
قادة الفصائل في العراق يستبدلون مواقعهم تحسباً لاستهداف إسرائيلي
مع تصاعد وتيرة الحرب بين
إيران
وإسرائيل ودخولها الأسبوع الثاني، يتخوف قادة وزعماء الفصائل في العراق من الاستهداف المباشرة لهم عبر الغارات الإسرائيلية على غرار عمليات استهدفت قيادات إيرانية وازنة خلال الأيام الأخيرة، ما دفع الكثير منهم إلى إجراء سلسلة تغييرات أمنية واسعة، طاولت مقرات سكنهم وإلغاء أنشطة وفعاليات أسبوعية لهم.
وتتضمن الإجراءات الجديدة، وفقاً لما كشفته مصادر قريبة من الفصائل العراقية، اليوم الاثنين، احتياطات أمنية، شملت نقل مقرّات سكنهم التي كانت معروفة إلى حد ما سابقاً، وتغيير أرقام هواتفهم هم ومرافقوهم الدائمون، واستبدال مقرّات ومكاتب عملهم. وقال نائب في
البرلمان العراقي
مقرّب من أحد تلك الفصائل، لـ"العربي الجديد"، إنّ جميع قادة الفصائل موجودون في العراق ولا صحة لمغادرتهم، لكنهم وتحسباً لأي استهداف أجروا تعديلات أمنية واسعة.
وأكد أنّ "الاحتياطات الأمنية جاءت بعد شعورهم بالتهديد الحقيقي الذي يستهدف حياتهم بصورة مباشرة، وخصوصاً أنّ بعضهم كان قد تحدّث في الأيام الماضية عن احتمالات مساندة إيران في حربها مع الكيان الإسرائيلي في حال تدخل الأميركيين فيها، وبعد تحقق شرطهم في الدخول، فقد باتوا أمام لحظة تاريخية من تحقيق وعدهم، ما يعني أن احتمالات استهدافهم بغارات إسرائيلية أو أميركية باتت أقرب"، وفقاً لقوله.
وأوضح ناشط سياسي آخر مقرّب من جماعة "كتائب سيد الشهداء"، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الشعور العام في الوسطين السياسي والفصائلي أنّ العراق مرشح على قائمة العدوان الصهيوني بعد الانتهاء من استهداف إيران"، مضيفاً: "لذا، فإنّ قادة الفصائل، خاصة تلك التي تبنّت سابقاً تنفيذ عمليات ضد الاحتلال بعد
طوفان الأقصى
، بات من الصعب الوصول إليهم وغيّروا مقرّاتهم وكل وسائل اتصالهم".
تقارير عربية
التحديثات الحية
العراق: تأهب أمني واسع قرب المصالح والمواقع الأميركية
ولفت إلى أنّ "أكثر ما يخشاه قادة الفصائل العراقية والمسؤولون المهمون فيها هو أجهزة الاتصال التي يشعرون بأنها قد تكون اللعنة التي قد تحلّ بهم، وخصوصاً أنهم يخشون من اختراقها أو من أن تكون مخترقة بالأساس، وبالتالي يتم تحديد مواقعهم بصورة دقيقة أو شبه دقيقة. لذلك، فقد وجه معظم زعماء الفصائل بترك الهواتف الذكية، وألا يتم التعامل بها تحسباً لأي مشكلة قد تحدث. وجرى في أحد الاجتماعات التي جمعت ثلاثة من قادة الفصائل التحذير الشديد من الوشاية التي قد تكون من مقربين أو بيع سياسي قد يحدث، ولا سيما أن الأوضاع السياسية غير مستقرة".
والأسبوع الماضي، هدّدت فصائل عراقية مسلحة حليفة لإيران من أنها ستتدخل عسكرياً في حال دخول واشنطن بالحرب التي تخوضها إسرائيل ضد طهران. وأبرز تلك الفصائل العراقية التي هددت، وفقاً لبيانات رسمية منها أو مواقف صدرت عن قيادات بارزة فيها، هي "كتائب حزب الله"، و"
عصائب أهل الحق
"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"حركة أنصار الله الأوفياء"، و"كتائب الإمام علي"، و"حركة النجباء".
