logo
«فوردو» الإيرانية..سر تحت الجبل «تعجز» عنه «أكبر القنابل»

«فوردو» الإيرانية..سر تحت الجبل «تعجز» عنه «أكبر القنابل»

تم تحديثه الأربعاء 2025/6/18 10:13 ص بتوقيت أبوظبي
حين تعجز حتى أقوى القنابل الجوية المعروفة عن اختراق جبل، فإن ما يُخفى تحته لا بد أن يكون سرا استراتيجيا بالغ الأهمية
إنها منشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم المقامة في عمق الجبال، قرب مدينة قم، والتي لم تتوقف التساؤلات حول طبيعتها ودورها في برنامج إيران النووي، وتصدّرت عناوين المواجهة الحالية بين تل أبيب وطهران.
وتتهم إسرائيل والحكومات الغربية إيران منذ فترة طويلة بالسعي إلى القدرة على بناء قنبلة إذا اختارت ذلك.
في المقابل، أكّد المسؤولون الإيرانيون أن البرنامج النووي لبلادهم مخصص للاستخدامات المدنية فقط.
فما الذي نعرفه اليوم عن هذه المنشأة؟ ولماذا تُعد محورا رئيسيا في النزاع بين طهران والغرب؟
خمسة أنفاق تخترق مجموعة من الجبال، وهيكل دعم ضخم، ومحيط أمني واسع.. هذا كل ما تمكنت صور الأقمار الصناعية الحديثة من التقاطه حول منشأة فوردو، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
يقع هذا المجمع المحصن والسري قرب مدينة قم، ومنذ الكشف عنه لأول مرة عام 2009، لم تهدأ التكهنات حول حجمه الحقيقي ووظيفته الدقيقة.
ما الذي تخبئه الوثائق عن "فوردو"؟
وتقول "سي إن إن" إن الجزء الأكبر مما يُعرف عن فوردو مصدره "وثائق إيرانية سرية استولت عليها الاستخبارات الإسرائيلية قبل سنوات".
وتشير التقديرات إلى أن القاعات الرئيسية في المنشأة تقع على عمق 80 إلى 90 مترا تحت الأرض، ما يجعلها محصنة ضد أي قنبلة جوية معروفة تمتلكها إسرائيل، ويجعل استهدافها جوا مهمة شبه مستحيلة.
وفي حين تتعرض إيران لسلسة من الضربات الإسرائيلية منذ الجمعة الماضية، يرى بعض المحللين أن منشأة "فوردو" قد تكون "الموقع الذي تلجأ إليه طهران لتحويل مخزوناتها من اليورانيوم المخصب إلى سلاح نووي".
ورغم محاولات إسرائيل المتكررة لاستهداف المنشأة في الأيام الأخيرة، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد أن "فوردو" لم تتعرض لأي ضرر يُذكر حتى الآن – سواء بسبب عجز أو تحفظ في الهجوم.
ورغم تأكيد إيران الدائم على أن برنامجها النووي سلمي الطابع، فإن منشأة "فوردو" ظلت في قلب الشكوك الدولية حول نواياها.
فقد وصف الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عام 2009 المنشأة بأنها "لا تتسق في حجمها وتكوينها مع برنامج سلمي".
بدايات البناء
تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن العمل بالموقع بدأ فعليا عام 2004، حيث تكشف الصور عن مبنيين مربعين أبيضين حيث تقع مداخل النفق اليوم.
بينما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن لديها أدلة إضافية على أن البناء بدأ منذ 2002.
ووفقا لديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، ومقره واشنطن، فإن "فوردو في الواقع مشروع بدأ خلال ما نُسميه برنامج الأسلحة النووية المتعطل في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".
وأشار إلى أن الفكرة كانت "أن يُنتج الإيرانيون يورانيوم صالح للاستخدام في صنع الأسلحة في تلك المنشأة، وأن يحصلوا على يورانيوم منخفض التخصيب من البرنامج النووي المدني في إيران".
وفي عام ٢٠٠٩، كان قد تم بناء هيكل دعم خارجي كبير بالكامل، وكانت أعمال الحفر جارية لما يعتقد الخبراء أنه عمود تهوية، ضروري لدخول الهواء إلى المنشأة. وقد أُخفي هذا العمود وتم تمويهه لاحقا، بحسب تقرير "سي إن إن".
