
البُعد الحسيني العاشورائي.. في فكر السيد نصر الله(6)
فقوة الدفع الحسيني كانت الرافد الأول للروح المعنوية العالية والمتوقدة في نفوس شباب المقاومة الإسلامية منذ انطلاقتها وحتى اليوم، وهي التي تبشر بأن راية المقاومة ستبقى خفاقة على طريق الحق ونصرته حتى تسلم لقائد العدل الإلهي وناشره الإمام المهدي بن الحسن (عج).
وفي كلمة لسماحة الشهيد القائد السيد حسن نصر الله في الليلة العاشرة من محرم 23-10-2015، قال فيها: '..في هذه المعركة، سواء مع العدو الإسرائيلي أو مع هذا المشروع الأمريكي التكفيري.. نحن أيضًا في هذه المعركة لن نتراجع. إذا كان هناك أحد يراهن على تعبنا أو يقوم بتعداد شهدائنا، في كربلاء الجميع استشهد.. هذه معركة نؤمن بها ونخوضها عن بصيرة وسنشارك فيها وسننتصر فيها إن شاء الله.. ليس فينا من يتراجع ولكننا نفترض -من يفكر أن يتراجع فهو كمن يترك الحسين (عليه السلام) ليلة العاشر-'.
وبنفس الخطاب الهام لسماحة السيد الشهيد (وكل خطاباته هامة)، قال سماحته: 'من هنا علينا أن نعرف حقيقة المعركة الآن، هي معركة بين جبهتين، تلك الجبهة قائدها الأمريكي والإدارة الأمريكية وكل من معهم، وفي هذه الجبهة، يقف كل من يرفض الخضوع للإرادة الأمريكية. هذا هو التوصيف الحقيقي لما يجري الآن في منطقتنا. ما أشبه اليوم بالأمس.. اليوم يقال لنا إما أن تخضعوا لأمريكا ولمشروعها وأن تقبلوا بإسرائيل وتقبلوا بأدواتها وتقبلوا بسيطرتها وتكونوا عبيدًا لها، وإما أن نعلن عليكم الحرب والحصار والعقوبات… وقد علمنا الإمام الحسين أن نقول: فإني والله لا أرى الموت إلا سعادةً والحياة مع الظالمين إلا برما.. والحسين (عليه السلام) قال: ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة'.
وفي كلمة له خلال احتفال يوم الشهيد 11-11-2023، قال السيد نصر الله: '…نحن اخترنا هذا اليوم ليكون يومًا لكل شهيد في مسيرتنا وفي هذا الطريق، لنؤكد أن الشهادة هي صانعة الانتصار، وكما كان يقول الإمام الخميني (قدس سره) عن دم الحسين (ع) وشهادة الحسين (ع) في كربلاء، وعن يوم كربلاء: إنه يوم انتصار الدم على السيف. الدم في 11-11 دم الاستشهادي أحمد قصير، ودماء كل الشهداء الذين جاءوا بعده وكانوا قبله، هم الذين انتصروا، هذه الدماء هي التي انتصرت على السيف الأمريكي-الإسرائيلي المسلط على منطقتنا وعلى شعوب منطقتنا…'.
فكيف يمكن قراءة البعد الحسيني العاشورائي في فكر السيد الشهيد حسن نصر الله؟ وهل أداء السيد الشهيد كان يقتصر على تقديم وعرض وطرح القيم الحسينية المختلفة فقط، أم أنه كان يسعى لتأسيس مجتمع حسيني من خلال تربية الأجيال التي عاشت على فكر السيد طوال أكثر من 30 عامًا؟ وهل قدرة السيد الشهيد على تكريس القيم الإسلامية الحسينية تركزت فقط في مجالات تتعلق بالمقاومة وفلسطين والثورة على الظلم فقط، أم أنها كانت أشمل لتتناول مختلف جوانب حياة الإنسان؟
حول كل ذلك، قال الشيخ أبو صالح عباس إن 'سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، صنف عاشوراء كمدرسة، وكرّس فكرة أنه لا يمكن أن نعيش الحسين (ع) ما لم نحمل سلوك الحسين في حياتنا'، وأضاف: 'لقد جعل المواقف والقيم الحسينية سلوكًا فعالًا له مدلولاته ودينامياته'.
وبهذا السياق، أشار الشيخ أبو صالح عباس إلى أن 'واحدة من المواقف العظيمة التي كرّسها سيد شهداء الأمة السيد نصر الله، هي الموقف الذي يُخيّر الإنسان فيه بين ذل المعصية وعز الطاعة، بين ذل الخضوع والخنوع والاستسلام، وعز المواجهة والقتال والاستشهاد'، وتابع: 'حين يُخيّر الإنسان بين هذين الخيارين في المدرسة الحسينية، يكون الخيار دومًا للعز والقيام لله'.
