
"فوردو" المنيعة.. القلعة النووية التي تُبقي إسرائيل في حالة قلق
انطلقت العمليات العسكرية الإسرائيلية قبل أيام محققة بعض أهدافها في إلحاق الأذى بمنشآت نووية إيرانية، واغتيال علماء ذرة، ومسؤولين في البرنامج النووي الإيراني، إلا أن الجائزة الكبرى مفاعل "فوردو" النووي لا يزال هدفاً بعيد المنال.
تُعد محطة فوردو لتخصيب الوقود التي تقع على بعد 160 كم جنوب العاصمة الإيرانية طهران، منشأة نووية شديدة التحصين، إذ بُنيت على عمق نحو 90 متراً تحت الأرض.
وتشبه المنشأة النووية الإيرانية القلعة الحصينة، فقد وُصفت بأنها تقع على عمق حوالي ثلاثة طوابق تحت الأرض، وذلك بعد أن جرى تحويلها من قاعدة صواريخ تابعة للحرس الثوري إلى منشأة لتخصيب اليورانيوم.
وتحاط "فوردو" بسلسلة جبال، كما تحاط بأنظمة دفاع جوي متقدمة توفر لها الحماية ومقاومة الهجمات الجوية، ما يجعلها شديدة التحصين طبيعياً وبشرياً، وعصية على الهجمات الجوية التقليدية.
ويتطلب تدمير "فوردو" تحولاً دراماتيكياً في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران بتدخل أمريكي حاسم؛ إذ تمتلك واشنطن قنابل من طراز GBU-57 (وزنها 30 ألف رطل) قادرة على اختراق عمق نحو 60 متراً، وهي القنبلة الوحيدة القادرة نظرياً على بلوغ عمق المنشأة النووية.
كما تمتلك واشنطن قاذفة القنابل الاستراتيجية B-2، وهي الطائرة الوحيدة القادرة على حمل قنابل GBU-57؛ ما يدفع إسرائيل للضغط باتجاه تدخل أمريكي مباشر لتدمير المفاعل العصِيّ على ترسانتها الجوية.
على الرغم من النجاح الجزئي لإسرائيل في عمليتها "الأسد الصاعد"، التي تضمنت استهداف القيادة العسكرية الإيرانية، وتدمير مئات الصواريخ الباليستية وعشرات منصات الإطلاق، وإسقاط نصف أسطول الطائرات المسيّرة الإيرانية، بالإضافة إلى فرض السيطرة الجوية الإسرائيلية على غرب إيران، إلا أن الإسرائيليين يرون أن عدم تدمير "فوردو" لا يحقق النجاح الكامل المأمول من العملية.
هذا المفهوم أوضحه السفير الإسرائيلي في واشنطن، يحيئيل لايتر، خلال تصريحه لقناة "فوكس نيوز": "لا يمكن اعتبار العملية ناجحة ما لم نقضِ على فوردو".
وأكد على ذلك أيضاً، الخبير في معهد ميدلبري بالولايات المتحدة، جيفري لويس، بقوله: "إذا بقيت منشآت مثل فوردو قائمة، فلا فائدة حقيقية مما تم تنفيذه".
ويمكن تفهم ذلك في ضوء أن "فوردو" هي درة تاج البرنامج النووي الإيراني، وفي ضوء أيضاً إنه عثر عام 2023 على يورانيوم مخصب بنسبة 83.7% وهو أقل بقليل من 90% المطلوبة لصنع سلاح نووي في المنشأة الإيرانية؛ بالتالي بحسب المخاوف الإسرائيلية التي تناولها تقرير لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، فإن عدم استهداف تلك المنشأة وتدميرها يعني أن طهران ستمضي في إنتاج أول سلاح نووي في البلاد في خلال وقت قصير.
السؤال الدائر الآن في إسرائيل ما لو لم تشترك واشنطن في الحملة العسكرية الإسرائيلية للقضاء على الطموح النووي الإيراني، وهنا يستعرض الموقع العبري السابق الإشارة إليه سيناريوهات وبدائل ذلك.
يقول التقرير المعنون بـ"البرنامج النووي الإيراني تلقى ضربة قاسية... لكن فوردو قد يحول دون شلّه تماماً"، أنه رغم محدودية الخيارات، تحتفظ إسرائيل ببدائل أخرى، من بينها:
هجوم نووي تكتيكي مصغّر، لكنه يظل خيار مرفوض حالياً نظراً لتداعياته الأخلاقية والدبلوماسية، على حد تعبير المقال.
