
ترامب وخيار القوّة أولاً
وحتى عندما جاء مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، إلى الشرق الأوسط، في مسعىً لإعادة الأسرى الإسرائيليين، وبعد جولات عديدة، انتهت مساعيه إلى الفشل في الوصول إلى اتفاق وقف لإطلاق النار، رغم أن حركة حماس وافقت على صفقة شاملة، تتخلّى بموجبها عن إدارة الحكم في غزّة، فتنجز هذه الصفقة تبادل الأسرى وتنهي الحرب، وتمهّد لإعادة إعمار القطاع. لكن ويتكوف عدّل بعد اجتماعه مع مسؤولين مقرّبين من بنيامين نتنياهو المقترحات التي تضمّنتها الصفقة، لتتناسب مع أهداف الحكومة الإسرائيلية في إطالة الحرب، لاعتبارات خاصّة برئيس حكومتها وشركائه في الائتلاف الحاكم.
اتصفت تصريحات ترامب، منذ وصوله إلى البيت الأبيض للمرّة الثانية، بالتناقض والتقلّب
اتصفت تصريحات ترامب، منذ وصوله إلى البيت الأبيض للمرّة الثانية، بالتناقض والتقلّب، فهو يدعو إلى وقف الحروب ويعبّر عن رغبته في بناء عالم من السلم والأمن، وفق منظوره هو، أي السلم الذي يعني عنده استسلام (وإذعان) أطراف يعتبرها مارقةً وغير منخرطة في الأجندتين، الأميركية والإسرائيلية. وشكّلت تصريحاته ومواقفه خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية الماضية أقصى درجات التناقض، وحتى عدم اللياقة والمسؤولية، فقد تبنّى، في البداية، الحلّ الدبلوماسي لتسوية الخلاقات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو ما وثقت فيه طهران، وبنت عليه قراءتها تطوّر الأحداث. لكنّه عملياً ساعد في تحقيق عنصر المفاجأة في أثناء الضربة التي وجّهتها إسرائيل لإيران. ففي الظاهر، طالب إسرائيل بعدم المهاجمة، لكنّه كان يعرف أنها ستهاجم، لأن الإدارة الأميركية هي من يشرف على الخطط، وهي من يحدّد الأهداف ويعطي الضوء الأخضر لأيّ هجوم، ويوفّر الدعم العسكري واللوجستي والاستخباراتي. إذن، أين هي مصداقية ترامب رئيساً للقوة الأولى في العالم؟
هناك مشكل أخلاقي حقيقي يطرح نفسه موضوعياً، إذ يتعامل ترامب مع كلّ الملفّات الشائكة، وجميع الأزمات العالقة، بعقلية رئيسٍ له الحقّ المطلق بالتصرّف في العالم كما يشاء، ومن حقّه أن يفرض العقوبات والرسوم الجمركية، والمطالبة بأراضي الغير لتصبح في ملكية الولايات المتحدة، ومن حقّه أن يهدّد ويفرض أجندته، وهذا ما حدث في قمّة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي احتضنتها لاهاي (24 يونيو/ حزيران الماضي)، فقد فرض ترامب، بعد ضغوط، وبكامل العجرفة والثقة في النفس، قراراً يجبر الدول الأعضاء في الحلف على رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلّي الإجمالي بحلول عام 2035. وتبعاً لذلك، أشاد بهذه الاستجابة الفورية، وقال لرئيس الوزراء الهولندي ديك شوف: "أعتقد أن القمّة كانت رائعة... كانت نجاحاً كبيراً".
