
"يمكن للصداقة تحمله"- ميرتس يدافع عن قرار وقف أسلحة لإسرائيل – DW – 2025/8/10
دافع المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الأحد (العاشر من آب/ أغسطس 2025) عن وقف تسليم إسرائيل شحنات أسلحة، مع تزايد انتقادات كوادر في حزبه لهذه الخطوة. وقال ميرتس في تصريح لقناة تلفزيونية ألمانية رسمية: "تقف جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى جانب إسرائيل منذ 80 عاما. ولن يتغير شيء من ذلك". وأضاف "سنواصل مساعدة هذا البلد في الدفاع عن نفسه".
وكان ميرتس قد قال الجمعة إن ألمانيا ستوقف صادراتها إلى إسرائيل من المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في قطاع غزة ردا على خطة الدولة العبرية للسيطرة على مدينة غزة، ولذا وُجّهت انتقادات علنية في صفوف "الاتحاد المسيحي الديموقراطي"، الذي يتزعّمه ميرتس، لحظر الأسلحة الجزئي الذي فرضه المستشار، بما في ذلك في المنظمة الشبابية للحزب، التي اعتبرت أن الخطوة تتعارض مع المبادئ الأساسية الحزبية والألمانية.
وقال المستشار إنه طمأن رئيس إسرائيل في وقت سابق الأحد إلى أن ألمانيا ليست بصدد التخلي عن صداقتها التقليدية مع إسرائيل، وقال: "لدينا نقطة خلافية واحدة تتعلق بالعمل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة"، لافتا إلى أن "هذا الأمر يمكن للصداقة أن تتحمّله". وقال ميرتس في تصريحه للتلفزيون الألماني إن تضامن ألمانيا مع إسرائيل لا يعني "أنه يتعين علينا اعتبار أن كل قرار تتوصّل إليه الحكومة هو قرار جيد وندعمه إلى حد تقديم المساعدة العسكرية بما في ذلك الأسلحة".
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
ووفقًا لتقرير في صحيفة "بيلد"، فإن ميرتس لم يُبلّغ قيادة الحزب الاجتماعي المسيحي (البافاري)، شقيق الحزب المسيحي الديمقراطي، بقرار وقف الأسلحة جزئيا إلى إسرائيل. وقوبل القرار باستياء داخل الحزب البافاري، وفقًا لأوساط بالائتلاف الحاكم. وكان زعيم الحزب البافاري ماركوس زودر ووزير الداخلية الاتحادي، ألكسندر دوبرينت، قد أكدا مرارًا وتكرارًا على التضامن مع إسرائيل، وساد استياء من وزير الخارجية فاديفول وتصريحاته المنتقدة لإسرائيل.
وقال ميرتس: "لم أتخذ هذا القرار بمفردي، لكنه في نهاية المطاف قرار أتحمل أنا وحدي مسؤوليته، ولا يمكنني طرحه للتصويت الديمقراطي". وشهدت نبرة ميرتس حيال إسرائيل تشددا منذ أشهر مع تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يحذر خبراء الأمم المتحدة من مجاعة تهدد القطاع الفلسطيني المدمّر من جراء الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
ومن جهته، انتقد تينو شروبالا زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي ، المتطرف جزئيا، المستشار فريدريش ميرتس بسبب "تردده" في مسألة حظر الأسلحة لإسرائيل. وقال شروبالا لقناة "زد دي اف" في تصريحات نشرت اليوم الأحد: "لا يمكنه توحيد حكومته وراءه ولا مجموعته البرلمانية..". وفي الوقت نفسه، أكد شروبالا أن حزب البديل من أجل ألمانيا يدعم حظر الأسلحة من حيث المبدأ وتابع: "موقفنا بشأن شحنات الأسلحة إلى مناطق الأزمات والحروب، على سبيل المثال، واضح. لقد رفضنا هذا دائما منذ البداية، بما في ذلك في بياننا الانتخابي، ونحن نلتزم بذلك".
