
حصريا لـCNN.. تقييم استخباراتي أمريكي يخالف ترامب: الضربات على إيران لم تدمر المواقع النووية
(CNN) -- كشفت 4 مصادر، لشبكة CNN، عن تقييم استخباراتي أمريكي أولي خلص إلى أن الضربات العسكرية الأمريكية على 3 منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي لم تُدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل من المرجح أن تؤدي إلى تأخيره بضعة أشهر فقط.
ووفقا لأحد المصادر، فإن هذا التقييم، الذي لم يُنشر سابقا، أعدته وكالة استخبارات الدفاع، الذراع الاستخباراتية لوزارة الدفاع )البنتاغون)، يستند إلى تقييم لأضرار المعارك أجرته القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في أعقاب الضربات.
ولا يزال تحليل الأضرار التي لحقت بالمواقع وتأثير الضربات على طموحات إيران النووية مستمرًا، وقد يتغير مع توافر المزيد من المعلومات الاستخبارية.
لكن النتائج الأولية تتعارض مع مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة بأن الضربات "دمرت تمامًا" منشآت التخصيب النووي الإيرانية.
وأعلن وزير الدفاع بيت هيغسيث، الأحد، أيضا بأن طموحات إيران النووية "قد قُضي عليها".وأكد اثنان من المصادر المطلعة على التقييم أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمر، وقال أحدهما إن أجهزة الطرد المركزي "سليمة" إلى حد كبير.
وأضاف: "إذن، فإن تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية هو أن الولايات المتحدة أخرتها بضعة أشهر على الأكثر".
وأقر البيت الأبيض بوجود التقييم، لكنه أبدى عدم موافقته عليه.
بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوضى ولا أريد حدوثه
وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، لـCNN في بيان: "هذا التقييم المزعوم خاطئ تماما، وصنف على أنه سري للغاية، ولكن مع ذلك سُرب إلى CNN من قِبل شخص مجهول، ضعيف المستوى، في مجتمع الاستخبارات".
وأضافت: "تسريب هذا التقييم المزعوم هو محاولة واضحة لتشويه سمعة الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمةً مُحكمة التنفيذ للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، ويعلم الجميع ما يحدث عندما تُسقط 14 قنبلة، وزنها 30 ألف رطل، على أهدافها بدقة: تدمير كامل".
وأكد الجيش الأمريكي أن العملية سارت كما هو مُخطط لها، وأنها حققت "نجاحا باهرا".لا يزال من المبكر جدًا بالنسبة للولايات المتحدة تكوين صورة شاملة عن تأثير الضربات، ولم يصف أيٌّ من المصادر كيفية مُقارنة تقييم وكالة استخبارات الدفاع بآراء الوكالات الأخرى في مجتمع الاستخبارات.
وتواصل الولايات المتحدة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك من داخل إيران، في إطار تقييمها للأضرار.
وكانت إسرائيل تشن غارات على منشآت نووية إيرانية لأيام سبقت العملية العسكرية الأمريكية، لكنها زعمت حاجتها إلى قنابل أمريكية خارقة للتحصينات، وزنها 30 ألف رطل، لإنجاز المهمة.
وبينما أسقطت قاذفات B-2الأمريكية أكثر من 12 قنبلة على منشأتين نوويتين، هما مصنع فوردو لتخصيب الوقود ومجمع نطنز لتخصيب اليورانيوم، إلا أن هذه القنابل لم تُدمّر أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب في الموقعين بشكل كامل، وفقًا لأشخاص مطلعين على التقييم.
وأضافت المصادر أن التأثير على المواقع الثلاثة - فوردو ونطنز وأصفهان - اقتصر إلى حد كبير على الهياكل فوق الأرض، والتي تضررت بشدة.
ويشمل ذلك البنية التحتية للطاقة في المواقع وبعض المنشآت فوق الأرض المستخدمة لتحويل اليورانيوم إلى معادن لصنع القنابل.
