انسحاب أمريكي مفاجئ من قاعدتين استراتيجيتين شرق دير الزور
تحدث السفير الأميركي في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، عن ملامح السياسة الأميركية المستقبلية في سوريا، مؤكداً أن بلاده تتجه نحو نهج جديد يختلف جذرياً عما كان متبعاً في العقود الماضية.
وقال باراك في مقابلة مع قناة "NTV" التركية: "سياساتنا الحالية تجاه سوريا لن تشبه السياسات خلال المئة عام الماضية، لأن تلك السياسات لم تنجح".
وأكد باراك أن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) حليفاً رئيسياً، وقال: "قسد هي حليف بالنسبة لنا، والدعم المقدم لهم هو دعم لحليف، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة للكونغرس الأميركي"، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة توجيه هذا الدعم نحو دمجهم في جيش سوريا المستقبلي، مضيفاً "يجب أن تكون توقعات الجميع واقعية، ونعمل على دمج وحدات حماية الشعب الكردية ضمن البنية العسكرية الجديدة في سوريا".
وكشف المبعوث الأميركي عن توجه بلاده لتقليص وجودها العسكري في سوريا، قائلاً: "من 8 قواعد، سينتهي الأمر بقاعدة واحدة فقط"، في إشارة إلى نية واشنطن إعادة تموضع قواتها، مع الحفاظ على دعمها لحلفائها المحليين وتنسيقها مع شركائها الإقليميين.
كما أشاد باراك بجهود الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان في الملف السوري، مشيراً إلى أن "الرئيس ترامب والرئيس أردوغان قاما بعمل مذهل، وقال ترامب إنه سيمنح الحكومة السورية الجديدة فرصة، ولم يكن أحد يتوقع ذلك".
تحرك مفاجئ أميركي
وتأتي تصريحات باراك، بالتزامن مع انسحاب ميداني مفاجئ نفذته القوات الأميركية خلال الساعات الماضية، من قاعدتين عسكريتين بارزتين في ريف دير الزور الشرقي، هما قاعدة حقل العمر النفطي ومعمل كونيكو للغاز، الواقعتين ضمن مناطق تسيطر عليها "قسد".
وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فقد بدأت عملية الانسحاب بشكل تدريجي منذ 18 أيار/مايو، قبل أن تتسارع في الأيام الأخيرة، وسط تحليق مكثف لطيران "التحالف الدولي".
ويُعد حقل العمر أكبر قاعدة أميركية في سوريا، وكان قد تعرّض مع كونيكو لاستهدافات متكررة من ميليشيات موالية لإيران خلال العامين الماضيين.
قسد تملأ الفراغ
وسارعت وحدات "الكوماندوس" التابعة لـ"قسد"، إلى التمركز في المواقع التي أُخليت، في إطار تنسيق أمني مع التحالف الدولي.
وأكدت مصادر محلية، أن العمليات العسكرية المشتركة ضد خلايا تنظيم "داعش" ستتواصل انطلاقاً من قاعدة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، والتي لا تزال تحتضن وجوداً أميركياً نشطاً.
ويُعتقد أن إعادة تموضع القوات تأتي ضمن خطة لتقليص الوجود العسكري وتحويله إلى دعم لوجستي واستخباراتي محدد، مع الحفاظ على فعالية مواجهة التنظيمات المتطرفة.
فراغ أمني محتمل
ويثير الانسحاب الأخير مخاوف من احتمال حدوث فراغ أمني خطير في المنطقة، في ظل هشاشة الوضع الأمني وتنامي نشاط خلايا "داعش" في البادية السورية ومحيط دير الزور.
كما تخشى مصادر محلية من أن تستغل الميليشيات الموالية لإيران الفرصة لتعزيز انتشارها في محيط نهر الفرات، ما قد يغير من توازنات السيطرة في الشرق السوري، سيما أن الانسحاب الأميركي يأتي في وقت حساس، إذ تلوح في الأفق مؤشرات على اتصالات بين "قسد" والحكومة السورية، لبحث ترتيبات أمنية وإدارية محتملة في حال تراجع الدور الأميركي أكثر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 25 دقائق
- LBCI
ترامب: الرئيس الصيني عنيد ويصعب إبرام اتفاق معه
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الرئيس الصيني شي جين بينغ عنيد و"من الصعب للغاية إبرام اتفاق معه". وذكر ترامب في منشور على موقع تروث سوشيال: "أحب الرئيس الصيني شي، لطالما أحببته وسأظل، لكنه عنيد للغاية ومن الصعب للغاية إبرام صفقة معه".


