logo
اليوم العالمي للتراث 2025.. الإمارات نموذج في صون الإرث الحضاري

اليوم العالمي للتراث 2025.. الإمارات نموذج في صون الإرث الحضاري

تم تحديثه الجمعة 2025/4/18 12:02 م بتوقيت أبوظبي
يحتفل العالم يوم 18 أبريل/ نيسان 2025 بيوم التراث العالمي، الذي يهدف إلى تعزيز الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي.
هذا اليوم الذي أقرّه المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) تحت رعاية منظمة اليونسكو، يُعد مناسبة سنوية للاحتفاء بالمواقع الأثرية والتاريخية، وللتأكيد على ضرورة حمايتها من التهديدات التي تواجهها.
تعود جذور يوم التراث العالمي إلى عام 1972، عندما تم إقرار اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي من قبل المؤتمر العام لليونسكو في باريس.
وقد تم تحديد هذا اليوم بشكل رسمي ليكون فرصة عالمية لتسليط الضوء على أهمية المواقع الأثرية التي تمثل ذاكرة الشعوب وتاريخهم، وتسهم في بناء هوية الأمم.
في العديد من الدول، تتنوع الفعاليات التي تُنظم في هذا اليوم، وتُسهم في نشر ثقافة الحفاظ على التراث.
وتحتفي دولة الإمارات باليوم العالمي للتراث، مؤكدةً دورها الريادي في صون الموروث الإنساني.
يأتي هذا الاحتفاء انطلاقاً من التزام الإمارات باتفاقية اليونسكو لحماية التراث العالمي التي انضمت إليها عام 1972، واستراتيجية وطنية متكاملة تُعنى بتوثيق ودعم العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، لتعزيز الارتباط بالهوية الوطنية والمساهمة في مسيرة التنمية المستدامة.
وأكد اللواء فارس خلف المزروعي، رئيس هيئة أبوظبي للتراث أن دولة الإمارات تؤدي دورا بارزا في صون التراث العالمي.
وقال في كلمة بمناسبة "اليوم العالمي للتراث" الذي يصادف 18 أبريل من كل عام، إن الاحتفاء بهذه المناسبة يمثل دعوة عالمية مشتركة لحماية الموروث الإنساني والتعريف به في مختلف المحافل، بما يتماشى مع الهوية الوطنية لكل شعب والخصوصية الحضارية لكل مجتمع.
وأضاف أن الاحتفال بهذه المناسبة يأتي من منطلق الالتزام الوطني بإبراز الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في الحفاظ على التراث ودعمه على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث تعد سباقة في صون تراثها وهويتها، كما تواصل جهودها البارزة منذ مصادقتها على اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي التي أقرّها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عام 1972.
