logo
مشروع "E1" الاستيطاني.. هكذا سيقضي على السلطة والأرض "بلا ذرائع"

مشروع "E1" الاستيطاني.. هكذا سيقضي على السلطة والأرض "بلا ذرائع"

الضفة الغربية - خاص صفا
بعد عقدين من تجميده، دخل أخطر مشروع استيطاني لضم الضفة الغربية المحتلة حيز التنفيذ، بقرارٍ من وزير إسرائيلي متطرف، ليعطي بمقتضاه ضوءًا أخضر لالتهام الضفة دون ذرائع.
وبوجود حكومة "بنيامين نتنياهو"، الذي يتمدد بمجازره محاولًا مسابقة الزمن لتنفيذ فكرة "إسرائيل الكبرى"، فإن تنفيذ مشروع "E1" الاستيطاني الأضخم بتاريخ الشعب الفلسطيني، أصبح سلسًا، بظل إدارة أمريكية داعمة، وسلطة فلسطينية غائبة.
وأعلن الوزير الثاني في وزارة الجيش وزير المالية في حكومة الاحتلال المتطرف "بتسلئيل سموتريتش" موافقته على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية ضمن المخطط الاستيطاني في الضفة المسمى "E1"، الواقع شرقي القدس، ما يعني ضرب تقسيم الضفة إلى مناطق معزولة بعضها عن بعض.
إحكام طوق الاستيطان
ويقول المختص بالشأن الاستيطاني جمال جمعة لوكالة "صفا"، إن المخطط ليس بالجديد، وإنما الجديد هو أنه وُضع للتنفيذ، وهو مشروع يعود لتسعينات القرن الماضي، حينما أقرته حكومة الاحتلال الاسرائيلي آنذاك، وتم تعطيله بشكل متواصل من الإدارات الأمريكية المتعاقبة، لأنها تعي خطورته.
ويصف المشروع بأنه "أكبر وأخطر مشروع استيطاني بالضفة الغربية، لأنه أولاً سيحكم طوق الاستيطان حول القدس، وسيفصل برية القدس التي تمتد من المنحدرات الشرقية للقدس حتى البحر الميت وأريحا أمام الفلسطينيين".
ويوضح أنه بموجب المشروع ستغلق نهائياً تلك المنحدرات، كما أن كل التجمعات البدوية سيتم تهجيرها وستغلق طرق رئيسية تاريخيّة مثل خط القدس أريحا الذي يعود عمره لأكثر من ثلاثة ألاف عام.
وحسب جمعة، فإن خط القدس أريحا، مرتبط بقوة بتاريخ فلسطين وبالروايات الدينية، مضيفًا "هذا الطريق الذي سلكه المسيح بعد صوم أربعين يومًا تجاه القدس، وعلى هذا الطريق بنى صلاح الدين مقام النبي موسى، وعززه بعده الظاهر بيبرس في وجه الحملات الصليبية كمنطقة حماية رئيسية للقدس".
وبمقتضى إغلاق الخط، فإن حوالي خمس قرى شرق القدس ستُحرم من أراضيها كافة من عناتا للعزيزية للطور العيسوية لمنطقة "ازعيم"، وستصبح محاصرة تماماً ولن يكون هناك بناء عمراني فيها.
ومن مخاطر المشروع، إغلاق شارع حيوي آخر وهو طريق "أبو جورج"، والذي تم التمهيد له عبر فتح شارع عناتا المحاذي للجدار حتى حاجز "ازعيم" لتحويل مجرى السير من الجنوب بتجاه الشمال والعكس.
ويبين جمعة أن تحويل مجرى الطريق يهدف لتفريغ المنطقة التي يشكل خطًا حيويا لها، وعمليًا يصل للقدس بشكل عملي، وإغلاقه يعني تهجير كل قرى السكان حوله وبالتالي إفراغ المنطقة كليًا.
وينوه إلى أن منحدرات شرقي القدس حتى البحر الميت ستصبح مناطق توسعات استيطانية، مع العلم أن كثير من المستوطنات موجودة، والتي تم مصادرة أراضي وإضافتها لها، بالإضافة لبؤر جديدة كثيرة.
