
زيارة الشرع إلى باريس تثير موجة هجوم من اليمين ضد ماكرون
يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره السوري أحمد الشرع اليوم الأربعاء، في أول زيارة أوروبية له منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وتأتي هذه الزيارة في وقت بالغ الحساسية، حيث تواجه الحكومة السورية تصاعداً في التوترات مع إسرائيل، إضافة إلى تصاعد العنف ضد الطائفة الدرزية والذي تبعته موجات من العنف ضد العلويين، مما أسفر عن مئات الضحايا بين قتلى وجرحى.
وتحمل هذه الزيارة أبعاداً سياسية وإقليمية مهمة، إذ تراقب العواصم الدولية عن كثب تطورات الملف السوري في ظل تعقد الأوضاع الإقليمية وتصاعد حدة الانقسامات الطائفية التي تهدد استقرار المنطقة.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن الدعوة تأتي "تأكيداً لالتزام فرنسا التاريخي تجاه الشعب السوري وتطلعاته إلى السلام والديمقراطية"، مشيرة إلى أن اللقاء سيتناول "سبل تحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة، بما في ذلك لبنان، وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب".
تحذيرات استخباراتية وأمنية
في المقابل أثارت تقارير استخباراتية أميركية مخاوف في شأن خلفية الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، ووفقاً لوثيقة سرية كشفت عنها وسائل إعلام فرنسية، فقد عبّرت جهات أمنية عن قلقها من استمرار ارتباط الشرع بأوساط متشددة، على رغم تعهداته العلنية بالتخلي عن الفكر المتطرف منذ توليه السلطة.
وتفيد الوثيقة بأن الحكومة السورية الحالية لا تزال تصدر جوازات سفر لأفراد يشتبه في انتمائهم السابق لجماعات متطرفة، وهو ما وصفته الاستخبارات بأنه "يشكل تهديداً حقيقياً للأمن الأوروبي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الاتحاد الأوروبي قرر في فبراير (شباط) الماضي تعليق عدد من العقوبات المفروضة على دمشق، في خطوة عدت تمهيداً لإعادة الانضمام السياسي للسلطات الجديدة بعد أكثر من 13 عاماً من الحرب الأهلية.
"خطأ دبلوماسي جسيم"
وأثارت دعوة أحمد الشرع إلى زيارة باريس موجة من الغضب في الأوساط السياسية الفرنسية، فقد عبرت زعيمة المعارضة اليمينية، مارين لوبان، عن ذهولها واستنكارها عبر منشور على منصة "إكس"، واصفة الشرع بـ "المتطرف الذي يزعم أنه رئيس سوريا"، مؤكدة أن استقباله في فرنسا "يعد استفزازاً وتصرفاً غير مسؤول".
وأضافت لوبان في تصريحات لها أن "الميليشيات المتطرفة التي اجتاحت بلادنا بالهجمات الدموية لا تزال ترتكب المجازر بحق الأقليات"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تمثل إهانة لضحايا الإرهاب، وختمت "مرة أخرى يسيء إيمانويل ماكرون إلى صورة فرنسا ويهدم صدقيتها أمام حلفائها، في وقت حساس للغاية أثناء معركتها ضد التطرف".
من جهته عدّ رئيس حزب "التجمع الوطني" جوردان بارديلا أن الدعوة تمثل "خيانة للقيم الفرنسية وذكرى ضحايا الإرهاب"، مضيفاً أن "هذه ليست زيارة دولة بل خطأ جسيم"، بينما اعتبرت النائبة في مجلس النواب عن منطقة فار، لور لافاليت، أن ماكرون "يضر بسمعة فرنسا" من خلال هذه الدعوة المثيرة للجدل.
كما انتقدت النائبة المنتسبة للتجمع الوطني، آن سيكار، هذه الخطوة بشدة، وقالت "من المحتمل أن يستغل أحمد الشرع هذه الزيارة ليمسح قدميه الملطختين بدماء العلويين والدروز". مضيفة "كيف يمكن للدبلوماسية الفرنسية أن تنحدر إلى هذا الحد من الهوان؟".
