة شهلا العجيلي في تقديمها المختارات. منظورات مختلفة المختارات القصصية (المؤسسة العربية) يتناول الرفاعي العلاقات الأسرية في العالم المرجعي المختص، من منظورات مختلفة، فيتناولها من منظور المجتمع الذكوري، في قصة "لحية وشارب" المؤلفة من مشهد قصصي واحد، تقوم قصصية القصة فيه على التناوب النصي بين الوقائع المعيشة والذكريات المستعادة. وتقوم حكائيتها على رصد العلاقة غير المتكافئة بين الرجل أباً وزوجاً، والمرأة ابنةً وزوجة، في المجتمع الأبوي، فالأب يُكرِه ابنته على ارتداء الحجاب تحت طائلة حرمانها من المدرسة، والزوج يُكرِهها على النقاب تحت طائلة حرمانها من الجامعة، ويبتزها مالياًّ، ولا يتورع عن صفعها، حين تدعو الحاجة. غير أن المرأة الواقعة عليها هذه الممارسات الذكورية لا تستسسلم لواقع الحال، وتجترح آليات المقاومة والمساومة، وتحصل على بعض ما تريد. ويتناول القاص العلاقات الأسرية، من منظور التفكك الأسري، في قصة "ليلة باردة" التي تقول استحالة جبر ما انكسر، وحتمية تغيّر العلاقة بتغيّر وظيفتي طرفيها، ذلك أن اتفاق الزوجين المطلّقين، منذ سبعة أعوام على قضاء ليلة حارة في فندق، بعد عودة الطليق من السفر، يبوء بالفشل، فحين يخرج الزوج من الحمام، بعد اغتساله، يجد الطليقة غارقة في نومها، ويتذكر زواجها من غيره، فيغادر إلى غير رجعة، وبذلك، تتحول الليلة الحارة إلى ليلة باردة. يتناولها من منظور التضامن الأسري في قصة "أغمضي روحي عليك"، فالمرأة العجوز في القصة مهووسة بكل ما يتعلّق بأفراد أسرتها، تقلق عليهم إذا تأخروا في العودة إلى البيت، وتحرص على تناولهم الطعام، وتتدخل في شأن كل منهم، وتجترع غصة اختفاء ابنها في غزو الكويت. وفي هذا السياق تشكل الذكريات الأسرية التي يحتفظ بها الابن المختفي آلية دفاع ضد السجّان الذي سامه محتلف صنوف العذاب. وهنا، تقوم قصصية القصة على الترجح بين الوقائع والذكريات، والتناوب بين السرد والحوار، وتعدّد المشاهد القصصية، وتعدّد الصوت الراوي. الكاتب طالب الرفاعي (صفحة الكاتب - فيسبوك) ويتطرق الرفاعي إلى العلاقات الأسرية من منظور ضغط الحياة المعاصرة، في قصة "ليلة أخرى"، فانشغال الزوج بهموم العمل، وانخراط الزوجة في تدبير المنزل، يحولان دون قيام علاقة زوجية منتظمة بينهما، فكلّما اتفقا على النوم معاً يحدث ما يحول دون ذلك، ويتأجل الأمر إلى ليلة أخرى. ويتناولها من منظور الاستئثار العائلي، في قصة "كرسي 3"، ذلك أن بطل القصة الذي يشغل كرسي إدارة الشركة العائلية، المصاب بسرطان الحنجرة، يرفض التنازل عن كرسيّه، خشية أن يؤول لأحد إخوته، مقدّماً المنصب على صحته، ظناً منه أنه سينقذه من المرض. منظومة قيم يمتاح الرفاعي حكاياته من بيئة العمل الكويتية، ومنظومة القيم الاجتماعية، ففي القصص المستوحاة من الأولى، نقع على قصة "قرب المدخل" المؤلفة من مشهد واحد، والمستوحاة من بيئة العمل المكتبي، وفيها يحذّر من خطأ الأفكار المسبقة والأحكام الجاهزة، المقترنة بهذه الوظيفة أو تلك، ذلك أن مدير شؤون الموظفين يضيق ذرعاً بالخادم العجوز الذي يتلكّأ في التعبير عما يريد، ويظن أنه يريد مساعدة مالية، فيخرج من جيبه خمسة دنانير ليعطيه إياها، حتى إذا ما أخبره الخادم أن ابنه طالب الهندسة المتفوق قد أودى به الانفجار الأخير