
داخل "قوَّة أوريا"... كيف يحول متطرِّفون إسرائيليُّون الدَّمار في غزَّة إلى تجارة؟
في عمق العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة، تعمل قوة إسرائيلية صغيرة تُدعى "قوة أوريا"، تتكون من متطرفين إسرائيليين، هدفها الرئيسي هدم أكبر عدد ممكن من المنازل بهدف حرمان السكان من العودة، في سياسة وصفتها تقارير حقوقية بأنها "تدمير من أجل التهجير".
تدخل هذه القوة إلى القطاع برفقة جرافات ضخمة وتحظى بحماية مباشرة من جيش الاحتلال، وتستعين أيضاً بمدنيين متعاقدين مقابل مبالغ مالية، يُجلبون من خلال إعلانات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتكشف التقارير أن عمليات الهدم تتم حتى في مناطق لا تشكل تهديداً عسكرياً، حيث تُسوّى مبانٍ متضررة جزئياً أو سليمة بالكامل بالأرض خلال دقائق.
برزت "قوة أوريا" بشكل أكبر خلال يوليو 2025، بعد مقتل أحد عناصرها، الجندي أبراهام أزولاي، في هجوم نفذته كتائب القسام أثناء قيامه بهدم منازل في خان يونس. وقد صوّرت القسام العملية ونشرتها، فيما ردّت القوة بهدم 409 مبانٍ خلال أسبوع، كفعل انتقامي وصفه نشطاء بأنه انتقام جماعي يستهدف المدنيين.
في مجموعات استيطانية على واتساب، رُبطت هذه العمليات مباشرة بـ"تمهيد الأرض للاستيطان اليهودي في غزة"، وقال منشور: "نُهدي 409 مبانٍ دمرناها في ذكرى أزولاي.. تمهيداً للاستيطان".
من يقود "قوة أوريا"؟
تأسست القوة نهاية 2024 على يد الناشط اليميني المتطرف أوريا لوبيربوم، المقرب من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، المعروف برفضه إدخال المساعدات إلى غزة. القوة تضم جنود احتياط ومدنيين من مستوطنات الضفة، وتعمل تحت قيادة فرقة غزة العسكرية.
تشارك القوة في عمليات هدم لمبانٍ لا تمثل أي تهديد عسكري، ويظهر عناصرها في مقاطع فيديو على تيليغرام وهم يحتفلون بـ"مسح أحياء كاملة من الخارطة". وتستخدم القوة شعاراً يجسد طبيعتها: جرافتان تحيطان بمبانٍ وأمامهما جندي إسرائيلي.
يعتمد الاحتلال على شركات مدنية لاستقدام مشغلي جرافات، حيث تُنشر إعلانات على "فيسبوك" و"تلغرام" توضح المهمة صراحة: "هدم منازل في غزة"، مع عرض أجور مغرية تصل إلى 400 شيكل في الساعة في حال استخدم العامل معداته الخاصة.
وتشير تقارير إلى أن الجيش يدفع 1500 دولار لهدم مبنى من عدة طوابق، مما أغرى العديد من المتطرفين للانخراط في هذه العمليات التي يرون فيها فرصة استيطانية ومصدر دخل.
حاخام في خط الهدم الأمامي
إلى جانب "قوة أوريا"، يبرز الحاخام أبراهام زربيف، ضابط في لواء "جفعاتي"، الذي يوثق مشاركته في عمليات هدم المنازل وينشرها مرفقة بشعار "تدمير غزة"، ويضع ملصقات تحمل صورته إلى جانب جرافة على منازل مدمرة. هذه الملصقات انتشرت بشكل لافت داخل إسرائيل، حتى ظهرت في أيدي أطفال يحملونها كرمز للفخر، مما يشير إلى تطبيع فكرة التدمير لدى الأجيال الناشئة.
قدّمت مؤسسة "هند رجب" في بروكسل شكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الحاخام زربيف، بسبب دوره في عمليات الهدم الممنهج، كجزء من حملة تقودها حركة "30 مارس" لملاحقة جنود الاحتلال المتورطين في جرائم ضد الفلسطينيين.