من جهته، لحق حليف "التجمع الوطني"، رئيس حزب "اتحاد اليمين من أجل الجمهورية" إيريك سيوتي بالانتقادات ووصف الدعوة بأنها "خطأ جسيم"، وقال سيوتي "أدين هذا الخطأ الذي يسهم في الاعتراف الدولي بنظام مرفوض، الأقليات تضطهد والتطرف ينخر في بنية الأمة السورية ويهدد استقرار المنطقة.
كذلك انتقد رئيس حزب "نهضة فرنسا" نيكولا دوبون أنيان بشدة الرئيس الفرنسي، قائلاً إنه يركع أمام من لديهم دماء على أيدهم بينما ينسى ضحايا الإرهاب، مضيفاً "بعد أن دمر فرنسا يواصل ماكرون تدمير ما بقي لنا، وهو شرفنا".
فرنسا وسوريا: صراع المصالح والسياسة
ومنذ نهاية الانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان عام 1946، شهدت العلاقات بين فرنسا وسوريا تقلبات كبيرة، مما يعكس التعقيدات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وكان الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان أحد أبرز فصول التدخل الاستعماري في المنطقة، إذ استمر من عام 1920 حتى عام 1946.
ومع حصول سوريا على استقلالها في الـ 17 من أبريل (نيسان) 1946، بدأت مرحلة جديدة من العلاقات حين سعت دمشق إلى التحرر من النفوذ الفرنسي، بينما حاولت فرنسا الحفاظ على نفوذها الإقليمي في المنطقة، مما أفضى إلى علاقة متقلبة تتأرجح بين التعاون والتوتر.
وخلال الفترة التي تلت الاستقلال، وبخاصة خلال الستينيات والسبعينيات، شهدت العلاقات الثنائية نوعاً من الاستقرار النسبي وتميزت بتوقيع اتفاقات تجارية وتعزيز للتعاون التقني، ومع وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1971، دخلت العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة، فتأرجحت فرنسا بين لعب دور الوسيط في النزاعات الإقليمية وبين تقارب إستراتيجي مع دمشق.
إلا أن هذا التوازن لم يدم طويلاً فقد غيرت الحرب الأهلية السورية عام 2011 الوضع بصورة جذرية، وخلال تلك المرحلة دانت فرنسا رسمياً "القمع الوحشي" الذي مارسه نظام الأسد وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة السورية، وفي مارس (آذار) 2012 أغلقت باريس قنصليتيها في دمشق وحلب نتيجة تصاعد العنف في البلاد.
ومع تصاعد الأزمة السورية لم يكن الموقف الفرنسي موحداً داخل الساحة السياسية بل تباينت الآراء، فبينما دانت فرنسا رسمياً قمع نظام الأسد، لم يحظَ هذا الموقف بتأييد كامل من جميع الأطراف السياسية الفرنسية، فقد أبدى طيف من حزب "التجمع الوطني" وحزب "فرنسا الأبية" دعمهما لبشار الأسد بطرق مختلفة، وبررت هذه الأطياف مواقفها بحجج عدة مثل مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومعارضة التدخلات الغربية.
وفي هذا السياق كانت مارين لوبان قد دافعت عن فكرة التقارب مع النظام السوري معتبرة أن بشار الأسد يشكل حاجزاً أمام تمدد تنظيم "داعش".
وكذلك انتقد جان لوك ميلنشون السياسة الفرنسية تجاه سوريا مطالباً بحل سياسي يضم جميع الأطراف المعنية بالأزمة، وقد أثارت هذه المواقف جدلاً واسعاً داخل الساحة السياسية الفرنسية، تماماً كما فعلت زيارات عدد من البرلمانيين الفرنسيين إلى دمشق خلال أعوام 2015 و2017 و2023، والتي وصفت بأنها مثيرة للانقسام.