وقال هيغسيث لـ CNN : "بناءً على كل ما رأيناه - وقد رأيته أنا شخصياً – فإن القصف قضى على قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية، وأصابت قنابلنا الضخمة المكان الصحيح تماماً لكل هدف، وعملت بكفاءة عالية، وتأثير تلك القنابل موجود تحت جبل من الأنقاض في إيران؛ لذا فإن أي شخص يدّعي أن القنابل لم تكن مدمرة إنما يحاول تقويض الرئيس ونجاح المهمة."
والثلاثاء، كرّر ترامب اعتقاده بأن الضرر الناجم عن الضربات كان كبيراً، وقال: "أعتقد أنها دُمرت بالكامل"، مضيفا: "لقد أصاب الطيارون أهدافهم، لقد مُحيت تلك الأهداف، ويجب أن يُنسب الفضل للطيارين."
وعندما سُئل عن إمكانية إعادة إيران بناء برنامجها النووي، أجاب ترامب: "هذا المكان تحت الصخور. هذا المكان مُدمر."
وبينما كان ترامب وهيغسيث متفائلين بشأن نجاح الضربات، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، الأحد، إنه بينما لا يزال تقييم الأضرار جاريًا، سيكون "من السابق لأوانه" التعليق على ما إذا كانت إيران لا تزال تحتفظ ببعض القدرات النووية.
واتفق جيفري لويس، خبير الأسلحة والأستاذ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، الذي راجع عن كثب صور الأقمار الصناعية لمواقع الضربات، مع التقييم القائل بأن الهجمات لا يبدو أنها أنهت البرنامج النووي الإيراني.وقال لويس، في إشارة إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران الذي أعلنه ترامب، الاثنين: "جاء وقف إطلاق النار دون أن تتمكن إسرائيل أو الولايات المتحدة من تدمير العديد من المنشآت النووية الرئيسية تحت الأرض، بما في ذلك بالقرب من نطنز وأصفهان وبارشين".
وبارشين هو مجمع نووي منفصل بالقرب من طهران.
وذكر: "يمكن أن تُشكل هذه المنشآت أساسًا لإعادة بناء البرنامج النووي الإيراني بسرعة".
والثلاثاء، أُلغيت جلسات إحاطة سرية لمجلسي النواب والشيوخ بشأن العملية، ولم يتضح على الفور سبب تأجيلها.
وقال النائب الديمقراطي بات رايان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) إن "ترامب ألغى للتو إحاطة سرية في مجلس النواب بشأن الضربات على إيران دون أي تفسير، السبب الحقيقي؟ يزعم أنه دمر "جميع المنشآت والقدرات النووية، ويعلم فريقه أنهم لا يستطيعون دعم ثرثرته وهراءه".
وكما ذكرت CNN، لطالما طُرحت تساؤلات حول ما إذا كانت القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، المعروفة باسم "القنابل الخارقة للتحصينات الضخمة"، قادرة على تدمير المواقع النووية الإيرانية شديدة التحصين، المدفونة في أعماق الأرض، تدميرًا كاملًا - وخاصةً في فوردو وأصفهان، أكبر مجمع للأبحاث النووية في إيران.
ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة ضربت منشأة أصفهان بصواريخ توماهوك أُطلقت من غواصة بدلًا من قنبلة خارقة للتحصينات.
ويرجع ذلك إلى أن القنبلة لن تنجح على الأرجح في اختراق الطبقات السفلى من منشأة أصفهان، المدفونة على عمق أكبر من فوردو، وفقًا لأحد المصادر.
ووفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن إيران تحتفظ أيضًا بمنشآت نووية سرية لم تُستهدف في الضربة، ولا تزال عاملة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ ساعة واحدة
- CNN عربية
رغم وقف إطلاق النار مع إسرائيل.. أمريكا تراقب أي تهديدات من قبل إيران.. ومصادر تكشف لـCNN التفاصيل
(CNN) -- قال مسؤولون أمريكيون، لشبكة CNN، إن وقف إطلاق النار الهش الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين إسرائيل وإيران لم يمنع المسؤولين في الولايات المتحدة من مواصلة مراقبة أي تهديدات ناجمة عن الصراع في الشرق الأوسط عن كثب. ولا يرصد مسؤولو الأمن والاستخبارات حاليًا أي تهديد موثوق به للولايات المتحدة، لكنهم أصدروا عدة تحذيرات بشأن احتمال وقوع هجمات فردية وإلكترونية ناجمة عن الصراع. وفي مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، يعمل كبار المسؤولين على استدعاء العملاء من مهمة المساعدة في إنفاذ قوانين الهجرة، حتى يتمكنوا من العودة إلى تركيزهم على الحماية من تهديدات مكافحة الإرهاب.وقال مصدر في جهات إنفاذ القانون إن وقف إطلاق النار "لا يعني أننا نخفف من حدة التوتر، لقد أظهر التاريخ أن الإيرانيين ليسوا النظام الأكثر مصداقية، وعملنا مستمر". وبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي بتقليص دعمه لسياسات ترامب المتعلقة بالهجرة مؤقتا، في خطوة تهدف إلى ضمان تركيز عملائه على أي تهديدات محتملة ناجمة عن الضربات الأمريكية على إيران، وفقا لما ذكرته مصادر لـ CNN، الاثنين. بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوضى ولا أريد حدوثه وبينما لم يُحدد بعد العدد النهائي للعملاء الذين سيتم إعادة توزيعهم، أفادت مصادر بأن بعض المكاتب الميدانية قد تشهد انخفاضًا حادًا في عدد الموظفين العاملين في مجال الهجرة. وفي بيان لـ CNN، لم يُعلق مكتب التحقيقات الفيدرالي مباشرة على التغييرات، لكنه قال إنه "يُجري باستمرار تقييما وإعادة تنظيما لمواردنا للاستجابة لأكثر التهديدات إلحاحًا لأمننا القومي ولضمان سلامة الشعب الأمريكي".ويقول قدامى موظفي مكتب التحقيقات إن الإمكانية الجديدة لشن هجمات انتقامية من قِبل جهات تابعة لإيران ستتطلب تركيزًا مُكثفًا من قِبل محققي المكتب. وقال أندرو مكابي، نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق ومحلل إنفاذ القانون الأول في CNN: "أحد الأمور التي يتعين على مكتب التحقيقات القيام بها الآن هو العودة إلى الوراء والنظر في كل موضوع في كل تحقيق، سواء كان مغلقًا أو مفتوحًا، ممن كان لهم أي نوع من الصلات بالحكومة الإيرانية، وعليهم البدء في جمع المعلومات الاستخباراتية الحالية حول ما قد يفعله أيٌّ من هؤلاء الأشخاص حاليا". وفي سياقٍ متصل، ذكر مسؤول أمريكي لـ CNN، أن مسؤولي الأمن السيبراني يُراجعون حاليًا التاريخ الطويل لنشاط القرصنة الإيراني الذي يستهدف الشركات والهيئات الحكومية الأمريكية، وذلك للتذكير بكيفية رد طهران المُحتمل. وأوضحت مصادر أن أحد أسباب ضرورة اهتمام مكتب التحقيقات بالتهديدات المُحتملة من إيران هو الطبيعة المُختلطة للطريقة التي استهدفت بها إيران الأراضي الأمريكية في الماضي.وأصدرت وزارة الأمن الداخلي عدة تحذيرات من أن إيران قد تستهدف مسؤولين أمريكيين، وهو ما يقول المسؤولون إن إيران دأبت على فعله منذ أن قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني القائد الراحل لـ"فيلق القدس" بـ"الحرس الثوري" في 2020. وتستخدم أجهزة الاستخبارات الإيرانية أحيانًا القرصنة لتكملة مراقبتها للمُعارضين أو المسؤولين الأمريكيين السابقين على الأراضي الأمريكية. وعلى سبيل المثال، تعرض أحد المقربين السابقين من مستشار الأمن القومي السابق لترامب، جون بولتون، للاختراق 2022 في محاولة محتملة لتعقب بولتون كجزء من مؤامرة اغتيال. وقبل ساعات من إعلان ترامب وقف إطلاق النار، مساء الاثنين، ذكر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، لمسؤولي إنفاذ القانون بأن تركيز الوكالة الحالي ينصب على "حماية الوطن".وقال باتيل للجمعية الوطنية لشرطة الشرطة: "في الوقت الحالي، يجب أن ينصبّ التركيز - بالنظر إلى طبيعة ما حدث للتو - على حماية الوطن وحماية مجتمعاتنا". والثلاثاء، صرّحت وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، للصحفيين - متحدثةً عن التهديدات المحتملة - "لم نشهد أي تهديد حاليًا"، وأشارت نويم إلى أن الوزارة تُدرك أنه "مع تصاعد التوترات، قد يكون هناك احتمال أكبر لوقوع تهديدات هنا في الداخل، ولهذا السبب نواجه تهديدا متزايدا".