تُقدّر الأمم المتحدة أن 92% من منازل غزة دُمّرت أو تضررت منذ بداية الحرب، أي ما يعادل 436,000 منزل، مع وجود 50 مليون طن من الأنقاض قد يستغرق رفعها 21 عاماً.
يُضاف إلى ذلك تدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية، إذ تُظهر المعطيات الرسمية أن 122 فلسطينياً، بينهم 83 طفلاً، توفوا جوعاً حتى نهاية يوليو 2025، في ظل منع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء، وقصفه نقاط توزيع المساعدات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 3 ساعات
- فلسطين أون لاين
بالفيديو مستوطن يقتل فلسطينيًا شارك بإنتاج فيلم فائز بجائزة أوسكار
وكالات/ فلسطين أون لاين قُتل الفلسطيني عودة محمد الهذالين (31 عامًا) مساء الاثنين، برصاص مستوطن إسرائيلي قرب قرية أم الخير في مسافر يطا جنوبي الخليل، بحسب ما أفاد تلفزيون فلسطين الرسمي. الشهيد الهذالين كان معلّمًا في مدرسة الصرايعة الثانوية في بادية يطا، ووالدًا لثلاثة أطفال، أكبرهم يبلغ من العمر ست سنوات. كما أنه أحد المساهمين في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى"، الحائز على جائزة أوسكار، والذي يوثق التهجير القسري الذي يتعرض له الفلسطينيون في مسافر يطا. المخرج والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام نشر مقطع فيديو على حسابه في منصة إكس، يُظهر لحظة إطلاق مستوطن النار مباشرة على الهذالين. مستوطن بالضفة يطلق النار بشكل مباشر على الناشط الفلسطيني عودة هذالين، ويصيبه في رئتيه، بمنطقة مسافر يطا، قضاء الخليل. — مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) July 28, 2025 ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن الجاني هو المستوطن ينون ليفي، الذي يخضع لعقوبات أميركية وكندية وبريطانية وأوروبية، على خلفية اعتداءاته ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذكرت أن جرافة تابعة لليفـي اقتحمت أرضًا خاصة في قرية أم الخير، وعندما حاول عدد من الفلسطينيين التصدي لها، أطلق المستوطن النار باتجاههم، ما أدى إلى استشهاد الهذالين. من جانبها، نعت مديرية التربية والتعليم في يطا الشهيد، ووصفت الهذالين بأنه "قامة وطنية وتربوية نبيلة، عُرف بإخلاصه في أداء رسالته التعليمية، وتفانيه في تربية الأجيال، ووقوفه في صفوف المدافعين عن الحق والكرامة". يُسلّط فيلم "لا أرض أخرى" الضوء على معاناة سكان منطقة مسافر يطا في ظل سياسات التهجير وهدم المنازل التي تنفذها السلطات الإسرائيلية. وقد نال الفيلم جائزة أوسكار تقديرًا لطرحه الإنساني وجرأته في كشف واقع الاحتلال.


