logo
الطاقة الذرية: مخزون إيران من اليورانيوم المخصب زاد بشكل حاد

الطاقة الذرية: مخزون إيران من اليورانيوم المخصب زاد بشكل حاد

الأمناء ٢٦-٠٢-٢٠٢٥

ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير ربع سنوي، اليوم الأربعاء، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60% زاد بشكل حاد و"مقلق للغاية" منذ أن أعلنت طهران عن تسريع عمليات التخصيب في ديسمبر الماضي.
وتقترب هذه الدرجة من النقاء من المستوى المطلوب لصنع الأسلحة النووية وهي 90%.
وجاء في التقرير، وهو واحد من تقريرين سريين للوكالة الدولية للطاقة الذرية موجهين للدول الأعضاء واطلعت عليهما وكالات أنباء عالمية، أن مخزون اليورانيوم المخصب حتى درجة نقاء 60% في صورة سادس فلوريد اليورانيوم ارتفع بمقدار 92.5 كيلوغرام في الربع الماضي إلى 274.8 كيلوغرام.
وفي الثامن من فبراير الحالي، بلغ إجمالي هذا المخزون 274.4 كيلوغرام، مقابل 182.2 كيلوغرام قبل ثلاثة أشهر، مما يشير إلى تسارع واضح في معدّل الإنتاج.
وقال علي واعظ المتخصص في الشأن الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية، لوكالة "فرانس برس"، إن "إيران تنتج حالياً ما يكفي من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% شهرياً لبناء سلاح نووي إذا ارتفعت النسبة إلى 90%".
وكانت طهران حذرت في بداية ديسمبر بشأن نيتها التحرّك بسرعة أكبر، رداً على اعتماد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً حاسماً. كذلك، أعلنت تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة متطوّرة، تُستخدم لتخصيب اليورانيوم.
ووفق التقرير، فقد أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي عن أسفه "العميق لأن إيران بالرغم من إبداء استعدادها للنظر في تعيين أربعة مفتشين إضافيين من ذوي الخبرة، لم تقبل بتعييناتهم".
وتدافع إيران عن حقها في امتلاك الطاقة النووية لأغراض مدنية، بينما تنفي رغبتها في امتلاك قنبلة ذرية.
وفي السنوات الأخيرة، تراجعت تدريجياً عن جميع التزاماتها التي تعهّدت بها بموجب الاتفاق المبرم في العام 2015 مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والصين وروسيا.
وخلال ولايته الأولى في البيت الأبيض بين 2017 و2021، اعتمد الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة "ضغوط قصوى" حيال طهران، شملت الانسحاب الأحادي الجانب من الاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي، وإعادة فرض عقوبات قاسية عليها بهدف إضعاف اقتصادها وعزلها على الساحة الدولية. وحتى الآن، فشلت محاولات إعادة إحياء الاتفاق.
والثلاثاء، استبعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إجراء أي "مفاوضات مباشرة" مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، في ظل سياسة "الضغوط القصوى" التي يمارسها ترامب. وقال واعظ إن "إيران لن تفاوض بينما يتمّ توجيه بندقية إلى رأسها".
وجاء تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أيام من افتتاح اجتماع لمجلس محافظي الوكالة في فيينا.
ووفق التقرير، فقد بلغ إجمالي احتياطيات اليورانيوم المخصّب 8294.4 كيلوغرام (مقابل 6604.4 كيلوغرام في السابق)، وهو ما يزيد 41 ضعفاً عن الحد المسموح به بموجب اتفاق العام 2015.
وتعهّدت الوكالة بتقديم تقرير كامل بحلول ربيع العام 2025، بناء على طلب الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجولة الخامسة.. إلى أين تتجه بوصلة المفاوضات؟
الجولة الخامسة.. إلى أين تتجه بوصلة المفاوضات؟

