
هارفارد قد تخسر مكانتها ونفوذها في العالم... "مجرد جامعة أخرى"
تستعدّ جامعة هارفارد لسيناريوهات ما بعد قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ظل تصاعد الأزمة بين الطرفين، على خلفية مطالب الحكومة الأميركية التي شملت حظر
طلاب
تزعم أنهم "معادون للقيم الأميركية"، ومطالب بفصل طلاب يتظاهرون سلمياً من أجل وقف الحرب في غزة ومعاقبتهم، ومراجعة الأيديولوجيات السياسية لطلابها، وتقديم تحديثات ربع سنوية للإدارة، وتعديل المناهج وإخضاع أقسامها لدراسات الشرق الأوسط للإشراف الأكاديمي. ومع إعلان رفض الجامعة المطالب، قررت إدارة ترامب إلغاء تمويلها الفيدرالي وإلغاء الإعفاء من الضرائب. ومؤخراً، قررت إلغاء تسجيل الجامعة للطلاب الدوليين، ما دفع هارفارد للجوء إلى القضاء لاستعادة تمويلها الفيدرالي وإلغاء القرارات الحكومية.
وتخطط إدارة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
لإلغاء العقود الفيدرالية المتبقية لها مع جامعة هارفارد. وبلغ إجمالي ما جمدته إدارة ترامب حتى اليوم 3.2 مليارات دولار من المنح والعقود مع الجامعة، ويعني إلغاء باقي العقود الفيدرالية للحكومة مع هارفارد، التي تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار، قطعا كاملا للعلاقات التجارية طويلة الأمد بينهما.
وكتب مسؤولو الجامعة، في دعوى قضائية يطالبون فيها القاضي بوقف إجراءات الحكومة الفيدرالية: "من دون طلابها الدوليين، هارفارد ليست هارفارد"، من دون تحديد ما ستصبح عليه، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وبدأ البعض في هارفارد تخيل هذا السيناريو والتخطيط له. في الوقت الحالي، يجتمع كبار القادة في الجامعة، بمن فيهم عميدها جون إف. مانينغ، وهو باحث قانوني محافظ عمل سابقاً كاتباً لدى قاضي سابق في المحكمة العليا للولايات المتحدة الأميركية، أنطونين سكاليا، بشكل أكثر تكراراً لوضع الاستراتيجيات.
وناقش مجلس أمناء الجامعة ما إذا كان سيلزم تسريح مئات، إن لم يكن الآلاف، من الموظفين. وفي لقاءات عبر تقنية زوم تُعقد مرة أو مرتين أسبوعياً في تمام الساعة 8:30 صباحاً، يجتمع المسؤولون الإداريون مع كبار قادة الكليات لمشاركة آخر المستجدات المتعلقة بترامب، والتي تتوالى بوتيرة متسارعة، و
تضع خططها الخاصة للطوارئ.
وبحسب الصحيفة، تدرس كلية هارفارد للأعمال تعليم بعض الفصول الدراسية أونلاين في حال مُنع الطلاب الأجانب من الحضور. وفي مواجهة فقدان التمويل الفيدرالي، تسعى كلية الصحة العامة إلى جذب عدد من الشركات الراعية. ويأمل المسؤولون دعم طلاب الدكتوراه وما بعد الدكتوراه في مقابل 100 ألف دولار سنوياً.
طلاب وشباب
التحديثات الحية
جامعة هارفارد تسعى لإنهاء ضغوط ترامب: تضر الأمن القومي
وأصدر ترامب مؤخراً إعلاناً رئاسياً يمنع طلاب هارفارد الدوليين من دخول البلاد. ويُشكل هؤلاء الطلاب 15% من طلاب الجامعة، وحوالي ثلث إلى نصف طلاب بعض كليات الدراسات العليا. لولاهم، لما خسرت هارفارد طلابها والرسوم الدراسية فحسب، بل أيضاً مكانتها بوصفها ملتقى لألمع العقول في العالم. ويقول رئيس الجامعة ما بين عامي 2001 و2006، لورانس هـ. سامرز: "سنفقد نفوذنا في جميع أنحاء العالم. بدلاً من أن تكون الجامعة الأبرز عالمياً، ستصبح هارفارد بعد بضع سنوات مجرد جامعة أخرى".
