
1.2 تريليون دولار للدفاع الأوروبي بحلول 2030.. لكن أين التصنيع؟
تم تحديثه الثلاثاء 2025/6/24 11:45 م بتوقيت أبوظبي
انطلقت قمة حلف شمال الأطلنطي اليوم في مدينة لاهاي بهولندا، وسط ضغوط أمريكية على الأوروبيين لزيادة إنفاقهم الدفاعي.
ووفقا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" فمع تزايد هشاشة الأوضاع الاقتصادية، تواجه حكومات أوروبا تحديًا إضافيًا: من أين يأتوا بالمال لزيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير؟.
وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دول الناتو الـ31 بزيادة إنفاقها الدفاعي من 2% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 5%، في تصعيد واضح للضغوط. كما أوضح أن الولايات المتحدة ستخفض التزاماتها العسكرية والمالية تجاه الحلف، رغم أن التفاصيل لم تُحدد بعد.
ويجب على قادة الاتحاد الأوروبي الحفاظ على دعم الرأي العام للإنفاق الدفاعي المشترك ومشتريات الأسلحة الموحدة، رغم المعارضة المتزايدة من التيارات القومية اليمينية التي ترفض توسيع صلاحيات بروكسل. كما أن الشعور بالخطر من روسيا يختلف من بلد إلى آخر؛ فبينما تخصص بولندا -المجاورة لأوكرانيا- قرابة 5% من ناتجها المحلي للدفاع، لم تتجاوز هذه النسبة 1.3% في إسبانيا العام الماضي.
تغير طبيعة التهديد
ولعقود، ركزت الجيوش الأوروبية على مهمات في الخارج مثل أفغانستان والعراق. أما اليوم، فهي مطالبة بإعادة توجيه قدراتها نحو حماية أراضيها، في ظل عداء مع روسيا متزايدة.
كما أن تطور تقنيات الحرب الحديثة -من الهجمات الإلكترونية إلى أنظمة الاستطلاع والإدارة القتالية- يضيف طبقات جديدة من التعقيد. ويرى محللون أن التحول الجاري في شكل الحرب يشبه ما حدث خلال الحرب العالمية الأولى، عندما استُبدلت الأسلحة التقليدية بالدبابات والطائرات والمدافع الرشاشة.
وتُعدّ ساحات المعركة في أوكرانيا مثالًا حيًا على هذا التحول، حيث تجمع بين تقنيات متطورة واستراتيجيات تقليدية، مع استخدام مكثف للطائرات المُسيّرة والخنادق الطينية. يقول أندريوس كوبيليوس، المفوض الأوروبي للدفاع والفضاء: "اليوم، 80% من الأهداف في أوكرانيا يتم تدميرها بواسطة الطائرات المُسيّرة. وكل شهرين، نحتاج إلى ابتكارات جذرية في هذه التكنولوجيا".
زيادة التكنولوجيا الدفاعية
وفي استجابة لهذه التغيرات، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية هذا الشهر عن تحول جذري في استراتيجيتها القتالية. ستركز الخطة الجديدة على الطائرات المُسيّرة والمركبات البرية بدون طيار والذخائر الذكية، بحيث تعتمد 80% من القدرة القتالية البريطانية على هذه التكنولوجيا بدلاً من الدروع الثقيلة والمشاة الميكانيكية.
كما اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات مماثلة. ففي مارس/آذار، نشر قادة الاتحاد خارطة طريق لتحقيق الجاهزية القتالية بحلول عام 2030. وفي مايو/أيار، أطلقوا برنامجًا بقيمة 150 مليار يورو للاستثمار المشترك في مشاريع الدفاع، كجزء من جهود تعزيز التنسيق بين الدول الـ23 التي تشارك في الاتحاد الأوروبي والناتو معًا.
لكن التقدم ما زال بطيئًا بسبب البيروقراطية والتشريعات المختلفة بين الدول، مما يعيق تحويل الدفاع الأوروبي إلى قوة موحدة وفعالة. كما أن التنسيق المالي والعسكري المشترك لا يزال نادرًا، فيما تؤدي العقبات الإدارية إلى تأخير التسليمات ونقص الإمدادات وإهدار الموارد.
