logo
أفلاطون.. الأب الروحي للفلسفة (بروفايل)

أفلاطون.. الأب الروحي للفلسفة (بروفايل)

الدستورمنذ يوم واحد

في ذكرى ميلاده..
في الحادي والعشرين من مايو، تمر الذكرى السنوية لميلاد، أفلاطون، الفيلسوف اليوناني الذي وُلد عام 427 قبل الميلاد في أثينا، وظل اسمه محفورًا في الذاكرة الإنسانية بوصفه الأب الروحي للفكر الفلسفي الغربي ومؤسس أول أكاديمية للتعليم في التاريخ.
أفلاطون.. من النسب الأرستقراطي إلى الفلسفة
وُلد أفلاطون في عائلة أرستقراطية، وكان اسمه الحقيقي "أريستوكليس"، أما لقبه "أفلاطون" فقد ارتبط بضخامة بنيته الجسدية (إذ تعني الكلمة بالإغريقية "عريض")، ونشأ في بيئة سياسية واجتماعية مشحونة بالتغيرات، وتلقى تعليمًا واسعًا في الفنون والرياضيات والموسيقى، قبل أن يلتقي بمعلمه سقراط الذي غير حياته.
وقد كان لواقعة إعدام سقراط عام 399 ق.م تأثير بالغ على أفلاطون، دفعه إلى الارتماء الكامل في حضن الفلسفة، وساهمت في تشكيل نظرته النقدية للسياسة والديمقراطية الأثينية.
أفلاطون و"المدينة الفاضلة"
تجلّت عبقرية أفلاطون في قدرته على بناء عالم كامل من الأفكار المجردة، وفي مؤلفه الأشهر "الجمهورية"، قدّم رؤيته لما أسماه "المدينة الفاضلة"، حيث يحكم الفلاسفة بوصفهم الأكثر حكمة وعدلًا، مشددًا على أن العدالة لا تتحقق إلا حين يؤدي كل فرد دوره وفقًا لطبيعته.
في هذه المدينة المثالية، ينقسم الناس إلى ثلاث طبقات: الحكّام (الفلاسفة)، والجنود، والعامة، وتنبع فلسفته السياسية من مفهومه الأشمل عن النفس البشرية، التي يرى أنها تتكون من ثلاث قوى: العقل، العاطفة، والرغبة، ويجب أن يسود العقل ليُحكم المجتمع بالعدل.
أفلاطون.. صاحب "نظرية المثل"
أفلاطون لم يكن فيلسوف سياسة فحسب، بل كان صاحب أطروحة فلسفية كبرى هي "نظرية المثل"، التي تقول إن العالم المحسوس الذي نعيشه ليس إلا ظلًا باهتًا لعالم أعلى من الحقائق الأزلية، عالم المثل، ففي هذا العالم توجد "فكرة الخير" التي تعد غاية كل وجود ومعرفة، وهي الشمس التي تنير العقل كما تنير الشمس أعيننا.
هذه النظرية أصبحت لاحقًا حجر الأساس للفكر الفلسفي الأوروبي، وظلت مؤثرة في اللاهوت المسيحي والفلسفة الإسلامية، خاصة لدى الفارابي وابن سينا.
الأكاديمية.. أول جامعة في التاريخ
أسّس أفلاطون في عام 387 ق.م أكاديميته الشهيرة في أثينا، والتي اعتُبرت أول مؤسسة تعليمية من نوعها في التاريخ، ومثّلت هذه الأكاديمية بيئة حرة للبحث في الفلسفة والرياضيات وعلم الفلك، وتخرج منها تلميذه الأشهر "أرسطو"، الذي سيشكل لاحقًا مع أفلاطون وسقراط ثلاثية الفلسفة اليونانية الخالدة.
مؤلفات أفلاطون
ترك أفلاطون عشرات المؤلفات التي جاءت كلها في شكل حوارات فلسفية، تشارك فيها شخصيات مختلفة وتدور حول قضايا كبرى مثل العدالة، الحب، الجمال، المعرفة، والروح، وأبرزها: الجمهورية، فيدون (عن خلود النفس)، المأدبة (عن الحب)، تيمايوس (عن الكون)، وفايدروس (عن البلاغة والنفس)، ولم يكتب أفلاطون أي عمل بشكل مباشر على لسانه، بل جعل سقراط بطل معظم حواراته، ليبقي شعلة معلمه حية حتى بعد موته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أفلاطون.. الأب الروحي للفلسفة (بروفايل)
أفلاطون.. الأب الروحي للفلسفة (بروفايل)