شبكة أنباء شفا
منذ 8 ساعات
- شبكة أنباء شفا
الجبهة العربية الفلسطينية : تصريحات ترامب وقحة ومضللة ودم شعبنا ليس سلعة في بازار المساعدات المشروطة
شفا – تستنكر الجبهة العربية الفلسطينية التصريحات الوقحة والمضللة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تحدث فيها عن تقديم 60 مليون دولار كمساعدات إلى قطاع غزة، متباهياً بما أسماه 'كرماً لم يشكر عليه'، بينما الحقيقة الساطعة هي أن هذه المساعدات لم تكن سوى غطاء لسياسة الإبادة الجماعية التي تمارس بحق شعبنا، وشارك فيها ترامب نفسه، تمويلاً وتسليحاً وتأييداً سياسياً ودبلوماسياً. إن ما يسمى بالمساعدات الأميركية إلى غزة، لم تكن سوى أفخاخ موت، ذهب ضحيتها آلاف المدنيين الفلسطينيين، في جريمة متواصلة تمارس تحت غطاء كاذب من 'الرحمة' و'الإنسانية'، بينما الهدف الحقيقي منها هو الترويج لدور أميركي انساني زائف في وقت يغرق فيه شعبنا في الدماء والحصار والمجازر. إن شعبنا الفلسطيني لا ينتظر من ترامب ولا من أي إدارة أميركية اي مساعدات مسمومة، بل يطالبهم بالكف عن دعم الاحتلال وتمويل آلته الحربية، ورفع الغطاء السياسي عن جرائمه، بدل التنظير علينا من منابر دولية وكأنهم أوصياء على إنسانيتنا. إن حديث ترامب عن 'استعادة المحتجزين الإسرائيليين' هو تأكيد إضافي على انحيازه السافر للاحتلال، إذ تجاهل عمداً كارثة الإبادة التي يتعرض لها مليونان ونصف من أبناء شعبنا في قطاع غزة، واكتفى بتجريدنا من إنسانيتنا كما فعل طوال مسيرته السياسية. نقول لترامب: إن يدك لم تلمس شعبنا يوماً إلا لتبطش به، ولم يحمل لنا خطابك إلا المزيد من العدوان، فأبعد يدك عنا، وتوقف عن التباكي الكاذب، فدمنا ليس للبيع، وكرامتنا ليست رهناً بمكرمات مشروطة من شريك أصيل في الجريمة.


معا الاخبارية
منذ 9 ساعات
- معا الاخبارية
الامم المتحدة فى مواجهة الولايات المتحدة
الى حد كبير نجحت الدبلوماسية الاممية بتوجيه الانظار من جديد تجاه للحلول السلمية بعدما أدخلت اسرائيل المنطفة والعالم بالحلول العسكرية وهذا ما ظهر فى الاجتماع الذى عقد بالجمعية العمومية بقيادة الامين العام للامم المتحده انتونيو غوتيورس الذى اخذ يدافع عن المنهجيه الامميه وسيادة قوانينها فى محض دافعه عن القرارات الامميه والتى يجسد عنوانها مشروع حل الدولتين وانسانية القضية الفلسطينية فى القانون الدولي الانساني ... الامر الذى جعل من نقاط الاستقطاب تشكل مناخات تجاذب واضحة بين الامم المتحدة صاحبة الكعب الاعلى والولايات المتحده التى اخذت جملة الاستقطاب لها لا تشكل سوى مساحه ضيقه مقارنه بما تقف عليه الامم المتحدة من مساحه كبيره جدا ومركز جاذب واسع التاثير يحظى باحترام ومكانه وذلك بعدما استطاعت الامم المتحدة من استمالة اكثر من 3/4 الاعضاء لصفها مع دخول فرنسا لقيادة جناح الامم المتحدة فى مشروع حل الدولتين الذى غدى يشكل نقطه اشتباك حقيقية بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة على الصعيد الدبلوماسي وقد يتحول الى مستوى سياسي اذا لم يحدث استدراك وبقيت الولايات المتحدة تصر على نهجهها القاضى بالهيمنه واتباع سياسيه قانون القوة .. ولعل رسالة الامتعاض التى عبر عنها دونالت ترامب فى زيارته لاسكتلندا وليس لندن فى اطار المملكه المتحده يحمل رساله فى المكان كما فى التوقيت كونه جاء خلال فترة انعقاد الاجتماع الاممي الخاص بحل الدولتين للدرجه التى أجبرت ستارمر رئيس وزراء بريطانيا ليعقد اجتماع مع الرئيس