ورغم أن الناتو يحدد الاستراتيجيات العامة، إلا أن كل دولة تدير ميزانيتها الدفاعية وتضع معاييرها الخاصة وتتولى تصاريح التصدير وخطط الشراء، مما يؤدي إلى تعقيدات كبيرة. فعلى سبيل المثال، يحتاج مكون ألماني مدمج في طائرة فرنسية إلى ترخيص تصدير منفصل، مما قد يؤخر التسليم لأشهر. وبالرغم من أن 12 دولة أوروبية تستخدم مروحية NH90 نفسها، إلا أن هناك 17 إصدارًا مختلفًا منها.
وتسعى أوروبا أيضًا إلى تقليص اعتمادها على الأسلحة الأمريكية. فقد ارتفعت نسبة المعدات العسكرية الأمريكية في جيوش الناتو الأوروبية إلى نحو الثلثين، بعد أن كانت حوالي النصف قبل أقل من عشر سنوات، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وللحد من هذا الاعتماد، بدأ الاتحاد الأوروبي في إعطاء أولوية للاستثمار في الصناعات الدفاعية المحلية وتعزيز سلاسل الإمداد الخاصة بالمواد الحيوية مثل البارود. وقال كميل غران، المسؤول السابق في الناتو، إن الصناعة الدفاعية الأوروبية تمر بتحول كبير نحو الإنتاج القياسي واسع النطاق، مما يتطلب دمجًا صناعيًا أوسع ومشتريات جماعية.
لكن شركات الدفاع تشكو من غياب التوجيه الحكومي. ويقول يان بيه، الأمين العام لجمعية ASD، التي تمثل 4000 شركة أوروبية: "الآلة السياسية بطيئة، وهذا يجعل من الصعب التوسع بالإنتاج".
وأشار بيه إلى أن تصاريح البناء البيئي المطلوبة لبناء مصانع أسلحة جديدة قد تستغرق خمس سنوات. واستشهد بمثال لشركة Nammo النرويجية، التي لم تستطع زيادة إنتاج الذخيرة في 2023 بسبب استهلاك مركز بيانات تابع لـTikTok للكهرباء الزائدة في المنطقة.
ورغم التحديات، يرى بعض القادة الأوروبيين أن النقاشات حول التمويل قطعت شوطًا كبيرًا. تقول ناديا كالفينيو، رئيسة بنك الاستثمار الأوروبي: "هناك كثير من الحديث عن الأرقام والتمويل، لكن أوروبا قارة غنية، ويمكننا تعبئة التمويل اللازم".
ويتفق هيوغ لافاندييه، رئيس وحدة الدفاع والفضاء في شركة ماكنزي بأوروبا، مع هذا الرأي، قائلاً إن "الجدل المالي أصبح خلفنا إلى حد ما". وأضاف أن دول الناتو الأوروبية ضاعفت إنفاقها العسكري منذ عام 2016، ومن المتوقع أن تصل نفقاتها إلى ما بين 800 مليار وتريليون يورو (929.6 مليار دولار - 1.2 تريليون دولار) بحلول عام 2030. واختتم قائلًا: "هذا رقم هائل. الآن السؤال هو: كيف نترجم كل هذا التمويل إلى قدرات قتالية حقيقية؟"
aXA6IDE1NC4yMDMuMzMuMTAwIA==
جزيرة ام اند امز
JP
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
واشنطن تدافع بمجلس الأمن عن قرار قصف منشآت إيران النووية.. «حق أصيل»
دافعت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن عن قرار بلادها قصف منشآت إيران النووية. وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء إن الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية "حققت فعليا هدفنا المحدد، وهو تقليص قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي". وذكرت أمام المجلس المكون من 15 عضوا "هذه الضربات، التي تمت بناء على الحق الأصيل في الدفاع الجماعي عن النفس وبما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، هدفت إلى الحد من التهديد الذي تشكله إيران على إسرائيل والمنطقة، وعلى السلام والأمن الدوليين بشكل أوسع". ويقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الضربات التي شنتها بلاده مطلع الأسبوع "قضت تماما" على منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران. وأعلن في وقت سابق من الثلاثاء دخول وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ. وقال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون للصحفيين "أعتقد أنه لا يزال من المبكر تقييم جميع الضربات. نعلم أننا تمكنا من دفع البرنامج (النووي) للوراء. وتمكنا من إزالة التهديد الوشيك". وأفادت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز بأن تقييما مخابراتيا أمريكيا أوليا خلص إلى أن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية أعادت برنامج طهران للوراء لبضعة أشهر فقط. وقال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أمام مجلس الأمن "لقد خرجت إيران بفخر وثبات في وجه هذا العدوان الإجرامي. وهذا يثبت حقيقة واحدة وبشكل أوضح من أي وقت مضى: الدبلوماسية والحوار هما السبيل الوحيد لحل الأزمة غير المبررة المتعلقة ببرنامج إيران السلمي". وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا الثلاثاء لمناقشة تنفيذ قرار صدر عام 2015 لدعم الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، والذي رفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وانسحب ترامب من الاتفاق عام 2018 خلال ولايته الأولى وأعاد فرض جميع العقوبات الأمريكية على طهران. وبدأت إيران بعد ذلك في تقليص تنفيذ التزاماتها النووية بموجب الاتفاق. وقالت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السياسة لمجلس الأمن الثلاثاء بأن أهداف الاتفاق النووي الإيراني وقرار الأمم المتحدة "لم تنفذ بالكامل" ووصفت الأمر بأنه "أمر مؤسف". وليلة السبت والأحد الماضية شنت الولايات المتحدة الأمريكية غارات على ثلاث منشآت نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز. واحتفت واشنطن بنجاح المهمة العسكرية وسط شكوك بشأن النتائج، لكنها دفعت باتجاه وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. aXA6IDE1NC4yMS43MS4yMjEg جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
الدرع النووي البريطاني يعود للسماء على أجنحة إف-35
أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أنّ المملكة المتّحدة ستعيد العمل في إطار حلف شمال الأطلسي بالردع النووي المحمول جوّا. وكانت بريطانيا قد قصرت قدراتها النووية على الغواصات، لكنها تعتزم شرائها 12 طائرة مقاتلة من طراز إف-35 قادرة على إطلاق صواريخ مزوّدة برؤوس نووية. وقال داونينغ ستريت في بيان إنّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر سيعلن خلال قمة الناتو في لاهاي الأربعاء عن قرار بلاده شراء هذه المقاتلات، في "أكبر تعزيز للوضع النووي للمملكة المتحّدة منذ جيل" ممّا سيمكّنها من زيادة مشاركتها في مهمة الردع الأطلسي. ونقل البيان عن ستارمر قوله إنّ "مقاتلات إف-35 ذات الاستخدام المزدوج هذه ستطلق عصرا جديدا لقواتنا الجوية الملكية الرائدة عالميا وتردع تهديدات عدائية تطال المملكة المتحدة وحلفاءنا". كما نقل البيان عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته قوله "أرحب بحفاوة بالإعلان الصادر اليوم"، واصفا إياه بأنه "مساهمة بريطانية قوية جديدة في حلف شمال الاطلسي". وبعد انتهاء الحرب الباردة اقتصر الردع النووي البريطاني في إطار حلف شمال الأطلسي على غواصات للبحرية الملكية قادرة على إطلاق صواريخ مزوّدة برؤوس نووية. وقالت إيلويز فاييه الخبيرة النووية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في تصريح لوكالة "فرانس برس" إنه في ذاك الحين كان قد زال "الاهتمام الحقيقي بالأسلحة النووية التكتيكية في أوروبا لأنّ التهديد كان قد زال". وأضافت أن الإعلان الصادر الثلاثاء يُظهر "استمرارية إعادة التسلح النووي في أوروبا، والحاجة المتجددة للأسلحة النووية، وتعزيز ردع حلف شمال الأطلسي في مواجهة خصم هو روسيا" التي تخوض حربا ضد أوكرانيا منذ ثلاث سنوات. ومقاتلات إف-35 ايه التي تصنّعها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية هي نسخة من مقاتلات إف-35 بي المستخدمة في المملكة المتحدة غير أنها قادرة على حمل رؤوس نووية بالإضافة إلى الأسلحة التقليدية. وكان سلاح الجو الملكي طلب منذ زمن حيازة هذا النوع من المقاتلات. ومن المتوقّع أن تتمركز المقاتلات في قاعدة مارهام الجوية في شرق إنجلترا. aXA6IDgyLjI0LjIxMS4xOTIg جزيرة ام اند امز FI


سبوتنيك بالعربية
منذ 2 ساعات
- سبوتنيك بالعربية
مشرع أوروبي: ترامب يستخدم إيران لإعلان نفسه صانع سلام في الشرق الأوسط
مشرع أوروبي: ترامب يستخدم إيران لإعلان نفسه صانع سلام في الشرق الأوسط مشرع أوروبي: ترامب يستخدم إيران لإعلان نفسه صانع سلام في الشرق الأوسط سبوتنيك عربي صرّح العضو البلجيكي في البرلمان الأوروبي، رودي كينيس، لوكالة ريا نوفوستي بأن إيران أصبحت الوسيلة الأمثل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعلان نفسه صانع سلام في... 24.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-24T23:53+0000 2025-06-24T23:53+0000 2025-06-24T23:53+0000 ترامب أخبار إيران الولايات المتحدة الأمريكية العالم إسرائيل موسكو –سبوتنيك. وأضاف أن الوضع مع إيران وامتلاكها أسلحة نووية، التي لا تمتلكها، يُذكرنا بالصراع مع العراق حول الأسلحة الكيميائية، التي لم يمتلكها العراق قط.وأضاف كينيس، أن العدو الحقيقي للولايات المتحدة ليس روسيا، بل الصين.شنت إسرائيل عملية واسعة النطاق ضد إيران في الساعات الأولى من صباح 13 يونيو/حزيران، متهمةً إياها بتنفيذ برنامج نووي عسكري سري. ردّت طهران بإطلاق عملية "الوعد الصادق 3" مساء 13 يونيو.وفي 22 يونيو، ضربت الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، منضمةً بذلك إلى الحملة الإسرائيلية ضد إيران.وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد الهجوم بأن على طهران "الموافقة الآن على إنهاء هذه الحرب" وإلا ستواجه عواقب وخيمة.ويوم الاثنين، شنّت إيران هجومًا صاروخيًا على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر ردًا على الهجوم الأمريكي.وصرح ترامب في وقت متأخر من يوم الاثنين، بأن إسرائيل وإيران اتفقتا على وقف إطلاق النار. ويوم الثلاثاء، أعلن ترامب أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل دخل حيز التنفيذ.تنفي إيران البُعد العسكري لبرنامجها النووي. وصرح مديرها العام، رافائيل غروسي، في 18 يونيو/حزيران، بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم ترَ أدلة ملموسة على امتلاك إيران برنامجًا نشطًا للأسلحة النووية.وذكرت شبكة "سي إن إن"، في 17 يونيو/حزيران، نقلاً عن أشخاص مطلعين على القضية، أن تقييمات الاستخبارات الأمريكية توصلت إلى نتيجة مماثلة مفادها أن إيران لا تسعى بنشاط إلى امتلاك أسلحة نووية.وقال السفير البريطاني السابق لدى أوزبكستان والناشط في مجال حقوق الإنسان كريج موراي لوكالة "سبوتنيك"، بأن إيران تحلّت "بمسؤولية وصبر استثنائيين" على مدى السنوات القليلة الماضية، رغم الإجراءات الإسرائيلية. أخبار إيران الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي ترامب, أخبار إيران, الولايات المتحدة الأمريكية, العالم, إسرائيل