عملية كوماندوز خاصة: على غرار العملية التي نفذتها وحدات النخبة الإسرائيلية في سبتمبر 2024 لتدمير مصنع صواريخ تحت الأرض في مدينة مصياف السورية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 34 دقائق
- الشرق الأوسط
أجواء لبنان ساحة لقدرات الهجوم والدفاع بين إسرائيل وإيران
ضرب اللبنانيون موعداً يومياً مع الاشتباك الصاروخي الإيراني - الإسرائيلي في سماء لبنان الذي بات ساحة جوية لتصادم الصواريخ، وذلك بسبب الموقع الجغرافي للبلاد الذي يفرض على الصواريخ بدء مسار الهبوط باتجاه حيفا وتل أبيب، ويفرض على أنظمة الدفاع الجوي اعتراضها على الحدود مع لبنان في الجنوب وشرق البلاد. ويشاهد اللبنانيون بشكل متغيّر منذ ليل الجمعة الماضي، أشكالاً متعددة من المقذوفات تلتقي مع بعضها قرب الحدود الجوية مع لبنان، أو تسير بشكل قافلة فوق الأراضي اللبنانية، أو تتصادم في الأجواء اللبنانية، أو تسير بأشكال منحرفة، حسبما تظهر النيران المنبعثة منها في الأجواء. وتنقسم تلك المقذوفات إلى صواريخ ومسيرات إيرانية من جهة، وصواريخ دفاع جوي إسرائيلية من الجهة الأخرى، وتتوزع مواقع إطلاق الأخيرة من البحر المتوسط غرباً، أو من هضبة الجولان شرقاً، أو من وسط وشمال إسرائيل من الجهة الجنوبية للبنان. منظومة القبة الحديدية تعترض صواريخ إيرانية فوق تل أبيب (أ.ب) ويشير الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية مصطفى أسعد، إلى أن الإيرانيين «يستخدمون نحو 13 نوعاً من الصواريخ والمقذوفات في عمليات الإطلاق الدورية منذ يوم الجمعة الماضي»، في مقابل 5 منظومات دفاعية إسرائيلية تعمل على عدة ارتفاعات، موضحاً أن كلاً منها «يطير في مسارات وارتفاعات مختلفة؛ إذ يسير بعضها على ارتفاعات محددة، أو يناور بعضها الآخر في الارتفاعات، بينما يخرق بعضها أيضاً الغلاف الجوي»، وذلك بهدف «مرور بعضها من منظومات الاعتراض الجوي، ليصل صاروخان أو ثلاثة صواريخ في النهاية إلى أهداف محددة». ويؤكد أسعد أن اللبنانيين يشاهدون الصواريخ «لأنها تكون قد أنهت رحلتها، وبدأت بمسارها الانحداري باتجاه الأهداف، ما يعني أنها هبطت من الطبقات الجوية التي تحلق فيها، وتبدأ بالسقوط، لذلك يشاهدها اللبنانيون أكثر من سواهم، مثل العراقيين مثلاً أو السوريين في شمال وشرق سوريا؛ لأنها تكون قد حلقت على ارتفاعات شاهقة». وتتحدث التقديرات عن أن مسارات الصواريخ الإيرانية، تسلك مسارات شبيهة بتلك التي تسلها الطائرات الإسرائيلية في رحلتها باتجاه إيران، أي أنها تسلك الأجواء اللبنانية والسورية والعراقية، وتدخل من غرب إيران، وهي نفسها رحلة الصواريخ الإيرانية، وذلك بهدف تجاوز منظومات الدفاع الجوي في بلدات توجد فيها تلك المنظومات، مثل الأردن على سبيل المثال لا الحصر، كما لتخطي العوائق القانونية؛ إذ تفرض بعض البلدان حظراً للطيران في أجوائها، لكن هذا الجانب القانوني لا يمكن تنفيذه إلا في حال وُجدت على أراضيها أنظمة اعتراضية للصواريخ والطائرات الحربية، وهو أمر غير متاح في لبنان وسوريا والعراق. وفيما يندر مشاهدة المسيرات بالعين المجردة إلا حين اعتراضها، يشاهد اللبنانيون في الجنوب، وبمستوى أقل في بيروت والبقاع وجبل لبنان، المقذوفات الإيرانية، ويقول أسعد إن مشاهدتها تتم «لأنها تكون قد وصلت إلى مراحلها النهاية في لحظات السقوط»، مشيراً