CNN عربية
منذ ساعة واحدة
- CNN عربية
طيارو القاذفات B-2 "الشبح" يروون لـCNN كواليس عملياتهم: "تختبر حدود التحمل البشري"
(CNN) -- كانت مهمة قصف 3 منشآت نووية في إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع مهمة جسيمة تطلبت من طياري قاذفات B-2 اختبار حدود التحمل البشري خلال مهمة استمرت 37 ساعة. وحلّقت 7 قاذفات "شبح"، تحمل كل منها فردين من أفراد الطاقم، دون توقف في نصف الكرة الأرضية ذهابا وإيابا في واحدة من أطول الغارات الجوية في التاريخ العسكري الحديث. ويُعد ملفين ديل من القلائل الذين يدركون معنى التواجد في قمرة القيادة خلال عملية ماراثونية كتلك التي نُفذت خلال عطلة نهاية الأسبوع. كان الكولونيل المتقاعد في سلاح الجو جزءًا من طاقم B-2 الذي شارك في مهمة بأفغانستان 2001 استمرت 44 ساعة وتحمل الرقم القياسي لأطول مهمة جوية. ووصف ديل عملية يوم السبت بأنها "إنجازٌ مذهل". واستُخدمت أكثر من 125 طائرة في الهجوم، إلى جانب القاذفات ال7 التي انطلقت شرقًا من قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري لضرب إيران، شملت المهمة أيضًا قاذفات B-2 أخرى حلقت غربًا في إطار خدعة، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع وناقلات وقود متمركزة على طول مسارات القاذفات. وقال ديل: "الأمر الذي كان أكثر أهمية بالنسبة لي من أي شيء آخر هو أن 7 طائرات حلقت فوق المنطقة المستهدفة، ونفذت 7 غارات قصف مختلفة، كل ذلك في غضون 30 دقيقة". بعد ضربها الحوثي.. ما عليك معرفته عن رعب القاذفة الشبح B2 وعرض الكولونيل المتقاعد، الذي يشغل حاليًا منصب مدير مدرسة دراسات الردع النووي المتقدمة في كلية القيادة والأركان الجوية التابعة للقوات الجوية، جوانب من مهمته في 2001، لكنه أوضح أنه يتحدث فقط من تجربته الشخصية، وليس لديه أي رؤية شخصية لغارة يوم السبت، ولا يتحدث نيابة عن وزارة الدفاع (البنتاغون). لو اتخذ الرئيس القرار لكنا حلقنا ونفّذت غارة ديل القياسية في الأيام الأولى من عملية "الحرية الدائمة"، التي أطلقها الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش بعد أقل من شهر من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول لاستهداف تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان". وكانت هناك حاجة لقاذفات بعيدة المدى وعالية الارتفاع مثل B-2 للانطلاقة الأولى فوق أفغانستان.وخلال فترة عمله في وايتمان، دُرِّب الطيارون المؤهلون للمهمة على جهاز محاكاة طويل الأمد لمساعدتهم على تخطيط دورات نومهم، لكنها لم تستمر عادةً سوى 24 ساعة، وكانت أطول طلعة جوية نفذها ديل قبل رحلته القياسية 25 ساعة. وتم تحديد أطقم القاذفات للمهمة مسبقًا، لكن لم يكن لديهم أي فكرة عن موعد أو حتى ما إذا كانت العملية ستُنفّذ. وقال ديل إن الأطباء أعطوا الأطقم حبوبًا منومة لمساعدتهم على الراحة في الأيام التي سبقت العملية: "كنا نعلم أنه إذا اتخذ الرئيس القرار، فسنُحلّق في الليلة الثانية". في يوم مهمته، استيقظ ديل، قائد المهمة، قبل موعد إقلاعه بـ3 إلى 4 ساعات للمشاركة في جلسات إحاطة مع طياره وطاقم طائرة B-2 الأخرى في تشكيلتهم، وانطلقوا غربًا على متن قاذفة الشبح "روح أمريكا". وكانت السياسة المتبعة في عهد ديل تقتضي تواجد كلا أفراد الطاقم في مقاعدهم في اللحظات الحرجة من الرحلة، بما في ذلك الإقلاع والتزود بالوقود والقصف والهبوط. وفي الساعات الفاصلة، كان أفراد الطاقم يتناوبون على النوم في سرير صغير خلف مقاعد قمرة القيادة.