
نصائح «تحسين النوم» على شبكات التواصل تروّج لأحلام غير مثبتة علمياً
ووفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بدأت هذه الصيحة المتعلقة بـ«العافية» و«الصحة» تبرز في الخريف الماضي على منصتي «إكس» و«تيك توك» وفي المجلات المتخصصة، وأعقبتها عشرات الملايين من المنشورات التي تَعِد مَن يعانون قلة النوم بـ«تحسين» مدته ونوعيته.
وتتعدد نصائح مشاهير شبكات التَواصُل الاجتماعي، إذ يدعو بعضهم إلى تناوُل مكملات المغنيسيوم والميلاتونين، ويحضّ آحرون على أكل الكيوي، ويقترح قسم ثالث وضع شريط لاصق على الفم خلال النوم، على أن يأوي المرء إلى النوم بحلول العاشرة مساء، في حد أقصى، والأهم عدم شرب أي شيء قبل ساعتين من وقت النوم، مما يضمن أحلاماً سعيدة.
ومن النصائح أيضاً وجوب النوم في غرفة مظلمة وباردة جداً، مع وضع غطاء ثقيل على الجسم بالكامل.
ولمواجهة أحد أخطر الاضطرابات النفسية المرتبطة بالنوم، وهي الحلقة المفرغة المتمثلة بالأرق والتوتر، يقترح مقطع فيديو حظي بـ11 مليون مشاهَدَة على «إكس» إبقاء الرأس معلقاً فوق الوسادة بواسطة حبل مربوط بلوح السرير الخلفي.
ولكن في الصين، وبعدما أفادت وسائل الإعلام الرسمية هذه السنة بأن شخصاً مات أثناء نومه نتيجة «شنقه من رقبته»، بدأ الخبراء يدقون ناقوس الخطر.
قال الباحث في مجال التضليل الإعلامي تيموثي كولفيلد بجامعة «ألبرتا» في كندا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن ممارسات متطرفة مثل هذه بهدف «تحسين النوم»، «سخيفة وخطيرة على الأرجح»، ولا يتوافر في شأنها «أي دليل طبي أو علمي».
وأوضح أن ذلك «مثال على كيف تجعل وسائل التواصل الاجتماعي العبثية أمراً طبيعياً».
ويؤكد أستاذ الطب النفسي بجامعة «هارفارد»، والاختصاصي في النوم إريك تشو أن الأرق والقلق «يمكن علاجهما بفاعلية من دون أدوية». وكتب الأستاذ في مقال لكلية الطب التابعة للجامعة المرموقة الواقعة خارج بوسطن نُشر في مارس (آذار) أن «العلاج السلوكي يمكن أن يقلل بشكل كبير من أعراض الأرق في غضون أسابيع».
أما عن تغطية الفم بالشريط اللاصق للتنفس من خلال الأنف فقط وتجنب الشخير ورائحة الفم الكريهة، فلا توجد دراسة طبية تؤكد فاعلية هذا التدبير، بحسب دراسة بحثية حديثة صادرة عن جامعة «جورج واشنطن».
وتُشكل هذه الممارسة خطراً على الأشخاص الذين يُعانون، أحياناً دون علمهم، من انقطاع النفس النومي.
وأعربت اختصاصية الأرق في المملكة المتحدة كاثرين بينكهام عن قلقها من «نصائح تحسين النوم هذه المنتشرة على منصات مثل (تيك توك)، التي قد تكون في أحسن الأحوال عديمة الفائدة، وفي أسوأ الأحوال خطيرة على الأشخاص الذين يُعانون اضطرابات نوم فعلية».
يُدرك العلماء طبعاً أن الرغبة في النوم الجيد جزء من السعي المشروع في هذا العصر إلى العافية والصحة.
لكن تشو يُشير إلى أن السعي إلى «نوم مثالي» ضمن ثقافة «تحسين النوم» هذه، قد يتحول هوساً ويُصبح «مشكلة»، إذ يلفت إلى أن حتى من ينامون جيداً يعانون اضطرابات في النوم.
أما فيما يخص تناول الميلاتونين لعلاج الأرق، فإن الأكاديمية الأميركية لطب النوم لا تنصح باستخدامه. وأوضحت في مقال نُشر عام 2015 أن هذا المنتج الدوائي مخصص للمسافرين جواً البالغين، ويهدف إلى الحد من الآثار الضارة لفارق التوقيت.