ترامب يتناول فيه الاواضع فى غزه والمسالة الفلسطينية وذلك فى منتجع بيترنيبري حيث يقضى إجازته الخاصه فى ملعب الغولف الذى يملكه حتى لا يخرج امريكا من المناخ كما تقوم رئيس المفوضية الاوروبيه اورسولا فون دير لاين بعقد اجتماع لهذه الغايه لتكون هذه الاجتماعات الرسمية من دون طابع بروتوكولي كما جرت العادة الدبلوماسية حيث يتم استقبال الرئيس الامريكي عبرها والذى استقبل فى شوارع ادنبره وسط مظاهرات مندده بالموقف الامريكي مؤيده للحق الفلسطيني وتنادي بوقف الانتهاكات الانسانيه فى قطاع غزه .. وهى المعطيات التى تاتى مع انفكاك الربط العضوى بين الولايات المتحدة ودول المركز وظهور حجم التباينات للعيان اضافة لمساحة التباين بين موسكو واشنطن التى بدا تشتد مع تضارب المصالح فى المسأله الاوكرانيه هذا اضافه للهوة الواضحه التى اظهرتها حالة الاستقطاب بين الولايات المتحدة والامم المتحده فى موقعه حل الدولتين وجمبعها باتت تدق جرس الانذار على البيت الابيض وتلفظ سياسات استخدام الهيمنه من الناحية الجيواقتصادية كما هى متحفظة على سياسية قانون القوة وهذا ما جعل من البيت الابيض يعيش حالة حصار ضمني يستدعي استدراكه سياسيا بعدما سئم العالم من مناخات العنف التى تخيم على كافة اقاليمه ومن سياسات الاستقواء على القانون الدولي والقفز فوق القيم والمبادىء الانسانية وهذا ما جعل من نظام الضوابط والموازين يتغير ويشق مسار اخر لطريق جديد يحمل علامه انفراج على القضايا العسكرية والانسانية ينتظر ان يحمل فى المحصله تبعات على الصعيد السياسي كما يصف ذلك سياسيين ..! صحيح ان الولايات المتحدة مازالت تمتلك أوراق كثيرة ووسائل ضغط عديدة يمكنها ان تصنع فارق لكن ما هو صحيح ايضا ان جميع الأوراق التى فى جعبتها ستدخلها فى طور التشارك وبالتالي التنازل عن احاديه الهيمنه وسياساتها المستخدمه بقيادة العالم الذى رفض الحلول العسكرية ورفض قانون القوة كما رفض اعادة ترسيم خرائط جديده احتراما للمرجعيات الامميه والقانون الدولي الذى اعاد فى "تجمع حل الدولتين" القوة للامم المتحدة والزخم للحلول السياسيه والمرجعيه للقانون الدولي والذى ينتظر ان يحمل تاثير كبير فى أيلول القادم عندما يلتقى الجميع على مستوى رؤساء الدول . ان فلسطين ايقونة الحريه وهى تقود العالم للانتصار لصوت العدالة هى فلسطين التى حملها معه الملك عبدالله على الدوام فى لقاءاته البنيه فى امريكا وكندا فى جولاته الاخيره من اجل تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدوله وهى فلسطين القضية التى يحملها معه الملك عبدالله فى لقاءه الهام فى برلين عند لقاءه المستشار الألماني فيردريش ميرتس الذى يعتبر احد المحركين الأساسيين بالسياسيه الدوليه ليكون الجميع فى نصرة الامم المتحدة ومقرراتها لاسيما وان استماله برلين تجاه حل الدولتين والاعتراف بالدوله الفلسطينية سيجعل من إيطاليا واليابان يلتحقان بركب بريطانيا وكندا ليكون الجميع فى مناصره قوة القانون وترجيح كفته على حساب قانون القوه من باب محافظتها على دورها التشاركي فى صناعه القرار ...وهذا ما يصب جميعه فى المصلحة الفلسطينية وهى تواجهه مشروع التصفية والاسرله فى الميدان نتيجة السياسات الاسرائيلية التى تتبعها الحكومة الإسرائيلية فى قضم الارض وتشكيل مناخات التهجير ولعل هذا ما بينه اجتماع حل الدولتين واكد على ضرورة تغييره كونه لا يخدم السلم الاقليمي ولسلام الدولي وهو مخالف للقانون الدولي التى ارادت الامم المتحدة من بيانه ..