
منظومة القبة الحديدية.. الدرع الجوي الذي لم يحم إسرائيل
منظومة القبة الحديدية.. الدرع الجوي الذي لم يحم إسرائيل
17 جوان، 09:00
نظام دفاعي جوي إسرائيلي متحرك طُور من قبل شركة 'رافائيل' لأنظمة الدفاع المتقدمة بدعم من الولايات المتحدة لصد الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية. بدأ تشغيلها في عام 2011.
بدأ تطوير هذا النظام بعد حرب جويلية 2006 مع حزب الله اللبناني، لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن إسرائيل.
ما هي القبة الحديدية؟
هي منظومة دفاع جوي صممت لصد الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية من عيار 155 مليمترا، والتي يصل مداها إلى 70 كيلومترا.
وتشمل المنظومة جهاز رادار ونظام تعقب وقاذفة مكونة من 20 صاروخا اعتراضيا يدعى 'تامير'.
تحوم صواريخ القبة الحديدية حول القذائف الصاروخية حتى تصطدم بها. وكلما طال مدى الصاروخ استغرق الأمر وقتا أطول لحساب مساره، وأي انحراف يمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير جدا في نقطة الاصطدام.
يتطلب اعتراض الذخائر طويلة المدى رادارات أخرى، ويبلغ مدى القبة الحديدية 4.5 كيلومترات كحد أدنى.
تعتمد منظومة القبة الحديدية على صاروخ اعتراضي مجهز برأس حربية قادرة على اعتراض وتفجير أي هدف في الجو.
بعد قيام الرادار بالكشف والتعرف على الصاروخ أو القذيفة المدفعية وملاحقة مسار المقذوف، يتم نقل الإحداثيات والمعلومات إلى وحدة إدارة المعركة والسيطرة والمراقبة لتحليل مسار الهدف وتحديد موعد ومكان سقوطه المفترض.
وفي حال تبين أن الصاروخ أو القذيفة المدفعية تشكل خطرا داهما يُعطى الأمر خلال ثوان للصاروخ بالاعتراض وتفجير الرأس الحربية لتدمير الهدف في الجو من دون الارتطام به مباشرة، أما بالنسبة للصواريخ التي لا تشكل تهديدا فتسمح لها القبة بالهبوط في حقول فارغة.
والجدير بالذكر أن الرأس الحربية للصاروخ تحتوي على 11 كيلوغراما من المواد شديدة الانفجار، فيما يتراوح مداه ما بين 4 كيلومترات، و70 كيلومترا.
التكلفة
تقدر تكلفة كل بطارية واحدة للقبة الحديدية حوالي 50 مليون دولار. بينما تتراوح تكلفة صواريخ 'تامير' الاعتراضية بين 40 ألف دولار و50 ألف دولار، لكل صاروخ.
قدمت الولايات المتحدة الأميركية بين عامَي (2011-2021) 1.6 مليار دولار لتمويل إنتاج القبة الحديدية.
وفي عام 2022 وافق الكونغرس الأميركي على تخصيص مليار دولار إضافي لإعادة تزويد صواريخ القبة الحديدية وزيادة إنتاج البطاريات الخاصة بها.
تراجع القدرة الاعتراضية للمنظومة
أقرت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بتراجع قدرة القبة الحديدية على اعتراض الصواريخ الفلسطينية، وذلك أمام تحسن القدرة الصاروخية لفصائل المقاومة الفلسطينية واختراقها منظومة القبة.
هذا الإقرار يعني أن القبة لا تستوفي الأهداف التي طورت من أجلها باعتراض القذائف الصاروخية، خصوصا أن قدرة صواريخ المقاومة وصلت إلى مدى أكثر من 150 كيلومترا وإلى مناطق أبعد من مدينة تل أبيب.