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
وفي إسرائيل أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الدولة العبرية ستواصل الحرب في غزة حتى "تنتصر" فيها، وهي مستعدة لذلك حتى من دون دعم أي طرف. وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي في القدس: "سننتصر في الحرب مع أو من دون دعم أحد"، وذلك بعدما لقيت الخطة التي أقرّها المجلس الأمني المصغّر الجمعة انتقادات حتى من حلفاء لإسرائيل.
وكان نتنياهو يرد أيضا على ما أسماه "حملة أكاذيب عالمية"، مع تزايد الإدانة للعملية العسكرية .وأكد نتنياهو أن هناك "جدولا زمنيا قصيرا نسبيا" في ذهنه للخطوات المقبلة في غزة. وأضاف أن الأهداف هناك تشمل نزع السلاح في غزة، ومنح الجيش الإسرائيلي "سيطرة أمنية مطلقة" عليها، وتولي إدارة مدنية غير إسرائيلية شؤونها.
ميدانيا، قتل ما لا يقل عن 26 فلسطينيا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في قطاع غزة. وقال مسؤولو مستشفيات إنهم تسلموا جثثا من مناطق كان الفلسطينيون يتجمعون فيها طلبا للمساعدة، سواء على طول طرق قوافل الغذاء أو بالقرب من نقاط توزيع المساعدات. وأوضح مستشفى ناصر أن بين القتلى عشرة أشخاص قتلوا أثناء انتظارهم وصول
شاحنات المساعدات قرب الممر الجديد المعروف بـ"ممر موراج"، الذي يفصل بين مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع. وفي شمال غزة، قتل ستة أشخاص أثناء انتظار المساعدات قرب معبر زيكيم،
وفق وزارة الصحة في غزة ومستشفى الشفاء في مدينة غزة الذي استقبل الجثامين.
وفي وسط القطاع، قال شهود إنهم سمعوا في البداية طلقات تحذيرية، قبل أن توجه النيران نحو حشود من طالبي المساعدة الذين كانوا يحاولون الوصول إلى موقع لتوزيع الغذاء تديره "مؤسسة غزة الإنسانية". ولم تتمكن وكالة
أسوشيتد برس من التحقق بشكل مستقل من مصدر إطلاق النار. وأفاد مستشفى العودة في مخيم لنصيرات القريب بأن أربعة أشخاص قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي.
تحرير: صلاح شرارة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 14 ساعات
- DW
"غير مقبول" - دول ترفض مشروع معاهدة للحد من تلوث البلاستيك – DW – 2025/8/13
"هدية لصناعة البتروكيماويات وخيانة للبشرية"، رفضت دول نص مشروع معاهدة للحد من تلوث البلاستيك. ويحاول 184 بلدا الاتفاق في جنيف حول تدابير الحد من هذا التلوث عالميا، لكن دولا منتجة للنفط ترفض تقييد إنتاج هذه المشتق النفطي. رفضت دول عدة اليوم الأربعاء (13 أغسطس/ آب 2025) نص مشروع معاهدة جديدة بشأن تلوث البلاستيك عرض الأربعاء في الجلسة العامة للأمم المتحدة في جنيف، كما انتقدته بشدة منظمات غير حكومية، لا سيما بسبب عدم الإشارة إلى أي قيود على الإنتاج الصناعي للبلاستيك الخام. وقبل ثلاثين ساعة من الموعد المقرر لنهاية المفاوضات الصعبة التي تجري منذ نحو ثلاث سنوات حول هذا الموضوع، وصف مندوبو كولومبيا وتشيلي والمكسيك وبنما وكندا والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص هذا النص الموجز الذي صاغه الدبلوماسي الذي يرأس النقاشات لويس فاياس فالديفييسو بأنه "غير مقبول". وأعربت المنظمات غير الحكومية التي تابعت النقاشات عن