
في معنى الاستسلام مُقابل الخبز
إنها معادلة تقول بوضوح: من أراد أن يعيش وأراد التنمية والازدهار اليوم، فلا بديل له عن الاستسلام لإرادة الرجل الأبيض الذي كان الاستعمارُ أداته في اجتثاث شعوب بأكملها وأصبحت الصهيونية اليوم بديلَه الجديد.
وإذا لم تفهموا هذا المعنى وأردتم مثالا حيًّا عمَّا نقصده، يقولون: ها هي فلسطين وغزة أمامكم؛ لن تأكل الخبز إلا بعد الاستسلام، أما إذا ما استسلمت فستعرف التنمية والإعمار والرّفاه المُزيَّف، الذي بات يعرفه البعض منكم كل بقدر استسلامه، بل يمكنها أن تُصبح 'ريفيرا' الشرق الأوسط كما قالوا!
وعليه فإننا نقول: إن كانت غزة اليوم تبدو ساحة صراع محدود بين محتلّ غاصب للأرض ومقاومة تَصُدُّه صَدًّا بكلّ ما أوتِيَتْ من قوة، هي في الواقع اختزال تام للصّراع العنصري العالمي بجميع أشكاله وأدواته ووسائله في جانب.. وفي الجانب الآخر، من تحت أرجل ذلك المجاهد الصابر وهو يخرج مُواجها عدوَّه من نقطة الصفر، هي أيضا اختزال تامّ لِما بقي لنا من شرف وعزة نأكل الخبز معها بكرامة، لذلك فإِنْ انتصرت غزة سنعيش ونبقى مرفوعي الرأس وإن بالحد الأدنى من مُقوِّمات الحياة، وإن هي هُزمت، لا قدّر الله، فإننا سنضطرّ لعقود من الزمن إلى إيهام أنفسنا بأننا نعيش ونتقدّم حتى يستبدلنا الله تعالى بقوم آخرين لا يكونون أمثالنا ويعيدون الكرّة مرة أخرى لانتزاع الحق والكرامة.
لذا، علينا أن نُذكِّر أنفسنا اليوم ونحن نتناول كل قطعة خبز أو أيّ لقمة طعام نوصلها لأفواهنا أنها في ظل هذه المعادلة الظالمة تفوح منها رائحة الذلّ والمهانة والاستسلام.
لقد بيَّنت غزة حقيقة ذلك وحقيقة مَن يكون هؤلاء الذين هم من حولنا، وحقيقة هذا العالم الذي يزعم 'الحضارة'، وحقيقة القوى الكبرى، والأمم المتحدة والديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وقواعد السلم والحرب وحقيقة كل تلك الشعارات الجوفاء… لا شيء منها موجودٌ.. كله زيف وخداع.. القوة وحدها هي المنطق الذي يحكم العالم ما دام المجرم نتن ياهو لا يتوقف عن سياسة التجويع والإبادة من دون خوف من أي عقاب، يدعمه مَنْ بأيديهم القوة والمال في العالم بكافة الوسائل في السّر والعلن.
لم يسبق أن عرف العالم خسّة ونذالة وحقارة كالتي بات يعرفها اليوم؛ الآلاف يموتون جوعا في غزة ولا يتحرّك فيه إلا القلة، الغذاء على بعد أمتار من الجوعى وهم محرومون منه ولا يتحرك سوى أفراد معدودين! المجرم النازي الجديد نتن ياهو يقتل المدنيين الأبرياء جوعا إن لم يستسلموا لظلمه وطغيانه والكل صامت إلا من رحم ربي من الغرب قبل الشرق!… أليس في هذا كل المعنى العميق لمعادلة الخبز مقابل الاستسلام؟!