مركز الروابط

timeمنذ 5 ساعات

  • مركز الروابط

الجولة الخامسة.. إلى أين تتجه بوصلة المفاوضات؟

2025-05-23 Editor انطلقت أعمال الجولة الخامسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية في العاصمة الإيطالية (روما) يوم الثالث والعشرين من آيار 2025 وسط العديد من التكهنات التقديرات السياسية على مديات نجاحها واستمرارها وطبيعة المواضيع الرئيسية التي سيناقشها المبعوث الأمريكي ( ستيف ويتكوف) مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وبحضور اللجان الفنية التي أُتفق على حضورها منذ الجولة الثالثة لدعم الاراء والأفكار المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. تنعقد الجولة الخامسة في مخاضات رسمتها المواقف السياسية والإجراءات الأمريكية الإيرانية، ومنها ما أعلنته الأمريكية بتاريخ الثاني والعشرين من آيار 2025 بفرض عقوبات اقتصادية على قطاع البناء والتشييد في إيران مع أخرى تتعلق ب( 10) مواد صناعية ذات طبيعة عسكرية، وهو الإجراء الذي عبرت عنه وزارة الخارجية الإيرانية عبر ممثلها إسماعيل بقائي بالقول ( إن العقوبات الأميركية الجديدة على طهران تلقي بمزيد من الشكوك على استعداد واشنطن للانخراط في الدبلوماسية). ثم جاء المتغير السياسي والموقف الأمريكي الذي طالب إيران بالتخصيب الصفري ويعني التفكيك الكامل للبرنامح النووي الإيراني، وهو في رأي غالبية الإدارة الأمريكية يشكل منعطفًا ايجابيًا في تحقيق اتفاق جديد ودائم مع إيران وتثبت خلالها مصداقيتها في العمل وتوصل لنجاح المفاوضات،ولكن الجانب الإيراني يرى أن موافقته لعقد جلسة الحوار الخامسة إنما انبثقت من سعيه إلى تحقيق المصالح العليا لإيران وتثبيت احقيتها في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات الاقتصادية وأنها عازمة على الثبات والدفاع عن موقفها. جاء الموقف الإيراني قبل يوم من بدء الجولة الخامسة والذي أوضحه بشكل واضح ودقيق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تدوينته على موقع (X) وأُعتبر رسالة موجهة للمفاوض الأمريكي بقوله (عدم وجود أسلحة نووية يعني وجود اتفاق وعدم التخصيب يعني لا اتفاق، وحان الوقت لاتخاذ القرار)،وان إيران على استعداد لمزيد من عمليات التفتيش لمنشأتها النووية، وهو بذلك يمنح مسارًا جديدًا أكثر مقبولية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ويعطي فسحة من التفاؤل في التغلب على عديد من العوائق والمشاكل المطروحة في المفاوضات المشتركة بين واشنطن وطهران. إيران ترى أن التخصيب حق لها ومسألة تتعلق بمواقفها ودفاعها عن وجودها وأنها تتمسك برأيها حول امتلاكها لبرنامج نووي مدني سلمي، هذا ما لا يتوافق والرؤية الأمريكية الذي يسعى إلى تحديد النسب المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وعدم التوسع فيها مع ضرورة العودة إلى النسب التي بررها اتفاق 2015 