logo
البيت الأبيض: أذربيجان وأرمينيا ستوقعان اتفاق سلام

البيت الأبيض: أذربيجان وأرمينيا ستوقعان اتفاق سلام

الرأيمنذ 2 أيام
قال البيت الأبيض إن أذربيجان وأرمينيا ستوقعان اتفاق سلام مبدئيا بوساطة أمريكية خلال اجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة، وهو اتفاق يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين بعد عقود من الصراع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي للصحفيين إن ترامب سيوقع اتفاقات منفصلة مع كل من أرمينيا وأذربيجان في شأن الطاقة والتكنولوجيا والتعاون الاقتصادي وأمن الحدود والبنية التحتية والتجارة.
ولم يتم تقديم مزيد من التفاصيل.
وقال البيت الأبيض إن ترامب سيجتمع بشكل منفصل مع رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في البيت الأبيض على أن يعقد اجتماعا ثلاثيا في وقت لاحق اليوم.
ويتضمن الاتفاق حقوق تطوير حصرية للولايات المتحدة في ممر عبور استراتيجي عبر جنوب القوقاز، أطلق عليه اسم «طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين».
وقال مسؤولون أمريكيون إن الاتفاق تم التوصل إليه خلال زيارات متكررة إلى المنطقة وسيوفر أساسا للعمل نحو التطبيع الكامل بين البلدين.
ولم يتم نشر الإعلان المشترك المقرر توقيعه، ولا الاتفاقيات الثنائية المنفصلة مع الولايات المتحدة.
ولم يتضح بعد كيف سيتناول الاتفاق الذي سيتم توقيعه اليوم الجمعة القضايا الشائكة مثل ترسيم الحدود المشتركة ومطالبة باكو بتغيير دستور يريفان الذي يتضمن إشارة إلى دعوة تعود لعام 1989 لإعادة توحيد أرمينيا وناجورنو قره باغ، التي كانت آنذاك منطقة حكم ذاتي داخل أذربيجان إبان الحكم السوفيتي.
وتفادى المسؤولون الذين قدموا إحاطة للصحفيين قضية ناجورنو قره باغ.
كانت أرمينيا وأذربيجان على خلاف منذ أواخر الثمانينيات عندما انشقت قره باغ على أذربيجان بدعم من أرمينيا. وقره باغ منطقة جبلية في أذربيجان ذات أغلبية سكانية من الأرمن.
ونالت كل من أرمينيا وأذربيجان الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991. واستعادت أذربيجان السيطرة الكاملة على قره باغ في عام 2023 في هجوم عسكري، مما دفع جميع الأرمن المتبقين في الإقليم البالغ عددهم 100 ألف أرمني تقريبا إلى الفرار إلى أرمينيا.
وسلط مسؤولون أمريكيون الضوء على الفرص المتاحة لكلا البلدين والمستثمرين الأمريكيين من خلال إنشاء ممر العبور الجديد، الذي سيسمح بزيادة صادرات الطاقة والموارد الأخرى.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: سنخرج المشردين من العاصمة
ترامب: سنخرج المشردين من العاصمة