ويُذكّر مصطلح «تحسين النوم» بصيحة أخرى على مواقع التواصل تعرف بـ«تحسين الشكل» looksmaxxing، وتتمثل في ترويج مشاهير الشبكات لممارسات تهدف إلى «تحسين» شكل معين من الجمال الذكوري.
وترى بينكهام أن «كثيراً من هذه النصائح والوسائل المقترحة يأتي من مبتدئين، ولا يستند إلى أي أساس طبي».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
«أطباء بلا حدود»: 40 وفاة على الأقل بالكوليرا خلال أسبوع في دارفور
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الخميس، أن 40 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في منطقة دارفور في السودان، في ظل أسوأ تفشٍّ للمرض في البلاد التي تشهد حرباً مستمرة منذ أكثر من عامين. وقالت المنظمة في بيان: «بالإضافة إلى حرب شاملة، يعاني سكان السودان الآن أسوأ تفشٍّ للكوليرا تشهده البلاد منذ سنوات». وأضافت: «في منطقة دارفور وحدها، عالجت فرق (أطباء بلا حدود) أكثر من 2300 مريض، وسجّلت 40 وفاة خلال الأسبوع الماضي»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. أمام خيام نُصبت على عجل للنازحين في مدينة طويلة في أقصى غرب السودان، يفرش السودانيون ملابس وأواني تحت أشعة الشمس على أرض رملية، إذ لا تتوافر مياه كافية لغسلها، ويريدون تعقيمها خوفاً من الكوليرا. وتقول منى إبراهيم، النازحة من الفاشر إلى طويلة في إقليم دارفور في غرب السودان، لوكالة الصحافة الفرنسية، وهي جالسة على الأرض: «ليست لدينا مياه أو خدمات، ولا حتى دورات مياه. الأطفال يقضون حاجتهم في العراء». يبدو كل شيء هنا وكأنه ينقل الكوليرا. في غياب المياه النظيفة والمرافق الصحية والدواء، يلجأ مئات الآلاف من السودانيين إلى خلط الماء والليمون في مواجهة البكتيريا المميتة. في الأشهر الأخيرة، وهرباً من المعارك الدامية واستهداف مخيماتهم في الفاشر في شمال دارفور، نزح نحو نصف مليون شخص - بحسب الأمم المتحدة - إلى طويلة (40 كلم إلى الغرب) التي باتت شوارعها تعج بلاجئين يفترشون الطرق وبخيام بلا أسقف بنيت من القش، تحيط بها مستنقعات تجذب أعداداً هائلة من الذباب. وتتابع منى إبراهيم: «لا يوجد علاج في طويلة... نحن نضع الليمون في الماء لأننا لا نملك أي سبيل آخر للوقاية. والمياه ذاتها بعيدة عنا». خلال الشهر الماضي، قدّمت منظمة أطباء بلا حدود العلاج لـ1500 مريض بالكوليرا، فيما حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن أكثر من 640 ألف طفل دون الخامسة يواجهون خطر الإصابة بالمرض في ولاية شمال دارفور وحدها. ومنذ أبريل (نيسان)، سجّلت الأمم المتحدة أكثر من 300 إصابة بالكوليرا بين الأطفال في طويلة. ويعاني البلد الذي يشهد حرباً مدمّرة منذ أكثر من سنتين من تدهور حاد في البنية التحتية الطبية وفي الاتصالات ما يعوق الوصول للمستشفيات وتسجيل تعداد دقيق للإصابات والوفيات. واندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو في أبريل 2023، وعلى مدار أكثر من عامين راح ضحيتها عشرات الآلاف وتسببت في نزوح أكثر من 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.