وفقاً لبعض المقاييس، تُعدّ جامعة هارفارد الأولى عالمياً في مجال البحث العلمي، تليها عشر جامعات في الصين. لكنها بعدما أعلنت الإدارة الأميركية تجميد مليارات الدولارات من المنح البحثية وغيرها من المساعدات إلى أن ترضخ الجامعة لمطالب إدارة ترامب، بدأت هارفارد وضع خطط لتقليص تمويلها بشكل كبير، ما قد يُضعف موقفها أمام المنافسين الدوليين.
Without its international students, Harvard is not Harvard.
https://t.co/V8uvTNaL64
— Harvard University (@Harvard)
May 23, 2025
كما تدرس إدارة ترامب والجمهوريون في الكونغرس إدخال تغييرات على مقدار الضرائب التي ستدفعها هارفارد. كما طرح ترامب فكرة إلغاء إعفاء هارفارد من الضرائب بالكامل، على الرغم من أن هذا الاقتراح يواجه عقبات كبيرة. (لا يستطيع الرئيس اتخاذ قرار إلغاء الإعفاء الضريبي بنفسه).
وحتّى لو تحقّقت بعض السيناريوهات، يقول الخبراء، بحسب "نيويورك تايمز"، إنها قد تترك الجامعة في وضع ضعيف، وإن كانت ستظل مؤسسة كبيرة، وجزءاً من "إيفي ليغ"، وهي مجموعة من ثماني جامعات خاصة مرموقة في شمال شرق الولايات المتحدة، وذات هيئة طلابية أكبر من جامعة دارتموث على سبيل المثال، التي تضم 7000 طالب.
طلاب وشباب
التحديثات الحية
قاضية تعلّق حظر ترامب دخول طلاب جامعة هارفارد الأجانب إلى أميركا
لكن من دون أموال فيدرالية أو كفاءات دولية، يقول الخبراء إن جامعة هارفارد قد تتراجع عن قمة البحث العلمي، حيث تحتل حالياً مكانة منافسة لجامعات مثل جامعة ستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وبمعدلات الإنفاق الحالية، قد تتقلص ميزانية أبحاثها إلى ما يُقارب ميزانية جامعة إلينوي في أوربانا ـ شامبين، التي أنفقت ما يزيد قليلاً عن 800 مليون دولار على الأبحاث في عام 2023، أي ما يُقارب نصف ما تنفقه هارفارد الآن.
Harvard President Alan Garber responded to President Trump's threat to revoke the school's tax-exempt status, saying doing so would be "highly illegal" and "destructive."
🔗 Read more:
https://t.co/pIbdnIzvID
pic.twitter.com/G6W3z1VtQS
— The Wall Street Journal (@WSJ)
May 2, 2025
ولم تُواجه أي جامعة كبرى خطر فقدان وضعها المعفي من الضرائب، وهي خطوة من شأنها أن تُحوّل هارفارد إلى شركة دافعة للضرائب. ويوضح خبراء قانونيون أن قضية الجامعة لاستعادة تخفيضات تمويلها قوية. لكن إدارة ترامب قالت أيضاً إنها سترفض تمويل هارفارد في المستقبل، وهو أمر قد يكون من الصعب على الجامعة الطعن فيه. وقد تختار الجامعة التفاوض. لكن داخل الجامعة، يبدو المسؤولون مترددين في ذلك، نظراً لردود الفعل العنيفة التي قد يواجهونها لاستسلامهم لترامب.