وقال إن الهيئة تلتزم بالرؤية الوطنية للتراث بوصفه أحد أعمدة الهوية ويعكس ما تتمتع دولة الإمارات من عمق حضاري، كما يعد محوراً أساسياً في جهود التنمية المستدامة.
وأضاف أن هيئة أبوظبي للتراث تعمل وفق إستراتيجية متكاملة للحفاظ على التراث والسنع الإماراتي، بما يرسخ قيم هويتنا الوطنية وعاداتنا التراثية الأصيلة، ويوثق تراثنا من خلال إجراء الدراسات والبحوث، مشيراً إلى أن هذه الجهود تدعم التراث الغني للإمارة، وتعزز حضوره وتأثيره، حيث يمثل الاحتفال بهذه المناسبة تأكيداً للالتزام الوطني بإبراز جهود دولة الإمارات في استدامة التراث ودعمه على الصعيدين المحلي والدولي.
وفي مصر، يتم تنظيم معارض لصور ونماذج للآثار المصرية القديمة في المتاحف، وكذلك محاضرات تعليمية حول أهمية الترميم المستدام للمواقع الأثرية. أما في المغرب، فتستضيف جامعة القرويين حلقة نقاشية تركز على دور المجتمعات المحلية في حماية المواقع التراثية، خصوصًا في ظل التحديات التي تطرأ من التوسع الحضري والنمو السكاني.
وفي فرنسا، تقوم اليونسكو بتنظيم سلسلة من الفعاليات التي تشمل معارض تفاعلية وندوات علمية حول تقنيات الحفاظ على التراث، وكيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل المسح ثلاثي الأبعاد لدعم جهود الحفظ.
وتُواجه المواقع التراثية في العصر الحالي العديد من التهديدات، أبرزها التغيرات المناخية، والنزاعات المسلحة، وزحف التنمية الحضرية، مما يعرض الكثير منها للتدمير أو التدهور.
لذلك، يركز يوم التراث العالمي على حماية التراث في ظل التغيرات البيئية، ويحث على اعتماد استراتيجيات فعالة لحماية هذه المواقع، التي تُمثل جزءًا من الذاكرة الإنسانية المشتركة.
وقد أكدت منظمة اليونسكو في أن "الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي ليس مجرد مسؤولية وطنية، بل هو مسؤولية جماعية تفرضها الحاجة إلى حماية التاريخ والهوية البشرية".
دعت الحكومات والمجتمع المدني إلى تكثيف الجهود لحماية التراث الثقافي، مؤكدةً أن الحفاظ على هذه المواقع يتطلب عملًا مشتركًا بين الدول والمنظمات الدولية، واستخدام تقنيات مبتكرة تضمن الحفظ طويل الأمد للموروثات البشرية. وأشارت المنظمة إلى أن التقنيات الحديثة، مثل التوثيق الرقمي، قد تُسهم في الحفاظ على المواقع التراثية بشكل أكثر فعالية، مما يضمن استدامتها للأجيال القادمة.
aXA6IDE3Mi4xMDIuMjEwLjE0MSA=
جزيرة ام اند امز
NL

