logo
اعتداءات غير مسبوقة للمستوطنين تهدد فلسطينيي الضفة بالعطش

اعتداءات غير مسبوقة للمستوطنين تهدد فلسطينيي الضفة بالعطش

الجزيرة٢٢-٠٧-٢٠٢٥
رام الله- ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها المستوطنون على نبع عين سامية، المغذي الرئيسي بالمياه لقرية كفر مالك الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة رام الله ، ولكنها بالنسبة لأهالي البلدة هي الأصعب.
وهذا الاعتداء كان الأوسع والأكثر ضررا مما سبق، إذ أدى لانقطاع المياه عن حوالي 4 آلاف فلسطيني يسكنون البلدة.
وتعتمد قرية كفر مالك بالكامل على مياه هذه العين، وفق ما يؤكد ماجد معدي نائب رئيس مجلسها المحلي، كما تغيب البدائل لديهم في حال استمر انقطاع المياه لفترة طويلة، وهو ما ينذر بكارثة "فهي مسألة حياة أو موت" كما يوضح معدي للجزيرة نت.
ولا يقتصر الضرر الواقع فقط على قرية كفر مالك، إذ إن أكثر من 19 قرية فلسطينية تقع شمال شرق رام الله تعتمد بشكل كلي على هذه المياه، إلى جانب 14 قرية تعتمد عليها بشكل جزئي، مما يرفع عدد المتضررين إلى أكثر من 100 ألف فلسطيني تعتبر عين سامية المغذي الرئيسي لهم.
وتعتبر هذه الآبار شريان الحياة للمنطقة الممتدة من قرية كفر مالك (شمال شرق رام الله) وحتى منطقة الأغوار التي تشكل 29% من أراضي الضفة الغربية ، والتي تسعى إسرائيل من خلال المخططات الاستيطانية للسيطرة عليها.
اعتداءات متصاعدة
وفي تفاصيل ما جرى، أوضح معدي أن مستوطنين من مستوطنة "كوكبة الصباح القريبة" يقومون باستمرار بالاعتداء على محطة آبار عين سامية على أراضي القرية، ويتعمدون تخريب أنابيبها، وقطع الكهرباء، وإتلاف كاميرات المراقبة، وقطع الاتصال مع محطات التحكم الآلي التي تم تركيبها عوضا عن العمل اليدوي الممنوع على الفلسطينيين.
ويضيف أن هذه المحطات تبعد أقل من 400 متر عن قرية كفر مالك، ولكن الوصول إليها أصبح صعبا بعد أن أغلق الاحتلال والمستوطنون الطريق، وهو ما يعني الحاجة لسلوك طريق تتجاوز طولها 35 كيلومترا للوصول إليها من الجهة المقابلة للقرية.
فبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحولت اعتداءات المستوطنين المتكررة إلى هدف منع كل أصحاب الأراضي من الوصول إليها، إلى جانب تهجير البدو المقيمين في المنطقة، والتحكم الكامل فيها. ولذا أصبح من غير الممكن الوصول إلى العين دون تنسيق أمني مع "الارتباط الإسرائيلي" التابع لـ جيش الاحتلال.
محاولات الإصلاح
تعمل طواقم مصلحة مياه محافظة القدس ، وهي الشركة التي تقوم بضخ المياه من هذه الآبار وتوزيعها على القرى، على إصلاح الأعطال التي يتسبب بها المستوطنون، إلا أن كل مرة يكون الاعتداء أكبر ويحتاج لوقت وأدوات أحدث.
ويقول مدير الإعلام بمصلحة المياه فارس المالكي إن "هذا الاعتداء يأتي بعد أيام من الاعتداء السابق، ولكن هذه المرة بشكل أوسع، ومما حصل هذه المرة هو قطع كل خطوط الاتصالات والإنترنت عن المحطة المركزية، وأوقف المضخات الموجودة في الآبار بشكل تام".
وعن البدائل الموجودة في حال استمر العطل، يقول المالكي للجزيرة نت إنه لا يوجد بديل للقرى التي تعتمد بشكل كلي على هذه المياه في حال استمرت هذه الاعتداءات، وأضاف "نحن نتحدث عن كارثة إنسانية حقيقية وتعطيش لكل هذه القرى".
ولكن الخطط البديلة إستراتيجيا -كما يقول المالكي- هي مد خطوط مياه تخرج من هذه القرى مباشرة، الأمر الذي يتطلب سنوات من العمل وموافقات إسرائيلية مسبقة.
بيئات طاردة
تاريخيا، تعد هذه الآبار ملكا لمصلحة مياه القدس، والتي تقدم خدماتها لمدينتي رام الله والبيرة و10 مدن وبلديات أخرى، بالإضافة لأكثر من 43 قرية، و5 مخيمات للاجئين، وتغطي الجزء الشمالي للمدينة الفلسطينية المقدسة.
وقد تم حفر عين سامية بالتزامن مع بدء تأسيس الشركة عام 1966، أي قبل سيطرة إسرائيل على الضفة واحتلالها عام 1967. ويستخرج منها ما نسبته 12 ألف متر مكعب من المياه، أي ما نسبته 12% من المياه التي يتم توريدها للشركة.
ويعتبر المتابعون للشؤون الاستيطانية أن مشهد تخريب أنابيب المياه في آبار عين سامية لا ينفصل عن المشهد العام لمساعي المستوطنين من أجل السيطرة على الأراضي في الضفة وتحويلها إلى بيئة طاردة للفلسطينيين.
وبحسب مدير عام معهد الأبحاث التطبيقية بالقدس جاد إسحاق، فقد سيطر المستوطنون على 45 عين مياه في المنطقة الممتدة ما بين شرق رام الله حتى الاغوار، وهي الينابيع التي كانت تتيح للمزارعين العيش في تلك المناطق.
ويؤكد في حديثه للجزيرة نت أن "قضية عين سامية تعد أكثر خطورة، إذ إن قرى كاملة أصبحت في دائرة التهديد بالتعطيش".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المغرب يرسل مساعدات إنسانية وطبية عاجلة لقطاع غزة
المغرب يرسل مساعدات إنسانية وطبية عاجلة لقطاع غزة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

