
بين الوطن والمنفى... نظرة داخل عالم الفنان السوري مروان
لوحة للفنان مروان من المعرض (الشرق الأوسط)
في عالم مروان الوجوه هي المرايات التي يطلع منها الزائر على عوالم ثرية ومشاعر عميقة، بعضها يعكس الضياع والحزن والجروح المتتالية في الروح. يتجاوز مروان في تصويره الوجوه فن البورتريه التقليدي، بعض الوجوه أمامنا تبدو مثل خريطة تضاريس بشرية تطل منها عيون، قد نتبين عبر التضاريس ملامح شكلية للشخص صاحب الوجه، ولكن ذلك لا يبدو مهمّاً هنا، فكل وجه يحمل ما هو أكثر من الملامح المعتادة، وربما الوصف الأقرب هنا هو تعبير الفنان نفسه إذا قال إنه «يرسم الأرواح»، وعبر بيان المعرض عن الوجوه بوصفها «بوابات ميتافيزيقية للجوانب الكونية للحالة الإنسانية».
ما يلفت أيضاً في وجوه مروان طبقات الألوان المختلفة والتضاريس المتموجة، حتى قد يبدو أن اللوحة تعرض تضاريس أرضية ينبغي للناظر أن ينقب داخلها عن المعاني الدفينة.
يعرض المزاد 150 عملاً لمروان، تشمل لوحات ورسومات وأعمالاً على الورق وإصدارات، من متاحف ومؤسسات رائدة ومجموعات خاصة في أوروبا والشرق الأوسط، ليقدم بذلك مسحاً شاملاً لمسيرة الفنان الفنية التي امتدت لستة عقود.
معرض «مروان روح في المنفى» بدار «كريستيز» في لندن (الشرق الأوسط)
ينجح المعرض في تقديم سيرة كاملة لأعمال الفنان من «التشكيلية» المبكرة إلى المناظر الطبيعية وسلسلة الوجوه التي تتحول على يد الفنان لتصبح «مرآةً وأرضاً في آنٍ واحد»، وصولاً إلى سلسلة الدمى المتحركة. ومن ناحيته، وصف الدكتور رضا مومني، رئيس مجلس إدارة «كريستيز الشرق الأوسط وأفريقيا» المعرض بأنه «لحظة فارقة في تقدير إرث مروان».
مسيرة الفنان الراحل انطلقت من سوريا؛ حيث ولد عام 1934، ثم انتقل للحياة في ألمانيا في خمسينات القرن الماضي، ما جعل أعماله مرتعاً لعالمين، سوري وألماني، تركا أثرهما في فنه، وفي حياته.
وفي ندوة أقامتها الدار للحديث عن مروان وأعماله تحدّث كل من شيرين أتاسي مديرة مؤسسة «أتاسي» ومايكل هازنكلفر مؤسس «غاليري مايكل هازنكلفر» مع منسق المعرض الدكتور رضا مومني عن الفنان وعالميه السوري والألماني، وكان لكل من الضيفين إضاءات على جوانب شخصية وفنية للفنان الراحل.
من سلسلة «الدمى المتحركة» للفنان السوري مروان (الشرق الأوسط)
خلال الحوار وجّه د. مومني سؤالاً لشيرين أتاسي عن موقع مروان في التراث الفني السوري، وأجابت بقولها: «أعتقد أن النظر إلى الفنان ورحلة حياته أمر بالغ الأهمية لفهم موقعه، بالنسبة لمروان، فهو كان سورياً، ولكنه كان ألمانياً أيضاً».
وتُشير إلى أنه لفهم مروان بصفته فناناً يجب العودة لبداياته: «إذا أردنا النظر إليه بصفته سورياً، أعتقد أننا بحاجة إلى العودة إلى طفولته ومصدر ذكرياته، فهو ينحدر من عائلة برجوازية أرادت له أن يكون مهندساً، ثم طبيباً، لكنه رفض ذلك».
