
كيف ساهم مشروع 'لافي' الإسرائيلي في ولادة المقاتلة الصينية J-10؟ القصة الكاملة
خاص – دفاع العرب
تُعد مقاتلات J-10، بأجيالها المتطورة من J-10A وصولاً إلى النسخة الأحدث J-10C، ركيزة أساسية للقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني وعماد قوتها الضاربة. لكن قصة تطوير هذه الطائرة المقاتلة تحمل في طياتها فصلاً غير متوقع، يرتبط بشكل وثيق بمشروع إسرائيلي طموح ألغي في نهاية الثمانينيات، هو مشروع المقاتلة 'لافي'.
تشير مصادر مطلعة إلى أن إسرائيل لعبت دوراً محورياً، وإن كان غير مباشر وغير معلن، في ظهور المقاتلة J-10 الصينية. والمفارقة أن إسرائيل، التي يُعتقد أنها ساهمت في ولادة J-10 تقنياً، كانت من أبرز الدول التي عبرت عن قلقها البالغ عند إعلان مصر عن نيتها اقتناء هذه المقاتلات.
مشروع 'لافي': طموح واعد ونهاية مفاجئة
في مطلع الثمانينيات، شرعت إسرائيل في مشروع طموح لتطوير مقاتلة محلية متقدمة تحت اسم 'لافي'، عبر شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، بدعم أميركي واسع فنياً ومالياً.
يصف الخبير عمير أسلام، المدير التنفيذي لشركة تشارلي ميديا، مشروع 'لافي' بأنه 'كان يهدف لتصنيع مقاتلة متقدمة متعددة المهام محلياً'.
هدف المشروع كان واضحاً: تطوير مقاتلة خفيفة، عالية المناورة، مزودة بأحدث إلكترونيات الطيران وأنظمة التحكم الرقمي المتقدمة (Fly-by-Wire)، لتلبية الاحتياجات العملياتية الخاصة لسلاح الجو الإسرائيلي.
شهد يوم 31 ديسمبر 1986 أول تحليق ناجح للنسخة التجريبية من 'لافي'، وأظهرت الطائرة أداءً مبهرًا خلال اختبارات الطيران الأولية. إلا أن مسار المشروع اصطدم بعقبات كبرى تمثلت في التكاليف الباهظة جداً والضغوط السياسية المتزايدة من واشنطن، التي كانت تخشى منافسة 'لافي' لطائراتها في السوق العالمي وتأثير المشروع على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل. دفع هذا الواقع الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار صعب بإلغاء المشروع عام 1987، بعد إنتاج 3 نماذج أولية فقط.
رغم إلغائه، لم يختفِ مشروع 'لافي' دون ترك أثر؛ فقد خلف إرثاً تقنياً مهماً ساهم في تطوير الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، وبات يُنظر إليه كنموذج لمشروع واعد أوقفته اعتبارات اقتصادية وسياسية رغم تفوقه التكنولوجي.
من 'لافي' إلى J-10: تشابهات تقنية لا يمكن تجاهلها
يتفق العديد من المحللين العسكريين على وجود تشابهات تصميمية وتقنية لافتة بين المقاتلة 'لافي' والطائرة الصينية J-10، خاصة في النسخ المتأخرة منها مثل J-10C. هذه التشابهات تثير تساؤلات حول وجود صلة بين المشروعين.
يؤكد أسلام لموقع دفاع العرب أن 'المزاعم بأن تصميم المقاتلة الصينية J-10 مستوحى بشكل ما من مشروع 'لافي' الإسرائيلي تتسم بالمصداقية، رغم غياب التأكيد الرسمي القاطع'.
ويضيف موضحاً الأساس التقني لهذا التشابه: 'يشترك كلا الطرازين في تخطيط هيكلي متشابه، وتصميم جناح دلتا مع الزعانف الأمامية المتحركة (Canards)، بالإضافة إلى استخدام أنظمة تحكم طيران رقمية متقدمة (Fly-by-Wire)، مما يشير إلى تشابه تقني واضح بين المقاتلتين لا يمكن إغفاله'.