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفاهم بين «صقاري الإمارات» و«الدولي للصيد»
تفاهم بين «صقاري الإمارات» و«الدولي للصيد»

الاتحاد

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • الاتحاد

تفاهم بين «صقاري الإمارات» و«الدولي للصيد»

أبوظبي (الاتحاد) قال معالي ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، إنّ الصقارة أصبحت نموذجاً عالمياً في التعاون الدولي والحوار الثقافي. وأكد أنّه نتيجةً لجهود مكثفة قادتها دولة الإمارات، تمّ تسجيل الصقارة عام 2010 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو. جاء ذلك خلال مُشاركة معاليه، أمس الأول، بالعاصمة القطرية، في أعمال الجمعية العمومية الـ (71) للمجلس الدولي الصيد وحماية الحياة البرية CIC، في جلسة عمل حول «الصقارة في الجزيرة العربية»، بحضور نخبة من الخبراء والمُتخصّصين من مختلف أنحاء العالم. وتنعقد الجمعية العمومية خلال الفترة من 25-27 أبريل الجاري. ويضم المجلس الدولي نحو 1900 عضو في 86 دولة، ويهدف لتعزيز الإدارة المُستدامة للحياة البرية والموارد الطبيعية. وقال الأمين العام لنادي صقاري الإمارات خلال كلمته: إننا نستذكر بهذه المناسبة محطة تاريخية بارزة في مسيرة الصقارة العالمية، وهي انعقاد المؤتمر العالمي الأول للصقارة في أبوظبي عام 1976، الذي جمع لأول مرّة بين صقاري الجزيرة العربية ونظرائهم في أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأقصى. وقد كان هذا المؤتمر نقطة انطلاق استراتيجية قادها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لجمع صقّاري العالم ليكونوا روّاداً في حماية الطبيعة وصون الأنواع، والحفاظ على الصقارة كتراث إنساني عالمي مُشترك. ومن هذا المُنطلق، يظل التعليم ونشر الوعي بين الأجيال الجديدة أمراً جوهرياً، لضمان استدامة الصقارة كتراث إنساني، وتعزيز دور الصيد المُستدام في الحفاظ على البيئة. وأعلن معالي ماجد علي المنصوري، بهذه المناسبة، عن توقيع مذكرة تفاهم بين نادي صقاري الإمارات والمجلس الدولي للحفاظ على الصيد والحياة البرية، بهدف تعزيز التعاون في مشاريع الحفاظ على البيئة، ودعم التراث الثقافي للصقارة، والتنسيق المشترك لتنظيم الفعاليات التي تعزز الاستدامة وحماية الحياة البرية. وأوضح أنّه من خلال هذه المُبادرات، يسعى نادي صقاري الإمارات إلى الحفاظ على الصيد بالصقور كتراث إنساني، وترسيخ المبادئ السليمة للصقارة العربية، وتعزيز الصيد المُستدام، ودعم الدراسات والتشريعات التي تساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي، إلى جانب مشاريع إكثار الصقور والطرائد في الأسر، وحماية بيئاتها الطبيعية. أخلاقيات الصقارة تشمل مذكرة التفاهم، التعاون في نشر الوعي بأخلاقيات الصقارة، الحفاظ على التقاليد الأصيلة، وتطوير أساليب الصيد المُستدامة. كما تتضمّن التبادل الثقافي بين الطلاب في مجال الصقارة، وتبادل المعرفة والخبرات بين الصقارين الإماراتيين وصقّاري الدول الأخرى المُنضوية تحت مظلّة المجلس الدولي للصيد. بالإضافة إلى إبراز الصقارة كوسيلة مُستدامة تتوافق مع الأهداف الدولية لصون البيئة. والترويج لأهمية الصقارة عبر المنصّات العالمية، بما في ذلك فعاليات المجلس ومبادرات منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. كما تشمل مذكرة التفاهم أيضاً دعم مُشاركة مزارع إكثار الصقور في الفعاليات ذات الصلة بالصقارة التي يُنظّمها الطرفان، والتعاون في تنظيم مزادات الصقور، وابتكار خطط وأنشطة جديدة لتوسيع التعاون في مجال الصيد بالسلوقي وتسليط الضوء على الجوانب الثقافية وغناها، والتعاون في الحفاظ على الطرائد وزيادة الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على البيئة.

اليوم العالمي للتراث 2025.. الإمارات نموذج في صون الإرث الحضاري
اليوم العالمي للتراث 2025.. الإمارات نموذج في صون الإرث الحضاري