ويرجع بعض الخبراء تجاوز صواريخ المقاومة للقبة الحديدية إلى كثافة الرد، ويرى آخرون أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من تطوير صواريخها، بينما قالت المصادر العسكرية الإسرائيلية في وقت سابق إن الأمر يتعلق بمشاكل تقنية.
طوفان الأقصى وضعف القبة الحديدية
كشفت عملية 'طوفان الأقصى' التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023 ضعف منظومة القبة الحديدية، إذ لم تستطع التصدي للعدد الهائل من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة دفعة واحدة.
وبالتزامن مع إنزال مظلات كانت تحمل عناصر من قوات القسام على ارتفاع منخفض وسط التلال، الأمر الذي أدى لتشتت رادار المنظومة في تحديد هدفها، مما شكل ارتباكا واضحا لها.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملية 'ثأر الأحرار' في ماي 2023 أن القبة الحديدية تمكنت من اعتراض 62 صاروخا من أصل 270، مما يعني أن عددا كبيرا من صواريخ المقاومة تمكّن من اختراق القبة.
كما كشفت عملية 'سيف القدس' في ماي 2021 بعضا من عيوب منظومة القبة الحديدية، بالرغم من أنها منعت وصول بعض صواريخ المقاومة، إلا أنها لم تجعل إسرائيل تنعم بالأمن.
فقيد غطت صواريخ المقاومة كل أرجاء فلسطين التاريخية، وتمكنت المئات منها من اختراق القبة الحديدية والأنظمة الدفاعية الإسرائيلية.
ويُضاف إخفاق آخر لنظام القبة، وهو عدم قدرة رادارها على كشف الصواريخ ذات المسار الحاد، وكذلك قذائف الهاون من عيار 120 ملم.
تطويرات القبة الحديدية
تمت ترقية المنظومة عام 2017 إلى قدرة اعتراض دقيقة ضد قذائف الهاون التي يزيد طولها قليلا عن نصف متر، وتخضع حاليا لسلسلة من الترقيات لتمكينها من البحث عن القناصة والطائرات بدون طيار في نطاق يصل إلى 10 كيلومترات.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في مارس 2021 أنها حدثت نظام القبة الحديدية حتى يتمكن من اعتراض الصواريخ والعديد من الطائرات بدون طيار.
وتعمل إسرائيل أيضا على تطوير نظام قائم على الليزر لتحييد الصواريخ والطائرات بدون طيار.
إصدارات أخرى من القبة الحديدية
القبة الحديدية 'آي': وهي النسخة المتنقلة على شاحنة واحدة، توفر الحماية للقوات الآلية، كما تستخدم في الدفاع الجوي للمنشآت العسكرية والصناعية والإدارية.
القبة الحديدية 'سي': وهي النسخة البحرية، حيث تتصدى للتهديدات البحرية، وتحمي السفن والأصول الإستراتيجية البحرية الأخرى. وتم نشرها في عام 2017.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

تورس
منذ 2 ساعات
- تورس
استُخدمت لأول مرة ضد إسرائيل.. ماذا نعرف عن صواريخ "سجيل"؟