جسور التعاون السري: كيف وصلت التقنية الإسرائيلية إلى الصين؟
في الوقت الذي كانت فيه الصين تسعى حثيثاً لتحديث قواتها الجوية المعتمدة بشكل كبير على تصاميم الحقبة السوفيتية القديمة (مثل المقاتلة J-7 المشتقة من الميغ-21)، برزت الحاجة الماسة لاكتساب القدرة على تطوير مقاتلة حديثة بخصائص الجيل الرابع.
مع تحسن العلاقات الصينية-الإسرائيلية في أوائل التسعينيات، وخاصة قبل الإعلان الرسمي عن إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين عام 1992، يُعتقد أنه فُتحت قنوات للتعاون التكنولوجي والعسكري، غالباً ما كانت تتسم بالسرية الشديدة في بداياتها.
عبر هذه القنوات غير المعلنة، يُعتقد أن الصين تمكنت من الوصول إلى تصميمات وتقنيات متقدمة، ربما شملت بيانات وهندسة عكسية ذات صلة بمشروع 'لافي'، مستفيدة بذلك من الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها إسرائيل في تصميم مقاتلة حديثة بخصائص متقدمة لتطوير برنامج مقاتلتها من الجيل الرابع J-10.
الطائرة القتالية 'جيه-10 سي'
إرث 'لافي' وقلق إسرائيل من J-10 المصرية
رغم نهايته المبكرة، لم يذهب الإرث التقني لمشروع 'لافي' سدى. الخبرات والتقنيات المتطورة التي طورتها إسرائيل في هذا الإطار لم تقتصر على برامجها الدفاعية المحلية اللاحقة، بل امتد تأثيرها إلى الخارج في صفقات بيع تكنولوجيا معينة، ويُعتقد أن برنامج J-10 الصيني كان أحد أبرز المستفيدين من هذا الإرث غير المباشر.
وهو ما يفسر، جزئياً على الأقل، القلق الإسرائيلي حول صفقة حصول مصر على مقاتلات J-10C الصينية. تدرك تل أبيب، على ما يبدو، أن بعض العناصر التكنولوجية المدمجة في هذه الطائرات الحديثة تعود بجذورها إلى ابتكارات وخبرات إسرائيلية أصيلة نبعت من رحم مشروع 'لافي'.
باختصار، تُقدم قصة الارتباط المحتمل بين المقاتلة الإسرائيلية الملغاة 'لافي' والطائرة الصينية الناجحة J-10، التي باتت تخدم في قوى جوية إقليمية كبرى كالقوات الجوية المصرية، مفارقة جيوسياسية وتكنولوجية فريدة ومعقدة في عالم الطيران العسكري. إنها قصة عن كيف يمكن للمشاريع الدفاعية الطموحة، حتى وإن توقفت لأسباب مختلفة، أن تترك بصمة عابرة للحدود والقارات، وتؤثر على موازين القوى بطرق غير متوقعة وغير معلنة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


دفاع العرب
منذ 2 أيام
- دفاع العرب
مصر تستكشف المقاتلة الصينية J-35 وتُعيد تقييم خياراتها الجوية
شكلت مناورات 'نسور الحضارة 2025' الجوية المشتركة في مصر نقطة تحول لافتة، حيث أعرب الفريق محمود فؤاد عبد الجواد، قائد القوات الجوية المصرية، عن اهتمام كبير بالمقاتلة الشبحية الصينية من الجيل الخامس J-35. هذا الاهتمام لم يكن عابرًا، بل وصل إلى حد اقتراح زيارة رسمية للصين لمعاينة الطائرة عن كثب، في إشارة قوية إلى تحول محتمل في استراتيجية مصر المستقبلية لاقتناء الطائرات القتالية. هذا التوجه المصري نحو المنصات الصينية ليس جديدًا، إذ يرتكز على زيارة سابقة قام بها الفريق عبد الجواد إلى الصين في يوليو 2024، احتفالًا بمرور 45 عامًا على