
أخبار العالم : مخاطرة ترامب التي وضعت أمريكا في قلب المواجهة بين إيران وإسرائيل
الأحد 22 يونيو 2025 02:40 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
Article Information Author, أنتوني زورشر Role, مراسل أمريكا الشمالية
قبل 2 ساعة
اتخذ دونالد ترامب، الرئيس الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي متعهّداً بأن يكون "صانع سلام"، خطوة دراماتيكية بزجّ الولايات المتحدة في الصراع المحتدم بين إيران وإسرائيل.
فبدلًا من جلب السلام إلى الشرق الأوسط منذ تولّيه السلطة، يُشرف ترامب الآن على منطقة على شفا حرب أوسع، حيث أصبحت أمريكا طرفًا نشطاً فيها.
وفي خطاب تلفزيوني وجّهه إلى الأمة من البيت الأبيض، بعد ما يزيد قليلاً على ساعتين من إعلانه عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن القوات الأمريكية قصفت ثلاثة مواقع نووية في إيران، وصف الرئيس الأمريكي العملية بأنها "نجاح مذهل".
وأعرب ترامب عن أمله بأن تفتح خطوته الباب أمام سلامٍ طويل الأمد، حيث لن تملك إيران بعد الآن إمكانية التحول إلى قوة نووية.
لكن إيران أعلنت أن موقعها النووي المحصن في فوردو لم يلحق به سوى أضرار طفيفة، وقد يتضح لاحقاً أي الطرفين كان محقاً في روايته.
وخلال مؤتمر صحفي، كان موجوداً فيه نائب الرئيس، جي دي فانس، ووزير الخارجية، ماركو روبيو، ووزير الدفاع، بيت هيغسيث، حذّر ترامب إيران من أنه إذا لم تتخلَّ عن برنامجها النووي، فسوف تواجه ضربات مستقبلية "أسوأ بكثير وأسهل تنفيذاً".
وأضاف ترامب أن "هناك أهدافاً عديدة متبقية"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستلاحقها "بسرعة، ودقة، ومهارة".
ورغم نبرة الفخر عند الرئيس ترامب، فإن استمرار التدخل العسكري الأمريكي في إيران قد يشكل سيناريو كارثياً بالنسبة للولايات المتحدة، وللمنطقة، وللعالم.
وقد حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من "دوامة من الفوضى" التي قد تنجم عن قرار واشنطن بتصعيد الصراع، مشيراً إلى أن الشرق الأوسط "يقف على حافة الهاوية".
وإذا ردّت إيران على الهجوم، كما حذّر المرشد الأعلى علي خامنئي، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للرد على التصعيد.
"أسبوعان" أصبحا يومين
وقد وضعت تصريحات ترامب مطلع هذا الأسبوع، التي قال فيها إن على إيران "الاستسلام دون قيد أو شرط"، الرئيس في موقف يصعُب عليه التراجع عنه، في حين وجدت إيران نفسها، من خلال تهديداتها، في زاوية مشابهة.
وهكذا تبدأ الحروب، وهكذا يمكن أن تتّسع لتخرج عن نطاق السيطرة، وتتجاوز حدود خيال الأطراف المعنية.
ويوم الخميس الماضي، منح دونالد ترامب الإيرانيين مهلة أسبوعين، لكن تبيّن أنها أقصر مما توقّعه الجميع — يومان فقط؛ ففي ليلة السبت، أعلن الرئيس الأمريكي أنه اتخذ قراره.
فهل كانت مهلة الأسبوعين مجرد خدعة؟ وهل كانت محاولة لاستدراج الإيرانيين إلى شعور زائف بالأمان خلال عطلة نهاية الأسبوع؟ أم أن المفاوضات التي جرت خلف الكواليس، بقيادة مبعوث ترامب للسلام، ستيف ويتكوف، قد انهارت تماماً؟
بعد الضربات مباشرة، لم تتضح الكثير من التفاصيل. لكن ترامب حاول، من خلال منشوره على وسائل التواصل الاجتماعي وخطابه التلفزيوني، فتح باب للسلام.
