logo
خمسُ قصائد تقليديّة قصيرة

خمسُ قصائد تقليديّة قصيرة

عكاظ٣١-٠٧-٢٠٢٥
(1)
يُشذّبُ الوردُ أكواني ويقطفها
فكل عطر مضي للغيبِ يستبقُ
مكتوبةٌ بفراديس الهوى قصصي
عند القيامة.. لا حبرٌ ولا ورقُ
ولدتُ بي، وصدى الأشجار يسردني
فالأبجديّةُ في صوتي لها عبقُ
شعري مواسمُ فيروز وقافيتي
زمرّدُ الريح في أعماقها قلقُ
منظومةُ الطعناتِ، الآن تنزفُ بي
وكم (بروتس) يشدو.. ثم يحترقُ
(2)
غدٌ على حجر الأوقاتِ منهمرُ
يشقّقُ الضوءَ بي.. يا ليتني حجرُ
منفيّةٌ جزرُ الأحزانِ في رئتي
فلو شهقتُ، تماهى البحرُ والسفرُ
مسرودةٌ بجحيم الحرفِ أغنيتي
كأنما النارُ في أعصابها وترُ
كم مات نبضٌ ضريرٌ فوق غيم دمي
كأنما القلبُ يرثيه بيَ المطرُ
أنا تفلّتُ موالٍ بعاصفةٍ
تصيبني الأرضُ.. والجدرانُ تعتذرُ
إذا صحوتُ فرعشاتي تُقلّمني
ولو أغيبُ طواني في السدى قدرُ
ليستْ حياتي تمامًا ما أجرّبها
يا شهقة الطين.. هل روحي لها أثر؟!
(3)
أُجَاذبُني الطريقَ إلى غيابي
ودمعُ الأرض يعرجُ في سرابي
أجاذبني طفولةَ ضوء عشبٍ
تهدّجَ فوق غيمٍ من عذابِ
شغافُ الكون طيّعةٌ ولكنْ
بلا قلبٍ ستخفقُ في اغترابي
أنا الآتي، بلا زمنٍ سأحيا
تؤسطرني حياتي بالعقابِ
تهذّبُ موجَ نيراني الثواني
وتطفئُ نار أمواجي رغابي
فلا سطرٌ من الجنّات يصحو
ولا قمرٌ يخططُ في كتابي
بذهن الناي موالٌ.. سيحدو
شراييني بسيمفونيّ غابِ
ترائبه سيصقلها جنوني
وموسيقاه تشربها الروابي
على جبلٍ، توزعني طيورٌ
فآتيها، وأسعى في متابي
إلى المجهول أمضي عمق عمري
ومنذ ولدتُ ينسجني إيابي
(4)
خبزتُ الضوءَ في أنحاء قلبي
رغيفًا للمساكين الحيارى
مساكين الحنين إذا أحبّوا
تجوعُ الروحُ ليلا أو نهارا
بأعينهم شرودٌ مستهلٌّ
ونظراتٌ تعربدُ كالسكارى
لذا سوف الطريقُ يغار منهم
على حدقاته يُخفي المسارا
كتابُ الكون يخبرهم بمعنى
ويمحوه إذا عرفوا الديارا
إذا (ليلى) تواعدهم بيوم
تصيرُ قلوبهم -شوقًا- جدارا
هنا العشاقُ قد قتلوا جميعا
وأصبحت الشغافُ لهم مزارا
(5)
أراني والحياة شهيق طينٍ
على جذرٍ يُغصّنُه بريقي
أراني في خيالٍ من سُداها
تُنسّجني بلُحْمتها عروقي
وجرحُ الناي ينزفُ في وريدي
بموسيقى من الشجنِ الخفوقِ
مع الأيام لي قدرٌ كعمري
كجدرانٍ تسامرُ في الشقوقِ
تسابقني القيامةُ صوبَ روحي
وأسبقها بترحالي الغريقِ
أرى ظلي يحاورني.. وصدري
كصمتِ العشبِ ينقرُ من بروقي
فأهتفُ بي: أيا عدمي الموازي
تجرّدْ بي.. هنا وجهي الحقيقي
(الرياض – فبراير 2025)
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفسير حلم صبغ الشعر للرجل
تفسير حلم صبغ الشعر للرجل

