logo
لبنان والتّهديد الوجودي بين ما حاوله محور الممانعة والبعث السّوري وتحذيرات توم براك

لبنان والتّهديد الوجودي بين ما حاوله محور الممانعة والبعث السّوري وتحذيرات توم براك

النهار١٦-٠٧-٢٠٢٥
التصريح الأخير للموفد الأميركي توم براك بشأن الخطر الوجودي الذي يداهم لبنان نتيجة إصرار "حزب الله" على الاحتفاظ بسلاحه وربط مصيره بإيران يجب أن يؤخذ على محمل الجد، لا بسبب وجود مؤامرة عالمية لإزالة لبنان عن الخريطة، بل نتيجة التطورات الكبيرة التي شهدتها المنطقة، ولا تزال، منذ أحداث 7 أكتوبر 2023. فمحاولة "حزب الله"، بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني، إعادة عقارب الساعة للوراء ومنع التغيير الجارف الذي أحدثته الضربات الكبيرة لمحور الممانعة، وتحديداً سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ستأتي بعواقب كارثية على لبنان عامةً وشيعته خاصةً.
لطالما تحدث خبراء ومسؤولون في لبنان والمنطقة عن خطر إعادة ترسيم حدود الدول التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو قبل أكثر من قرن من الزمن، خاصة في ضوء ما شهدته بعض ساحات الشرق الأوسط من حروب أهلية، وصراعات مذهبية، وعرقية، وأيديولوجية. إلا أن حدود هذه الدول لم تتغير خارج إطار الصراع العربي-الإسرائيلي والفلسطيني-الإسرائيلي، وما أسفرت عنه حروب 1967، و1973 و1982.
ثمة من كان يتحدث عن سوريا الكبرى من منطلق تنظيري، فيما سعى لذلك البعض الآخر، كما كانت الحال مع "حزب البعث العربي" في سوريا الذي لم يخف نياته عن ضم لبنان، لكن بعد مواجهة معارضة كبيرة من القوى العظمى، اكتفى بالسيطرة عليه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً من عام 1976 حتى خروج قواته عام 2005، إذ انتقلت السيطرة يومها لإيران التي أبقت على بعض النفوذ لنظام الأسد في لبنان.
قوى الإسلام السياسي السني والشيعي سعت دائماً لإزالة حدود الدول تحت شعار إعادة إحياء الدولة الإسلامية. فشهدنا محاولة "داعش" إنشاء دولته من حمص والرقة باتجاه الموصل. كما شهدنا بعدها كيف استغل الحرس الثوري ذلك لإنشاء هلال شيعي عبر نشر التشيع في سوريا وتهجير ملايين عدة من سنّة سوريا بهدف تنفيذ مشروع تغيير ديموغرافي بإحضار عشرات آلاف المواطنين الشيعة من باكستان وأفغانستان والعراق إلى سوريا، وتجنيسهم.
