
وزير إسرائيلي واصفاً نتنياهو: مهووس و'مغلق'.. ويتعامل مع غزة كأنها إيران
لحكومة إسرائيل صديق واحد في العالم، يفهم خطواتها في القطاع، ورغم عدم إعلانه موافقته على احتلال غزة، فهو يعبر عن تفهم ما. هذا الرجل هو بالطبع ترامب، الذي قال أمس لباراك رابيد في أخبار 12 إنه يشك في أن تحرر حماس مخطوفين، وطلب التذكير بـ 7 أكتوبر. التنسيق بين نتنياهو وترامب غير قابل للنفي، وأثبت نفسه في الحرب مع إيران. غير أن له قيوداً. أين هي؟ لا أحد يعرف. هذا قرار يتخذ ما بين أذني الرئيس. ننهض ذات صباح ونسمع. سيكون هذا سريعاً، مفاجئاً وقاطعاً. إذا ما لاحت الحملة في غزة ككارثة، فمشكوك أن يسندها البيت الأبيض. وهذا ما لا يفهمه نتنياهو. كما أنه لا يريد أن يفهمه. 'هو مهووس'، قال لي وزير واحد في الكابنت، 'لا يوجد ما يمكن الحديث فيه معه. كل ما يحصل في العالم يمر من فوقه. هو يرى هذا كموجة أخرى فقط'.
خذوا مثلاً السياقات في لبنان ضد حزب الله. المنطقة كلها على شفا تغيير محتمل، وتاريخي أيضاً. الحكومة اللبنانية تريد نزع سلاح حزب الله. أليس مرغوباً فيه الآن، حتى لأسبوع – أسبوعين، إسكات التصريحات المشتعلة عن احتلال مدينة غزة؟ والامتناع عن توفير مزيد من الحجج والسلاح الدعائي لمحور المقاومة؟ بالتأكيد. لكن، مثلما يقول مصدر آخر: 'بيبي مغلق. هو يركز على هذا وكأنه إيران'. في هذه الأثناء، يتواصل الانهيار السياسي. الفلسطينيون يشهدون الآن الصيف الأفضل في تاريخهم، دبلوماسياً. أستراليا وعدت أمس بالاعتراف بدولة فلسطينية. وزير الدفاع الإيطالي (دولة ترفض الموضة العامة للاعتراف بالفلسطينيين) قال إن حكومة إسرائيل فقدت 'المنطق والإنسانية' في خططها، وصندوق الثراء النرويجي أعلن عن مقاطعة إسرائيل.
علام كل هذا؟ لا أحد يعرف. فالكابنت لم يتخذ قرار الاحتلال؛ الأمر الذي أغاظ سموتريتش، ونتنياهو يحاول الإصلاح.
يسكن في مدينة غزة ومحيطها الآن نحو مليون نسمة يتركزون في منطقة مدينية مكتظة مع مبان من بضعة طوابق. مشكوك أن يكون ممكناً إخلاء الجميع ببيانات الإخلاء. مشكوك أكثر إمكانية الحفاظ على حياة المخطوفين بحملة عسكرية واسعة هناك. إن إخلاء مدنيين من مدينة غزة من دون توفير حماية للسكان من المعارك سيعتبر جريمة حرب. المدعية العسكرية العامة حذرت هيئة الأركان في هذا الشأن، لعناية طموحات سموتريتش وشركائه. أما رئيس الأركان زامير فشدد أمس في تقويم للوضع على التصميم على حماية حياة المخطوفين، والحاجة لبناء طريقة للمرحلة الجديدة في الحرب في ظل الحفاظ على المهنية والمبادئ' – قول يوضح للمستوى السياسي بأن الجيش الإسرائيلي لن يكون مقاول تنفيذ لأفكار مجنونة. هذه أقوال مفهومة، لكن جهاز الأمن يشعر بالحرج وفقدان الطريق. بعد لحظة، أو بضعة أسابيع، ستصدر أوامر معناها خطر حاد على حياة مخطوفين – هم الآن على أي حال ينازعون الحياة في الأنفاق. المس المتوقع بغير المشاركين الفلسطينيين سيكون قاسياً جداً، فيما يأتي أيضاً في قلب أزمة إنسانية في غزة. لقد انجرفت إسرائيل منذ زمن في التيار، ولا أحد في الأسرة الدولية، باستثناء ترامب، لم يعد يستمع لادعاءاتها. حتى لو كان فيها معنى. النبذ آخذ في الازدياد، وكذا أثمانه. سيكون ظاهرة جيل، دائمة. تنشأ لإسرائيل كلمات مرادفة لن تمحى.