العين الإخبارية

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

اليوم العالمي للتراث 2025.. الإمارات نموذج في صون الإرث الحضاري

تم تحديثه الجمعة 2025/4/18 12:02 م بتوقيت أبوظبي يحتفل العالم يوم 18 أبريل/ نيسان 2025 بيوم التراث العالمي، الذي يهدف إلى تعزيز الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي. هذا اليوم الذي أقرّه المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) تحت رعاية منظمة اليونسكو، يُعد مناسبة سنوية للاحتفاء بالمواقع الأثرية والتاريخية، وللتأكيد على ضرورة حمايتها من التهديدات التي تواجهها. تعود جذور يوم التراث العالمي إلى عام 1972، عندما تم إقرار اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي من قبل المؤتمر العام لليونسكو في باريس. وقد تم تحديد هذا اليوم بشكل رسمي ليكون فرصة عالمية لتسليط الضوء على أهمية المواقع الأثرية التي تمثل ذاكرة الشعوب وتاريخهم، وتسهم في بناء هوية الأمم. في العديد من الدول، تتنوع الفعاليات التي تُنظم في هذا اليوم، وتُسهم في نشر ثقافة الحفاظ على التراث. وتحتفي دولة الإمارات باليوم العالمي للتراث، مؤكدةً دورها الريادي في صون الموروث الإنساني. يأتي هذا الاحتفاء انطلاقاً من التزام الإمارات باتفاقية اليونسكو لحماية التراث العالمي التي انضمت إليها عام 1972، واستراتيجية وطنية متكاملة تُعنى بتوثيق ودعم العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، لتعزيز الارتباط بالهوية الوطنية والمساهمة في مسيرة التنمية المستدامة. وأكد اللواء فارس خلف المزروعي، رئيس هيئة أبوظبي للتراث أن دولة الإمارات تؤدي دورا بارزا في صون التراث العالمي. وقال في كلمة بمناسبة "اليوم العالمي للتراث" الذي يصادف 18 أبريل من كل عام، إن الاحتفاء بهذه المناسبة يمثل دعوة عالمية مشتركة لحماية الموروث الإنساني والتعريف به في مختلف المحافل، بما يتماشى مع الهوية الوطنية لكل شعب والخصوصية الحضارية لكل مجتمع. وأضاف أن الاحتفال بهذه المناسبة يأتي من منطلق الالتزام الوطني بإبراز الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في الحفاظ على التراث ودعمه على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث تعد سباقة في صون تراثها وهويتها، كما تواصل جهودها البارزة منذ مصادقتها على اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي التي أقرّها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عام 1972. وقال إن الهيئة تلتزم بالرؤية الوطنية للتراث بوصفه أحد أعمدة الهوية ويعكس ما تتمتع دولة الإمارات من عمق حضاري، كما يعد محوراً أساسياً في جهود التنمية المستدامة. وأضاف أن هيئة أبوظبي للتراث تعمل وفق إستراتيجية متكاملة للحفاظ على التراث والسنع الإماراتي، بما يرسخ قيم هويتنا الوطنية وعاداتنا التراثية الأصيلة، ويوثق تراثنا من خلال إجراء الدراسات والبحوث، مشيراً إلى أن هذه الجهود تدعم التراث الغني للإمارة، وتعزز حضوره وتأثيره، حيث يمثل الاحتفال بهذه المناسبة تأكيداً للالتزام الوطني بإبراز جهود دولة الإمارات في استدامة التراث ودعمه على الصعيدين المحلي والدولي. وفي مصر، يتم تنظيم معارض لصور ونماذج للآثار المصرية القديمة في المتاحف، وكذلك محاضرات تعليمية حول أهمية الترميم المستدام للمواقع الأثرية. أما في المغرب، فتستضيف جامعة القرويين حلقة نقاشية تركز على دور المجتمعات المحلية في حماية المواقع التراثية، خصوصًا في ظل التحديات التي تطرأ من التوسع الحضري والنمو السكاني. وفي فرنسا، تقوم اليونسكو بتنظيم سلسلة من الفعاليات التي تشمل معارض تفاعلية وندوات علمية حول تقنيات الحفاظ على التراث، وكيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل المسح ثلاثي الأبعاد لدعم جهود الحفظ. وتُواجه المواقع التراثية في العصر الحالي العديد من التهديدات، أبرزها التغيرات المناخية، والنزاعات المسلحة، وزحف التنمية الحضرية، مما يعرض الكثير منها للتدمير أو التدهور. لذلك، يركز يوم التراث العالمي على حماية التراث في ظل التغيرات البيئية، ويحث على اعتماد استراتيجيات فعالة لحماية هذه المواقع، التي تُمثل جزءًا من الذاكرة الإنسانية المشتركة. وقد أكدت منظمة اليونسكو في أن "الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي ليس مجرد مسؤولية وطنية، بل هو مسؤولية جماعية تفرضها الحاجة إلى حماية التاريخ والهوية البشرية". دعت الحكومات والمجتمع المدني إلى تكثيف الجهود لحماية التراث الثقافي، مؤكدةً أن الحفاظ على هذه المواقع يتطلب عملًا مشتركًا بين الدول والمنظمات الدولية، واستخدام تقنيات مبتكرة تضمن الحفظ طويل الأمد للموروثات البشرية. وأشارت المنظمة إلى أن التقنيات الحديثة، مثل التوثيق الرقمي، قد تُسهم في الحفاظ على المواقع التراثية بشكل أكثر فعالية، مما يضمن استدامتها للأجيال القادمة. aXA6IDE3Mi4xMDIuMjEwLjE0MSA= جزيرة ام اند امز NL

