logo
شارع "جسور الأجيال" في الرمادي.. أشجار تحمل أسماء العراق وتثمر تعايشاً (صور)

شارع "جسور الأجيال" في الرمادي.. أشجار تحمل أسماء العراق وتثمر تعايشاً (صور)

شفق نيوزمنذ 4 ساعات

شفق نيوز/ في قلب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وتحديداً في أحد أحيائها الهادئة، يمتد شارع ليس كغيره من الشوارع. أُطلق عليه السكان اسم "شارع جسور الأجيال"، لكنه لا يربط بين منطقتين جغرافيتين فقط، بل بين العراقيين من شمالهم إلى جنوبهم، ومن غربهم إلى شرقهم.
في منتصف الشارع، اصطفت أشجار صغيرة زرعها أبناء المدينة، وكل واحدة منها تحمل اسم محافظة من محافظات العراق، مشهدٌ بقدر ما هو بسيط، بقدر ما يعكس رسالة عميقة، أن الرمادي، بعد سنوات من الحرب والانقسام، تمد يدها للجميع، وتدعو إلى التعايش ونبذ الفرقة.
يعود إطلاق المبادرة إلى مجموعة من شباب المدينة الذين قرروا أن يتركوا بصمتهم عبر عمل رمزي يعكس رؤيتهم لعراق موحّد، فبدلاً من الشعارات، حملوا المعاول، وبدأوا بغرس الأشجار في الشارع.
يقول الناشط المدني محمد صبار، لوكالة شفق نيوز، إن "الفكرة تشير إلى كيفية التعبير عن الرفض لخطابات الكراهية، ونحن بحاجة إلى فعل يتجاوز الخطاب، يحمل رسالة للمجتمع كله، فكانت الأشجار هي الجسر، أن تحمل كل شجرة اسم محافظة عراقية، كأن نزرع العراق كله هنا في الرمادي".
أما بالنسبة لسكان الشارع، فلم تكن المبادرة مجرد حملة بيئية، بل تحوّلت إلى ما يشبه الهوية الجديدة للمنطقة.
وتقول أم عمر، وهي ربة منزل تسكن أحد البيوت المطلة على الشارع "صحيح أن الأشجار ما زالت صغيرة، لكن مجرد رؤيتها مزروعة على امتداد الشارع يعطينا شعورًا بالأمل".
وتضيف السيدة لوكالة شفق نيوز: "كل شتلة باسم محافظة، وكأننا نستقبل العراق كله هنا في الرمادي، الأطفال يسألون عن أسماء المحافظات، ويتعلمون عنها من خلال الأشجار، هذه المبادرة زرعت فينا إحساساً مختلفاً، حتى لو لم تكبر الأشجار بعد".
بعض المشاركين في الحملة تعمّدوا اختيار أشجار من أنواع محلية تشتهر بها مدن عراقية أخرى، وكأنهم يعيدون رسم خريطة العراق بالنباتات.
يقول علي خالد الفهداوي، أحد المتطوعين لوكالة شفق نيوز: "نحن جيل يريد أن يُعرف بصنع الحياة، لا الخراب. رمزياً، كل شجرة تمثل محافظة، لكن فعلياً، كل شجرة تمثل حكاية أمل نزرعها في مدينتنا".
ولا تمر سيارة أو عابر إلا ويلتقط صورة للشارع، الذي تحوّل تدريجياً إلى معلم محلي، يتداوله ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي. وبينما لا تزال التحديات الأمنية والسياسية قائمة في العراق، يظهر هذا الشارع الصغير كضوء في نفق طويل.
ويأمل سكان الرمادي أن تنتقل هذه التجربة إلى مدن عراقية أخرى، لتكون الأشجار جسوراً حقيقية، تربط لا تفصل، وتوحّد لا تفرّق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شارع "جسور الأجيال" في الرمادي.. أشجار تحمل أسماء العراق وتثمر تعايشاً (صور)
شارع "جسور الأجيال" في الرمادي.. أشجار تحمل أسماء العراق وتثمر تعايشاً (صور)