وحذّر الناطق باسم جماعة "عصائب أهل الحق" جواد الطليباوي من أنهم سيدخلون على خط المواجهة الحالية في حال تدخلت واشنطن. وقال الطليباوي، في بيان: "نحذر الإدارة الأميركية من تبعات أي مشاركة عسكرية إلى جانب حليفها الإسرائيلي في استهداف إيران"، مضيفاً أن "الحقائق قد انجلت ولم يعد هناك مجال للتراجع". وأضاف: "نجدد إعلان البيعة والعهد الثابت لنائب الإمام المهدي أرواحنا فداه ولي أمر المسلمين (المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي) وقائد المقاومة ضد الاستكبار العالمي، نقدّم أرواحنا دفاعاً عن الإسلام وأهله ضد المعتدين الصهاينة".
في المقابل، هددت "كتائب حزب الله" في العراق باستهداف المصالح والقواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة في حال تدخلت واشنطن عسكرياً في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، وفقاً لبيان أصدرته الجماعة. كما أصدر المتحدث باسم "كتائب سيد الشهداء"، الشيخ كاظم الفرطوسي، بياناً أكد فيه أنّ "العدوان الإسرائيلي ليس موجهاً ضد إيران وحدها، بل يمتد ليشمل المنطقة بأكملها، وبالتالي فإنّ العراق لن يكون في مأمن إذا استمرت وتيرة التصعيد بهذا الشكل"، مهدداً بالتحرّك في حال تم استخدام القوات الأميركية في العراق منطلقاً للهجمات على إيران.
تقارير عربية
التحديثات الحية
العراق: قلق متزايد بشأن أمن السفارة الأميركية مع تصاعد التوتر
وجاءت تهديدات الفصائل الحليفة لإيران في ظل حالة ترقب وتخوف في العراق من إمكانية جرّ البلاد إلى دائرة الحرب، لا سيما أنّ الطيران الإسرائيلي يخترق بشكل يومي الأجواء العراقية، ولا توجد ضمانات حقيقية تؤكد أنّ الفصائل الموالية لإيران ستواصل سياسة النأي بالنفس مهما حدث من تطورات ميدانية، خصوصاً مع تسرّب معلومات تفيد بأنّ ضغوطاً تُمارس على الفصائل من قواعد جماهيرية متحمسة لمساندة إيران عبر ضرب الأميركيين في العراق، أو توجيه ضربات للأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جانبه، أشار الخبير الأمني سرمد البياتي إلى أنّ "المخاوف الأمنية حاضرة وبشدة في بغداد، ولا سيما أنّ الكيان الإسرائيلي لم يعد يحترم ولا يلتزم بأي حدود عسكرية أو حربية، فهو يعمل على جبهات متعددة، وأن جبهة العراق ليست ببعيدة عن ذهنية إدارة الكيان التي تتعامل بإجرام في مواجهة خصومها"، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الفصائل العراقية لديها ظروفها، وقد أكدت في أكثر من مناسبة أنها تختار ما يهدف لمصلحة العراق، بالتالي فإن التوقع بأنها ستشترك أو لا قد تحدده التطورات القادمة، وبالنسبة للتحديات الأمنية التي توجه زعماء الفصائل، فهي ليست جديدة على أي حال، إذ إنهم مهددون دائماً بالاستهداف، وأغلبيتهم تعلموا ألا يكونوا أهدافاً سهلة".
ويتابع العراق بحذر التطورات الأمنية المتصاعدة مع تواصل الحرب الإسرائيلية الإيرانية والتبادل الكثيف للهجمات، فيما تسعى الحكومة للحفاظ على الحياد ومنع اتساع نطاق الحرب التي يبدو أنّ الفصائل الموالية لطهران قد تشارك فيها، لا سيما مع استمرار الجيش الإسرائيلي بضرب منشآت مهمة وحيوية في المدن الإيرانية. وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في بيان عممه مكتبه، إنّ "الكيان الصهيوني يسعى إلى توسيع رقعة الحرب بالمنطقة من أجل رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط"، ما يؤكد وجود مخاوف من اتساع دائرة الحرب الحالية لتشمل الأراضي العراقية.