ساحة جدلية حامية
وفي نهاية المطاف يظل الموقف الفرنسي تجاه سوريا معقداً ومتناقضاً، ومع هذه التطورات يبقى التساؤل قائماً حول ما إذا كانت فرنسا قادرة على إعادة تشكيل دورها في الشرق الأوسط بما يتماشى مع التغيرات في السياسة الدولية والإقليمية، فبينما يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تعزيز الدبلوماسية الفرنسية في المنطقة، وتأكيد التزام بلاده تجاه الشعب السوري، يجد نفسه في مواجهة انتقادات واسعة من الأحزاب السياسية الفرنسية، إذ يعد استقبال الشرع فرصة لتجديد العلاقات مع سوريا في وقت يتسم بالتوترات الإقليمية.
ومع تصاعد الخلافات حول هذه الزيارة تبرز تساؤلات حول دور فرنسا في المنطقة ومدى قدرة السياسة الفرنسية على تحقيق المصالح الجيوسياسية في الشرق، وفي الأزمة السورية التي تبقى بمختلف أبعادها ساحة جدلية حامية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
واشنطن تعتزم إقرار زيادة كبيرة في مبيعات الأسلحة إلى تايوان
قال مسؤولان أميركيان إن الولايات المتحدة تعتزم زيادة مبيعات الأسلحة إلى تايوان إلى مستوى يتجاوز ما كانت عليه خلال فترة ولاية الرئيس دونالد ترمب الأولى، في إطار جهود لردع الصين التي تكثف الضغط العسكري على الجزيرة التي تتمتع بحكم ديمقراطي. وإذا زادت مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان، فمن الممكن أن يحد ذلك من المخاوف في شأن مدى التزام ترمب تجاه الجزيرة. ومن شأن ذلك أن يضفي توتراً جديداً على العلاقات الأميركية-الصينية المضطربة بالفعل. وعبّر المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، عن توقعهما أن تتجاوز الموافقات الأميركية على مبيعات الأسلحة إلى تايبيه على مدى الأعوام الأربعة المقبلة تلك التي جرت خلال ولاية ترمب الأولى، فيما قال أحد المسؤولين إن إخطارات مبيعات الأسلحة إلى تايوان قد "تتجاوز بسهولة" تلك الفترة السابقة. وأضافا أن واشنطن تضغط على أعضاء أحزاب المعارضة في تايوان كي لا يعارضوا جهود الحكومة لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى ثلاثة في المئة من الناتج الاقتصادي للجزيرة. كانت إدارة ترمب خلال ولايته الأولى قد وافقت على مبيعات أسلحة لتايوان بقيمة حوالى 18.3 مليار دولار، مقارنة بنحو 8.4 مليار دولار خلال فترة ولاية الرئيس السابق جو بايدن، وفقاً لإحصاءات نشرتها وكالة "رويترز". وتعتبر الولايات المتحدة أهم داعم دولي ومورد للأسلحة لتايوان على رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينها وبين تايبيه. ومع ذلك، يشعر كثير في تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، بالقلق حيال ألا يكون ترمب ملتزماً تجاه الجزيرة مثل الرؤساء الأميركيين الذين سبقوه. وخلال حملته الانتخابية، اقترح ترمب أن تدفع تايوان مقابل حمايتها، واتهم الجزيرة أيضاً بسرقة نشاط أشباه الموصلات الأميركية، مما تسبب في إثارة القلق في تايبيه. وتعهدت الصين بضم تايوان بالقوة إذا لزم الأمر، فيما ترفض حكومة تايبيه ادعاءات بكين بالسيادة، مؤكدة أن شعب الجزيرة وحده هو من له الحق في تقرير مستقبله. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال المسؤولون الأميركيون إن مسؤولي الإدارة وترمب نفسه ملتزمون "بتعزيز الردع الصارم" لتايوان. وقال مسؤول أميركي "هذا هو موقف الرئيس، هذا هو موقفنا جميعاً"، مضيفاً أنهم يعملون بصورة وثيقة مع تايوان حول حزمة مشتريات الأسلحة التي سيتم إطلاقها عندما تحصل تايوان على التمويل المحلي. وأفاد المكتب الرئاسي التايواني وكالة "رويترز" بأن الحكومة عازمة على تعزيز قدراتها الدفاعية الذاتية، مشيراً إلى مقترحاتها لزيادة الإنفاق الدفاعي. وقال المتحدث باسم المكتب الرئاسي ون لي، إن "تايوان تهدف إلى تعزيز الردع العسكري مع مواصلة تعميق تعاونها الأمني مع الولايات المتحدة". وامتنعت وزارة الدفاع التايوانية عن التعليق على أي مبيعات أسلحة جديدة، لكنها أكدت تصريحات سابقة لوزير الدفاع في الجزيرة ولينغتون كو في شأن أهمية "التضامن والتعاون بين الحلفاء الديمقراطيين".


