
دانيال موس يكتب: لماذا لا يواجه العالم حرب ترامب التجارية؟
فقد اعتبر القيود التجارية التي فُرضت خلال فترة الكساد الكبير واحدة من أبشع الجرائم في القرن.
ومن الصعب تخيل أن كلايتون، الذي كان يرى أن التجارة الحرة لا تقل أهمية لتحقيق الازدهار عن المساعدات الأمريكية وضمانات الأمن، سيوافق ولو بشكل غير مباشر على مساعي دونالد ترامب لإعادة تشكيل التجارة.
هذا الاضطراب الذي تسبب فيه البيت الأبيض، ودفع بالرسوم الجمركية إلى مستويات لم تُسجل منذ قانون 'سموت-هاولي' عام 1930، سيكون مكلفاً، حتى وإن لم يكن الثمن الكامل واضحاً فوراً.
لم يتعرض الاقتصاد العالمي حتى الآن لبعض أسوأ التداعيات التي كانت متوقعة في أبريل.
الطلب على الأصول الأمريكية لا يزال صامداً رغم الجاذبية السطحية لفكرة 'بيع أمريكا'.
وصندوق النقد الدولي لا يتوقع أن يتهاوى النمو فجأة، والتضخم لم ينفلت. فهل تم تجنب الرصاصة، أم أن الصدمة أخّرت الألم؟.
ما موقف شركاء أمريكا من الحرب التجارية؟
اللافت أن الدول لا تصطف تماماً للرد بالمثل. باستثناء الصين، التي صعّدت وتراجعت لتواكب إيقاع البيت الأبيض، لم يكن هناك الكثير من إجراءات الانتقام التجاري.
وكتب محللو 'جيه بي مورجان تشيس' في مذكرة حديثة: 'ليست حرباً حين يقاتل طرف واحد فقط'.
وأضافوا: 'العبء الرئيسي للحرب التجارية سيأتي من زيادات الرسوم الجمركية الأمريكية، لكننا كنا نتوقع أيضاً رداً واسعاً من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وهو ما لم يحدث، بل إن الحواجز أمام الصادرات الأمريكية انخفضت'. 'فريق ترامب يتباهى بإعادة تشكيل نظام نشأ من أفكار حقبة ما بعد الحرب، لكن هذا الغرور قد يثبت في النهاية أنه في غير محله'
هذا لا يعني أن الأضرار معدومة. فثقة الشركات تراجعت لكنها لم تسقط تماماً، والإنفاق الرأسمالي سيكون مقيّداً.
ورغم أن احتمالات الركود ما زالت مرتفعة، يبقى تحقيق نتيجة أفضل أمراً وارداً بقوة.
هذا التفاؤل الحذر، أو التشاؤم المخفف، يختلف عن التحذيرات القاتمة السابقة.
فقد دعت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، القادة للاستعداد لأسوأ السيناريوهات التي قد تجر فيها الولايات المتحدة العالم إلى صراع اقتصادي مدمر.
ولم يخفِ رئيس وزراء سنغافورة، الدولة-المدينة التي ازدهرت في ذروة التجارة الحرة، امتعاضه قائلاً إن الرسوم الجمركية ليست أفعال أصدقاء.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن العلاقات مع الولايات المتحدة ستتغير إلى الأبد.
أما الرئيس الصيني شي جين بينج فقد وازن بين مجاراة التحركات الأمريكية وخفض حدة خطابه وإجراءاته حين يلزم الأمر، فيما مددت واشنطن وبكين الأسبوع الماضي تعليق الزيادات الجمركية لمدة 90 يوماً، وهو الأحدث في سلسلة من التجميدات.
ما موقف الهند والبرازيل من الحرب التجارية؟
الهند، التي كانت هدفاً لبعض التوقعات المتفائلة مع تباطؤ الاقتصاد الصيني، تُعد واحدة من الاقتصادات الكبرى القليلة التي لم تبرم صفقة مع ترامب.
لكن رئيس الوزراء ناريندرا مودي لم يتخذ إجراءات مماثلة أو يُظهر رغبة في الانتقام من الشركات الأمريكية.
صحيح أن هناك استياءً وجروحاً معنوية، إذ رفض محافظ بنك الاحتياطي الهندي ادعاء ترامب بأن التجارة هناك قد ماتت، مؤكداً أن الهند تسهم في النمو العالمي بنحو 18% مقارنة بحوالي 11% للولايات المتحدة، ومشدداً على أن الاقتصاد المحلي في وضع جيد.
وهذه الأرقام قريبة من تقديرات صندوق النقد الدولي، لكنها تغفل حقيقة أن حجم الاقتصاد الأمريكي يفوق بكثير نظيره الهندي.
أما البرازيل، التي تكافح لتحقيق ذاتها، فهي أيضاً ترفض الانحناء.
الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يرفض الاعتماد على الولايات المتحدة ويريد أن تُعامَل بلاده بالمثل، في حين لا يرضى ترامب عن قضية ضد سلف لولا بتهمة التخطيط لانقلاب.
وتعمل البرازيل على تطوير بديل للدولار وتعوّل كثيراً على روابطها التجارية مع مجموعة 'بريكس' للاقتصادات الناشئة.
كثير من هذه الدول، وأعضاء محتملين في المجموعة، عقدوا صفقات مع ترامب أو يُرجح أن يفعلوا ذلك، والبرازيل ستتوصل في النهاية إلى ترتيب ما.
هل نجح ترامب في الحرب التجارية؟
فهل نجح ترامب في تمرير خطته؟
مساعدوه راهنوا على أن الوصول إلى السوق الأمريكية فرصة لا يمكن تفويتها، وربما كانوا على حق.
لكن من السذاجة الاعتقاد أن الأمر لن تكون له تكلفة. فالاقتصاد العالمي تباطأ لكنه لم ينهَر، والأجانب لا يزالون يشترون سندات الخزانة الأمريكية، ومن شبه المؤكد أن يظل الدولار محور النظام المالي لسنوات مقبلة.
لكن الدول التي أُهينت لن تنسى هذه التجربة. اقتصادات آسيا ستواصل النمو، وسيزداد الإغراء بالاندماج الأعمق مع الصين.
وقد تنقلب جهود ترامب لتقويض النظام القائم ضده في النهاية، لكن ليس هذا العام.
كان كلايتون، الذي أصبح كبير المسؤولين الاقتصاديين في وزارة الخارجية، يرى أن التجارة القوية بين دول أوروبا الغربية المدمرة لا تقل أهمية عن إعادة الإعمار المادي.
فالاضطراب الاقتصادي الناجم عن الحرب كان قد تم التقليل من شأنه، وكان يعتقد أن الرأسمالية يمكن أن تنعش القارة وتمنع الانهيار السياسي في دول محورية.
ووفقاً لكتاب بن ستايل خطة مارشال: فجر الحرب الباردة، أصر كلايتون على أن الولايات المتحدة 'يجب أن تدير هذا المشهد'.
أما فريق ترامب فيتباهى بإعادة تشكيل النظام الذي نشأ من أفكار حقبة ما بعد الحرب، لكن هذا الغرور قد يثبت في النهاية أنه في غير محله. بقلم: دانيال موس، كاتب مقالات رأي لدى 'بلومبرج' المصدر: وكالة أنباء 'بلومبرج' : الهندالولايات المتحدة الأمريكيةترامب
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البورصة
منذ 15 دقائق
- البورصة
أسهم إنتل تهبط بعد أنباء عن دراسة إدارة ترامب الاستحواذ على 10% من الشركة
تراجع سهم شركة 'إنتل' الأميركية المدرجة في بورصة ناسداك بنسبة 5%، بعد تقرير نشرته وكالة 'بلومبرج' أفاد بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس الاستحواذ على نحو 10% من الشركة. وبحسب تقرير بلومبرج، تدرس الحكومة الفدرالية تحويل جزء أو كامل المنح المخصصة لإنتل بموجب قانون الرقائق والعلوم، والتي تبلغ قيمتها 10.9 مليار دولار، إلى حصص ملكية. وبناءً على القيمة السوقية الحالية للشركة، فإن حصة 10% تُقدر بنحو 10.5 مليار دولار. وأوضح التقرير أن حجم الحصة المحتملة، وما إذا كانت الإدارة ستمضي قدماً في تنفيذ الخطة، لا يزال غير محسوم. البيت الأبيض من جانبه لم يؤكد التفاصيل الواردة في التقرير، فيما أشار إلى أن المناقشات ما زالت جارية. كما كشف التقرير أن الإدارة قد تدرس أيضاً تحويل منح أخرى ضمن قانون الرقائق إلى حصص ملكية في شركات مختلفة، غير أن مدى دعم هذا التوجه داخل الحكومة لم يتضح بعد. وكانت الأنباء حول الاستثمار الحكومي المحتمل قد دفعت أسهم 'إنتل' الأسبوع الماضي إلى قفزة بلغت 23%، مسجلةً أفضل أداء أسبوعي منذ فبراير الماضي. لكن المستثمرين أعادوا تقييم التداعيات يوم الاثنين، : الولايات المتحدة الأمريكيةترامب


فيتو
منذ 18 دقائق
- فيتو
ترامب يقطع اجتماعه بزعماء أوروبا للاتصال ببوتين
