logo
قمة باريس للذكاء الاصطناعى.. بين الاستثمارات الضخمة والانتقادات اللاذعة!

قمة باريس للذكاء الاصطناعى.. بين الاستثمارات الضخمة والانتقادات اللاذعة!

مصرس١٦-٠٢-٢٠٢٥

استضافت العاصمة الفرنسية، باريس، يومى 10 - 11 فبراير الجارى، قمة عالمية للذكاء الاصطناعى تضمن جدول أعمالها خمسة موضوعات منها؛ توظيف الذكاء الاصطناعى فى خدمة المصلحة العامة، الابتكار والثقافة، وحوكمة الذكاء الاصطناعى على الصعيد العالمى. حضر القمة قادة سياسيون من كل أنحاء العالم بينهم نائب الرئيس الأمريكى، ونائب رئيس الوزراء الصينى، والمستشار الألمانى، ورئيس الوزراء الهندى، والأمين العام للأمم المتحدة، إضافة إلى قادة قطاع التكنولوجيا فى العالم. فى ضوء ما سبق، نعرض أبرز الآراء الواردة فى عدد من الجرائد والمواقع العربية والأجنبية حول مخرجات هذه القمة:
يقول الكاتب التونسى الهاشمى نويرة، فى مقاله المنشور فى جريدة البيان الإماراتية، إن المشاركين ناقشوا، خلال هذه القمة، مجالات تتعلق بالذكاء الاصطناعى، كما تمّ استعراض مخاطر وتداعيات هذه الثورة التكنولوجية على العالم.ويضيف نويرة أن كل الدول والمجتمعات لا تتساوى -كما هو معلوم- إذ تخصّص الدول الرائدة فى هذا المجال مبالغ لافتة تصل مع الولايات المتّحدة الأمريكية إلى 500 مليار دولار، وكذلك الأمر فى الصين، إذ تبلغ التوقعات 120 مليار دولار مع حلول عام 2027.وفى هذا الصدد، يشير الكاتب مارك سكوت، فى مقاله المنشور على موقع «Tech Policy Press»، إلى استثمارات الاتحاد الأوروبى الواردة على لسان رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، معلنة عن 50 مليار يورو من الدعم العام لمشاريع الذكاء الاصطناعى القائمة فى أوروبا (كجزء من خطة استثمار ضخمة فى قطاع الذكاء الاصطناعى الأوروبى بقيمة 200 مليار يورو على مدى السنوات الخمس المقبلة)، مضيفة أن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعى فى التطبيقات الخاصة بالصناعة وتسخير قوتها من أجل الإنتاجية والبشر، هو المكان الذى يمكن لأوروبا أن تقود فيه السباق حقًا.يرى باحثو المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن استثمارات الاتحاد الأوروبى لا تزال متواضعة مقارنة بحجم الاستثمارات الأمريكية والصينية فى مجال الذكاء الاصطناعى.يضيف باحثو المركز أن أوروبا تتحدث عن تنظيم القوانين أكثر مما تتحدث عن دعم الابتكار، فالشركات الناشئة الأوروبية تعانى من أجل الحصول على تمويل ضخم، ما يدفعها إلى الهجرة إلى وادى السيليكون.لكن أورد الكاتب نويرة فى مقاله، أن أوروبا تسعى إلى سدّ الفجوة فى الذكاء الاجتماعى التى تفصلها عن الولايات المتحدة والصين بالخصوص، وهو ما يفسّر تخصيص إمكانيات مادّية ضخمة لتطوير هذا القطاع، ناهيك أنّ فرنسا تعتزم رصد 109 مليارات يورو لتطوير بنيتها التحتية فى مجال الذكاء الاصطناعى من خلال مشاريع مشتركة مع جهات دولية أهمها دولة الإمارات، حيث أعلنت الرئاسة الفرنسية أنّ الاستثمار الإماراتى فى هذا الخصوص هو ما بين 30 و50 مليار يورو.