حضرموت نت
منذ ساعة واحدة
- حضرموت نت
رئيس مصلحة خفر السواحل يُشيد بجهود الاتحاد الأوروبي في حماية الملاحة البحرية
عدن (المندب نيوز) خاص استقبل رئيس مصلحة خفر السواحل، اللواء الركن/ خالد علي محمد القملي، يوم أمس الخميس ، في رئاسة المصلحة عدن، سعادة السفير غابرييل مونييرا فينيالس، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، وسعادة السفيرة/جانيت سيبين، سفيرة هولندا لدى اليمن وآخرين من اعضاء بعثة دول الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، في لقاء خُصص لبحث أوجه التعاون في دعم قدرات خفر السواحل وتعزيز التنسيق في مجال الأمن البحري. ورحب اللواء/ خالد القملي بالسفراء والوفد المرافق، مؤكدًا أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف الراهنة، وتعكس التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الأمن والاستقرار البحري في اليمن والمنطقة. وأشاد رئيس المصلحة بجهود الاتحاد الأوروبي في حماية حرية الملاحة البحرية من خلال عمليتي 'أسبيدس' و'أتلانتا'، مشيرًا إلى ما تحقق مؤخرًا من تنسيق إيجابي بين سفن الاتحاد الأوروبي وخفر السواحل اليمنية، خصوصًا في عمليات إنقاذ وتحرير سفن يمنية من اعتداءات مسلحة قبالة السواحل الصومالية وانقاذ صيادين يمنيين. كما ثمّن اللواء القملي دعم الاتحاد الأوروبي للمصلحة عبر تخصيص مبادرة طارئة لدعم المصلحه مؤكدًا أهمية استمرار هذا التعاون لتعزيز الجاهزية الفنية والعملياتية لخفر السواحل وتطوير قدراتها المؤسسية والفنية. وأكد رئيس المصلحة أن خفر السواحل تلعب دورًا محوريًا في مجال أمن الموانئ وحماية السواحل اليمنية، وأن دعمها يُعد مساهمة مباشرة في استقرار الممرات البحرية الدولية، معربًا عن تطلعه إلى توسيع نطاق الدعم الأوروبي للمصلحة خلال المرحلة المقبلة. وفي ختام اللقاء، عبّر اللواء القملي عن أمله بمشاركة فاعلة من دول الاتحاد الأوروبي في مؤتمر شراكة الأمن البحري اليمني، المزمع انعقاده قريبًا. وقد قام الوفد الدبلوماسي عقب اللقاء رفقة رئيس المصلحة بجولة بحرية في ميناء عدن، اطلع خلالها على سير عمل وحدات خفر السواحل، واستمع إلى شرح موجز عن التحديات والمهام الميدانية، حيث حضر اللقاء عدد من مدراء عموم المصلحه.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
إسرائيل تتهم ماكرون بـ"شن حرب صليبية" وتعلن "بناء الدولة" في الضفة
اتهمت إسرائيل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة بشنّ "حرب صليبية على الدولة اليهودية"، بعدما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً حيال الدولة العبرية ما لم يتحسن الوضع الإنساني في قطاع غزة. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "لا يوجد حصار إنساني. هذا كذب فاضح"، مذكرة بأنها عاودت السماح بإدخال المساعدات إلى القطاع. وأضافت "لكن عوضاً عن ممارسة الضغوط على الإرهابيين، يريد ماكرون مكافأتهم من خلال منحهم دولة فلسطينية. لا يوجد أي مجال للشك في أن عيدها الوطني سيكون في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)"، في إشارة إلى هجوم "حماس" عام 2023 الذي أشعل فتيل الحرب. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة إن الغرب يخاطر "بفقدان كل صدقيته أمام العالم" إذا "تخلى عن غزة... وسمح لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء". وأضاف في كلمة ألقاها خلال منتدى حوار شانغريلا الدفاعي في سنغافورة "لهذا السبب نرفض المعايير المزدوجة"، مؤكداً أن هذا ينطبق أيضاً على الحرب في أوكرانيا. دولة إسرائيلية في الضفة قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس الجمعة إن إسرائيل ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة الغربية، غداة إعلانها إقامة 22 مستوطنة جديدة في الأراضي المحتلة. وفي وقت سابق الجمعة، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته سنغافورة أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي"، معدداً بعض الشروط من أجل القيام بذلك. وينظر إلى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة العربية المحتلة على أنها عقبة رئيسة أمام السلام الدائم، وتُقابل بإدانات دائمة من الأمم المتحدة باعتبارها غير قانونية، بينما أثار إعلان إقامة مستوطنات جديدة الخميس استنكاراً دولياً. وقال كاتس في بيان صادر عن مكتبه "هذا رد قاطع على المنظمات الإرهابية التي تحاول إيذاءنا وإضعاف قبضتنا على هذه الأرض، وهي أيضاً رسالة واضحة (للرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون وأصدقائه: هم سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ونحن سنبني الدولة اليهودية الإسرائيلية هنا على الأرض". وأضاف "سيُرمى هذا الورق في سلّة مهملات التاريخ، وستزدهر دولة إسرائيل". وجاءت تصريحات كاتس خلال زيارته مستوطنة صانور في شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي تمّ إخلاؤها في عام 2005 ضمن خطة الانسحاب من قطاع غزة التي أمر بها يومها رئيس الوزراء أرييل شارون. ومن المقرر أن يُعقد مؤتمر دولي برئاسة فرنسا والسعودية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في يونيو (حزيران) المقبل، بشأن حلّ الدولتين. وقال دبلوماسي في باريس مطّلع على التحضيرات للمؤتمر، إنه من المفترض أن يمهد لاعتراف مزيد من الدول بدولة فلسطينية. وكان ماكرون أعلن في أبريل (نيسان) الماضي أن فرنسا قد تعترف بدولة فلسطينية في يونيو. مئة في المئة جوع رأى المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الجمعة، أن "غزة هي المكان الأكثر جوعاً في العالم"، حيث "100 في المئة من السكان معرّضون لخطر المجاعة". وقال ينس لاركه في مؤتمر صحافي دوري للأمم المتحدة في جنيف، "إنها المنطقة المحددة الوحيدة، البلد أو القطاع المحدد الوحيد داخل بلد، حيث كل السكان معرّضون لخطر المجاعة. 100 في المئة من السكان معرضون لخطر المجاعة". وتحدث لاركه عن الصعوبات التي تواجهها الأمم المتحدة في توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة والتي لا تسمح إسرائيل بإدخالها إلا بكميات قليلة بعد حصار مطبق بدأته مطلع مارس (آذار) قبل استئناف هجومها العسكري في القطاع الفلسطيني. وأشار إلى أن إسرائيل سمحت بدخول 900 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية منذ رفع الحصار جزئياً، لكن حتى الآن لم تدخل إلا 600 شاحنة إلى منطقة التفريغ في غزة، لكن حمولة عدد منها فقط هي التي تم نقلها إلى داخل القطاع، وذلك يعدو أساساً إلى اعتبارات أمنية. واعتبر أن هذا العدد المحدود من الشاحنات "هو مجرد قطرة في محيط"، قائلاً إن مهمة توزيع المساعدات واجهت "قيوداً تشغيلية جعلتها إحدى أكثر عمليات المساعدة المعوّقة ليس فقط في عالم اليوم، بل في التاريخ الحديث". وأوضح أنه بمجرد دخول الشاحنات إلى غزة، يقتحم السكان المستودعات التي تخزن فيها في ما اعتبر أنه "غريزة بقاء. عمل يقوم به أشخاص يائسون يريدون إطعام أسرهم وأطفالهم". وتابع "كذلك، فإن المساعدات الموجودة في