وتشير شيرين أتاسي إلى نقطة مهمة لفهم الفنان مروان، وهي المكان الذي نشأ فيه، «عاشت عائلته في الجزء القديم من دمشق، في منزل تقليدي جداً، مع فناء ونافورة وكروم عنب وما إلى ذلك. كان يتجوّل في شوارع دمشق التي ترتبط في ذكرياته بالنور. عندما انتهى به المطاف في برلين، كتب إلى أحد أصدقائه المقربين رسالة قال فيها: (لم أجد حماساً بعد تجاه أي شيء أنجزته. ألا توافقني الرأي بأن سنتين أو ثلاث سنوات ليست طويلة، وبصعوبة تكفي ليجد المرء ما يريده حقّاً؟ هنا، لا نوافذ، كتلك التي في زقاقنا في الوطن. لا عشب ينمو بين حجارة الشوارع. فهل عليّ حقّاً أن أستمر في رسم أحلامي على نوافذ سوريا؟ ومتاجرها وأزهارها؟)»، وتضيف شيرين أتاسي: «أعتقد أن أزْمة الوجود بين عالمين كانت معه منذ البداية».
لوحتان للفنان مروان من المعرض (الشرق الأوسط)
وتعرضت الندوة لعلاقات مروان مع الحركة الثقافية في العالم العربي، وصداقاته مع كبار المؤلفين والمفكرين الذين جمعتهم حوارات حول الأرض والهوية، وحوّل مروان تلك الصداقات إلى بورتريهات شخصية نجد عدداً منها في المعرض.
معرض «مروان: روح في المنفى» من 16 يوليو (تموز) إلى 22 أغسطس (آب).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ دقيقة واحدة
- الرياض
«MBC Talent» تكتشف مواهب البحرين
اختُتِمَت في مملكة البحرين اختبارات تجارب الأداء لاكتشاف المواهب التمثيلية التي نظمتها «MBC Talent» - في فندق ذا آرت بجزر أمواج- وذلك في استمرارٍ للتعاون المشترك بين وزارة الاعلام البحرينية و»مجموعة MBC». هدفت هذه المبادرة التي تضمنها برنامج التعاون إلى إبراز الطاقات الفنية البحرينية المتميزة، وذلك عبر إجراء مقابلات وتسجيلات أداء شخصية، تمهيدًا لإدراجها ضمن قاعدة بيانات المواهب لدى «مجموعة MBC»، وإشراك أبرز تلك المواهب مستقبلاً في أعمال درامية وإنتاجات فنية تحمل بصمة MBC وتعكس تميز وإبداع الكفاءات البحرينية على الصعيدين الخليجي والعربي. وخلال البرنامج، خضع المشاركون والمشاركات من الجنسين وتحت مختلف الفئات العمرية إلى تجارب أداء مباشرة تضمنت تقديم مشهد تمثيلي، إلى جانب إلقاء أبيات شعرية باللغة العربية الفصحى، وغيرها من التجارب. وقد شكلت هذه المبادرة محطة بارزة للمواهب اليافعة المهتمة بالتمثيل والدراما في البحرين ممن تواصلوا مع فرق الإنتاج والمنظمين للمبادرة في «MBC Talent» بهدف المشاركة في تجارب الأداء وإبراز قدراتهم الفنية في إطار احترافي يواكب التطورات المتسارعة في صناعة المحتوى العربي. يذكر أن هذا التعاون بين وزارة الإعلام البحرينية و»مجموعة MBC» يمثل امتدادًا للمبادرات التي احتضنتها وزارة الإعلام البحرينية لدعم وتمكين المواهب الوطنية في المجال الفني، ومن بينها جائزة المواهب التمثيلية التي نُظّمت في وقت سابق، ما يعكس التزام الوزارة بتعزيز الحضور البحريني في المشهد الدرامي والإعلامي العربي.