الشرق السعودية
منذ يوم واحد
- الشرق السعودية
باحثون يكشفون عن سبب محتمل للإصابة بـ"ألزهايمر"
نجح فريق بحثي دولي من "معهد الصحة والبحوث الفرنسي" بالتعاون مع "جامعة بوردو" الفرنسية، و"جامعة مونكتون" الكندية، في إثبات علاقة سببية مباشرة بين اضطراب نشاط الميتوكوندريا وظهور الأعراض الإدراكية المرتبطة بالأمراض التنكسية العصبية مثل "ألزهايمر". وتُعرف الميتوكوندريا، غالباً بـ"محطات الطاقة" في الخلية، حيث تلعب دوراً حيوياً في بقاء الكائنات الحية، وتُعتبر مسؤولة عن توليد غالبية إمدادات الخلية من أدينوسين ثلاثي الفوسفات التي تُعتبر العملة الأساسية للطاقة في الخلية، وتُستخدم لتشغيل جميع الأنشطة الخلوية. وتحدث عملية إنتاج الطاقة داخل الميتوكوندريا عبر عملية التنفس الخلوي، إذ تقوم بتحويل الجلوكوز والعناصر الغذائية الأخرى إلى طاقة قابلة للاستخدام. وتتكون الميتوكوندريا من غشاء خارجي يحيط بها، وغشاء داخلي منطو يزيد من مساحة السطح لتعزيز إنتاج أدينوسين ثلاثي الفوسفات. وبالإضافة إلى دورها في الطاقة، للميتوكوندريا وظائف أخرى مهمة، بما في ذلك تنظيم موت الخلايا المُبرمج المعروف باسم "الاستماتة"، وتخزين الكالسيوم، وإنتاج الحرارة. وتورث الميتوكوندريا من الأم فقط، ما يسمح للعلماء بتتبع الأنساب الأمومية. ويمكن أن يؤدي أي خلل في وظائف الميتوكوندريا إلى مجموعة واسعة من الأمراض، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. وفي الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر نيوروساينس" (Nature Neuroscience) اعتمد الباحثون على تطوير أداة مبتكرة أطلقوا عليها اسم mitoDreadd-Gs، وهي مستقبل صناعي قادر على تنشيط بروتينات "G" داخل الميتوكوندريا مباشرة، ما يحفز إنتاج الطاقة في الخلايا العصبية. تم تطوير هذه الأداة بهدف التحكم في نشاط الميتوكوندريا، وتتميز هذه الأداة بقدرتها على استهداف الميتوكوندريا بشكل محدد وذلك من خلال توجيهها للتفاعل مع بروتينات G في الميتوكوندريا. وتعتمد فكرة هذه الأداة على حقيقة أن مستقبلات بروتين G المقترنة وهي مستقبلات مهمة في الدماغ، يمكن أن تكون موجودة أيضاً على أغشية الميتوكوندريا، حيث تؤثر مباشرة على إنتاج الطاقة الخلوية. أول دليل من نوعه وعند تطبيق هذه التقنية على نماذج فئران مصابة بأعراض شبيهة بـ"الخرف"، لوحظ تحسن واضح في وظائف الذاكرة وعودة النشاط الميتوكوندري إلى مستوياته الطبيعية. ويشير هذا التحسن، بحسب الفريق البحثي، إلى أن تراجع نشاط الميتوكوندريا قد يسبق فقدان الخلايا العصبية، وهو ما يغير النظرة السائدة التي كانت تعتبر الخلل الميتوكوندري مجرد نتيجة لاحقة للمرض ويفتح الباب أمام الميتوكوندريا كهدف علاجي جديد محتمل. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، جيوفاني مارسيكانو، إن الدراسة تثبت للمرة الأولى وجود علاقة سببية بين خلل الميتوكوندريا وأعراض الأمراض التنكسية العصبية، ما يدعم فكرة أن الخلل في إنتاج الطاقة يمكن أن يكون المحرك الأولي لبدء تدهور الخلايا العصبية. وبحسب الدراسة، فعندما تضعف قدرة الميتوكوندريا على إنتاج الطاقة، تقل فاعلية استقبال الناقلات العصبية في نقاط الاشتباك العصبي -المشابك العصبية- فيضعف التعلّم والذاكرة ويبدأ الأداء المعرفي في التدهور. وهذا النقص الطاقي ليس مشكلة بسيطة؛ إذ إنه يمكن أن يكون الشرارة الأولى لمسلسل أوسع من الخلل الخلوي. ما هي الأمراض التنكسية العصبية؟ أمراض تصيب الدماغ وتؤدي إلى موت الخلايا العصبية وتقلص حجم الدماغ. تحدث بسبب خلل في التواصل بين خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى انهيارها وموتها. تؤثر هذه الأمراض على العديد من الوظائف الحيوية مثل الحركة، والذاكرة، والكلام، والذكاء. لا تزال أسباب معظم هذه الأمراض مجهولة بسبب تعقيدها. أمثلة على الأمراض التنكسية العصبية: مرض باركنسون (الشلل الرعاش): يرتبط بمشكلات في الحركة ويحدث بسبب موت الخلايا العصبية في منطقة المادة السوداء بالدماغ، والتي تنتج مادة الدوبامين الضرورية للتواصل مع العقد القاعدية المسؤولة عن الحركة ويؤدي إلى صعوبة في بدء الحركات، والارتعاشات، والتعثر. داء هنتنجتون: مرض وراثي ينتقل من الأبوين إلى الأبناء ويؤثر على العقد القاعدية ويسبب تراكماً غير طبيعي للبروتين، ما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية ويسبب حركات لا إرادية ومفرطة، مثل رعشة الأطراف. الخرف: مصطلح عام يشير إلى فقدان الذاكرة وأشهر أنواعه مرض ألزهايمر وداء جسيمات ليوي ويحدث بسبب موت عدد كبير من الخلايا العصبية في مناطق مختلفة من الدماغ، ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة، وصعوبات في التفكير والحركة. العلاج والآمال المستقبلية لا يوجد حالياً علاج شافٍ لهذه الأمراض، ويعمل العلماء على تطوير فكرة استخدام الخلايا الجذعية -وهي خلايا غير ناضجة يمكنها التحول إلى أي نوع من الخلايا، بما في ذلك الخلايا العصبية- لاستبدال الخلايا العصبية الميتة. التحديات: رغم نجاح التجارب على الحيوانات، لا يزال هناك تحديات كبيرة في تطبيق هذه التقنية على البشر بأمان، مثل بناء هياكل داعمة لنمو الخلايا الجذعية داخل الدماغ. وتميل الميتوكوندريا المريضة لإنتاج مزيد من الجزيئات التفاعلية المؤكسدة المعروفة باسم الجذور الحرة والتي تُحدث تلفاً في الدهنيات والبروتينات والحمض النووي داخل الخلايا. ويؤثر تلف مكونات الغشاء والبروتينات مباشرة على نقل الإشارات وعلى بنية الخلايا العصبية، ويسهم في تشكل بروتينات مترابطة أو مشوهة تعرف ببعضها بأنها مرتبطة بأمراض مثل ألزهايمر وباركنسون. كما تلعب الميتوكوندريا دوراً أساسياً في تنظيم أيونات الكالسيوم داخل الخلية، وخصوصاً عند نقاط الاتصال العصبي. وإذا فقدت الميتوكوندريا قدرتها على امتصاص وتخزين الكالسيوم بصورة سليمة، يرتفع تركيز الكالسيوم داخل الخلايا وهذا يؤدي إلى فرط تنبيه الخلايا وتنشيط مسارات تؤدي إلى موتها المبرمج. كما أن الميتوكوندريا ليست ثابتة الحجم، فهي تخضع لعمليات انقسام واندماج، كما تنتقل على طول المحاور العصبية لتغذية نهايات المحطة العصبية البعيدة، وإذا انهار توازن الانقسام والاندماج، أو تعطلت آليات النقل الخلوية، تصبح الميتوكوندريات صغيرة ومكسورة أو غير موجودة في الأماكن التي تحتاجها الخلايا أكثر؛ فتحرم المشابك الطرفية من الطاقة وتنهار الوظائف المحلية، ما يساهم تدريجياً في قصور شبكي واسع وموت محلي للخلايا. أدلة متداخلة وتتخلص الخلايا الطبيعية من الميتوكوندريات التالفة عبر آليات تنظيف داخلية، وعندما يفشل هذا النظام، تتراكم عضيات معطوبة تنتج طاقة أقل وتطلق سموماً داخل الخلية ويزيد تراكم الميتوكوندريا الحمل التأكسدي ويثير استجابة التهابية محلية في الدماغ، فتتدخل الخلايا الداعمة -مثل الخلايا البلعمية الصغيرة- وتغير البيئة العصبية إلى بيئة مضرة للناقلات العصبية. وقال الباحثون إن الحمض النووي الموجود داخل الميتوكوندريا عُرضة للتلف مع التقدم في العمر، ويؤثر تراكم طفرات أو تلف