
رئيس وزراء السودان يتعهد بـ«القضاء على التمرد» ويحل الحكومة
تعهد رئيس الوزراء الجديد في السودان، كامل إدريس، في أول خطاب له، بـ«القضاء التام على التمرد وكل أشكال الميليشيات المتمردة، وحفظ الأمن القومي السوداني»، وأعلن حل الحكومة.
وأبلغ إدريس، اليوم الأحد، الوزراء في اجتماع بقرار حل الحكومة وتكليف الأمناء العامين ووكلاء الوزارات بتسيير المهام إلى حين تشكيل حكومة جديدة.وحث إدريس الدول الداعمة لـ«قوات الدعم السريع» على التوقف، وتبني حملة ما أسماه «استشفاء وطني شامل»، قائلاً إنه سيتبنى حواراً سودانياً - سودانياً، لا يستثني أحداً، وينبذ الجهوية والعنصرية «بعد القضاء على التمرد».
وقال إدريس في أول خطاب للشعب السوداني، بعد أدائه اليمين الدستورية، يوم السبت، إن أولياته تبدأ بالأمن القومي، وحفظ هيبة الدولة، والقضاء تماماً على التمرد الحالي، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المتمردة. ووعد إدريس الشعب بإقامة دولة القانون بما في ذلك النيابة والقضاء والمحكمة الدستورية وحفظ الأمن، وإدارة الفترة الانتقالية والجهاز التنفيذي بكل كفاءة ونجاح من أجل استتباب الأمن والاستقرار في البلاد.
وأضاف أنه سيعمل على إعادة بناء علاقات السودان الخارجية، لا سيما مع دول الجوار والمحيطين العربي والأفريقي، ومع كل دول العالم، مشيراً إلى أنه وافق على تولي منصب رئيس الوزراء في هذه المرحلة التي عدها «مفصلية في تاريخ الأمة»، وأنه يدرك تماماً المسؤولية الملقاة على عاتقه، متعهداً بالعمل لخدمة الوطن والمواطن.
قوات للجيش السوداني في الخرطوم (أ.ب)
وأعلن إدريس تبنيه لما أسماه «الاستشفاء الوطني»، الذي يشمل إنفاذ مبادئ العدالة والسلام، وسيادة حكم القانون، وتحقيق التنمية المستدامة، وتقديم الخدمات بما في ذلك الكهرباء والمياه، والصحة والتعليم، ومكافحة الفساد بكل أشكاله وألوانه.
وتعهد بإيلاء اهتمامه بمعاش الناس، واستنفار كل الإمكانات الداخلية، بما في ذلك زيادة الصادرات، وتفعيل الصناعات، والزراعة، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة، والعمل على إعادة الإعمار وجبر الضرر، وإعادة هيكلة الدولة السودانية، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود، واستنفار الإمكانات المحلية كافة. وناشد إدريس المجتمعين الدولي والإقليمي، لدعم السودان من أجل تحقيق سلام مستدام في البلاد، قائلاً: «أنتم مدعوون للإسهام في تحقيق السلام، وخلق شراكات فعالة مع السودان، والمساعدة على إعادة إعماره».
وكان إدريس قد استهل خطابه بتحية الجيش والقوات المساندة له، بما في ذلك حركات الكفاح المسلح والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمستنفرين، و«كل مَن شارك في معركة الكرامة» التي وصفها بـ«المعركة الوجودية»، بالمال أو الفكر أو القلم. وقال إنه سيقف على مسافة واحدة من كل الفعاليات والقوى السودانية، «لكنني سألغي هذه المسافة مع المواطن والشعب السوداني»، مجدداً شكره للجيش والقوات المشتركة المساندة له. وأضاف إدريس: «الشكر لكل الدول الشقيقة والصديقة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، ومنظمة (الإيغاد)، وكل المنظمات الإقليمية والدولية التي ساندت السودان، في وحدته، وسيادته، وكرامته، وقيمه».
رئيس الوزراء السوداني الجديد يؤدي اليمين الدستورية أمام البرهان (سونا)
وكان رئيس مجلس السيادة قائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، قد أصدر يوم 19 مايو (أيار) مرسوماً قضى بتعيين إدريس رئيساً لمجلس الوزراء، بعد أن ظل المنصب شاغراً منذ استقالة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، على خلفية انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، الذي نفذه البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المشهور بـ«حميدتي»، ضد الحكومة المدنية التي تشكلت بعد إطاحة نظام الرئيس السابق عمر البشير بثورة شعبية في أبريل (نيسان) 2019، مما جعل الكثيرين يطلقون عليها اسم «حكومة الثورة».