وأوضحت طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية في رسالة مؤرخة في أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٠٩ أن قرار بناء المنشأة تحت الأرض جاء نتيجة "تهديدات بهجمات عسكرية على إيران".
وأكدت أن فوردو "ستكون بمثابة منشأة طوارئ لمنشأة نطنز" القريبة، والتي قالت إنها "كانت من بين الأهداف المهددة بهجمات عسكرية".
وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المنشأة قادرة على استيعاب ما يصل إلى ٣٠٠٠ جهاز طرد مركزي.
الاتفاق النووي والاتهامات الإسرائيلية
خطر فوردو تراجع مؤقتا عقب توقيع الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة) عام 2015، والذي ألزم إيران بإزالة ثلثي أجهزة الطرد المركزي من المنشأة، وسحب المواد النووية منها.
لكن هذا الوضع تغير بعدما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق، خلال ولايته الأولى عام 2018.
وفي العام نفسه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن مزيد من التفاصيل حول المنشأة، بعد أن صادرت أجهزة الاستخبارات في بلاده أكثر من 55 ألف وثيقة مما وصفته تل أبيب بأنه "الأرشيف الذري" الإيراني.
ومن بين الوثائق مخططات تفصيلية لمنشأة فوردو ومعلومات عن أهدافها: "إنتاج يورانيوم صالح للاستخدام في صنع الأسلحة، كجزء من برنامج الأسلحة النووية الإيراني، بما يكفي لإنتاج سلاح نووي واحد أو اثنين على الأقل سنويا".
في ذلك الوقت، وصف نائب وزير الخارجية الإيراني آنذاك، عباس عراقجي، هذه المعلومات وتعليقات نتنياهو بأنها "طفولية" و"مضحكة".
مؤخرا، أفادت الوكالة الدولية أن طهران زادت من وتيرة تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% في فوردو، وهو ما وصفته بأنه "يثير قلقا بالغا"، خاصة وأن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تقوم بذلك.
وبحسب معهد العلوم والأمن الدولي، فإن إيران يمكنها، خلال ثلاثة أسابيع فقط، تحويل مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى 233 كغ من اليورانيوم عالي التخصيب – ما يكفي لصنع تسعة أسلحة نووية.
فوردو محمية حتى من "أكبر القنابل"
لكن تدمير المنشأة من الجو يبدو مستحيلا تقريبا. فبحسب تصريحات تلفزيونية لسفير إسرائيل لدى واشنطن يحيئيل ليتر، فإن الولايات المتحدة وحدها تمتلك القنبلة اللازمة لذلك، وهي القنبلة العملاقة GBU-57 التي تخترق عمق 60 مترا فقط، أي أقل من العمق المفترض لفوردو.
ووفق المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث مقره بريطانيا، فإنه حتى هذه القنبلة تحتاج إلى ضربات متكررة في نفس النقطة لاختراق التحصينات، وأنها لا تُحمل إلا على قاذفات الشبح الأمريكية B-2، التي لا تمتلكها إسرائيل.
ويقول المعهد إنه "لن يكون من الممكن الوصول إلى فوردو حتى باستخدام قنابل GBU-57 الأمريكية الخارقة للذخائر الضخمة، والتي لا يصل عمقها إلا إلى حوالي 60 مترا".
كما أنه "لا يمكن إطلاق GBU-57 إلا بواسطة قاذفات الشبح B-2 التابعة لسلاح الجو الأمريكي، وهو أمر لا تملكه إسرائيل - حتى لو زودتها الولايات المتحدة بهذه القنابل" بحسب التقرير نفسه.
ويُرجح سيدريك لايتون، المحلل العسكري في شبكة "سي إن إن"، أن الطريقة الأكثر واقعية لتعطيل فوردو تكمن في تدمير مداخل الأنفاق أو أنظمة التهوية والكهرباء، مما قد يشل عملها لأشهر.
وعلى الرغم من دورها المحوري في البرنامج النووي الإيراني، يعتقد خبراء أن فوردو ليست سوى جزء آخر من اللغز.
aXA6IDgyLjI5LjIwOS40NiA=
جزيرة ام اند امز
HU