طبعاً لم تمانع القوى الحاكمة في لبنان خلال العشرين سنة الماضية عمليات الضم الخفي بإشراف من النظامين السوري والإيراني عبر محاولات التغيير الديموغرافي في سوريا، في وقت هاجر عشرات آلاف المسيحيين من لبنان وسوريا، واغتيل الزعيم السني اللبناني المعتدل والقوي رفيق الحريري، ما أثر بالطائفة وجعلها بحالة ضعف لم يتمكن التوريث وما تلاه من إخراجها منه.
ولقد ساعدت نظرية حكم الأقليات التي ساهم بنشرها زعامات، ومنها مسيحية، محور الممانعة بتنفيذ مخططه بلبنان، إذ ارتكزت هذه النظرية على أن الخطر الأكبر الذي يواجه الطوائف في سوريا ولبنان هو المد السني الكبير، وأفضل طريقة لمواجهته هو عبر تحالف الأقليات: الشيعة، والعلويين، والمسيحيين، والدروز. والسيطرة العلوية على الحكم في دمشق سهلت ذلك. وهذا كان يناسب الدولة العبرية، وهي أقلية في المنطقة.
أما اليوم، ومع وصول إدارة جديدة للحكم في سوريا من كنف الإسلام السياسي السني، وقرار إسرائيل والقوى الغربية والعربية إنهاء أذرع إيران، تغير الوضع. فنظرية حكم الأقليات لم تعد قابلة للتطبيق. وما يزيد الوضع تعقيداً هو فتح خط المفاوضات بين إسرائيل وحكام دمشق الجدد للوصول لاتفاق سلام برعاية دولية. فلبنان يتأثر كثيراً بنظام الحكم في سوريا، وهذا النظام اليوم لن يقبل باستمرار وجود قوى شيعية أيديولوجية مسلحة كـ"حزب الله" على حدوده، شاركت بالحرب ضده ويعتبرها معادية له وتستمر بنشاطاتها العسكرية وتنادي بمحاربة إسرائيل في وقت هو يتجه للتطبيع معها.
رفض "حزب الله" تسليم السلاح وإصراره على التبعية لقرار طهران، سيؤديان حتماً لعودة الحرب الإسرائيلية، حسب تقديرات مسؤولين كثر، ومنهم براك. ويتوقع المراقبون أن تكون بشراسة حرب غزة، وقد تدفع إسرائيل لتوسيع احتلالها في جبل عامل الشيعي وربما أجزاء من البقاع. وتجدد الاشتباكات ذات الطابع المذهبي على الحدود الشرقية مع سوريا قد يدفع بعمليات توغل داخل لبنان. هذا تحديداً الخطر الذي يتحدث عنه براك. ولن تتدخل واشنطن لوقف أي عمليات ضد "حزب الله" لأن هدف إزالة خطر أذرع إيران عن حدود إسرائيل قد اتخذ. فإما أن يلحظ قادة لبنان الذين وصلوا بدعم خارجي وزعماء الطائفة الشيعية هذا الخطر الداهم ويتحركوا بسرعة لحصر السلاح بيد الدولة وفرض سلطتها، أو يواجه البلد خطر الزوال أو فقدان بعض محافظاته بعمليات تبادل للأراضي قد تحدث ضمن اتفاق للسلام بين سوريا وإسرائيل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باسيل: مهما نكّلوا فينا حقيقتنا ستظهر والتيار سيبقى مُستهدفاً لأنه عنوان الإصلاح
باسيل: مهما نكّلوا فينا حقيقتنا ستظهر والتيار سيبقى مُستهدفاً لأنه عنوان الإصلاح