في السياق ذاته، حذر مسؤول إيراني رفيع في حديث للجزيرة من أن دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة يعني تحرّك حزب الله. جاء ذلك في وقت أعلن فيه الحرس الثوري استخدام صواريخ "سجيل" الثقيلة لأول مرة، وقال إنه دمر الدفاعات الجوية الإسرائيلية وإن أجواء الأراضي المحتلة مفتوحة أمام القصف. فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- باستمرار الهجمات على إيران إلى حين إزالة التهديد النووي والصاروخي. في سياق متصل، ذكرت القناة ال12 الإسرائيلية أن ألفي عائلة إسرائيلية باتت دون مأوى بسبب هدم بيوتها جراء القصف الإيراني. ماذا نعرف عن صواريخ "سجيل"؟ قال الحرس الثوري الإيراني ، الأربعاء، إنه استخدم في الموجة الثانية عشرة من عملية "الوعد الصادق" صواريخ من نوع "سجيل" فائقة الثقل وطويلة المدى. وقالت وكالة "تسنيم" للأنباء، مساء الأربعاء، إنه "بحسب الصور المنشورة، يبدو أن القوات الإيرانية استخدمت صاروخا جديدا في هذه العملية". وأضافت: " إيران استخدمت صواريخ سجيل بمدى 2000 كيلومتر لأول مرة في هجوم على إسرائيل". واستعملت إيران العديد من صواريخها في في الرد على هجوم "الأسد الصاعد"، الذي شنته إسرائيل، منذ فجر الجمعة الماضي. واستطاع بعض هذه الصواريخ اختراق الأنظمة الدفاعية الجوية لإسرائيل، وألحقت أضرار كبيرة في مناطق إسرائيلية. وتمتلك إيران مجموعة متنوعة من الصواريخ، من بينها: فاتح-110، ذو الفقار، تشرين، قيام-1، شهاب-1 وشهاب-2 وشهاب-3، خرمشهر، رعد-500، أرض الرافدين، حيدر، زلزال، أشتر، مبين، وصاروخ كروز سومار,. ويعتبر "سجيل" أبرز أسلحة إيران الصاروخية. وذكر موقع "ميسيل ثريت" المتخصص في تتبّع أنظمة الصواريخ والدفاعات العالمية أن الصاروخ الإيراني"سجيل" بدأ تطويره منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي. يعتمد هذا الصاروخ على الوقود الصلب، ويشبه صواريخ "شهاب-3" التي تمتلكها إيران ، ولديه قدرة المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض للتغلب على أنظمة الدفاع الجوي. المواصفات الفنية يبلغ طول صواريخ "سجيل" 18 مترا، وقطره 1.25 متر، ويزن حوالي 2.3 طن، ويحمل رأسا حربيا يزن 700 كلغ. يصل مدى هذا الصاروخ إلى 2000 كلم، كما يمكنه حمل رؤوس حربية نووية. تاريخ بدء التشغيل ذكر الموقع المتخصص في الأسلحة أن أول اختبار لهذا الصاروخ أُجري عام 2008، وقطع الصاروخ حينها مسافة 800 كلم. وفي سنة 2009، أُجريت تجارب أخرى وصلت خلالها المسافة التي قطعها الصاروخ إلى 1900 كلم. وأشار المصدر إلى أن "سجيل" يتمتع بتصميم إيراني فريد، رغم وجود تكهنات تربطه بالصواريخ الصينية من طراز DF-11 وDF-15، إلا أن حجم الصاروخ ومواصفاته تشير إلى أنه تصميم إيراني بحت. ورغم ظهور صاروخ "سجيل" في استعراضات عسكرية إلى جانب صوخي "شهاب-3" و"قدر-1"، إلا أن إيران لم تستخدمه فعليا إلا خلال المواجهة الأخيرة. وقد تكون هناك نسخ متعددة من نظام "سجيل"، وذكرت تقارير أن هناك نسخة قيد التطوير باسم "سجيل-3"، سيبلغ مداها الأقصى حوالي 4000 كلم، ووزنها 3.8 طن، وفقا لنفس المصدر. وكانت آخر تجربة لصاروخ "سجيل" سنة 2012، إلا أن إيران أعادت استخدامه في مناورات "الرسول الأعظم 15" سنة 2021. ولليوم السادس على التوالي تتواصل الحرب بين إسرائيل وإيران ، حيث شن الخصمين ضربات صاروخية جديدة على بعضهما البعض، وذلك رغم دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران للاستسلام غير المشروط، إلا أن طهران ترفض التفاوض والسلام تحت الضغط.