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فوردو.. منشأة في قلب جبل ومعركة في قلب الصراع
فوردو.. منشأة في قلب جبل ومعركة في قلب الصراع

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

فوردو.. منشأة في قلب جبل ومعركة في قلب الصراع

تأسست المنشأة في أواخر العقد الأول من القرن الحالي، على بعد 30 كيلو مترا شمال شرقي مدينة قم ، وتم بناؤها داخل جبل بهدف حمايتها من أي ضربة عسكرية محتملة. وبحسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تضم فوردو أكثر من ألف جهاز طرد مركزي متطور، وتُستخدم لتخصيب اليورانيوم بمستويات قريبة من تلك المطلوبة لصناعة سلاح نووي. العمق الجيولوجي والتحصينات الخرسانية التي تغلف المنشأة جعلتها هدفاً بالغ الصعوبة لأي هجوم عسكري تقليدي. إسرائيل ، التي شنت في الأيام الأخيرة سلسلة غارات على منشآت نووية إيرانية أخرى، لا تملك القدرة العسكرية لضرب فوردو نظراً لافتقارها إلى نوع السلاح اللازم لاختراق هذا الموقع المحصّن. ولهذا، أصبحت قنابل " GBU-57" الأميركية الخارقة للتحصينات – والتي تزن نحو 30 ألف رطل ولا يمكن حملها إلا بواسطة قاذفات "B-2" – هي الخيار الوحيد الممكن لتدمير المنشأة بشكل فعّال. إسرائيل لا تمتلك هذه القاذفات ولا هذه القنابل، مما يضع القرار النهائي في يد واشنطن. الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الذي لطالما عارض التدخلات العسكرية الطويلة في الشرق الأوسط، يجد نفسه الآن أمام مفترق طرق. فمن جهة، يضغط عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للانضمام إلى الهجوم وضرب فوردو ، معتبراً أن بقاء المنشأة يعني بقاء الخطر النووي الإيراني. ومن جهة أخرى، يسعى ترامب لاستثمار ورقة الضغط هذه في مسار دبلوماسي قد يؤدي إلى اتفاق جديد مع طهران. وبينما عبّر ترامب عن قناعته بأن إيران "باتت على طاولة التفاوض" بحسب تصريحاته الأخيرة، فإنه لم يستبعد الخيار العسكري تماماً، مؤكداً أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأن جميع الخيارات لا تزال مطروحة. ويطالب ترامب إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها، ويبدو أن رفض إيران لذلك قد يفتح الباب أمام مشاركة الولايات المتحدة في شن هجوم مباشر لتدمير منشآت فوردو النووية وغيرها.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا دليل على جهد إيراني لتطوير سلاح نووي
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا دليل على جهد إيراني لتطوير سلاح نووي

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سبوتنيك بالعربية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا دليل على جهد إيراني لتطوير سلاح نووي

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا دليل على جهد إيراني لتطوير سلاح نووي الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا دليل على جهد إيراني لتطوير سلاح نووي سبوتنيك عربي قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إنه "لا دليل على وجود جهد ممنهج لتطوير سلاح نووي في إيران". 18.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-18T08:05+0000 2025-06-18T08:05+0000 2025-06-18T08:05+0000 إيران أخبار إيران أخبار إسرائيل اليوم إسرائيل الحرس الثوري الإيراني العالم وأوضح غروسي، في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية، أن "ما ذكرناه هو أنه لم يكن لدينا أي دليل على وجود جهد ممنهج من قبل إيران للتحرك نحو امتلاك سلاح نووي".وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه في وقت سابق، بناء على تحليل صور الأقمار الصناعية، تم رصد تأثير مباشر في حجرات التخصيب تحت الأرض بمنشأة نطنز النووية في إيران، بعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت المنشأة، يوم الجمعة الماضية.وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أن "الأضرار التي تم تسجيلها في المنشأة النووية الإيرانية لتخصيب اليورانيوم "فوردو" كانت محدودة للغاية".وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، قد أفاد بأن موقع "فوردو" النووي تعرض لأضرار محدودة إثر الهجمات الإسرائيلية.في سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن بلاده ستواصل استهداف القادة العسكريين الإيرانيين، بالإضافة إلى المنظومة الصاروخية والبرنامج النووي، في إطار العمليات الجارية ضد إيران.وفي ليلة 13 يونيو/ حزيران الجاري، شنت إسرائيل عملية ضد إيران، متهمةً إياها بتنفيذ برنامج نووي عسكري سري يزعم أنه يقترب من نقطة اللاعودة.وكانت أهداف القصف الجوي والغارات التي شنتها إسرائيل هي المنشآت النووية، والجنرالات، والفيزيائيين النوويين البارزين، والقواعد الجوية، وأنظمة الدفاع الجوي، وصواريخ "أرض-أرض".بدورها، إيران، التي تنفي أي دور عسكري في مشروعها النووي، تردّ بوابل من الصواريخ وإطلاق طائرات هجومية مسيرة، وحددت طهران منشآت عسكرية وصناعية عسكرية في إسرائيل كأهداف للضربات. ويتزايد عدد الإصابات في المباني السكنية والضحايا المدنيين من كلا الجانبين.وأعلنت إسرائيل مقتل أكثر من 24 شخصًا وإصابة نحو 800 آخرين في الضربات الإيرانية. بينما أكدت إيران مقتل أكثر من 220 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 1800 آخرين.وتتبادل إسرائيل وإيران الضربات عدة مرات يوميًا. وتتعهد الأولى بشن حملة عسكرية حتى تدمير البرنامج النووي الإيراني، بينما تهدد إيران بمواصلة القصف حتى توقف إسرائيل القصف. إيران أخبار إيران إسرائيل سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي إيران, أخبار إيران, أخبار إسرائيل اليوم, إسرائيل, الحرس الثوري الإيراني, العالم