الرجل
منذ 4 ساعات
- الرجل
فيلم "Heads of State" ينطلق بقوة على Prime Video منذ عرضه الأول (فيديو)
حقق فيلم الأكشن الكوميدي "Heads of State" انطلاقة قوية بعد عرضه الأول عبر منصة Prime Video في 2 يوليو 2025. ووفقًا لتصنيف موقع Flixpatrol، تصدر الفيلم قوائم المشاهدة العالمية في أول أيام عرضه. قصة فيلم Heads of State يتناول الفيلم قصة مثيرة لرئيس أمريكي ورئيس وزراء بريطاني على خلاف دائم، يضطران للتعاون بعد تعرض طائرتهما الرئاسية لهجوم من قبل جهة إرهابية روسية، ما يؤدي إلى سقوطهما في بيلاروسيا. يضم الفيلم نخبة من النجوم العالميين مثل إدريس إلبا، جون سينا، جاك كويد، بريانكا تشوبرا، بادي كونسيدين، كارلا جوجينو، وستيفن روت. وقد لاقى الفيلم استقبالًا نقديًا جيدًا، حيث سجل نسبة تقييم 67% على موقع Rotten Tomatoes. وعلى الرغم من الانتقادات المتفاوتة، وصف العديد من المشاهدين العمل بأنه "فوضى ممتعة" و"مليء بالطاقة"، وأشادوا بالكيمياء غير المتوقعة بين إلبا وسينا. رأي الجمهور في فيلم Heads of State تلقى الفيلم إشادات من الجمهور، حيث أكد العديد من المتابعين أن العمل كان "مليئًا بالحركة والإثارة"، واعتبروا أن هذه التوليفة بين الأكشن والكوميديا تمثل إضافة مميزة إلى أفلام Prime Video، ما جعل الفيلم يتصدر القوائم بسرعة. وعلى الرغم من أن الفيلم تلقى بعض الانتقادات، إلا أن حضوره المميز في المسابقات العالمية وتصدره للمشاهدات في فترة زمنية قصيرة يعكس مدى النجاح الكبير الذي حققه، مع توقعات بزيادة نسب المشاهدة خلال الأسابيع المقبلة.


مجلة سيدتي
منذ 6 ساعات
- مجلة سيدتي
في يوم ميلادها الـ 44.. رحلة ميغان ماركل من هوليوود إلى القصر الملكي
تحتفل ميغان ماركل، دوقة ساسكس، اليوم، الرابع من أغسطس، بيوم ميلادها الرابع والأربعين، وسط حياة مختلفة تماماً عن تلك التي دخلت بها العائلة الملكية البريطانية؛ عندما رحّبوا بها كـ"أميرة جديدة"، ولكنها استطاعت أن تخرج هي وزوجها الأمير هاري من عباءة القصر الملكي، وأن يؤسسا لهما حياة خاصة ومستقلة. في يوم ميلادها الـ44.. محطات فارقة قادتها ميغان ماركل في حياتها View this post on Instagram A post shared by Meghan, Duchess of Sussex (@meghan) خاضت ميغان ماركل مراحل مختلفة؛ من ممثلة أمريكية إلى دوقة ساسكس، ثم إلى "سيدة أعمال حرة"، وقد قررت الخروج من دائرة الأضواء الملكية، لتخوض مع زوجها الأمير هاري معركة الاستقلال، والتي لم تكن سهلة ولا سريعة. وبينما يرى البعض فيها شخصية مثيرة للجدل، يرى آخرون أنها رمز للتمرد الذكي على التقاليد الصارمة. وفي يوم ميلادها هذا العام، نُلقي نظرة على أبرز المحطات التي خاضتها ميغان ماركل في حياتها خلال السنوات الماضية. من هوليوود إلى وندسور Embed from Getty Images ولدت ميغان ماركل في 4 أغسطس 1981 في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا. والدتها دوريا راغلاند، أمريكية من أصل أفريقي، ووالدها توماس ماركل من أصول أوروبية. قبل أن تلتقي بالأمير هاري، كانت ميغان قد صنعت لنفسها اسماً في هوليوود، خاصة بدورها في مسلسل "Suits"، لكنها لم تكن فقط ممثلة، بل ناشطة في حقوق المرأة منذ سن مبكرة، وعملت مع منظمات إنسانية مختلفة. لقاؤها بـ الأمير هاري عام 2016، كان بداية فصل جديد تماماً. وخلال أقل من عامين، تحولت العلاقة إلى خطوبة ثم زواج، وتألقت ميغان بفستانها الأبيض في قلعة وندسور عام 2018، في حفل تابعه الملايين حول العالم. وكانت ماركل أول امرأة ذات خلفية مختلطة، عِرقياً، تتزوج أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية منذ قرون. ضغط ملكي وإعلامي