وكما يقول "فالمنطقة كلها حول مستوطنة معاليه أدوميم، بما فيها الE 1 تمتلىء بالتجمعات الاستيطانية، تمهيدًا لتهجير جماعي لتجمعات المنطقة، كما يقضي المشروع".
كبرى أراضي الضفة
بالإضافة لذلك، فإن المنطقة المستهدفة تشكل أكبر قطع أراضي بالضفة الغربية، ولذلك ستشكل ضمها فعليًا.
ويفيد جمعة بأن الهدف بالأساس هو توسيع حدود القدس بأكبر قدر ممكن، من أجل تحديد حدود ما تسمى "القدس الكبرى"، والتي بدأ الإطار الأساسي لها بجدار الفصل العنصري، الذي ضم للقدس حوالي أربع كتل استيطانية ضخمة بما يعادل 200 الف مستوطن، وهو مشروع قضم 10‎%‎ من أراضي الضفة الغربية.
الدولة الفلسطينية
كما سيضرب مشروع 'E1' إمكانية قيام دولة فلسطينية، كما يقول جمعة فإن هذا سيشكل القشة أو الطلقة الأخيرة في مشروع الدولة الفلسطنية".
ويستدرك حديثه "ولكن أيضًا بدون هذا المشروع الاستيطاني لا يمكن إقامة دولة فلسطينية، ضمن امتداداته، والذي هو ضمن مشروع متواصل من عام 1967، وما أضيف له من جدار ومناطق صناعية وبنى تحتية وغيره، وهو عمليًا يقسم الضفة الغربية، ويضم خياراتها الأساسية إلى الاستيطان".
وبالوضع الجغرافي الاستيطاني الجديد فإن الفلسطينيين سيحاصرون، وسيتم تشتيتهم ضمن كانتونات داخل الضفة.
ويكمل جمعة "بالنظر للمستقبل بهذا الواقع، فإنه وخلال الفترة القادمة سنرى كوارث ستحل بنا، فمن جهة سيكون التواصل بين كل مدن الضفة الأكثر صعوبة، بمعنى إذا كنت تريد الذهاب من الخليل لرام الله سكون بحاجة لتصريح، مثله مثل زيارة غزة".
ومن ناحية ثانية، سيتم القضاء على الثروة الحيوانية التي مصدرها التجمعات البدويه، وبتهجيرها لا يوجد مساحات لبيع أغنامها، بالإضافة لمنع المزارعين لحقولهم وأراضيهم.
ويحذر من أنه إذا ما استمرّ هذا الحال، سيكون الموسم الحالي دموي.
ويلفت جمعة لميليشيات المستوطنين المسلحة، المنتشرة والتي تمارس بحق المزارعين والأراضي جرائم يومية، وهو ما سيجعلنا نستورد الزيتون من الخارج، عدا عن كل الأمور الأخرى الثانية التي تدفع بتجاه الانهيار الاقتصادي في الضفة، والتي هي معلنة وواضحة في سياسي الحكومة الحالية.
كما يؤكد جمعة أنه "وحتى السلطة الفلسطينية بكل غيابها عن القضية وتعاونها مع الاحتلال، هم لا يريدونها، لا لشيء إلا لأنهم لا يريدون ممثلًا عن الشعب الفلسطيني، وإنما يريدون مجموعات بشرية معزولة يتحكم في مصيرها الاحتلال".
وبحسبه، فإن الواقع الذي يراد الوصول إليه هو عدم وجود أي جهة سياسية تقود أو تمثل الشعب الفلسطيني، وإنما مجرد حكم بلديات أو مخاتير وما شابه من هذه التسميات، التي تشير إلى ما تريد "إسرائيل" فرضه في الضفة الغربية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مشروع "E1" الاستيطاني.. هكذا سيقضي على السلطة والأرض "بلا ذرائع"
مشروع "E1" الاستيطاني.. هكذا سيقضي على السلطة والأرض "بلا ذرائع"