ولفت الشيخ عباس إلى أن 'السيد نصر الله استطاع أن يغرس هذا الموقف في نفوس الكثيرين، حتى تحول هذا الموقف الحسيني إلى قيمة راسخة وثابتة وخلفية ينطلق منها هؤلاء الحسينيون في مقاربتهم للواقع وإطلاق مواقفهم التي لا يمكن أن تكون إلا مواقف عز مرتبطة بعزة الله تعالى'.
وقال الشيخ عباس: 'واحدة من سمات سيد شهداء الأمة السيد نصر الله في مقارَبته لعاشوراء الحسين والمدرسة الحسينية، هي قدرته على مزج الحزن كحالة عاطفية تعبر عن معرفة الإمام المعصوم، مع الغضب كحالة انفعالية واعية تؤسس لسلوك يتناغم مع العاطفة الواعية، خاصة عندما يرتبط هذا الحزن بالإمام الحسين عليه السلام'، وأضاف: 'استطاع السيد الشهيد أن يوصل رسالة مفادها أن البكاء ليس علامة ضعف، بل هو تعبير عن حب وعشق للإمام الحسين عليه السلام، ولخط النبوة وخط الأوصياء، الخط الممهّد لإمام الزمان'، وأكد أن 'هذا الحزن هو بمثابة شعلة تحرق كيان كل فرد، فتتقد فيه نار الإباء وتحمل المسؤولية'.
ولا شك أن أثر فكر السيد نصر الله في المستقبل على مجتمعنا، انطلاقًا من الارتباط بثورة الإمام الحسين (ع) وما أنتجته من وعي مستمر عبر التاريخ، لن ينقطع باستشهاده، بل سيعطي دفعًا إضافيًا للروح الثورية لدى عشاق الشهادة والحق الذي عاش يناصره السيد الشهيد طوال حياته، ما سيشكل عنصرًا هامًا يمكن الاستفادة منه والبناء عليه لتدعيم المجتمع المتميز الثابت المقاوم الحامل لهموم الأمة والإنسانية والساعي دائمًا للتمهيد لنشر العدالة الإلهية.
وفي الختام، لا بد من التذكير بكلام السيد الشهيد حسن نصر الله في كلمته خلال مسيرة العاشر من محرم 1445، بتاريخ 29-07-2023 حيث قال: 'أيها الإخوة والأخوات، أمام كل التحديات القائمة أمنيًا، عسكريًا، مع العدو، جهاديًا، سياسيًا، معيشيًا، اقتصاديًا، ثقافيًا، تربويًا، واجبنا الذي نفهمه من كربلاء أن نكون حاضرين في كل الميادين وفي كل الساحات مهما كانت التضحيات مهما كانت الآلام، مهما كانت المصاعب وأن لا نخلي الساحة على الإطلاق، وخصوصًا ونحن نواجه هذا الشيطان الأكبر الذي يستغل وجود هذا الكيان الغاصب ليُهيمن على المنطقة وليُحاصر المنطقة… هذه المعركة هي معركة مفتوحة دفاعًا عن لبنان، دفاعًا عن الأمة، دفاعًا عن المقدسات… نحن هنا نرفض الذل ونأبى الضيم ولا نرضى بالخضوع ولا بالهوان ولا بالاستسلام…'.
المصدر: موقع المنار
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
منذ 27 دقائق
- المركزية
الخطيب: المسيحيون ضرورة إسلامية في المنطقة ولبنان
المركزية - شدد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، أمام زواره اليوم على "العيش المشترك في لبنان والمنطقة"، وقال: "ان المسيحيين ضرورة اسلامية في المنطقة وفي لبنان، ولم تكن المشكلة يوما بين المسلمين والمسيحبين، ومن واجب الطرفين ان يحافطوا على بعضهم البعض". واضاف "ان القرآن الكريم يؤكد التعاون، ونحن مع المواطنة التي تساوي بين الناس، فالخلق كلهم عيال الله واقربهم اليه انفعهم لعياله. فالاسلام والمسيحية ليسا عصبية ،بل هما فكر وقيم". واسف لبعض المواقف "التي تنسب للمسيحيين في لبنان، وهي في الحقيقة مواقف سياسية لا تمثل المسيحيين، خاصة في مثل هذه الظروف التي يتصاعد فيها العدوان الاسرائيلي على لبنان واللبنانيين جميعا، وليس على فئة معينة". وشدد العلامة الخطيب على "ضرورة تفعيل الادارة العامة في لبنان من اجل تيسير شؤون المواطنين"، ولاحظ ان "اوضاع هذه الادارة ليست مرضية حتى الان، ونحن نتلقى الكثير من الشكاوى من المواطنين". وطالب الحكومة بالاسراع في الاصلاحات على مختلف المستويات،"لا سيما على مستوى الادارة ومواكبة التطورات التكنولوجية في العالم، لتيسير المعاملات الرسمية امام الناس". وزير المالية: وكان العلامة الخطيب استقبل قبل ظهر اليوم في مقر المجلس في الحازمية