التعاون بين القوات الجوية المصرية ونظيرتها الصينية. خلال تلك الزيارة، أثنى الفريق على الطائرات القتالية الصينية وأنظمة القتال المحمولة جوًا، وأبدى اهتمامًا خاصًا بمنصات مثل J-10C و J-35. تزامن ذلك مع تقارير سابقة حول تقييم مصر لطائرة J-10CE وأنظمة الدفاع الجوي الصينية مثل HQ-9BE، مما يؤكد مسار التقارب المتزايد للقوات الجوية المصرية مع بكين. يأتي هذا التطور في توقيت حرج، خاصة بعد أن أكدت باكستان استخدام طائرات J-10C في إسقاط مقاتلات 'رافال' الهندية. هذا الحدث عزز من جاذبية المنصات الصينية، لا سيما في أوساط القوات الجوية بمنطقة الشرق الأوسط التي تتابع عن كثب تحولات ميزان القوة الجوية الإقليمي. خلال زيارته في عام 2024، التقى الفريق عبد الجواد بقيادة القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني، واطّلع على عدد من الطائرات المتقدمة، والتقط صورة أمام المقاتلة الشبحية J-20. كما أشاد بمقاتلات J-10C وJ-16 متعددة المهام، وأبدى إعجابه الواضح بتصميم J-20 وقدراتها الاستراتيجية، وتابع عن كثب تطورات الصين في مجالات طائرات الإنذار المبكر وأنظمة التزود بالوقود جوًا. هذه الزيارة شكلت منعطفًا حاسمًا في توجهات مصر المستقبلية في مجال التسليح الجوي، وأعادت تنشيط الحديث حول اقتناء أنظمة صينية، بما في ذلك تقييمها السابق لمنظومة HQ-9BE طويلة المدى، في إطار مساعي القاهرة لتنويع مصادر تسليحها بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على الموردين الغربيين.


دفاع العرب
منذ 4 أيام
- دفاع العرب
لماذا تسعى مصر لامتلاك أخطر 4 مقاتلات في العالم؟
تتجه مصر لتُصبح الدولة الوحيدة في العالم التي تُشغّل أسطولاً متنوعاً يضم مقاتلات 'رافال' الفرنسية، و'إف-16″ الأمريكية، و'ميغ-29″ الروسية، بالإضافة إلى مقاتلات J-10C الصينية. إذا ما تمت صفقة الشراء المرتقبة، فستكون القاهرة سبّاقة عالمياً في تشغيل مقاتلات من 4 مصادر دولية متباينة. وفي إطار خطتها الطموحة لتحديث قواتها الجوية، تدرس مصر خيار اقتناء مقاتلات J-10C. وقد تصاعدت التكهنات حول اهتمام القاهرة بالطائرة الصينية، والمعروفة باسم 'التنين الشرس' (Vigorous Dragon)، عقب عرضها في معرض مصر الدولي للطيران في سبتمبر/ أيلول 2024. في فبراير/ شباط الماضي، تناقلت وسائل إعلام مصرية أنباءً عن توقيع القاهرة صفقة لشراء هذه المقاتلات مع بكين. إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، سارع إلى نفي هذه التقارير، واصفاً إياها بـ 'الأخبار الزائفة'. غير أن الجدل سرعان ما عاد إلى الواجهة بعد تداول لقطات تُظهر طياراً مصرياً وهو يُحلّق بمقاتلة J-10C خلال مناورات 'نسور الحضارة 2025' الجوية المشتركة، ما أعاد تأكيد التكهنات حول نية مصر اقتناء الطائرة الصينية. طائرة FA-50 التّدريبية إن إقدام مصر على إتمام صفقة مقاتلات J-10C الصينية، بدلاً من المقاتلة الكورية الجنوبية FA-50، سيعزز من تفردها كدولة تُشغّل طائرات قتالية من أربعة مصادر دولية رئيسية: الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، والصين.