الدستور

timeمنذ يوم واحد

  • الدستور

أفلاطون.. الأب الروحي للفلسفة (بروفايل)

في ذكرى ميلاده.. في الحادي والعشرين من مايو، تمر الذكرى السنوية لميلاد، أفلاطون، الفيلسوف اليوناني الذي وُلد عام 427 قبل الميلاد في أثينا، وظل اسمه محفورًا في الذاكرة الإنسانية بوصفه الأب الروحي للفكر الفلسفي الغربي ومؤسس أول أكاديمية للتعليم في التاريخ. أفلاطون.. من النسب الأرستقراطي إلى الفلسفة وُلد أفلاطون في عائلة أرستقراطية، وكان اسمه الحقيقي "أريستوكليس"، أما لقبه "أفلاطون" فقد ارتبط بضخامة بنيته الجسدية (إذ تعني الكلمة بالإغريقية "عريض")، ونشأ في بيئة سياسية واجتماعية مشحونة بالتغيرات، وتلقى تعليمًا واسعًا في الفنون والرياضيات والموسيقى، قبل أن يلتقي بمعلمه سقراط الذي غير حياته. وقد كان لواقعة إعدام سقراط عام 399 ق.م تأثير بالغ على أفلاطون، دفعه إلى الارتماء الكامل في حضن الفلسفة، وساهمت في تشكيل نظرته النقدية للسياسة والديمقراطية الأثينية. أفلاطون و"المدينة الفاضلة" تجلّت عبقرية أفلاطون في قدرته على بناء عالم كامل من الأفكار المجردة، وفي مؤلفه الأشهر "الجمهورية"، قدّم رؤيته لما أسماه "المدينة الفاضلة"، حيث يحكم الفلاسفة بوصفهم الأكثر حكمة وعدلًا، مشددًا على أن العدالة لا تتحقق إلا حين يؤدي كل فرد دوره وفقًا لطبيعته. في هذه المدينة المثالية، ينقسم الناس إلى ثلاث طبقات: الحكّام (الفلاسفة)، والجنود، والعامة، وتنبع فلسفته السياسية من مفهومه الأشمل عن النفس البشرية، التي يرى أنها تتكون من ثلاث قوى: العقل، العاطفة، والرغبة، ويجب أن يسود العقل ليُحكم المجتمع بالعدل. أفلاطون.. صاحب "نظرية المثل" أفلاطون لم يكن فيلسوف سياسة فحسب، بل كان صاحب أطروحة فلسفية كبرى هي "نظرية المثل"، التي تقول إن العالم المحسوس الذي نعيشه ليس إلا ظلًا باهتًا لعالم أعلى من الحقائق الأزلية، عالم المثل، ففي هذا العالم توجد "فكرة الخير" التي تعد غاية كل وجود ومعرفة، وهي الشمس التي تنير العقل كما تنير الشمس أعيننا. هذه النظرية أصبحت لاحقًا حجر الأساس للفكر الفلسفي الأوروبي، وظلت مؤثرة في اللاهوت المسيحي والفلسفة الإسلامية، خاصة لدى الفارابي وابن سينا. الأكاديمية.. أول جامعة في التاريخ أسّس أفلاطون في عام 387 ق.م أكاديميته الشهيرة في أثينا، والتي اعتُبرت أول مؤسسة تعليمية من نوعها في التاريخ، ومثّلت هذه الأكاديمية بيئة حرة للبحث في الفلسفة والرياضيات وعلم الفلك، وتخرج منها تلميذه الأشهر "أرسطو"، الذي سيشكل لاحقًا مع أفلاطون وسقراط ثلاثية الفلسفة اليونانية الخالدة. مؤلفات أفلاطون ترك أفلاطون عشرات المؤلفات التي جاءت كلها في شكل حوارات فلسفية، تشارك فيها شخصيات مختلفة وتدور حول قضايا كبرى مثل العدالة، الحب، الجمال، المعرفة، والروح، وأبرزها: الجمهورية، فيدون (عن خلود النفس)، المأدبة (عن الحب)، تيمايوس (عن الكون)، وفايدروس (عن البلاغة والنفس)، ولم يكتب أفلاطون أي عمل بشكل مباشر على لسانه، بل جعل سقراط بطل معظم حواراته، ليبقي شعلة معلمه حية حتى بعد موته.

