
المفاوضات النووية بلغت أول اقتراح أميركي... وتقرير الوكالة الدولية يزيد الضغط على إيران
مع بلوغ المفاوضات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران مرحلة تتسم بالدقة، تسلمت طهران بواسطة الوسيط العُماني "عناصر من اقتراح" أميركي بشأن اتفاق محتمل للبرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد خمس جولات من المفاوضات بين الجانبين.
وبينما تدرس إيران الرد، لاحت نُذر أزمة جديدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اتهمت في تقريرها، الصادر السبت، إيران بتسريع وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، وبتنفيذ أنشطة نووية سرية في ثلاثة مواقع قيد التحقيق منذ فترة طويلة.
توقيت صدور التقرير قبل أسبوع من اجتماع محافظي الوكالة الدولية في فيينا، عزز من ارتياب طهران بوجود مساعٍ لتوظيف التقرير "السياسي وغير المتوازن" في المفاوضات النووية. وكان هذا باعثاً على مسارعة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الاتصال بالمدير العام للوكالة الدولية رافاييل غروسي محذراً.
تخشى إيران أن يدفع التقرير بالترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى الطلب من مجلس الأمن إعادة تفعيل "آلية العودة السريعة" للعقوبات الأممية على طهران، على خلفية ما يرونه من عدم وفائها بالتزاماتها الواردة في معاهدة حظر الانتشار النووي.
لكن إقدام الترويكا الأوروبية على هذا الإجراء، قد يثير رداً إيرانياً يجر مزيداً من الأزمات، على غرار الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، ووقف التعاون مع الوكالة الدولية، بما يقضي على فرص التوصّل إلى حل تفاوضي للبرنامج النووي الإيراني.
التقرير، ضاعف الضغوط على إيران قبل الجولة السادسة من المفاوضات، التي تجري في واقع الأمر في ظل تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. هذه التهديدات حملت الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاتصال بنتنياهو قبل أيام، ليبلغه أن "الوقت غير ملائم" للذهاب إلى الخيار العسكري، بينما المفاوضات مستمرة وتبشر بالوصول إلى اتفاق في وقت قريب.
الخوف الآن، يكمن في أن يستغل نتنياهو تقرير الوكالة الدولية، كي يؤكد صحة وجهة نظره القائمة على أن الديبلوماسية لن تنجح في ثني إيران عن خيار القنبلة، وبأنها تشتري الوقت عبر المفاوضات ليس إلا.
لكن ترامب يبقى متمسكاً إلى الآن بالتفاوض. وربما تشجع أكثر بعد التقارير التي تحدثت الأسبوع الماضي، عقب زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لمسقط، عن أن إيران قد تقبل بـ"تجميد" موقت لتخصيب اليورانيوم، في مقابل إفراج أميركا عن ودائع إيرانية مجمدة في قطر، والاستعداد للتفاهم على اتفاق إطار مع أميركا يمهّد لحل "سياسي" أشمل للبرنامج النووي الإيراني.
معلوم، أن وقف تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية كان من الخطوط الحمر التي تتمسك بها طهران منذ بدء المفاوضات، بينما السماح بالتخصيب داخل إيران كان خطاً أحمر أميركياً. لا ريب في أن التوفيق بين الخطوط الحمر للجانبين، سيكون المفتاح إلى الحل المنشود.
إن تهديدات نتنياهو وتقرير الوكالة الدولية وتحذيرات الترويكا الأوروبية، تشكّل أوراق ضغط في يد المفاوض الأميركي ستيف ويتكوف، ولن يتوانى عن استخدامها في الآتي من جولات التفاوض غير المباشر مع عراقجي.
هذه المناخات الضاغطة التي تحف بالمفاوضات، تؤثر عليها سلباً وإيجاباً. بينما الأهم من كل ذلك هو توافر إرادة سياسية لدى الطرفين توصل إلى نهايات سعيدة. وتشير التقديرات إلى أن كلاً من ترامب وإيران، يجدان أن من مصلحتهما إبرام اتفاق أكثر من الذهاب إلى مواجهة. وهذا يفترض التوصل إلى صيغة تتيح لكل منهما الادعاء بأنه خرج رابحاً بأقل قدر من التنازلات.
ما لم يطرأ طارئ خطير ينسف المفاوضات برمتها، على شاكلة ضربة إسرائيلية منفردة، تبقى كفة الوصول إلى اتفاق هي الراجحة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 39 دقائق
- ليبانون ديبايت
في حال رفضت "مقترح ويتكوف"... أميركا تحذّر إيران من مواجهة "عواقب وخيمة"!