هذه الشاحنات موّلها مانحون لتوصيلها إلى هؤلاء الأشخاص، لذلك لا ألومهم"، مشيراً إلى أن هذه المساعدة مخصصة لسكان قطاع غزة "لكنها لا توزّع بالطريقة التي نريدها". وفي سؤال حول عمليات "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة جديدة مدعومة أميركياً وإسرائيلياً وضعت نظاماً جديداً لتوزيع الإعانات اعتبرته الأمم المتحدة مخالفاً للمبادئ الإنسانية، في بعض المراكز منذ أيام، قال إن ذلك "ليس فعالاً". والثلاثاء، هرع آلاف الأشخاص لتسلم مساعدات خلال عملية توزيع لكنها انتهت بالفوضى. كامل القوة دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير إلى استخدام "كامل القوة" في غزة، وكتب بن غفير على "تيليغرام" متوجهاً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "بعد أن رفضت حماس مرة أخرى اقتراح الاتفاق، لم تعد هناك أي أعذار"، وأضاف "يجب أن ينتهي الارتباك والتخبّط والضعف. أضعنا حتى الآن الكثير من الفرص. حان الوقت للدخول بكامل القوة، من دون تردد، لتدمير وقتل حماس حتى آخر عنصر فيها". خطة أميركية في الأثناء، تقترح خطة أميركية بشأن غزة وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، وإطلاق 28 من الرهائن الإسرائيليين من الأحياء والأموات، خلال الأسبوع الأول، مقابل إطلاق 125 سجيناً فلسطينياً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد، ورفات 180 من الفلسطينيين الموتى. وتتضمن الخطة، التي تقول إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب والوسيطين مصر وقطر سيضمنون تنفيذها، إرسال مساعدات إلى غزة فور توقيع حركة "حماس" على اتفاق وقف إطلاق النار. وتتضمن الخطة أن تفرج الحركة عن آخر 30 رهينة بمجرد سريان وقف إطلاق نار دائم. وقالت "حماس" إنها تراجع الخطة وسترد عليها اليوم الجمعة أو غداً السبت. المقترح الأميركي في الأثناء، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" باسم نعيم مساء الخميس أن المقترح الأميركي حول هدنة في غزة، الذي قالت واشنطن إن إسرائيل وافقت عليه، "لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا". وقال نعيم إن "رد الاحتلال في جوهره يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة (حتى في فترة التهدئة الموقتة)، ولا يستجيب لأي من مطالب شعبنا وفي مقدمها وقف الحرب والمجاعة"، لكنه تدارك "مع ذلك، تدرس قيادة الحركة بكل مسؤولية وطنية الرد على المقترح"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. بدورها، نقلت وكالة "رويترز" عن نعيم قوله إن اقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف "لا يزال قيد النقاش"، وأضاف أن الرد الإسرائيلي على مقترح وقف إطلاق النار لم يلب مطالب الحركة. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض "يمكنني التأكيد أن الموفد الخاص ويتكوف والرئيس (دونالد ترمب) أرسلا إلى (حماس) اقتراحاً لوقف إطلاق النار وافقت عليه إسرائيل وأيدته، إسرائيل وقعت هذا الاقتراح قبل إرساله إلى حماس". وأضافت "يمكنني أيضاً أن أؤكد أن هذه المحادثات مستمرة، ونأمل أن يجري التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، حتى نتمكن من إعادة جميع الرهائن لديارهم". المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت أثناء حديثها مع الصحافيين في البيت الأبيض (أ ب) لكن مصدراً قريباً من "حماس" قال إن "المقترح الجديد الذي قدمه المبعوث الأميركي وتسلمته (حماس) عبر الوسطاء يعتبر تراجعاً عن مقترح ويتكوف، الذي تضمن