ويبدو
منذ 10 ساعات
- ويبدو
تعليق البنتاغون لضابط برتبة عقيد بعد نشر تعليقات معادية لإسرائيل
تم تعليق العقيد ناثان ماكورماك، المسؤول عن الخلية المعنية بالمشرق ومصر في الأركان المشتركة الأمريكية، عن العمل بتاريخ 17 يونيو 2025. ويعود السبب إلى تعليقات نشرها على X (المعروف سابقاً بتويتر) والتي تعتبر متناقضة مع مسؤولياته الاستراتيجية. وفي تعليقاته، وصف ماكورماك إسرائيل بأنها 'الحليف الأسوأ' واتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرغبة في 'طرد الفلسطينيين' في إطار مشروع 'تطهير عرقي'. كما انتقد التساهل الغربي تجاه إسرائيل، وأرجعه إلى 'الذنب بعد الهولوكوست'. أكد البنتاغون أن هذه الآراء لا تمثل موقف وزارة الدفاع. وتم استبعاد الضابط من الأركان المشتركة حتى الانتهاء من التحقيق الإداري. في الوقت نفسه، قدم النواب توماس ماسي (جمهوري) ورو خانا (ديمقراطي) قراراً ثنائي الأطراف لمنع أي تدخل عسكري ضد إيران بدون تصريح من الكونغرس. 'هذه ليست حربنا'، كما أعلن ماسي. ومع تصاعد خطاب دونالد ترامب ضد طهران، يدعو عدد من البرلمانيين، بما في ذلك بيرني ساندرز وتيم كاين، إلى تنظيم صارم للسلطة التنفيذية. هدفهم: تجنب التدخل العسكري الجديد في الشرق الأوسط، بينما تبقى التوترات بين إسرائيل وإيران على مستوى حرج.

تورس
منذ 15 ساعات
- تورس
ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب
وحذرت السلطات الإيرانية المواطنين من استخدام واتساب، وتليغرام، وغيرهما من "التطبيقات القائمة على تحديد الموقع"، متهمة إياها بأنها "الطرق الرئيسية لإسرائيل لتحديد واستهداف الأفراد". وقال متحدث باسم الشركة لشبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية "نحن قلقون من أن هذه التقارير الزائفة ستكون ذريعة لحظر خدماتنا، في وقت يحتاج فيه الناس إليها بشكل كبير. جميع الرسائل التي ترسلها إلى عائلتك وأصدقائك على واتساب مشفرة من الطرف إلى الطرف، ما يعني أنه لا يمكن لأي شخص سوى المرسل والمستلم الوصول إلى هذه الرسائل، حتى واتساب ذاته". وأضاف المتحدث "لا نتتبع موقعك الدقيق، ولا نحتفظ بسجلات عمن يرسل الرسائل لكل شخص، ولا نتتبع الرسائل الشخصية التي يرسلها الناس لبعضهم بعضا. كما أننا لا نوفر معلومات جماعية لأي حكومة. وعلى مدى أكثر من عقد، قدمت شركة ميتا تقارير شفافية ثابتة تتضمن الظروف المحدودة التي تم فيها طلب معلومات من واتساب". وقالت مجموعة مراقبة الإنترنت "نتبلوكس" إن تحليلها أظهر انخفاضا بنسبة 75% في استخدام الإنترنت عبر البلاد أمس الثلاثاء، وهي بيانات قالت المجموعة إنها "تأتي في ظل تصاعد الصراع مع إسرائيل، ومن المرجح أن تحد من قدرة الجمهور على الوصول إلى المعلومات في وقت حرج". وبينما يعد واتساب تطبيقا مشفرا من الطرف إلى الطرف، فإنه ليس محصنًا تمامًا. ففي الشهر الماضي، تم فرض حكم على شركة البرمجيات الإسرائيلية "إن إس أو" بدفع 167 مليون دولار لواتساب بعد اختراقها 1400 شخص، بمن فيهم نشطاء وصحفيون، في عام 2019. وشمل الاختراق استخدام برنامج "بيغاسوس"، الذي يمكن تثبيته عن بُعد على الهواتف المحمولة للوصول إلى الميكروفونات والكاميرات وإعدادات تحديد المواقع الخاصة بالمستخدمين.