إن الخبز لا يعني فقط ذلك الرغيف، إنما هو كل تلك الرفاهية التي يزعم الغرب أنه صانُعها لنا من ناطحات سحاب وحواسيب وهواتف وكافة منتجات العصر… وهو مستعدٌّ لتمكيننا منها بالشكل الذي نريد، بشرط واحد ووحيد هو الاستسلام في جميع المجالات. ولقد استسلمنا إلى حد الآن في أكثر من مجال، ينبغي أن نعترف، ومع ذلك مازالت غزة وحدها لم تلقِ السلاح، لعل أبطالها يعيدون لنا بعض الكرامة ويمدوننا ببعض الأمل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حدث كم
منذ 2 ساعات
- حدث كم
لقاء يجمع عددا من الوزارء والولاة والعمال لتداول السبل الكفیلة بإطلاق جیل جدید من برامج التنمیة الترابیة بمدينة تطوان
تجسیدا للتعلیمات الملكیة السامیة الواردة في خطاب عید العرش المجید لیوم 29 یولیوز 2025، والتي دعا من خلالھا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأیده، الحكومة إلى إطلاق جیل جدید من برامج التنمیة الترابیة والانتقال من المقاربات التقلیدیة للتنمیة الاجتماعیة، إلى مقاربة للتنمیة المجالیة المندمجة، تم، اليوم الجمعة بتطوان، على ھامش لقاء العمل السنوي مع السادة الولاة والعمال المسؤولین بالإدارة الترابیة والمصالح المركزیة لوزارة الداخلیة، عقد لقاء جمع السادة وزیر الداخلیة، وزیر التجھیز والماء، وزیر التربیة الوطنیة والتعلیم الأولي والریاضة، وزیر الصحة والحمایة الاجتماعیة، وزیرة إعداد التراب الوطني والتعمیر والإسكان وسیاسة المدینة، وزیر الفلاحة والصید البحري والتنمیة القرویة والمیاه والغابات، وزیر الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغیل والكفاءات، والسادة الولاة والعمال. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن ھذا الاجتماع قد انصب على تداول السبل الكفیلة بضمان التنزیل السلیم لھذا الورش الملكي الطموح، كأولویة وطنیة قصوى من أجل توفیر سبل العیش الكریم للمواطن المغربي عبر إنعاش التشغیل وتعزیز الخدمات الاجتماعیة الأساسیة، واعتماد نموذج تدبیر استباقي ومستدام للموارد المائیة، فضلا عن إطلاق مشاریع للتأھیل الترابي المندمج. وأوضح المصدر ذاته أنه 'قد استحضر الجمیع ثقل وحجم ھذه المسؤولیة التي تستلزم مضاعفة الجھود ومواصلة الانخراط والتعبئة للرفع من منسوب إنجاز ھذا الورش الملكي الكبیر، مع التركیز على الطابع المندمج للبرامج المرتقبة، وما یتطلبه ذلك من مجھودات مضاعفة من أجل ضمان التنسیق وتحقیق الالتقائیة وإقرار منھجیة تشاركیة قائمة على توحید جھود مختلف الفاعلین المحلیین'. وتابع 'وإذ عبر الجمیع عن الالتزام التام بمتطلبات المرحلة وفق مقاربة جدیدة تقوم على تعزیز التنمیة المجالیة المندمجة وعلى حكامة النتائج والآثار الملموسة، فقد تم التأكید على ضرورة العمل من أجل تحقیق الانصھار والتقارب اللازم بین السیاسات العمومیة وبین احتیاجات المواطنات والمواطنین، تحقیقا للعدالة الاجتماعية والمجالية'.


حدث كم
منذ 2 ساعات
- حدث كم
وزير الداخلية يعقد لقاء عمل مع السادة الولاة والعمال المسؤولين بالإدارة الترابية والمصالح المركزية للوزارة أخبار سياسية
في خضم احتفالات الشعب المغربي بالذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على عرش أسلافه الميامين، عقد وزير الداخلية اليوم الجمعة بتطوان، لقاء عمل مع السادة الولاة والعمال المسؤولين بالإدارة الترابية والمصالح المركزية لوزارة الداخلية. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن هذا اللقاء، الذي حضره كل من الفريق أول، قائد الدرك الملكي، والمدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، والمدير العام للدراسات والمستندات، والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والفريق، المفتش العام للقوات المساعدة – شطر الشمال، واللواء، المدير العام للوقاية المدنية، واللواء المفتش العام للقوات المساعدة – شطر الجنوب، شكل مناسبة لاستحضار التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش بتاريخ 29 يوليو 2025، والتي تعتبر خارطة طريق لجميع مكونات وزارة الداخلية من أجل النهوض بمختلف المسؤوليات التي يطرحها تدبير الشأن العام، ومحفز حقيقي لمواصلة الاهتمام بالقضايا الاجتماعية في سائر جهات وعمالات وأقاليم المملكة. وفي هذا السياق، تم التأكيد على أهمية النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، وما أفرزه من تحولات كبيرة على مستوى هاته الأقاليم العزيزة من حيث البنية التحتية والمشاريع التنموية، وتثمين الموارد الطبيعية واستثمار العائدات لصالح الساكنة المحلية. وأخذا بعين الاعتبار الرؤية الملكية السامية القائمة على جعل أمن المواطنات والمواطنين أولوية أساسية تنطلق منها كل الرهانات الكبرى، تم خلال هذا اللقاء استعراض التحديات الأمنية المطروحة والمجهودات الكبيرة التي تقوم