إلى أن ما نشاهده «هو الصواريخ المتوسطة المدى، لأنها تسير على ارتفاعات تتيح مشاهدتها ليلاً»، بينما الصواريخ التي تحلق على ارتفاعات عالية «فلا يمكن مشاهدتها إلا في لحظات السقوط، أو لحظات اعتراضها من قبل منظومات الدفاع الجوي، وعندها يمكن مشاهدة شكل مختلف للانفجار مثل نجمة أو نيزك تنفجر»، لافتاً إلى أن الصواريخ التي تحلق في طبقات جوية عالية «يتم استهدافها بمنومات (ثاد) أو (حيتس)». صاروخ اعتراضي إسرائيلي يحاول اعتراض مقذوف إيراني فوق إسرائيل (إ.ب.أ) خلال الأيام الماضية، شاهد اللبنانيون في الجنوب تحديداً، أشكالاً من الصواريخ التي تسير على شكل قافلة في لحظات الهبوط من الجو باتجاه أهداف في إسرائيل. وتحدثت تقديرات عن أن تلك المقذوفات «ينفصل رأسها الحربي إلى جزأين أو أربعة أو ستة، لحظة تعرضها لصواريخ اعتراضية غالباً ما تستهدف الكتلة الأكبر في الصاروخ وهي الجسم الحامل للرأس»، وعليه «يظهر كأن الصواريخ تسير في قافلة، لكنها في الواقع هي صاروخ واحد ينقسم رأسه إلى أجزاء». ويشكك أسعد بهذه الفرضية، ويقول إنه «لا دليل على امتلاك إيران هذه التكنولوجيا»، موضحاً أن التي ظهرت في الصور «هي صواريخ باليستية حاملة لرأس واحد، وجرى إطلاقها من منصة إطلاق واحدة، فتسير ضمن مسار واحد، وتظهر على مقربة من بعضها وتهبط بنفس الطريقة». ويشير إلى أن الترسانة التي أطلقها الإيرانيون «تؤكد أن طهران لم تحصل على تكنولوجيا صواريخ متطورة مثل تلك الموجودة عند روسيا، والتي ظهر بعضها في استهداف ضخم لأوكرانيا قبل أسبوعين، وظهر أن الصاروخ يمتلك وسائل دفاعية مثل البلونات الحرارية لتضليل الدفاعات الجوية». وفي مقابل المقذوفات الإيرانية، تتنوع أشكال المقذوفات الإسرائيلية التي تطلقها منظومات الدفاع الجوي، والتي يشاهدها اللبنانيون. فثمة صواريخ تتبع مسارات ملتوية ودائرية وتلتف على الأهداف، ويعتقد أنها صواريخ القبة الحديدية التي تلاحق الطائرات المسيرة، ويستند هذا التقدير إلى أن الصواريخ تحلق على مرتفعات غير شاهقة. أيضاً، تظهر صواريخ اعتراضية تلاحق الصواريخ، وتسير بشكل مستقيم على ارتفاعات عالية، وتحدث انفجارات أكبر في السماء لدى اصطدامها بالمقذوفات الإيرانية. ويقول أسعد إن ما نشاهده بالغالب «هو المنظومات الاعتراضية القائمة على الصواريخ؛ لأنها تنفجر، وخصوصاً القبة الحدودية التي تتعامل مع المقذوفات على ارتفاعات منخفضة، وصواريخ (مقلاع داود) التي تتعامل مع مقذوفات أبعد وتحلق على ارتفاعات متوسطة»، أما صواريخ المنزمات التي تتعامل مع الأهداف البعيدة في الطبقات العالية مثل «ثاد» و«آرو» و«حيتس»، فإنه يصعب مشاهدتها بالعين المجردة، كون الاعتراض يتم من بعيد. أما منظومات الاعتراض التي تعتمد الصواريخ، مثل «الليزر»، فيستحيل مشاهدتها. ويشاهد اللبنانيون الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية تنطلق من شمال إسرائيل من الغرب، ويشير أسعد إلى أن البوارج الإسرائيلية والأميركية في البحر المتوسط، تشارك في مهام اعتراض الصواريخ الإيرانية، لذلك تتم مشاهدتها تنطلق من الغرب لاعتراض المقذوفات فوق البقاع في شرق لبنان. وسقطت خلال الأيام الماضية عدة صواريخ اعتراضية فوق الأراضي اللبنانية. وكانت قيادة الجيش اللبناني حذرت المواطنين، الجمعة، من سقوط بقايا صواريخ اعتراضية، ودعتهم لعدم الاقتراب منها.