وزير المالية ياسين جابر،وتم التداول في الشوون العامة. وعرض جابر للاوضاع المالية والادارية في البلاد وآفاق الاتصالات الدولية مع المؤسسات المالية لتحسين الدخل العام في لبنان. وقال الوزير جابر بعد اللقاء: "كانت زيارة مباركة لسماحة الامام لوضعه في صورة ما يحصل في هذه الايام على صعيد الخطة الاصلاحية للحكومة وطلب دعمه لهذه الخطة،وكذلك للاطلاع على حاجات المجلس الشيعي وسير الامور، وكيف يمكن ان ندعم هذا المجلس في الدور الكبير الذي يقوم به. وكانت زيارة مفيدة لي،اطلعت خلالها على ما يقوم به المجلس،واطلعته على ما تقوم به وزارة المال والحكومة. مصرف الاسكان: كما استقبل العلامة الخطيب رئيس مجلس ادارة مصرف الإسكان انطوان حبيب وعضو مجلس الادارة توفيق ناجي. اتحاد الكتاب: والتقى العلامة الخطيب رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين احمد نزال الذي عرض لاوضاع الاتحاد وقدم له مجموعة من الكتب . يشار الى ان الدكتور نزال، سيكون خطيب المجلس العاشورائي في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في السادسة والنصف من عصر غد الجمعة. والتقى العلامة الخطيب ايضا الشيخ شادي مرعي الذي قدم له كتابه الجديد ووجه له دعوة للمشاركة في حفل التوقيع في طرابلس يوم السبت في 12 تموز الحالي. واستقبل العلامة الخطيب وفدا من بلدة راشكيدا، عارضا شؤونا تخص البلدة.


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
السيد الحوثي: لا سلام لأمتنا بالخنوع والنموذج الإيراني أثبت معادلة القوة في مواجهة العدوان
أكد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنّ شعوب الأمة لن تنعم بالسلام من خلال الخنوع والقبول بالاستباحة والتفريط في المبادئ والقيم الإسلامية، مشدداً على أن الاستسلام للعدو لا يؤدي إلا إلى المزيد من التمكين له في استكمال مخططاته للسيطرة التامة على الأمة. وأوضح أن التضحية في إطار الموقف الحق هي تضحية في سبيل الله، ولها ثمارها من عزة وانتصار وصمود وحرية وكرامة، في حين أن الثمن الذي تدفعه الأمة بسبب التفريط في مواجهة العدو يتعاظم باستمرار. وأشار إلى أن الواقع الذي وصلت إليه الأمة لم يكن ليحدث لولا حالة التراجع والانحدار التي استمرت لعقود طويلة، وابتعاد الأمة عن التمسك بالنهج الحق والإيمان الصادق، لافتاً إلى أن من يتذرع برفض التضحيات في سبيل عدم الدخول في المواجهة، ينسى أن الخسائر الناتجة عن الخنوع أعظم بكثير ولا تُقارن بتضحيات الموقف الصادق. وشدّد السيد الحوثي على أن الخسائر الكبرى في الدنيا والآخرة ستكون نتيجة الرضوخ والتنازل، بينما تظل تضحيات الموقف الحق محدودة ولكنها مثمرة وفاعلة. وقال إن الردع الحقيقي هو أن تكون الأمة قوية في موقفها، ومقبلة على اتخاذ أسباب النصر والعزة والقوة والمنعة. واستعرض في هذا السياق النموذج الإيراني، الذي قال إنه أثبت خلال 12 يوماً فاعلية التوجّه الصحيح المبني على الهداية الإلهية، في إعداد القوة وتفعيلها. وأضاف أن من عناصر القوة في الموقف الإيراني القرار بالرد الفوري والفاعل، وقد أثمر ذلك في إرغام العدو الإسرائيلي على التراجع عن عدوانه، رغم الدعم الأميركي والغربي الكبير له. وأشار إلى أن العدو لم يستطع الاستمرار في عدوانه على إيران لأنه وجد نفسه يدفع ثمناً باهظاً، موضحاً أن ما حصل يُشكّل درساً للأمة في أنّ امتلاك أسباب القوة والردع، والتحرك بثقة وتأييد شعبي، يؤدي إلى منع العدو من التمادي في عدوانه. وأوضح أن المعادلة التي جسدها الرد الإيراني، والمبنية على الردع وبناء القوة والالتفاف الشعبي حول القوات المسلحة والقيادة، أثمرت في وقف العدوان، مشيراً إلى وجود جهوزية تامة في الجمهورية الإسلامية للرد القوي إذا ما كرر العدو اعتداءاته مستقبلاً. وفي سياق الحديث عن غزة، قال السيد الحوثي إن المجاهدين