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

ترامب: سنخرج المشردين من العاصمة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، أنه يعتزم نقل المشردين «بعيدا» من واشنطن، بعد أيام من طرحه فكرة وضع العاصمة تحت سلطة الحكومة الفدرالية بعدما ادعى خطأ أن معدل الجريمة فيها ارتفع. وأعلن الملياردير الجمهوري عن مؤتمر صحافي الاثنين من المتوقع أن يكشف فيه خططه لواشنطن التي تديرها سلطة منتخبة محليا في مقاطعة كولومبيا تحت إشراف الكونغرس. ولطالما أبدى ترامب استياءه من وضع المدينة وإدارتها، وهدّد بوضعها تحت سلطة الحكومة الفدرالية، ومنح البيت الأبيض الكلمة الفصل في كيفية إدارتها. وقال الرئيس الأميركي في منشور على منصته الاجتماعية تروث سوشال الأحد «سأجعل عاصمتنا أكثر أمانا وجمالا مما كانت عليه في أي وقت مضى». وأضاف «يجب على المشردين الرحيل فورا. سنوفر لكم أماكن للإقامة، ولكن بعيدا من العاصمة»، مضيفا أن المجرمين في المدينة سيسجنون بسرعة. وتابع أن «كل هذا سيحدث بسرعة كبيرة». تحتل واشنطن المرتبة الخامسة عشرة ضمن قائمة أكبر المدن الأميركية من ناحية عدد المشردين، وفق إحصاءات للحكومة من العام الماضي. وفي حين يقضي آلاف الأشخاص لياليهم في الملاجئ أو في الشوارع، فإن عددهم انخفض عن مستويات ما قبل تفشي وباء كوفيد. في وقت سابق من هذا الأسبوع، هدد ترامب أيضا بنشر الحرس الوطني ضمن حملة صارمة على الجريمة في واشنطن. وفي حين قال إن منسوب الجريمة ارتفع، أظهرت إحصاءات الشرطة أن الجرائم العنيفة في العاصمة انخفضت في النصف الأول من عام 2025 بنسبة 26 في المئة مقارنة بالعام السابق. وبحسب الأرقام التي أصدرتها وزارة العدل قبل تولي ترامب الرئاسة، فإن معدلات الجريمة في المدينة بحلول عام 2024 كانت بالفعل الأدنى منذ ثلاثة عقود. في هذا الصدد، قالت رئيسة بلدية واشنطن موريل بوزر الأحد على قناة إم إس إن بي سي «نحن لا نشهد ارتفاعا في معدلات الجريمة». ورغم أن رئيسة البلدية الديمقراطية لم تنتقد ترامب صراحة في تصريحاتها، إلا أنها أكدت أن «أي مقارنة بدولة مزقتها الحرب مبالغ فيها وكاذبة». جاء تهديد ترامب بإرسال الحرس الوطني بعد أسابيع من نشر عناصره في لوس أنجليس ردا على تظاهرات اندلعت إثر مداهمات لتوقيف المهاجرين غير النظاميين، وقد اتخذ الرئيس الخطوة رغم اعتراض المسؤولين المحليين. وطرح الرئيس الأميركي مرارا فكرة استخدام الحرس الوطني التابع للجيش للسيطرة على المدن التي يدير العديد منها مسؤولون ديمقراطيين يعارضون سياساته.

«الوطني»: البيت الأبيض يعزّز توقعات خفض الفائدة... في سبتمبر
«الوطني»: البيت الأبيض يعزّز توقعات خفض الفائدة... في سبتمبر