والذي سمح لإيران بنسبة تخصيب لا تتعدى 3،67، وهذا ما يصر على مناقشته المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومعه مدير تخطيط السياسات في الخارجية الأميركية مايكل أنطون،مقابل تخفيف العقوبات. لا زالت العقبة الرئيسية التي يراها الطرفان ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم وهي ما يمكن التغلب عليها إذا ما نظرت إيران إلى أهدافها وغاياتها من قبولها لعقد المفاوضات بعد ممانعة امتدت لسنوات عديدة، رأت في مصلحتها وبقاء نظامها ومعالجة أزماتها الاقتصادية والاجتماعية، وأنها عليها الموافقة والبدأ لمناقشة الشروط الأمريكية التي وردت في رسالة الرئيس ترامب للقيادة الإيرانية. أن المواقف الإيرانية لا زالت تخاطب المواطن الإيراني وترغب في اقناعه بثبات رأيها ودورها المؤثر في مراحل المفاوضات التي تريد أن تؤكد له أنها في حالة دفاع عن منجزاته العلمية ومكتسباته الوطنية، في حين أنها تسعى لتثبيت وضعها السياسي ونظامها الحاكم ودورها الإقليمي، وبغية تعزيز الدور الإيراني أمام الشعوب الإيرانية يأتي تصريح المرشد الأعلى علي خامنئي بتاريخ العشرين من آيار 2025 حول الشروط الأمريكية وما يتم مناقشته في جولات الحوار بقوله ( أن الشروط زائدة عن الحد ومهينة) وأنه يرى انها سوف لا تفضي الى اتفاق دائم، ويأتي الرأي السياسي من المرشد الإيراني بعد التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من أن إدارة الرئيس ترامب تعمل على التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران بامتلاك برنامج نووي مدني دون تخصيب اليورانيوم معتبراً أن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق لن يكون سهلاً. تبقى موضوعة التعامل مع نسب التخصيب التي وصلتها إيران وكيفية التصرف بها من المواضيع العامة التي ستحدد مسار الجولة الخامسة وإضاف إلى موقف إيران وممانعتها في مناقشة برنامج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، في موازاة لحملة من التهديدات تطلقها بعض القيادات العسكرية والأمنية في الحرس الثوري الإيراني في التمسك بعملية تخصيب اليورانيوم والدفاع عنها والالتزام بعدم تقديم أي تنازلات بخصوصها وإلا فإن الموقف السياسي سيتغير بإعلان الانسحاب من المفاوضات وهي مواقف لا تمثل الحقيقة الميدانية والأهداف التي ترغب إيران في التمسك بجولات الحوار وصولًا لرفع العقوبات الاقتصادية والتوصل لاتفاق نووي جديد. تبقى المواقف الأمريكية الإيرانية رهينة بالمتغيرات السياسية والوقائع الميدانية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي وما ستؤول إليه النتائج الإيجابية التي تعالج فيها الأزمات المحيطة بالمنطقة وكيفية التعامل مع أي مستجدات قد تحصل وتساهم في التأثير على المصالح الدولية والإقليمية. وحدة الدراسات الإيرانية مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة

إدارة ترمب تقيد حركة الصحافيين في "البنتاغون"
إدارة ترمب تقيد حركة الصحافيين في "البنتاغون"

Independent عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • Independent عربية

إدارة ترمب تقيد حركة الصحافيين في "البنتاغون"

أصدر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، أمس الجمعة، أوامر تلزم الصحافيين بأن يكون معهم مرافقون رسميون داخل جزء كبير من مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون)، وهي الأحدث في سلسلة من القيود التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترمب على الصحافة. وتمنع هذه الإجراءات، التي دخلت حيز التنفيذ على الفور، الصحافيين المعتمدين من دخول معظم مقار وزارة الدفاع في أرلينغتون بولاية فرجينيا، ما لم يكن لديهم موافقة رسمية ومرافق. وقال هيغسيث في مذكرة، "بينما تظل الوزارة ملتزمة الشفافية، فإنها ملزمة بالقدر نفسه بحماية المعلومات الاستخباراتية السرية والمعلومات الحساسة، التي قد يؤدي الكشف عنها غير المصرح به إلى تعريض حياة الجنود الأميركيين للخطر". وأضاف أن حماية المعلومات الاستخباراتية الوطنية السرية وأمن العمليات "أمر لا غنى عنه بالنسبة إلى الوزارة". وقالت رابطة صحافة "البنتاغون"، وهي منظمة تمثل مصالح الصحافيين المسؤولين عن تغطية الأنباء المتعلقة بالجيش الأميركي، إن القواعد الجديدة تبدو كما لو كانت "هجوماً مباشراً على حرية الصحافة". وأضافت في بيان "يقال إن القرار يستند إلى مخاوف في شأن أمن العمليات، ولكن كان بوسع السلك الصحافي في 'البنتاغون' الوصول إلى الأماكن غير المؤمنة وغير السرية هناك على مدى عقود، في عهد إدارات جمهورية وديمقراطية، وفي أعقاب هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001، من دون أي قلق في شأن أمن العمليات من قيادة وزارة الدفاع". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولم يرد "البنتاغون" حتى الآن على طلب من وكالة "رويترز" للتعليق على بيان رابطة الصحافة. ومنذ عودة ترمب إلى الرئاسة في يناير (كانون الثاني) الماضي، بدأ "البنتاغون" تحقيقاً في تسريبات مما أسفر عن منح ثلاثة مسؤولين إجازة إدارية. كما طلب من مؤسسات إعلامية قديمة، مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"سي أن أن" و"أن بي سي نيوز"، إخلاء مكاتبها في "البنتاغون" في نظام تناوب جديد جلب مؤسسات أخرى، منها وسائل إعلام صديقة بوجه عام لإدارة ترمب مثل "نيويورك بوست" و"برايتبارت" و"ديلي كولر" وشبكة "وان أميركا نيوز". وتقول إدارة ترمب إن الهدف من تلك الخطوة هو إتاحة الفرصة لوسائل الإعلام الأخرى لإعداد تقاريرها بينما تحظى بصفة أعضاء مقيمين في السلك الصحافي. وأوردت "رويترز" أمس أيضاً أن إدارة ترمب نشرت أجهزة كشف الكذب للتحقيق في تسريب المعلومات غير المصنفة على أنها سرية، وأُبلغ بعض مسؤولي وزارة الأمن الداخلي بأنهم معرضون للفصل من العمل لرفضهم الخضوع لاختبارات كشف الكذب. ويقول البيت الأبيض إن ترمب لن يتسامح مع تسريب المعلومات لوسائل الإعلام وإن الموظفين الاتحاديين الذين يفعلون ذلك يجب أن يخضعوا للمساءلة.

لماذا يريد ترمب محاكاة "حرب نجوم" ريغان بـ"قبة ذهبية"؟
لماذا يريد ترمب محاكاة "حرب نجوم" ريغان بـ"قبة ذهبية"؟

