logo
لن تصل بعمرك القصير...

لن تصل بعمرك القصير...

عكاظمنذ 11 ساعات

لكي لا تفقد عقلك اهرب إلى حقول الفن.. جملة قلتها ذات يوم وأوصيت بها الأصدقاء في مواقع التواصل، فالفن يمتلك التعويذة التي تنجيك من قساوة الواقع، كل منا يعيش حياة باردة، وعادية أحياناً، وأحياناً يتم الاتفاق على صياغتها من خلال الأحداث المكررة، ويكون حالك وفق الدور الذي وجدت نفسك فيه، دور له مسؤوليات تحرص على أدائها بكفاءة المحب لدوره، ذاك الحب الذي نما بالعشرة، والذي طوقك بالمثالية المثلى في التناسق والتناغم مع خطوات أيامك، هي حياة مثالية في نظر الآخرين، ومثالية في نظرك أيضاً، وحين تلجأ إلى الفن كمنظار يمنحك الأبعاد الحياتية للناس، فكل حكاية تختلف أبعاد مقاسيها، ويكون البعد الرابع هو الفارق في حكايات الناس، بُعد يجلي ما ران على حياتك، يقشع العادي، ويريك لوناً زاهياً لم تعتد عليه في أيامك السابقة، الفن (جلاية) وقد يكون أداة تغير للأفكار، أو الحالة النفسية التي دأبت على الظهور بها كحالة توازن في أعين من هم حولك، نحن في حالات خلاف بين الظاهر والباطن، الباطن هو كنزك الخاص والذي لا يعرفه إلا أنت، وأحياناً يغيب عنا، يظهر جلياً حين تتفرد بذاتك من خلال رواية أو لحن، أو فيلم، يحدث ذلك أثناء توحدك بما يتجسد فناً، يلامس أعماقك، فجأة تجد نفسك تتطابق مع خيال المنشئ للرواية أو المجسد لحالة أبطال الفيلم، أو متماهياً مع لحن اجتث المكررات الخبيثة التي عشت بها، الفن يمنحك حيوات الناس، فتتنقل من حياة إلى حياة، فتجد من يشبهك ومن يختلف عنك ومن هو خارج تفكيرك، أو من يكون نافذة لحياة حلمت بها طويلاً، ولم تصل إليها.. ووصيتي للهروب إلى حقول الفن صادقة حين تكتشف أن لك حياة لم تعشها بعد، والانتقال إليها يحتاج عمراً إضافياً، نحن نحتاج أعماراً إضافية لكي نعيش وفق الصورة المجسدة قرائياً أو بصرياً أو شدواً، هذا يذكرني بالحوارية التي تجاذبتها مع موسى محرق (رحمه الله)، كانت حوارية حول العمر القصير والذي يمضي وأنت تؤدي دوراً وجدت نفسك فيه، وواصلت مشوارك من غير التفكير بافتراق العمر عما تتخيله في أعماقك.. أكتب هذه المقالة بعد مشاهدة فيلم (برا المنهج)، الذي أكد أن خصلة الكذب تؤدي بك إلى حياة كاذبة تواطأ الجميع على تصديقها، إلا أن جماليات الفيلم يدفعك للخروج من تلك الخصلة وتصويب حياتك على قضبان الصدق، والسؤال: متى يمكنك الخروج من الحياة الكاذبة لكي تلتصق بحياة تحلم بها في داخلك ولم تصل إليها لأن العمر قصير لا يفي بأي تصويب، ولا يفي في أن تعيش من جديد..
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رفقاً بقلوبكم فالذكريات عمر
رفقاً بقلوبكم فالذكريات عمر

الرياض

timeمنذ 9 ساعات

  • الرياض

رفقاً بقلوبكم فالذكريات عمر

تزورنا ذكرياتنا الماضية كما يزورنا الضيف بلا ميعاد، تقرع أبواب القلب فجأة، وتستقر في زواياه بصمت عميق. منها ما يبهج الروح ويزهر على وجهنا ابتسامة دافئة، وكأن الزمان عاد بنا للحظة سعيدة خفيفة، ومنها ما يوجع القلب ويثقله، فتسيل منه دمعة لم نستأذنها. بعض الذكريات صوت ضحكة من أعماق الأمس، أو صورة وجه رحل ولم يرحل منا. وبعضها جرح قديم نظنه اندمل، فيعود ينبض كلما مرت بنا لحظة فراغ أو حنين، هي شريط عمر لا يمحوه النسيان، بل يزداد وضوحاً كلما مضى الوقت بنا. فرفقاً بقلوبكم.. فالذكريات عمر ثانٍ نحياه في الغياب، نحادث فيه من ابتعد، ونصافح فيه من غاب، ونعاتب فيه أنفسنا على ما لم نقله أو ما لم نفعله. لا تخاصموا ذاكرتكم، بل صافحوها بحب، فهي مرآة الرحلة التي صنعت منكم ما أنتم عليه الآن. محمد فايع