شفق نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • شفق نيوز

شارع "جسور الأجيال" في الرمادي.. أشجار تحمل أسماء العراق وتثمر تعايشاً (صور)

شفق نيوز/ في قلب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وتحديداً في أحد أحيائها الهادئة، يمتد شارع ليس كغيره من الشوارع. أُطلق عليه السكان اسم "شارع جسور الأجيال"، لكنه لا يربط بين منطقتين جغرافيتين فقط، بل بين العراقيين من شمالهم إلى جنوبهم، ومن غربهم إلى شرقهم. في منتصف الشارع، اصطفت أشجار صغيرة زرعها أبناء المدينة، وكل واحدة منها تحمل اسم محافظة من محافظات العراق، مشهدٌ بقدر ما هو بسيط، بقدر ما يعكس رسالة عميقة، أن الرمادي، بعد سنوات من الحرب والانقسام، تمد يدها للجميع، وتدعو إلى التعايش ونبذ الفرقة. يعود إطلاق المبادرة إلى مجموعة من شباب المدينة الذين قرروا أن يتركوا بصمتهم عبر عمل رمزي يعكس رؤيتهم لعراق موحّد، فبدلاً من الشعارات، حملوا المعاول، وبدأوا بغرس الأشجار في الشارع. يقول الناشط المدني محمد صبار، لوكالة شفق نيوز، إن "الفكرة تشير إلى كيفية التعبير عن الرفض لخطابات الكراهية، ونحن بحاجة إلى فعل يتجاوز الخطاب، يحمل رسالة للمجتمع كله، فكانت الأشجار هي الجسر، أن تحمل كل شجرة اسم محافظة عراقية، كأن نزرع العراق كله هنا في الرمادي". أما بالنسبة لسكان الشارع، فلم تكن المبادرة مجرد حملة بيئية، بل تحوّلت إلى ما يشبه الهوية الجديدة للمنطقة. وتقول أم عمر، وهي ربة منزل تسكن أحد البيوت المطلة على الشارع "صحيح أن الأشجار ما زالت صغيرة، لكن مجرد رؤيتها مزروعة على امتداد الشارع يعطينا شعورًا بالأمل". وتضيف السيدة لوكالة شفق نيوز: "كل شتلة باسم محافظة، وكأننا نستقبل العراق كله هنا في الرمادي، الأطفال يسألون عن أسماء المحافظات، ويتعلمون عنها من خلال الأشجار، هذه المبادرة زرعت فينا إحساساً مختلفاً، حتى لو لم تكبر الأشجار بعد". بعض المشاركين في الحملة تعمّدوا اختيار أشجار من أنواع محلية تشتهر بها مدن عراقية أخرى، وكأنهم يعيدون رسم خريطة العراق بالنباتات. يقول علي خالد الفهداوي، أحد المتطوعين لوكالة شفق نيوز: "نحن جيل يريد أن يُعرف بصنع الحياة، لا الخراب. رمزياً، كل شجرة تمثل محافظة، لكن فعلياً، كل شجرة تمثل حكاية أمل نزرعها في مدينتنا". ولا تمر سيارة أو عابر إلا ويلتقط صورة للشارع، الذي تحوّل تدريجياً إلى معلم محلي، يتداوله ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي. وبينما لا تزال التحديات الأمنية والسياسية قائمة في العراق، يظهر هذا الشارع الصغير كضوء في نفق طويل. ويأمل سكان الرمادي أن تنتقل هذه التجربة إلى مدن عراقية أخرى، لتكون الأشجار جسوراً حقيقية، تربط لا تفصل، وتوحّد لا تفرّق.