في هذا الحمض النووي على جزيئات سلسلة نقل الإلكترون المسؤولة عن إنتاج الطاقة، ما يؤدي إلى قصور مزمن في تزويد الخلايا بالطاقة ويتجمع القصور عبر السنين ليضعف الاحتياطي الوظيفي للخلايا العصبية ويجعلها أكثر عُرضة للتدهور. ولوقت طويل كانت الأدلة متداخلة بين كون خلل الميتوكوندريا نتيجة للمرض أو أحد أسبابه. لكن تجارب حيوانية حديثة أعادت تشكيل الصورة، بعد أن تمكنت التجارب من زيادة فعالية الميتوكوندريا عبر تنظيفها، ما أحدث تحسناً في وظائف الذاكرة والسلوك في نماذج حيوانية لأمراض التنكس العصبي. ولا تثبت هذه النتائج بعد فاعلية علاجية على البشر، لكنها تقوي فرضية أن خللاً في الميتوكوندريا قد يكون سبباً مباشراً في مسار المرض، وليس مجرد علامة لاحقة. وقال المؤلف المشارك في الدراسة، إتيان هيبير شاتلين، الباحث في جامعة "مونكتون" أن الأداة قد تساعد مستقبلاً على كشف الآليات الجزيئية والخلوية المسؤولة عن الخرف، وتمهيد الطريق لاستهدافات علاجية أكثر فاعلية، وإن العمل سيتواصل لدراسة أثر التحفيز المستمر للميتوكوندريا لمعرفة ما إذا كان يمكنه تأخير فقدان الخلايا العصبية أو حتى منعه. وأضاف الباحثون أن النتيجة العملية لهذه الدراسة تكمن في معرفة أن الميتوكوندريا تُمثّل هدفاً علاجياً واعدا، سواء عبر تعزيز إنتاج الطاقة، أو تحسين تنظيف العضيات التالفة، أو حتى تعديل ديناميكية الانقسام والاندماج، أو حماية الميتوكوندريا من الإجهاد التأكسدي. ومع ذلك، وعلى حد قول الباحثين: "يجب أن نكون حذرين، فأمراض التنكس العصبي متعددة الأسباب ومعقدة، وما يصح في فأر مختبر قد لا ينتقل تلقائياً إلى البشر، فالبحث واعد لكنه يحتاج دراسات بشرية محكمة قبل الحديث عن علاجات عملية وشامل".


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- الشرق الأوسط
العلاج بالصدمات الكهربائية لا يُجدي نفعاً ويُفقد المرضى ذكريات عزيزة
حذّر خبراء من أن العلاج بالصدمات الكهربائية لعلاج حالات الصحة النفسية لا يُجدي نفعاً لدى معظم الناس، وقد يُسبب فقدان المرضى ذكريات عزيزة. والعلاج بالصدمات الكهربائية هو إجراء طبي، يُستخدم لعلاج بعض حالات الصحة النفسية الشديدة، مثل الهوس الاكتئابي، ويتضمن تمرير تيار كهربائي صغير عبر الدماغ لإحداث نوبة صرع قصيرة تحت التخدير العام. يتلقّى نحو 2500 شخص العلاج سنوياً في «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية»، غالباً بعد أن تثبت الأدوية عدم فاعليتها، وفق تقرير لصحيفة «تلغراف» البريطانية. لكن دراسة أجريت على أكثر من 1000 مريض خضعوا للعلاج، وجدت أن 58.5 في المائة يعتقدون أن العلاج بالصدمات الكهربائية غير مُجدٍ على الإطلاق، في حين قال 62 في المائة إنه أسهم في تدهور جودة حياتهم. وقال ما يقرب من نصفهم إن العلاج بالصدمات الكهربائية جعل حياتهم «أسوأ بكثير». ودعا باحثون من جامعة شرق لندن إلى تعليق هذه الممارسة، وقال الدكتور جون ريد، الباحث الرئيسي في الدراسة، وأستاذ علم النفس السريري في الجامعة: «لا توجد دراسات تُظهر أي فوائد للعلاج بالصدمات الكهربائية بعد انتهاء العلاج». وتابع ريد: «تُشير نتائجنا المستقاة من أكبر دراسة استقصائية أُجريت على الإطلاق، إلى أن مزاعم فاعلية العلاج بالصدمات الكهربائية، في أحسن الأحوال، غير مثبتة، وفي أسوئها، مضللة». وحذّر المرضى من أنهم فقدوا ذكرياتهم خلال العلاج، والتي لم تُسترجع مطلقاً. إذ تلقّت ليزا موريسون، استشارية الصحة النفسية، 72 جلسة علاج بالصدمات الكهربائية على