ودعت الحكومة العراقية إلى اتخاذ خطوات رادعة لإيقاف الاعتداء، مطالبة مجلس الأمن الدولي بـ"الانعقاد الفوري واتخاذ إجراءات حاسمة وملموسة لردع هذا العدوان، وضمان عدم تكراره، واستعادة هيبة النظام القانوني الدولي"، وأكدت التزامها الثابت بمبادئ السيادة وعدم استخدام القوة وتسوية النزاعات عبر الوسائل السلمية. من جهتها، أعلنت سلطة الطيران المدني إيقاف حركة الطيران في المطارات العراقية، وباشرت بإخلاء الأجواء من الطائرات المقبلة والمغادرة والعابرة إلى إشعار آخر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
إسرائيل تدّعي مهاجمة منشأة فوردو وسجن للمعارضين في طهران
أكّدت السلطة القضائية الإيرانية، اليوم الاثنين، أنّ الأوضاع في سجن إيفين في طهران تحت السيطرة بعد استهدافه بمسيّرات أصابت أجزاء منه، وكانت وزارة الأمن الإسرائيلية قالت إن الجيش الإسرائيل ي استهدف السجن في غارات شنها اليوم على طهران، كما أكدت وسائل إعلام عبرية أن الطائرات الإسرائيلية قصفت منطقة منشأة فوردو النووية الإيرانية. ونفى المركز الإعلامي التابع للقضاء الإيراني إطلاق النار في داخل سجن إيفين، وقال إن "الكيان الصهيوني، الذي هاجم قبل ساعة سجن إيفين في انتهاك لجميع القواعد الدولية، يقوم في الوقت نفسه عبر منصته الإعلامية، أي إيران إنترناشونال، ببث أخبار عن اضطرابات في السجن، فيما الوضع الميداني للسجن يشير إلى أن الأوضاع تحت السيطرة وأن الشائعات لا أساس لها من الصحة". وأفاد بيان صادر عن وزارة الأمن الإسرائيلية، بأن الجيش الإسرائيلي يواصل "تنفيذ هجمات غير مسبوقة على أهداف تابعة للنظام الإيراني وأجهزة القمع (على حد وصف البيان) في قلب العاصمة طهران. وتشمل الأهداف مقر الباسيج، وسجن إيفين الذي يُحتجز فيه معارضو النظام، بالإضافة إلى الساعة المعروفة باسم (ساعة تدمير إسرائيل) في ساحة فلسطين. كما استُهدفت مقرات للأمن الداخلي تابعة للحرس الثوري الإيراني ومقرات الأيديولوجيا، إلى جانب أهداف إضافية تابعة للنظام". وجاء في البيان أن "أي إطلاق صواريخ باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية سيقابَل بردّ قاسٍ يُعاقب من خلاله الديكتاتور الإيراني، فيما تستمر الهجمات بكل قوة. سنواصل العمل من أجل حماية الجبهة الداخلية وهزيمة العدو، وحتى إنجاز جميع أهداف الحرب". من جهته، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بياناً حول هجماته اليوم على إيران، وجاء في البيان بنسخته العربية: "قبل قليل أغارت طائرات حربية لسلاح الجو بتوجيه دقيق من هيئة الاستخبارات على مقرات قيادة ومصالح تابعة لقوات الأمن الداخلي والحرس الثوري الإيراني في طهران"، وأضاف أنه "تم استهداف مقر قيادة قوات الباسيج، التي تعتبر أحد أهم مراكز القوة للحرس الثوري والمسؤولة عن فرض الأخلاق الإسلامية بقوة وتقديم البلاغات إلى السلطات حول مواطنين إيرانيين يخالفون هذه التعليمات". وقال بيان جيش الاحتلال إنه "تم استهداف مقر المركز الإيراني المسؤول عن حماية عدة مدن في محافظة طهران من تهديدات مختلفة والحفاظ على استقرار النظام، إلى جانب مقرات شرطة الاستخبارات والأمن العام التابعة لقوى الأمن الداخلي، التي تعتبر جزءاً من القوات العسكرية للنظام الإيراني"، واعتبر البيان أن "هذه المقرات ذات أهمية بالغة من الناحية العسكرية والسلطويّة واستهدافها يشكل ضربة لقدرات النظام الإيراني العسكرية". وفي بيان لاحق ادعى جيش الاحتلال أنه استهدف في الموجة الأخيرة من