الاتفاق النووي.. كشف موعد ومضمون الرد الإيراني على المقترح الأمريكي
الاتفاق النووي.. كشف موعد ومضمون الرد الإيراني على المقترح الأمريكي

شفق نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • شفق نيوز

الاتفاق النووي.. كشف موعد ومضمون الرد الإيراني على المقترح الأمريكي

شفق نيوز/ تستعد إيران، لتقديم ردّها الرسمي على المقترح الأمريكي للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، خلال اليوم أو غداً، وفقاً لما نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية عن مصادر مطلعة. وأوضحت المصادر، أن رد إيران على المقترح الأمريكي بشأن الاتفاق سيُرسل خلال اليومين المقبلين، وذلك عبر قنوات دبلوماسية وبشكل مكتوب. وذكرت الوكالة، أن المعلومات تفيد بأن إيران ستطرح في ردّها مقترحًا يتضمن، إلى جانب التأكيد على مبدأ استمرار التخصيب داخل الأراضي الإيرانية، اتخاذ خطوات من جانبها لمعالجة المخاوف والادعاءات الأمريكية، وذلك مقابل رفع فعّال للعقوبات.

برلمانية عراقية تبرر سبب مشاركتها في موسم الحج
برلمانية عراقية تبرر سبب مشاركتها في موسم الحج

شفق نيوز

timeمنذ 8 ساعات

  • شفق نيوز

برلمانية عراقية تبرر سبب مشاركتها في موسم الحج

شفق نيوز/ أوضحت النائبة نداء الكريطي، عضو لجنتي الأوقاف والتربية النيابيتين، اليوم الاثنين، أسباب مشاركتها في موسم الحج لهذا العام، مشيرة إلى أن ذهابها جاء ضمن تكليف رسمي، وليس بصفة شخصية أو مجاملة. وقالت الكريطي في بيان ورد إلى وكالة شفق نيوز، إن "أحد الأشخاص نشر منشوراً يتساءل فيه عن موضوع ذهابنا إلى الحج، وإن كان تساؤله بحسن نية نوضح بعض الأمور، وإن كان لغير ذلك فنعذر الجميع كوننا في أيام عرفة والعيد". وأشارت إلى أن "ذهابنا للحج جاء تكليفاً بصفتي عضواً في لجنة الأوقاف والحج، فضلاً عن عضويتي في لجنة التربية النيابية"، مضيفة: "لم نذهب للحج كإيفاد، ولم نتقاضَ أموالاً من الدولة كمخصصات للإيفاد". وأضافت الكريطي: "على مدى دورتنا البرلمانية، لم نسجّل أي إيفاد خارجي رغم ورود العديد من الدعوات من دول أوروبية وغيرها، ورفضناها لأسباب، منها التخصيصات المالية العالية، ويمكن الرجوع للدائرة الإدارية في مجلس النواب للتأكد من ذلك". وبيّنت أن "مشاركتنا في الحج كانت بصفة مراقبين ومشرفين على هيئة الحج والعمرة العراقية، ولم نسكن في فنادق مخصصة لكبار الشخصيات (VIP)، بل سكنا مع الحجاج وتشاركنا معهم في الطعام والأجواء". وأكدت النائبة أنها "لم تصطحب أي شخص معها ضمن ما يُعرف بـ(حج المجاملة)"، لافتة إلى أن "هناك مشاكل عدة واجهت الحجاج وقد تم التدخل لحلها"، داعية من لديه حاج إلى "سؤاله عن ذلك". وأبدى مواطنون عراقيون، استياءهم من منح عدد من المسؤولين في الحكومة والبرلمان فرصًا لأداء مناسك الحج، واصفين الأمر بأنه شكل من أشكال المحاصصة الحزبية والفئوية. في المقابل، تنفي الهيئة العليا للحج والعمرة تخصيصها مقاعد حج لأي من مسؤولي الدولة، موضحة أن ما يُعرف بـ"حج المجاملة" يتم منحه ضمن ضوابط خاصة وخارج حصة القرعة الرسمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store