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
الدولار يتراجع مع تصاعد توترات التجارة قبيل بيانات الوظائف
تراجع الدولار اليوم الأربعاء مع ترقب السوق بيانات توظيف أميركية بينما تنتظر التطورات في مفاوضات الرسوم الجمركية التي يجريها الرئيس دونالد ترامب مع شركاء تجاريين رئيسيين. منحت إدارة ترامب الدول مهلة حتى اليوم الأربعاء لتقديم أفضل عروضها بشأن التجارة، وهو نفس اليوم الذي يبدأ فيه رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى المثلين لتصبح 50%. ومن المتوقع أيضا أن يجري ترامب مكالمة هذا الأسبوع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بعدما تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاك اتفاق الشهر الماضي بشأن الرسوم الجمركية، وفقًا لـ " رويترز".


ليبانون ديبايت
منذ ساعة واحدة
- ليبانون ديبايت
ماسك يعصف بحلم الدولة... مُخلّص واشنطن يتحوّل إلى كابوسها الأكبر!
لم يمضِ عام على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تشرين الثاني 2024 تعيين الملياردير إيلون ماسك على رأس مبادرة لإصلاح كفاءة الإدارة الأميركية، حتى بدأت الأصوات تتعالى في واشنطن ووسائل الإعلام لوصف هذه المبادرة، المعروفة باسم "دوج" (DOGE)، بـ"الفشل المدوي"، وفق صحيفة "إيكونوميست". المبادرة التي روّجت لها شخصيات بارزة في عالم المال والأعمال، على رأسهم شون ماغواير من شركة "سيكويا"، وبيل أَكمان من "وول ستريت"، قُدّمت كخطوة تاريخية لإصلاح البيروقراطية الفدرالية "المتعفّنة". حتى السيناتور التقدمي بيرني ساندرز منحها دعمه "الحذر"، مشيرًا إلى الهدر الفادح في ميزانية الدفاع الأميركية. لكن في 28 أيار، أعلن ماسك استقالته عبر منشور مقتضب على منصته "إكس"، تبعها انسحاب اثنين من أبرز مساعديه: ستيف ديفيس وكاتي ميلر. وبعد يومين، ظهر ماسك إلى جانب ترامب في مؤتمر صحافي، وقد ظهرت على وجهه كدمة واضحة تحت عينه، زعم أنها نتيجة "لكمة من ابنه الصغير"، قبل أن يتسلّم "مفتاحًا ذهبيًا" من ترامب احتفالًا بـ"تقاعده" مع وعود بمواصلة دوره كمستشار. ماسك وعد في بداية المشروع بتوفير تريليوني دولار من الإنفاق الحكومي، وبدأ بخفض المساعدات الخارجية وتسريح عشرات الآلاف من الموظفين. لكن هذا لم يؤثّر فعليًا على الميزانية العامة. فوفق "إيكونوميست"، فإن أرقام الإنجاز التي روّج لها البرنامج – نحو 175 مليار دولار – لا تزال موضع شك، والبيانات الرسمية تُظهر استمرار الإنفاق الفدرالي في التصاعد. مقاربة ماسك للإصلاح اصطدمت بانتقادات حادة، بعدما تبنّى نظريات مؤامرة مثل وجود "موظفين وهميين" و"مخيمات مشرّدين داخل المباني الحكومية"، واتُّهم باستهلاك عقاقير مهلوسة مثل الكيتامين، بحسب تقرير نقلته "نيويورك تايمز"، وهو ما نفاه ماسك مع إقراره بالاستخدام "أحيانًا". طرد عشرات الآلاف من الموظفين فجّر دعاوى قضائية بالجملة، وعطّل قدرة الدولة على متابعة ملفات الفساد فعليًا، فيما عاد كثير من المطرودين بقرارات قضائية حمَتهم من الفصل. ووفق الباحثة الصحية بروك نيكولز من جامعة بوسطن، فإن تخفيض المساعدات الخارجية قد يؤدي إلى وفاة أكثر من 300 ألف شخص حول العالم، من بينهم 200 ألف طفل. طريقة إدارة "دوج" أثارت الذعر داخل المؤسسات الفدرالية، مع اتهامات بأن مستشاري ماسك حاولوا ترهيب الجهاز البيروقراطي عبر السيطرة الرقمية على الأنظمة. وفي حادثة صادمة، أعاد القضاء فتح معهد الولايات المتحدة للسلام بعد إغلاقه القسري من قبل "دوج"، ليعثر الموظفون عند عودتهم على آثار مواد مخدرة في المكاتب. رئيس مؤسسة "الشراكة من أجل الخدمة العامة"، ماكس ستير، قال إن الفكرة بأن الحكومة بحاجة للتحديث "صحيحة جدًا"، لكن ما فعله ماسك جعل من أي إصلاح مستقبلي مهمة شبه مستحيلة. فبدل أن يكون رمزًا للتجديد، تحوّل ماسك – بحسب إيكونوميست – إلى عبء ثقيل على أي محاولة جادة للإصلاح.