الغارات "عدداً من المقارّ العسكرية التابعة للنظام الإيراني، من بينها مقرّ (ثأر الله)، وهو المقرّ العام التابع للحرس الثوري المكلّف بحماية طهران من التهديدات الأمنية، بما في ذلك التهديدات الداخلية. كما تم استهداف فيلق (سيد الشهداء) التابع بدوره للحرس الثوري، والمكلّف بحماية الوطن بما يشمل قمع التهديدات الداخلية، مثل أعمال الشغب والاحتجاجات في طهران"، واضاف البيان أنه جرى استهداف "مقرّ أمن المعلومات العام التابع لقوات الأمن الداخلي، المسؤول عن مراقبة عناصر الأمن الداخلي والإشراف على المعلومات والاتصالات داخل المنظومة". ومن جهة أخرى، نقلت القناة 12 العبرية تأكيداً إسرائيلياً بأن سلاح الجو الإسرائيلي قصف منطقة منشأة فوردو النووية الإيراني، وأضافت أن الهجوم تم تحت إشراف وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس هيئة الأركان إيال زامير من مقر وزارة الأمن. وأوضحت القناة لاحقاً نقلاً عن مصدر أمني، لم تسمّه، قوله "هاجمنا قرب فوردو من أجل منع الوصول إلى المنشأة". رصد التحديثات الحية لا تأكيدات بشأن حجم الدمار في منشأة فوردو النووية الإيرانية ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصادر إسرائيلية، اليوم، تأكيدها أن الطائرات الإسرائيلية شنت هجمات على أهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني. وأضافت المصادر أن "الضربات تركّزت في العاصمة طهران على مواقع تُعتبر رموزاً لقمع الشعب الإيراني". ومن بين الأهداف التي تم استهدافها، وفقاً للمصادر ذاتها، سجن يُحتجز فيه معارضون للنظام، ومقرات وقواعد تابعة للحرس الثوري، ومواقع تابعة لأجهزة الأمن الداخلي.


العربي الجديد
منذ 13 ساعات
- العربي الجديد
قادة الفصائل في العراق يستبدلون مواقعهم تحسباً لاستهداف إسرائيلي
مع تصاعد وتيرة الحرب بين إيران وإسرائيل ودخولها الأسبوع الثاني، يتخوف قادة وزعماء الفصائل في العراق من الاستهداف المباشرة لهم عبر الغارات الإسرائيلية على غرار عمليات استهدفت قيادات إيرانية وازنة خلال الأيام الأخيرة، ما دفع الكثير منهم إلى إجراء سلسلة تغييرات أمنية واسعة، طاولت مقرات سكنهم وإلغاء أنشطة وفعاليات أسبوعية لهم. وتتضمن الإجراءات الجديدة، وفقاً لما كشفته مصادر قريبة من الفصائل العراقية، اليوم الاثنين، احتياطات أمنية، شملت نقل مقرّات سكنهم التي كانت معروفة إلى حد ما سابقاً، وتغيير أرقام هواتفهم هم ومرافقوهم الدائمون، واستبدال مقرّات ومكاتب عملهم. وقال نائب في البرلمان العراقي مقرّب من أحد تلك الفصائل، لـ"العربي الجديد"، إنّ جميع قادة الفصائل موجودون في العراق ولا صحة لمغادرتهم، لكنهم وتحسباً لأي استهداف أجروا تعديلات أمنية واسعة. وأكد أنّ "الاحتياطات الأمنية جاءت بعد شعورهم بالتهديد الحقيقي الذي يستهدف حياتهم بصورة مباشرة، وخصوصاً أنّ بعضهم كان قد تحدّث في الأيام الماضية عن احتمالات مساندة إيران في حربها مع الكيان الإسرائيلي في حال تدخل الأميركيين فيها، وبعد تحقق شرطهم في الدخول، فقد باتوا أمام لحظة تاريخية من تحقيق وعدهم، ما يعني أن احتمالات استهدافهم بغارات إسرائيلية أو أميركية باتت أقرب"، وفقاً لقوله. وأوضح ناشط سياسي آخر مقرّب من جماعة "كتائب سيد الشهداء"، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الشعور العام في الوسطين السياسي والفصائلي أنّ العراق مرشح على قائمة العدوان الصهيوني بعد الانتهاء من استهداف إيران"، مضيفاً: "لذا، فإنّ قادة الفصائل، خاصة