بها باستمرار المصالح الأمنية، سواء على مستوى التدخل الاستباقي ضد المخططات الإرهابية التي تستهدف أمن البلاد، أو على مستوى محاربة باقي أنواع الجرائم. من جهة أخرى، عبرت مصالح وزارة الداخلية، حسب البلاغ، عن التزامها التام باتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل إنجاح الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وفق مقاربة تشاركية مع الهيئات الحزبية، وكذا الحرص على ضمان نزاهة وشفافية مختلف مراحل العملية الانتخابية. وعلى نفس النسق من التحديات الكبرى، شكل هذا الموعد السنوي الهام فرصة للتداول في عدد من الأوراش الحيوية، منها مواصلة العمل على تمكين الجهات من ممارسة جميع اختصاصاتها الذاتية، خاصة ما يتعين اتخاذه من تدابير لإطلاق 'دينامية ترابية جديدة'، فضلا عن تسليط الضوء على دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كشريك أساسي في الجهود الوطنية المبذولة لتقليص الفوارق في مجال الولوج إلى البنيات التحتية وتعزيز الرأسمال البشري. وفي ختام هذا اللقاء، جددت وزارة الداخلية، بجميع مكوناتها المركزية والترابية والأمنية، التأكيد على انخراطها الفاعل والمسؤول في تنزيل التوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى تعزيز المسار الديمقراطي وتحقيق التنمية في ربوع المملكة، مع التعبير على التزامهم الراسخ بخدمة الوطن والمواطنين، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده. ح/م


إيطاليا تلغراف
منذ يوم واحد
- إيطاليا تلغراف
عيد العرش في طورينو: احتفاء بالولاء وتجسيد للرؤية التنموية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
إيطاليا تلغراف عبد الله مشنون كاتب صحفي مقيم في ايطاليا بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين، نظّمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بطورينو، يوم الأربعاء، حفلاً رسمياً بهيجًا، بحضور وازن ومتنوع جمع شخصيات سياسية وعسكرية ودبلوماسية ودينية، بالإضافة إلى فعاليات اقتصادية وأكاديمية وثقافية، وأبناء الجالية المغربية المقيمة في مختلف مناطق شمال إيطاليا. وقد شكّل هذا الحفل الوطني لحظة مفعمة برمزية الوفاء والانتماء، حيث أكد الحضور أن عيد العرش لا يُمثل فقط مناسبة رسمية بل هو تجسيد حيّ للتلاحم العميق والدائم بين العرش العلوي والشعب المغربي. في كلمته الافتتاحية، نوّه القنصل العام للمملكة المغربية بطورينو، السيد سيدي محمد بيد الله، بأهمية هذه المناسبة التي تُعبّر عن الارتباط الوثيق بين المغاربة أينما وُجدوا ومؤسستهم الملكية، مشددًا على أن المغرب اليوم، بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، يعيش مرحلة مفصلية عنوانها الإصلاح العميق والانفتاح المتوازن والتنمية الشاملة. وأكد السيد القنصل العام أن المملكة المغربية خطت خطوات كبيرة نحو التموقع كقوة إقليمية صاعدة، بفضل مشاريع استراتيجية رائدة في مجالات البنية التحتية، كشبكة القطارات فائق السرعة، وتوسيع الربط الطاقي، والسيادة الغذائية والمائية. كما أبرز الدينامية الاقتصادية التي تعرفها المملكة، والتي تعكس مرونة الاقتصاد الوطني رغم التحديات العالمية، خاصة في قطاعات السيارات والطيران والصناعات الغذائية والسياحة. وفي سياق الإشارة إلى المقاربة التنموية المتقدمة التي تنتهجها المملكة المغربية، تم التطرق إلى التوسع في تعميم الحماية الاجتماعية التي شملت ملايين المواطنين، وحرص الدولة على الاستثمار في الرأس المال البشري، وتعزيز العدالة المجالية، بما يحقق كرامة المواطن المغربي في مختلف مناطق البلاد، ويقضي على مظاهر الفقر والهشاشة خصوصًا في المناطق القروية والجبلية. كما تم تسليط الضوء على الدور المتزايد للمغرب كمنصة رائدة للتعاون جنوب-جنوب، خاصة مع الدول الإفريقية، من خلال تطوير الربط الجوي والبحري والبري، ومبادرات كبرى مثل مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب والمبادرة الملكية الأطلسية، التي تروم تمكين دول الساحل من منفذ استراتيجي نحو المحيط الأطلسي عبر الموانئ المغربية. حفل عيد العرش تميّز كذلك بحضور شخصيات دينية بارزة من مختلف الأديان والطوائف في مدينة طورينو، بما في ذلك الحاخام الأكبر للمدينة، وممثلون عن الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية، و بعض أئمة مساجد الجالية المغربية، في تجسيد لروح الانفتاح والتعايش التي تُعد من سمات النموذج المغربي. وفي ختام هذا الحفل البهيج، جدد أبناء الجالية المغربية المقيمة بشمال إيطاليا ولاءهم وارتباطهم الدائم بالعرش العلوي المجيد، معبرين عن فخرهم بالمسار الذي تسير عليه المملكة المغربية، وحرصهم على مواصلة الإسهام في تعزيز صورة المغرب في الخارج، والدفاع عن قضاياه المصيرية وفي مقدمتها الوحدة الترابية. إيطاليا تلغراف