وكالة الصحافة الفلسطينية

timeمنذ 9 ساعات

  • وكالة الصحافة الفلسطينية

مشروع "E1" الاستيطاني.. هكذا سيقضي على السلطة والأرض "بلا ذرائع"

الضفة الغربية - خاص صفا بعد عقدين من تجميده، دخل أخطر مشروع استيطاني لضم الضفة الغربية المحتلة حيز التنفيذ، بقرارٍ من وزير إسرائيلي متطرف، ليعطي بمقتضاه ضوءًا أخضر لالتهام الضفة دون ذرائع. وبوجود حكومة "بنيامين نتنياهو"، الذي يتمدد بمجازره محاولًا مسابقة الزمن لتنفيذ فكرة "إسرائيل الكبرى"، فإن تنفيذ مشروع "E1" الاستيطاني الأضخم بتاريخ الشعب الفلسطيني، أصبح سلسًا، بظل إدارة أمريكية داعمة، وسلطة فلسطينية غائبة. وأعلن الوزير الثاني في وزارة الجيش وزير المالية في حكومة الاحتلال المتطرف "بتسلئيل سموتريتش" موافقته على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية ضمن المخطط الاستيطاني في الضفة المسمى "E1"، الواقع شرقي القدس، ما يعني ضرب تقسيم الضفة إلى مناطق معزولة بعضها عن بعض. إحكام طوق الاستيطان ويقول المختص بالشأن الاستيطاني جمال جمعة لوكالة "صفا"، إن المخطط ليس بالجديد، وإنما الجديد هو أنه وُضع للتنفيذ، وهو مشروع يعود لتسعينات القرن الماضي، حينما أقرته حكومة الاحتلال الاسرائيلي آنذاك، وتم تعطيله بشكل متواصل من الإدارات الأمريكية المتعاقبة، لأنها تعي خطورته. ويصف المشروع بأنه "أكبر وأخطر مشروع استيطاني بالضفة الغربية، لأنه أولاً سيحكم طوق الاستيطان حول القدس، وسيفصل برية القدس التي تمتد من المنحدرات الشرقية للقدس حتى البحر الميت وأريحا أمام الفلسطينيين". ويوضح أنه بموجب المشروع ستغلق نهائياً تلك المنحدرات، كما أن كل التجمعات البدوية سيتم تهجيرها وستغلق طرق رئيسية تاريخيّة مثل خط القدس أريحا الذي يعود عمره لأكثر من ثلاثة ألاف عام. وحسب جمعة، فإن خط القدس أريحا، مرتبط بقوة بتاريخ فلسطين وبالروايات الدينية، مضيفًا "هذا الطريق الذي سلكه المسيح بعد صوم أربعين يومًا تجاه القدس، وعلى هذا الطريق بنى صلاح الدين مقام النبي موسى، وعززه بعده الظاهر بيبرس في وجه الحملات الصليبية كمنطقة حماية رئيسية للقدس". وبمقتضى إغلاق الخط، فإن حوالي خمس قرى شرق القدس ستُحرم من أراضيها كافة من عناتا للعزيزية للطور العيسوية لمنطقة "ازعيم"، وستصبح محاصرة تماماً ولن يكون هناك بناء عمراني فيها. ومن مخاطر المشروع، إغلاق شارع حيوي آخر وهو طريق "أبو جورج"، والذي تم التمهيد له عبر فتح شارع عناتا المحاذي للجدار حتى حاجز "ازعيم" لتحويل مجرى السير من الجنوب بتجاه الشمال والعكس. ويبين جمعة أن تحويل مجرى الطريق يهدف لتفريغ المنطقة التي يشكل خطًا حيويا لها، وعمليًا يصل للقدس بشكل عملي، وإغلاقه يعني تهجير كل قرى السكان حوله وبالتالي إفراغ المنطقة كليًا. وينوه إلى أن منحدرات شرقي القدس حتى