«فوردو» الإيرانية..سر تحت الجبل «تعجز» عنه «أكبر القنابل»
«فوردو» الإيرانية..سر تحت الجبل «تعجز» عنه «أكبر القنابل»

العين الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • العين الإخبارية

«فوردو» الإيرانية..سر تحت الجبل «تعجز» عنه «أكبر القنابل»

تم تحديثه الأربعاء 2025/6/18 10:13 ص بتوقيت أبوظبي حين تعجز حتى أقوى القنابل الجوية المعروفة عن اختراق جبل، فإن ما يُخفى تحته لا بد أن يكون سرا استراتيجيا بالغ الأهمية إنها منشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم المقامة في عمق الجبال، قرب مدينة قم، والتي لم تتوقف التساؤلات حول طبيعتها ودورها في برنامج إيران النووي، وتصدّرت عناوين المواجهة الحالية بين تل أبيب وطهران. وتتهم إسرائيل والحكومات الغربية إيران منذ فترة طويلة بالسعي إلى القدرة على بناء قنبلة إذا اختارت ذلك. في المقابل، أكّد المسؤولون الإيرانيون أن البرنامج النووي لبلادهم مخصص للاستخدامات المدنية فقط. فما الذي نعرفه اليوم عن هذه المنشأة؟ ولماذا تُعد محورا رئيسيا في النزاع بين طهران والغرب؟ خمسة أنفاق تخترق مجموعة من الجبال، وهيكل دعم ضخم، ومحيط أمني واسع.. هذا كل ما تمكنت صور الأقمار الصناعية الحديثة من التقاطه حول منشأة فوردو، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في شبكة "سي إن إن" الأمريكية. يقع هذا المجمع المحصن والسري قرب مدينة قم، ومنذ الكشف عنه لأول مرة عام 2009، لم تهدأ التكهنات حول حجمه الحقيقي ووظيفته الدقيقة. ما الذي تخبئه الوثائق عن "فوردو"؟ وتقول "سي إن إن" إن الجزء الأكبر مما يُعرف عن فوردو مصدره "وثائق إيرانية سرية استولت عليها الاستخبارات الإسرائيلية قبل سنوات". وتشير التقديرات إلى أن القاعات الرئيسية في المنشأة تقع على عمق 80 إلى 90 مترا تحت الأرض، ما يجعلها محصنة ضد أي قنبلة جوية معروفة تمتلكها إسرائيل، ويجعل استهدافها جوا مهمة شبه مستحيلة. وفي حين تتعرض إيران لسلسة من الضربات الإسرائيلية منذ الجمعة الماضية، يرى بعض المحللين أن منشأة "فوردو" قد تكون "الموقع الذي تلجأ إليه طهران لتحويل مخزوناتها من اليورانيوم المخصب إلى سلاح نووي". ورغم محاولات إسرائيل المتكررة لاستهداف المنشأة في الأيام الأخيرة، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد أن "فوردو" لم تتعرض لأي ضرر يُذكر حتى الآن – سواء بسبب عجز أو تحفظ في الهجوم. ورغم تأكيد إيران الدائم على أن برنامجها النووي سلمي الطابع، فإن منشأة "فوردو" ظلت في قلب الشكوك الدولية حول نواياها. فقد وصف الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عام 2009 المنشأة بأنها "لا تتسق في حجمها وتكوينها مع برنامج سلمي". بدايات البناء تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن العمل بالموقع بدأ فعليا عام 2004، حيث تكشف الصور عن مبنيين مربعين أبيضين حيث تقع مداخل النفق اليوم. بينما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن لديها أدلة إضافية على أن البناء بدأ منذ 2002. ووفقا لديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، ومقره واشنطن، فإن "فوردو في الواقع مشروع بدأ خلال ما نُسميه برنامج الأسلحة النووية المتعطل في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين". وأشار إلى أن الفكرة كانت "أن يُنتج الإيرانيون يورانيوم صالح للاستخدام في صنع الأسلحة في تلك المنشأة، وأن يحصلوا على يورانيوم منخفض التخصيب من البرنامج النووي المدني في إيران". وفي عام ٢٠٠٩، كان قد تم بناء هيكل دعم خارجي كبير بالكامل، وكانت أعمال الحفر جارية لما يعتقد الخبراء أنه عمود تهوية، ضروري لدخول الهواء