تلك التي تبنّت سابقاً تنفيذ عمليات ضد الاحتلال بعد طوفان الأقصى ، بات من الصعب الوصول إليهم وغيّروا مقرّاتهم وكل وسائل اتصالهم". تقارير عربية التحديثات الحية العراق: تأهب أمني واسع قرب المصالح والمواقع الأميركية ولفت إلى أنّ "أكثر ما يخشاه قادة الفصائل العراقية والمسؤولون المهمون فيها هو أجهزة الاتصال التي يشعرون بأنها قد تكون اللعنة التي قد تحلّ بهم، وخصوصاً أنهم يخشون من اختراقها أو من أن تكون مخترقة بالأساس، وبالتالي يتم تحديد مواقعهم بصورة دقيقة أو شبه دقيقة. لذلك، فقد وجه معظم زعماء الفصائل بترك الهواتف الذكية، وألا يتم التعامل بها تحسباً لأي مشكلة قد تحدث. وجرى في أحد الاجتماعات التي جمعت ثلاثة من قادة الفصائل التحذير الشديد من الوشاية التي قد تكون من مقربين أو بيع سياسي قد يحدث، ولا سيما أن الأوضاع السياسية غير مستقرة". والأسبوع الماضي، هدّدت فصائل عراقية مسلحة حليفة لإيران من أنها ستتدخل عسكرياً في حال دخول واشنطن بالحرب التي تخوضها إسرائيل ضد طهران. وأبرز تلك الفصائل العراقية التي هددت، وفقاً لبيانات رسمية منها أو مواقف صدرت عن قيادات بارزة فيها، هي "كتائب حزب الله"، و" عصائب أهل الحق "، و"كتائب سيد الشهداء"، و"حركة أنصار الله الأوفياء"، و"كتائب الإمام علي"، و"حركة النجباء". وحذّر الناطق باسم جماعة "عصائب أهل الحق" جواد الطليباوي من أنهم سيدخلون على خط المواجهة الحالية في حال تدخلت واشنطن. وقال الطليباوي، في بيان: "نحذر الإدارة الأميركية من تبعات أي مشاركة عسكرية إلى جانب حليفها الإسرائيلي في استهداف إيران"، مضيفاً أن "الحقائق قد انجلت ولم يعد هناك مجال للتراجع". وأضاف: "نجدد إعلان البيعة والعهد الثابت لنائب الإمام المهدي أرواحنا فداه ولي أمر المسلمين (المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي) وقائد المقاومة ضد الاستكبار العالمي، نقدّم أرواحنا دفاعاً عن الإسلام وأهله ضد المعتدين الصهاينة". في المقابل، هددت "كتائب حزب الله" في العراق باستهداف المصالح والقواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة في حال تدخلت واشنطن عسكرياً في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، وفقاً لبيان أصدرته الجماعة. كما أصدر المتحدث باسم "كتائب سيد الشهداء"، الشيخ كاظم الفرطوسي، بياناً أكد فيه أنّ "العدوان الإسرائيلي ليس موجهاً ضد إيران وحدها، بل يمتد ليشمل المنطقة بأكملها، وبالتالي فإنّ العراق لن يكون في مأمن إذا استمرت وتيرة التصعيد بهذا الشكل"، مهدداً بالتحرّك في حال تم استخدام القوات الأميركية في العراق منطلقاً للهجمات على إيران. تقارير عربية التحديثات الحية العراق: قلق متزايد بشأن أمن السفارة الأميركية مع تصاعد التوتر وجاءت تهديدات الفصائل الحليفة لإيران في ظل حالة ترقب وتخوف في العراق من إمكانية جرّ البلاد إلى دائرة الحرب، لا سيما أنّ الطيران الإسرائيلي يخترق بشكل يومي الأجواء العراقية، ولا توجد ضمانات حقيقية تؤكد أنّ الفصائل الموالية لإيران ستواصل سياسة النأي بالنفس مهما حدث من تطورات ميدانية، خصوصاً مع تسرّب معلومات تفيد بأنّ ضغوطاً تُمارس على الفصائل من قواعد جماهيرية متحمسة لمساندة إيران عبر ضرب الأميركيين في العراق، أو توجيه ضربات للأراضي الفلسطينية المحتلة. من جانبه، أشار الخبير الأمني سرمد البياتي إلى أنّ "المخاوف الأمنية حاضرة وبشدة في بغداد، ولا سيما أنّ الكيان الإسرائيلي لم يعد يحترم ولا يلتزم بأي حدود عسكرية أو حربية، فهو يعمل على جبهات متعددة، وأن جبهة العراق ليست ببعيدة عن ذهنية إدارة الكيان التي تتعامل بإجرام في مواجهة خصومها"، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الفصائل العراقية لديها ظروفها، وقد أكدت في أكثر من مناسبة أنها تختار ما يهدف لمصلحة العراق، بالتالي فإن التوقع بأنها ستشترك أو لا قد تحدده التطورات القادمة، وبالنسبة للتحديات الأمنية التي توجه زعماء الفصائل، فهي ليست جديدة على أي حال، إذ إنهم مهددون دائماً بالاستهداف، وأغلبيتهم تعلموا ألا يكونوا أهدافاً سهلة". ويتابع العراق بحذر التطورات الأمنية المتصاعدة مع تواصل الحرب الإسرائيلية الإيرانية والتبادل الكثيف للهجمات، فيما تسعى الحكومة للحفاظ على الحياد ومنع اتساع نطاق الحرب التي يبدو أنّ الفصائل الموالية لطهران قد تشارك فيها، لا سيما مع استمرار الجيش الإسرائيلي بضرب منشآت مهمة وحيوية في المدن الإيرانية. وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في بيان عممه مكتبه، إنّ "الكيان الصهيوني يسعى إلى توسيع رقعة الحرب بالمنطقة من أجل رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط"، ما يؤكد وجود مخاوف من اتساع دائرة الحرب الحالية لتشمل الأراضي العراقية. ودعت الحكومة العراقية إلى اتخاذ خطوات رادعة لإيقاف الاعتداء، مطالبة مجلس الأمن الدولي بـ"الانعقاد الفوري واتخاذ إجراءات حاسمة وملموسة لردع هذا العدوان، وضمان عدم تكراره، واستعادة هيبة النظام القانوني الدولي"، وأكدت التزامها الثابت بمبادئ السيادة وعدم استخدام القوة وتسوية النزاعات عبر الوسائل السلمية. من جهتها، أعلنت سلطة الطيران المدني إيقاف حركة الطيران في المطارات العراقية، وباشرت بإخلاء الأجواء من الطائرات المقبلة والمغادرة والعابرة إلى إشعار آخر.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
تأهب إسرائيلي على حدود لبنان وعون يحذر من اتّساع رقعة التوتر بعد الضربات الأميركية على إيران
رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي مستوى التأهب على الحدود مع لبنان، تحسّباً لأي محاولة من حزب الله لتنفيذ هجوم تضامناً مع إيران ضدّ إسرائيل، في وقت حذّر فيه ال رئيس اللبناني جوزاف عون من اتّساع رقعة التوتر في المنطقة، على إثر التطورات المتسارعة للعدوان الإسرائيلي على إيران ومشاركة الولايات المتحدة في شنِّ ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية. وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الأحد، بأنّ الجيش الإسرائيلي يرفع مستوى التأهب تجاه لبنان تحسباً لأي محاولة من حزب الله لتنفيذ هجوم تضامناً مع إيران، فيما ذكرت صحيفة هآرتس أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال انضمام حزب الله إلى الحرب في أعقاب الضربات الأميركية لمنشآت إيران النووية. في الأثناء، اعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الأحد، أنّ "التصعيد الأخير للمواجهات الإسرائيلية الإيرانية والتطورات المتسارعة التي ترافقها، ولا سيّما قصف المنشآت النووية الإيرانية فجر اليوم، من شأنه أن يرفع منسوب الخوف من اتّساع رقعة التوتر على نحو يهدّد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بضبط النفس وإطلاق مفاوضات بناءة وجدية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة، وتفادي المزيد من القتل والدمار، ولا سيّما أن هذا التصعيد يمكن أن يستمر طويلاً". وناشد عون قادة الدول