وجدت ميغان ماركل الحياة داخل القصر لم تكن كما تبدو، فمنذ الأشهر الأولى للزواج، بدأت الصحافة البريطانية في انتقاد ميغان بشكل مستمر؛ من طريقة جلوسها إلى تعاملها مع موظفي القصر. الانتقادات طالت كل شيء، حتى اختياراتها في الملابس أو طريقة ولادتها لطفلها الأول، آرتشي. وكثيرون قارنوا بين معاملة الإعلام لـ كيت ميدلتون زوجة الأمير ويليام، وميغان ماركل، وأشاروا إلى وجود عنصرية وتحيز طبقي ضد ميغان. داخل القصر، أيضاً، شعرت ميغان بأنها معزولة، حسب تصريحات سابقة. وفي المقابلة الشهيرة التي أجرتها مع أوبرا وينفري عام 2021، اعترفت بأنها فكرت في إنهاء حياتها، وأن أفراداً في العائلة تساءلوا عن "لون بشرة" ابنها قبل ولادته. يمكنكِ الاطلاع على مقطع فيديو يكشف تخطي ميغان ماركل لقاعدة ملكية هامة في يوم زفافها ميغان وهاري والقرار الكبير: الخروج من العائلة الملكية في يناير 2020، أعلن ميغان وهاري قرارهما الصادم بالتنحي عن مهامهما الملكية، والانتقال إلى أمريكا الشمالية. كان القرار مدروساً، ومبنياً على رغبة في الحفاظ على الصحة النفسية لأسرتهما الصغيرة. منذ ذلك الحين، استقر الزوجان في كاليفورنيا، وبدآ في بناء حياتهما الجديدة، بعيداً عن البروتوكول الملكي. وأسسا شركة "آرتشويل" للإنتاج الإعلامي والخيري، ووقعا صفقات ضخمة مع Netflix وSpotify، كما قدما فيلمهما الوثائقي "Harry & Meghan"، الذي حطم أرقاماً قياسية على نتفليكس. بين مناصرة حقوق المرأة والإعلام.. ميغان تقود روايتها View this post on Instagram A post shared by Meghan, Duchess of Sussex (@meghan) في السنوات الأخيرة، أظهرت ميغان نضجاً واضحاً في رسم صورتها الجديدة. لم تعد مجرد "أميرة سابقة"، بل سيدة أعمال، وناشطة مناصرة لحقوق المرأة، وأمّ لطفلين، تحاول الموازنة بين العمل العام وحياتها الخاصة. ظهرت في مؤتمرات TED، وكتبت مقالات رأي في صحف كبرى، وتحدثت عن قضايا مثل الإجهاض، والمساواة في الأجور، والصحة النفسية، وغيرها. واستمرت ميغان في تقديم نفسها كشخصية مستقلة، لديها ما تقوله وتفعله، بعيداً عن كونها مجرد "زوجة أمير". As Ever.. علامتها التجارية View this post on Instagram A post shared by Meghan, Duchess of Sussex (@meghan) أطلقت ميغان في 2024 علامتها التجارية "As Ever " (المعروفة سابقاً American Riviera Orchard)، ثم أُعيدت تسميتها في 18 فبراير 2025 إلى As Ever. بدأت بإنتاج مربى توت، وقدمت عينات منها كهدية لمجموعة مختارة من أصدقائها. وبالإضافة إلى المربى، وغيرها من الأطعمة الصالحة للأكل التي تبيعها ميغان ، تسعى دوقة ساسكس للحصول على حقوق حصرية لبيع منتجات التجميل والديكور المنزلي وأدوات المطبخ الصغيرة والتوابل ومعدات اليوغا ومعدات البستنة وأكسسوارات الحيوانات الأليفة، والمزيد. بودكاست تحت عنوان "اعترافات مؤسسة" أطلقت ميغان ماركل في 8 أبريل 2025 بودكاست تحت عنوان "اعترافات مؤسسة"، والذي تكوّن من 9 حلقات. وكانت ماركل قد تحدثت عن تجربتها الأولى مع البودكاست، في تصريحات سابقة لمجلة people، قائلة: "هو برنامج أتحدث فيه مع رائدات أعمال وصديقات حول ليالي الأرق، والدروس المستفادة، والتركيز الدقيق الذي أوصلهن إلى ما هنَّ عليه اليوم". وركّز البرنامج على رحلتها الريادية في إطلاق علامة As Ever التجارية لأسلوب الحياة، وأجرت محادثات صريحة مع مُؤسِّسات أخريات، من بينهنّ بعض صديقاتها الشهيرات. وتابعت ماركل: "نحن نغوص في النجاحات والإخفاقات، ونقدم نصائح تُحوّل الأفكار الصغيرة إلى مشاريع بمليارات الدولارات". قد ترغبين في معرفة لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».