• • •على صعيد آخر، يرى الكاتب شاكيل هاشم، فى مقاله المنشور على تطبيق «Substack»، أن قمة باريس للذكاء الاصطناعى فشلت لكن هذا الفشل أظهر بشكل قاطع أن النهج الحالى لحوكمة الذكاء الاصطناعى غير فعال. ويشير الكاتب إلى التناقض الواضح بين إجراءات القمة والأحداث المتزامنة، ففى حين احتفل المسئولون الفرنسيون بأبطال الذكاء الاصطناعى، حذر العالم ديمس هاسابيس، أحد مؤسسى شركة «ديب مايند» Deep Mind، من احتمالية تحقق حلم الذكاء الاصطناعى العام فى غضون خمس سنوات. كما انتقد داريو أمودى، الرئيس التنفيذى لشركة «أنثروبيك» (شركة ذكاء اصطناعى أمريكية) القمة ووصفها ب«الفرصة الضائعة»، مضيفًا أن المطلوب الآن هو تركيز أكثر على التحديات التقنية والاجتماعية لأنظمة الذكاء الاصطناعى «نظرًا للوتيرة السريعة التى تتقدم بها التكنولوجيا».ويؤكد هاشم أن هذه التكهنات ليست كلامًا فارغًا بل هى تحذيرات صادرة من أشخاص يقومون ببناء هذه الأنظمة، ويعترفون -صراحة- بأنهم لم يحققوا نجاحًا فى مواجهة التحديات التقنية والاجتماعية، التى تعوق جعل أنظمة الذكاء الاصطناعى آمنة.يستشهد هاشم بقول العالم هاسابيس: «إننا فى حاجة إلى قضاء المزيد من الوقت من جانب خبراء الاقتصاد والفلاسفة وعلماء الاجتماع لمعرفة» ما هى ملامح العالم الذى نريده فى ظل وجود الذكاء الاصطناعى العام، ويشير هاشم إلى غياب هذا النوع من المحادثات عن قمة باريس، عكس ما أورده الكاتب نويرة عن مناقشة القمة لمحاور عديدة منها الهجمات الإلكترونية والسلامة المعلوماتية، إضافة إلى تأثيرات الذكاء الاصطناعى على العلوم والصحّة والاقتصاد ومستقبل العمل، وبالخصوص مسألة الحوكمة العالمية للذكاء درءًا للتجاوزات وسعيًا للسيطرة عليها.يضيف هاشم: «إن فشل القمة يتجلى بشكل واضح فى «بيانها بشأن الذكاء الاصطناعى الشامل والمستدام للناس والكوكب»، إذ يرى العالم ستيوارت راسل أن فشل القمة فى معالجة المخاطر الكارثية كان إهمالًا غير مسبوق. واتفق خبراء آخرون على أن الإعلان كان خاليًا تمامًا من أى إجراء لمعالجة مخاطر الذكاء الاصطناعى».. وهذا إهمال لا يغتفر.فى ضوء ما سبق، يوضح هاشم أن البيان النهائى للقمة بلا مضمون ومثير للانقسام، حيث رفضت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التوقيع عليه. وكان تفسير حكومة المملكة المتحدة أن الإعلان لم يوفر وضوحًا عمليًا كافيًا بشأن الحوكمة العالمية، ولا يعالج بشكل كافٍ الأسئلة الأكثر صعوبة حول الأمن القومى. أما الولايات المتحدة فيوضح الكاتب طاهر هانى، فى مقاله المنشور على موقع «فرانس 24»، تبريرها لعدم التوقيع، بحسب ما جاء على لسان نائب الرئيس الأمريكى، جيه. دى. فانس، قائلًا: «نعتقد أن التحيز الإيديولوجى ليس له مكان فى الذكاء الاصطناعى»، منتقدًا التدابير التى اتخذها مصممو الذكاء الاصطناعى للحد من التحيزات العنصرية والجنسية التى قد تظهر فى هذه الأنظمة. ويؤكد شاكيل هاشم أن فشل القمة أظهر حقيقة مفادها أن البلدان إذا تُرِكَت لأجهزتها، فإنها سوف تميل إلى إعطاء الأولوية للمصالح الخاصة على الأمن الجماعى.ختامًا، انقسمت الآراء بين المدح والانتقاد لقمة باريس العالمية للذكاء الاصطناعى، بين من يرى أن القمة نجحت فى جلب المزيد من الاستثمارات فى مجال الذكاء الاصطناعى، وطرف ناقد يرى أنها أهملت تناول القضايا الجوهرية لأنظمة الذكاء الاصطناعى على حساب قضايا أخرى سطحية. لكن المؤكد أن هذه القمة أبرزت احتياج الحكومات إلى الاعتراف بأن أنظمة الذكاء الاصطناعى التحويلية آتية، ربما قريبًا، ونحن غير مستعدين تمامًا لوصولها.إعداد: وفاء هانى عمرالنصوص الأصلية:https://tinyurl.com/58stn6srhttps://tinyurl.com/mpt2vfhjhttps://tinyurl.com/y8akn9bshttps://tinyurl.com/42zwvv5thttps://tinyurl.com/357cnnjs