إلى المنشأة. وقد أُخفي هذا العمود وتم تمويهه لاحقا، بحسب تقرير "سي إن إن". وأوضحت طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية في رسالة مؤرخة في أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٠٩ أن قرار بناء المنشأة تحت الأرض جاء نتيجة "تهديدات بهجمات عسكرية على إيران". وأكدت أن فوردو "ستكون بمثابة منشأة طوارئ لمنشأة نطنز" القريبة، والتي قالت إنها "كانت من بين الأهداف المهددة بهجمات عسكرية". وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المنشأة قادرة على استيعاب ما يصل إلى ٣٠٠٠ جهاز طرد مركزي. الاتفاق النووي والاتهامات الإسرائيلية خطر فوردو تراجع مؤقتا عقب توقيع الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة) عام 2015، والذي ألزم إيران بإزالة ثلثي أجهزة الطرد المركزي من المنشأة، وسحب المواد النووية منها. لكن هذا الوضع تغير بعدما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق، خلال ولايته الأولى عام 2018. وفي العام نفسه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن مزيد من التفاصيل حول المنشأة، بعد أن صادرت أجهزة الاستخبارات في بلاده أكثر من 55 ألف وثيقة مما وصفته تل أبيب بأنه "الأرشيف الذري" الإيراني. ومن بين الوثائق مخططات تفصيلية لمنشأة فوردو ومعلومات عن أهدافها: "إنتاج يورانيوم صالح للاستخدام في صنع الأسلحة، كجزء من برنامج الأسلحة النووية الإيراني، بما يكفي لإنتاج سلاح نووي واحد أو اثنين على الأقل سنويا". في ذلك الوقت، وصف نائب وزير الخارجية الإيراني آنذاك، عباس عراقجي، هذه المعلومات وتعليقات نتنياهو بأنها "طفولية" و"مضحكة". مؤخرا، أفادت الوكالة الدولية أن طهران زادت من وتيرة تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% في فوردو، وهو ما وصفته بأنه "يثير قلقا بالغا"، خاصة وأن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تقوم بذلك. وبحسب معهد العلوم والأمن الدولي، فإن إيران يمكنها، خلال ثلاثة أسابيع فقط، تحويل مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى 233 كغ من اليورانيوم عالي التخصيب – ما يكفي لصنع تسعة أسلحة نووية. فوردو محمية حتى من "أكبر القنابل" لكن تدمير المنشأة من الجو يبدو مستحيلا تقريبا. فبحسب تصريحات تلفزيونية لسفير إسرائيل لدى واشنطن يحيئيل ليتر، فإن الولايات المتحدة وحدها تمتلك القنبلة اللازمة لذلك، وهي القنبلة العملاقة GBU-57 التي تخترق عمق 60 مترا فقط، أي أقل من العمق المفترض لفوردو. ووفق المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث مقره بريطانيا، فإنه حتى هذه القنبلة تحتاج إلى ضربات متكررة في نفس النقطة لاختراق التحصينات، وأنها لا تُحمل إلا على قاذفات الشبح الأمريكية B-2، التي لا تمتلكها إسرائيل. ويقول المعهد إنه "لن يكون من الممكن الوصول إلى فوردو حتى باستخدام قنابل GBU-57 الأمريكية الخارقة للذخائر الضخمة، والتي لا يصل عمقها إلا إلى حوالي 60 مترا". كما أنه "لا يمكن إطلاق GBU-57 إلا بواسطة قاذفات الشبح B-2 التابعة لسلاح الجو الأمريكي، وهو أمر لا تملكه إسرائيل - حتى لو زودتها الولايات المتحدة بهذه القنابل" بحسب التقرير نفسه. ويُرجح سيدريك لايتون، المحلل العسكري في شبكة "سي إن إن"، أن الطريقة الأكثر واقعية لتعطيل فوردو تكمن في تدمير مداخل الأنفاق أو أنظمة التهوية والكهرباء، مما قد يشل عملها لأشهر. وعلى الرغم من دورها المحوري في البرنامج النووي الإيراني، يعتقد خبراء أن فوردو ليست سوى جزء آخر من اللغز. aXA6IDgyLjI5LjIwOS40NiA= جزيرة ام اند امز HU

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store