
بمفهوم «الرئاسة الإمبراطورية».. ترامب يهدد استقلالية المؤسسات الأميركية
وصفت الأستاذة في جامعة فرجينيا وخبيرة التاريخ الرئاسي الأميركي باربرا بيري، نهج ترامب تجاه هذه المؤسسات في بداية ولايته الرئاسية الثانية بأنها «مخيفة»، بحسب وكالة «فرانس برس».
من جانبها، قالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون، ويندي شيلر، إن ترامب «يريد سلطة كاملة ومطلقة» و«لا يعتبر أي مؤسسة من الحياة الأميركية مستقلة عن نفوذه أو هيمنته».
وأفضل مثال على ذلك الكونغرس نفسه الذي يهيمن الجمهوريون على مجلسيه، إذ يمرر لترامب على الدوام ما يريده.
وأوضحت «بيري»، أن كل النواب الجمهوريين تقريبا امتثلوا حتى الآن لأوامر الرئيس «خشية أن يواجهوا تحديا في إعادة انتخابهم».
وهدد ترامب كل من أبدوا ميلا إلى الانحراف عن الخط الذي يحدده، بدعم مرشحين أكثر ولاء منهم في الانتخابات التمهيدية، ما سيشكل ضربة قاضية لحظوظ معظم النواب الجمهوريين المنتهية ولايتهم للفوز بولاية جديدة.
ومن المفترض بالكونغرس الذي يمسك السلطة التشريعية أن يشكل قوة موازية لإدارة الرئيس، غير أن ترامب «قوض هذا العنصر الجوهري» في النظام السياسي، برأي باربرا بيري.
مراسيم تنفيذية لا تتطلب موافقة المجلس
والتف ترامب في أحيان كثيرة على الكونغرس متعمدا الحكم بواسطة مراسيم تنفيذية لا تتطلب موافقة المجلس، وذلك بوتيرة غير مسبوقة في تاريخ الرئاسة الأميركية.
وخلال ستة أشهر وقع الرئيس 170 مرسوما، ما يزيد عن مجمل المراسيم التي أصدرها سلفه جو بايدن خلال ولايته كاملة (أربعة أعوام)، بحسب «مشروع الرئاسة الأميركية» في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا.
كما استهدفت هجماته وكالات حكومية تحظى باستقلالية تضمنها أنظمتها.
وهذا ما حصل لـ«لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية» CPSC، المكلفة بالتثبت من نوعية المنتجات الواسعة الاستهلاك. ففي مايو، أقال ترامب ثلاثة من قادتها الخمسة، عينهم رؤساء سابقون ديموقراطيون.
إحكام قبضة ترامب على مفاصل السلطة
وجرى الطعن في القرار أمام المحاكم، وعلقه قاض فدرالي بعد بضعة أسابيع.
ويشكل القضاء اليوم أحد الحواجز الأخيرة أمام تصميم ترامب على إحكام قبضته على مجمل مفاصل السلطة.
غير أن المحكمة العليا أصدرت قرارا في نهاية يونيو قوض قدرة القضاة الفدراليين على فرض حدود للسلطة التنفيذية، إذ منعهم في معظم الحالات من إصدار قرارات على المستوى الوطني.
وقالت وندي شيلر إن «المحكمة العليا أصبحت حليفا قويا للسلطة التنفيذية».
وستة من قضاة المحكمة العليا التسعة محافظون، ثلاثة منهم عينهم ترامب نفسه خلال ولايته الأولى.
مفهوم «الرئاسة الإمبراطورية»
ويصب ترامب حاليا غضبه على مؤسسة أخرى هي الاحتياطي الفدرالي، فيهاجمه بصورة شبه يومية منذ بضعة أسابيع، منتقدا قراراته وطارحا حتى فكرة إقالة رئيسه جيروم باول، وهو أمر مستحيل قانونيا ما لم يرتكب خطأ فادحا.
ولم يجمع أي رئيس أميركي في التاريخ الحديث هذا القدر من السلطة، بحسب بيري، إذ بقي جميع الرؤساء إلى الآن «خاضعين لإشراف الكونغرس والمحكمة العليا على سلطتهم»، أو ملزمين الأخذ بـ«شقاقات داخل أحزابهم السياسية نفسها».