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ارتفاع العقود الآجلة للنفط لأكثر من 75 دولارًا للبرميل
ارتفاع العقود الآجلة للنفط لأكثر من 75 دولارًا للبرميل

24 القاهرة

timeمنذ 36 دقائق

  • 24 القاهرة

ارتفاع العقود الآجلة للنفط لأكثر من 75 دولارًا للبرميل

واصلت أسعار النفط ، اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، ارتفاعها بعد تذبذبها بين المكاسب والخسائر منذ الارتفاع الأول، وذلك وسط تزايد التوترات مع دخول الحرب الإسرائيلية الإيرانية يومها الخامس. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 75.67 دولار للبرميل، بعد إغلاقه أمس على 73.23 دولار للبرميل وصعدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 73.19 دولار. يأتي هذا بعدما حثّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإيرانيين على مغادرة طهران، مشيرًا إلى ما وصفه برفض طهران لاتفاقٍ يحدّ من تطوير الأسلحة النووية، ونفى التواصل مع إيران من أجل محادثات سلام بأي شكل من الأشكال. أسعار النفط تتراجع عند التسوية.. وخام برنت يسجل 73.23 دولارًا للبرميل مجموعة بازان لتكرير النفط في حيفا تغلق مرافق التكرير بعد هجوم إيراني قتل 3 أشخاص الأسهم الأوروبية تخسر وأنهت الأسهم الأوروبية تعاملات اليوم على انخفاض، بينما تباين أداء الأسهم الآسيوية، إذ تراجعت بورصة هونج كونج، بينما استقرت بورصة شنغهاي، وتقدمت بورصة طوكيو، فتراجع فوتسي 100 بنسبة 0.5% ليصل إلى 8834 نقطة، وانخفض مؤشر كاك 40 بنسبة0.8 % ليصل إلى 7683 نقطة، وخسر مؤشر داكس بنسبة 1.1% ليصل إلى 23.434 نقطة.

اتحاد غرف التجارة والصناعة في صربيا :مصر بوابة العبور إلى أفريقيا والشرق الأوسط
اتحاد غرف التجارة والصناعة في صربيا :مصر بوابة العبور إلى أفريقيا والشرق الأوسط