الديار

timeمنذ 4 ساعات

  • الديار

باسيل: مهما نكّلوا فينا حقيقتنا ستظهر والتيار سيبقى مُستهدفاً لأنه عنوان الإصلاح

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قال رئيس التيار "الوطني الحر" النائب جبران باسيل، في كلمة القاها خلال عشاء هيئة قضاء المتن: "لا يوجد تيار سياسي تعرض للخيانة مثلنا، واسأل نفسي دائما لماذا نستأهل الخيانة؟، واقول للموجودين ولكل الذين اقترعوا لنا وسيصوتون معنا في ٢٠٢٦ انتم عنوان الوفاء". أضاف "هناك خيارات أساسية يجب أن يأخذها المسيحيون، وما إذا كانوا سيكونون أداة وصل أم قطع. فالتيار الوطني الحر كان أول من لم يهلل لمجيء نظام الجولاني احمد الشرع، واتفهم ان يفرح اللبنانيون لسقوط نظام الاسد ولكن لا أفهم ان يهلل البعض لمجيء نظام الجولاني". واعتبر أن "هذه الاحداث لا يمكن ان تجري على حدودنا مع سوريا ولا تنتقل الينا"، وقال: "كنا لا نقبل ان نقول حلفاء حزب الله بل كنا نقول متفاهمين مع الحزب، وهم اليوم يفتخرون ان يقولوا عنهم رفاقهم ومن يسمي نفسه رفيقا لهم هو يتحمل مسؤولية كل ما يحصل في سوريا ومن خلايا إرهابية تنشأ بالبلد. واعتبر أن السيادي يطالب بوحدة سلاح على أرض لبنان، ونحن اول من طالب بذلك، ولكن الا تتطلب السيادة التفكير بانسحاب "إسرائيل" من أراضينا المحتلة وبوقف اعتدءاته". وتابع: "حدث وقف إطلاق النار ولم ينفذ، وكل الكلام لا اقوله الا لحفظ سيادة بلدنا لان المعتدي عليها هو الاسرائيلي"، وقال: "صراخكم الذي سمعناه خارج الحكومة وسمعناه في جلسة المناقشة العامة، لا يعفيكم من مسؤوليتكم في الفشل الحكومي ولعبتكم مكشوفة، من يريد أنْ يستقيل لعبته مكشوفة، فليستقل اليوم ولا يغش الناس". واعتبر أن "هذه سلطة عاجزة ان تنجز شيئا، ففي موضوع السلاح وكل الدعم الخارجي وبوضع حزب الله، لا يستطيعون ان يفعلوا اي شيء، فهم إما متواطئون او عاجزون. فليخبروني ما مشروعهم للمودعين، وحكومة حسان دياب وضعت خطة "لازار" وسقطت، ولكن ما خطة هذه الحكومة؟ طالما القوانين التي قدمناها وهم غير مستعدين لمناقشتها، فمعنى ذلك انهم يعرفون الا أموال ستعود للمودعين". وختم باسيل: "بقدر ما تنمروا عليكم كتيار وطني حر بقدر ما ستضحكون عليهم، والمحزن أن الاوادم يصبحون ملاحقين فتسجن السلطة الشرعية فقط، لانه تيار وطني حر وتحمي غير الشرعي. ومهما نكلوا فينا فحقيقتنا ستظهر، والتيار سيبقى مستهدفا لأنه عنوان الاصلاح ".

قنبلة براك السياسية تنفجر من بكركي: لا أعلم النهاية!
قنبلة براك السياسية تنفجر من بكركي: لا أعلم النهاية!