اتفاق إطار وقدم قبل أيام عدة للحركة وقبلته"، موضحاً أنه "كان يتضمن التزاماً أميركياً في شأن مفاوضات وقف النار الدائمة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ضمانات أميركية أضاف المصدر "من الصعب أن تقبل "حماس" المقترح، ما دام لا يشتمل على ضمانات أميركية للمفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار خلال فترة الهدنة الموقتة". وقال مصدران قريبان من المفاوضات إن المقترح الأميركي الجديد يشتمل على هدنة لـ60 يوماً يمكن تمديدها حتى 70، وإفراج "حماس" عن 10 رهائن أحياء وتسعة قضوا، في مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين خلال الأسبوع الأول، على أن تتم في الأسبوع الثاني عملية تبادل ثانية تشمل العدد نفسه من الرهائن الأحياء والأموات. وأوضح المصدران أن "حماس" وافقت الأسبوع الماضي على عمليتي تبادل وفق الشروط نفسها، على أن تتم الأولى في الأسبوع الأول من الهدنة والثانية في الأسبوع الأخير. من جانبه، أفاد مصدر دبلوماسي تركي بأن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بحث الخميس الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، خلال اتصال هاتفي مع مسؤولين من المكتب السياسي لحركة "حماس". وأضاف المصدر أن فيدان تحدث هاتفياً أيضاً مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لمناقشة التطورات في غزة وسوريا، وذلك من دون تقديم مزيد من التفاصيل. أوامر إخلاء ميدانياً، أصدر الجيش الإسرائيلي مساء الخميس أوامر إخلاء فورية لسكان مناطق عدة في شمال قطاع غزة، وقال إنها أصبحت "مناطق قتال خطرة". وطالب الجيش في بيان جميع السكان الموجودين في مناطق العطاطرة وجباليا البلد والشجاعية والدرج والزيتون بإخلائها فوراً، بزعم استمرار الفصائل الفلسطينية في العمل فيها، وقال "لذلك سيوسع جيش الدفاع نشاطه الهجومي في مناطق وجودكم". اعتراض صاروخ من اليمن وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن الخميس، بعد دوي صفارات الإنذار في وسط البلاد، وسماع أصوات انفجارات في أجواء القدس، وقال الجيش في بيان "عقب دوي صفارات الإنذار قبل قليل في مناطق عدة في إسرائيل، جرى اعتراض صاروخ أطلق من اليمن". ولاحقاً قال الحوثيون إنهم نفذوا "عملية عسكرية" استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي، يأتي ذلك بعد يومين من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخاً ومقذوفاً آخر أطلقا من اليمن، وأكد الحوثيون إطلاقهما. ونفذت إسرائيل ضربات في اليمن، رداً على هجمات الحوثيين التي استهدفت موانئ ومطار العاصمة صنعاء. "واجب أخلاقي" وسط هذه الأجواء، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي" معدداً بعض الشروط من أجل القيام بذلك. كما أكد ماكرون خلال مؤتمر صحافي في سنغافورة أن على الأوروبيين "تشديد الموقف الجماعي" حيال إسرائيل "في حال لم تقدم رداً بمستوى الوضع الإنساني خلال الساعات والأيام المقبلة" في قطاع غزة. نتنياهو "خضع لفحص روتيني لتنظير القولون بنجاح" على صعيد آخر، خضع رئيس الوزراء الإسرائيلي "لفحص تنظير قولون روتيني بنجاح" في القدس، بحسب ما أعلن مكتبه في بيان، وجاء في البيان أن نتنياهو "خضع بنجاح لفحص تنظير قولون روتيني في مستشفى شعاري تسيدك في القدس". ولم يكن أعلن مسبقاً عن دخول نتنياهو (75 عاماً) المستشفى من أجل الخضوع للإجراء. تنظير القولون هو فحص بصري للأمعاء الغليظة باستخدام مسبار، يُجرى بشكل خاص للكشف والوقاية من سرطان القولون والمستقيم.