يتعامل ترامب مع الملفّات الشائكة، والأزمات العالقة، بعقلية رئيس له الحقّ المطلق بالتصرّف في العالم كما يشاء
ومن يتابع المؤتمرات الصحافية (الفردية والمشتركة) لترامب، يلاحظ حجم السلطوية والشعور بالقوة، وهو يتحدّث بلغة فيها قدر كبير من النرجسية والشعبوية. وقبل مجيئه إلى قمة "الناتو" بيوم، تعمّد تسريب رسالة أرسلها إليه الأمين العام للحلف، مارك روته، يتملّق فيها الأخير بشكل غير مسبوق ترامب. ما تضمّنته هذه الرسالة اعتبرته وسائل إعلام كثيرة إهانةً كبيرةً للأعراف الدبلوماسية، وانبطاحاً أوروبياً كاملاً أمام ترامب. وحكى لي صحافي، تولّى تغطية أشغال القمّة لفائدة فضائية عربية، إن الصحافيّين وجدوا أنفسهم في حالة تخبّط، وفي صراع مع الوقت، بسبب كثرة التصريحات التي كان يدلي بها ترامب، ولوفرة عدد المؤتمرات الصحافية التي كان يعقدها. وفي المؤتمر الصحافي الختامي، الذي تواصل حتى منتصف الليل، فاجأته صحافية أميركية بالسؤال: "خاطبك الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، بعبارة (daddy)"، فانفجر كلّ من كان في القاعة ضاحكاً. نظر ترامب ملياً إلى الصحافية، وردّ عليها: "مارك روته صديق عزيز، لكنّه إذا تصرّف تصرّفاً آخر سأضربه". ورغم مسحة الدعابة التي غلّف بها ترامب كلامه، إلا أنه في العمق (وهذه الحقيقة) يتعامل مع قادة دول الاتحاد الأوربي بفوقية، ويعتبرهم موظّفين تحت إمرته، وعليهم أن يأتمروا بأوامره.
انفضّت قمّة حلف شمال الأطلسي، وغادرت الوفود مدينة لاهاي الوديعة. وما بقي في أذهان الصحافيين، الذين تابعوا القمّة، تلك الصورة الكاريكاتورية والمعبّرة لترامب الأب والمعلّم، ومعه قادة الحلف أطفال أشقياء في مدرسةٍ يفرض عليهم قانونها الداخلي أعلى درجات الانضباط واحترام التعليمات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
ترامب يلعب الغولف في اسكتلندا ومحتجون ينددون بتعامله مع حرب غزة- (صور وفيديو)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتابع لعب الغولف في ملعب ترامب ترنبيري على الساحل الجنوبي الغربي لاسكتلندا، 26 يوليو 2025 إدنبره (اسكتلندا): ابتعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الأنظار في ملعب الغولف الذي يملكه في اسكتلندا اليوم السبت قبل اجتماعاته مع كبار القادة البريطانيين والأوروبيين، وذلك في وقت تحوم فيه تساؤلات في بلاده عن علاقاته بجيفري إبستين الذي أدين بارتكاب جرائم جنسية قبل وفاته. ووصل ترامب أمس الجمعة في زيارة أثارت احتجاجات في اسكتلندا حيث اصطف المئات في شوارع العاصمة إدنبره وهم يلوحون بلافتات مكتوب عليها: 'ليس رئيسي'. HAPPENING NOW: Thousands of protesters have gathered in Edinburgh, Scotland to protest against Donald Trump — Marco Foster (@MarcoFoster_) July 26, 2025 Meanwhile in Aberdeen, Scotland, thousands of protesters have turned up to protest Trump's trip. Protester: 'As for Mr. Trump, all I would say is I could smell the stink right here in Aberdeen when you landed.' — Ron Smith (@Ronxyz00) July 26, 2025 وقال الرئيس الأمريكي للصحافيين لدى وصوله إنه سيزور منتجعين للغولف يملكهما في اسكتلندا، أحدهما في ترنبري على الساحل الغربي حيث يمارس الرياضة اليوم والآخر قرب أبردين. ومن المقرر أن يلتقي ترامب مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والزعيم الاسكتلندي جون سويني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي وصفها بأنها 'امرأة محترمة للغاية'. ومع غضب ترامب من الأسئلة المستمرة حول تعامل إدارته مع ملفات التحقيق المتعلقة بالاتهامات الجنائية