هناك، رغم الإمكانات المحدودة جداً، يُظهرون فاعلية الموقف في الجهاد والثبات، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي فشل في حسم معركته، وما يرتكبه من جرائم بحق الأهالي لا يُعدّ نصراً بأي شكل. وأضاف أن العدو الإسرائيلي، رغم ما يمتلكه من ترسانة عسكرية وحشد دولي، عجز عن القضاء على المقاومة في قطاع غزة، كما لم ينجح في استعادة أسراه دون صفقة تبادل، معرباً عن أمله في أن تصل المفاوضات الجارية إلى نتيجة إيجابية. ودعا السيد الحوثي الأمة الإسلامية إلى اعتماد الموقف الصحيح، كما رسمه الله عز وجل، من خلال تحمّل المسؤوليات المقدسة في الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكداً أن هذه المسؤوليات ليست عبئاً بل مصدر عزة وحماية، شرط أن تتحرك الأمة بوعي وإرادة. وأضاف أن العدو الإسرائيلي، رغم ما يقترفه من جرائم بحق الأوطان والمقدسات، لا يتحمل أن تُتخذ ضده أي مواقف من أبناء الأمة، كما أن أميركا ودولاً غربية تسعى إلى مصادرة حقوق الأمة كاملة، وتمنعها حتى من التعبير أو الدفاع عن حقوقها المشروعة. وندد بالموقف الغربي الذي يروّج للعدوان الإسرائيلي باعتباره دفاعاً عن النفس، وكأن الفلسطينيين والعرب هم من ذهبوا إلى أقاصي الأرض لقتل الصهاينة، لا العكس، معتبراً هذا الخطاب قمة في التزييف السياسي والظلم الإعلامي. العدو بلغ أقصى درجات التوحّش في غزة والمؤسسات الدولية عاجزة عن حماية المظلومين أكّد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنّ العدو الصهيوني اليهودي المجرم يواصل ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 21 شهرًا، وعلى مرأى ومسمع من المسلمين، مشيرًا إلى أنّ ما يجري يمثل إبادة جماعية حقيقية. وأضاف السيد الحوثي أن العدو الإسرائيلي يستهدف بشكل مكثف مراكز ومخيمات إيواء النازحين، والأماكن التي يستقرون فيها من مدارس ومؤسسات مدنية، ويواصل عدوانه بكل همجية ووحشية وإجرام، في مشهد يفضح حقيقته الإجرامية المتجردة من أدنى القيم الإنسانية. واعتبر أن الكيان الإسرائيلي وشركاءه الأميركيين القتلة المجرمين، لو كانوا مجرد وحوش من وحوش الغاب أو كلاب مسعورة، لكانوا قد سئموا من نهش لحوم الناس في قطاع غزة، لكنهم يمعنون أكثر كلما أوغلوا في دماء الأطفال والنساء، حيث تزداد شهيتهم للقتل ويتفننون في ابتكار وسائل وطرق جديدة للإبادة. وأوضح السيد الحوثي أن ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في غزة يفضح حقيقته القائمة على الحقد والتوحّش والعدوانية، ويكشف في الوقت ذاته عن جوهر الغرب الذي يدعم هذا الكيان المجرم، منذ تأسيسه كعصابات إرهابية تمارس نفس الدور الوظيفي الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية جمعاء. وأضاف أن هذا الدور الوظيفي الذي أراده الغرب للعدو الإسرائيلي، يقوم على السعي للسيطرة على الأمة واحتلال الأوطان وفرض معادلة الاستباحة، وهو دور عدواني تدميري يتماشى مع المخطط الصهيوني ويشكّل خطورة بالغة على الأمة الإسلامية. وانتقد السيد الحوثي بحدة تقاعس المؤسسات الدولية، قائلاً إنّ توحّش العدو الإسرائيلي يشكل دليلًا كافيًا على أن ما يُسمى بالمؤسسات الدولية لا تمثّل سندًا لأي شعب مظلوم أو مستضعف، مستعرضًا سجلّها الممتد لأكثر من قرن منذ الاحتلال البريطاني، وسبعة عقود من السيطرة الصهيونية اليهودية، دون أن تقدم شيئًا يُذكر للشعب الفلسطيني. ورأى أنّ الرهان على المؤسسات الدولية في أي حسابات أو سياسات هو 'خطأ فادح' يشتّت الأمة ويمنعها من تحقيق أي نتائج، مشددًا على أن الأمة قادرة على اتخاذ موقف حاسم، غير أن الكثير من أبنائها يكتفون بالتفرج والتخاذل، بينما يذهب البعض إلى حدّ التواطؤ والتعاون مع العدو. واعتبر أن مستوى الإجرام الصهيوني وحجمه واستمراره، يكشف ثلاث حقائق أساسية: حقيقة العدو، وحقيقة