البحر الميت ستصبح مناطق توسعات استيطانية، مع العلم أن كثير من المستوطنات موجودة، والتي تم مصادرة أراضي وإضافتها لها، بالإضافة لبؤر جديدة كثيرة. وكما يقول "فالمنطقة كلها حول مستوطنة معاليه أدوميم، بما فيها الE 1 تمتلىء بالتجمعات الاستيطانية، تمهيدًا لتهجير جماعي لتجمعات المنطقة، كما يقضي المشروع". كبرى أراضي الضفة بالإضافة لذلك، فإن المنطقة المستهدفة تشكل أكبر قطع أراضي بالضفة الغربية، ولذلك ستشكل ضمها فعليًا. ويفيد جمعة بأن الهدف بالأساس هو توسيع حدود القدس بأكبر قدر ممكن، من أجل تحديد حدود ما تسمى "القدس الكبرى"، والتي بدأ الإطار الأساسي لها بجدار الفصل العنصري، الذي ضم للقدس حوالي أربع كتل استيطانية ضخمة بما يعادل 200 الف مستوطن، وهو مشروع قضم 10‎%‎ من أراضي الضفة الغربية. الدولة الفلسطينية كما سيضرب مشروع 'E1' إمكانية قيام دولة فلسطينية، كما يقول جمعة فإن هذا سيشكل القشة أو الطلقة الأخيرة في مشروع الدولة الفلسطنية". ويستدرك حديثه "ولكن أيضًا بدون هذا المشروع الاستيطاني لا يمكن إقامة دولة فلسطينية، ضمن امتداداته، والذي هو ضمن مشروع متواصل من عام 1967، وما أضيف له من جدار ومناطق صناعية وبنى تحتية وغيره، وهو عمليًا يقسم الضفة الغربية، ويضم خياراتها الأساسية إلى الاستيطان". وبالوضع الجغرافي الاستيطاني الجديد فإن الفلسطينيين سيحاصرون، وسيتم تشتيتهم ضمن كانتونات داخل الضفة. ويكمل جمعة "بالنظر للمستقبل بهذا الواقع، فإنه وخلال الفترة القادمة سنرى كوارث ستحل بنا، فمن جهة سيكون التواصل بين كل مدن الضفة الأكثر صعوبة، بمعنى إذا كنت تريد الذهاب من الخليل لرام الله سكون بحاجة لتصريح، مثله مثل زيارة غزة". ومن ناحية ثانية، سيتم القضاء على الثروة الحيوانية التي مصدرها التجمعات البدويه، وبتهجيرها لا يوجد مساحات لبيع أغنامها، بالإضافة لمنع المزارعين لحقولهم وأراضيهم. ويحذر من أنه إذا ما استمرّ هذا الحال، سيكون الموسم الحالي دموي. ويلفت جمعة لميليشيات المستوطنين المسلحة، المنتشرة والتي تمارس بحق المزارعين والأراضي جرائم يومية، وهو ما سيجعلنا نستورد الزيتون من الخارج، عدا عن كل الأمور الأخرى الثانية التي تدفع بتجاه الانهيار الاقتصادي في الضفة، والتي هي معلنة وواضحة في سياسي الحكومة الحالية. كما يؤكد جمعة أنه "وحتى السلطة الفلسطينية بكل غيابها عن القضية وتعاونها مع الاحتلال، هم لا يريدونها، لا لشيء إلا لأنهم لا يريدون ممثلًا عن الشعب الفلسطيني، وإنما يريدون مجموعات بشرية معزولة يتحكم في مصيرها الاحتلال". وبحسبه، فإن الواقع الذي يراد الوصول إليه هو عدم وجود أي جهة سياسية تقود أو تمثل الشعب الفلسطيني، وإنما مجرد حكم بلديات أو مخاتير وما شابه من هذه التسميات، التي تشير إلى ما تريد "إسرائيل" فرضه في الضفة الغربية.