حذّر البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، إيران من مواجهة "عواقب وخيمة" في حال رفضت مقترحًا شاملاً قدّمه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في إطار المساعي الأميركية والدولية للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن برنامج إيران النووي. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن ويتكوف أرسل مقترحًا كاملاً إلى طهران، داعية السلطات الإيرانية إلى الموافقة عليه. وأضافت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم المشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) المقرّر عقدها في وقت لاحق من حزيران الجاري. في موازاة ذلك، أكدت 10 مصادر مطلعة على أنشطة إيران النووية، من بينهم مسؤولون ودبلوماسيون ومحلّلون، أن نجاح أي اتفاق نووي جديد سيظل مرهونًا بمعالجة ما وصفوه بـ"نقاط الغموض" التي تعيق قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة البرنامج النووي الإيراني بشكل فعّال. وبحسب التقارير الفصلية للوكالة، فإن أبرز التحديات تكمن في عدم معرفة عدد أجهزة الطرد المركزي التي تملكها إيران أو أماكن إنتاجها وتخزينها، إضافة إلى عجز الوكالة عن تنفيذ عمليات تفتيش مفاجئة في مواقع لم تصرّح بها طهران. وفي حادثة أثارت القلق، رصد مفتشو الوكالة العام الماضي شاحنات تنقل أجهزة طرد مركزي متطورة إلى منشأة فوردو المحصّنة داخل جبل جنوب طهران. وبحسب أحد المسؤولين المطلعين على عمليات التفتيش، فإن إيران كانت قد أبلغت الوكالة مسبقًا عن نيّتها تركيب المئات من أجهزة IR-6 في فوردو، لكن المفتشين لم يتمكنوا من معرفة مصدر تلك الأجهزة. وكشفت الحادثة مجددًا حجم الفجوة في البيانات والمراقبة، منذ إعلان الرئيس ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق عام 2015، والذي كان قد فرض قيودًا صارمة وإشرافًا دقيقًا على الأنشطة النووية الإيرانية. في السياق، أفاد تقرير سري حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران باتت تملك كمية من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% تكفي، في حال تخصيبها لمستويات أعلى، لصنع 9 رؤوس نووية. ويُعد هذا المستوى قريبًا جدًا من نسبة 90% المطلوبة لصناعة أسلحة نووية. وتجدر الإشارة إلى أن معظم الدول التي تستخدم الطاقة النووية لا تخصّب اليورانيوم لأكثر من 3% إلى 5% لأغراض توليد الكهرباء. وفي خضم محادثات جديدة بين واشنطن وطهران، أشار مسؤول أوروبي يتابع الملف النووي إلى أن البرنامج الإيراني بلغ درجة من التقدم بحيث يمكن إعادة تشغيله بالكامل خلال أشهر قليلة حتى في حال تعليقه مؤقتًا. وبعد 5 جولات تفاوضية، لا تزال عدة خلافات قائمة، أبرزها رفض إيران وقف التخصيب وعدم موافقتها على تصدير مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج. وبحسب المصدر الأوروبي، فإن صعوبة إعادة فرض "القيود الزمنية" الواردة في اتفاق 2015، والتي كانت تهدف إلى منع طهران من إنتاج مواد انشطارية تكفي لصنع سلاح نووي، تجعل من الضروري تعزيز آليات الرقابة الدولية إذا أُريد لأي اتفاق مستقبلي أن يكون موثوقًا.


النشرة
منذ 40 دقائق
- النشرة
البيت الأبيض أكّد مشاركة ترامب بقمة الناتو: إيران ستواجه عواقب وخيمة إذا رفضت مقترح ويتكوف
أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، إلى أنّ " إيران ستواجه عواقب وخيمة في حال عدم الموافقة على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف"، ويأتي ذلك بعد تصريح لوزير الخارجية الإيراني من بيروت قال فيه "إننا تلقينًا مقترحا أميركيًا فيه كثير من الغموض وسنجيب عليه خلال أيام وفقا لمصالحنا، وإنّ "منعنا من تخصيب اليورانيوم في إيران خط أحمر". إلى ذلك، لفتت إلى "أننا قطعنا شوطا كبيرا بشأن الصراع في أوكرانيا "، موضحًا أنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد لاستعمال العقوبات على روسيا إذا استدعت الحاجة ذلك"، مضيفًا "ترامب متفائل بشأن التقدم الذي تحقق لإنهاء الحرب في أوكرانيا". وأكّدت أنّ "ترامب سيشارك في قمة الناتو " التي ستعقد نهاية حزيران في هولندا. وكشفت أنّ ترامب "سيوقع اليوم أمرا تنفيذيا بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم"، وأنّ إدارة ترامب تسير في "اتجاه التوصل لاتفاقات تجارية جيدة". في سياق آخر، ذكرت أن البيت الأبيض "ينظر في مدى صحة" معلومات تحدثت عن إطلاق نيران من قبل الجيش الإسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة، مشيرة إلى "أننا لا نثق تماما بما تقوله حماس"، علما أن اللجنة الدولية للصليب الاحمر أكدت في وقت سابق مقتل 27 شخصا في إطلاق النار، وهي حصيلة أعلنها الدفاع المدني في القطاع.


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
إدارة ترامب اقترحت خطة موقتة تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة
اقترحت إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، خطة موقتة تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة ريثما تعمل على وضع خطة أكثر تفصيلًا مع دول أخرى تهدف إلى منع طهران من صنع سلاح نوويّ، وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين وأوروبيين.