داعميه، وحقيقة عجز المؤسسات الدولية. وأضاف أن واقع الأمة يشكّل خطرًا كبيرًا عليها، سواء من ناحية التفريط بمسؤولياتها المقدسة أو من ناحية أطماع الأعداء بها. وحذّر السيد الحوثي من فظاعة ما يُمارسه اليهود الصهاينة بحق الأمة ومقدساتها، معتبرًا أنه 'رهيب جدًا'، ومشيرًا إلى أنّهم يسيئون إلى خاتم الأنبياء رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بأبشع الإساءات، وينتهكون حرمة المقدسات الإسلامية. وأشار إلى أن الصهاينة يمارسون الإجرام بأساليب بشعة للغاية، وبطريقة وقحة واستفزازية جدًا ضد الشعب الفلسطيني، في وقتٍ لا يُبدي فيه الكثير من أبناء الأمة أي موقف معتبر، ما يكشف عن تراجعها الكبير على مستوى القيم والمبادئ الإنسانية. وحذّر من أن استمرار الأمة في تجاهل مسؤولياتها لن يُفضي إلى حلول، بل سيقود إلى نتائج خطيرة جدًا، وإذا ما استفادت بعد حين، فسيكون ذلك بعد تحمّلها تكاليف باهظة جدًا. وتطرّق السيد الحوثي إلى سلوك العدو في ساحة القتال، لافتًا إلى أنّ الصهاينة يتنافسون ويتباهون بجرائمهم بحق الأطفال والنساء في قطاع غزة، ومن بينهم جندي صهيوني تباهى بأنه قتل 600 فلسطيني. وأكد على جبن الجنود الصهاينة في المواجهة المباشرة، مشيرًا إلى أنهم يختبئون ويتجمدون من الذعر والرعب، حتى وهم داخل آلياتهم العسكرية، حينما يتقدم إليهم المقاتلون من المجاهدين في قطاع غزة. العدو يتعمد تدمير غزة بمقاولين.. وخطر هدم المسجد الأقصى بات ماثلًا أمام الأمة قال قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إن العدو الإسرائيلي يعمل على تنفيذ تدمير شامل لقطاع غزة، حتى بلغ به الأمر إلى الاستعانة بمقاولين لتنفيذ مهمة تدمير ما تبقى من المنازل، مقابل مبالغ تصل إلى 1500 دولار عن كل منزل يتم هدمه. وأضاف أن العدو الصهيوني يواصل سياسة الإبادة بحق الفلسطينيين عبر وسائل متعددة، من أبرزها التجويع ومصائد الموت ومجازر المساعدات، لافتًا إلى أنّ الاحتلال ارتكب خلال 48 ساعة فقط 26 مجزرة أدّت إلى استشهاد أكثر من 300 فلسطيني وإصابة المئات، معظمهم من النساء والأطفال. وأوضح السيد الحوثي أن ما يُعرف بـ'مصائد الموت' هو مشروع مشترك بين الأميركيين والإسرائيليين، يتمثل في هندسة مقصودة للتحكم بالمساعدات الإنسانية، بحيث يُعرّض من يتوجه لاستلامها لخطر القتل والاستهداف. وأشار إلى أن أبناء غزة يُجبرون على التوجه إلى نقاط توزيع المساعدات بسبب شدة الحاجة، لكنهم يعيشون خطر الإبادة في كل لحظة، سواء أثناء الذهاب أو عند التجمع أو أثناء تسلم المساعدات أو في طريق العودة، حيث يرصدهم العدو بدقة، بل ويستهدف من يعود بأكياس الطحين بعد وصوله إلى عائلته. ووصف السيد الحوثي هذه المجازر بأنها من أبشع أنواع الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن صمت المؤسسات الدولية والدول والأنظمة تجاه هذه الجرائم يمثل عارًا أخلاقيًا وإنسانيًا وسياسيًا. ولفت إلى أن تشجّع العدو الإسرائيلي على ارتكاب هذه الجرائم يرجع إلى تهاون العديد من الأنظمة والحكومات، والتي لم تصل حتى إلى مستوى اتخاذ إجراءات عادية أو حدّ أدنى من المواقف. وكشف السيد الحوثي عن 'فضيحة كبرى' تمثلت بقيام العدو الإسرائيلي، بدعم أميركي، بدسّ حبوب مخدّرة في بعض أكياس الطحين الموزعة كمساعدات، في خطوة اعتبرها دليلاً جديدًا على الإجرام المركّب الذي يستهدف وعي الشعوب ومجتمعاتها. وأشار إلى أن الكيان الإسرائيلي والأميركيين يعدّان من أكبر المروجين للمخدرات في العالم، ويستخدمان هذه المواد كأداة لتخريب المجتمعات وضرب اقتصادات الدول. وفي السياق الإنساني، أكد السيد الحوثي أن العدو الإسرائيلي أفرغ شمال قطاع غزة بالكامل من المستشفيات، بعدما دمّر بعضها وحاصر البعض الآخر بشكل كلي، مما جعلها شبه معطّلة. وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل إرسال آلاف القنابل للعدو الإسرائيلي في شحنات إضافية تُمكّنه من مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني، معلنًا عن صفقة أسلحة أميركية جديدة تشمل 3845 مجموعة توجيه قنابل تزن الواحدة منها 900 كيلوغرام. واتهم الحوثي الولايات المتحدة إلى جانب بريطانيا وألمانيا وفرنسا، بدعم الكيان الإسرائيلي ليس فقط بالأسلحة، بل حتى بـ'الكلاب المدرّبة لنهش لحوم البشر'. وحول الانتهاكات في القدس، لفت إلى أن الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى باتت شبه يومية، وسط دعوات صريحة لهدم المسجد وبناء 'الهيكل' المزعوم، محذرًا من أن هذه السياسة الصهيونية تُستخدم للترويض وفرض أمر واقع خطير على المسلمين. وأشار إلى أن التهديدات بهدم المسجد الأقصى باتت تُطلق من ساحات المسجد ذاته، وهو ما يُعدّ تطورًا في غاية الخطورة، كون الهدم هدفٌ معلن مرسوم في المخطط الصهيوني ومن مرتكزاته الأساسية. وشدد السيد الحوثي على أن معظم الإجراءات التي تُتخذ في القدس والضفة الغربية تهدف إلى تمهيد الطريق لتحقيق هذا الهدف العدواني الإجرامي، مؤكدًا أن الحالة الراهنة في الأقصى تُعدّ بالغة الخطورة، في ظل ردود فعل رسمية باهتة تكشف التراجع المهين في التعاطي مع هذه القضية. وقال إن الخطر الذي يتهدّد المسجد الأقصى لا يتوقف عنده، بل يمتد إلى باقي المقدسات الإسلامية، بما في ذلك المسجد الحرام والكعبة الشريفة، مشيرًا إلى أن مدينة مكة والمدينة المنورة أيضًا ضمن أهداف المشروع الصهيوني. وأضاف أن نجاح العدو في تنفيذ مخططاته ضد الأقصى سيدفعه إلى الطمع ببقية مقدسات المسلمين، محذرًا من أنّ وصول المسلمين إلى حالة من اللامبالاة تجاه مقدساتهم يمثّل خطرًا فادحًا على الأمة كلها، ويُفقدها التأييد الإلهي والحماية الربانية. وفي ما يتعلق بالضفة الغربية، قال الحوثي إن الوضع هناك يتجه نحو التصعيد منذ خمسة أشهر، وقد شهد دمارًا واسعًا لا سيما في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس. وأشار إلى أن أكثر من 40 ألف فلسطيني هجّروا قسرًا من أبناء الضفة الغربية، ويعيشون معاناة إنسانية شديدة، في وقت يعمل فيه العدو الإسرائيلي على منع عودتهم إلى مخيماتهم. ولفت إلى أن البؤر الاستيطانية التي يُعلن عنها مؤخرًا، تأتي ضمن خطة تهدف إلى إحكام السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، من خلال اغتصاب مواقع جديدة وتوسيع رقعة الاحتلال. المجاهدون في غزة صامدون رغم الحصار وتخاذل الأنظمة أكد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنّ من أبرز الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية هو تقطيع أوصال المدن والبلدات الفلسطينية عبر الحواجز والجدران، في سياق سياسة ممنهجة تهدف إلى تفكيك النسيج الجغرافي والاجتماعي الفلسطيني. وأشار السيد الحوثي إلى أن الروح المعنوية العالية والثبات الذي يُبديه المجاهدون في قطاع غزة على مدى 21 شهرًا، يُظهر صلابة المقاومة، متسائلًا: 'ماذا لو امتلك المجاهدون من الأسلحة ما تمتلكه الجيوش العربية؟'، موضحًا أن تلك الجيوش هُزمت في ستة أيام، بينما يقف المقاومون في غزة صامدين في وجه آلة الحرب الصهيونية لما يقارب عامين. وأضاف أن الاعتداءات الصهيونية تشمل أيضًا الأراضي اللبنانية، مع استمرار التوغلات داخل الحدود، والتي تُعدّ من أخطر أنواع الانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال العدائية، مشيرًا إلى أن ما يقوم به العدو في سوريا كذلك يندرج ضمن أطماعه التوسعية ومخططاته الإجرامية، رغم أن سوريا ليست من الجبهات التي تشن عليه عدوانًا مباشرًا. ورحّب السيد الحوثي بموافقة الحكومة الإيرلندية على مشروع قانون يحظر استيراد السلع من المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة الغربية والقدس، واصفًا