قال ديل: "ربما قاموا بتطويره في السنوات العشرين الماضية إلى شيء أكثر راحة، ولكنه كان سريرًا مُعدّلًا خلف الطيارين، حيث يمكن لعضو الطاقم غير الجالس في المقعد إخلاءه وأخذ قسط من الراحة لمدة 3 أو 4 ساعات تقريبًا بين عمليات التزود بالوقود". وأضاف: " قد يكون النوم صعبًا، ومن الواضح أن أي شخص يخوض معركة يعاني من مستوى من القلق، لكنك ستحصل في النهاية على قسط من الراحة، لمجرد أن جسمك سيحتاج ذلك". كانت مهمة ديل تتطلب منه التوجه غربًا عبر المحيط الهادئ، مستفيدًا من ميزة وجود ضوء الشمس لمدة 24 ساعة تقريبًا، مما يعاكس إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية للجسم، مما يمنع الطيارين من الشعور بالنعاس كما تلقى كلا الطاقم بعض الدعم الكيميائي للبقاء مستيقظين مع استمرار المهمة. وقال ديل: "كان لدى طبيب الرحلة ما نسميه حبوب النوم المسموح باستخدامها". وأكد أن السياسات كان من الممكن أن تتغير خلال أكثر من عقدين بين رحلته والمهمة الأخيرة، وأن تجربته قد لا تعكس تجارب أطقم قاذفات السبت. وتُعد طائرة B-2، التي تصنعها شركة نورثروب غرومان، واحدة من أغلى القاذفات وأكثرها تطورًا لكن وضع دورات المياه كان بدائيًا، وكان هناك مرحاض كيميائي على متن الطائرة، لكن الطيارين استخدموه فقط لما وصفه ديل بـ"حالات طوارئ أكثر إلحاحًا" لتجنب امتلائه. لم يكن هناك فاصل بين هذا المرحاض ومقاعد الطيارين، وقال: "الخصوصية هي أن يتجاهل الطيار ذلك". لكن الارتفاعات العالية وقمرة القيادة المضغوطة يمكن أن تُسبب جفافًا للطيارين، وكان شرب الماء أمرًا بالغ الأهمية، وقدر ديل أنه والطيار الآخر كانا يشربان حوالي زجاجة ماء كل ساعة، وكانا يتبولان في "أكياس التبول". وكان ديل والطيار الآخر يمضيان وقتهما في حساب كمية ووزن الأكياس المملوءة بالبول التي تراكمت لديهما: "هذه هي الأشياء التي تفعلها عندما يكون لديك 44 ساعة، أليس كذلك؟". كما أحضر كلا الطيارين غداءً وقُدِّمت لهما وجبات مُخصصة للطيارين لتناولها أثناء الطيران لكن الجلوس في وضع ثابت لعشرات الساعات- كان هناك مساحة للتجول قليلاً في قمرة القيادة، ولكن ليس بما يكفي لممارسة الرياضة- لا يحرق الكثير من الطاقة، ولا يتذكر ديل تناول الكثير من الطعام. وحلّقا بطائرتهما عبر المحيط الهادئ وجنوب الهند قبل أن يتجها شمالًا نحو أفغانستان، وتم تزويد الطائرة بالوقود عدة مرات في الجو. وبمجرد أن بدأت الشمس بالغروب، تناول ديل أحد الأمفيتامينات التي أعطاه إياها طبيب الطيران ليبقى متيقظًا. وأسقط الطاقم حمولتهم فوق أفغانستان، حيث أمضوا حوالي أربع ساعات إجمالاً فوق البلاد قبل المغادرة، ولم يكن من المقرر في البداية أن تستمر مهمة ديل 44 ساعة، ولكن بمجرد مغادرتهم المجال الجوي الأفغاني، أُمروا بالعودة جوًا لإجراء غارة أخرى بالقنابل. وتلقى