معارضتها للنص الذي وصفه غراهام فوربس، رئيس وفد غرينبيس، بأنه "هدية لصناعة البتروكيماويات وخيانة للبشرية". وبالنسبة لممثل تشيلي فإن هذا النص "غير متوازن" لأن "كل شيء محدد على المستوى الوطني والنص لا يخلق أي مساحة للتعاون الدولي لمكافحة التلوث البلاستيكي". To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وكان الجدل لا يزال قائما بين مجموعة من الدول المنتجة للنفط التي ترفض أي قيود على إنتاج البلاستيك، وهو أحد مشتقات النفط، وأي حظر على هذه الجزيئات التي تُعد ضارة بالبيئة أو الصحة على المستوى العالمي. في المقابل يحظى هذان الإجراءان بدعم قوي من مجموعة من الدول "الطموحة" ومنظمات غير حكومية. من جانبها قالت باميلا ميلر الرئيسة المشاركة للشبكة الدولية للقضاء على الملوثات IPEN، وهي منظمة غير حكومية، إن "معاهدة البلاستيك بمثابة صراع بين النفط وصحتنا. على الحكومات في جنيف أن توضح إلى أي جانب تقف". وتحاول وفود من 184 بلدا التوصل إلى اتفاق حول التدابير اللازمة للحد من تلوث البلاستيك على مستوى العالم، إلا أن المفاوضات تبدو صعبة قبل أقل من 36 ساعة من الموعد المقرر لتسليم معاهدة عالمية ملزمة. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video ووصل عشرات الوزراء إلى جنيف لمحاولة كسر الجمود مع اقتراب المحادثات التي استمرت عشرة أيام من نهايتها، لكن المواقف المتباينة على نطاق واسع جعلت المفاوضات "صعبة جدا"، وفقا لوزير البيئة الدنماركي ماغنوس هونيكي. وكان من المتوقع صدور نسخة جديدة من نص المعاهدة التي عمل عليها المندوبون طوال فترة المحادثات في وقت لاحق الأربعاء، وفق ما أفادت مصادر عدة وكالة فرانس برس، كما تم تحديد جلسة عامة لتقييم الوضع عند الساعة السابعة كم مساء اليوم (17,00 ت غ).


DW
منذ يوم واحد
- DW
100 يوم على حكومة ميرتس .. تحولات في السياسة الألمانية – DW – 2025/8/13
تولى فريدريش ميرتس منصب المستشار قبل 100 يوم، استطاع خلالها إسماع صوته على المستوى الدولي ودعا أيضًا إلى سياسة هجرة متشدّدة. كما أن الائتلاف الحاكم بقيادته مهدّد بفقد الثقة بين أعضائه بسبب نزاع حول المحكمة الدستورية. عندما اجتمع البرلمان الاتحادي الألماني (بوندستاغ) في 6 أيار/مايو لانتخاب زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، فريدريش ميرتس، مستشارًا لألمانيا، تحدَّث بعض المراقبين عن "الفرصة الأخيرة" للديمقراطية الألمانية. وقالوا إن حدوث صراع يدوم سنوات، مثل الصراع الذي شهدته الحكومة السابقة المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الليبرالي، قد يُمزّق المجتمع نهائيًا ويؤدي إلى صعود اليمين الشعبوي وزيادة الغضب من النخب السياسة إلى مستويات لا تُطاق. وفي الانتخابات الاتحادية في شباط/فبراير 2025، تمكن حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، اليميني المتطرف في بعض أجنحته، من مضاعفة نتيجته أخيرًا بحصوله على 20.8 بالمائة من أصوات الناخبين. والآن أراد المحافظون من حزب فريدريش ميرتس والاشتراكيون الديمقراطيون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي العمل معًا لضمان الهدوء والموثوقية. ولكن البداية فشلت فشلاً ذريعًا: فقد