مجلة سيدتي

timeمنذ 38 دقائق

  • مجلة سيدتي

تفسير حلم صبغ الشعر للرجل

في عالم تفسير الأحلام، يُعَدُّ حلم صبغ الشعر للرجل من الرموز الغنية بالدلالات النفسية والاجتماعية؛ فالشعر في التراث العربي يُمثِّل المكانة والقوة والهوية، فيما يشير تغييره أو تلوينه إلى رغبة في التجديد أو السعي نحو إخفاء جانبٍ ما من الذات؛ لذلك يتوقف معنى هذا الحلم على لون الصبغة المختار وحالة الرائي النفسية والاجتماعية، فقد يرمز اللون الداكن إلى البحث عن مزيد من الوقار والاستقرار، في حين يوحي اللون الفاتح برغبة في الانفتاح والتجدد. ابن سيرين تناول تفسير حلم صبغ الشعر للرجل موضحاً كيف يرتبط بمسارات التغيير الشخصي والثقة بالنفس لدى الرجل، مع الإشارة إلى الفروق بين الدلالات الإيجابية والتحذيرية وفق سياق الحلم وظروف الرائي. دلالات رؤيا صبغ الشعر في المنام لابن سيرين فسَّر ابن سيرين رؤيا صَبغ الشَّعر في المنام بالبشرى والأخبار السارة. وترمز هذه الرؤيا إلى الرزق الواسع والمال الوفير، كما قد تكون علامة على العمر الطويل يقضيه الرائي في العبادة والطاعات. وفي حال كان الرائي شخصاً صالحاً، فإن هذا الحلم يُؤَوَّل بالزيادة في العلم وصحة البدن، والسلامة من الشرور، وإذا كان صاحب الرؤيا فقيراً، دل منامه على أن الله تاب عليه وغفر له ذنوبه. ورؤيا صبغ الشعر في المنام تدل على الخير والسعادة ما لم يكن المنظر قبيحاً. وحلم تغيير لون الشعر وعدم ثبات اللون عليه يدل على النفاق والرياء، وحلم صبغ الشعر لشخص آخر يدل على مشاركة الناس في أفراحهم، وتقديم المساعدة والتستر عليهم. ومن رأى أنه يصبغ شعر امرأة معروفة في المنام؛ فإنه يتستر على أمرٍ قامت به، أما حلم صبغ شعر رجل معروف؛ فيدل على إقراضه المال أو الوقوف إلى جانبه وقت المحن. ورؤيا صبغ شعر شخص من الأقارب في المنام تدل على حدوث مناسبة عائلية. والحلم بشخص يصبغ لك شعرك في المنام يدل على محاولة الستر على عيوبك أو أسرارك، وربما دلـت على تلقيك المساعدة والعون من الآخرين، وتشير رؤيا شخص ميت يصبغ لك شعرك في الحلم إلى الصلاح في دينك. وحلم شخص معروف يصبغ لك شعرك يدل على نيلك منفعة منه، أما رؤيا شخص من الأقارب يصبغ لك شعرك في المنام فتدل على حصولك على حقوقك منهم. ورؤيا صبغ الشعر لشخص ما تدل على أنه سيتلقى بشرى بمناسبة سعيدة. وإذا رأى الشخص شعره مصبوغاً باللون الذهبي في حلمه؛ فهذا يدل على أنه يواجه كل الصعوبات والراحة النسبية بعد معاناة شديدة. وعندما يرى أنه يقوم بصبغ شعره باللون الأشقر فذلك الحلم دلالة على الفرج القريب من الله عز وجل وانتهاء الكوارث والأزمات التي يتعرض لها الرائي في حياته. وإن كان الرائي بعيداً عن الله ويفعل المعاصي؛ فتلك الرؤيا تُعَدُّ دلالة على تعرضه لبعض المشكلات التي تعكر من صفو حياته وتسبب له الحزن أو أنه تعرض للحسد من شخص يكرهه ويريد الأذية له. وحلم شخص ما بأنه يقوم بصبغ شعره باللون البني؛ فذلك بشارة للحالم بالخير الكثير، فسوف تتحسن جميع أحواله ويحصل على الثروة والجاه والسلطة وينجح في حياته العائلية والعملية، ولو كان الحالم صاحب أرض فسوف يزيد إنتاجها من المحاصيل الزراعية