Independent عربية

timeمنذ 7 ساعات

  • Independent عربية

لماذا يريد ترمب محاكاة "حرب نجوم" ريغان بـ"قبة ذهبية"؟

فيما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن أولوية تنفيذ مشروع "القبة الذهبية" للدفاع عن الولايات المتحدة من الصواريخ الفرط صوتية والباليستية و"الكروز"، والذي سيكون على غرار "القبة الحديدية" في إسرائيل، تواجه هذه الخطة تحديات مالية ولوجيستية، فعلى خلاف التحديات التكنولوجية التي واجهت إدارة الرئيس رونالد ريغان الذي سعى إلى نظام دفاعي مماثل عرف باسم "حرب النجوم" في ثمانينيات القرن الماضي، تواجه إدارة ترمب تحديات مالية قد تصل كلفتها إلى أكثر من نصف تريليون دولار، كما تواجه صعوبات أخرى لأن مساحة الولايات المتحدة تصل إلى أكثر من 400 ضعف مساحة إسرائيل. فهل يرى مشروع "القبة الذهبية" النور قريباً أم تفشله التحديات التي أعجزت "حرب النجوم"؟ ذهبية وليست حديدية بعد سبعة أيام من عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض أصدر أمراً تنفيذياً للبدء في تنفيذ ما وعد به في حملته الانتخابية "قبة حديدية لأميركا" على غرار "القبة الحديدية" في إسرائيل، بهدف إنشاء نظام دفاعي متطور يحمي الولايات المتحدة من هجمات الصواريخ بعيدة المدى، لكن قبل أيام فقط كشف ترمب عن أن إدارته استقرت على تصميم لهذا النظام الضخم، الذي سيبدأ تشغيله في غضون ثلاث سنوات بحسب وصفه. غير أن ترمب المولع باللون الذهبي غير الاسم من "القبة الحديدية" إلى "القبة الذهبية" مشيراً إلى أنها ستكون قادرة على اعتراض الصواريخ، حتى لو أطلقت من جهات أخرى من العالم أو من الفضاء، وستكون أفضل نظام عسكري أنشئ على الإطلاق ضد الهجمات الخارجية بقدرات دفاع جوي تعترض الصواريخ والقذائف التي نشرها بنجاح الخصوم مثل روسيا، ومع ذلك فإن المشروع الذي وصفه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث بأنه سيغير قواعد اللعبة ويعد استثماراً في أمن الأجيال القادمة، يخشى البعض أن يلقى مصير "مبادرة الدفاع الاستراتيجي" نفسه التي أطلقها الرئيس الجمهوري رونالد ريغان عام 1983 بكلفة بلغت مليارات الدولارات وألغيت في نهاية المطاف من دون أن تحقق هدفها. "حرب نجوم" ثانية يمنح هذا المشروع الرئيس ترمب فرصة لتحقيق رؤية ريغان في بناء نظام دفاعي ضد أي هجوم نووي محتمل، والذي أطلق عليه النقاد في الثمانينيات اسم "حرب النجوم"، في إشارة واضحة إلى سلسلة أفلام الخيال العلمي ذائعة الصيت التي حملت الاسم ذاته من إخراج جورج لوكاس، إذ اعتقد ريغان ومستشاروه أن الولايات المتحدة يمكن حمايتها بدرع دفاعي قادر على اكتشاف الصواريخ الباليستية السوفياتية العابرة للقارات وتدميرها في كل مرحلة من مراحل طيرانها. لكن التكنولوجيا المخصصة لهذا المسعى آنذاك، والتي تطلبت مكونات في الفضاء وأسلحة "ليزر"، كانت غير موجودة وفي مرحلة التطوير، ولهذا فشلت المبادرة في النهاية بسبب التحديات التكنولوجية، فضلاً عن الموازنة الضخمة التي تحتاج إليها، ومع ذلك شكلت هذه المبادرة النقاش الاستراتيجي في ثمانينيات القرن الماضي، وأثرت في محادثات الأسلحة الأميركية - السوفياتية. ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية عام 2002، اقتصر التقدم المحرز في نظام مبادرة الدفاع الاستراتيجي منذ عهد ريغان، على جهود الدفاع الداخلي المحدودة التي لم يبق منها سوى استباق تهديدات الدول التي تعدها الولايات المتحدة دولاً مارقة، وعملياتها لإطلاق الصواريخ العرضية. مصير مختلف تعكس قبة ترمب الذهبية الطموح نفسه، لكن هذه المرة مع تكنولوجيا أقمار اصطناعية أكثر تطوراً وتكلفة مقترحة قدرها 175 مليار دولار ورغبة واضحة في التفوق على التطورات الصاروخية من روسيا والصين، ولهذا لا يعتقد الرئيس ترمب أن "قبته الذهبية" ستواجه المصير نفسه، وبحسب قوله، أراد ريغان ذلك منذ سنوات عديدة، لكنهم لم يمتلكوا التكنولوجيا اللازمة، بينما تتوافر هذه التكنولوجيا الآن على أعلى مستوى، ووفقاً للأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب فإن تهديدات الهجوم بالصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية والأسرع من الصوت وصواريخ "كروز" وغيرها من الهجمات الجوية المتقدمة لا تزال تمثل التهديد الأكثر كارثية الذي تواجهه الولايات المتحدة. ومن بين بعض الخطط التي تعتزم إدارة ترمب تفعيلها هو تسريع نشر طبقة استشعار فضائية لتتبع الصواريخ الفرط صوتية (التي تزيد على خمسة أضعاف سرعة الصوت) والصواريخ الباليستية، وتطوير ونشر صواريخ اعتراضية فضائية، وتطوير ونشر قدرات تحيد الهجمات الصاروخية قبل الإطلاق وفي مرحلة الدفع، بحسب المحاضر في معهد "ملبورن" الملكي للتكنولوجيا بينوي كامبمارك. وعلى رغم ما أشارت إليه إيلي كوينلان هوتالينغ من مجلة "ذا نيو ريبابليك" في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أن قادة قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية "نوراد"، وصفوا النظام الدفاعي الأميركي الحالي بأنه مناسب، دحض الرئيس ترمب وصف الوضع الحالي لقدرات الدفاع الصاروخي الأميركية بأنه نظام، مؤكداً أنها فقط أسلحة فائقة الكفاءة، وعندما سئل ترمب عما إذا كان اقتراح بناء "القبة الذهبية" قد جاء من الجيش، أجاب الرئيس بأنها فكرته وأن القادة العسكريين أعجبوا بها. يعود اهتمام ترمب بإحياء مبادرة الدفاع الاستراتيجي تحت اسم جديد إلى تحذيرات "البنتاغون" لسنوات من أن أحدث الصواريخ التي طورتها الصين وروسيا متقدمة للغاية لدرجة أن اتخاذ تدابير مضادة محدثة أمر ضروري، ولهذا يطمح ترمب في أن تركز الأقمار الاصطناعية والصواريخ الاعتراضية المضافة إلى برنامج "القبة الذهبية"، والتي تشكل الجزء الأكبر من كلفة البرنامج، على إيقاف تلك الصواريخ المتطورة في مرحلة مبكرة أو في منتصف رحلتها. تحديات مالية وفيما تراوحت تقديرات ريغان لكلفة مبادرة الدفاع الاستراتيجي في ثمانينيات القرن الماضي بين 60 و100 مليار دولار، يبلغ التقدير الأولي لمشروع ترمب "القبة الذهبية" 175 مليار دولار، بنما يقول مكتب الموازنة في الكونغرس إن كلفة الجزء الفضائي وحده قد تصل إلى 542 مليار دولار وتستغرق 20 عاماً، وليس ثلاثة أعوام بحسب ما يقول الرئيس ترمب الذي طلب تضمين مبلغ أولي قدره 25 مليار دولار في مشروع قانون مقترح للإعفاء الضريبي بهدف دعم الدراسات وإطلاق الخطوات الأولى من المشروع. وما يشجع ترمب على المضي قدماً في "القبة الذهبية" أن الولايات المتحدة تمتلك بالفعل عديداً من قدرات الدفاع الصاروخي، مثل بطاريات صواريخ "باتريوت" التي قدمتها لأوكرانيا للدفاع ضد الصواريخ القادمة، ومجموعة من الأقمار الاصطناعية في المدار للكشف عن إطلاق الصواريخ، ومن ثم، يمكن دمج بعض هذه الأنظمة الحالية في "القبة الذهبية". لكن على رغم طموح ترمب، لا