مصر التي في خاطر الدنيا
مصر التي في خاطر الدنيا

فيتو

time٠٢-٠٤-٢٠٢٥

  • فيتو

مصر التي في خاطر الدنيا

حديث قلب منح الله مصر عبقرية التاريخ والجغرافية، وعقول بشرية نثرت الضياء والنور، وصدرت العلم بكل فروعه لكل الأرجاء، فكل من وطئت قدماه على أرضها عشق ترابها، وأجاد في وصفها، ورصد تفاصيلها، فالتاريخ شاهد علي عظمتها وأهميتها، وبأن أرض الكنانة في موقع القلب من العالم، وبالتالي فمصرنا العزيزة ليست في خاطر المصريين وحدهم، بل في خاطر كل من زارها، ودون أحداثها، وبذلك حصلت علي شهادات دولية، سواء رصدوها بانحياز أو بحيادية، لكنهم اجمعوا بأنها أم الدنيا! مصر التى غادرها أفلاطون إلى جزيرة كريت فرآه الناس يتحسس رأسه فسألوه عن السبب فقال: أريد أن أتأكد أن دماغى مازال فى مكانه كاد يضيع منى فيها، إنها بلد تجار يشترون منك أى شئ.. مصر التي وصلها الإسكندر الأكبر فصاح: أي جنة تلك؟.. مصر التى وضع نابليون قدمه عليها فصرخ: أى نار هذه؟ مصر التى دخلها عمرو بن العاص فقال: هذه شجرة خضراء.. مصر التى جاءها ابن خلدون فقال: أرى الآن مجمع الدنيا ومحشر الأمم.. مصر التى تم محاصرة يوليوس قيصر فيها فصرخ: لن أبقى في هذا الجحيم لحظة واحدة.. مصر التى زارها المقدسى الرحالة فقال: إنها معجزة السلام ومتجر الأنام.. مصر التى قال عنها ابن بطوطة: إنها أم البلاد قهرت قاهرتها الأمم.. مصر التى حضر إليها عبد الله بن عمر فقال: من أراد أن ينظر إلى الفردوس فلينظر إليها حين يخضر زرعها وتنمو ثمارها.. مصر التى كتب عنها المقريزى فقال: جامعها في الإسلام ليس أكثر مجالس منه. مصر التى قال عنها ابراهيم باشا: لست مصريا ولكن مصرتنى شمس مصر.. مصر التى قال عنها مصطفى كامل: لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا.. فيها أول حكومة عرفتها الدنيا منذ خمسة آلاف عام، وفيها قامت أول ثورة فى التاريخ ضد الإقطاع منذ أربعة آلاف عام، فيها وقع رمسيس الثانى أول معاهدة سلام فى تاريخ العالم مع الحيثيين، وفيها نشأ علم الفلك وظهرت علوم الطب والتحنيط والهندسة.. فيها ظهر أخناتون أول من دعا للتوحيد في التاريخ، وإليها هاجر سيدنا إبراهيم عليه السلام من بلاد الكلدان هربا من الوثنية، وفيها ولدت هاجر أم العرب، وفيها ولد إسحق أبو اليهود، ومنها نبعت أول قوانين إدارية في التاريخ، وفيها ظهر الشاعر بنتاءور أول شاعر في التاريخ. إليها دخل سيدنا يوسف عليه السلام في عهد ملكها أبابى الأول، وإليها لجأ بنو إسرائيل هربا من القحط في فلسطين، وظهر النبى موسى عليه السلام وكلم الله علي جبل الطور، وإليها لجأت العذراء مريم وإبنها السيد المسيح عليه السلام.. إليها جاء هوميروس شاعر الاغريق العظيم، وإليها وفد المشرع الشهير سولور، وإليها حضر العالم الرياضى اليونانى فيثاغورس، وإليها جاء الأديب اليونانى العظيم يوربيدوس، وفيها عقدت أول معاهدة سلام إسلامية بين عمرو بن العاص والمقوقس.. وإليها التجأت السيدة زينب بعد مقتل الإمام الحسين، وإليها لجأ الامام الشافعى والمتنبى والأفغانى وغيرهم، وكان أهلها أول من رفع شعار الحرية ضد الهكسوس والرومان وبجنودها وجيشها تم هزيمة الصليبيين في معركة حطين. فيها كانت نهاية الغزو التتاري على يد السلطان قطز والظاهر بيبرس، وعلى أرضها دارت حرب العاشر من رمضان الخالدة ضد الصهاينة، حيث تم دك خط بارليف أقوى الحصون العسكرية في التاريخ.. عرفها المؤرخون سباقة في كل شيء وانفردت من بين كل بلاد الدنيا بالتكريم الإلهي في القرآن الكريم في أكثر من آية، وظلت منذ فجر التاريخ تفتح صدرها للجميع وتحتضن الجميع وتعطف على الجميع وتقتطع من قوت أطفالها لتطعم الجميع. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