ويربح ربحاً كثيراً. ورؤيا صبغ الشعر في المنام باللون الأحمر وكان الرائي يمر بعلاقة عاطفية، فذلك الحلم دلالة على أن هذه العلاقة قوية بينه وبين الطرف الآخر ويتبادلان حباً قوياً. وحلم شخص أنه يقوم بصبغ شعره باللون الأسود فذلك الحلم يحمل معنيان الأول إن كان الحالم شخصاً يخشى الله فإنه سوف يتعرض لبعض التغيرات لحياته إلى الأفضل. والمعنى الثاني يتمثل لو أنه كان بعيداً عن الله عز وجل، فتلك الرؤيا دلالة على أن الحالم سوف يتعرض لبعض المشكلات والصراعات في حياته مع شخص قريب منه أو شخص من العائلة، وصبغ الشعر في الحلم قد يرمز إلى هروب الرائي من المسؤولية أو هروبه من مواجهة نتائج أفعاله. قد تودين متابعة: تفسير حلم صبغ الشعر الأشقر في المنام رؤيا صبغ الشعر في المنام للرجل ورؤيا شخص يصبغ شعرك في المنام تدل على الحصول على مساعدة في أمر مخفي. ورؤيا صبغ الشعر للرجل في المنام تدل على الأخبار السارة، وهو إشارة لبشارة خير. وإذا كان الرجل تقياً وصالحاً ورأى أنه يصبغ شعره باللون الأشقر؛ فإن ذلك دليل على فرج قريب من الله. في حين أن رؤيا الرجل العاصي يصبغ شعره الأشقر يدل على حدوث المشاكل التي ستعكر صفو حياته، وأنه سيتعرض لحقد ومطمع كبير وحسد من المحيطين به. ورؤيا صبغ الشعر في المنام للرجل تدل على إخفاء أعماله، وصبغ الشعر الأبيض أو الشيب في الحلم للرجل يدل على زوال هيبته، وإذا رأى الرجل أنه يصبغ شعره بنفسه في المنام فإنه يخفي ضعفه وحاجته، وحلم صبغ الشعر لشخص آخر للرجل يدل على كتمه أسرار الآخرين، وحلم الرجل بأن شعره مصبوغ باللون الذهبي، فهذا يدل على أنه سيواجه مشاكل كبيرة في حياته. ورؤيا الرجل يصبغ شعره في المنام يعني الخبر السار والبشارة. وإذا كان من الأشخاص الذين ارتكبوا الجرائم والمعاصي، فإن الحلم يدل على أنه سيواجه بعض المشاكل التي تزعج حياته وتسبب له الحزن. وحلم المتزوج بأن شعره مصبوغ، فهذا يدل على أنه يعيش حياة سعيدة مع زوجته وأولاده، وإذا رأى الرجل في منامه أنه يقوم بصبغ شعره باللون الأسود، وكان معروفاً ب التقوى والصلاح وإقامة الصلاة؛ فذلك إشارة لحسن سمعته، أما إن كان الرجل تاركاً للصلاة؛ فتلك الرؤيا ترمز لتعرضه لبعض المصائب أو تكون لقرب أجله لقدر الله. وقد يُشير ذلك إلى رغبته في تقوية شخصيته أو الظهور بمظهر أكثر جدية وهيبة. وإذا رأى الرجل في المنام أن يصبغ لون شعره بنياً فاتحاً؛ فهذا دليل على الزواج قريباً من فتاة جميلة وعلى خلق، والرجل الذي يرى في منامه أنه يقوم بصبغ شعره باللون الذهبي هو تحذير له من الوقوع في عدد من المشاكل أو الصعوبات. والرجل المتزوج الذي يرى في منامه أنه يقوم بصبغ شعر زوجته هو دليل على مدى حبه لها وجمالها في عينيه. وحلم الرجل أنه صبغ شعره باللون الأصفر، فهذه الرؤيا دليل على الشجاعة التي يتمتع بها. لكن إذا رأى في المنام أنه صبغ شعره باللون الأحمر؛ فهذا يعني أن بعض المشاكل الحتمية ستأتي والحل الوحيد هو مواجهتها بلا خوف. ورؤيا شعر الرجل مصبوغاً باللون الأسود في المنام دليل على تقدمه في السن أو أنه نادم على فعل أشياء في شبابه. ربما ترغبين في معرفة: تفسير حلم صبغ الشعر في المنام