يزال برنامج "القبة الذهبية" يفتقر إلى تمويل مضمون، ولم تخصص أي أموال للمشروع حتى الآن، كونه ما زال في مرحلة التصميم، وفقاً لما صرح به وزير القوات الجوية الجديد تروي مينك، لأعضاء مجلس الشيوخ الثلاثاء الماضي، وكما حدث مع مبادرة الدفاع الاستراتيجي لريغان في ثمانينيات القرن الـ20، فإن الاختبار الحقيقي سيكون ما إذا كانت وعودها المستقبلية قادرة على الصمود في وجه التدقيق السياسي والواقع التكنولوجي. تشكيك من العلماء واجه ريغان مقاومة من العلماء ومسؤولي الدفاع والقادة الدوليين الذين شككوا في جدوى النظام الشامل الذي دفع به، ففي عام1987، أي بعد أربع سنوات من إعلان مبادرة الدفاع الاستراتيجي، أصدرت الجمعية الفيزيائية الأميركية تقريراً خلص إلى أن المبادرة غير مجدية من الناحية التكنولوجية، وأشارت إلى أن كثيراً من التكنولوجيا المطلوبة لا تزال بعيدة وعلى مسافة عقود، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تضاءل الاهتمام بمثل هذه الأنظمة. الآن يواجه الرئيس ترمب مقاومة مماثلة، وعلى سبيل المثال، أخبر الجنرال تشانس سالتزمان قائد قوة الفضاء الأميركية، المشرعين في الكونغرس أن مشروع "القبة الذهبية" سيتطلب مهام لم يسبق أن أنجزتها منظمات فضائية عسكرية، كما يشير النقاد إلى أنه بينما يتصور ترمب أن النظام سيعمل بكامل طاقته بحلول عام 2029، فإن مسؤولي "البنتاغون" يقولون إنه لا يزال في مرحلة التصميم، إذ صرح الجنرال سالتزمان، للمشرعين في جلسة استماع الثلاثاء الماضي، بأن الأسلحة الفضائية المصممة للبرنامج تمثل متطلبات جديدة وناشئة لمهام لم تنجزها من قبل منظمات فضائية عسكرية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) العنصر الأكثر تعقيداً لكن العنصر الأهم والأكثر تعقيداً هو شبكة أنظمة الاعتراض الفضائية، مثل أجهزة "الليزر"، القادرة على إيقاف أو تدمير الرؤوس الحربية بعد إطلاقها بوقت قصير، إذ يحتاج المسؤولون الذين يبنون أي نظام اعتراض فضائي إلى ضمان تغطية جميع المهاجمين والأهداف المحتملة، حيث لا يمكن تغطية فلوريدا، بينما يمكن تغطية كاليفورنيا، وهذا يعني بناء شبكة ضخمة من الصواريخ الاعتراضية لضمان وجودها دائماً في الموقع الصحيح، وهو ما يرى مدير الأبحاث في برنامج السياسة الخارجية بمعهد "بروكينغز" مايكل أوهانلون أنه سيكون مكلفاً وغير فعال إلى حد كبير. وبحسب أوهانلون، تشكل أجهزة "الليزر" نفسها مشكلة كلفة، إذ يجب إرسالها إلى المدار محملة بكميات كبيرة من الوقود ومرايا عملاق قادرة على تركيز الطاقة بما يكفي لتدمير رأس حربي، وهذا يعني أن كل جهاز "ليزر" دفاعي في الفضاء يعادل تلسكوب "هابل". ويتفق المحاضر في معهد "ملبورن" الملكي للتكنولوجيا بينوي كامبمارك في أنه حتى بعد أربعة عقود من مشروع ريغان، لا تزال البراعة التكنولوجية الأميركية عاجزة عن نشر أسلحة "ليزر" ذات القوة والدقة الكافيتين للقضاء على الطائرات المسيرة أو الصواريخ. وفيما يزعم الإسرائيليون أنهم تغلبوا على هذه المشكلة بنظام سلاح "الليزر" عالي الطاقة "الشعاع الحديدي" الذي كان في مرحلة التجريب ويتوقع نشره في وقت لاحق من هذا العام، دخلت شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية في شراكة مع شركة "رافائيل" الإسرائيلية لضم هذه التكنولوجيا إلى الترسانة الأميركية. التباين من القبة الحديدية وعلى رغم أن مشروع "القبة الذهبية" مستوحى