ذكرت صحيفة بيلد الألمانية، الإثنين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطع محادثاته في واشنطن مع قادة أوروبا ليتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت بيلد أنه من المقرر استئناف الاجتماعات بعد المكالمة، التي كان ترامب قد قال في البداية إنه سيجريها بعد الانتهاء من المحادثات. ويرافق زعماء ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وفنلندا والاتحاد الأوروبي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي في زيارته إلى واشنطن، بالإضافة إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي. في سياقٍ متصل، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال محادثات السلام مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة آخرين بالاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين، عقد اجتماع رباعي في المستقبل حول أوكرانيا يضم أوروبا. وقال إن فكرة عقد اجتماع ثلاثي، يضم الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، 'مهمة جدًّا، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإصلاح الأمر'، لكنه اقترح أن تشارك أوروبا أيضًا، دون أن يحدد من الذي يجب أن يتحدث باسم القارة. وأضاف ماكرون، بحسب نص من المجموعة الصحفية التي تغطي الاجتماع، 'كمتابعة، سنحتاج إلى الاجتماع الرباعي، لأننا عندما نتحدث عن الضمانات الأمنية فإننا نتحدث عن أمن القارة الأوروبية بأكملها'. وتابع 'لهذا السبب نحن جميعا متحدون هنا مع أوكرانيا'. وحضر اجتماع في البيت الأبيض أيضا قادة بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الذين سافروا إلى واشنطن لإظهار تضامنهم مع أوكرانيا والحث على منح كييف ضمانات أمنية قوية في أي تسوية بعد الحرب. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


24 القاهرة
منذ 18 دقائق
- 24 القاهرة
دونالد ترامب وعائلته متهمون بجني أكثر من 3 مليارات دولار خلال فترة رئاسته.. ما القصة؟
كشف موقع RadarOnline، اتهامات تشير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعائلته قد جنوا مليارات الدولارات خلال فترة رئاسته، عبر صفقات واستثمارات بالاستفادة من موقعه السياسي. ووفقًا للتقارير، فإن ترامب وأفراد أسرته بما في ذلك الأبناء والزوجات، قد يحققون ما يزيد على 3.4 مليار دولار من مشاريع عقارية واستثمارات متنوعة، أبرزها برج جديد في السعودية، وملعب جولف في قطر، وفندق فاخر في دبي بقيمة مليار دولار. دونالد ترامب وعائلته متهمون بجني أكثر من 3 مليارات دولار خلال فترة رئاسته إلى جانب المشاريع العقارية، تورطت العائلة في مجالات أخرى مثيرة للجدل؛ من بينها الاستثمار في العملات المشفرة، والترويج لمنتجات تجارية خاصة، فضلًا عن إدارة نادٍ حصري للأعضاء في واشنطن. كما أشارت تقارير إلى أن ترامب استغل حصته البالغة 42% في "مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، عبر استبدال الأسهم المتضخمة بعملة البيتكوين، مما وفر له تدفقات مالية تقدر بمليار دولار خلال الشهرين الماضيين. تحذيرات من تضارب المصالح الصحفي ديفيد كيركباتريك من نيويوركر صرّح لشبكة MSNBC أن "وتيرة الصفقات التي تنفذها العائلة توحي بأنهم لا يرفضون أي فرصة متاحة". وأضاف: لو كنتُ حكومة أجنبية تبحث عن وسيلة لكسب ود الرئيس، فسأرى هذا الشغف بالمال وأفكر: نعم، قد أنجح بالتعامل مع منظمة ترامب. وفي المقابل، رفض البيت الأبيض هذه المزاعم بشدة، حيث أكدت المتحدثة الرسمية كارولين ليفيت أن ترامب لم يحقق أي أرباح من رئاسته، مشيرة إلى أنه "خسر مئات الملايين من الدولارات أثناء خدمة بلاده. وتابعت: الرئيس ترامب مارس دائمًا النزاهة والشفافية، والشعب الأمريكي يحبه لأنه رجل أعمال ناجح ضحية جيفري إبستين تكشف تفاصيل لقاء غريب جمعها بدونالد ترامب داخل مكتب الملياردير عام 1995 انقسام بين المنتقدين والمؤيدين نجل الرئيس، إريك ترامب، دافع بدوره عن عائلته قائلًا: إذا كانت هناك عائلة واحدة لم تستفد من السياسة، فهي عائلة ترامب. أما ريتشارد بينتر، كبير محامي الأخلاقيات في البيت الأبيض خلال إدارة جورج بوش الابن، فوصف الوضع بأنه غير مسبوق ومثير للصدمة، محذرًا من حجم الأموال التي تدفقت إلى جيوب ترامب وعائلته. ورغم الانتقادات الواسعة، لا يبدو أن الحزب الجمهوري مستعد لاتخاذ موقف ضد ترامب، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه المزاعم على صورته السياسية والاقتصادية في المرحلة المقبلة.