(العربي الجديد)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
مسؤول إيراني: لم نستخدم بعد أسلحتنا المتطورة ضد إسرائيل
نقلت وكالة فارس الإيرانية عن مصدر مسؤول مطّلع قوله إن إيران "لم تستخدم بعد أسلحتها المتقدمة والاستراتيجية" في العمليات الأخيرة ضد إسرائيل. وأضافت الوكالة أن صواريخ "فتاح 2"، والجيل الجديد من صواريخ "سجيل"، وصواريخ "خرمشهر" ذات الوزن البالغ طنين، تعتبر من بين الأسلحة المتطورة التي تحتفظ بها إيران للهجمات المستقبلية. وتابعت الوكالة أنه خلال الهجمات الصاروخية، في الليالي الماضية، "أظهرت صور إصابة صواريخ "خيبرشكن" و"حاج قاسم" الدقيقة للأهداف المحددة هشاشة منظومة الدفاع الصهيونية ذات الطبقات الخمس". ودخلت الحرب بين إيران وإسرائيل مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، مع تبادل واسع النطاق للضربات العسكرية التي شملت منشآت استراتيجية وأهدافاً حيوية على الجانبَين. من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولَيين أميركيَّين اثنين، اليوم الأحد، قولهما إن الرئيس دونالد ترامب عارض خطة إسرائيلية خلال الأيام الأخيرة لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي. أخبار التحديثات الحية الحرب الإسرائيلية الإيرانية | 7 قتلى قرب تل أبيب وقصف على طهران وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت، مساء أمس السبت، أن إسرائيل درست خيار اغتيال خامئني دون الكشف عن تفاصيل إضافية. وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إمكانية انخراط الولايات المتحدة في الحرب الجارية بين إيران وإسرائيل، مؤكداً، في حديث لشبكة أيه بي سي، أن "من الممكن أن نتدخل لمساعدة إسرائيل للقضاء على البرنامج النووي الإيراني". وتفتقر إسرائيل إلى القنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القاذفة الكبيرة اللازمة لتدمير منشأة فوردو المبنية على أعماق كبيرة في قلب جبل. وطرح مسؤولون إسرائيليون فكرة مشاركة الولايات المتحدة في تدمير فوردو منذ بدء العملية الإسرائيلية. وقال مصدر إسرائيلي إن "الولايات المتحدة تدرس الطلب"، وأكد أن إسرائيل تأمل موافقة ترامب.


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
هارفارد قد تخسر مكانتها ونفوذها في العالم... "مجرد جامعة أخرى"
تستعدّ جامعة هارفارد لسيناريوهات ما بعد قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ظل تصاعد الأزمة بين الطرفين، على خلفية مطالب الحكومة الأميركية التي شملت حظر طلاب تزعم أنهم "معادون للقيم الأميركية"، ومطالب بفصل طلاب يتظاهرون سلمياً من أجل وقف الحرب في غزة ومعاقبتهم، ومراجعة الأيديولوجيات السياسية لطلابها، وتقديم تحديثات ربع سنوية للإدارة، وتعديل المناهج وإخضاع أقسامها لدراسات الشرق الأوسط للإشراف الأكاديمي. ومع إعلان رفض الجامعة المطالب، قررت إدارة ترامب إلغاء تمويلها الفيدرالي وإلغاء الإعفاء من الضرائب. ومؤخراً، قررت إلغاء تسجيل الجامعة للطلاب الدوليين، ما دفع هارفارد للجوء إلى القضاء لاستعادة تمويلها الفيدرالي وإلغاء