من مفهوم نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم "القبة الحديدية"، فإن ثمة اختلافات جوهرية عديدة بينهما، إذ يجب أن تغطي "القبة الذهبية" مساحة أكبر بكثير بالنظر إلى أن مساحة الولايات المتحدة تماثل 400 ضعف مساحة إسرائيل. ولهذا يجب أن تكون "القبة الذهبية" أكثر شمولاً مع أنظمة مختلفة قادرة على تحديد وتتبع وإيقاف أي نوع من الهجمات الجوية التي قد تواجهها الولايات المتحدة، في حين أن "القبة الحديدية" الإسرائيلية مصممة خصيصاً للحماية من الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية وفقاً لما يشير إليه لويس رامبو الباحث في مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. ويشير ستيفن جيه موراني الذي يشغل حالياً منصب وكيل وزير الدفاع لشؤون الاستحواذ والاستدامة إلى أن "القبة الحديدية" الإسرائيلية تعمل عبر مساحة أصغر بكثير، وليست قارة، ولهذا فإن الحجم الهائل لأي درع دفاعي لحماية مساحة شاسعة من الأرض مثل الولايات المتحدة سيكون من الناحية العملية والمالية، أمراً سخيفاً، حيث يتطلب نظام اعتراض فضائياً، يحاكي خيال ريغان في "حرب النجوم"، آلاف الوحدات لاعتراض صاروخ باليستي ضخم بنجاح، ولتوضيح الصورة أكبر، قدم تود هاريسون من معهد "أميركان إنتربرايز" حساباً لهذه العملية يشير إلى أن نظام يضم 1900 قمر اصطناعي سيكلف الولايات المتحدة ما بين 11 و27 مليار دولار لتطويره وبنائه وإطلاقه. استفزاز الخصوم وبينما تتزايد التحديات يبرز تحد آخر، وهو أن بناء الولايات المتحدة أنظمة دفاعية قوية، يمكن أن يستفز خصومها لتعزيز هجومهم، مما يشعل سباق تسلح عالمياً، وقد يؤدي هذا إلى حلقة مفرغة، حيث يجعل المسؤولين في البلاد المتصارعة أقل آمناً وبالتأكيد أكثر فقراً، لأن الدفاع أكثر صعوبة وكلفة من الهجوم. ولم يكن من المستغرب أن تصف الصين وروسيا في بيان مشترك "القبة الذهبية" بأنها مزعزعة للاستقرار بصورة كبيرة، محذرة من أنها ستحول الفضاء الخارجي إلى بيئة لنشر الأسلحة وساحة للمواجهة المسلحة، وهو نموذج يشبه موقف السوفيات عام 1983 خلال الحرب الباردة، حينما اعتبروا مشروع ريغان استفزازياً للغاية، وتهديداً للتوازن الاستراتيجي، ورداً على ذلك سارعوا إلى تطوير تقنيات أسلحتهم الخاصة، مما زاد من تأجيج سباق التسلح، وعزز مبدأ التدمير المتبادل المؤكد في حال نشوب صراع مباشر. دفاع مطلوب خلال السنوات الأخيرة، وضعت الصين وروسيا أسلحة هجومية في الفضاء، مثل الأقمار الاصطناعية القادرة على تعطيل الأقمار الاصطناعية الأميركية المهمة، مما قد يعرض الولايات المتحدة لخطر الهجوم، وفي العام الماضي، صرحت الولايات المتحدة بأن روسيا تطور سلاحاً نووياً فضائياً يمكنه التحليق في الفضاء لفترات طويلة، ثم إطلاق دفعة تدمر الأقمار الاصطناعية المحيطة به. وحتى لو بدت "القبة الذهبية" بعيدة المنال، يقول أوهانلون إن الولايات المتحدة في حاجة إلى توسيع قدراتها الدفاعية الصاروخية، لأن أي نظام دفاع صاروخي، حتى لو كان محدوداً وفعالاً جزئياً، قد يكون له بعض الفوائد، سواء كان ذلك للدفاع ضد التهديد الكوري الشمالي المتنامي، أو التهديد الإيراني المستقبلي، أو التهديد بضربة محدودة من روسيا أو الصين، ولهذا فإن أي نسخة مخفضة من خطة ترمب قد تكون مفيدة بصورة عامة للأمن القومي الأميركي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store