وشغل رئيس الوزراء الذي أدى اليمين الدستورية، يوم السبت، منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (وايبو)، وعمل أميناً عاماً للاتحاد الدولي لحماية المصنفات النباتية الجديدة، كما كان قد ترشح لرئاسة الجمهورية، منافساً للرئيس السابق عمر البشير، في انتخابات عام 2010، وحصل على نحو 77 ألف صوت من جملة الناخبين الذين شاركوا في التصويت، ويزيد عددهم على 10 ملايين.
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مع جنوده أثناء زيارة سابقة إلى الخرطوم (صفحة الجيش السوداني)
في غضون ذلك، قصفت ثلاث طائرات مسيَّرة مواقع تابعة لـ«قوات الدعم السريع» في غرب السودان، حسبما أورد شهود، يوم الأحد.
وقال السكان إن الغارات وقعت في وسط مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، واستهدفت فندقاً ووحدة طبية تابعة لـ«الدعم السريع»، ومواقع للقوات في الأطراف الشرقية للمدينة.
وقال أحد الشهود لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في رسالة نصية: «شاهدنا سيارات إسعاف تنقل مصابين إلى عدد من المستشفيات». وتكثفت الغارات الجوية على مواقع «قوات الدعم السريع»، مستهدفةً مطار نيالا، وهو قاعدة رئيسية لـ«قوات الدعم السريع»، وأهدافاً أخرى.
وفي مايو، قصف الجيش مواقع تابعة لـ«قوات الدعم السريع» في مدينتي نيالا والجنينة في إقليم دارفور، حيث دمّرت مخازن أسلحة ومعدات عسكرية، حسب مصدر عسكري. وأضاف أن المسيّرات الصينية الصنع بدت «قادرة على مراقبة بعيدة المدى وتنفيذ ضربات».
وتعرضت طائرة شحن لإطلاق نار أثناء هبوطها في مطار نيالا، إلا أن المصدر لم يحدد الجهة المسؤولة. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي نشرها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، الشهر الماضي، تقدم 6 طائرات في مطار المدينة الذي تسيطر عليه «قوات الدعم السريع».
ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد «قوات الدعم السريع» منذ أبريل 2023 بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة في أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني. وتسببت الحرب في إحدى كبرى الأزمات الإنسانية في العالم؛ إذ نزح أكثر من 12 مليون سوداني داخل البلاد وخارجها، كما أصبح ما يقرب من نصف عدد السكان على شفا المجاعة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
دولة أفريقية تعلن إعدام عشرات الفيلة.. ما السبب ؟
تابعوا عكاظ على لتقليص أعداد الفيلة في زيمبابوي.. أعلنت هيئة الحياة البرية في زيمبابوي، أمس (الثلاثاء)، التخلص من عشرات الفيلة عبر إعدامها وتوزيع لحومها على السكان. وتضم زيمبابوي الواقعة في جنوب القارة الأفريقية ثاني أكبر عدد من الفيلة في العالم بعد بوتسوانا. وكشفت هيئة المتنزهات والحياة البرية في زيمبابوي (زيمباركس) في بيان أن عملية إعدام محمية خاصة شاسعة في الجنوب الشرقي للبلاد ستستهدف في البداية 50 فيلاً. فيما لم تحدد الهيئة عدد الحيوانات التي سيتم قتلها في المجموع أو الفترة الزمنية التي ستمتد عليها العملية. كما أظهر مسح جوي في عام 2024 أن المحمية، وهي محمية سيف فالي، تضم 2550 فيلا، أي أكثر من 3 أضعاف قدرتها الاستيعابية البالغة 800 فيل، وفق هيئة زيمباركس. وتم نقل ما لا يقل عن 200 فيل إلى حدائق أخرى على مدار السنوات الخمس الماضية. أخبار ذات صلة وأشار البيان إلى أنه سيتم توزيع لحوم الأفيال الناتجة عن عملية الإدارة على المجتمعات المحلية، بينما سيكون العاج ملكاً للدولة، وسيتم تسليمه إلى حدائق زيمبابوي لحفظه، حيث لا تستطيع زيمبابوي بيع مخزونها من الأنياب بسبب الحظر العالمي على تجارة العاج. يذكر أن الإعلان جاء بعد اعتقال 4 أشخاص في العاصمة هراري وبحوزتهم أكثر من 230 كيلوغراما من العاج قيل إنهم كانوا يبحثون عن مشترٍ لها. وفي عام 2024، أعدمت زيمبابوي 200 فيل في ظل جفاف غير مسبوق أدى إلى نقص في الغذاء. وكانت هذه أول عملية إعدام كبرى منذ عام 1988. فيما أثارت خطوة صيد الأفيال بحثاً عن الطعام انتقادات لاذعة، لاسيما أن هذه الحيوانات تُعد عامل جذب سياحي رئيسياً. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}