مدار 3 سنوات بعد معاناتها من اكتئاب طويل الأمد، حاولت خلاله الانتحار وإيذاء نفسها، نتيجة صدمة نفسية تاريخية. وقالت لصحيفة «تلغراف»: «أحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لزواجي هذا الأسبوع، لكنني لا أتذكر يوم زفافي. لقد فقدت إلى الأبد ذكريات ثمينة عن أعياد ميلاد أطفالي، والعديد من المحطات المهمة الأخرى في حياتهم. أخبرتني صديقة مؤخراً بأنني كنت أهتم بابنها لمدة عام، لكنني لا أتذكر أنني فعلت ذلك». وأضافت: «كنت حريصة في البداية على إجراء العملية، خصوصاً أنني كنت أرغب فقط في التخدير لتجنب الشعور بالضيق لفترة مؤقتة. كنت يائسة جداً آنذاك، وأميل إلى تصديق المختصين. لكنهم لم يخطروني بالأضرار المحتملة أو بأنّه لا توجد أدلة على فوائد طويلة الأمد. تحسّن مزاجي لفترة قصيرة، لكن بعد أسابيع قليلة من العلاج، عادت إليَّ الأفكار الانتحارية، وبدأت أؤذي نفسي مجدداً». وشُخِّصت السيدة ليزا موريسون في النهاية باضطراب ما بعد الصدمة واضطراب الانفصام، وتلقّت علاجاً للصدمات النفسية، ما ساعدها على التوقف عن تناول الأدوية. تعمل الآن في مجال الصحة النفسية، وكثيراً ما تتحدّث عن تجاربها. وقالت: «كلما تحدثت عن الأمر، يتزايد عدد الأشخاص الذين يُصرّحون بأشياء مثل: (لقد تعرضت أمي لهذا، ولم تعد كما كانت مطلقاً)». وتابعت: «أعتقد أنه يجب تعليق العلاج حتى تتوفر أبحاث موثوقة ودقيقة حول تأثيره وأضراره وكيفية عمله». وأوضح البحث، الذي نُشر في «المجلة الدولية لتمريض الصحة النفسية»، أن 17.8 في المائة فقط من المرضى وجدوا العلاج «مفيداً جداً»، في حين قال 15.5في المائة فقط إنه حسّن مزاجهم «بشكل كبير». وأفاد نحو ثلث المشاركين بأن العلاج بالصدمات الكهربائية جعلهم يشعرون بميل أقل للانتحار أثناء العلاج، في حين أفاد ما يقرب من نصفهم بأنه لم يُحدث أي فرق. وقال خُمسهم إن العلاج جعلهم يشعرون بـ«ميل أكبر للانتحار». ويُحذّر الباحثون من أن هذا التقدير قد يكون أقل من الواقع، إذ قد يكون بعض الأشخاص الذين شعروا برغبة متزايدة في الانتحار قد أقدموا عليه بالفعل نتيجة العلاج. ويوصي المعهد الوطني للتميز السريري والرعاية الصحية (نيس) باستخدام العلاج بالصدمات الكهربائية فقط لتحقيق «تحسن سريع وقصير الأمد للأعراض الشديدة» بعد ثبوت عدم فاعلية خيارات العلاج الأخرى، أو إذا كانت حالة المريض مهددة للحياة. ومع ذلك، على الرغم من استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية منذ ثلاثينات القرن الماضي، لا توجد حتى الآن نظرية مقبولة بشكل عام تشرح آلية عمله. الفرضية الأكثر شيوعاً هي أنه يُغيّر كيمياء الدماغ، وقد يُحفّز نمو خلايا دماغية ومسارات عصبية جديدة. وفي هذا الصدد، قالت سارة هانكوك، المؤلفة المشاركة، وهي متلقية أخرى للعلاج بالصدمات الكهربائية: «نادراً ما يُقال للمرضى إن الأدلة على فاعلية العلاج بالصدمات الكهربائية أكثر من العلاج الوهمي في علاج الاكتئاب، ضئيلة أو معدومة». وتابعت: «أتمنى لو أُبلغ والداي بهذا الأمر، بالإضافة إلى مخاطر الإصابة الناجمة عن العلاج بالصدمات الكهربائية، وعدم وجود تدخلات طبية أو تأهيلية [في حال الإصابة] بعد العلاج، عندما كنتُ في حالة ذهول». وقال متحدث باسم «هيئة الخدمات الصحية الوطنية» في إنجلترا: «يعمل أطباؤنا مع المرضى للحصول على الرعاية والعلاج الأنسب لاحتياجاتهم، مسترشدين بالتوجيهات الوطنية المستندة إلى الأدلة من المعهد الوطني للصحة النفسية (نيس)، وبالنقاش مع المرضى حول احتياجاتهم».