أمام مدخل الجامعة، أُسقِط في يد المدير، وارتخت ذراعاه، وسقطت الورقة النقدية من يده، واكتشف بعد فوات الأوان أن الخادم إنسان قبل أن يكون طالب مساعدة. وبذلك، تقول القصة خطأ الحكم على الناس استناداً إلى الصور النمطية المكونة عنهم. وفي "كرسي 4"، يفكك الرفاعي عقدة السلطة المتحكمة ببعض رؤساء العمل، ويسخر، على شيء من المبالغة، بفوقيتهم وتوخيهم المظاهر الخاوية في التعبير عنها، ما يعكس خواءهم الداخلي، ذلك أن رئيس مجلس الإدارة في الشركة يستدعي نجاراً، ويطلب منه صناعة كرسي كبير له يميّزه عن سائر الأعضاء، ويجعل رأسه يقترب من سقف الغرفة، بحيث يراهم أصغر منه حين ينظر إليهم من فوق، وفاته أنه، هو بدوره، سيبدو صغيراً حين ينظرون إليه من تحت. وبذلك، تقول القصة إنه كما ترى الآخرين يرونك. وفي "قهوة مرة"، يفكك الرفاعي أعطاب صرف النفوذ الإداري وتوخّي الواسطة في اتخاذ القرارات والتراجع عنها، من خلال رصد الصراع بين مدير الإدارة ورئيس القسم في مركز العمل حول الفراش، واستخدام كل منهما علاقاته لحسم الصراع في مصلحته. غير أن تدخل الوزير، في نهاية المطاف يحسمه في مصلحة أحد المتصارعَيْن. والمفارق أن الصراع يتمحور حول مسألة غير مستحقة، وبذلك تقول القصة إن "الجنازة حامية والميّت كلب"، على حد تعبير المثل الشعبي. وفي قصص منظومة القيم الاجتماعية، تقول قصة "شمس" بأسلوب فانتازي غرائبي استحالة العودة إلى الوراء، واتجاه التغيّر في سلم القيم دائماً إلى الأمام، بمعزل عن صحة هذا الاتجاه أو عدمه، فراشد الذي يضيق ذرعاً بقيادة السيارات يشتري حماراً يجهزه بأدوات حديثة لينتقل به إلى مركز عمله، وتكون المفارقة أنه حين يصل إلى المركز يفاجأ بأن موقف السيارات قد تحوّل إلى موقف للحمير، مما يعني أن الضيق بنمط الحياة العصرية ليس وقفاً عليه. غير أن موت الحمار، بفعل شمس الكويت في أغسطس (آب)، يشكّل إشارة قصصية إلى استحالة العودة إلى الوراء. وفي السياق نفسه، يشكل اختلال سلم القيم الناجم عن اكتشاف البترول، وتداعياته المدمرة على الطبيعة والإنسان، موضوع قصة "الواجهة البحرية"، التي يختلط فيها الواقع بالفانتازيا، والعادي بالغرائبي، ذلك أن ناصر الذي دأب كل ثلاثاء على اللجوء إلى البحر ليدفن همومه فيه، يطلع له البحر، ذات ثلاثاء، ويشكو هجر الناس له، وانصرافهم عنه إلى البترول، وتعديهم عليه بالتوسع العمراني، حتى إذا نهض الكويتيون، ذات صباح، وجدوا أن البحر قد رحل. وهكذا، تقرع القصة جرس إنذار بخطورة العبث الإنساني بالطبيعة، ولعلها تفعل ذلك بعد فوات الأوان. العولمة والعمالة يتناول القاص تيمتي العولمة والعمالة الأجنبية، فيرصد التحولات الناجمة عن الأولى، ويقص المعاناة الناتجة عن الثانية. على أنه من الضروري الإشارة، في هذا السياق، إلى تداخل الدائرتين الوسطى والكبرى في القصص ذات الصلة، فحين يعجز بطل القصة عن تحقيق أحلامه في الدائرة الوطنية، يحققها في الدائرة العالمية، كما نرى في قصة "شهادة تاون" التي تقوم قصصيتها على تعاقب مجموعة من المشاهد القصصية التي تفصل بينها فجوات زمنية، تطول أو تقصر حسب مقتضى الحال. وتقول إن نجاح الإنسان ليس منوطاً بالإطار المحلي الذي يعيش فيه بل قد يتعدّاه إلى الإطار الخارجي الذي يسافر إليه، ذلك أن فصل نازل من الجامعة في