لينا صوفيا تربك مشاعر كريم فهمي في الحلقة الخامسة من 220 يوم
لينا صوفيا تربك مشاعر كريم فهمي في الحلقة الخامسة من 220 يوم

مجلة هي

timeمنذ 43 دقائق

  • مجلة هي

لينا صوفيا تربك مشاعر كريم فهمي في الحلقة الخامسة من 220 يوم

تثير لينا صوفيا غضب كريم فهمي بسلوكها المراهق بعد أن ضبطها وهي مستسلمة لمحاولة مدرب الرقص تقبيلها، وذلك ضمن أحداث الحلقة الخامسة من مسلسل 220 يوم الذي يُعرض على قنوات إم بي سي بالتوازي مع منصة شاهد ضمن قائمة الأكثر مشاهدة على المنصة. تحولات نفسية لـ كريم فهمي بين أحلام وواقع "220 يوم" تتطور العلاقة بين بهية ووالديها أحمد (كريم فهمي) ومريم (صبا مبارك)، في خيال أحمد ليصل بها إلى سن المراهقة، حيث يشاهدها وهي تدخل في علاقة مع مدربها ومخرج عرض الباليه الذي تشارك فيه، والذي يؤدي دوره الممثل الصاعد علي السبع، ما ينبئ بعلاقة غير متكافئة لفارق السن بينهما، وعندما يراهما أحمد يستشيط غضباً ويعود بها إلى البيت ليعاقبها. هذا التطور اللافت في الأحداث يُسلّط الضوء على التحوّلات النفسية التي يعيشها أحمد كأب، بين الخيال والقلق، وبين الحب والسيطرة، كما يعكس ببراعة التوترات المعتادة في علاقة الآباء بأبنائهم خلال مرحلة المراهقة، لا سيما حين تختلط الأحلام بالواقع والمخاوف بالتجارب الأولى. تحولات نفسية لـ كريم فهمي بين أحلام وواقع "220 يوم" لينا صوفيا تتوهج في دور بهية وتثبت لينا صوفيا من خلال هذا الدور قدرتها على تجسيد ملامح الفتاة المراهقة المعقدة، ما بين التمرد والرغبة في الحب والانتماء، وتقدّم أداءً ناضجًا رغم صغر سنها، ما يجعل من شخصية "بهية" إحدى أبرز مفاتيح العمل الدرامي. 220 يوم عمل درامي مشحون بالعاطفة والتوتر، من إخراج كريم العدل، وتأليف محمود زهران، وسيناريو وحوار سمر بهجت ونادين نادر، وبطولة صبا مبارك، كريم فهمي، حنان سليمان، عايدة رياض، علي الطيب، لينا صوفيا وميرا دياب. لينا صوفيا تتوهج في دور بهية

الفنانة التشكيلية السعودية ومديرة استديو الطباعة بالشاشة الحريرية في معهد مسك فاطمة عبدالهادي: الفن يخلق جسوراً للتواصل
الفنانة التشكيلية السعودية ومديرة استديو الطباعة بالشاشة الحريرية في معهد مسك فاطمة عبدالهادي: الفن يخلق جسوراً للتواصل

مجلة سيدتي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مجلة سيدتي

الفنانة التشكيلية السعودية ومديرة استديو الطباعة بالشاشة الحريرية في معهد مسك فاطمة عبدالهادي: الفن يخلق جسوراً للتواصل