وقالت شيلر إنه بعدما بقي مفهوم «الرئاسة الإمبراطورية» لفترة طويلة محصورا ضمن الدوائر الأكاديمية، بات الآن واقعا مع دونالد ترامب.
ورأى المستشار السياسي أندرو كونيشاسكي أن ضبط سلطة الرئيس الجمهوري قد يأتي في نهاية المطاف من صناديق الاقتراع في نوفمبر 2026، موعد الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية الرئاسية.
وأشار بصورة خاصة في هذا الصدد إلى استطلاعات الرأي التي تظهر حاليا تراجعا في شعبية ترامب.
لكنه رغم ذلك أقر بأنه «ليس أمرا مطمئنا كثيرا»، أن تكون استطلاعات الرأي والانتخابات المقبلة الضوابط الوحيدة أمام السلطة التنفيذية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
جريدة «الوسط»: ظل ترامب يرافق عرض الـ70 مليار دولار
توقف كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس في ليبيا ضمن جولة إقليمية، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول رفيع من إدارة دونالد ترامب خلفت نقاط ظل حول الملفات الساخنة التي لم تناقش في العلن مع المسؤولين الذين التقاهم بولس وصارت هاجساً بالنسبة لليبيين على غرار التطبيع وتوطين الفلسطينيين وترحيل مهاجرين سيئي السمعة من أميركا إلى دول بينها ليبيا. ويُعرف عن السياسة «الترامبية» خاصة منذ عودة صاحبها إلى البيت الأبيض ارتكازها على أولويتين ضمن رؤية أشمل في المنطقة تتمثل في تمكين «إسرائيل» عبر خطط التطبيع تحت عنوان «الاتفاقات الإبراهيمية» وربما محاولة ضم ليبيا إليها، ثم تأتي مسألة التحكم في الموارد، وبقي الغموض حتى الآن بشأن الرسائل التي قد يكون طرحها بولس داخل الغرف المغلقة في كل من طرابلس وبنغازي. لقاءات مستشار ترامب في طرابلس وبنغازي وأجرى مستشار ترامب في العاصمة الليبية سلسلة لقاءات شملت رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي ناجي عيسى، قبل أن يزور بنغازي، ويجتمع مع قائد قوات «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر، وفق منشور مصور للقيادة العامة على صفحتها الرسمية بمنصة «فيسبوك»، فيما حضر مستشار ترامب توقيع المؤسسة الوطنية للنفط وشركة «هيل إنترناشيونال» الأميركية على اتفاقية بنية تحتية بقيمة 235 مليون دولار لدعم إنتاج وتصدير الغاز الليبي. وفيما نقل المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي عن المنفي تشديده على «الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية»، وتأكيده أن «أي شراكة حقيقية يجب أن تقوم على الشفافية وتعزيز النزاهة في إدارة الموارد، لا سيما في قطاعي النفط والطاقة البديلة»، لفت الدبيبة وفريق حكومته انتباه المراقبين؛ إذ جرى خلال لقائه بولس بحث تعزيز «الشراكة الاستراتيجية» بين ليبيا والولايات المتحدة، بحسب ما أفاد به المكتب الإعلامي للحكومة الذي أشار أيضاً إلى استعراض «سبل تعميق التعاون في قطاعات حيوية، شملت الطاقة والمعادن والبنية التحتية والصحة والاتصالات». الدبيبة يعرض على بولس «شراكة استراتيجية» بـ70 مليار دولار وقدم الدبيبة إلى المسؤول الأميركي عرضاً لـ«شراكة استراتيجية» تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 70 مليار دولار، وتشمل مشاريع جاهزة في قطاعات الطاقة والمعادن والكهرباء والبنية التحتية والاتصالات، وفق ما أعلنته حكومته، لكن إعلان الحكومة لم يتطرق إلى ما إذا كان جرى الخوض في مسألة نقل فلسطينيي غزة إلى ليبيا، وكذلك ترحيل مهاجرين من