الشرق الأوسط
منذ 34 دقائق
- الشرق الأوسط
لبنان يترقب تداعيات المواجهة الإيرانية
استمر الاستنفار السياسي اللبناني على أشده، لمواكبة تداعيات المواجهة الإيرانية الإسرائيلية وانعكاساتها على الوضع اللبناني الهش، بينما شدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، على «أهمية نأي لبنان بنفسه عما يحصل» من حرب بين إيران وإسرائيل. وتابع الرئيس اللبناني جوزيف عون التطورات الراهنة، في ضوء استمرار التصعيد الإسرائيلي- الإيراني، واطلع على تقارير حول مسار هذا التصعيد، والاتصالات الإقليمية والدولية الجارية لوضع حد له، وذلك في ضوء الاتصالات التي تلقاها من عدد من قادة الدول، حول الجهود المبذولة في هذا الصدد. وحسب بيان الرئاسة اللبنانية: «ظل الرئيس عون على اتصال بالقيادات الأمنية التي تتابع الموقف ميدانياً، وفق ما اتفق عليه خلال الاجتماع الأمني الذي عُقد في قصر بعبدا يوم السبت الماضي». كما تابع رئيس الجمهورية تنفيذ الإجراءات المتعلقة بتأمين عودة اللبنانيين إلى بيروت، الذين حالت هذه الأحداث دون عودتهم، على أثر إلغاء عدد من شركات الطيران رحلاتها إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أو إقفال المجالات الجوية لعدد من الدول المجاورة. واستقبل الشيخ دريان في «دار الفتوى» سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، الذي قدم للمفتي التهاني بعيد الأضحى المبارك، وعلى أدائه مناسك الحج بدعوة من المراسم الملكية. وكانت مناسبة جرى فيها التداول في الشؤون اللبنانية والعربية. وحسب بيان للمكتب الإعلامي في «دار الفتوى»، تم التأكيد خلال اللقاء على «أهمية نأي لبنان بنفسه عما يحصل من حرب» بين إيران وإسرائيل، والتشديد على ضرورة المساعي والجهود الدبلوماسية العربية والدولية، لاحتواء لغة الحرب، والعودة إلى لغة العقل، والتحذير من خطورة استمرار هذه الحرب، ومدى انعكاسها سياسياً واقتصادياً وبيئياً على المنطقة، وسعي لبنان للتمتع بالأمن والسلام والطمأنينة، رغم استمرار العدوان الإسرائيلي على بعض مناطقه، والاختراقات المتكررة لمضمون القرار 1701. كما تم تأكيد ضرورة الاستمرار في الإصلاح الإداري والمالي، وترميم البنية التحتية، لإعادة عجلة التعافي إلى لبنان ومؤسساته، بدعم عربي شقيق، ومساندة من الدول الصديقة للبنان؛ لأنه في هذه المرحلة يحتاج إلى مزيد من التنسيق مع أشقائه العرب، والابتعاد عما يجري في دول الإقليم من صراعات دموية وتغيرات في التحالفات، تنعكس سلباً على دول المنطقة.


الشرق الأوسط
منذ 34 دقائق
- الشرق الأوسط
«حزب الله» يلوّح بالقتال مجدداً... رسالة تفتقد القدرة على التنفيذ
عاد «حزب الله» للتلويح بالقتال مرة جديدة في خضم المواجهات الدائرة بين إسرائيل وإيران، والترقب الذي يعيشه اللبنانيون خوفاً من أي تداعيات لهذه الحرب على بلدهم. وفي وقت لا يزال فيه الحديث متواصلاً عن نزع سلاح «الحزب» والإجراءات التي يجب العمل عليها في هذا الإطار، أتى تصريح نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله»، محمود قماطي، الاثنين، ليقول إن «(الحزب) مستعد للعودة إلى القتال ضد العدو الإسرائيلي في حال يئس من قدرة الدولة اللبنانية على الإيفاء بوعودها والتزاماتها في مواجهة العدوان»، وهو ما رأت فيه مصادر وزارية أن «موقفه ينطوي على رسالة؛ إنما لا نعرف وجهتها»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الأهم أن (الحزب) لا يزال حتى الآن يلتزم قرار الحكومة بالبقاء على الحياد، وسبق أن تعهّد بأنه لن يفتح حرب إسناد جديدة». وقال قماطي في حديث تلفزيوني إن «المقاومة لن تتخلى عن واجبها الوطني إذا ثبت أن الدولة لم تعد قادرة أو راغبة في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، و(الحزب) لا يزال يعدّ المواجهة مع إسرائيل قضية سيادية ووطنية». محمود قماطي ورغم أن قماطي ربط العودة إلى القتال بـ«اليأس