خسر فريدريش ميرتس في البداية التصويت على منصب المستشار. وكانت تنقصه ستة أصوات من حزبه، وهو أمر لم يحدث قبل ميرتس قط لأي مرشح لمنصب المستشار. ولكن في الجولة الثانية تم انتخابه مستشارا جديدا لألمانيا في 6 أيار/مايو 2025. وعلى مدى المائة يوم منذ ذلك الحين، كان ميرتس حاضرًا قبل كل شيء في السياسية الخارجية. فبعد انتخابه بفترة قصيرة، قام بزيارة رفيعة المستوى إلى أوكرانيا برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وأكد تضامنه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفي بداية حزيران/يونيو، زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وحظي بمعاملة طيبة على العكس من زوار آخرين كثيرين. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وكذلك ترك ميرتس انطباعًا جيدًا في قمتي الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. وأثار ضجة أحيانًا باختياره غير الدبلوماسي لكلماته، مثل تصريحه بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 حزيران/يونيو: "هذا هو العمل القذر الذي تقوم به إسرائيل نيابة عنا جميعًا. نحن أيضًا نعاني من هذا النظام. نظام الملالي جلب الموت والدمار إلى العالم بهجمات واغتيالات وسفك للدماء من خلال حزب الله وحماس". ولكن قبل ذلك، انتقد ميرتس إسرائيل بشكل صريح غير معتاد، وقال إنَّه لم يعد يفهم ما هي الاستراتيجية التي يتبعها الجيش في عملياته داخل قطاع غزة. لقد تحدث ميرتس كثيرًا حول قضايا السياسة الخارجية لدرجة أنَّ وزير خارجيته، يوهان فاديفول، غالبًا ما كان يتراجع إلى خلفية المشهد. أما على صعيد السياسة الداخلية فقد ركزت الحكومة الجديدة منذ البداية على مسألة الهجرة: ومن خلال رفض دخول المهاجرين وإعادتهم عند الحدود، أراد وزير الداخلية الجديد ألكسندر دوبرينت (من الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري)، الحد من الهجرة غير النظامية. وحتى من خلال رفض طالبي اللجوء وإبعادهم عن ألمانيا، وهو عمل ينتهك قانون الاتحاد الأوروبي، بحسب رأي العديد من المنتقدين. وبعد أن أعادت ألمانيا فرض الرقابة والتفتيش على حدودها مع بولندا، ردت بولندا من جانبها بالمثل، مما أدى إلى اختناقات مرورية طويلة على جانبي الحدود. ودافع دوبرينت كثيرًا عن سياسة الهجرة التقييدية قائلًا: "أوروبا منطقة منفتحة على العالم. والاتحاد الأوروبي منطقة منفتحة على العالم. وسنظل كذلك. لكننا لا نريد أن تقرّر عصابات التهريب الإجرامية من يدخل إلى منطقتنا. نحن نريد أن تحدد القرارات السياسية الطرق القانونية للدخول إلى أوروبا، وألا نتركها للعصابات الإجرامية". أثارت الحكومة الجديدة ضجة كبيرة حتى قبل توليها مهامها: فقد شكلت مع حزب الخضر أغلبية الثلثين في البوندستاغ وألغت القواعد الألمانية الصارمة لكبح الديون. وبالتالي ستتوفر لدى ألمانيا في السنين القادمة 500 مليار يورو إضافية لإعادة تسليح الجيش الألماني، و500 مليار يورو أخرى لتجديد البنية التحتية والطرق والسكك الحديدية والمدارس وحماية المناخ. وهذا مع أنَّ ميرتس والمحافظين كانوا قد وعدوا خلال الحملة الانتخابية بالالتزام بقواعد كبح الديون. وحول ذلك قال في البوندستاغ وزير المالية الجديد لارس