القادرة على التدخل وضع حد لما يجري قبل فوات الأوان، مشيراً إلى أن لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيّما أن كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال. وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان إنّ عون تابع، منذ فجر الأحد، التطوّرات العسكرية التي نتجت عن قصف المنشآت النووية الإيرانية، وظلّ على اتصال مع رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الدفاع الوطني ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقادة الأجهزة الأمنية، مؤكداً على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للمحافظة على الاستقرار في البلاد. تقارير عربية التحديثات الحية لبنان يواكب الحرب الإسرائيلية الإيرانية: اتصالات لتثبيت الحياد بدوره، قال المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نواف سلام ، في بيان، إنّ الاتصال بينه وبين عون جرى خلاله الاتفاق على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبَين، والعمل المشترك لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني، وقال سلام في منشور له عبر منصة إكس إنه "بمواجهة التصعيد الخطير في العمليات العسكرية، ومخاطر تداعياتها على المنطقة بأسرها، تزداد أهمية تمسّكنا الصارم بالمصلحة الوطنية العليا التي تقضي بتجنيب توريط لبنان أو زجّه بأي شكل من الأشكال في المواجهة الإقليمية الدائرة، وعينا لمصلحتنا الوطنية الـعليا هو سلاحنا الأمضى في هذه الظروف الدقيقة". جشي: ترجمة موقف حزب الله في لبنان تقرره المقاومة من جهته، قال عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي لـ"العربي الجديد" إن "الأميركي ومنذ انتصار الثورة لم يوقف الحرب على الجمهورية الإسلامية ومشكلته مع الإيراني ليست في النووي، فإيران حسمت خيارها بالاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي ورفضت الخضوع لإملاءات الإدارة الأميركية، وهذا لا يناسب الأميركي"، وأشار إلى أن "الحرب لم تتوقف وهي تأخذ أشكالاً متعدّدة ومختلفة بحسب الزمان والمكان. واليوم كانت مباشرة بقصف أميركا المواقع النووية الإيرانية". ولفت جشي إلى أن من "الواضح أن الإيراني متمسّك بالخيار الدبلوماسي والمفاوضات، وهذا حقه فهو ملتزم المعاهدات الدولية وتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية. لكن الأميركي متجبّر ومتغطرس ومجرم ومخادع ويريد إخضاع شعوب ودول المنطقة للتسلط عليها وسلب ثرواتها وقدراتها". وعن احتمالية مشاركة حزب الله في الحرب، قال جشي: "ليس شرطاً إذا كان لدى حزب الله موقف مؤيد إلى جانب إيران أن يكون مشاركاً في الموضوع العسكري. فإيران قادرة على الدفاع عن نفسها في المعركة التي هي بين الحق والباطل، وبين المظلومين والمستضعفين من شعوب المنطقة وبين الأميركي المتسلط والباطل المتمثل بالعدو"، مضيفاً: "حزب الله بالتأكيد ليس على الحياد، فهو مع الحق ضد الباطل، ومع المظلومين ضد الظالم والطاغي، أي أميركا وأداتها إسرائيل، أما الترجمة للموقف على المستوى الإعلامي والثقافي والسياسي، وحتى العسكري، فتقرّره المقاومة". وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قد أكد، في تصريح له، الخميس الماضي، أنّ الحزب ليس في موقع الحياد في هذه الحرب، قائلاً: "نحن إلى جانب إيران في مواجهة هذا الظلم العالمي، ونتصرفُ بما نراه مناسباً في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأميركي الغاشم".