النهار
منذ 4 أيام
- النهار
هذا الفيديو ليس لطائرات صينية تخترق الحصار الإسرائيلي على غزة وتنزل مساعدات إنسانية للفلسطينيين FactCheck#
نشرت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه لـ"طائرات صينية اخترقت المجال الجوي المصري لإنزال مساعدات إنسانية في قطاع غزة". الا ان هذا ال زعم مضلل تماما. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم فقد تداولت حسابات فيديو يُظهر سربا من الطائرات يحلق أعلى منطقة الأهرامات في الجيزة بجنوب القاهرة. وكتبت معه تعليقا (من دون تدخل): "الطائرات الصينية تخترق المجال الجوى المصري لكي ترسل المساعدات الى غزة غصب عن أمريكا وإسرائيل". ولكن البحث العكسي قاد إلى أن هذا المقطع نشره حساب nametho_1711@ في موقع تيك توك قبل أسبوع، وكتب معه (ترجمة من الصينية) : "حلقت القوات الجوية الصينية فوق الأهرامات المصرية، وهي لطائرات من طرازات 20/J-10C، وكان المشهد مذهلاً وجميلاً". لقطة من الفيديو المنشور في حساب nametho_1711 في تيك توك وقد ظهر هذا السرب أيضاً في صورة التقطت من زاوية أخرى، ونشرها المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية على موقع فايسبوك، بتاريخ 6 أيار (مايو) 2025، بعنوان: "ختام فعاليات التدريب الجوي المصري- الصيني المشترك (نسور الحضارة-2025 )". وجاء في البيان: "اُختتمت فعاليات التدريب الجوى المصري- الصيني المشترك "نسور الحضارة-2025"، والذي تم تنفيذه على مدار أيام عدة في إحدى القواعد الجوية بجمهورية مصر العربية، وبمشاركة عدد من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من مختلف الطرازات، وذلك بحضور الفريق محمود فؤاد عبدالجواد، قائد القوات الجوية المصرية، ورئيس أركان القوات الجوية الصينية والسفير الصيني بالقاهرة، وعدد من قادة القوات المسلحة لكلا البلدين". وتضمنت فعاليات التدريب تنفيذ عدد من المحاضرات النظرية لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات والتنسيق على إدارة العمليات المشتركة بمختلف أساليب القتال الجوى الحديث، كذلك قيام المقاتلات متعددة المهام من الجانبين بتنفيذ العديد من الطلعات الجوية المشتركة للتدريب على مهاجمة الأهداف المعادية والدفاع عن الأهداف الحيوية بكفاءة واقتدار، بالإضافة إلى التدريب على التزود بالوقود فى الجو. كذلك، نفذت مجموعة من المقاتلات المشاركة في التدريب، تشكيلاً جوياً فوق الأهرامات، أبرز الدقة والكفاءة التي يتمتع بها الطيارون من كلا الجانبين. وظهر هذا المشهد من زاوية أخرى في مقطع نشرته القناة الرسمية لشبكة التلفزيون الصيني الدولية CGTN في التاريخ ذاته، بعنوان: "الصين ومصر تختتمان أول تدريب جوي مشترك للقوات الجوية". وجاء في تفاصيل الخبر أن مصر والصين اختتمتا أول تدريب مشترك للقوات الجوية للبلدين، وتضمن تدريبات على التفوق الجوي والدفاع الجوي، وتحليقًا جويًا منخفض الارتفاع فوق الأهرامات. وحمل التدريب اسم "نسور الحضارة 2025"، وهو أول تدريب مشترك يُرسل فيه سلاح الجو الصيني قوةً منتظمةً إلى أفريقيا للمشاركة في مثل هذه التدريبات. كذلك، يعد أول تدريب مشترك يُنظمه سلاحا الجو الصيني والمصري. ولم يُمثل منصةً عمليةً لتعزيز المهارات التكتيكية والفنية فحسب، إنما أيضا فرصةً قيّمةً لتعميق الصداقة والثقة المتبادلة والتعاون. ويأتي تدريب "نسور الحضارة-2025" في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة المصرية مع الدول الشقيقة والصديقة، لدعم آفاق التعاون العسكري، وتعزيز الكفاءة القتالية للقوات الجوية المصرية والصينية. الخلاصة: الفيديو المتداول يعود إلى التدريب العسكري الجوي المصري- الصيني المشترك "نسور الحضارة 2025". ولا علاقة له بإسقاط الصين مساعدات إنسانية في قطاع غزة.