الخطوة بأنها 'مهمة وإيجابية'، رغم كونها جزئية، إلا أنها تعبّر عن موقف عملي ينبغي أن يُحتذى. وأكد أن المطلوب من الأنظمة العربية والإسلامية هو اتخاذ خطوات كبيرة في سبيل المقاطعة الكاملة للعدو الإسرائيلي، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، إلى جانب السعي مع بقية الدول لمحاصرته وعزله دبلوماسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا. وفي السياق الميداني، أعلن السيد الحوثي أن القوات اليمنية نفّذت خلال أسبوع عمليات عسكرية استهدفت مواقع للعدو الإسرائيلي في يافا وبئر السبع وعسقلان وأم الرشراش، مستخدمةً 10 صواريخ وطائرات مسيّرة، مشيرًا إلى أن الحظر المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر باتجاه باب المندب وخليج عدن وبحر العرب ما زال قائمًا وناجحًا بشكل تام. واعتبر أن المسيرات المليونية التي شهدها اليمن في افتتاح العام الهجري الجديد يوم الجمعة الماضية، مثّلت زخمًا عظيمًا وحضورًا شعبيًا متميزًا، مؤكدًا أن من نعمة الله وتوفيقه أن يكون اليمن رسميًا وشعبيًا في هذا الموقع الجهادي الواعي والضروري. ودعا بقية شعوب الأمة إلى أن تحذو حذو الشعب اليمني، لأن تبني هذا الموقف يُعدّ ضرورة ملحّة لها، إذ إن المعركة الدائرة اليوم هي معركة الأمة بأسرها وليست معركة الفلسطينيين وحدهم. وأضاف أن العدو الإسرائيلي، لو تمكن من حسم معركته في غزة، ومن تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، فإن خطوته التالية ستكون الهجوم على باقي البلدان العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن اليهود الصهاينة يهتفون منذ نشأة كيانهم بالموت للعرب، وأن تربيتهم تقوم على الإجرام والحقد. وأكد أن من يتبنى الموقف الجهادي المتكامل، فإنه يختار الموقع الواعي والضروري لحماية نفسه وشعبه وأمته، في وجه عدوٍ يشكل تهديدًا وجوديًا على الجميع. وحذّر من تكرار الحديث الأميركي والإسرائيلي عن 'تغيير الشرق الأوسط'، مذكّرًا بتصريحات وزارة الخارجية الأميركية الأخيرة التي أكدت هذا التوجّه، موضحًا أن الهدف من هذا العنوان هو فرض سيطرة الكيان الإسرائيلي على المنطقة، وتثبيت معادلة الاستباحة على شعوبها. وقال السيد الحوثي إن الأميركيين والإسرائيليين يسعون لمصادرة حرية واستقلال وكرامة شعوب الأمة، وسلبها عزتها الإيمانية وهويتها التحررية، بهدف فرض الاستسلام التام وتمكين الكيان الإسرائيلي من التحكم بمصيرها ومقدراتها. وشدّد على أنّ القبول بالذل والاستعباد يُعدّ عارًا كبيرًا على أمة تمتلك هذا الحجم السكاني والجغرافي والاقتصادي، متسائلًا: 'ما الذي يدفع الشعب العربي الكبير إلى الرضوخ والخنوع أمام عدوه السيئ، المتمثل باليهود الصهاينة؟' واستشهد السيد الحوثي بتجربة كوبا التحررية، قائلًا إن هذه الدولة الصغيرة والمجاورة للولايات المتحدة، ترفض الهيمنة الأميركية منذ أكثر من 60 عامًا، ورغم الحصار الطويل لم تخضع، متسائلًا كيف لأمة العرب والمسلمين، بكل ما تملك من مقومات، أن تقبل بالاستسلام والارتهان، وهي أحق بثبات الموقف ورفض الهيمنة من غيرها. مستمرون في موقفنا رغم الغارات والتهديدات أكد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنّ موقف اليمن في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدو الإسرائيلي هو موقف مبدئي نابع من بصيرة ووعي وإيمان، مشددًا على أن هذا الموقف ليس فقط صحيحًا، بل يحمل أهمية إيمانية ودينية وأخلاقية ويمثّل ضرورة لا غنى عنها. وأضاف السيد الحوثي في كلمة له حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الدولية والإقليمية، أن على الأمة الإسلامية أن تكون حرّة، عزيزة، كريمة، مهما بلغت التضحيات، ومهما كان حجم التحديات والصعوبات، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه من داعمين، يعملون