كلينغبايل، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إنَّ "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وصندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية ومجموعة السبع - جميعهم دعوا ألمانيا مرارًا وتكرارًا في السنين الأخيرة إلى زيادة الاستثمار وجعل قواعد الاقتراض أكثر مرونة. وحتى الآن كان ذلك غير ممكن. ولكننا هنا في البرلمان أزلنا أخيرًا هذه القيود، وأصبحنا نستثمر في مستقبل بلدنا أكثر بكثير من السابق". أجرت DW (دويتشه فيله) الأسبوع الماضي استطلاع رأي عشوائي في شوارع برلين حول السؤال: كيف وجد الناس بداية الحكومة الجديدة؟. وأجاب شاب: "الأمور تتقدم إلى الأمام وأتمنى أن تستمر على هذا النحو". وقالت شابة: "يجب أن أقول بصدق إنَّني لم أنتخب ميرتس ولن أنتخبه". بينما قال رجل مسن حول الديون الجديدة الكثيرة التي اقترضتها الحكومة: "أعتقد أنَّه عمل سيء عندما يتم نكث الوعود المقدمة قبل الانتخابات". وأخيرًا قال شاب: "أنا لست من المعجبين كثيرًا بالحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي ولم أنتخبهما أيضًا، ولكنني آمل أن يتمكنا من الحافظ على ألمانيا". واتضح خاصة خلال الأسابيع الأخيرة أنَّ الحكومة باتت متأثر من جديد بآراء محافظة: فقد كان علم قوس قزح يرفرّف دائمًا في الأعوام السابقة فوق مبنى البرلمان في مسيرة "كريستوفر ستريت داي" لدعم مجتمع الميم، لكن هذه المرة منعت ذلك رئيسة البوندستاغ الجديدة يوليا كلوكنر (من الحزب المسيحي الديمقراطي). مما أثار انتقادات كثيرة، على الرغم من أنَّ كلوكنر سمحت برفع علم قوس قزح في اليوم العالي لمناهضة رهاب المثلية في 17 أيار/مايو. ولذلك سارع ميرتس مجددًا ليساعد رئيسة البرلمان بتصريح اختار فيه كلمات جريئة: "البوندستاغ طبعًا ليس خيمة سيرك يمكن أن يرفع عليها أي علم. يوجد يوم واحد في السنة، هو 17 أيار/مايو، يُرفع فيه علم قوس قزح. وفي جميع الأيام الأخرى يُرفع العلم الألماني والعلم الأوروبي فوق البوندستاغ الألماني". To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وعلى الرغم من هذه الجدالات فقد سار عمل الحكومة في البداية بهدوء - حتى اليوم الأخير في البوندستاغ قبل عطلته الصيفية: فقد كانت الحكومة تريد التصويت على تعيين عدد من المرشحين كقضاة جدد في المحكمة الدستورية الاتحادية. وفي الماضي كانت الأحزاب الحاكمة تحاول دائمًا شغل المناصب المهمة بالتراضي ومن دون خلافات، وذلك حتى لا تضر بسمعة أعلى محكمة ألمانية. ولكن هذا لم ينجح هذه المرة: فقد رفض الكثير من النواب المحافظين التصويت لصالح مرشحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، القانونية الشهيرة من مدينة بوتسدام، فراوكه بروسيوس-غيرسدورف. وقبل ذلك تم التحريض ضد هذه المرشحة، خاصة في قنوات التواصل الاجتماعي اليمينية. وبعد إلغاء عملية الانتخاب، تحدث الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن خرق خطير للثقة. ومن المؤكد أنَّ هذا الخلاف سيهيمن أيضًا على فترة ما بعد العطلة الصيفية، لأنَّ الحزب الاشتراكي الديمقراطي ما يزال مصرًا على مرشحته. وحاليًا يلقي الخلاف حول قضاة المحكمة الدستورية الاتحادية بظلاله على سجل عمل الحكومة بعد مائة يوم من توليها مهامها. أعده للعربية: رائد الباش / تحرير: صلاح شرارة