الشرق الأوسط
منذ 6 ساعات
- الشرق الأوسط
اعتباراً من اليوم... رسوم ترمب على الصلب والألومنيوم تدخل حيز التنفيذ
تدخل الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 50 في المائة على الصلب والألومنيوم حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الأربعاء، بعد أن وقّع الرئيس دونالد ترمب أمراً تنفيذياً يوم الثلاثاء، مُصعّداً بذلك حربه التجارية العالمية. تُضاعف الرسوم الجديدة الرسوم الحالية البالغة 25 في المائة التي فرضها الرئيس في وقت سابق من هذا العام. ستبقى الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم البريطاني عند 25 في المائة، وهو استثناءٌ للندن بعد توقيعها اتفاقية تجارية مع واشنطن الشهر الماضي. وصرّح ترمب يوم الثلاثاء بأن الرسوم الجمركية ضرورية لمنع إغراق السوق من قِبل المنتجين الأجانب، والذي من شأنه أن «يهدد بزعزعة الأمن القومي». وكتب في الأمر التنفيذي: «ستُواجه الرسوم الجمركية المتزايدة بفعالية أكبر الدول الأجنبية التي تُواصل تفريغ الصلب والألومنيوم منخفض السعر والفائض في السوق الأميركية، مما يُقوّض القدرة التنافسية لصناعتي الصلب والألومنيوم في الولايات المتحدة». تُفاقم الرسوم الجديدة حرب الرئيس التجارية العالمية، حتى مع بقاء جزء كبير من أجندته التجارية في حالة من الجمود القانوني، بعد أن قضت المحكمة بعدم قانونية الرسوم الجمركية الأوسع التي فرضها في «يوم التحرير» في 2 أبريل.


العربية
منذ 7 ساعات
- العربية
حصري الخطيب للعربية: نستهدف دولاراً عائداً لكل جنيه مصري يُصرف من برنامج ردّ الأعباء
تعتزم مصر مضاعفة قيمة برنامج رد أعباء الصادرات إلى 45 مليار جنيه، مقارنة بميزانيته السابقة البالغة 23 مليار جنيه لأول مرة قبل بداية السنة المالية. وفي هذا السياق، أكد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، حسن الخطيب، أن برنامج رد الصادرات الجديد يستهدف دولارا عائدا لكل جنيه مصري يُصرف من برنامج رد الأعباء من خلال التركيز على زيادة القيمة المضافة في القطاعات المختلفة ومعدلات التصدير. وأشار الخطيب، في مقابلة مع "العربية Business"، إلى أن تصميم البرنامج يرتكز على تحقيق أقصى عائد من كل جنيه يُستثمر، بهدف جذب المزيد من الدولارات. وأوضح أن البرنامج يتبنى طرقًا جديدة لتوزيع الدعم، مع التركيز على تعميق الصناعة المحلية والتوسع في الأسواق الأفريقية، بالإضافة إلى منح القطاعات التصديرية المختلفة مرونة في تصميم برامجها بما يتوافق مع التوجهات العامة. وأكد التزام الحكومة بدفع مستحقات رد الصادرات في غضون 90 يومًا، وهو ما بدأ تطبيقه بالفعل. وبيّن الوزير أن البرنامج الجديد يولي الأولوية للقطاعات التي تعمل على تعميق صناعاتها وزيادة المكون المحلي، مشيرًا إلى أن القطاعات الزراعية ستستمر في الاستفادة من البرنامج، مع إعطاء أولوية أكبر للقطاعات ذات القيمة المضافة الأعلى. وأضاف أن التحول إلى برنامج أكثر تعقيدًا اقتصاديًا سيستغرق وقتًا وسيكون تدريجيًا. وذكر أن الشركات والقطاعات المختلفة تتنازل عن الحصيلة الدولارية وفقًا لآليات متفق عليها مع المجالس التصديرية والبنك المركزي المصري. وكشف أنه لا توجد تغييرات جذرية في سياسة توريد الحصيلة، بل استمرار لما تم العمل به خلال العام المالي.