بداية القصة هو بمثابة إلقاء جلمود صخر على صفحة بركة راكدة، تنداح عنه دوائر كثيرة، فيسافر مع صديقه الراوي للدراسة في جامعة شهادة تاون الأميركية، ويحققان النجاح الذي يحلمان به، ففي زمن العولمة ليست ثمة حدود تحول دون تحقيق الأحلام، وفي الزمن نفسه قد تتغير الأولويات في سلّم القيم الاجتماعي، فيتقدم الهاجس المالي على الفكري، كما نرى في قصة "بخور كيو أيت" التي هي عبارة عن مجموعة مشاهد قصيرة، متعاقبة. يتحول فيها نازل وصديقه الراوي من إدارة معهد استشارات فكرية إلى تأسيس شركة لتجارة البخور، ويحققان أرباحاً طائلة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يتناول الرفاعي تيمة العمالة الأجنبية في الخليج العربي، واصطدام الأحلام بالوقائع القاسية، كما نرى في قصة "بشراوي... رانجي" التي تقوم قصصيتها على صوتين راويين، يروي كل منما حكايته، وعلى المقابلة بين الحكايتين اللتين تتكاملان في التعبير عن معاناة العاملين، فرانجي، الخادمة الهندية الفقيرة، تُضطر إلى ترك أولادها الصغار في عهدة عمتهم، وتدفع من جسدها لمدير مكتب العمل المحلي ثمن الحصول على فرصة العمل، وتعاني البعد عن عائلتها. وبشراوي، السائق المصري، لا يجد الوقت والمال لشراء الهدايا لأفراد أسرته الذين ينتظرون عودته بسقف توقعات مرتفع، في الوقت الذي يدفع فيه رب عمله ما يعادل ضعفي راتبه ثمناً لحذاء، مما يطرح الهوة الطبقية بين المقيمين والوافدين. وفي السياق نفسه، يرصد الرفاعي الاستغلال الذي يتعرض له بعض العمال الأجانب من قبل العامل المحلي، بالتواطؤ مع رب العمل، كما نرى في قصة "أبو عجاج طال عمرك"، فالعامل المحلي أبو عجاج هو مجرد مراسل في قسم إداري، يشغل وظائف عدة في آن، ويأتي لكل منها بعامل آسيوي، يمنحه جزءاً يسيراً من راتب الوظيفة ويحتفظ بالباقي لنفسه، ويمارس نوعاً من "الفهلوة" بعلم رؤساء العمل الذين يغطونه مقابل خدمات خاصة يقدمها لهم. وهكذا، تطرح القصة الاستغلال داخل الشريحة الاجتماعية نفسها، والفساد الإداري الذي يشكل شاهد زور على هذا الاستغلال. واقع غرائبي وإذا كان القاص في القصص الآنفة يأخذ من الواقع الحقيقي، الأسَري والوطني والعالمي، فإن ثمة قصصاً أخرى في المختارات يستوحي فيها الواقع الغرائبي، كما نرى في "ابتسامات" التي يقرر بطلها وصديقه الراوي فتح محل لشراء وبيع ابتسامات المسؤولين والمشاهير، وفي "بالونات" التي يرى فيها الراوي أو يتخيل الناس ينتفخون كالبالونات ويطيرون وينفجرون، وفي "ليال" التي يقوم فيها البرج بالتجول في المدينة، ويشاهد الموبقات فيها، حتى إذا ما قرر العودة إلى مكانه، تحذره الشرطة من الكلام عن مشاهداته، ويُحكَم عليه بالحبس قرب الشاطئ، مدى الحياة، فيلمّ به الحزن والهزال. وفي "مرآة الغبش" التي تقول بخلل العلاقة بين سمحان الغريب الأطوار والراوي العادي ودفع المخلّ بها الثمن، يدفع الثاني ثمناً غالياً حين يحنث بالعهد الذي قطعه للأول بعدم مسّ الشابة المطلقة الجميلة بلقيس، فيفقد عضوه الذكري بينما يختفي سمحان من الوجود. هكذا، نكون إزاء واقع غرائبي، هو الوجه الآخر للواقع العادي في المختارات، وكلاهما يشكل المصدر الذي يستوحي منه طالب الرفاعي حكاياته، ويضعها في أطر قصصية حديثة ومتنوعة، فيجمع بين اجتماعية الحكاية وحداثة القصة.