والأخطر، الوضع الداخلي. نتنياهو لم ينجح – في ضوء مؤتمره الصحافي أول أمس، بل لا يحاول – تجنيد الجمهور التعب، وأحياناً اليائس للخطوة الأخيرة في تصميمه. هو يعرف بأن لا فرصة أمامه، ولهذا يركز فقط وحصرياً على قاعدة اليمين.
الآن، يحاولون الإقناع بأن مدينة غزة هي رفح النهائية، الفيلادلفيا الحقيقية، النصر المطلق للحياة، هي الحسم التاريخي. يأمل جهاز الأمن في أن يحصل ما حصل قبل اقتحام بيروت في 1982: توصلوا إلى اتفاق إجلاء م.ت.ف من لبنان.
هذه 'خطة السوبر الكبيرة'. لكن يبقى أمل نتنياهو على ما يبدو في اختراق لصفقة صغيرة: مثلما ألمح هو رداً على أقوال ديرمر في الكابنت، فهو لن يرفض هذا. في هذه الأثناء، تتمتع حماس بوضعية علقت فيها إسرائيل نفسها، وبشرك حفرته حكومتها وتتمترس فيه. التراب يغطينا جميعاً.
يديعوت أحرونوت 12/8/2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 42 دقائق
- BBC عربية
خليل الحية في القاهرة بعد تصريحات أغضبت المصريين بشأن غزة
وصل القيادي في حركة حماس خليل الحية إلى القاهرة على رأس وفد من الحركة لإجراء مباحثات بشأن الأوضاع في غزة. وتأتي زيارة الحية بعد نحو أسبوعين من تصريحات بدت وأنها تنتقد الموقف المصري تجاه غزة والتي أغضبت مصريين. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.


القدس العربي
منذ 3 ساعات
- القدس العربي
عون خلال لقائه لاريجاني: نرفض أي تدخل في شؤون لبنان الداخلية- (فيديو)
بيروت: أبلغ الرئيس اللبناني جوزاف عون أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الأربعاء، رفض 'أي تدخل في شؤوننا الداخلية'، واصفا بعض التصريحات الإيرانية الأخيرة بشأن نزع سلاح حزب الله بـ'غير مساعدة'. وجاءت زيارة لاريجاني الى بيروت، التي وصلها صباحا آتيا من بغداد، بعد تصريحات إيرانية عارضت قرار الحكومة نزع سلاح حزب الله الذي تمده طهران بالمال والسلاح، قبل نهاية العام. وأوردت الرئاسة في بيان على منصة إكس، أن عون قال للمسؤول الإيراني خلال لقائه: 'نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى'، موضحا أن 'لبنان الذي لا يتدخل مطلقا بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية'. وأوضح عون أنه 'من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء حمل السلاح والاستقواء بالخارج'، معتبرا أن 'الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء'، وأن 'أي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، وأهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين'. من جانبه، قال لاريجاني إن طهران لا تتدخل في صنع القرار اللبناني، وأضاف أن الدول الأجنبية يجب ألا تعطي أوامر للبنان. وأكد وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني 'في جميع الظروف'، في أول تصريح فور وصوله إلى بيروت، التي يزورها بعيد تكليف الحكومة الجيش وضع خطة لنزع سلاح 'حزب الله' قبل نهاية العام. وقال لاريجاني للصحافيين من مطار بيروت، حيث استقبله وفد من 'حزب الله' وحليفته حركة 'أمل': 'إذا عانى الشعب اللبناني يومًا ما، فسنشعر نحن أيضًا في إيران بهذا الألم، وسنقف إلى جانب الشعب اللبناني العزيز في جميع الظروف'. وأضاف: 'سنسعى دائمًا إلى تحقيق المصالح الوطنية للشعب اللبناني'. وتجمع العشرات من مناصري 'حزب الله' على طريق المطار