ديل جرعة زائدة أخرى أعطاها له طبيب، وبعد الجولة الثانية، هبط الطاقم في دييغو غارسيا، وهي قاعدة عسكرية على جزيرة تبعد حوالي 1100 ميل جنوب غرب الهند. وخلال جلسة استماع للمهمة، عُرض على الطيارين فيديو للأهداف التي ضربوها، ثم تناولوا وجبة طعام، واستغرقوا حوالي ساعة للاسترخاء، ثم ناموا أخيرًا. "أكثر لحظة سريالية" وقال ستيفن باشام، وهو جنرال متقاعد في سلاح الجو حلّقت طائرات B-2 فوق صربيا 1999، في أول استخدام لها في القتال، لـCNN أن الإقلاع كان على الأرجح "أكثر لحظة سريالية" في حياة الطاقم في غارة نهاية الأسبوع.وأضاف: "هم في الواقع ينفذون مهمة لا يعلم بها أحد في العالم، ولكنها تحدث لقلة قليلة". وأحد الجوانب الفريدة لمهمة يوم السبت هو الحمولة التي كانت تحملها كل طائرة: قنابل GBU-57 الخارقة للذخائر الضخمة التي تزن 30 ألف رطل، والمُصممة لاختراق أعماق الجبال التي قال مسؤولون أمريكيون إنها تُعزز جوانب البرنامج النووي الإيراني. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه القنبلة في القتال، وطائرات B-2 فقط هي القادرة على حمل هذا النوع من القنابل، وحملت 7 قاذفات ما مجموعه أكثر من 12 قنبلة. وقال باشام إن تأثير الخسارة المفاجئة لعدة أطنان من الوزن على كل طائرة كان على الأرجح ضئيلاً على طائرة متطورة مثل B-2. وأضاف أن عمليات التزود بالوقود في طريق العودة إلى ميسوري كانت على الأرجح من أصعب ما واجهه الطاقم المُنهك على الإطلاق، لكن "الشيء الوحيد الذي سيرفع معنوياتهم هو أنهم سيدخلون ساحل الولايات المتحدة مرة أخرى وسيحصلون على الترحيب بالعودة من مراقب جوي أمريكي".


CNN عربية
منذ ساعة واحدة
- CNN عربية
ترامب ردا على تقرير CNN: الغارات على إيران "من أنجح الضربات في التاريخ"
(CNN) -- نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال"، صحة تقرير شبكة CNN الذي يفيد بأن تقييما استخباراتيا أمريكيا أوليا خلص إلى أن الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية لم تدمر المكونات الأساسية لبرنامجها النووي. ووصف ترامب، الموجود حاليا في هولندا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الضربات بأنها "واحدة من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ"، مضيفا: "المواقع النووية في إيران دُمرت بالكامل". وفي وقت سابق من الثلاثاء، كشفت مصادر لـ CNN أن الضربات العسكرية الأمريكية على 3 منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي، ومن المرجح أنها أعادت البرنامج إلى الوراء بضعة أشهر فقط، وفقًا لتقييم استخباراتي أمريكي أولي. حصريا لـCNN.. تقييم استخباراتي أمريكي يخالف ترامب: الضربات على إيران لم تدمر المواقع النوويةونشر ترامب منشوره الأصلي حوالي الساعة 3:30 صباحا بالتوقيت المحلي، قبل أن يحذفه ويعيد نشره بعد تصحيح خطأ إملائي فيه، منتقدًا CNN وصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لما وصفه بـ"محاولة للتقليل من شأن" الضربات. كما ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، على تقرير CNN في وقت سابق من الثلاثاء، مُقرةً بوجوده، لكنها وصفته بأنه "خاطئ تماما".