على حشر الأمة بين خيارين: إما الاستسلام والذل والقبول بمعادلة الاستباحة، أو المواجهة والصمود. وقال: 'ليس هناك خيار اسمه السلام مع العدو الإسرائيلي، بل هو استسلام وتفريط'، مؤكدًا أن التهديدات التي يطلقها العدو، إلى جانب اعتداءاته المتكررة، لا تُثني اليمنيين عن موقفهم الثابت، بل تزيدهم تصميماً وعزماً وإصراراً على مواصلة التصدي للعدوان. واستعرض السيد الحوثي ما سبق أن نفذه العدو الإسرائيلي من عمليات استهداف مباشرة لليمن، قائلاً إن العدو شنّ خمس عمليات سابقة ضد البلاد، تضمنت 107 غارات جوية وقصفاً بحرياً، لكنها لم تنجح في التأثير على الموقف اليمني، بل زادت من ثباته. وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية بدورها حاولت من خلال الجولة الثانية من التصعيد أن تُرهب اليمن، عبر تنفيذ أكثر من 1700 غارة جوية وقصف بحري استخدمت فيه طائرات الشبح وقاذفات القنابل، إلا أن هذه الهجمات لم تحقق هدفها، بل فشلت في كسر الموقف اليمني الثابت. وشدّد السيد الحوثي على أن التضحيات التي يقدّمها الشعب اليمني في هذا السياق، هي تضحيات في سبيل الله، وهي محل فخر واعتزاز وشرف، ولها ثمارها ونتائجها في الدنيا والآخرة، وهي مقبولة عند الله تعالى. وأوضح أن استمرار الموقف وثباته بالصبر والصمود هو من أساسيات النجاح في المواجهة، مؤكدًا أن هذا النهج له ثماره العظيمة في وعد الله بالنصر والتمكين. وأضاف: 'نحن مستمرون في موقفنا، ثابتون عليه، نتصدى للعدو الإسرائيلي في أي عدوان أو مواجهة، ونحن على قناعة تامة بعدالة قضيتنا وصحة موقفنا وضرورته، ولن نتراجع عنه'. ودعا قائد أنصار الله في ختام كلمته، الشعب اليمني العزيز إلى المشاركة الواسعة في المسيرات المليونية التي ستُقام يوم غد في العاصمة صنعاء وسائر المحافظات، معتبرًا أن هذا الخروج الجماهيري يُعدّ جهادًا في سبيل الله، ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم، وتأكيدًا على الاستمرار والثبات في مواجهة العدو. المصدر: موقع المنار


النشرة
منذ ساعة واحدة
- النشرة
خلف زار عوده: الدولة القادرة الحاضنة العادلة هي الإطار الحقوقي الذي يأمن له كل مواطن
استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده ، لنائب ملحم خلف الذي قال بعد الزيارة: "الحضور إلى هذا الصرح الديني والوطني الذي يلتقي فيه كل هموم الوطن والهموم اليومية من خلال شخص سيدنا الياس هو أمر طبيعي". وأضاف "أن أكون هنا هو لمشاركة سيدنا بكل ما يحيط بالوطن اليوم من مخاطر لاسيما بلعبة أمم إلى هذا الحد كبيرة خاصة أننا أمام لعبة الأمم التي تفضي وتنتّج نوعاً من المخاطر التي تطال ليس فقط الظرف الذي نمر به إنما تطال أمورا مثل دور الأوطان في المنطقة أو حتى قد تطال لا سمح الله الحدود، بتغيير حدود الأوطان". وقال "تكلمنا بشكل أساسي عن الخطر الذي قد يطال العيش معا وهذا العيش معا هو ما يجب الحفاظ عليه. حتى نتمكن من المحافظة عليه يجب أن نكون متضامنين ومتكاتفين بشكل أن ليس من يُصاب اليوم عليه أن يتضامن مع نفسه، بل بالقدر الذي يكون فيه الآخر موجوع هو بحاجة إلى طمأنة من قِبل الآخرين لمواكبة هذا الألم وهذه المعاناة خاصة ما شهدناه في مجزرة كنيسة مار الياس في دمشق وهذا أمر يؤكد تمسّكنا بالعيش معاً داخل هذا المشرق الذي له تاريخ أساسي في الحضارة وفي العيش معاً وهذا الكنز يجب الحفاظ عليه". ولفت خلف إلى أنّ "الدور والهدف الذي علينا جميعاً أن نعمل له إنما يجب أن يكون من ضمن إطار قيام كيان الدول لأن الدولة القادرة الحاضنة العادلة هي الإطار الحقوقي الذي يأمن له كل مواطن. لذلك علينا أن نعمل لقيام الدولة وخارج هذه الدولة القادرة والعادلة التي علينا جميعاً أن نبنيها لا إمكانية لخلاص العيش معاً إنما قد نكون في اتجاه الانتحار فرادةً وهذا انتحار أيضاً جماعةً".