القرارات الحكومية. وتخطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإلغاء العقود الفيدرالية المتبقية لها مع جامعة هارفارد. وبلغ إجمالي ما جمدته إدارة ترامب حتى اليوم 3.2 مليارات دولار من المنح والعقود مع الجامعة، ويعني إلغاء باقي العقود الفيدرالية للحكومة مع هارفارد، التي تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار، قطعا كاملا للعلاقات التجارية طويلة الأمد بينهما. وكتب مسؤولو الجامعة، في دعوى قضائية يطالبون فيها القاضي بوقف إجراءات الحكومة الفيدرالية: "من دون طلابها الدوليين، هارفارد ليست هارفارد"، من دون تحديد ما ستصبح عليه، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وبدأ البعض في هارفارد تخيل هذا السيناريو والتخطيط له. في الوقت الحالي، يجتمع كبار القادة في الجامعة، بمن فيهم عميدها جون إف. مانينغ، وهو باحث قانوني محافظ عمل سابقاً كاتباً لدى قاضي سابق في المحكمة العليا للولايات المتحدة الأميركية، أنطونين سكاليا، بشكل أكثر تكراراً لوضع الاستراتيجيات. وناقش مجلس أمناء الجامعة ما إذا كان سيلزم تسريح مئات، إن لم يكن الآلاف، من الموظفين. وفي لقاءات عبر تقنية زوم تُعقد مرة أو مرتين أسبوعياً في تمام الساعة 8:30 صباحاً، يجتمع المسؤولون الإداريون مع كبار قادة الكليات لمشاركة آخر المستجدات المتعلقة بترامب، والتي تتوالى بوتيرة متسارعة، و تضع خططها الخاصة للطوارئ. وبحسب الصحيفة، تدرس كلية هارفارد للأعمال تعليم بعض الفصول الدراسية أونلاين في حال مُنع الطلاب الأجانب من الحضور. وفي مواجهة فقدان التمويل الفيدرالي، تسعى كلية الصحة العامة إلى جذب عدد من الشركات الراعية. ويأمل المسؤولون دعم طلاب الدكتوراه وما بعد الدكتوراه في مقابل 100 ألف دولار سنوياً. طلاب وشباب التحديثات الحية جامعة هارفارد تسعى لإنهاء ضغوط ترامب: تضر الأمن القومي وأصدر ترامب مؤخراً إعلاناً رئاسياً يمنع طلاب هارفارد الدوليين من دخول البلاد. ويُشكل هؤلاء الطلاب 15% من طلاب الجامعة، وحوالي ثلث إلى نصف طلاب بعض كليات الدراسات العليا. لولاهم، لما خسرت هارفارد طلابها والرسوم الدراسية فحسب، بل أيضاً مكانتها بوصفها ملتقى لألمع العقول في العالم. ويقول رئيس الجامعة ما بين عامي 2001 و2006، لورانس هـ. سامرز: "سنفقد نفوذنا في جميع أنحاء العالم. بدلاً من أن تكون الجامعة الأبرز عالمياً، ستصبح هارفارد بعد بضع سنوات مجرد جامعة أخرى". وفقاً لبعض المقاييس، تُعدّ جامعة هارفارد الأولى عالمياً في مجال البحث العلمي، تليها عشر جامعات في الصين. لكنها بعدما أعلنت الإدارة الأميركية تجميد مليارات الدولارات من المنح البحثية وغيرها من المساعدات إلى أن ترضخ الجامعة لمطالب إدارة ترامب، بدأت هارفارد وضع خطط لتقليص تمويلها بشكل كبير، ما قد يُضعف موقفها أمام المنافسين الدوليين. Without its international students, Harvard is not Harvard. — Harvard University (@Harvard) May 23, 2025 كما تدرس إدارة ترامب والجمهوريون في الكونغرس إدخال تغييرات على مقدار الضرائب التي ستدفعها هارفارد. كما طرح ترامب