الفنُّ بالنسبةِ إلى الفنَّانة فاطمة عبدالهادي رحلةُ استكشافٍ لا تنتهي، ويعكسُ عمقَ الإنسانِ وهويَّته، ويحوِّلُ تحدِّياتِ الواقعِ إلى بصمةٍ، تُخلِّدُ الأثر، وتُلهِمُ الأجيال. وامتداداً لدورِ «سيدتي» الذي لا يكتفي برصدِ الفنِّ، بل ويحتفي بصُنَّاعه أيضاً، كان لنا هذا الحوارُ مع الفنَّانةِ التشكيليَّةِ حتى نستكشفَ الخيوطَ التي تنسجُ بها فاطمة حضورَها الإبداعي البهي، وأسلوبَها المتفرِّد الذي شكَّلت به مساحةً خاصَّةً في المشهدِ التشكيلي السعودي. حوار: عتاب نور تصوير: مشاعل الشريف فاطمة عبدالهادي بدايتنا مع عملكِ الفنِّي «جعلك بالجنة» الذي لفت الأنظارَ في «بينالي الفنون الإسلاميَّة 2025». حدِّثينا عن رؤيتكِ الفنيَّةِ في هذا العملِ، والعناصرِ المستخدمةِ ودلالاتها، وهل يهدفُ إلى تكريمِ شخصٍ معيَّنٍ؟ «جعلك بالجنة» عملٍ تركيبي، يُركِّز على الحالةِ الإنسانيَّةِ العميقةِ التي نمرُّ بها بعد الفقد. تلك المشاعرُ التي تتأرجحُ بين الحزنِ، والتأمُّلِ، والبحثِ عن «التشافي». أردتُ من خلال هذا العملِ خلقَ مساحةٍ حسّيَّةٍ وروحيَّةٍ، يعيشُ فيها الزائرُ تجربةً داخليَّةً، تُعيد وصلَه بذكرياته، وتمنحه لحظةَ سكونٍ وسلامٍ. استلهمتُ فكرةَ العملِ من عبارةٍ، كانت والدتي تُردِّدها دوماً «الريحانُ من رائحةِ الجنة». هي كانت بمنزلةِ دعاءٍ، وربما كانت وسيلةً وجدانيَّةً، نُعبِّر بها عن الحبِّ، والرحمةِ، والرجاءِ باللقاءِ في الجنة. من هنا، بدأتُ في تصميمِ العملِ على شكلِ حديقةٍ ضيِّقةٍ، تتكوَّن من مسارٍ، يمشي فيه الإنسانُ، ويتنقَّلُ بين الضوءِ والظلِّ، وكأنَّه يعبر رحلةً شخصيَّةً نحو التشافي. من الناحيةِ التقنيَّة، جمعَ العملُ بين الرسمِ ، والطباعةِ بالشاشةِ الحريريَّةِ على قماشٍ شفَّافٍ من شاشٍ مشدودٍ على هيكلٍ خشبي حيث استخدمتُ كميَّةً كبيرةً من أوراقِ الريحان، وطبعتها باحترافيَّةٍ، لتبدو مثل ظلالٍ، تتحرَّك مع الهواء، وتنثرُ عطرَها العذبَ في المكان. العملُ، يحمل بُعداً اجتماعياً ودينياً وروحياً في آنٍ واحدٍ، وتتقاطعُ فيه الطبيعةُ مع الإيمان، وتتمازجُ الرائحةُ بالضوء، والظلُّ بالذكرى. لم يكن العملُ تكريماً لشخصٍ بعينه، بل هو إهداءٌ لكلِّ الأرواحِ التي فارقتنا، ومناجاةٌ فنيَّةٌ، نُعبِّر بها عن امتناننا ودعائنا لهم بأن يكونوا في الجنة. كيف ترين دورَ التقنيَّةِ في تطويرِ الفنِّ التشكيلي السعودي بشكلٍ عامٍّ؟ التقنيَّةُ، تلعبُ دوراً محورياً في إعادةِ تشكيلِ ملامحِ الفنِّ التشكيلي السعودي، ولا أتحدَّثُ هنا عن الأدواتِ المستخدمةِ فقط، بل وأيضاً عن إسهامِ التقنيَّةِ في توسيعِ آفاقِ التفكير الفنِّي بحدِّ ذاته. لقد أتاحت للفنَّانين القدرةَ على تجاوزِ الحدودِ التقليديَّةِ للموادِّ والأساليب، وفتحت لهم المجالَ للتجريبِ الحرِّ، ما أضفى على التجربةِ البصريَّةِ أبعاداً أكثر تنوُّعاً وتركيباً، لذا هي