من الدولة»، فإن تصريحه هذا يطرح علامة استفهام في هذا التوقيت بالتحديد، علماً بأن «الحزب» كان قد سرّب، نقلاً عن مصادره، أنه لن يتدخّل في الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، وهو ما أشار إليه النائب حسين فضل الله قبل يومين بالقول: «إيران تثبت معادلتها التاريخية أنها عندما يتم الاعتداء عليها فهي تدافع عن نفسها، وهي لا تطلب من أحد الدفاع عنها... هي تقاتل عن نفسها، وتعرف كيف تحمي شعبها وكيف تواجه»، مضيفاً: «لا يوجد شيء اسمه أذرع إيران؛ بل حركات مقاومة». وفي هذا الإطار، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية - الأميركية، الدكتور عماد سلامة، أن «تصريحات مسؤولي (حزب الله) التي تلوّح بالقتال، لا تعبّر سوى عن محاولة يائسة لإظهار (الحزب) كجهة لا تزال ذات صلة، في وقت وصل فيه فعلياً إلى حافة الانهيار التام». بينما يلفت المحلل السياسي المقرب من «حزب الله»، الدكتور قاسم قصير، إلى أن قماطي كان يتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي للبنان وكيفية مواجهته، وليس عن مساندة إيران، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الأمور مرتبطة بالتطورات الميدانية. وهذه التصريحات هي تحضير لأي سيناريو قد يحصل». ويرى سلامة أن «(حزب الله) فقدَ الغالبية الساحقة من قدراته العسكرية: ترسانته من الأسلحة تآكلت بفعل الضربات الإسرائيلية المركّزة، خطوط إمداده من سوريا تفككت، وقياداته الميدانية تعرّضت لتصفية منهجية. أما الدعم الإيراني، فهو على الأرجح تراجع بشكل كبير نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية على طهران، وآخرها الهجمات الإسرائيلية عليها؛ مما جعل (الحزب) في عزلة استراتيجية غير مسبوقة». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «في الواقع، (حزب الله) لم يعد قادراً على تشكيل أي تهديد فعلي لإسرائيل. ومع تراجع مكانته الشعبية، يتجه (الحزب) على الأرجح إلى استخدام أدوات التهديد الداخلي، وتحديداً ضمن البيئة الشيعية، لقمع أي محاولة للانشقاق أو العصيان». من هنا، يرى سلامة أن «ما نسمعه اليوم من تهديدات ليس إلا نوعاً من البروباغندا الإعلامية، تهدف إلى تغطية واقع (الحزب) وإعادة إنتاج صورة لم تَعُدْ لها مقومات عملية». ولا يختلف رأي مسؤول الإعلام والتواصل في «القوات»، شارل جبور، الذي يَعدّ أن تهديد قماطي وبعض المسؤولين في «حزب الله» بالعودة إلى القتال، يندرج في سياق «التعويض الكلامي عن عجزهم عن الدخول في حرب إسناد إيران، خصوصاً أن من ساند حركة (حماس) كان الأولى به أن يساند من أسسه وموّله وسلّحه». من هنا يقول جبور لـ«الشرق الأوسط»: «كل هذه التهديدات موجّهة إلى بيئة (الحزب) للقول لهم إنهم لا يزالون قادرين على القتال. لكن ذلك يبقى خارج السياق؛ لأنه لم يعد اليوم بمقدورهم فعل أي شيء إلا تسليم سلاحهم». وفي ظل المواجهات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، ثمّن حزب «الكتائب اللبنانية» موقف الدولة المصمم والحاسم على تحييد لبنان عن أتون الحرب الإقليمية الدائرة، مجدداً دعوته إلى «تثبيت مبدأ حصرية قرارَي السلم والحرب بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية، من خلال الإسراع في حصر السلاح بيد الشرعية وحدها». لافتة على طريق «مطار بيروت الدولي» تروج للسياحة في لبنان (أ.ب) ويرى «الكتائب» أن «ما تشهده المنطقة من تطورات يستوجب من (حزب الله) اتخاذ قرار واضح وفوري بملاقاة المطالب بتسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني، والانفكاك الكامل عن أي ارتباط خارجي، والعودة إلى الدولة التي تبقى الملاذ الوحيد والحامي الأوحد لجميع اللبنانيين». ودعا «(الكتائبُ)، انطلاقاً من الحرص على حماية اللبنانيين من تداعيات أي تطورات أمنية خارجية، إلى وضع خطة طوارئ وطنية شاملة لتأمين سلامة المواطنين ورفع الأخطار المحتملة عنهم».