فكرة إلغاء إعفاء هارفارد من الضرائب بالكامل، على الرغم من أن هذا الاقتراح يواجه عقبات كبيرة. (لا يستطيع الرئيس اتخاذ قرار إلغاء الإعفاء الضريبي بنفسه). وحتّى لو تحقّقت بعض السيناريوهات، يقول الخبراء، بحسب "نيويورك تايمز"، إنها قد تترك الجامعة في وضع ضعيف، وإن كانت ستظل مؤسسة كبيرة، وجزءاً من "إيفي ليغ"، وهي مجموعة من ثماني جامعات خاصة مرموقة في شمال شرق الولايات المتحدة، وذات هيئة طلابية أكبر من جامعة دارتموث على سبيل المثال، التي تضم 7000 طالب. طلاب وشباب التحديثات الحية قاضية تعلّق حظر ترامب دخول طلاب جامعة هارفارد الأجانب إلى أميركا لكن من دون أموال فيدرالية أو كفاءات دولية، يقول الخبراء إن جامعة هارفارد قد تتراجع عن قمة البحث العلمي، حيث تحتل حالياً مكانة منافسة لجامعات مثل جامعة ستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وبمعدلات الإنفاق الحالية، قد تتقلص ميزانية أبحاثها إلى ما يُقارب ميزانية جامعة إلينوي في أوربانا ـ شامبين، التي أنفقت ما يزيد قليلاً عن 800 مليون دولار على الأبحاث في عام 2023، أي ما يُقارب نصف ما تنفقه هارفارد الآن. Harvard President Alan Garber responded to President Trump's threat to revoke the school's tax-exempt status, saying doing so would be "highly illegal" and "destructive." 🔗 Read more: — The Wall Street Journal (@WSJ) May 2, 2025 ولم تُواجه أي جامعة كبرى خطر فقدان وضعها المعفي من الضرائب، وهي خطوة من شأنها أن تُحوّل هارفارد إلى شركة دافعة للضرائب. ويوضح خبراء قانونيون أن قضية الجامعة لاستعادة تخفيضات تمويلها قوية. لكن إدارة ترامب قالت أيضاً إنها سترفض تمويل هارفارد في المستقبل، وهو أمر قد يكون من الصعب على الجامعة الطعن فيه. وقد تختار الجامعة التفاوض. لكن داخل الجامعة، يبدو المسؤولون مترددين في ذلك، نظراً لردود الفعل العنيفة التي قد يواجهونها لاستسلامهم لترامب. (العربي الجديد)

العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
مبادرة "سهم صمود" من مخيم عين الحلوة إلى غزة
أطلق تجمع "شباب سيروب" في مدينة صيدا جنوبي لبنان، مبادرة "سهم صمود من مخيم عين الحلوة إلى غزة"، والتي تهدف إلى جمع تبرعات مادية لتوفير الإغاثة للعائلات التي تعاني من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. يقول إبراهيم الحاج، وهو لاجئ فلسطيني مولود في مخيم عين الحلوة، ويقيم في منطقة سيروب قرب صيدا: "أطلقنا هذه المبادرة لكوننا فلسطينيين، ونعتبر أنفسنا جزءا من المعركة الحاصلة في غزة. صحيح أننا لا نستطيع تقديم شيء على مستوى المقاومة، لكن باستطاعتنا جمع تبرعات مالية، وإيصالها إلى أهلنا في غزة للمساهمة في تثبيت صمودهم في هذه الحرب القائمة. انطلقت فكرة المبادرة من خلال مواقع التواصل، خصوصاً مجموعة شباب مخيم عين الحلوة على تطبيق "واتس آب"، ولقينا تجاوباً كبيراً من أهالي المخيم". يضيف الحاج: "بدأنا العمل في أحياء مخيم عين الحلوة كافة من أجل جمع التبرعات لأهلنا في غزة، والحملة ليس لها لون فصائلي، ولا انتماء