لدى مرور موكب لاريجاني، الذي ترجل لوقت قصير من سيارته لإلقاء التحية عليهم، على وقع الهتافات المؤيدة. وتأتي زيارة لاريجاني بعد سلسلة تصريحات إيرانية انتقدت قرار الحكومة تجريد 'حزب الله' من سلاحه، ندّد بها مسؤولون لبنانيون. ويلتقي المسؤول الإيراني كُلًّا من رئيس الجمهورية جوزف عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، على أن يستقبل في مقر السفارة الإيرانية شخصيات لبنانية وفلسطينية. في مشهد يعكس عمق المحبة للجمهورية الاسلامية الايرانية، حظي الدكتور علي لاريجاني باستقبال شعبي عارم في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، تخلله نثر الأرز والورود — السفارة الإيرانية- لبنان (@IranEmbassyLB) August 13, 2025 وكلفت الحكومة اللبنانية الجيش، الأسبوع الماضي، وضع خطة تطبيقية لنزع سلاح 'حزب الله'، قبل نهاية العام الحالي، في خطوة أتت على وقع ضغوط أمريكية، ومخاوف من أن تنفذ إسرائيل حملة عسكرية واسعة جديدة، بعد أشهر من نزاع مدمّر بينها وبين الحزب، تلقى خلاله الأخير ضربات قاسية على صعيد البنية العسكرية والقيادية. ورفض الحزب القرار، مؤكدًا أنه سيتعامل معه 'كأنه غير موجود'، واتهم الحكومة بارتكاب 'خطيئة كبرى'. وسارعت طهران، على لسان علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، إلى التأكيد على أنها 'تعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله، لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك'. واستدعت تصريحات ولايتي ردًا من وزارة الخارجية اللبنانية التي اعتبرتها 'تدخلًا سافرًا وغير مقبول في الشؤون الداخلية'. وأدت إيران دورًا رئيسيًا في تأسيس الحزب، وقدمت له دعمًا بالمال والسلاح على مدى العقود المنصرمة. وشكّل الحزب أبرز أركان ما يسمى 'محور المقاومة' الذي تقوده طهران ويضم مجموعات موالية لها، بينها من العراق واليمن. وقبيل مغادرته بغداد، حيث وقع مذكرة تفاهم أمنية مشتركة تتعلق، وفق رئاسة الوزراء، 'بالتنسيق الأمني للحدود المشتركة بين البلدين'، قال لاريجاني للتلفزيون الرسمي: 'المقاومة جزء لا يتجزأ من نسيج شعوب المنطقة، ولذلك تسعى إلى تحقيق مصالحها'، معربًا عن اعتقاده بضرورة أن 'تُوجَّه كل الجهود نحو الحفاظ على هذه القدرة'. (أ ف ب)


القدس العربي
منذ 3 ساعات
- القدس العربي
فلسطين: الفيتو الأمريكي يشل مجلس الأمن عن وقف إبادة إسرائيل بغزة
رام الله: قالت وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين أغابكيان، إن استخدام الولايات المتحدة سلطة النقض 'فيتو' في مجلس الأمن 'يشل' دوره ويمنع اتخاذه أي خطوات جادة لإنهاء إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته أغابكيان، الأربعاء، في مقر وزارة الخارجية الفلسطينية بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية. وأضافت أن الفيتو الأمريكي 'يمثل عائقا حقيقيا أمام العدالة الدولية ويمنح الاحتلال الإسرائيلي غطاء سياسيا للاستمرار في عدوانه دون محاسبة'. وأشارت إلى أن الفيتو الأمريكي 'يشل' دور مجلس الأمن ويمنع اتخاذه أي خطوات جادة لإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة. ولفتت الوزيرة أغابكيان إلى أن الشعب الفلسطيني يُقتل أيضا 'بصمت العالم وبسياسة ازدواجية المعايير'. واعتبرت أن 'مجلس الأمن بات رهينة للفيتو الأمريكي