لم تعد مجرَّد أدواتٍ مساندةٍ فحسب، بل أصبحت جزءاً من البنيةِ المفاهيميَّةِ للعملِ الفنِّي. من خلال التقنيَّة، صار في الإمكان ربطُ العملِ الفنِّي بمحيطه الحسِّي والزماني، وفتحُ حوارٍ مع جمهورٍ متنوِّعٍ من خلال وسائطَ مثل الطباعةِ الرقميَّةِ، والفنِّ التفاعلي، والفيديو. هذا الانفتاحُ، التقني، أسهم في خلقِ لغةٍ فنيَّةٍ متَّصلةٍ بجذورها الثقافيَّة، وأكثر اتصالاً بالعالم. بالنسبة لي، أرى أن احتضانَ التقنيَّة، يمنحُ الفنَّان حريَّةً أوسعَ للتجريب، ويُحفِّزه على إعادةِ التفكيرِ في الشكلِ والمضمون، وهو ما أعدُّه ضرورةً معاصرةً في تطوُّرِ الفنِّ، لا سيما في بيئةٍ ثقافيَّةٍ غنيَّةٍ وسريعةِ التطوُّرِ مثل السعوديَّة. لكِ مفاهيمكِ الخاصَّةُ حول الذاكرةِ والزمن، ما وسائلُكِ التي تحاولين من خلالها التعبيرَ عنها؟ الذاكرةُ والزمنُ، يتقاطعان مع التجربةِ الحياتيَّةِ بشكلٍ لا يمكن فصلُه، أو تجاهله، فهما امتدادٌ داخلي لما نعيشُه، ونفقدُه، ونحاولُ استعادته. أحاولُ تجسيدَ هذه المفاهيمِ في أعمالي من خلال وسائلَ، تمزجُ بين البصري والحسِّي، وأحياناً بين المادي والروحي، وأعتمدُ في ذلك على التكرارِ بوصفه وسيلةً لاستدعاءِ الذكريات. كأنَّه صدى، يتردَّدُ داخلَ العمل، ويمنحه طبقاتٍ من التراكمِ الزمني. كذلك أجدُ في الشفافيَّةِ أداةً بصريَّةً، تُعبِّر عن هشاشةِ اللحظات، وقابليَّةِ الذكرياتِ للظهورِ والاختفاء، تماماً مثل الذاكرةِ البشريَّة. وفي هذا السياق، هناك مجموعةٌ من العناصرِ المرتبطةِ بالذاكرةِ الحسيَّةِ في أعمالي مثل النباتاتِ، والروائحِ، والوصفاتِ الشعبيَّةِ، والأقمشةِ الشفَّافة، وكلّها موادُّ، تحملُ في طيَّاتها ظلالاً من الماضي. على سبيلِ المثال، استحضرتُ في عملي التركيبي «سيُشفى» وصفاتٍ علاجيَّةً موروثةً، تنتقلُ من جيلٍ إلى آخرَ، لتُعيدَ إحياءَ الأمل، بينما وظَّفتُ في «جعلك بالجنة» أوراقَ الريحان التي ارتبطت في ذاكرتي الشخصيَّةِ بعباراتِ أمي ودعواتها، لكي يتحوَّلَ العملُ إلى مساحةٍ، تستدعي من الذاكرةِ رائحتَها، وصوتَها، وحضورَها. الزمنُ في العملِ الفنِّي بالنسبةِ لي، لم يكن خطياً، بل دائرياً، ويعودُ، ويستحضرُ، ويتقاطعُ مع الذاكرة. يمكن أيضًا الاطلاع على بينالي الفنون الإسلامية 2025 منصة للحوار بين فنون العالم والفن الإسلامي الألمُ يخلقُ، أو يستفزُّ الطاقةَ المدفونةَ داخل الإنسان، في رأيكِ ما السمةُ الجوهريَّةُ التي تربطُ الألمَ بالفنِّ؟ الألمُ، ليس نهايةَ الشعورِ، وإنما بدايته. هو لحظةُ تأمُّلٍ عميقٍ، يُخرج من داخلنا أسئلةً وصوراً، لم نكن نراها من قبل، ويكشفُ عن طاقاتٍ وإمكاناتٍ كامنةٍ ما كانت لتظهرَ في الظروفِ العاديَّة. في الفنِّ، يتحوَّلُ الألمُ إلى وسيلةٍ للشفاء، وإلى دعاءٍ صامتٍ، أو ذاكرةٍ معلَّقةٍ. السمةُ الجوهريَّةُ التي تربطُ الألمَ بالفنِّ، هي قدرتُهما المشتركةُ على صقلِ الموهبة، واكتشافِ أنفسنا من جديدٍ، ما يمنحنا القدرةَ على تحويلِ الغيابِ إلى حضورٍ، والحزنَ إلى فعلٍ خلَّاقٍ، يحملُ في طيَّاته الأملَ والسكينة. لنعد إلى بداياتكِ الفنيَّة، ثم ما هي نقطةُ التحوُّلِ الحقيقيَّة في مسيرتكِ الفنيَّة؟ لم تكن بدايتي الفنيَّةُ ثمرةَ قرارٍ مفاجئ، بل تشكَّلت تدريجياً من خلال خبرةٍ تراكميَّةٍ، وتجاربَ يوميَّةٍ، أسهمت مجتمعةً في بلورةِ وعيي الفنِّي. نقطةُ التحوُّلِ الحقيقيَّة، جاءت عندما بدأت علاقتي مع الطباعةِ بالشاشةِ الحريريَّةِ، إذ حرَّضت فضولي، ودفعَتني للتعمُّقِ أكثر في هذه التقنيَّة. لاحقاً، شكَّلت مشاركتي في برنامجِ «إقامة برلين الفنيَّة» التي يُنظِّمها معهدُ مسك للفنون ضمن برامجِ الإقامةِ الدوليَّة لصقلِ مهاراتِ الفنَّانين السعوديين، وتعزيزِ حضورهم في المشهدِ الفنِّي العالمي، ثم تجربتي في التعليمِ، وتأسيسِ استديو الطباعةِ بالشاشةِ الحريريَّةِ في المعهد محطَّةً محوريَّةً أخرى، إذ لم يعد دوري يقتصرُ على إنتاجِ الأعمالِ فقط، بل وامتدَّ أيضاً إلى الإسهامِ في بناءِ بيئةٍ تعلُّميَّةٍ ومجتمعيَّةٍ، شعرت خلالها بأن الفنَّ، ليس مساراً فردياً فحسب، بل هو مسؤوليَّةٌ تشاركيَّةٌ كذلك تجاه المشهدِ الثقافي والفنِّي. ما مصادر إلهامك الفني والهوية الخاصة التي تحاولين خلقها؟ يتغذَّى إلهامي الفنِّي من التقاءِ الذاكرةِ الشخصيَّةِ بالثقافةِ، والموروثِ الشعبي، إلى جانبِ ارتباطي العميقِ بالحواس، والعناصرِ الطبيعيَّةِ التي تبدو بسيطةً، لكنَّها تختزنُ داخلها الرمزيَّةَ والحنين. أستمدُّ رؤيتي الفنيَّةَ أحياناً من الروائحِ، والضوءِ، والظلِّ، والنسيج، فهي وسائطُ حسّيَّةٌ، تُفعِّل الذاكرة، وتستحضرُ الغياب، وفي أحيانٍ أخرى، أجدُ في الطباعةِ بالشاشةِ الحريريَّةِ مساراً للتأمُّلِ البصري، والبطء المدروسِ الذي يجمعُ بين التقنيَّةِ، واللمسةِ الإنسانيَّة. أمَّا الهويَّةُ الفنيَّةُ التي أسعى إلى تشكيلها، فهي هويَّةٌ حسّيَّةٌ روحانيَّةٌ، تُعنى بترميمِ العلاقةِ بين الإنسانِ وذاته، وبينه وبين العالمِ الطبيعي والروحي من حوله. أنا لا أقدِّمُ الفنَّ بوصفه موضوعاً منفصلاً عن الحياة، بل بوصفه حالةً، يمكن معايشتها، وأؤمن بأن دورَ الفنَّان، لا ينحصرُ في الإنتاجِ الفنِّي، بل يتعدَّاه إلى خلقِ بيئاتٍ معرفيَّةٍ ومجتمعيَّةٍ حاضنةٍ، وهو ما أمارسه اليوم من خلال تدريسي وقيادتي استديو الطباعةِ بالشاشةِ الحريريَّة في معهد مسك للفنون حيث أسهمُ في تمكين الجيلِ الجديدِ من الفنَّانين، وصياغةِ مشهدٍ فنِّي سعودي أكثر وعياً وارتباطاً بجذوره. من خلال مشاركاتكِ في معارضَ عالميَّةٍ، هل ترين أن الفنَّ لغةٌ عالميَّةٌ تتجاوزُ الحدودَ والاختلافات؟ بالطبع. تأكَّد لي أن الفنَّ لغةٌ حسّيَّةٌ، تتجاوزُ اختلاف الثقافاتِ واللغات. على الرغمِ من تنوُّعِ الخلفيَّاتِ الثقافيَّةِ والاجتماعيَّة إلا أنني وجدتُ أن القضايا الإنسانيَّةَ مثل الفقدِ، والذاكرةِ، والحنين، تلامسُ المتلقِّي في كلِّ مكانٍ. مع أن أعمالي، تنطلقُ من خصوصيَّةٍ شخصيَّةٍ، لكنَّها تُستَقبلُ بروحٍ مشتركةٍ، وهذا ما يجعلُ للفنِّ قدرةً فريدةً على خلقِ جسورٍ غير مرئيَّةٍ للتواصلِ بين البشر. ما رأيك بالاطلاع على بينالي الفنون الإسلامية 2025 استكشاف في عمق المعاني الإيمانية حدِّثينا عن مشاركتكِ في معرضِ «فنّ المملكة» بمحطَّته الثانيةِ في الرياض، وتحديداً بالمتحفِ السعودي للفنِّ المعاصرِ في جاكس؟ قدَّمتُ في الحدثِ عملاً تركيبياً، حملَ عنوان »سيُشفى«، وهو مستوحى من وصفاتٍ علاجيَّةٍ قديمةٍ، تمرُّ بين الأجيال، وجمعتُ فيه بين الطباعةِ بالشاشةِ الحريريَّة، ورسوماتِ الفحمِ على قماشٍ شفَّافٍ، واستحضرتُ العلاقةَ بين الإنسانِ والطبيعةِ باستخدامِ النباتاتِ والروائحِ لتحفيز الشعورِ بالأملِ والتعافي، الجسدي والروحي. مع التطوُّراتِ التي تعيشها الحركةُ الفنيَّةُ محلياً، ما طموحكِ المستقبلي؟ أطمحُ إلى الاستمرارِ في استكشافِ العلاقةِ بين الذاكرةِ والمادة، وتوظيفِ عناصرَ حسَّيَّةٍ مثل الظلِّ، والرائحةِ في أعمالي المستقبليَّةِ لإعادة بناءِ لحظاتٍ إنسانيَّةٍ عميقةٍ، ترتبطُ بالحنينِ والشفاء. أؤمن بأن مستقبلَ الفنِّ، يكمن في التجريبِ والبحث، والعودةِ إلى التفاصيلِ الصغيرةِ التي تحملُ المعنى. أمَّا على المدى البعيد، فأطمح إلى توسيعِ نطاقِ مشاركاتي الفنيَّةِ عالمياً، وابتكارِ مساحاتٍ تعليميَّةٍ وفنيَّةٍ، تُعزِّز التبادلَ الثقافي، وتُلهِمُ جيلاً جديداً من الفنَّانين السعوديين. ما أكبرُ التحدِّياتِ والعراقيلِ التي واجهتكِ في مسيرتكِ الفنيَّة؟ مثل أي مسيرةٍ فنيَّةٍ، لم تخلُ تجربتي من التحدِّيات. كان من أبرزها إيجادُ المساحةِ الكافيةِ للتجريب، وتطويرُ أسلوبٍ تعبيري خاصٍّ بي، إلى جانبِ التوازنِ بين التعلُّمِ المستمرِّ، والممارسةِ المهنيَّة. كذلك، شكَّل العملُ في بيئاتٍ متعدِّدةٍ ثقافياً وتقنياً تحدياً، تطلَّبَ مني مرونةً وانفتاحاً دائمين. مع الوقت، أدركتُ أن هذه التحدِّيات جزءٌ لا يتجزَّأ من الرحلةِ الفنيَّة، فهي تصقلُ التجربة، وتمنحها عمقاً ومسؤوليَّةً. ما أهمُّ الإنجازاتِ والجوائزِ التي تفتخرين بها في مشواركِ الفنِّي؟ أعتزُّ بعددٍ من المحطَّاتِ التي أسهمت في تشكيلِ مسيرتي الفنيَّة، من أهمِّها مشاركتي بمعارضَ دوليَّةٍ في برلين، ونيويورك، والمغرب، وفي برامجِ إقامةٍ فنيَّةٍ مرموقةٍ. أيضاً أفتخرُ بتأسيسِ استديو الطباعةِ بالشاشةِ الحريريَّة في معهد مسك للفنون، إذ تحوَّلَ إلى منصَّةٍ تعليميَّةٍ وإبداعيَّةٍ، تسهمُ في تمكين الفنَّانين المحليين. هذه المحطَّاتُ مجتمعةً إنجازاتٌ فنيَّةٌ، وتجاربُ إنسانيَّةٌ ومعرفيَّةٌ، عمَّقت رؤيتي، وأَثرَت ممارستي الفنيَّة. يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store