حزبي، والمشاركون فيها من فصائل فلسطينية متعددة، مع أشخاص مستقلين، وهذا هو سبب نجاح المبادرة والتجاوب الشعبي معها، كما لقينا تجاوباً من الفصائل الفلسطينية، وتم الإعلان عن المبادرة في خطب الجمعة بالمخيم حتى تأخذ شرعية". يتابع: "عندما بدأت المبادرة، كان المخطط أن نجمع التبرعات لمدة يوم واحد، وكان ذلك في شهر رمضان الماضي، وقمنا بتوزيع صناديق التبرعات في نقاط محددة داخل أحياء المخيم، وكان عددها عشر نقاط، وشهدت إقبالاً كبيراً من الأهالي، حتى أن البعض حملوا الصناديق وداروا بها على بيوت المخيم، ودخلوا إلى زواريبه لجمع المال، وفي ذلك اليوم استطعنا جمع نحو 20 ألف دولار، وقمنا بتمديد المبادرة ليومين وفق رغبة أهالي المخيم". تمددت مبادرة "سهم صمود" في محيط مخيم عين الحلوة (العربي الجديد) ويوضح الحاج أن "الحملة انطلقت بالأساس في مخيم عين الحلوة، واستهدفت سكان المخيم، لكننا وضعنا لاحقاً ثلاثة صناديق في ثلاث مناطق مجاورة للمخيم، أحدها في سيروب، والثاني في حي الزهور إلى جانب سراي صيدا الحكومي، والثالث في منطقة صيدا البلد المطلة على البحر. بعد جمع التبرعات، قمنا بإرسال المبلغ عن طريق جمعية تتولى إرسال المبالغ المالية إلى أهلنا في غزة منذ بداية العدوان على القطاع، ووثقت لنا وصول الأموال بفيديوهات من غزة، كانت عبارة عن توصيل طعام ومياه، وتوزيع مبالغ مالية، وملابس العيد، وإصلاح بئر ماء، وقد قررنا إعادة المبادرة لدعم أهلنا في غزة، وستستمر لأسبوعين، وسنحاول أن نوسعها لتشمل بقية المخيمات الفلسطينية في لبنان". بدوره، يقول اللاجئ الفلسطيني حسام ميعاري، وهو مسؤول عن صندوق لجمع التبرعات: "بدأت مبادرة (سهم صمود) في شهر رمضان الماضي، وأطلقها تجمع شباب سيروب في مدينة صيدا، وحين جمعوا التبرعات، والتي بلغت نحو 20 ألف دولار، أرسلوها إلى أهلنا المحاصرين في غزة المتروكين بلا طعام ولا ماء، وليس لديهم أي من مقومات الحياة، لذا قررنا مشاركتهم المبادرة في مخيم عين الحلوة. قبل عيد الأضحى، عاودت المبادرة إطلاق حملة جمع التبرعات للمساهمة في تخفيف الأزمة على أهلنا في غزة، ولاقت إقبالاً من الناس". قضايا وناس التحديثات الحية نازحو عين الحلوة.. مساعدات "أونروا" لا تشمل الجميع يضيف ميعاري: "جمع التبرعات أقل ما نستطيع القيام به لدعم صمود أهلنا في غزة، والذين يقدمون بيوتهم وأهلهم وأولادهم ونساءهم وشيوخهم شهداء في سبيل تحرير فلسطين، ومقاومة العدو الصهيوني. أقل واجب نستطيع القيام به هو أن نقف معهم، ويفترض أن تكون الحملات أوسع وأكبر، وعلينا أن نقتسم رغيف الخبز معهم لأنهم أهلنا، والعالم كله تخلى عنهم، لذلك يجب أن نضحي بكل ما لدينا لدعمهم، فتضحياتنا لا تقارن بتضحيتهم. ما نقدمه من تبرعات لا يكفي بالطبع، لذا يجب على الجميع التفاعل والتبرع كل حسب قدرته". ويتابع: "أطلب من جميع الفلسطينيين وأهل لبنان مد يد العون كي نوفر الدعم لأهلنا في غزة، في ظل الصمت العربي والدولي القائم، وكوننا فلسطينيين علينا أن نكون يداً واحدة، فهذا ما يقوينا، ويدعم بقاء شعبنا، ويجعل قضيتنا بارزة، ويجعلها منبراً لأحرار العالم".