أميركا إليها. أما بولس فقد وصف في تدوينة على حسابه بمنصة «إكس»، لقاءه بالدبيبة بــ«المثمر»، مشيراً إلى تطلّعه نحو «تعزيز الصفقات التجارية بين البلدين، وأهمية استعادة الهدوء، ومنع العنف، ودفع الحوار السياسي قدماً، في إطار العمل المشترك»، كما صرح بأن ليبيا تمثل شريكاً محورياً في أمن المنطقة، وأن واشنطن حريصة على توسيع آفاق التعاون السياسي والاقتصادي مع الدولة الليبية. احتجاجات ترافق زيارة بولس لطرابلس وعلى الرغم من تزايد الأنباء عن مقترحات أميركية–إسرائيلية لنقل (تهجير) سكان من قطاع غزة إلى ليبيا، ورغبة واشنطن في ترحيل مهاجرين ذوي سوابق إجرامية إليها، إلا أن أي مصدر من الطرفين لم ينف أو يؤكد إن كان المبعوث الأميركي طرح على الجانب الليبي مقترحاً محدداً حول هذا التوجه، وسط قلق الشارع الليبي وخشيته من تمريره في ظل وضع الدولة الهش الذي تعيشه ليبيا، وهو ما عبرت عنه وقفتان احتجاجيتان نظمهما حراك «سوق الجمعة» لدى وصول مستشار الرئيس ترامب العاصمة طرابلس، كانت الأولى أمام مطار معيتيقة الدولي لحظة مراسم استقباله، فيما جرت الثانية قرب مقر المجلس الرئاسي متزامنة مع لقاء المستشار الأميركي مع المنفي، بعد أن روجت خلال الآونة الأخيرة تقارير غربية وإسرائيلية لمساعي جهاز الـ«موساد»، بالتنسيق مع واشنطن، لإقناع 3 دول، من بينها ليبيا، لاستقبال عدد من أبناء الشعب الفلسطيني ضمن خطط لتهجيرهم من قطاع غزة. ورفع المحتجون شعارات تعبر عن رفضهم لما وصفوه بـ«مخططات التهجير إلى ليبيا»، مؤكدين في الوقت نفسه ضرورة رحيل الأجسام السياسية القائمة كافة، مع استعجال تشكيل حكومة موحدة تتولى تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية. وحذّر مجلس النواب، من جهته، مما اعتبره الزج باسم ليبيا في مخططات تهجير الفلسطينيين، وأوضحت لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس في بيان لها، الثلاثاء، أنها «تتابع بقلق بالغ ما تداولته تقارير إعلامية واستخباراتية بشأن هذه المخططات». تيتيه في أديس أبابا للمشاركة في اجتماع مجلس السلم الأفريقي في هذا الوقت وليس بعيداً عما سبق أجرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة هانا تيتيه زيارةً رسميةً إلى أديس أبابا للمشاركة في اجتماع مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا على مستوى رؤساء الدول، المنعقد الخميس، بحثت على هامشه مستجدات الأزمة الليبية مع عدد من الدبلوماسيين الأفارقة، وأكدت أن نقاشاتها تركزت على «أهمية تضافر جهود الأطراف الإقليمية والشركاء الدوليين لمنع استئناف الصراع في ليبيا، والمضي قدماً بالعملية السياسية المؤدية إلى الانتخابات». وينتظر أن تعرض تيتيه خريطة طريق لحلحلة الوضع المتأزم في ليبيا كانت اقترحتها البعثة الأممية، وستعرض خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي في أغسطس المقبل. يأتي هذا في وقت لم تتوقف فيه انتقادات الداخل الليبي من طريقة تعامل البعثة الأممية مع الأزمة التي تعيشها البلاد، وبطء إيقاع العملية السياسية التي تقودها من أجل تحقيق توافق إيجابي بين من يسمو بأطراف الأزمة، ومن ثم الذهاب بالبلاد إلى الانتخابات الموعودة، غير أن البعثة ما برحت تلقي باللوم على تلك الأطراف لإصرار كل منهم على التمسك بمواقفه دون تقديم تنازلات متبادلة، ما أدى إلى عرقلة جهود تحريك العملية السياسية، وصولاً إلى موعد للاستحقاق الانتخابي.