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

«الوطني»: البيت الأبيض يعزّز توقعات خفض الفائدة... في سبتمبر

- الرئيس الأميركي يلوح بفرض 100 في المئة رسوماً على أشباه الموصلات - «Apple» ترفع استثماراتها في السوق الأميركية إلى 600 مليار دولار سجّل تقرير بنك الكويت الوطني، سلسلة تطورات اقتصادية بارزة شهدتها الأسواق هذا الأسبوع، من أبرزها ترشيح ستيفن ميران، المعروف بانتقاده لسياسات مجلس الاحتياطي الفيديرالي، لشغل مقعد شاغر في عضوية المجلس، ما عزّز التوقعات باتجاه خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، في ظل ضعف البيانات الاقتصادية والتي شملت تراجع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات وارتفاع طلبات الحصول على إعانات البطالة. وأشار التقرير إلى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ترشيح ميران، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض وأحد أبرز المهندسين الرئيسيين لسياساته الجمركية، لشغل المقعد الشاغر في مجلس الاحتياطي الفيديرالي، موقتاً حتى يناير المقبل، عقب استقالة أدريانا كوجلر. ولفت التقرير إلى أن ميران، يعد من المعارضين لوجهة نظر رئيس الفيديرالي جيروم باول، في شأن الطابع التضخمي للرسوم الجمركية، ومن المتوقع أن يدعم توجه ترامب لخفض أسعار الفائدة بما يصل إلى 3 نقاط مئوية. ويحمل ميران درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد، وسبق أن عمل في وزارة الخزانة الأميركية، ومن المرجح أن يتخذ موقفاً يتسق مع مواقف كريستوفر والر وميشيل بومان، المعينين من قبل ترامب، واللذين عارضا قرار الفيديرالي الأخير بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. ويأتي الترشيح في وقت يتوقع فيه محللون، من بينهم خبراء في «جي بي مورغان»، خفض سعر الفائدة في سبتمبر، بعد ظهور مؤشرات تدل على تباطؤ حاد في وتيرة التوظيف خلال الصيف. ومن التطورات البارزة، أيضاً يشير التقرير إلى أمر ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على الواردات الهندية، لترتفع الرسوم الإجمالية إلى 50%، وذلك رداً على مشتريات الهند من النفط الروسي، ما أثار انتقادات من نيودلهي التي اعتبرت هذه الخطوة غير عادلة وغير مبررة، وعمق الخلافات بين البلدين بعد أسابيع فقط من اقترابهما من إبرام اتفاق تجاري. ولفت تقرير «الوطني» إلى تلويح الرئيس الأميركي بفرض رسوم بنسبة 100% على واردات أشباه الموصلات، مع استثناء الشركات التي توسع عمليات التصنيع داخل الولايات المتحدة. ويدعم هذا الاستثناء شركات تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها «Nvidia» و«TSMC»، اللتان تعهدتا بضخ استثمارات بمليارات الدولارات لتوسيع طاقتهما الإنتاجية في الولايات المتحدة. وفي المكتب البيضاوي، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «Apple»، تيم كوك، التزام الشركة بضخ استثمارات إضافية بقيمة 100 مليار دولار في السوق الأميركية على مدى 4 أعوام، ليرتفع إجمالي استثماراتها إلى 600 مليار، بالشراكة مع شركات كبرى مثل «Corning» و«SMC» و«Samsung». وجاء الإعلان قبيل دخول الرسوم الجمركية المتبادلة حيز التنفيذ خلال الخميس الماضي بين الشركاء التجاريين من الاتحاد الأوروبي إلى اليابان. وعقب الإعلان، قفزت أسهم «TSMC» بأكثر من 4 في المئة، وارتفع سهم Samsung بنسبة في المئة 2، فيما ارتفعت «Apple» بنسبة 3% في تعاملات ما بعد الإغلاق. وتقدر «Apple» أن أقل من 5 في المئة من مكونات هواتف «iPhone» يتم توريدها من الولايات المتحدة، مع توقع تكبد نحو 1.1 مليار دولار كتكاليف مرتبطة بالرسوم الجمركية خلال الربع الثالث من العام. وفي الوقت الراهن، تسعر الأسواق إمكانية خفض الفيديرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل بنسبة 91 في المئة. المملكة المتحدة: خامس خفض للفائدة قرّر بنك إنكلترا خفض سعر الفائدة الرئيسي من 4.25 في المئة إلى 4%، في تصويت منقسم 5-4 أصوات، وذلك في خامس خفض للفائدة منذ الانتخابات العامة في يوليو 2024. ويعكس القرار استمرار نهج البنك «التدريجي والحذر» في التيسير النقدي. ورغم أن الخطوة كانت متوقعة على نطاق واسع في الأسواق، إلا أن الانقسام الواضح بين الأعضاء لفت الانتباه، إذ أيد أربعة أعضاء الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، فيما قرر 4 آخرون خفضها بمقدار 25 نقطة أساس، فيما دعا عضو واحد إلى خفض أكبر بواقع 50 نقطة أساس، ليحسم القرار في جولة ثانية من التصويت. وجاء التحرك في ظل ارتفاع معدل التضخم، مع تسجيل مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يونيو 3.6 في المئة متجاوزاً التوقعات، إلى جانب تباطؤ الأداء الاقتصادي بانكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1 في المئة في مايو، وضعف سوق العمل.