«هذيان».. مسرحية تخلّد غياب الصمان
«هذيان».. مسرحية تخلّد غياب الصمان

الرياض

timeمنذ 9 ساعات

  • الرياض

«هذيان».. مسرحية تخلّد غياب الصمان

شهد مسرح جمعية الثقافة والفنون بجدة عرض مسرحية "هذيان"، في ليلة استثنائية غصّت بالحضور، تقدّمه معالي وزير الإعلام الأسبق الدكتور عبدالعزيز خوجة، والدكتور الفنان عبدالله رشاد، وعدد من المهتمين بالمشهد الثقافي والمسرحي. وجاء عرض المسرحية تكريمًا لذكرى مؤلفها الراحل أحمد الصمان، حيث عبّر مدير الجمعية محمد آل صبيح، في كلمته الافتتاحية، عن فخر الجمعية بإحياء إرث الصمان المسرحي، مضيفًا أن هذا العمل يأتي وفاءً لموهبةٍ تركت بصمتها في الذاكرة الثقافية. وشارك في العمل كل من سمر الرهبيني، وعثمان فلاته، وفاتن الصمان، وعبدالعزيز القدير، وحسن جاد الله، فيما تولى الإخراج محمد بالبيد، والإشراف العام محمد إبراهيم آل صبيح. وفي تصريح خاص بعد العرض، عبّرت الفنانة سمر الرهبيني عن امتنانها للمشاركة في هذا العمل، قائلة: "أشكر جميع الزملاء الذين واجهوا هذا التحدي الكبير معنا، فقد كانت المهمة صعبة ومؤثرة في آنٍ واحد؛ أن نُكمل ما بدأه الراحل أحمد الصمان. واليوم، نشعر بأننا أوفينا رسالته حقها، كما شاهدتم هذا المساء".

على البالالذكرى الثامنة لبيعة ولي العهد بلغة الثقافة والفنون
على البالالذكرى الثامنة لبيعة ولي العهد بلغة الثقافة والفنون

الرياض

timeمنذ 9 ساعات

  • الرياض

على البالالذكرى الثامنة لبيعة ولي العهد بلغة الثقافة والفنون

في المشهد السعودي الجديد، لم تعد الثقافة ترفًا ولا الفنون مجرد مظاهر، بل أصبحت إحدى لغات الدولة، ومع البيعة الثامنة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، تتضح ملامح مشروع تحوّلي لم يكتف بإعادة رسم خارطة الاقتصاد والسياسة، بل أعاد الاعتبار للهوية، وللجمال، وللذائقة العامة، بوصفها أدوات ناعمة لا تقل أهمية عن أدوات التأثير الأخرى. الأمير محمد بن سلمان، ومنذ اللحظة الأولى، لم يتعامل مع الثقافة على أنها قطاع هامشي أو امتداد احتفالي للمناسبات، بل تعامل معها بوصفها مكونًا مركزيًا في مشروع وطني شامل، ولعل عبارته الشهيرة في أحد لقاءاته مع الإعلام الغربي: "أنا أعشق الفنون"، لم تكن مجرد توصيف لذوق شخصي، بل بوابة لفهم أعمق لطريقة تعامله مع بناء الإنسان السعودي، وتقديم صورة المملكة للعالم، وهذا العشق ترجم نفسه بوضوح في دعمه الدائم لمختلف المناشط الثقافية والفنية، فمن لوحات الفنانين السعوديين التي تزيّن المكاتب الرسمية الحكومية، إلى توجيهه المستمر بدعم المؤسسات الثقافية، ومن حرصه على حفظ الهوية المعمارية في مشاريع كبرى، إلى الإصرار على أن تصعد الأوركسترا السعودية على أكبر المسارح العالمية، كل ذلك ليس فعلًا ثقافيًا بقدر ما هو تموضع جديد للمملكة في سياق القوة الناعمة، بلغة تُفهم عالميًا. ما يحدث اليوم في العلا، وفي الرياض، وفي جدة، وفي الخبر ومدن المملكة المختلفة، ليس فقط مهرجانات أو فعاليات، إنه مشهد جديد تتشكل فيه السعودية كفاعل ثقافي مؤثر، يقدّم نفسه من خلال الفن، ويعيد رواية تاريخه بلغة معاصرة، فعندما تُضاء العاصمة بأعمال "نور الرياض"، وتتحول الشوارع إلى معارض مفتوحة في "رياض آرت"، ويتابع العالم الأوركسترا السعودية في نيويورك، وباريس وطوكيو، وسيدني، ولندن، فإن هذه المشاهد لم تعد استثناءات، بل أصبحت جزءًا من صورة ذهنية جديدة تُبنى يومًا بعد يوم. هذه الصورة لم تأتِ من فراغ، فالأرقام تقف خلفها بقوة مع ارتفاع إنفاق الأسر على الثقافة من 2.9 % إلى 6 %، وخطة واضحة لمساهمة القطاع الثقافي بنسبة 3 % من الناتج المحلي بحلول 2030، كلها مؤشرات على أن الثقافة تحوّلت من خيار إلى سياسة، ومن نشاط إلى اقتصاد، فالمفارقة الأجمل في هذا التحوّل أن ولي العهد لم يختزل الثقافة في المعاصر فقط، بل أعاد فتح ملفات الذاكرة التاريخية، من ترميم 130 أكثر مسجدًا تاريخيًا، إلى إطلاق خريطة للأنماط المعمارية السعودية، إلى إعادة الحياة للأسواق التقليدية، لتصبح هذه المشاريع جزءًا من فلسفة عمرانية – ثقافية تُعيد التوازن بين الحداثة والأصالة. إن الذكرى الثامنة لبيعة ولي العهد هي فرصة لتأمل مخرجات مشروع متكامل، وضع الفن في قلب الرؤية، وجعل من الثقافة جسراً للحوار مع العالم، ووسيلة لبناء الداخل بثقة واعتزاز.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store