الموجهة إلى إبستين ووفاته في السجن عام 2019، طلب من الصحافيين التركيز على قضايا أكبر وأشخاص آخرين. وقال ترامب 'أنتم تضخمون الأمور وتحولون شيئا غير مهم إلى قضية كبيرة'. وأضاف 'لا تتحدثوا عن ترامب. ما يجب أن تتحدثوا عنه هو حقيقة أننا شهدنا أعظم ستة أشهر في تاريخ الرئاسة'. وشوهد ترامب في ملعب الغولف صباح اليوم ولكن لم تكن لديه أي مناسبات عامة في جدول أعماله. وتم إبعاد المراسلين والمؤيدين من خلال تعزيزات أمنية مشددة. وقال البيت الأبيض إن ترامب كان يلعب الغولف مع نجله إريك ترامب والسفير الأمريكي لدى بريطانيا وارن ستيفنز ونجله. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في الملعب أيضا. وقال مصدران مطلعان إن مسؤولي البيت الأبيض يأملون في أن يؤدي الابتعاد عن الأضواء لبعض الوقت إلى تهدئة الجدل الدائر حول قضية إبستين. مخاوف إزاء التعامل مع غزة بعيدا عن ملعب الغولف، تجمع مئات المحتجين المناهضين لترامب أمام القنصلية الأمريكية في إدنبره، ورفع بعضهم لافتات تحمل صورا لترامب مع إبستين. وحمل آخرون في الحشد لافتات مؤيدة للفلسطينيين. HAPPENING NOW🚨: Thousands of protesters gather in Edinburg, Scotland to protest President Trump. Signs: 'Stop Trump' '8647' 'South Park Was Right' 'Free Gaza' etc — Ron Smith (@Ronxyz00) July 26, 2025 ومن المقرر أن يفتتح ترامب في هذه الزيارة ملعبا للغولف قرب أبردين يحمل اسم والدته، ماري آن مكلاود التي ولدت وترعرعت في جزيرة اسكتلندية قبل أن تهاجر إلى الولايات المتحدة. واشترى ترامب ملكية ترنبري، التي تضم فندقا وملعبا للغولف، مقابل 60 مليون دولار في 2014 على أمل إعادة إدراج الملعب لاستضافة البطولة المفتوحة، لكنه قال إن زيارته 'لا تتعلق بذلك'. ولم يستضف الملعب هذه البطولة منذ 2009 وسط مخاوف إزاء عدم توفر أماكن إقامة كافية والافتقار إلى البنية التحتية لحدث يستقطب مئات الألوف. (رويترز)


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
"بوليتيكو": خلاف بين ستارمر ووزارة الخارجية بشأن الاعتراف بفلسطين
كشفت صحيفة "بوليتيكو"، في تقرير مساء الجمعة، عن أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على خلاف مع وزارة الخارجية بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، مشيرة، نقلاً عن اثنين من كبار الشخصيات في الأوسط الدبلوماسية، إلى أن مسؤولين في الوزارة، مثل الوزير ديفيد لامي وآخرين في مناصب أدنى، خلصوا سرّاً إلى أنه حان الوقت لاتخاذ موقف. وأشارت الصحيفة إلى أنّ أعضاء في الحكومة البريطانية حثوا ستارمر هذا الأسبوع على دعم الاعتراف بفلسطين، مع توقيع أكثر من 200 نائب رسالة مشتركة بين الأحزاب لطلب الاعتراف بها. وزعم نائب بارز في حزب العمال أن ستارمر "أكثر حذراً من أي شخص آخر في الحزب تقريباً"، بينما قال آخر إنه يشعر "بعزلة متزايدة" بشأن هذا الموضوع. وجاء هذا التقرير غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه ينوي الاعتراف بفلسطين في سبتمبر/ أيلول القادم، الأمر الذي أثار غضب إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن تردّد ستارمر في الاعتراف بدولة فلسطين مدفوع جزئياً بخشيته من القيام بأي فعل قد يحيي اتهامات معاداة السامية ضد حزب العمال، وارتيابه في أي شيء يمكن وصفه بأنه "سياسة الإيماءات". وتعني هذه السياسة أي عمل يقوم به فرد أو منظمة لأسباب سياسية، ويهدف إلى جذب انتباه الجمهور ولكن له تأثير حقيقي ضئيل. وفي السياق، لفت مستشار الأمن القومي البريطاني السابق بيتر ريكيتس إلى أن الحفاظ على علاقات جيدة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيكون على رأس أجندة الحكومة، مشيراً إلى أن ستارمر لن يتخذ أي إجراء حاسم قبل لقاء ترامب، الذي وصل إلى اسكتلندا الجمعة لزيارة اثنين من ملاعب الغولف الخاصة به، ومن غير المرجح أن يقدّم دعمه الكامل لإقامة دولة فلسطينية لحين انتهاء زيارة ترامب الرسمية في سبتمبر. واتفقت النائبة العمالية ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني إميلي ثورنبيري مع فكرة أن ستارمر لا يرغب في "إزعاج" الأميركيين قبيل لقاء مع ترامب، بعد عام من الجهود المتضافرة لبناء علاقات جيدة مع البيت الأبيض، قائلة للصحيفة: "هناك قائمة طويلة من الأمور التي نحتاج إلى التحدث معه بشأنها، ولكن إذا كان لدينا أي رأس مال لدى البيت الأبيض، فعلينا إنفاقه على هذا". ستارمر: الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تنتهي الآن في الأثناء، نقلت صحيفة ميرور البريطانية، الجمعة، عن ستارمر حديثه عن أنه يعمل مع أقرب حلفاء بريطانيا على مسار للسلام في المنطقة، بالتركيز على الحلول العملية التي ستحدث فرقاً حقيقياً في حياة من يعانون في الحرب على غزة، معتبراً أن هذا المسار سيحدّد خطوات ملموسة لتحويل وقف إطلاق النار الذي تشتدّ الحاجة إليه، إلى سلام دائم. وفي السياق، تحدث عن أن الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يكون أحد هذه الخطوات، قائلاً: "أنا حاسم في ذلك"، مشدداً على أن الأمر يجب أن يكون جزءاً من خطة أوسع تؤدي في النهاية إلى حل الدولتين وأمن دائم للفلسطينيين والإسرائيليين. رصد التحديثات الحية مسؤولون في حزب العمال: ستارمر يعرقل اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين واعتبر ستارمر أن هذه هي الطريقة لضمان أن يكون الاعتراف أداة ذات تأثير بالغ لتحسين حياة الذين يعانون، "وهو ما يجب أن يكون دائماً هدفنا الأسمى". وفي إطار حديثه عن غزة، رئيس الحكومة البريطانية على أن المجاعة واليأس في غزة "مرعبان للغاية"، وأن المملكة المتحدة "ستستخدم كل ما لديها من وسائل لتوفير الغذاء والدعم المنقذ للحياة للفلسطينيين"، مؤكداً أن حرمان الشعب الفلسطيني، وخصوصاً الأطفال والرضّع، من المساعدات الإنسانية أمر غير مبرّر بتاتاً. ونقلت "ميرور" عنه قوله: "أعرف أن الشعب البريطاني مستاء مما يحصل. صور الجوع واليأس في غزة مروعة للغاية"، مؤكداً أن حرمان الفلسطينيين من المساعدات، وكذلك استمرار احتجاز الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين) أمر غير مبرّر بتاتاً، وكذلك التصعيد العسكري الإسرائيلي غير المتناسب في غزة. وأشار ستارمر إلى استشهاد مئات الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية أثناء سعيهم للحصول على المساعدة، كما استشهاد أطفال أثناء جمعهم الماء، وقال: "إنها كارثة إنسانية ويجب أن تنتهي الآن". ولفت إلى أن بلاده قدّمت مساعدات بملايين الجنيهات الاسترلينية إلى غزة، وأعلنت عن دعم إنساني إضافي بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني هذا العام، لكنّ المساعدات لا تصل. واستطرد: "لذا، نوسّع نطاق عملنا، ونسرّع بشكل عاجل جهود إجلاء الأطفال من غزة الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية حرجة، ونحضر المزيد من الأطفال الفلسطينيين إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج الطبي المتخصص". وعلّق ستارمر على الأنباء عن سماح إسرائيل لعدد من الدول بإسقاط المساعدات جواً إلى غزة، لافتاً إلى أنها تأخرت كثيراً، "لكننا سنبذل قصارى جهدنا لإيصالها عبر هذا المسار". ستارمر يجري مباحثات مع ماكرون وميرز واليوم السبت، أجرى رئيس الوزراء البريطاني، اتصالاً هاتفياً مع نظيريه