أبرز عناوين الصحف الفلسطينية الاثنين 18/8/2025
أبرز عناوين الصحف الفلسطينية الاثنين 18/8/2025

وكالة خبر

timeمنذ 9 ساعات

  • وكالة خبر

أبرز عناوين الصحف الفلسطينية الاثنين 18/8/2025

ركزت الصحف الفلسطينية الثلاث "الحياة الجديدة، الأيام، القدس" الصادرة اليوم الإثنين، في عناوينها على خبر استشهاد 80 مواطنا بينهم عشرات المجوعين في قصف الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وفيما يلي أبرز هذه العناوين: "الحياة الجديدة": -المغير تبكي شهيدها.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات ويغلق المدخل الشمالي لسلفيت -مصطفى يبحث مع نظيره المصري جهود وقف حرب الإبادة على شعبنا وتكثيف الإغاثة العاجلة -مئات الآلاف يواصلون تظاهراتهم في إسرائيل للمطالبة بوقف العدوان على غزة -كلاب بوليسية واذلال: الاسيرات الفلسطينيات يتعرضن للتنكيل بسجن الدامون -مصر تجدد رفضها القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني وتدعو الدول الى عدم المشاركة في هذا الجريمة النكراء -الرئيس اللبناني: نسعى لتجنب أي "خضات" بعد قرار تجريد حزب الله من سلاحه -البرازيل: مخطط الاستيطان الإسرائيلي "E1" يهدد كيان دولة فلسطين "الأيام: 67- شهيدًا .. غارات عنيفة على خان يونس وغزة ومجازر بحق طالبي المساعدات -الضفة: المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم في محافظات عدة -احتجاجات واسعة في أرجاء إسرائيل تـطـالـب بـوقـف الـحـرب وإطـلاق الـمحتجـزيـن -الجيش الإسرائيلي يصادق على خطط احتلال مدينة غزة -مصطفـى يبحـث مـع نظيـره المصـري جهود وقف الإبادة وتكثيف الإغاثة "-السلام الآن": سلطات الاحتلال أنشأت مستوطنـة جـديدة في قـلب الخليـل -إسرائيل تقصف "منشأة للطاقة" باليمن وتعترض صاروخًا باليستيا *"القدس": - 80 شهيدا بينهم عشرات المجوعين -مصر وقطر تعتزمان تقديم مقترح جديد -الأردن يعلن قريبا إعادة التجنيد الاجباري -مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى وسط اعتقالات واسعة بالضفة -المغير تودع شهيدها حمدان أبو عليا -فرنسا والبرازيل تدعوان إسرائيل للتخلي عن "E1" "-الاونروا": نظام المساعدات الإسرائيلي الأميركي يجلب الموت -الآلاف يتظاهرون في نيويورك تحت شعار "أوقفوا تجويع غزة" -القاهرة: الدول التي قيل انها وافقت على استقبال أهالي غزة أكدت رفضها التهجير