الديار

timeمنذ 5 ساعات

  • الديار

قنبلة براك السياسية تنفجر من بكركي: لا أعلم النهاية!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب الى باريس طار الموفد الاميركي المؤقت توم براك للقاء المسؤولين عن الملف اللبناني، على جري عادته بعد كل زيارة الى بيروت. والى العاصمة الفرنسية يغادر رئيس الحكومة نواف سلام للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل، املا في تحريك مياه المساعدات الراكدة، عشية المؤتمر الذي تسعى الام الحنون الى عقده دعما لنهوض لبنان من ازماته السياسية والاقتصادية والمالية والامنية وما يتناسل منها، فيما نجح رئيس الجمهورية في «انتزاع» قرار من ملك البحرين باقامة بعثة دبلوماسية دائمة في بيروت. وما بين الحوادث الثلاثة، حدث برلماني تمثل برفع الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشكيان افساحا في المجال للقضاء للتحقيق معه، وإحالة وزراء اتصالات سابقين، نقولا صحراوي وجمال الجراح وبطرس حرب الى لجنة تحقيق برلمانية. برّاك في بكركي ففي يومه الثالث في بيروت، زار المبعوث الأميركي المؤقت إلى لبنان توم برّاك بكركي حيث إلتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وخلال الزيارة، قال البطريرك الراعي لزائره: إن اللبنانيين ينتظرون ما ستكون عليه نتائج مهمته، فكان ردّ برّاك «لا أعلم ماذا ستكون النهاية». وصرّح برّاك أنه يجب سحب سلاح كل الميليشيات في لبنان مؤكدًا أن هناك مشاكل تمنع تطبيق كامل لوقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل» وموضوحًا أن هناك وجهات نظر مُتعدّدة في هذا المجال، وقال «بالطبع سأعود إلى لبنان كلّما تطلبت الحاجة إلى ذلك والحكومة عليها أن تقرر ما يجب فعله، وليس أميركا فقط من يريد مساعدة لبنان إنما أيضاً الخليج ودول الجوار لكن من أجل المساعدة، على اللبنانيين تحقيق الاستقرار وبري يقوم بما بوسعه رغم تعقيد الأمور». وبحسب مصادر سياسية مُطلعة، هناك مخاوف جدّية من أن يكون صيف هذا العام، مُلتهبًا سواء جراء عدوان إسرائيلي جديد، أو جرّاء ما يحدث في السويداء. وشدّد المصدر على أن أسلوب برّاك في تصاريحه الإعلامية لا يُطمّئن إذ أنه يُشدّد على أن المُجتمع الدولي يقف بجانب لبنان ولكن على اللبنانيين أخذ القرار، ومن جهة أخرى يتحدّث عن ضمّ لبنان إلى بلاد الشام. وهو ما يُوحي بحسب المصدر أن خلف الإبتسامات الظاهرة أمرا ما يُحاك للبنان. بلاسخارت الى «اسرائيل» وفي شأن غير بعيد من محور زيارة براك لبيروت، بدأت المنسقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى «إسرائيل» حيث من المقرر أن تلتقي بالمسؤولين الإسرائيليين، حيث أوضح بيان لمكتبها الإعلامي ان هذه الزيارة « تندرج ضمن إطار المشاورات الدورية التي تجريها بشأن تنفيذ القرار 1701 وتفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني 2024. في ظلّ أجواء من الاضطرابات الإقليمية». عون في البحرين على صعيد آخر، انهى رئيس الجمهورية زيارته الى المنامة والتي استمرت ليومين، حيث كانت له سلسلة من النشاطات واللقاءات، توجها بلقاء ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، الذي اعلن عن قرار بلاده اقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت، فيما عبر عون عن رغبة لبنان في استئناف التبادل التجاري الكامل بين البلدين والتعاون في شتى المجالات. ومن مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين، اكد رئيس الجمهورية ان لبنان لا يطلب مساعدة ظرفية، بل يسعى إلى شراكات مستدامة مع أشقائه، مبنية على تبادل المصالح والثقة المتبادلة، وإيمان مشترك بأن تعافيه واستقراره يصبان في مصلحة المنطقة بأسرها. وشدد على ان لبنان يرى في البحرين «شريكاً صادقاً