ممر «جسر ترامب»... لماذا تُعارض روسيا وإيران؟
ممر «جسر ترامب»... لماذا تُعارض روسيا وإيران؟

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

ممر «جسر ترامب»... لماذا تُعارض روسيا وإيران؟

... يوم الجمعة الماضي، وقّع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، اتفاقية نقل تاريخية في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تمنح حقوق تطوير ممر نقل إستراتيجي يربط أذربيجان بجيب ناختشيفان عبر مقاطعة سيونيك جنوب أرمينيا - والذي أعادت واشنطن تسميته بـ «طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين» (TRIPP)، ويُشار إليه في شكل غير رسمي باسم «جسر ترامب». ترامب أشاد بالمشروع باعتباره محركاً للإنعاش الاقتصادي والترابط الإقليمي، متعهداً باستثمارات أميركية كبيرة كجزء من جهد أوسع لتعزيز نفوذ الولايات المتحدة في جنوب القوقاز. ومع ذلك، قوبلت المبادرة بمعارضة شديدة من طهران وموسكو. وحذّر علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، من أن إيران ستتحرك - بدعم روسي أو من دونه - لمنع تحقيق هذا الممر. بالنسبة إلى إيران وروسيا، يمثل المشروع أكثر بكثير من مجرد ممر. من الناحية الإستراتيجية، فهو يوفر طريقاً مباشراً يمكن أن يُضعف هيمنتهما طويلة الأمد في المنطقة، ما قد يُغير التوازن الجيو- سياسي لمصلحة تركيا والولايات المتحدة. وتُعيد هذه الخطة إحياء، في شكلها الحديث، الرابط القديم الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية، والذي كان يربط أذربيجان بنخجوان عبر الأراضي الأرمنية. وقد انهارت هذه الخطوط خلال حرب ناغورني - كاراباخ الأولى في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات. وذكر وقف النار لعام 2020، الذي توسطت فيه روسيا بعد حرب كاراباخ الثانية، «فتح» الاتصالات الإقليمية ولكنه لم يشترط ممراً خارج الحدود الإقليمية. لذا فإن ما هندسته واشنطن الآن ذو طابع جيو- سياسي أكثر بكثير: طريق مباشر تحت السيادة الأرمينية، ولكنه مفتوح لحركة المرور الأذربيجانية بضمانات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع استبعاد كل من روسيا وإيران من السيطرة التشغيلية. سيونيك... ممر عبر التاريخ والسيادة مقاطعة سيونيك، التي سيمر عبرها «جسر ترامب»، ليست مجرد شريط أرضي، بل هي ركيزة أساسية في الدولة الأرمينية. تاريخياً، كانت متنازعاً عليها، وكانت بمثابة منطقة دفاعية حاسمة خلال انهيار الاتحاد السوفياتي، ومازالت رمزية للغاية في الخطاب الوطني ليريفان. فأي ترتيب يُنظر إليه على أنه يُضعف سيادة أرمينيا هنا ويُخاطر بإشعال فتيل السياسة الداخلية، ويوفر لروسيا وإيران ذريعة لإعادة تأكيد نفوذهما. بالنسبة إلى القادة الأرمن، فإن الموافقة على مثل هذا الممر هي مقامرة محسوبة: فهي تُبشر بانفتاح اقتصادي على الغرب، لكنها تُخاطر بردود فعل داخلية عنيفة وتلاعب خارجي. لماذا ترى إيران تهديداً إستراتيجياً؟ بالنسبة إلى طهران، الجغرافيا هي السياسة. حدودها القصيرة مع أرمينيا هي بوابتها البرية الوحيدة إلى القوقاز، وتالياً إلى موانئ جورجيا على البحر الأسود. فالطريق المباشر بين أذربيجان ونخجوان وتركيا، والذي يلتف حول الأراضي الإيرانية، يُقوّض مكانة إيران كدولة عبور ضرورية. وقد حذّر القادة الإيرانيون مراراً وتكراراً من أن مثل هذا الممر من شأنه أن «يقطع» اتصالهم بالشمال، مما يُقلّل من نفوذهم السياسي وفرصهم الاقتصادية. فمخاوف إيران ليست رمزية بحتة. فثمة مسائل مهمة على المحك كعائدات الجمارك، وتدفقات الشحن، والقدرة على ربط التجارة الإقليمية بأولوياتها الأمنية الخاصة. فخطة «جسر ترامب» ستُمرّر البضائع على طول مسار يُعيق «طريق نهر آراس» الموازي لإيران، ما يحرم طهران من ورقة المساومة الوحيدة التي استخدمتها بثقة في جنوب القوقاز. ومن الناحية الإستراتيجية، ستُنشئ هذه الخطة شرياناً لوجستياً متحالفاً مع الولايات المتحدة وتركيا على طول الحدود الشمالية الغربية لإيران، وهي منطقة حساسة بالفعل نظراً لعلاقات أذربيجان الدفاعية والاستخباراتية الوثيقة مع إسرائيل، عدوة إيران اللدودة. لماذا ترى روسيا تآكلاً في نفوذها؟ منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، نصّبت روسيا نفسها الحكم النهائي في جنوب القوقاز، بنشرها قوات حفظ سلام، وحراسة الحدود الأرمنية، والسيطرة على جزء كبير من البنية التحتية في المنطقة. وجسر ترامب يتحايل على كل هذا الواقع. فقد تم التفاوض عليه من دون أولوية موسكو، وهو يُرسّخ الرقابة الاقتصادية والسياسية الغربية في ممرّ يمتدّ بالقرب من الجناح الجنوبي لروسيا. فالخسارة عملية ورمزية. إذ من دون أدوار جمركية أو أمنية في الممر، لا تستطيع روسيا استخدام أدوات نفوذها التقليدية - السيطرة على أسعار الشحن، وأنظمة التفتيش، وبروتوكولات الأمن. ومن الناحية الإستراتيجية، ترى موسكو خطر وجود عمود فقري للبنية التحتية مجاور لحلف الناتو في منطقة لطالما اعتبرتها امتداداً لمجالها الأمني. وبعيداً عن التجارة، غالباً ما تُشكّل الممرات المادية ناقلات لجمع المعلومات الاستخبارية والتنقل السريع. إذ يمكن تكييف مرافق الجمارك، وخطوط الألياف الضوئية الآمنة، ومراكز اللوجستيات لأغراض المراقبة أو لتسهيل الحركة السرية لأفراد الأمن الحلفاء. أما بالنسبة إلى موسكو وطهران، فإن الإشراف الغربي على جسر ترامب يثير احتمال وجود منصة استخبارات شبه دائمة على أطرافها - دون العبء السياسي لقاعدة عسكرية أجنبية رسمية. أنقرة وواشنطن والمكاسب الإستراتيجية بالنسبة إلى أنقرة، يُمثل الممر تحقيقاً لهدف إستراتيجي طال انتظاره: ربط بري مستمر من تركيا عبر نخجوان إلى أذربيجان، ثم عبر بحر قزوين إلى آسيا الوسطى. يُعد هذا «الممر الأوسط» بديلاً بالفعل للطرق الشمالية لروسيا والطرق الجنوبية لإيران؛ ويُعززه جسر ترامب بثقل دبلوماسي واقتصادي أميركي. ومن خلال ترسيخ طريق مادي تحت إشراف غربي، تكتسب الولايات المتحدة موطئ قدم في جزء من أوراسيا بعدما افتقرت تاريخياً إلى نفوذ مباشر. وإلى جانب التدفقات التجارية، يوفر الممر بنية تحتية محتملة ذات استخدام مزدوج - مراكز لوجستية آمنة، وشبكات اتصالات أساسية، ومرافق تفتيش - من شأنها تحسين الوعي الظرفي والقدرة على الحركة للقوات الأميركية وقوات حلفائها من دون إجراءات التمركز العسكري. وكذلك يتقاطع الممر أيضاً مع إطارين جيو- اقتصاديين أوسع نطاقاً. الأول هو ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC)، الذي تدعمه روسيا وإيران والهند، والذي يربط المحيط الهندي بأوروبا عبر الموانئ الإيرانية والسكك الحديدية الروسية. وبجذب التجارة بين الشرق والغرب نحو محور تركيا وبحر قزوين، يُضعف جسر ترامب المنطق التجاري لممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC)، ويُحوّل الشحن بعيداً عن