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
رئيس الوزراء التايلاندي: المواجهات مع كمبوديا «قد تتحول إلى حرب»
حذّر رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة بومتام ويشاياشاي من أن الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا «قد تتحوّل إلى حرب»، فيما تبادل البلدان الضربات لليوم الثاني على التوالي ما أسفر عن وقوع ضحايا. وقال ويشاياشاي لصحفيين في بانكوك: «إذا ما شهد الوضع تصعيدا، فهو قد يتحوّل إلى حرب، حتّى لو كانت الأمور تقتصر الآن على اشتباكات»، وفق وكالة «فرانس برس». وتتبادل القوات الكمبودية والتايلاندية إطلاق النار في منطقة حدودية متنازع عليها، بحسب ما أعلن البلدان. وفي مايو تحوّل نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تعرف بالمثلّث الزمردي تتقاطع فيها حدود البلدين مع حدود لاوس إلى مواجهة عسكرية قتل فيها جندي كمبودي. ومذاك، يتقاذف الطرفان الاتهامات ويتبادلان الردود الانتقامية وقد قيّدت تايلاند حركة العبور عبر الحدود، فيما علّقت كمبوديا بعض الواردات. والأربعاء، طردت تايلاند السفير الكمبودي واستدعت مبعوثها إلى بنوم بنه بعدما فقد جندي تايلاندي ساقه في انفجار لغم أرضي في ظلّ احتدام النزاع الحدودي بين البلدين. وقال مصدر حكومي كمبودي للوكالة الفرنسية إنّ أعمال العنف تجدّدت صباح الخميس بالقرب من معبدين على الحدود بين مقاطعة سورين التايلاندية وأودار مينشي الكمبودية. تجدد الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا بدورها، قالت الناطقة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، مالي سوتشيتا، في بيان إنّ «الجيش التايلاندي انتهك سلامة أراضي مملكة كمبوديا بشنّه هجوما مسلّحا على القوات الكمبودية المتمركزة للدفاع عن أراضيها السيادية». وأضافت «ردّا على ذلك، مارست القوات المسلحة الكمبودية حقّها المشروع في الدفاع عن النفس، بما يتوافق تماما مع القانون الدولي، لصدّ التوغّل التايلاندي وحماية سيادة كمبوديا وسلامة أراضيها». بالمقابل، أعلن الجيش التايلاندي أنّ القتال بدأ قرابة الساعة 7.35 (00,35 بتوقيت غرينيتش) عندما سمعت وحدة تحرس معبد تا موين طائرة من دون طيار كمبودية تحلّق في السماء. وأضاف الجيش أنّه على الإثر اقترب من السياج الشائك الحدودي بين البلدين ستة جنود كمبوديين مسلّحين، أحدهم يحمل قذيفة صاروخية. وقال الجيش التايلاندي إن عددا من عناصره حذروا العسكريين الكمبوديين الستة من الاقتراب، لكن ما هي إلا الساعة 8.20 حتى أطلقت القوات الكمبودية النار باتجاه الجانب الشرقي من المعبد، على بُعد حوالي 200 متر من القاعدة التايلاندية.


ليبيا الأحرار
منذ 10 ساعات
- ليبيا الأحرار
70 مليار دولار وحصار غزّة تتصدر مباحثات الدبيبة ومستشار ترمب
بحث رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة مع مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، آفاق التعاون بين ليبيا والولايات المتحدة. وتناول اللقاء، الذي عقد ظهيرة اليوم في طرابلس، مناقشة مشاريع تنموية تقدر بـ70 مليار دولار، تشمل مجالات الطاقة والمعادن والبنية التحتية والاتصالات، مع عرض حكومي لتمكين الاستثمارات الأمريكية من دخول مباشر ومنظم إلى السوق الليبي. كما جرى بحث مستجدات قطاع النفط، والفرص المتاحة في القطع الجديدة البحرية والبرية، إضافة إلى الجهود المبذولة لتعزيز الشفافية وتحقيق عوائد مستدامة. وفي الشأن الفلسطيني، جدّد الدبيبة إدانة ليبيا للعدوان الإسرائيلي على غزة، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن المدنيين. بينما أكد الجانب الأمريكي دعمه لجهود الاستقرار في ليبيا، واستعداده لمواصلة التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية. المصدر: حكومة الوحدة الوطنية