يمكن أن نؤسس معه لمرحلة جديدة من التعاون الفعلي، على المستوى الحكومي والقطاع الخاص». سلام الى باريس هذا ويلتقي اليوم رئيس الحكومة نواف سلام في الايليزيه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث أفادت مصادر حكومية ان المحادثات ستتناول الملفات التي هي موضع اهتمام فرنسي، ان بالنسبة للاصلاحات بما يتعلق بالمؤتمر الذي تعد له باريس لاعادة الاعمار وتقديم المساعدات للبنان، اضافة الى العناية الكبرى التي توليها للملف المالي لا سيما اعادة هيكلة المصارف، ومسألة التجديد لقوات اليونيفل، اذ تبذل باريس جهدا كبيرا في مجال اعادة التجديد لها في جلسة مجلس الامن الشهر المقبل وارساء الاستقرار في الجنوب. جعجع في كليمنصو في النشاط السياسي الداخلي، إجتمع أمس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، بحضور النائبين ملحم رياشي ووائل أبو فاعور. وبحسب التصاريح الرسمية، تمّ البحث خلال اللقاء في آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة. وكانت كلمة للجعجع في نهاية الإجتماع قال فيها «كانت جلسة مثمرة ومفيدة من النواحي كافة، والله يقدم اللي فيه الخير خصوصًا في المرحلة التي وصل إليها البلد». تحرّك جعجع في هذه المرحلة وفي ظل الظروف الأمنية التي تُحيط بشخصه، إستدعت تساؤلات حول أهمية هذا اللقاء وما حصل فيه فعلًا من نقاشات. وبحسب أحدّ المُحلّلين السياسيين، فإن ما يُخيف جعجع، هو الردّ الرسمي اللبناني على الورقة الأميركية والتي إنتقدها عبر قوله: «الردّ الرسمي يكون من خلال الحكومة رأس السلطة التنفيذية». وبالتالي فإن جعجع بحاجة إلى حليف في هذا الملف، وقد يكون جنبلاط. أضف إلى ذلك، يعتقد المُحلّل السياسي أن تداعيات ملف السويداء على الساحة اللبنانية أخذت حيزًا مُهمًا من الإجتماع. وشدّد على أن هذه الزيارة هي لإعادة تعزيز العلاقات بين القوتين السياسيتين بعد فترة من التباعد فرضها العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. قمة روحية قريبًا وفي ضوء اجتماعات لجنة متابعة القمة الروحية الدورية، خاصة الاجتماع الأخير الذي عقد منذ ايام في الصرح البطريركي في الديمان، أجرى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اتصالات هاتفية بكل من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى، وتداول معهم في تطورات الاوضاع الراهنة واتفقوا على عقد قمة روحية موسعة، على أن تتولى لجنة المتابعة الاعداد لها. محليًا وفي جلسة علنية، رفع مجلس النواب الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشيكيان في جلسة صوت فيها تسعة وتسعون نائبا لصالح رفع الحصانة وذلك على خلفية الاتهامات التي تطاله حين كان وزيرًا في الحكومة السابقة. هذا وفي الجلسة نفسها، أقر المجلس بأغلبية النواب (88 مع، 9 ضد، و2 إمتناع عن التصويت) إحالة وزراء الإتصالات السابقين بطرس حرب ونقولا صحناوي وجمال الجراح إلى لجنة تحقيق برلمانية. وقد تمّ الإستماع خلال الجلسة إلى مطالعة الإدعاء كما والدفاع من قبل الوزراء قبل التصويت على تحويلهم إلى اللجنة وسط إعتراضات من بعض النواب على التصويت على القرار بالجملة. إذا أن مطلب هؤلاء كان بأن يتمّ التصويت على حالة كل وزير على حدة، إلا أن الرئيس برّي أصرّ على التصويت على إحالة الوزراء الثلاثة بإعتبار أن الملاحقات هي لنفس القضية. وكان إنتخب المجلس أعضاء لجنة التحقيق البرلمانية في جلسة سرية وتمّ إنتخاب كل من النواب الياس بوصعب، غادة أيوب وإبراهيم الموسوي (بالأصالة) وياسين ياسين، فريد البستاني وبلال عبدالله (ردفاء). وبحسب المعلومات، صوّت 91 نائباً أُلغيت منها ورقتان: 84 صوتاً للياس بو صعب، 65 لابراهيم الموسوي، 56 لغادة أيوب، 31 لسيزار أبي خليل و25 لبولا يعقوبيان.