DW
منذ 2 أيام
- DW
وقف ألمانيا تصدير أسلحة لإسرائيل- نهاية مبدأ المصلحة العليا؟ – DW – 2025/8/12
أعلن المستشار الألماني ميرتس عن وقف إمداد إسرائيل بأسلحة يمكن استخدامها في قطاع غزة. لذلك يتهمه النقاد بالتخلي عن إسرائيل. بيد أنَّ هذا التوقف ربما لا يوجد له أي تأثير يُذكر. صحيفة "بيلد" الشعبية الأوسع انتشارًا في ألمانيا، أصدرت حكمها منذ فترة طويلة على المستشار فريدريش ميرتس (من الحزب المسيحي الديمقراطي): "المستشار المنعزل أعلن خطأه الأكبر"، كما كتبت الصحيفة. وكانت تقصد بذلك قرار رئيس الحكومة الألمانية التوقف عن إمداد إسرائيل بأسلحة يمكن استخدامها أيضًا في حرب غزة. وذكرت صحيفة "بيلد" أنَّ ميرتس اتخذ هذا القرار بمفرده تقريبًا، ولم يُبلغ به حتى الحزب البافاري الشقيق، حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي. وأنَّ جميع أوساط حزبه المحافظ قد عبّرت عن عدم تفهمها لهذا القرار. وأعلن ميرتس في يوم الجمعة الثامن من آب/ أغسطس عن قراره هذا كتابيًا: وكما يبدو في رد على خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتلال مدينة غزة، كتب المستشار ميرتس، وهو زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ أيضًا، أنَّ: "الحكومة الألمانية لا تزال تشعر بقلق عميق بشأن استمرار معاناة الأهالي المدنيين في قطاع غزة". وأضاف أنَّه: "مع هذا الهجوم المخطط، تتحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أكبر من ذي قبل عن توفير احتياجاتهم". ثم جاءت الجملة التي أثارت جدلًا سياسيًا في برلين: "في ظل هذه الظروف، لن توافق الحكومة الألمانية حتى إشعار آخر على تصدير أية معدات عسكرية يمكن استخدامها في قطاع غزة". هل تتخلى ألمانيا بهذا القرار عن إسرائيل؟ الدولة التي تعتبر في ألمانيا "كمصلحة عليا للدولة"؛ أي الدفاع الشديد من قبل كل حكومة ألمانية عن حق إسرائيل في الوجود وأمنها؟ المُبرَّر بمسؤولية ألمانيا التاريخية عن الهولوكوست، وإبادة النازيين لنحو ستة ملايين يهودي؟ في نهاية الأسبوع، وجد ميرتس نفسه مضطرًا بعد انتقادات واسعة إلى تبرير قراره مرة أخرى. وقال يوم الأحد في القناة التلفزيونية الأولى الألمانية إنَّ مبادئ السياسة الألمانية تجاه إسرائيل لم تتغير. وأضاف "سنواصل مساعدة هذا البلد في الدفاع عن نفسه" ولكن الحكومة الألمانية "لا تستطيع توريد أسلحة لصراع يودي بحياة مئات الآلاف من الضحايا المدنيين. وتبقى ألمانيا صديقة لإسرائيل، ولكن مثل هذا الخلاف الحالي يمكن للصداقة تحمله". لم يُسمع في البداية الكثير من الأعضاء القياديين في الحزب المسيحي الديمقراطي - لا انتقاد ولا دعم لميرتس. وهكذا فقد صمت مثلًا زعيم الكتلة البرلمانية المؤثر ينس شبان. بينما جاءت انتقادات لاذعة من الحزب المسيحي الاجتماعي، الحزب الشقيق في بافاريا. وحول ذلك قال شتيفان ماير، خبير السياسة الخارجية للحزب في البرلمان (البوندستاغ)، لصحيفة "تاغس شبيغل" إنَّه يرى معاناة نحو مليوني إنسان في قطاع غزة: "لكن السؤال إن كان قرار الوقف الجزئي لتوريد الأسلحة هو الرد الصحيح على ذلك. أنا والعديد من الزملاء