الطرق التي استثمرت فيها موسكو وطهران بكثافة. الثاني هو مبادرة الحزام والطريق الصينية (BRI). فبينما تُشجّع بكين على طرق برية متعددة، بما في ذلك المسار الشمالي عبر روسيا و«الممر الأوسط» المركزي، فإن معياراً أميركياً على طول جسر ترامب قد يُوجّه أجزاءً من الشحن الأوراسي نحو الأنظمة التنظيمية والأمنية المُحددة في واشنطن وبروكسل وأنقرة. هذا لا يُعيق بالضرورة الشحنات الصينية، ولكنه يُقوّض قدرة بكين على إملاء شروط الربط البري، خصوصاً إذا تم دمج الممر في إستراتيجية البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي. النفوذ الإسرائيلي في أذربيجان يعود الوجود الإسرائيلي في أذربيجان إلى ما قبل الممر، ويرتكز على واردات الطاقة - إذ يُمثل النفط الأذربيجاني حصة كبيرة من إمدادات إسرائيل - وعلى تعاون دفاعي واسع النطاق، بما في ذلك الطائرات المسيرة المسلحة والذخائر التي استُخدمت في صراعي كاراباخ عامي 2020 و2023. كما وردت تقارير واسعة النطاق عن تعاون استخباراتي يستهدف الحدود الشمالية لإيران خصوصاً خلال الحرب الأخيرة. ومن المعقول أن تستفيد شراكات إسرائيل الحالية في باكو في شكل غير مباشر من أي بنية تحتية أميركية. وأصبح للاتحاد الأوروبي، من خلال برنامجه «البوابة العالمية»، مصلحة في نجاح الممر، ما يجعل أي انقطاعات فيه مكلفة ليس فقط لأذربيجان وأرمينيا، بل لسلاسل التوريد الأوروبية أيضاً. تُعقّد هذه الجهات المعنية الإضافية حسابات موسكو وطهران، إذ إن أي محاولة لتقويض هذا الطريق قد تُثير رد فعل غربياً أوسع. لماذا ستستمر معارضة موسكو وطهران؟ من غير المرجح أن تُذعن روسيا ولا إيران لجسر ترامب من دون مقاومة. ستواصل طهران الترويج لبديلها على نهر آراس، مستغلةً القنوات الدبلوماسية، وإذا لزم الأمر، مُوجّهةً إشارات عسكرية على طول حدودها الشمالية لردع أي ترتيب تراه مُقوّضاً لسلامة أراضيها. وقد تسعى موسكو إلى إعادة تثبيت نفسها من خلال صيغ تفاوض جديدة، أو حوافز شحن على طول الممر الدولي بين الشمال والجنوب، أو الضغط الهادئ على أرمينيا وأذربيجان لتخفيف النفوذ الأميركي والتركي. ويُدرك كلاهما (موسكو وطهران) أن البنية التحتية لا تقتصر على نقل البضائع فحسب؛ بل تشمل ترسيخ المعايير والممارسات والتبعيات. بمجرد أن يُرسي الممر هذه الأنماط، يتبع النفوذ الشحن. بالنسبة لموسكو، فإن فقدان هذا الدور في جنوب القوقاز سيمثل تراجعاً تاريخياً. أما بالنسبة لطهران، فسيمثل ذلك خسارة آخر شريان شمالي موثوق لها في منطقة تتحالف بسرعة مع منافسيها. «جسر ترامب» أكثر من مجرد رابط طرق. إنه إعادة ترتيب للمشهد الجيو- سياسي لجنوب القوقاز - محور تركي - أميركي يتخطى إيران وروسيا، ويتنافس مع مشاريع النقل الرئيسية الخاصة بهما، وربما يُعيد تشكيل تدفقات التجارة عبر أوراسيا. وهو يمنح أذربيجان نفوذاً أكبر، وأرمينيا تنويعاً محفوفاً بالمخاطر بعيداً عن الاعتماد على روسيا، وتركيا طريقاً مباشراً إلى آسيا الوسطى. بالنسبة لواشنطن، إنها فرصة نادرة لوضع قواعد الربط الإقليمي من الصفر. لهذا السبب، ستقاوم موسكو وطهران بقوة. فهما لا تريان في هذا الممر مجرد خسارة في رسوم العبور أو تراجع في المكانة، بل تحولاً هيكلياً يصعب عكسه بمجرد تشغيله. وفي الجغرافيا السياسية الأوراسية، كما في التجارة، نادراً ما تُستعاد الطرق المفقودة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store