الفرنسي والألماني، وشرح خلاله خطط المملكة المتحدة لإيصال المساعدات إلى سكان غزة وإجلاء الأطفال المرضى والجرحى، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه. وذكر البيان "حدد رئيس الوزراء كيفية المضي قدماً في خطط المملكة المتحدة للعمل مع شركاء مثل الأردن لإسقاط المساعدات جواً وإجلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية". وفي اتصال هاتفي، ناقش ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز الوضع الإنساني في غزة "الذي اتفقوا على أنه مروع". ووفقاً لبيان صادر عن داونينغ ستريت، "اتفقوا جميعاً على ضرورة ضمان وضع خطط فعّالة لتحويل وقف إطلاق النار المُلحّ إلى سلام دائم". وأضاف البيان: "ناقشوا عزمهم على العمل معاً بشكل وثيق على خطة من شأنها أن تمهد الطريق لحل طويل الأمد وتحقيق الأمن في المنطقة. واتفقوا على أنه بمجرد الانتهاء من إعداد هذه الخطة، سيسعون إلى إشراك شركاء رئيسيين آخرين، بما في ذلك من المنطقة، لدفعها إلى الأمام". وتتزايد الضغوط على ستارمر للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد إعلان ماكرون ذلك مساء الخميس. وقال أحد الوزراء بالحكومة البريطانية بعد الإعلان الفرنسي، في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز مساء الخميس: "من المرجح جداً الآن أن نفعل الشيء نفسه. هذا ما نتجه إليه"، إلّا أن مسؤولاً كبيراً في حزب العمال قال للصحيفة "كير ستارمر ومستشاروه الكبار هم من يعرقلون هذا. إنهم يريدون البقاء على مقربة من الولايات المتحدة". وزعم عدد من الشخصيات البارزة في حزب العمال أنّ رئيس الحكومة هو من يضع العراقيل في طريق الاعتراف بدولة فلسطين. ويجادل ستارمر منذ أشهر، في رده على الأصوات في البرلمان وداخل حزبه المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بأن الوقت لم يحن بعد لاتخاذ بريطانيا هذه الخطوة، في الوقت الذي تضغط فيه إدارة دونالد ترامب على حلفاء الولايات المتحدة لعدم الاعتراف بدولة فلسطينية، بحجة أن ذلك سيجعل من الصعب إيجاد حل لإنهاء حرب إسرائيل ضد "حماس" في غزة. وفقة احتجاجية بأوانٍ فارغة في لندن تضامناً مع غزة المجوعة وأمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية في داونينغ ستريت بالعاصمة لندن، تظاهر المئات من البريطانيين، أمس الجمعة، حاملين أوانيَ فارغة لتمثيل تجويع إسرائيل للفلسطينيين في غزة. وبحسب الحملة الدولية للتضامن مع فلسطين، فقد تم وضع ألف وعاء فارغ خارج أبواب داونينغ ستريت تخليداً لذكرى أكثر من 1000 فلسطيني استشهدوا أثناء انتظارهم المساعدات، بينما كانوا يتعرضون للتجويع المتعمد من قبل إسرائيل. 1000 pots laid outside Downing St London for the more than 1000 Palestinians killed seeking food while being deliberately starved by Israel, the UK government's ally. #potsprotest — Palestine Solidarity Campaign (@PSCupdates) July 25, 2025 والخميس، قالت وزارة الصحة في غزة إنّ 26 ألفاً و677 حالة سوء تغذية مسجلة لديها، فيما أشارت إلى أن هناك أكثر من 260 ألف طفل أقل من 5 سنوات في حاجة إلى الغذاء. وتحذر منظمات أممية ومؤسسات محلية من أن استمرار الحصار ومنع المساعدات ينذران بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال، وسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار المنظومة الطبية بالكامل. ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
ترامب يلعب الغولف في اسكتلندا ومئات يحتجون على تعامله مع غزة وقضية إبستين
ابتعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الأنظار في ملعب الغولف الذي يملكه في اسكتلندا اليوم السبت قبل اجتماعاته مع كبار القادة البريطانيين والأوروبيين، وذلك في وقت تحوم فيه تساؤلات في بلاده عن علاقاته بجيفري إبستين الذي أدين بارتكاب جرائم جنسية قبل وفاته. ووصل ترامب، أمس الجمعة، في زيارة أثارت احتجاجات في اسكتلندا حيث اصطف المئات في شوارع العاصمة إدنبره وهم يلوحون بلافتات مكتوب عليها: "ليس رئيسي". وقال الرئيس الأميركي للصحافيين لدى وصوله إنه سيزور منتجعين للغولف يملكهما في اسكتلندا، أحدهما في ترنبري على الساحل الغربي حيث يمارس الرياضة اليوم والآخر قرب أبردين. ومن المقرر أن يلتقي ترامب مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والزعيم الاسكتلندي جون سويني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين التي وصفها بأنها "امرأة محترمة للغاية". ومع غضب ترامب من الأسئلة المستمرة حول تعامل إدارته مع ملفات التحقيق المتعلقة بالاتهامات الجنائية الموجهة إلى إبستين ووفاته في السجن عام 2019، طلب من الصحافيين التركيز على قضايا أكبر وأشخاص آخرين. وقال ترامب: "أنتم تضخمون الأمور وتحولون شيئا غير مهم إلى قضية كبيرة". وأضاف "لا تتحدثوا عن ترامب. ما يجب أن تتحدثوا عنه هو حقيقة أننا شهدنا أعظم ستة أشهر في تاريخ الرئاسة". رصد التحديثات الحية "بوليتيكو": خلاف بين ستارمر ووزارة الخارجية بشأن الاعتراف بفلسطين وشوهد ترامب في ملعب الغولف صباح اليوم، ولكن لم تكن لديه أي مناسبات عامة في جدول أعماله. وجرى إبعاد المراسلين والمؤيدين من خلال تعزيزات أمنية مشددة. وقال البيت الأبيض إن ترامب كان يلعب الغولف مع نجله إريك ترامب والسفير الأميركي لدى بريطانيا وارن ستيفنز ونجله. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في الملعب أيضا. وقال مصدران مطلعان لوكالة "رويترز" إن مسؤولي البيت الأبيض يأملون أن يؤدي الابتعاد عن الأضواء لبعض الوقت إلى تهدئة الجدل الدائر حول قضية إبستين. مخاوف إزاء التعامل مع غزة بعيدا عن ملعب الغولف، تجمع مئات المحتجين المناهضين لترامب أمام القنصلية الأميركية في إدنبره، ورفع بعضهم لافتات تحمل صورا لترامب مع إبستين. وحمل آخرون في الحشد لافتات مؤيدة للفلسطينيين. وقالت كات كتمور (31 عاماً)، وهي من سكان إدنبره، إنها شعرت بضرورة الاحتجاج على زيارة ترامب لمخاوفها البالغة حيال تدهور الوضع في غزة بعد حرب مستمرة منذ 21 شهراً وما تعتبرها هجمات الرئيس الأميركي على المبادئ الديمقراطية. وأضافت: "هناك مرحلة ستكون فيها متواطئاً إذا فرشت السجادة الحمراء لشخص وضع مواطني بلده وطالبي اللجوء في معسكرات الاعتقال". ومن المقرر أن يفتتح ترامب في هذه الزيارة ملعبا للغولف قرب أبردين يحمل اسم والدته ماري آن مكلاود التي ولدت وترعرعت في جزيرة اسكتلندية قبل أن تهاجر إلى الولايات المتحدة. وقال غابرييل نيغرو، وهو إيطالي يعمل في جامعة إدنبره، إنه شارك في الاحتجاج لإرسال إشارة إلى أنه مثل الآخرين لا يتفق مع سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة وموقفه من غزة. رصد التحديثات الحية "أكسيوس": إدارة ترامب تراجع سياساتها بشأن غزة بعد 6 أشهر من الفشل من ناحية أخرى، قال ترامب، اليوم السبت، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع زعيمي كمبوديا وتايلاند للضغط من أجل وقف إطلاق النار في ظل استمرار القتال على طول الحدود بين البلدين لليوم الثالث. وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال": "انتهت المكالمة مع زعيم كمبوديا، لكن من المتوقع أن أتصل به مجدداً بشأن وقف إطلاق النار بناء على موقف تايلاند. أحاول تبسيط موقف معقد!". (رويترز، العربي الجديد)