لذلك من الضروري أن يكون هناك تحرك للدول خارج إطار المجلس'، دون تفاصيل عن طبيعة هذا التحرك. ودعت إلى تفعيل مسارات قانونية أخرى مثل المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى الضغط السياسي والاقتصادي من خلال فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي. وتابعت وزيرة الخارجية الفلسطينية: 'يمكن وقف الحرب إذا كانت هناك إرادة سياسة عالمية. ونأمل أن تتوقف قريبا'. وأكدت أغابكيان أن 'إسرائيل تواصل التمرد على القانون الدولي وتعتبر نفسها فوق القانون'. وأضافت: 'لا يوجد اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة، ولكن نريد بأي طريقة أن نسمع صوتنا للرئيس (دونالد) ترامب ومن حوله'. 'فإذا أرادوا السلام في الإقليم والمنطقة فيجب الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في (إقامة) دولته، ودون ذلك لا سلام في المنطقة' وفق الوزيرة. وزادت: 'يريد ترامب الترشح لجائزة نوبل للسلام، هذا يمكن في حال تسوية القضية الفلسطينية المستعصية، وقد حان الوقت'. وعن إدارة غزة قالت الوزيرة إن 'هناك أصواتا في حركة حماس تقول إنها لا تريد أن تكون جزء من الحكم بعد نهاية الحرب'. وأكدت أن 'اليوم التالي للحرب سيكون فلسطينيا، كما طرحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس'. وشددت على رفض تعيين إسرائيل أي شخصية لإدارة القطاع، وأن الولاية القانونية على غزة هي لدولة فلسطين. وتطرقت وزيرة الخارجية الفلسطينية إلى قرار المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر 'الكابينت' احتلال قطاع غزة كاملا. وقالت إن القرار يكشف أن 'هدف (رئيس الوزراء) بنيامين نتنياهو من الحرب هو المدنيون الفلسطينيون من أجل تحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة وتهجير الفلسطينيين بالقوة'. وأضافت: 'قبل حرب الإبادة كان يعيش كل 5 آلاف فلسطيني في كيلومتر مربع واحد، اليوم يعيش كل 50 ألفا في كيلومتر مربع، دون بنية تحتية ودون خدمات'. والجمعة، أقر 'الكابينت' خطة طرحها نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، ما أثار احتجاجات إسرائيلية اعتبرتها بمثابة 'حكم إعدام' بحق الأسرى. وفي وقت سابق الأربعاء، صدق رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، على 'الفكرة المركزية' لخطة احتلال قطاع غزة. ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون في القطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم. وتابعت أغابكيان: 'نعمل مع فريق قانوني لمحاسبة ومساءلة إسرائيل في المحاكم الدولية والوطنية في الدول على انتهاكاتها للقانون الإنساني'. وأكدت أن 'القيادة الفلسطينية تسعى أولا لوقف حرب الإبادة، والسعي لدولة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة على حدود عام 1967 تعيش بأمن وسلام منزوعة السلاح إلى جانب دولة إسرائيل'. وزادت: 'لا نريد سلاحا فتاكا يستخدم في الحروب، دولة بسلاح خفيف من أجل تأمين الأمن الداخلي فقط'. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير لقسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 شهيدا و154 ألفا و88 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 227 شخصا، بينهم 103 أطفال. ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967. (الأناضول)