وربما يبدو هذا التصوّر مفرطًاً في التفاؤل؛ ففي الوقت الذي تبذل فيه إسرائيل جهوداً كبيرة لإضعاف القدرات العسكرية الإيرانية، لا يزال المرشد الأعلى يمتلك عدة أوراق عسكرية يمكن استخدامها.
وقد تتدهور الأمور بسرعة.
والآن تبدأ لعبة الانتظار: كيف ستردّ إيران على الهجمات التي استهدفت ثلاثة من مواقعها، بينها منشأة فوردو، التي تُعدّ جوهرة برنامجها النووي؟
ويأمل ترامب، على ما يبدو، أن تؤدي هذه الضربات إلى دفع إيران نحو تقديم تنازلات أكبر على طاولة المفاوضات. لكن من غير المرجّح أن تكون دولة، رفضت الحوار أثناء الهجمات الإسرائيلية، أكثر استعداداً له بينما تتساقط عليها القنابل الأمريكية كذلك.
ورغم محاولة ترامب الإيحاء بأن الضربة الأمريكية كانت عملية واحدة وناجحة، فإن فشل هذا التصور قد يضاعف الضغط عليه لشنّ ضربات إضافية، وإلا سيكون قد خاض مغامرة سياسية كبيرة مقابل مكسب عسكري محدود.
الرئيس "صانع السلام" يخاطر برد فعل سياسي
هذا الخطر يشمل مخاوف على الصعيد السياسي الداخلي، وكذلك مسائل تتعلق بالأمن الدولي.
فاحتمالية شنّ هجوم أمريكي على إيران كانت قد أثارت انتقادات حادة، ليس من الديمقراطيين وحسب، بل من داخل حركة ترامب نفسها "أمريكا أولاً".
وقد يكون قرار الرئيس غير المعتاد بإلقاء خطابه محاطاً بثلاثة من أقرب مستشاريه محاولةً لإظهار وحدة الصف داخل حزبه.
عُرف جي دي فانس بمواقفه المؤيدة لسياسة خارجية أمريكية أقل تدخلاً. ومؤخراً، ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي مدافعًا عن فكرة أن ترامب ما يزال مؤمناً بعدم التدخل، ويستحق من مؤيديه أن يمنحوه الفرصة وحسن الظن.
وإذا كانت هذه الضربة عمليةً واحدة، فقد يتمكن ترامب من تهدئة الانقسامات داخل قاعدته الشعبية. أما إذا جرّت هذه الخطوة الولايات المتحدة إلى صراع أوسع، فقد يواجه الرئيس تمرّداً من داخل صفوف مؤيديه.
فالهجوم الذي نُفذ يوم السبت يُعدّ خطوة عدائية من قبل رئيس تفاخر طوال ولايته الأولى بعدم خوض حروب جديدة، وكثيراً ما انتقد سلفه على جرّ البلاد إلى صراعات خارجية أثناء حملته الانتخابية العام الماضي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 35 دقائق
- اليوم السابع
أكسيوس عن مسؤول أمريكي: ترامب أبلغ نتنياهو أنه يريد اتفاقا مع طهران
كتب أحمد عبد الرحمن قالت أكسيوس نقلا عن مسؤول أمريكي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يريد اتفاقا مع طهران، وذلك حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، فى خبر عاجل لها. وأوضحت أن ترامب لا يريد مواصلة الضربات على إيران لكنه مستعد لذلك إذا ردت طهران.