تحيا مصر

timeمنذ 38 دقائق

  • تحيا مصر

اتحاد غرف التجارة والصناعة في صربيا :مصر بوابة العبور إلى أفريقيا والشرق الأوسط

ألقى جورج زيفانوفيتش، نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في جمهورية صربيا، كلمة بالنيابة عن رئيس الغرفة ماركو كاديز، خلال فعاليات منتدى الأعمال المصري - الصربي، الذي عُقد برئاسة كل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، والدكتور ﭼورو ماتسوت، رئيس وزراء جمهورية صربيا، وذلك في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور عدد من الوزراء وكبار رجال الأعمال من الجانبين. مصر شريك استراتيجي.. وبوابة عبور رئيسية نحو أفريقيا والشرق الأوسط في مستهل كلمته، تقدم زيفانوفيتش بالشكر والتقدير إلى الحكومة المصرية على التنظيم الراقي لهذا المنتدى، وعلى ما لمسه من حفاوة الاستقبال والتعاون الصادق، معربًا عن تقديره للقيادة السياسية المصرية وحرصها على توطيد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع جمهورية صربيا. وأكد أن مصر تُعد بوابة رئيسية نحو القارة الإفريقية والشرق الأوسط، بفضل موقعها الاستراتيجي والبنية التحتية المتطورة التي تجعلها نقطة انطلاق مثالية للأسواق الإقليمية، وهو ما يجعلها تحظى بأولوية لدى مجتمع الأعمال الصربي. وأضاف: "ننظر إلى مصر كشريك استراتيجي طويل الأمد، ونتطلع إلى تعزيز التعاون معها على مختلف المستويات الصناعية والتجارية." اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.. خطوة تاريخية وفرص واعدة وفي سياق كلمته، أشاد زيفانوفيتش باتفاقية التجارة الحرة التي وُقعت بين مصر وصربيا خلال عام 2024، واصفًا إياها بأنها إحدى أبرز الاتفاقيات الاقتصادية في تاريخ التعاون الثنائي، لما تحمله من إمكانات لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين. وأشار إلى أن الاتفاقية تمثل فرصة كبيرة لتوسيع نطاق الشراكات الاقتصادية، لكنها تحتاج إلى متابعة دقيقة من الحكومتين لضمان التغلب على أي تحديات تعيق تنفيذها الكامل، ودعا إلى تفعيل الأطر المؤسسية بين الجانبين لمراقبة الأداء ومواكبة التطورات. ارتفاع التبادل التجاري بنسبة 30% عام 2024 أوضح زيفانوفيتش أن قيمة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في عام 2024 بلغت حوالي 120 مليون دولار، مشيرًا إلى أن التعاون الاقتصادي بين مصر وصربيا شهد نموًا بنسبة 30% خلال العام الماضي، وهي نسبة تعكس جدية البلدين في دعم التبادل التجاري. وأضاف أن المنتديات المشتركة للغرف التجارية والصناعية كان لها دور كبير في تعزيز هذا النمو، من خلال تسهيل تبادل المعلومات بين المستثمرين، وفتح قنوات جديدة للتواصل بين أصحاب الأعمال في البلدين. دعوة لتعميق الشراكة بين مجتمعي الأعمال شدد نائب رئيس اتحاد الغرف الصربية على أهمية دور قطاع الأعمال الخاص في إنجاح الاتفاقيات الثنائية، مؤكدًا أن تعزيز التبادل التجاري المباشر بين الشركات المصرية والصربية سيُسهم في رفع مستوى التعاون وتحقيق التكامل الاقتصادي الحقيقي. وأكد في كلمته: "نقدر شراكتنا مع اتحاد الغرف المصرية، وسنظل نعتبر مصر شريكًا اقتصاديًا أساسيًا في المنطقة، ونحن ملتزمون بالعمل المشترك لتوسيع آفاق التعاون." وجه زيفانوفيتش دعوة مفتوحة إلى رجال الأعمال المصريين لزيارة جمهورية صربيا، من أجل استكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة هناك، خصوصًا في قطاعات الصناعة، والطاقة، والنقل، والبنية التحتية. وقال إن صربيا منفتحة على الشراكات الفعالة، وتسعى لتشجيع المستثمرين المصريين على الدخول إلى السوق الصربية، في ظل وجود تسهيلات وإصلاحات اقتصادية كبيرة تنفذها الحكومة في بلجراد.

مدبولي: علاقات ممتدة مع صربيا.. ومصر بوابة لأسواق إفريقيا
مدبولي: علاقات ممتدة مع صربيا.. ومصر بوابة لأسواق إفريقيا

تحيا مصر

timeمنذ 38 دقائق

  • تحيا مصر

مدبولي: علاقات ممتدة مع صربيا.. ومصر بوابة لأسواق إفريقيا

في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وبلغراد، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس تناميًا في حجم التبادل التجاري الذي بلغ 300 مليون دولار في 2024 جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المنتدى الاقتصادي المصري–الصربي، الذي استضافته العاصمة الإدارية الجديدة بمشاركة رئيس وزراء صربيا، إلى جانب نخبة من المسؤولين ورجال الأعمال من البلدين. وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس البلدين لعبا دورًا تاريخيًا في تأسيس حركة عدم الانحياز وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مصر تُعد نقطة ارتكاز لصربيا في التوجه نحو الأسواق الأفريقية وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس كما عبر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس المنتدى شهد نقاشات موسعة حول الشراكات الممكنة في مجالات الصناعة والزراعة والتكنولوجيا والسياحة، وسط اهتمام من مجتمع الأعمال في البلدين بضخ استثمارات جديدة والاستفادة من الأطر التجارية الحالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store