170 مسؤولاً تربوياً يختتمون فعاليات "الشارقة لأمناء مكتبات المدارس" بالتأكيد على دور التكنولوجيا والمجتمع في دعم القراءة
170 مسؤولاً تربوياً يختتمون فعاليات "الشارقة لأمناء مكتبات المدارس" بالتأكيد على دور التكنولوجيا والمجتمع في دعم القراءة

زاوية

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • زاوية

170 مسؤولاً تربوياً يختتمون فعاليات "الشارقة لأمناء مكتبات المدارس" بالتأكيد على دور التكنولوجيا والمجتمع في دعم القراءة

الشارقة، اختتمت اليوم فعاليات "مؤتمر الشارقة لأمناء مكتبات المدارس" الأول، الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب على مدى يومين في مركز إكسبو الشارقة، بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية (ALA)، وجمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات (ELIA)، والجمعية الأمريكية لأمناء المكتبات المدرسية (AASL)، إضافة إلى معرض الكتاب المشترك (Combined Book Exhibit)، وبمشاركة أكثر من 170 مسؤولاً تربوياً من الخبراء الدوليين، وأمناء المكتبات، والمعلمين. وسلّط المؤتمر الضوء على أحدث التوجهات العالمية في دعم المكتبات المدرسية وتعزيز دورها كمحور حيوي في العملية التعليمية، إلى جانب استعراض تجارب ناجحة وأساليب مبتكرة في التواصل مع الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتحفيز القراءة وتوسيع دائرتها. التكنولوجيا في خدمة القراءة وضمن فعاليات اليوم الختامي من "مؤتمر الشارقة الأول لأمناء مكتبات المدارس"، قدّم تود بيرلسون، المتخصص الإعلامي في مدرسة سكوكاي في الولايات المتحدة، جلسة بعنوان "ربط القراءة بالتقنيات الجديدة"، استعرض خلالها كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تُحدث تحولاً نوعياً في تجربة القراءة داخل المكتبات المدرسية. وتحدث بيرلسون عن مجموعة من الأدوات الرقمية مثل الكتب الصوتية، والواقع الافتراضي، وتقنيات تحويل النص إلى صوت المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذه الوسائل تفتح آفاقاً جديدة أمام الطلبة، خصوصاً أولئك الذين يعزفون عن القراءة. وأشار بيرلسون إلى أن 14% فقط من الطلاب الأمريكيين يقرأون يومياً بدافع شخصي، ما يعني أن غالبية الطلاب لا يُقبلون على القراءة من تلقاء أنفسهم، داعياً إلى توفير محتوى مؤثر بصيغ متعددة – ورقية، ورقمية، وصوتية – يتناسب مع اهتماماتهم. واعتبر الكتب الصوتية بوابة فعالة لتعزيز مهارات الاستماع والفهم، موضحاً أن نحو 35% من الطلبة يتفاعلون مع هذا النوع من المحتوى، خاصة المراهقين الذين يفضّلونه لقدرته على التلاؤم مع نمط حياتهم السريع. كما استعرض بيرسون أدوات مثل "Book Creator"، التي تمكّن الطلبة من إنتاج كتبهم الخاصة، ومبادرات الذكاء الاصطناعي مثل "Magic School"، التي تمنحهم فرصة التفاعل مع القصص بطرق جديدة وأكثر جاذبية. تجارب رائدة لمكتبات مدارس الشارقة وشارك في حوارات اليوم الثاني من المؤتمر كل من ياسر محمد عبد المطلب من مدرسة المجد النموذجية – الشارقة، وجمانة حنون، أمينة مكتبة ومنسقة برامج في منظمة اليونسكو، حيث عرضا نماذج من واقع التجربة في