الدستور
منذ 37 دقائق
- الدستور
خبير: الضربات الأمريكية لإيران "لعبة سياسية".. وطهران على أعتاب امتلاك القنبلة النووية
كشف الدكتور طه علي، الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الإستراتيجية، عن أن الضربات الأمريكية الأخيرة على إيران تمثل مزيجًا من الرؤية الإسرائيلية التي تعتبر البرنامج النووي الإيراني "تهديدًا وجوديًا"، والرؤية الأمريكية الرامية إلى "تقليم أظافر النفوذ الإيراني" في المنطقة، في تحليلٍ مفصلٍ لكواليس التصعيد الأخير. وأوضح الخبير، خلال مداخلة هاتفية لفضائية 'إكسترا نيوز'، أن الضربات تخدم استراتيجيتين حماية أمن إسرائيل الذي يعتبر جزءًا من الأمن القومي الأمريكي، واستكمال سياسة ترامب في تقليص النفوذ الإيراني منذ أحداث 7 أكتوبر وكشف أن ترامب كان يعد لمفاوضات مع إيران بينما يخطط سرًا للضربات، في إطار "المراوغة السياسية" المعهودة. وأكد الباحث أن إيران باتت "على أعتاب امتلاك القنبلة النووية" بحيازتها 150 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب (84-85%)، ما يكفي لصنع عدة قنابل. وحذر من أن الضربات لم تقضِ على البرنامج النووي بالكامل، حيث لا تزال إيران تملك مختبرات ومواد كافية. سيناريوهات الرد الإيراني وتوقع لجوء طهران إلى إغلاق مضيق هرمز (يمر عبره 30% من نفط العالم)، وتصعيد الهجمات على إسرائيل بصواريخ أكثر تطورًا واستبعد الباحث أن تقدم إيران على ضرب قواعد أمريكية، نظرًا لعدم قدرتها على مواجهة واشنطن مباشرة حاليًا. وشدد الخبير على أن العالم أمام مفترق طرق خطير، حيث تجاوزت إيران "نقطة اللاعودة" في برنامجها النووي، بينما ترفع واشنطن سقف المواجهة، مما يضع المنطقة على حافة انفجار واسع النطاق.


بوابة الأهرام
منذ 37 دقائق
- بوابة الأهرام
اجتهادات جائزةُ بعيدة المنال!
لا يُخفى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب توقه للحصول على جائزة نوبل للسلام. فهو لا يفتأ يكرر سعيه إلى إحلال السلام فى الشرق الأوسط وشرق أوروبا منذ أن قال فى خطاب تنصيبه فى يناير الماضى إنه سيعمل من أجل أن تكون صناعة السلام هى الإرث الذى يعتز به. يريد ترامب أن يكون خامس رئيس أمريكى ينال هذه الجائزة. لكن سياسته لا تخدم الهدف الذى يسعى إليه، بل تجعله بعيد المنال خاصةً بعد دعمه الكامل لحرب جديدة يشنها الكيان الإسرائيلى ضد إيران. كما أن سلوكه تجاه حرب الإبادة فى غزة يكشف استمرار مشاركة الولايات المتحدة فيها عبر الدعم الكامل وغير المشروط لحكومة نيتانياهو. أما الحرب على أوكرانيا فهى أكثر تعقيدًا من أن يستطيع إيجاد سبيل لوقفها فى وقت قصير. كما أن تناقض منهجه فى التعامل مع الحروب الثلاث يدل على ارتباك وتشويش. فهو يدعم الموقف الإسرائيلى الذى يعتبر حرب الإبادة فى غزة والحرب على إيران صراعًا صفريًا. وإذ لا يوجد حل وسط لهذا النوع من الصراعات يبدو عجيبًا سعى ترامب لأن يكون صانع سلام ومستحقًا لجائزة نوبل. ويتناقض هذا المنهج مع نظيره تجاه الحرب على أوكرانيا. فهو يتطلع إلى حل وسط ويحاول إقناع موسكو بالتخلى عن منهجها فى التعامل مع هذه الحرب، باعتبارها صراعًا صفريًا، وأنها لا تنتهى إلا بتحقيق أهدافها كاملةً غير منقوصة. وهكذا يصعب من الناحية الموضوعية تصور نجاح ترامب فى إقناع أحد بأنه صانع سلام. ويعنى هذا أنه لن ينال الجائزة التى يرنو إليها إلا إذا فعلت السياسة والفساد فعلهما كما حدث كثيرًا من قبل فى منح هذه الجائزة. وإذا عدنا إلى الرؤساء الأمريكيين الأربعة الذين حصلوا على هذه الجائزة ربما يكون كارتر الوحيد الذى استحقها بحق ليس بسبب سياسته خلال فترة حكمه (يناير 77 - يناير 1981)، ولكن نتيجة جهوده من أجل إيجاد حلول سلمية لصراعات دولية وتأسيسه مركز كارتر لهذا الغرض. فهو الوحيد بين الرؤساء الأربعة الذى حصل على الجائزة بعد مرور أكثر من عقدين على ترك منصبه.