الآخرين رأينا مختلف". وكذلك وضع ماير قرار المستشار ميرتس ضمن سياق واردات الأسلحة من إسرائيل إلى ألمانيا، والتي يمكن أن يتم خفضها الآن، وهو ما قد يكون بحسب رأيه كارثيًا: "إذا عرفنا مدى اعتماد ألمانيا على واردات الأسلحة من إسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بهذه المجالات المهمة مثل الدفاع السيبراني، ومضادات الطائرات المسيرة، والمظلات الدفاعية، والتعاون الاستخباراتي". وكتب خبير السياسة الخارجية في الحزب المسيحي الديمقراطي، رودريش كيزفيتر، على منصة إكس: "مصداقية المصلحة الألمانية العليا تُقاس خاصة بالتعاون الأمني والالتزام بحماية الحياة اليهودية ودولة إسرائيل". وكذلك هيمن على النقاش في نهاية الأسبوع السؤال حول كيفية الوصول إلى هذا القرار المفاجئ يوم الجمعة. وهل تأثر ميرتس أيضًا باستطلاعات الرأي الأخيرة، مثل الاستطلاع الذي أجرته القناة التلفزيونية الأولى الألمانية في برنامج "دويتشلاند تريند" ونشره قبل أيام معهد "إنفراتست ديماب"؟ حيث أظهر هذا الاستطلاع أنَّ أغلبية واضحة نسبتها 66 بالمائة من الأشخاص المستطلعة آراؤهم يعتقدون أنَّ المستشار يجب عليه زيادة الضغط لإجبار إسرائيل على تغيير سلوكها. وفي السابق أكد دائمًا كل من المستشار ميرتس وسلفه، أولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على أنَّ ألمانيا لا تزال لديها مسؤولية خاصة تجاه وجود إسرائيل. ولكن من بين الأشخاص المستطلعة آراؤهم في برنامج "دويتشلاند تريند" على القناة الألمانية الأولى لا يزال 31 بالمائة فقط يؤيدون بذلك، أي أقل بنسبة 5 بالمائة عن النسبة السابقة. والناس لا يثقون كثيرًا بحكومة ميرتس، التي لم يمضِ على توليها السلطة 100 يوم: إذ أن 69 بالمائة غير راضين عن أدائها. ويوم الاثنين هيمن على مؤتمر الحكومة الصحفي السؤال حول الأسلحة التي لن يتم توريدها لإسرائيل. وقد فاجأ متحدثٌ باسم وزارة الدفاع الألمانية الجميع بملاحظته أنَّ ألمانيا على أية حال لم تعد ترسل لإسرائيل أية أسلحة وذخائر منذ اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وأشار إلى تصريح سابق لوزير الدفاع بوريس بيستوريوس. وفي مقابلة صحفية قال رئيس مكتب المستشار، تورستن فراي (من الحزب المسيحي الديمقراطي)، إنَّ ألمانيا ستواصل توريد الأسلحة لإسرائيل، وخاصةً "... كل ما يخدم دفاع إسرائيل عن نفسها، مثلًا في مجال الدفاع الجوي والدفاع البحري". ومن جهة أخرى حصل ميرتس على دعم من شريكه في الائتلاف، الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي هذا الصدد قالت زعيمة الحزب، وزيرة العمل الألمانية، بيربل باس، للقناة الأولى الألمانية: "اتهام فريدريش ميرتس بخيانة إسرائيل أمر مبالغ فيه". ويبدو أنَّ المستشار نفسه يريد حاليًا تهدئة الوضع وعدم الإدلاء بمزيد من التصريحات. وقد ورد يوم الاثنين أنَّه لا توجد خطط لإجراء محادثة أخرى مع بنيامين نتنياهو. وحول ذلك أعلن نتنياهو يوم الأحد بحسب مكتبه أنَّه أعرب عن "خيبة أمله" في محادثة هاتفية مع المستشار. وأضاف أنَّ المستشارة يكافئ بهذه الخطوة حركة حماس، المصنفة في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول أخرى كمنظمة إرهابية. أعده للعربية: رائد الباش