المغرب يرسل مساعدات إنسانية وطبية عاجلة لقطاع غزة

أعلنت الخارجية المغربية الأربعاء إرسال 180 طنا من المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني وخاصة سكان قطاع غزة الذي يواجه حرب إبادة وتجويع إسرائيلية منذ 22 شهرا. وذكر بيان الخارجية أن المساعدات التي أمر الملك محمد السادس بارسالها، تتكون من مواد غذائية أساسية، ومن الحليب ومواد موجهة بالخصوص للأطفال، وكذلك أدوية ومعدات جراحية، كما تضم أغطية وخيما مهيأة وتجهيزات أخرى. وقالت الخارجية المغربية إن المساعدات سترسل عبر مسار خاص سيمكن من إيصالها بشكل سريع ومباشر للمستفيدين الفلسطينيين. وبوتيرة شبه يومية، تشهد مدن مغربية احتجاجات شعبية داعمة لغزة، منذ بدء إسرائيل حربها المدمرة على القطاع الفلسطيني في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتواصل إسرائيل بدعم أميركي حربها على غزة، مخلفة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح العشرات.

كندا تعلن رسميا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر
كندا تعلن رسميا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

كندا تعلن رسميا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر

أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني ، مساء الأربعاء، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، وأوضح أن هدفه هو الإبقاء على فرص حل الدولتين. وقال كارني، في مؤتمر صحفي "نعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025". وأضاف أن هذه الخطوة مشروطة بالتزام السلطة الفلسطينية بإصلاحات تتضمن إصلاحا جذريا للحوكمة وإجراء انتخابات عامة في عام 2026 لا يمكن لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المشاركة فيها. ولطالما أكدت كندا أنها لن تعترف بدولة فلسطينية إلا في ختام محادثات سلام مع إسرائيل. لكن كارني قال إن الواقع على الأرض، بما في ذلك تفشي الجوع في غزة، يعني أن "فرصة قيام دولة فلسطينية تتلاشى أمام أعيننا". وقال إن من بين الأسباب أيضا التهديد الواسع لحماس على إسرائيل وتسارع بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية فضلا عن تصويت بالكنيست يدعو لضم الضفة الغربية. وأضاف كارني "تندد كندا بتهيئة الحكومة الإسرائيلية الظروف لحدوث كارثة في غزة". ويأتي الموقف الكندي بعد يوم واحد على إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الثلاثاء أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين بحلول سبتمبر/أيلول ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة وتلتزم بحل الدولتين وتمتنع عن ضم الضفة الغربي ة. ترحيب فلسطيني فرنسي من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرئيس الوزراء الكندي مارك كارني خلال اتصال هاتفي الأربعاء "تثمينه" موقف أوتاوا "التاريخي" باعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن عباس تلقى اتصالا هاتفيا من كارني أبلغه خلاله الأخير عزمه الاعتراف بدولة فلسطين، مشيرة إلى أنّ الرئيس الفلسطيني "ثمّن الموقف الكندي التاريخي (…) الذي سيعزّز السلام والاستقرار والأمن في المنطقة" وشدّد على أنّ "هذا الموقف الشجاع يأتي في لحظة تاريخية مهمة لإنقاذ حلّ الدولتين المدعوم دوليا". بدوره أعلن قصر الإليزيه مساء الأربعاء أنّ فرنسا ترحّب باعتزام كندا الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل و"ستواصل جهودها" من أجل أن تحذو دول أخرى حذوها. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان "يسعدنا أن نتمكن من العمل مع كندا لإحياء آفاق السلام في المنطقة. سنواصل جهودنا من أجل أن ينضمّ آخرون إلى هذا الزخم في إطار التحضيرات للجمعية العامة"، مشيرة إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحث هذه المسألة "في وقت سابق الأربعاء" مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني. وكانت إسرائيل أعربت الأربعاء عن إدانتها لاعتزام كندا الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرة إعلان رئيس الوزراء الكندي بهذا الخصوص بأنّه "حملة ضغط دولية مشوّهة" لن تؤدّي إلا إلى "تعزيز موقف حماس على طاولة المفاوضات في لحظة حرجة". وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو ، الأربعاء، أن 15 دولة وجّهت نداء جماعيا تعتزم فيه الاعتراف بدولة فلسطين، وذلك عقب اختتام مؤتمر حل الدولتين في نيويورك الذي عقد يومي الاثنين والثلاثاء.

700 شهيد وجريح بمجزرة إسرائيلية بحق منتظري المساعدات شمال غزة
700 شهيد وجريح بمجزرة إسرائيلية بحق منتظري المساعدات شمال غزة

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

700 شهيد وجريح بمجزرة إسرائيلية بحق منتظري المساعدات شمال غزة

ارتفع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء بحق منتظري المساعدات شمالي قطاع غزة ، إلى 51 شهيدا و648 مصابا، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال استهداف المدنيين في خيام النزوح، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى إضافيين. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في وقت متأخر من مساء الأربعاء أن الاحتلال ارتكب مجزرة بمنطقة "السودانية" شمال القطاع حيث استشهد خلال نحو 3 ساعات 51 فلسطينيا وأصيب 648 آخرون، أثناء توجههم للحصول على مساعدات غذائية وصلت عبر شاحنات من منطقة زيكيم، وسط ظروف مجاعة خانقة يفرضها الحصار الإسرائيلي منذ أشهر. وأشار المكتب إلى أن 112 شاحنة مساعدات دخلت أمس الأربعاء وتعرّضت غالبيتها للنهب نتيجة الفوضى الأمنية، وذكّر بأن قطاع غزة يحتاج يوميا إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة إغاثة ووقود، لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية. وأكد المكتب الإعلامي أن هذه المجزرة وما سبقها من جرائم مماثلة تؤكد أن الاحتلال يستخدم الجوع كسلاح حرب، ويستهدف بدم بارد المدنيين الباحثين عن لقمة العيش، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية. وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسسات العدالة الدولية بالتحرك لفتح المعابر فورا وكسر الحصار، وتأمين دخول العون الإنساني بما في ذلك حليب الأطفال. وحمّل الاحتلال والدول الداعمة لعدوانه المسؤولية كاملة عن الجرائم المروعة التي تستهدف سكان قطاع غزة. وكانت مصادر في مستشفيات غزة أفادت في وقت سابق باستشهاد 86 فلسطينيا منذ فجر الأربعاء، بينهم 71 من طالبي المساعدات، في حين تشتد المجاعة في أرجاء القطاع، وتحصد مزيدا من أرواح الفلسطينيين. ونفذ الجيش الإسرائيلي ، الأربعاء، قصفا جويا ومدفعيا على عدة مناطق في قطاع غزة، وذلك على الرغم من ادعائه "هدنة إنسانية" في 3 مناطق ذات كثافة سكانية عالية. وتواصل إسرائيل بدعم أميركي حربها على غزة، مخلفة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح العشرات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store