متى يكون للعرب مشروعهم؟
متى يكون للعرب مشروعهم؟

وكالة خبر

timeمنذ 9 ساعات

  • وكالة خبر

متى يكون للعرب مشروعهم؟

إذا كان البعض يصمّ آذانه، ويغلق عقله، أو يستمر في التطنيش، إزاء المشروع الصهيوني، الذي يتسع ليشمل سبع دول عربية، ابتداءً، فإن بنيامين نتنياهو آثر عدم المراوغة، ووضع الجميع أمام المصير المنتظر. موضوع «من الفرات إلى النيل أرضك يا إسرائيل»، الذي يزيّن العلم، والنشيد، لم يعد مسألة تحليلية أو خاضعة للشكّ، بعد أن أعلن نتنياهو أنه مكلّف تاريخياً، وروحياً، بإنجاز هدف «إسرائيل الكبرى». البداية من أرض فلسطين التاريخية، فما يجري في غزّة ويستهدف احتلالها، وليس فقط السيطرة عليها، كما يدّعون، يتزامن تماماً مع ما يجري على قدمٍ وساق في الضفة بعد أن تمّ إعلان السيادة على القدس. تصريحات نتنياهو تزامنت، أيضاً، مع تصريحات بتسلئيل سموتريتش الذي أعلن أن الوقت قد حان لإعلان السيادة على الضفة الغربية ووأد «حل الدولتين»، عَبر توسيع وتسمين الاستيطان، وتنفيذ مخطّط «إي 1»، لفصل جنوب الضفة عن وسطها وشمالها، وفصل القدس عن كل مدن وقرى الضفة. لم يصدّق العرب، أو أنهم لم يرغبوا في تصديق نتنياهو حين أعلن من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول 2023، أي قبل «طوفان الأقصى»، خارطة للدولة اليهودية التي تشمل كل أرض فلسطين التاريخية. ولم يصدّق العرب إلى أن أعلن نتنياهو بوقاحة عن مخطّط «إسرائيل الكبرى»، أن ما يجري على أرض فلسطين هو المقدمة، والمرحلة الأولى من مخطّط أوسع يستهدف أرضهم وسيادتهم وثرواتهم. ولم يصدّق العرب، والمسلمون، أيضاً، أن الشعب الفلسطيني الذي يقاوم هذه المخطّطات على الأرض الفلسطينية، إنّما يدافع عن المصالح العربية، وأن اليوم سيأتي حين سيقول البعض: أُكِلتُ يومَ أُكِلَ الثور الأبيض. يصدّق العرب، أو أنهم يخدعون أنفسهم حين يعتقدون أن بإمكانهم إبعاد الخطر عن أنظمتهم، وكرامتهم، وسيادتهم، عَبر مجاملة من يشكّل الخطر الأساسي عليهم، فذهبوا إلى «السلام الإبراهيمي». يتجاهل العرب أن دولة الاحتلال، عَبر تاريخها، لم تلتزم بأيّ اتفاقيات أو معاهدات، إلّا حين تضمن هيمنتها، وسيطرتها. لقد كدّس العرب الأسلحة والذخائر، وأنفقوا أموالاً طائلة في حروب عبثية، ضد بعضهم البعض، ووفق أولويات ثانوية، واعتقد كل نظام أنه قادر وحده على حماية نفسه وشعبه حين يسلّم أمره وأمنه للقوى الأجنبية التي لا تخفي أطماعها. يتنافس العرب، على النفوذ، على حساب بعضهم البعض، ظناً منهم أنهم سيتحوّلون إلى قوى إقليمية عظمى، ولكن على حساب أشقّائهم دون إدراك بأن من يملكون القدرة والإرادة في المنطقة سيجيّرون كل إنجازاتهم المؤقّتة والمحدودة إلى مكاسب لمن يعتمد القوة القاهرة سبيلاً وحيداً لتحقيق الأهداف. لقد تخلّى العرب عن القضية الفلسطينية وأهلها أكثر من مرّة، وفي كل مرّة يعاودون الاهتمام، كانت بعد انتفاضات فلسطينية وأثمان كبيرة يدفعها الفلسطينيون، وفي أغلب الأحيان اعتبروا القضية الفلسطينية عبئاً على استقرارهم ودوام أمنهم ووجودهم. ومع الأسف الشديد، فإن تجربة غزّة، قبل أن يعلن نتنياهو هدفه بشأن «إسرائيل الكبرى»، تشير إلى أن العرب لم يستيقظوا بعد، إلى أن صدمهم، فاستفزّهم فشل ما لديهم في قواميس اللغة، لإظهار جدّيتهم في الاستنكار والرفض والتحذير، ومطالبة المجتمع الدولي بردع دولة الاحتلال، ومنعها من المضيّ قُدُماً في حروبها العدوانية والبربرية لتحقيق أهدافها. قضايا غزّة والرهائن، والتهدئة، لم تعد موضوعاً للتفاوض، ففي كلّ مرّة، وكما حصل منذ أشهر، يصرّ نتنياهو على أن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي استخدام القوّة، وإضافة المزيد من الشروط التعجيزية. العالم كلّه انتفض، بما في ذلك في الدول الغربية الضامنة لأمن دولة الاحتلال وتفوّقها، وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي، بينما لا يتحرّك العرب إلّا عَبر البيانات والحراكات الدبلوماسية. تصريحات نتنياهو وزميله سموتريتش لا تعطي مجالاً للشكّ بأن أبواب الحروب مُشرعة، ومستمرّة، في المنطقة، وفي الإقليم عموماً، طالما أن هناك إدارة أميركية مشابهة، يعتبرها «الائتلاف الحكومي الفاشي» فرصة تاريخية. انظروا ما يجري في كل الأرض الفلسطينية، وما يجري في لبنان وسورية، ابتداءً، لكي تتأكّدوا أنه لا الضغوط الداخلية ولا الخارجية على الدولة العبرية يمكن أن تثني رئيس حكومة جرائم الحرب الإبادية نتنياهو عن عزمه. «المعارضة» الإسرائيلية تختلف على نتنياهو، وتتفق معه، فلا يجرؤ أحد على أن يتحدّث عن «رؤية الدولتين»، فقيام دولة فلسطينية من وجهة نظر الجميع ستكون نقيضاً وجودياً لكيان الاحتلال الغاصب. ليس لدى نتنياهو أي سيناريو لتحقيق الدولة اليهودية على كل أرض فلسطين سوى تهجير 7 ملايين فلسطيني. إذا كان الأمر كذلك، فإن «إسرائيل الكبرى»، تتحوّل إلى مجرّد وهم خالص، بعد تجربة غزّة. إذا كانت دولة الاحتلال قد فعلت كل ما تفعله، ولم تنجح بعد ما يقرب من سنتين على تحقيق أهدافها، فكم يستغرق منها، إكمال مهمّتها في الضفة، وأراضي 1948؟ هذا هو المشروع الصهيوني، والسؤال هو: متى يكون للعرب مشروعهم، الذي يحمي مصالحهم؟ وما أدوات ووسائل تحقيق ذلك المشروع، إن كان ثمّة من ينهض بهذه المهمّة؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store