"لبنان الكبير" على وقع "زلزال" المنطقة؟!
"لبنان الكبير" على وقع "زلزال" المنطقة؟!

النشرة

timeمنذ 6 ساعات

  • النشرة

"لبنان الكبير" على وقع "زلزال" المنطقة؟!

لم يكن تفصيلاً أن يعلن رئيس الجمهورية ​ جوزاف عون ​، في مقدمة خطاب القسم، أنه أصبح "الرئيس الأول بعد المئوية الأولى لقيام دولة ​ لبنان ​ الكبير، في وسط زلزال شرق أوسطي تصدّعت فيه تحالفات وسقطت أنظمة وقد تتغير حدود"، لا سيما أن جميع الأحداث، التي تلت ذلك، تؤكد وجود مجموعة من الأخطار، التي ينبغي التعامل معها بحكمة، لتفادي أي تداعيات كارثية على لبنان. في هذا السياق، قد يكون من المنطقي العمل على تشريح المشهد المحيط بالساحة المحلية، قبل الإنتقال إلى الواقع الداخلي، خصوصاً أنّ ​ أحداث السويداء ​ في سوريا، في الأيام الماضية، أثبتت أن الأمور من الممكن أن تتدحرج بسرعة قياسية، لا سيما إذا ما ربط ذلك بمجموعة من المواقف التي يدلي بها، بين الحين والآخر، الموفد الأميركي إلى سوريا ولبنان وسفير واشنطن في تركيا توم براك. بالنسبة إلى براك، فهو سبق له أن وجه العديد من الإنتقادات إلى إتفاقية ​ سايكس بيكو ​، التي قسمت المنطقة بالشكل المعروف حالياً، كما عمد، قبل أن يتراجع، إلى توجيه تحذير بلغة تهديد، عن إمكانية عودة لبنان إلى "بلاد الشام"، بما يشكله ذلك من تهديد لنموذج لبنان الكبير، في حال لم يسارع المسؤولون اللبنانيون إلى معالجة ملف سلاح "​ حزب الله ​"، بحسب قوله، قبل أن تسقط أحداث السويداء ما كان يروج له عن نموذج سوري بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، يُراد من لبنان أن يقتدي به. على الرغم من حالة الإنقسام في قراءة ما حصل في السويداء، إلا أنّ ما يمكن التأكيد عليه هو أنّ الأحداث التي وقعت في المحافظة أحدثت شرخاً كبيراً في الهويّة السوريّة، التي كانت قد تعرضت إلى إنتكاسة أخرى، في شهر آذار الماضي، نتيجة أحداث الساحل، حيث بات من الصعب، في ظل العلاقة المتوترة أيضاً بين "​ قوات سوريا الديمقراطية ​" والسلطة الجديدة في دمشق، الحديث عن إمكانية الحفاظ على سوريا موحدة تحت سلطة الشرع. هنا، قد يكون من المفيد الإشارة إلى أنّ ما بعد إتفاق وقف إطلاق النار، كان الأبرز عمليات التهجير التي طالت سكان السويداء من البدو نحو أماكن أخرى، في حين لن يكون مستبعداً أن يقرر الدروز، الذين يسكنون مناطق عدّة، النزوح إلى المحافظة، خوفاً من أي هجمات قد يتعرضون لها، بعد أن تحولت الأزمة إلى طائفية بالدرجة الأولى، ما يقود، من الناحية العملية، إلى تكريس الكانتونات الطائفية. ما تقدم، لا يمكن أن يُفصل عما يخطط على الساحة الفلسطينية، حيث لا تزال مشاريع تهجير سكان قطاع ​ غزة ​، المدعومة من قبل الولايات المتحدة، حاضرة بقوة، بعد أن عمل العدوان الإسرائيلي للقضاء على كل مقومات الحياة في القطاع، بالرغم من الموقف الرافض الذي تُعبر عنه بعض الدول العربية، إلا أن الأهم هو أن هذا الأمر لا يقتصر على غزة فقط، بل يشمل أيضاً ما يًطرح من مشاريع تطال الضفة الغربية. بالنسبة إلى لبنان، لا يمكن تجاهل حالة القلق من تداعيات الأحداث السوريّة عند كل تطور، حيث كانت المخاوف قائمة، في الأيام الماضية، من إنتقال التوترات المذهبية هناك إلى الساحة المحلية، بدليل البيان الصادر عن قيادة الجيش، ثم تأكيد الرئيس عون نفسه، أن الاتصالات مستمرة لمعالجة تداعيات ما يجري في عدد من دول المنطقة، تفادياً لتأثيرها على لبنان، من دون تجاهل الخطر الإسرائيلي القائم، في ظل الضغوط التي تفرض على الجانب الرسمي. في المحصّلة، في ظلّ ما يجري في المنطقة من تطورات، بالإضافة إلى العدوان الإسرائيلي المستمر، لا يمكن أن يبادر أيّ فريق لبناني إلى تجاهل التهديدات أو الأخطار المحدقة بالساحة المحلية، الأمر الذي يتطلب أعلى درجات الدقة في مقاربة مختلف الملفات، وصولاً إلى تمرير المرحلة الراهنة، بالشكل الذي يبقي لبنان بعيداً عن زلزال المنطقة ومشاريع تغيير الحدود فيها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store