"أفلاطون والمرأة".. كتاب يكشف معنى الحب الأفلاطوني
"أفلاطون والمرأة".. كتاب يكشف معنى الحب الأفلاطوني

الدستور

time١١-٠٣-٢٠٢٥

  • الدستور

"أفلاطون والمرأة".. كتاب يكشف معنى الحب الأفلاطوني

يُعتبر كتاب "أفلاطون والمرأة" للكاتب والمفكر المصري إمام عبدالفتاح إمام، أحد الدراسات الفلسفية المهمة التي تسلط الضوء على موقف الفيلسوف اليوناني أفلاطون من المرأة، ومكانتها في المجتمع من منظور فلسفي. يهدف الكتاب إلى تحليل رؤى أفلاطون حول المرأة، كما وردت في محاوراته الشهيرة مثل "الجمهورية" و"القوانين" مع ربطها بالسياق الاجتماعي الذي كان سائدًا في اليونان القديمة​. يأتي كتاب أفلاطون والمرأة للدكتور إمام عبدالفتاح عبر بابين، الأول يتناول "المرأة في المجتمع اليوناني" والثاني يتناول "أفلام المرأة"، ويناقش فيه المرأة في محاورة الجمهورية، المرأة في محاورة القوانين، الحب الأفلاطوني والمرأة. يذهب إمام عبدالفتاح للتأكيد على ما ذهب إليه التراث الإسلامي ووضوحه في التأكيد على إنصاف المرأة، فلا وأد للأنثي، ولا غضب ولا اكفهرار للودخ إذا انجبها الأب، ولاحرمان من الميراث، ولا إكراه في زواجها ولا وصاية على مالها، ولا حجر على تفكيرها أو تجارتها أو ثقافتها أو تعليمها.. الخ. ويكشف "عبدالفتاح" ما ذهب إليه بعض من فلاسفة الإسلام من تكرار الفلسفة اليونانية، لاسيما نظرية المعلم الأول عن المرأة، فيجحط من قدرها، وقيمتها، حتى ليجعل أخلاق الرجل مختلفة عن أخلاق المرأة تمامًا، كما فعل أرسطو ! ولا يجد الامام الغزالي حرجا في أن يقول "حق الرجل عن أن يكون متبوعًا لا تابعًا.." فهو السيد ! وعليه " ألا يتبسط في الدعابة معها، حتى لا يفقد هيبته متبوعًا لا تابعًا". ويجيب هنا الكتاب عن تساؤلات منها: هل كان أفلاطون حقًا نصيرًا للمرأة ؟ هل كان أول فيلسوف يدعو إلى المساواة بين الرجل والمرأة، كما هو شائع في كثير من الكتب الفلسفية ؟ أكان حقًا رسولاً لحقوقها في العالم القديم ؟ وهل سبق حركات تحرير المرأة عندما دعا الى عتقها من سجن الحريم ؟. يتناول الفصل الأول الذي يأتي بعنوان المرأة في محاورة الجمهورية، عن المجتمع المثالي الذي يريد أفلاطون إقامته. وعن الصفوة من الحراس التي اختارها للحكم وحرم عليها الملكية؛ لأنها مصدر الشقاق والتنافر، ومن ثم اختفت الأسرة، ومع اختفائها اختفى دور المرأة التقليدي (حيث إن أفلاطون كان يعتقد أن المرأة من مقتنيات الأسرة، فإذا ألغيت الملكية تحررت المرأة من دورها الطبيعي) فماذا يكون دورها الجديد؟ ما هي وظيفتها بعد إلغاء الأسرة؟ هذا يحيلها فيلسوفنا إلى رجل، بحيث تتدرب على الحرب والقتال كما يفعل الرجل وهي عارية تمامًا دون أن تشعر بأي خجل، وتعيش بين الرجال وكأنها واحد منهم، ولا يكون الفارق بينها وبين الرجل إلا كالفرق بين الرجل ذي الشعر والرجل الأصلع. أما الفصل الثاني فهو يدرس المرأة في محاورة القوانين وهو يؤكد القضية السابقة ويثبتها، ففي هذه المحاورة يسمح أفلاطون بعودة الملكية، وهكذا تعود الأسرة إلى الظهور من جديد، وبعودتها ترتد المرأة إلى وظيفتها السابقة ربة البيت، وهنا تظهر الفروق بينها وبين الرجل في التدريبات الرياضية، وفي تعلم الموسيقى وفي شغل الوظائف المختلفة في الدولة، وفي المشاركة في الحياة العامة لا سيما الجوانب السياسية منها حتى إن أفلاطون لا يذكر وظيفة واحدة يمكن أن تشغلها المرأة اللهم إلا لجنة الإشراف على الزواج المؤلفة من مجموعة من النساء العجائز، وهي وظيفة كانت تقوم بها عجائز أثينا بالفعل. وهنا أيضًا تعود سلطات الأب إلى الظهور من جديد فهو واجب الاحترام، من الزوجة والأبناء معا لأنه مالك، للأسرة بالمعنى الحرفي للكلمة فهو يستطيع أن يهب ابنه، مثلا، لمن يريد أن يتبناه، وفضلاً عن ذلك، فالمرأة في قوانين أفلاطون قاصر، وليس من حقها أن ترث ولا بد من البحث عن رجل يرث المتوفى، كما أنه لا يجوز لها أن تزوج نفسها.... لا بد من وجدوصي هو الذي يقوم بذلك. أما عن الفصل الثالث فهو يدور حول الحب الأفلاطوني الشهير وعلاقته بالمرأة، فقد ظن البعض أن الحب الأفلاطوني حب عذري، بين الرجل والمرأة، وهذا في الواقع لا أساس له من الصحة؛ ذلك لأن الجنسية المثلية، كانت منتشرة عند اليونان، وعلى الرغم من أن أفلاطون هاجمها بعنف فإن هذا الهجوم لم يكن لصالح الجنسية المغايرة، أي للاتصال بين الرجل والمرأة، وإنما كان للارتفاع بصداقة الرجل والرجل إلى مستوى الحب الرفيع ومن ثم ينتهي الفصل إلى أن الحب الأفلاطوني الشهير، لا علاقة له بالحب بين الرجل والمرأة وإنما هو إعلاء للواط، أو هو تسام بالجنسية المثلية والحق أن أفلاطون كره جميع أنواع العلاقات الجنسية؛ لأنه منسقًا مع مبادئه في الميتافيزيقا كره المادة ومن ثم كره الجسد، واعتبره سجنًا للروح، ولهذا، فقد قصر الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة على الإنجاب فحسب حتى لا يفنى النوع الإنساني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store