تفعيل التقنيات لخلق بيئة قرائية جاذبة. وأوضح ياسر محمد عبد المطلب أن المكتبة المدرسية يمكن أن تكون محفزاً أساسياً لإكساب الطلبة مهارات مثل حل المشكلات، والمرونة، والمبادرة، من خلال دمج التقنيات المحببة للأطفال في البيئة القرائية، لافتاً إلى أن المبادرة التي أطلقتها المدرسة بعنوان "اقرأ وابتكر" مكنت الطلبة من تحويل ما يقرؤونه إلى نماذج ومشاريع واقعية. وأضاف أن هذه التجربة ساعدت في تعزيز حضور الطلبة داخل المكتبة وتنمية معارفهم في مجالات مثل البيئة والاستدامة والطاقة، وأسهمت في تأهيلهم للمشاركة في منصات دولية كـ"مؤتمر المناخ"، فضلاً عن تفوقهم في مسابقات معرفية مهمة مثل "تحدي القراءة العربي". من جهتها، قدّمت جمانة حنون رؤيتها حول دور المكتبة في بناء مجتمع مدرسي نابض بالحياة، مستلهمة عملها من مقولة: "المكتبات أبواب ونحن مفاتيحها". واستعرضت حنون عدداً من المبادرات التي نفذتها، من بينها "فريق الكتاب الصغار"، ومشاريع البيئة المستدامة، والشراكات المجتمعية والدولية، خاصة مع منظمة اليونسكو، وإشراك أولياء الأمور. وأكدت أن القراءة يمكن أن تُستخدم كأداة علاجية موجّهة، عبر توجيه الأطفال نحو الكتب التي تعالج مخاوفهم أو تعزز ثقتهم بأنفسهم. كما عملت على تحويل المكتبة إلى مساحة تحتضن الألعاب الفكرية، والمشاريع الفنية كـ"يوم التاجر الصغير"، ولوحة الإنجازات، فضلاً عن بناء مكتبة مصغّرة في الفصل من مواد طبيعية، وتفعيل التعاون مع المكتبات العامة. أولياء الأمور شركاء في بناء عادة القراءة أما جلسة "التواصل وبناء الشراكات مع العائلات" فناقشت الدور المحوري الذي يلعبه أولياء الأمور في دعم القراءة المستدامة، حيث استعرضت شيريتي بينينجتون، مديرة المكتبات وخدمات الإعلام في مدارس شوني العامة، بأوكلاهوما، التحديات التي تواجه المكتبات المدرسية في بناء علاقات فعالة مع الأسر، وقدّمت نماذج من دليل المعايير الوطنية للجمعية الأمريكية لأمناء المكتبات المدرسية لتعزيز هذا التعاون. تمكين أمناء المكتبات عبر الجمعيات المهنية وفي جلسة بعنوان "التعاون من خلال الجمعيات لتمكين أمناء مكتبات المدارس"، أكدت بيكي كالزادا، رئيسة الجمعية الأمريكية لأمناء مكتبات المدارس، أهمية العمل الجماعي وتبادل المعرفة بين المتخصصين، مشيرة إلى أن الجمعيات المهنية تُعد منصات ضرورية لتبادل الأدوات، وتطوير المهارات، وتعزيز الحضور المهني لأمناء المكتبات في مختلف البيئات المدرسية. "مقهى المعرفة": حوارات مفتوحة وشهد المؤتمر تنظيم فعالية "مقهى المعرفة"، التي أتاحت للمشاركين فرصة النقاش المفتوح مع الخبراء والزملاء حول أبرز التحديات والقضايا في قطاع المكتبات المدرسية، كما خصص المؤتمر جلسة مشاركة لتحديد الخطوات القادمة، شملت حوارات قصيرة لأمناء مكتبات من الإمارات حول سبل تطوير المبادرات القرائية في المدارس المحلية، قبل أن يتم توزيع الشهادات على المشاركين، وسط تأكيد من الحضور على أهمية استمرارية هذا النوع من المبادرات المهنية، التي تفتح آفاقاً جديدة لتطوير دور المكتبات المدرسية في العالم العربي. -انتهى-

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store